الطريق إلى التوبة
5.99K subscribers
10.2K photos
388 videos
243 files
5.34K links
قد تركتُ الكُلَّ ربّي ماعداك
ليس لي في غربةِ العمر سِواك...
حيثُ ما أنتَ فـ أفكاري هُناك..
قلبي الخفاقُ أضحۍ مضجعك..
في حنايا صدري أُخفي موضعك..

اي استفسار او ملاحظة ارسلها حصرا على هذا البوت

@altaubaa_bot

فهرس القناة
https://t.me/fhras_altauba
Download Telegram
الطريق إلى التوبة
Sticker
#عـــــــاشــــــــوراء
#تكملة الفصل السادس
#قصة_توبة _الحر_بن_يزيد_الرياحي


- هناك نموذج اخر للبطولة
الحر بن يزيد الرياحي

هذا الرجل الذي كان يمكن ان يصبح " لعنة التاريخ " في عاشوراء .
فهو اول من وقف في وجه الامام.
واول من هدده بالحرب.
واول من طالبه ان يضع يده في يد يزيد.
وكان السبب المباشر لحبس الامام في صحراء كربلاء حتى يجتمع عليه جيش الكوفة الضخم.

اذن ... كان يمكن ان يصبح اللعنة الاولى . لولا انه ثار في الوقت المناسب على ...ذاته....
ان الثورة تشتعل، اول ماتشتعل في " نفس الانسان " ثم تمتد الى المجتمع.
ان الثائر يجب الا يحمل نقاط ضعف في ذاته.

يجب ان لا يكون عبداً لشهوة الجنس، او شهوة الطمع، او شهوة السلطة. او حتى شهوة الحياة.

ولكن التخلص من سلطان الشهوات ليس سهلاً فالقلة من يستطيع التخلص. ولكن هذه القلة هي من تحمل مشاعل الدرب لمن يريد ان يصنع الخير لامته.
وكان هذا الشهيد من القلة.
كان ضابطاً في الجيش يعيش تحت اوامره الف جندي فارس.

خرج من الكوفة مع لواء كامل وهدفه ان يجبر الامام على البيعة ليزيد او يأخذه الى عبيد بن زياد الى الكوفة بعد ان خدعه النظام بشرعية خلافة يزيد بن معاوية.

وظل محتفظاً برتبته كضابط حتى صباح يوم عاشوراء (١٠/ ١ / ٦١ هـ) حيث اصطف كل من جيش الامام وجيش بن سعد استعداداً للقتال.
هو كان من الطليعة في جيش بن زياد ومنعه من العودة الى مكة او المسير الى مكان اخر حتى يبايع يزيد.

والآن حيث جاءت الاوامر صريحة ومشددة بقتل الامام الحسين (عليه السلام) وكافة من معه او يبايعوا يزيد .
فأن ضمير الرجل بدأ يتململ.
ماذا؟ أيقتل الحسين وكل من معه؟
ولماذا يقتل الحسين؟
هل ارتكب جريمه لانه رفض النظام القائم؟
وهل رفض النظام الفاسد يتطلب القتل؟


#يتبع
#خادمة_الزهراء

🌸 الطريق إلى التوبة 🌸
https://telegram.me/altauba
---------------
https://www.facebook.com/altaubaa
الطريق إلى التوبة
Sticker
#عـــــــاشــــــــوراء
#تكملة
الفصل السادس
#قصة_توبة_الحر بن يزيد الرياحي

نظر الى الجيش الضخم الذي كان يملأ الصحراء وكله الحاد وشراره وجهل.
ونظر الى الجيش الصغير الاخر الذي كان قوامة اقل من مائة جندي، وكله ايمان وعزم ووعي.
والحرب التي ستقع بينهما من مشعل الفتيل فيها ؟
انه هو ...
واحس بالاثم.
فكر بأن يقوم ببعض المساعي الحميده لعله ينقذ الموقف . جاء الى خيمة القائد وقف امام قائد القوات عمر بن سعد وجرى بينهما الحوار التالي:
- أمقاتل انت هذا الرجل؟
- اي والله، قتالاً ايسره تطيح الايدي وتسقط الرؤوس .
- ما لكم فيما عرض عليكم من خصال ، تتركونه يرجع الى حيث اتى ، او يضرب في الارض العريضة.
- لو كان الامر بيدي لفعلت ولكن اميرك ابن زياد يأبى ذلك...
وكلمة " اميرك " تعني ان " الامر من فوق " وانك انت احد المعنيين به.
الا ان ضمير الرجل لم يكن مسحوقاً فتبرير الامر " من فوق " لم يستطع اسكاته بسهولة .
- "الامر من فوق" وليكن من فوق.
- اميرك ابن زياد هو الذي يأبى. من اين جاء اميري؟
- ولماذا علي ان اطيعه؟
- ان عمر بن سعد يريد ان يدخل جهنم ، فلماذا اسير معه؟
ظل سادراً في التفكير - ونتيجة الحوار الساخن مع الذات- اخذته رعشة حادة.
اثارت دهشة احد رفاقه في الجريمة . فبادرة:
- ان امرك لمريب.... فوالله لو سئلت عن اشجع اهل الكوفة لماعدوتك. فماذا اصابك؟
فأجابه بجواب مقتضب لم يفهم الرجل مغزاه...
- اني ارى نفسي مخيرة بين الجنة والنار ، فوالله لا اختار على الجنة شيئاً. وان قطعت ومزقت.
وبذلك انتصر على ذاته في اقوى نوازع الشهوة وهي نازعة الحياة وحقق ثورة على الذات.
ولما انتصر في هذه الثورة اصبح بامكانه ان يثور على الطغيان.
لقد اصبح طليقاً لا تقيده سوى قناعته.
وقرر الانضمام الى صفوف الثورة .
فضرب فرسه بأتجاه نهر الفرات ، ثم لف حول معسكر الامام، وهو يبكي من شدة الفرح والألم.
ألم الماضي وفرح الحاضر.
وعندما اقترب من خيمة الامام كان ينادي:
- اللهم اليك أنبت . فتب علي. فقد ارعبت قلوب اوليائك واولاد نبيك.
وعند وقف منحنياً امام الخيمة بادره الامام :
- من انت؟
- انا صاحبك الذي حبستك عن الرجوع ، وسايرتك في الطريق ، وجعجعت بك في هذا المكان.
واضاف - والله - الذي لا اله الا هو - ما ظننت ان القوم يردون عليك ماعرضته عليهم. ولا يبلغون بك الى هذه المنزلة . واني - جعلت فداك - قد جئتك تائباً الى الله مما كان مني. فهل ترى لي من توبة؟

وكان جواب الحسين (عليه السلام) : نعم يتوب الله عليك... فأنت الحر في الدنيا . والحر في الاخرة ان شاءالله.

وهدأت روعة " الحر بن يزيد الرياحي "
ولكن بقي عليه ان يكفر عن جريمته .
فماذا يصنع؟

#يتبع

#خادمة_الزهراء

🌸 الطريق إلى التوبة 🌸
https://telegram.me/altauba
---------------
https://www.facebook.com/altaubaa
الطريق إلى التوبة
Sticker
#عـــــــاشــــــــوراء
#تكملة
#قصة_توبة_الحر بن يزيد الرياحي



- ان الحديث النبوي الشريف يقول : " اذا عملت سيئة ، فأعمل حسنة تمحوها "

وهو قد عمل سيئة وكانت سيئة كبيرة جداً ، وهو يتحمل عار قتل الامام ... اذا قُتل.
والعار لا يغسله الا الدم . وما دام ان الجريمة كبيرة فلا بد ان يكون " التكفير " بحجمه.
ولهذا فقد بادر الامام وعيناه مغرورقتان في رمال الارض :
- يا بن رسول الله كنت اول خارج عليك . فأذن لي ان اكون اول قتيل بين يديك. فلعلي اكون ممن يصافح جدك محمداً غداً؟
- افعل ان شئت. فأنت ممن تاب الله عليه وهو التواب الرحيم.

لحظات وبعدها كان " الحر " يقف امام الجيش الذي تمرد عليه.
واندهش الجنود.
وقف وسط الساحة وضرب برمحه في الرمال وصاح بهم :
- "لأمكم الهبل والعبر" .

" أدعوتم هذا العبد الصالح، حتى اذا جاءكم اسلتموه، وزعمتم انكم قاتلوا انفسكم دونه، ثم عدوتم عليه لتقتلوه . امسكتم بنفسه . واخذتم بكلكله . واحطتم به من كل جانب تمنعوه التوجه الى بلاد الله العريضة . فصار كالاسير في ايديكم لا يملك لنفسه نفعاً ولا يدفع عنها ضراً . وحلأتموه " منعتوه " ونسائه وصبيته عن ماء الفرات الجاري. تشربه اليهود والنصارى والمجوس وتمرغ فيه خنازير السواد وكلابه - وهاهم صرعى العطش.
" بئسما خلفتم محمداً في ذريته . لا سقاكم الله يوم الظمأ ان لم تتوبوا وتنزعوا عما انتم عليه من يومكم هذا وساعتكم هذه..."
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
وكانت خطبته هذه نداءاً للتمرد على جيش العدو . لانه جيش لا ضمير له.
وقد وجد " نداء التمرد " من يتأثر به .
فها هو "ابن الحر" يهرب من صفوف العدو ليلتحق بأبيه ولكن العدو لا يتركه بل يحيط به ويدخل معه في معركة عنيفة. حاول الحر ان يعين ابنه على العدو ولكنه عندما هزم المجموعة التي احاطت به كان ابنه جثة بلا حراك . فنظر اليه بفرح وقال:
- الحمدلله الذي رزقك الشهادة...
كانت المجموعة التي قتلت ابن الحر عادت لتطويق الحر نفسه ومع هجوم اخيه - وكان قد جرد سيفه ورفع درعه- فظنت المجموعة انه ينوي مقاتلة الحر فتركوا له المجال لكي يتقاتل الاخوان فيما بينهم.
وفي لحظة من لحظات الايمان الرائعة التقى الاخوان ورفعا سيفهما في السماء وتعانقا بحرارة . كأنهما يحتفلان بالحرية وهما يتمردان على اوامر الامير.
ثم بدءا معاً الهجوم المعاكس.
وسقط " الحر " .
وسقط اخوه.
شهيدين في سبيل الله .
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
ولما حملوا جسم الحر الى الامام ، اخذ الامام يمسح الدم والتراب من وجهه ، ويقول له: - "مااخطأت امك اذ سمتك حراً ... انت الحر في الدنيا ... وانت الحر في الاخرة."


#يتبع

.