الطريق إلى التوبة
5.99K subscribers
10.2K photos
388 videos
243 files
5.34K links
قد تركتُ الكُلَّ ربّي ماعداك
ليس لي في غربةِ العمر سِواك...
حيثُ ما أنتَ فـ أفكاري هُناك..
قلبي الخفاقُ أضحۍ مضجعك..
في حنايا صدري أُخفي موضعك..

اي استفسار او ملاحظة ارسلها حصرا على هذا البوت

@altaubaa_bot

فهرس القناة
https://t.me/fhras_altauba
Download Telegram
▪️#مدرسة_الحسين_عليه_السلام ▪️

📜 #الدرس_الثلاثون : لماذا يحلفُ الناس؟

🍂 قال الإمام الحسين (عليه السلام) :

«احذروا كثرة الحلف فإنه يحلف الرجل لخلالٍ أربع: إما لمهانة يجدها في نفسه تحثه على الضّراعة إلى تصديق الناس إياه، وإما لعي في المنطق فيتخذ الإيمان حشوًا وصلة لكلامه، وإما لتهمة عرفها من الناس له فيرى أنهم لا يقبلون قوله إلا باليمين، وإما لإرساله لسانه من غير تثبيت» .

📚 موسوعة كلمات الإمام الحسين (عليه السلام)

🍁 #شرح_الرواية :

يذكر الإمام (عليه السلام) هنا أربعة أصناف من الناس الذين يحلفون بسبب أو بغير سبب .

#أولًا: من يحلف كي يكسب تصديق الناس وثقتهم؛ لأنه لا يشعر أنّهم سوف يصدّقون كلامه .

#ثانيًا: من لم يكن لديه من الفصاحة ما يعبّر به عن مراده بالطريقة التي يمكن أن يفهمها الناس أو يقتنعوا بها .

#ثالثًا: من كان يشعر بأنّ الناس يتّهمونه بشيء، وهذا الأمر يحصل كثيرًا لدى التجار والباعة، فعندما يرون الناس يشكّون في بضاعتهم أو في أسعارها، يستعملون الحلف لدفع التهمة عن أنفسهم .

#رابعًا: من كان كثير الكلام، ويتكلم من دون تفكير وتدبّر .

#وفاء_للحسين 🏴
▪️#مدرسة_الحسين_عليه_السلام ▪️

📜 #الدرس_الحادي_والثلاثون : كيف نترك المعاصي؟

🍂 روي أنه جاء رجل للإمام الحسين (عليه السلام) ، وقال: أنا رجل عاص ولا أصبر عن المعصية فعظني بموعظة، فقال (عليه السلام) :

«أفعل خمسة أشياء وأذنب ما شئت، فأول ذلك: لا تأكل رزق الله وأذنب ما شئت، والثاني: أخرج من ولاية الله وأذنب ما شئت، والثالث: أطلب موضعًا لا يراك الله وأذنب ما شئت، والرابع: إذا جاء ملك الموت ليقبض روحك فادفعه عن نفسك وأذنب ما شئت، والخامس: إذا أدخلك مالك في النار، فلا تدخل في النار وأذنب ما شئت» .

📚 ميزان الحكمة ج4 ص3590

🍁 #شرح_الرواية :

إنّ الإمام (عليه السلام) أراد أن يقول لذلك الرجل: عندما تريد أن تجاهد نفسك في ترك المعصية، عليك أن تدرس المجاهدة من خلال موقعك من الله ومن خلال مقام ربك عندك ومن خلال مصيرك؛ لأنّ المسألة ليست أنّك تدمن عادةً، وتخاطب نفسك فيها، ولكن عليك أن تراقب مقام ربك وموقعك منه ومصيرك بين يديه، وأن لا تفصل حركتك في مجاهدة نفسك عن كلّ هذه المراقبات .

#وفاء_للحسين 🏴
▪️#مدرسة_الحسين_عليه_السلام ▪️

📜 #الدرس_الثاني_والثلاثون : الرضا بقضاء الله وقدره

🍂 قيل للإمام الحسين (عليه السلام) :

«إنّ أباذر كان يقول: ثلاث يبغضها الناس وأنا أحبها؛ أحب الموت وأحب الفقر وأحب البلاء، فقال: إنّ هذا ليس على ما تروون؛ إنّما عنى: الموت في طاعة الله أحب إليّ من الحياة في معصية الله، والبلاء في طاعة الله أحب إليّ من الصحة في معصية الله، والفقر في طاعة الله أحب إليّ من الغنى في معصية الله» .

📚 بحار الأنوار ج6 ص130

🍁 #شرح_الرواية :

يبيّن الإمام (عليه السلام) قاعدة مهمة في حياتنا، حيث أنّ اختيارات الله لنا هي أفضل من اختياراتنا لأنفسنا، فإذا اختار لنا الصحة، فسيكون خيارنا هو الصحة؛ لأنّها اختيار الله، وإذا اختار لنا الغنى، فسيكون خيارنا هو الغنى، لأنّه تعالى هو الذي اختاره لنا. وهكذا لو اختار الله لنا الفقر أو السقم أو البلاء أو غير ذلك، فالمهمّ لدينا أن يكون خيار الله هو خيارنا؛ لأنه العالم بصلاح دنيانا وآخرتنا، وهذا هو المعنى الحقيقي للرّضا بقضاء الله وقدره .

#وفاء_للحسين 🏴
▪️#مدرسة_الحسين_عليه_السلام ▪️

📜 #الدرس_الثالث_والثلاثون : أوصاف المؤمن

🍂 قال الإمام الحسين (عليه السلام) :

«إنّ المؤمن اتخذ الله عصمته، وقوله مرآته، فمرة ينظر في نعت المؤمنين، وتارة ينظر في وصف المتجبرين، فهو منه في لطائف، ومن نفسه في تعارف، ومن فطنته في يقين، ومن قدسه على تمكين» .

📚 تحف العقول 248

🍁 #شرح_الرواية :

يرشدنا الإمام (عليه السلام) إلى أوصاف المؤمن، حيث أنّ من أهمها التمسك بعهد الله وميثاقه واتباع أوليائه والنظر في كتابه؛ كما لو كان مرآةً تُريه الأشياء على حقيقتها .

لذلك يتوجّب عليه أن ينظر فيه مرة إلى صفات المؤمنين، فينظر إلى نفسه؛ هل هو متّصف بصفاتهم التي جاءت في القرآن أم لا؟ ثم بعد ذلك عليه أن ينظر إلى الناس من حوله؛ ليتعرف من هو المؤمن ومن هو ليس بمؤمن؟ أما نظرته الثانية فيجب أن تكون في وصف الجبابرة الذين يعلون في الأرض وينشرون الفساد .

من خلال القرآن يتعرف المؤمن على الكثير من الإشارات الدقيقة والخفايا كما يعرف نفسه أكثر، فهو أهلٌ للذكاء الذي يقوده إلى اليقين بالله، ومن طهارة نفسه تكون له القدرة على الوصول لتلك الحقائق .

#وفاء_للحسين 🏴
▪️ #مدرسة_الحسين_عليه_السلام ▪️

📜 #الدرس_الرابع_والثلاثون : حفظ اللسان

🍂 قال الإمام الحسين (عليه السلام) :

« لا تتكلمنّ فيما لا يعنيك، فإنّي أخاف عليك الوزر، ولا تتكلمنّ فيما يعنيك حتى ترى للكلام موضعًا، فرُبّ متكلّم قد تكلم بالحق فَعِيب، ولا تُمارينّ حليمًا ولا سفيهًا، فإنّ الحليم يقليك، والسّفيه يُؤذيك، ولا تقولنّ في أخيك المؤمن إذا توارى عنك إلا ما تُحب أن يقول فيك إذا تواريت عنه، واعمل عملَ رجل يعلم أنّه مأخوذ بالإجرام، مَجزيّ بالإحسان، والسلام » .

📚 بحار الأنوار ج75 ص127

🍁 #شرح_الرواية :

يعظنا الإمام (عليه السلام) بترك كلّ ما لا يعنينا من قول أو فعل، حتى لا ندخل عن قصد أو غير قصد في الذنوب والمعاصي، فالكثير منا يتكلمون في أحوال الناس وخصوصياتهم بما لا يعنيهم من قريب أو بعيد، فيقعون في الغيبة والنميمة وهم لا يشعرون .

إنّ الدخول فيما لا يعنينا يتسبب دائمًا في القيل والقال وردود الأفعال وإحداث المشاكل؛ حتى الكلام فيما يخصّ الإنسان لا بدّ وأن ينطق به في المواقف والأوقات المناسبة كي يؤتي ثماره، ويُحدث الأثر المطلوب في النفوس والقلوب بما يصفّيها ويقارب بينها؛ لأن للكلام مقاصد تتحقق عندما يكون الظرف مناسبًا .

لذلك عند غيبة أخيك المؤمن عنك، لا تتحدث عنه إلا بما تحب أن يتحدث هو فيك عند غيبتك عنه، وعليك بالعمل الصالح وأنت تتذكر ذنوبك السابقة من غير أن تغفل عن ثمار أعمالك الصالحة .

#وفاء_للحسين 🏴
▪️#مدرسة_الحسين_عليه_السلام ▪️

📜 #الدرس_الخامس_والثلاثون : قبول العُذر

قال الإمام الحسين (عليه‌ السلام) :

« لو شتمني رجل في هذه الأذن -وأومأ إلى اليمنى- واعتذر لي في اليسرى لقبلت ذلك منه، وذلك أنّ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه ‌السلام) حدّثني أنّه: سمع جدّي رسول الله (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله) يقول: لا يرد الحوض مَن لم يقبل العذر من مُحق أو مبطل » .

📚 ميزان الحكمة ج3 ص1859

#شرح_الرواية :

إنّ من الأخلاق الكريمة التي يريد الإمام (عليه السلام) تربيتنا عليها، هي قبول عذر المعتذر والحلم وسعة الصدر والتواضع سواء أكان المعتذر يتبع طريق الحق أو الباطل .

إنّ إمامنا (عليه السلام) تأدّب بآداب النبوّة، وحمل صفة جده (صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله) عندما عفا عمّن حاربه ووقف ضد الرسالة الإسلامية، فقد كان قلبه يتّسع لكل الناس كما كان حريصًا على هدايتهم متغاضيًا في هذا السبيل المقدس عن إساءة الجاهلين منهم مُبتغيًا بذلك رضا الله تعالى، يقرّب المذنبين ويطمئنهم ويغرس فيهم الأمل برحمة الله، فكان لا يردّ على المسيء بالإساءة، بل يحنو عليه ويرشده إلى طريق الحق وينقذه من الضلال .

#وفاء_للحسين 🏴
▪️#مدرسة_الحسين_عليه_السلام ▪️

📜 #الدرس_السادس_والثلاثون :
ردّ التحية بأحسنها

🍂 روي عن أنس أنّه قال :
«كنت عند الحسين (عليه السلام)، فدخلت عليه جارية بيدها طاقة ريحان فحيّته بها، فقال لها: أنت حرّة لوجه الله تعالى .

انبهر أنس وقال: جارية تجيئك بطاقة ريحان فتعتقها؟! فقال (عليه ‌السلام) : كذا أدّبنا الله ،

🔺 قال تبارك وتعالى: ﴿وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا﴾ (1)،

وكان أحسن منها عتقها» (2).

📚 1. سورة النساء، الآية 86
📚 2. بحار الأنوار ج44 ص195

🍁 #شرح_الرواية :

يؤدبنا الإمام (عليه السلام) على أحد أهم الآداب الإسلامية ألا وهو أدب ردّ السلام ؛ إذ أنّه من اللياقات الأساسيّة للقاء المسلم .

لقد كان في موقفه (عليه السلام) مع تلك الجارية لطف وإنسانية وحنان حيث جعل العتق أحسن رد على تحيتها ؛ كما أنّه رسّخ مفهوم الابتعاد عن الفرز الطبقي فلم يُبيّن لتلك الجارية أنه سيدٌ أعلى شأنًا منها وهي جارية لديه ؛ بل ردّ على تحيتها بكل تواضع وأدب وأعتقها لتكون حرّة لوجه الله .

🔺 كما روي عن الإمام الرضا (عليه السلام) في الابتعاد عن الفرز الطبقي عند السلام، أنّه قال :

«من لقى فقيرًا مسلمًا، فسلّم عليه خلاف سلامه على الغنيّ لقى الله عزّ وجلّ يوم القيامة، وهو عليه غضبان» (1).

📚 1. ميزان الحكمة ج3 ص2447

#وفاء_للحسين 🏴
▪️#مدرسة_الحسين_عليه_السلام  ▪️

📜 #الدرس_السابع_والثلاثون : كونوا أحرارًا

🍂 قال الإمام الحسين (عليه السلام) :

«إن لم يكن لكم دين، وكنتم لا تخافون المعاد، فكونوا أحراراً في دنياكم هذه، وارجعوا إلى أحسابكم إن كنتم عُربًا كما تزعمون» .

📚 موسوعة كلمات الإمام الحسين (عليه السلام)

🍁 #شرح_الرواية :

إنّ كلمة الحرية من أحب الكلمات التي ذُكرت في تاريخ البشر ولها معانٍ مختلفة، إنّ معناها في نهضة عاشوراء هو الشرف والكرامة، إباء الذل، الحفاظ على عزّة النفس، وتكون بمعنى الشهامة أيضًا. في هذه الرواية يعني الإمام عليه السلام أنّ التدين والخوف من الآخرة يوجبان التقوى، فلا يجوز للإنسان أن يظلم الآخرين، ولكن هناك طريق آخر فطري يمنع من ذلك ألا وهو كون الإنسان حرًّا؛ إذ أنّ كل إنسان وُلِدَ حرًّا، فهو لذلك يحب الحرية والتحرر ويحترم حقوق الآخرين. إنّ أصدق مثال قدّمه عليه السلام هو: إعفاء أتباعه من الوفاء ببيعتهم بإعطائهم مطلق الحرية في الاختيار بين الاشتراك في الحرب والانصراف إلى بلدانهم عدة مرات وإخبارهم بالمصير المحتوم؛ حيث قال لهم: فإنّكم إن أصبحتم معي قُتلتم كلكم (١)؛

لأنّه كان يريد ألّا يبقى معه إلا من رافقه عن بصيرةٍ، وإحساس بالوظيفة، وعشقٍ له عليه السلام، وهذا يدل على أنّ إجبار الآخرين على خلاف مرادهم أمر مرفوض في مدرسة أحرار العالم .

📚 1. بحار الأنوار ج45 ص89

#وفاء_للحسين 🏴
▪️#مدرسة_الحسين_عليه_السلام  ▪️


📜 #الدرس_الثامن_والثلاثون : يوم الحساب  

🍂 قال الإمام الحسين (عليه السلام) :

«يابن آدم، أُذكر مصرعك، وفي قبرك مضجعك، وموقفك بين يدي الله، تشهد جوارحك عليك، يوم تزلّ فيه الأقدام، وتبلغ القلوب الحناجر، وتبيضّ وجوه، وتسودّ وجوه، وتبدو السرائر، ويوضع الميزان القسط» .
 
📚 موسوعة الإمام الحسين (عليه السلام)
 
🍁 #شرح_الرواية :

الحساب هو من المواقف المهولة التي سيواجهها الإنسان في الآخرة، ولذلك لا بدّ أن يتذكّره دائمًا ولا يغفل عنه كما يتذكر الموت تمامًا؛ إذ أنّ أكثر الناس غافلون عن الموت حتى يجدوا أنفسهم في موقف الحساب،

🔺 وقد قال تعالى: ﴿اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ﴾ (1)،

ولهذا السبب كان الإمام (عليه السلام) يذكّر الناس بهذا اليوم وبهذا الموقف العظيم بين يدي الله؛ حيث أنّ الإنسان وحده لا محامي عنه ولا مدافع، ولا ملجأ له ولا مهرب؛ فالله هو الحاكم والشاهد إضافةً إلى جوارحه التي ستشهد عليه أيضًا؛ كما أنّه لا يضمن قدمه ستثبت أم تزلّ، ولا يدري أيخرج وهو أبيض الوجه أو أسوده؟ كما سينكشف باطن الإنسان ولن يبقى مستورًا، وسيوضع الميزان ليتبيّن من خلاله أصحاب الجنة وأصحاب النار .   

📚 1. سورة الأنبياء، الآية 1
▪️#مدرسة_الحسين_عليه_السلام ▪️


📜 #الدرس_الأربعون : لا تَظلِم من لا ناصر له! 

🍂 عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:

« لما حضر علي بن الحسين (عليهما السلام)  الوفاة ضمّني إلى صدره، ثم قال: يا بني أوصيك بما أوصاني به أبي (عليه السلام) حين حضرته الوفاة وبما ذكر أنّ أباه أوصاه به، قال: يا بني إياك وظلم من لا يجد عليك ناصرًا إلا الله».  

📚 مستدرك سفينة البحار ج10 ص352
 
🍁 #شرح_الرواية :

يبيّن الإمام (عليه السلام) هنا أحد أنواع الظلم، وهو من أقبح الأنواع وأشدّها عقابًا عند الله تعالى،

🔺 وقد سُئل أمير المؤمنين (عليه السلام): أي ذنبٍ أعجل عقوبة لصاحبه؟ فقال: من ظلم من لا ناصر له إلا الله (1)،

🔺 ومن هنا روي عنه (عليه السلام) أيضًا : ظلم الضعيف أفحش الظلم (2) .

إنّ من الطبيعي، أن ينصر الله المظلوم سواء كان قويًا أم ضعيفًا؛ إلا أنّ نصره للضعيف شديد ومؤكد،

🔺 فقد روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال : العبد إذا ظُلم فلم ينتصر ولم يكن له من ينصره؛ رفع طرفه إلى السماء فدعا الله تعالى، قال جلّ جلاله : لبيك عبدي أنصرك عاجلًا وآجلًا. اشتدّ غضبي على من ظلم أحدًا لا يجدُ ناصرًا غيري (3)،

وقد حُكي أنّ ظالمًا ظلم ضعيفًا أعوامًا، فقال المظلوم للظالم يومًا : إنّ ظلمك عليّ قد طاب بأربعة أشياء : إنّ الموت يعمّنا، والقبر يضمّنا، والقيامة تجمعنا، والديّان يحكم بيننا . 

📚 1. بحار الأنوار ج72 ص320
📚 2. ميزان الحكمة ج2 ص1774
📚 3. أصول الكافي ج9 ص360

#وفاء_للحسين 🏴
▪️#مدرسة_الحسين_عليه_السلام ▪️


📜 #الدرس_الحادي_والأربعون : أكل المال الحرام

🍂 روي أنّ الإمام الحسين (عليه السلام) قام يوم عاشوراء لمخاطبة أهل الكوفة، فلم ينصتوا له، فكلّمهم وفيما قال لهم :

« ... كلّكم عاصٍ لأمري غير مستمع قولي، فقد مُلئت بطونكم من الحرام، وطبع على قلوبكم، ويلكم ألا تنصتون؟ ألا تسمعون؟»

📚 بحار الأنوار ج45 ص8

🍁 #شرح_الرواية :

يذكر الإمام (عليه السلام) هنا درسًا مهمًا؛ حيث إنّ أكل المال الحرام له الكثير من الآثار والتبعات السلبية التي تودي بصاحبه إلى سوء العاقبة، وتبقيه رهنًا بها إلى يوم القيامة .

ولعل هذا الحديث عن تأثيره على قسوة القلب بسيط بالقياس إلى تلك الآثار الأخروية التي قد لا يطيق الإنسان سماعها فضلًا عن تحملها،

🔺 كما ورد في الآية الكريمة التي تتحدث عن أكل مال الأيتام: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا﴾ (1) .

إنّ أكثر ما نُبتلى به في مجتمعنا من أكل المال الحرام، هو الربا والتعامل مع البنوك والشركات المساهمة التي تعطي ربًا تسميه أرباحًا، وهذا المال إذا نبت عليه لحم ودم الإنسان فسوف يترك آثارًا كبيرة في سلوكه وروحيته لا تُمحى بسهولة؛ كما أنّ كثيرًا من الناس يُبتلون بعدم دفع حقوق الناس، والحقوق الشرعية لله تعالى والتي هي في ذمتهم، فيصبح مالهم مختلطًا بمال غيرهم وهو ما يعطي الأثر ذاته .

📚 1. سورة النساء، الآية 10
#وفاء_للحسين 🏴
▪️#مدرسة_الحسين_عليه_السلام ▪️  
 
📜 #الدرس_الثاني_والأربعون : الاستدراج بالنعم 

🍂 ورد عن الإمام الحسين (عليه السلام) في دعائه أنه قال:

«اللهم لا تستدرجني بالإحسان، ولا تؤدّبني بالبلاء» . 

📚 بحار الأنوار ١٢٧:٧٨
 
🍁 #شرح_الرواية :
 
إنّ الإمام (عليه السلام) أراد بقوله هذا وعظ النفس وحثّها على شكر النعم التي أنعم الله بها على العباد، فالاستدراج منه سبحانه وتعالى للعبد هو أن يسبغ عليه النعم ويسلب منه الشكر؛

🔺 كما ورد في قوله تعالى: ﴿وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهمْ لِيَزْدَادُوا إِثْماً وَلَهمْ عَذَابٌ مُهِينٌ﴾(1) .

إنّ الإمام (عليه السلام) طلب من الله تعالى أن لا يكون ما يناله من الإحسان هو استدراج يُنسيه الشكر على النعم؛ كما أنّ صورة الكافرين الذين ينالهم من الخير، ثم ينقلب عليهم فيزدادون إثمًا؛ دليل على جحودهم بالنعم واستحقاقهم للعذاب .  

📚 1. سورة آل عمران، الآية 178
#وفاء_للحسين 🏴
▪️#مدرسة_الحسين_عليه_السلام ▪️
📜 #الدرس_الثالث_والأربعون : حفظ كرامة السائل

🍂 جاء رجل من الأنصار إلى الإمام الحسين (عليه السلام) يُريد أن يسأله حاجة، فقال (عليه السلام) :

«يا أخا الأنصار، صُن وجهك عن بذلة المسألة، وارفع حاجتك في رقعة، فإنّي آتٍ فيها ما سارّك إن شاء الله، فكتب: يا أبا عبد الله، إنّ لفلان عليّ خمسمائة دينار، وقد ألحّ بي، فكلّمه ينظرني إلى ميسرة. فلمّا قرأ الحسين عليه السلام الرقعة دخل إلى منزله، فأخرج صرّة فيها ألف دينار، وقال عليه السلام له: أمّا خمسمائة، فاقض بها دينك، وأمّا خمسمائة فاستعن بها على دهرك، ولا ترفع حاجتك إلا إلى أحد ثلاثة: إلى ذي دين، أو مروءة، أو حسب، فأمّا ذُو الدين فيصون دينه، وأمّا ذو المروءة فإنّه يستحيي لمروّته، وأمّا ذُو الحسب، فيعلم أنّك لم تُكرم وجهك أن تبذله له في حاجتك، فهو يصون وجهك أن يردّك بغير قضاء حاجتك»
.
📚 بحار الأنوار ج75 ص118

🍁 #شرح_الرواية :

إنّ الإمام (عليه السلام) يعلمنا هنا درسًا مهمًا، حيث أنه لم يُتبع صدقته بالمنّ وصان وجه السائل عن ذل المسألة،

🔺 وقد قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِالله وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ﴾ (1)

كما وضع الإمام (عليه السلام) قاعدة من أجل أن نحفظ كرامتنا عندما نسأل أحدًا في حاجة، وذلك من خلال إرشادنا إلى ثلاثة أصناف من الناس، وهم ذا دين حتى يكتم أمر السائل ولا يذيع خبر مسألته بين الناس، وذا مروءة حتى لا يهدر كرامة السائل فيحسن إليه، وأخيرًا أن يسأل ذا حسب، لأنه سيستجيب لمن يسأله في قضاء الحاجة من دون منّ أو أذى .

📚 1. سورة البقرة، الآية 264
#وفاء_للحسين 🏴
.

▪️#مدرسة_الحسين_عليه_السلام ▪️

📜 #الدرس_الرابع_والأربعون : لا ترُدّ صاحب حاجة

🍂 قال الإمام الحسين (عليه السلام) :

«صاحب الحاجة لم يُكرم وجهه عن سؤالك، فأكرم وجهك عن رده» .

📚 كشف الغمة ج2 ص24

🍁 #شرح_الرواية :

يبيّن الإمام (عليه السلام) قبح الامتناع عن قضاء حاجة الأخ مع القدرة عليها،

🔺 فقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال:

«أيما رجل مسلم أتاه رجل مسلم في حاجة وهو يقدر على قضائها فمنعه إياها، عيّره الله يوم القيامة تعييرًا شديدًا، وقال له: أتاك أخوك في حاجة قد جعلت قضاءها في يديك فمنعته إياها زهدًا منك في ثوابها، وعزّتي لا أنظر إليك في حاجة معذّبًا كنت أو مغفورًا لك» (1) .

إنّ الذي يردّ محتاجًا قصده ولجأ إليه مستعينًا به؛ تكون نفسه ذليلة ومهانة طالما لا يمتلك عذرًا عن الامتناع، فيُبعد بذلك نفسه عن ساحة الرحمة الإلهية بالرأفة والتأييد له بل يقطع ولايته باللَّه عزّ وجل، وقد قال الإمام الكاظم عليه السلام: من قصد إليه رجل من إخوانه مستجيراً به في بعض أحواله فلم يُجره بعد أن يقدر عليه، فقد قطع ولاية اللَّه عزّ وجل‏ (2).

كما أنّ الاحتجاب أو ترك المقابلة هو أحد الأساليب التي يعتمدها غالبًا من يرفض مساعدة الناس ويمتنع من خلالها؛ حيث يلجأ من خلالها إلى إراحة نفسه من مواجهة الطالب .

📚 1. أمالي الطوسي 99
📚 2. أصول الكافي ج2 ص366

#وفاء_للحسين 🏴
▪️#مدرسة_الحسين_عليه_السلام ▪️  
 
📜 #الدرس_الخامس_والأربعون : مداواة ملوك الجور 

🍂 قال الإمام الحسين (عليه السلام) :

«لا تصفنَّ لملكٍ دواءً، فإنه إن نفعه لم يحمدك وإن ضرّه اتهمك» . 

📚 بحار الأنوار ج71 ص126
 
🍁 #شرح_الرواية :

إنّ مهنة الطب من أكثر المهن إنسانيةً على مر العصور، ومن هذا المنطلق أوضح الإمام (عليه السلام) في هذه الرواية أساس تعامل الطبيب مع حكام الجور؛ لأن وصف الدواء أو العلاج يكون من قبيل تهيئة الفرصة لهم للاستمرار في بغيهم وظلمهم، وإن لم يكن مساعدة مباشرة لهم على ذلك .

إنّ مراده (عليه السلام) هنا هو للإيضاح أنّ ملوك الجور يمتازون بصفتين سيئتين حيث أنه لو قدّم لهم الطبيب الدواء ونفعهم فلن يقوموا بشكره على مساعدته لهم، وإن ضرّهم سيرمونه بالتُّهم التي لا حصر لها، ولذلك وجب على الطبيب المسلم الابتعاد عن وصف العلاج لأولئك الظالمين .  

#وفاء_للحسين 🏴
.


▪️#مدرسة_الحسين_عليه_السلام ▪️


📜 #الدرس_السادس_والأربعون : الاعتدال في طلب الرزق 

🍂 قال الإمام الحسين (عليه السلام) :

«يا هذا لا تُجاهد في الرزق جهاد المغالب، ولا تتّكل على القدر اتكال مستسلم، فإنّ ابتغاء الرزق من السنّة، والإجمال في الطلب من العفّة؛ ليست العفّة بمانعةٍ رزقًا، ولا الحرص بجالبٍ فضلًا، وإنّ الرزق مقسوم، والأجل محتوم، واستعمال الحرص طلب المأثم» . 

📚 أعلام الدين 428
 
🍁 #شرح_الرواية :

يبيّن الإمام (عليه السلام) أنّ على المسلم أن لا يتقاعس عن طلب الرزق الحلال وأن يسعى في تحصيله من أبوابه المشروعة؛ إذ لا بد أن تجري الحياة بحسب السنن الالهية،

🔺 وقد قال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ﴾ (1) .

عند طلب الرزق على المؤمن أن يكون معتدلًا، فلا يكون حاله كحال القاعد والمضيّع للرزق، ولا كحال الطالب للدنيا الساعي فيها بما يفوق طاقته وقدرته .

إنّ عدم السعي والتهالك على الدنيا وعفة النفس عما لا يقدر عليه الإنسان هو من رفعة نفسه وكرم أخلاقه، وذلك لأن العفة لا تمنع الرزق؛ كما أنّ الحرص لا يجلب الفضل والمكانة للإنسان .

إنّ رزق كل إنسان مقدّر عند الله تعالى وكذلك موته فهو مؤكد؛ لذلك عليه أن لا يبالغ في الحرص عند طلب الرزق لأن المبالغة فيه تقود إلى ارتكاب المعاصي . 

📚 1. سورة الملك، الآية 15

#وفاء_للحسين 🏴
.

▪️#مدرسة_الحسين_عليه_السلام ▪️

📜 #الدرس_السابع_والأربعون : الحكمة من تشريع الصّيام 

🍂 سُئل الإمام الحسين (عليه السلام) عن الحكمة في تشريع الصوم على العباد، فقال:

« لِيَجد الغني مسّ الجوع، فيعود بالفضل على المساكين» .  

📚 تاريخ ابن عساكر ج 13 ص56
 
🍁 #شرح_الرواية :

يبيّن الإمام (عليه السلام) ؛ أنّ الحكمة من تشريع الصيام هي تهذيب النفس وتربيتها على استشعار آلام وجوع ومعاناة الآخرين، وذلك من خلال تفعيل ذلك عمليًا بمد يد العون إليهم ومساعدتهم؛ لأنّ الإحساس بمعاناة المحتاجين يتحقق بشكل أكبر بحضور نفس الشعور لدى الإنسان، وذلك قياسًا بتحصيله من صورة المعاناة الخارجية؛ لأنّ الله تعالى أراد للغني أن يرى معاناة الفقراء والمساكين عندما يكون صائمًا؛ كي يحسّ بحجم معاناتهم ويقوم بمساعدتهم .

🔺 كما روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال :

«أما العلّة في الصيام، ليستوي به الغني والفقير، وذلك لأن الغني لم يكن ليجد مس الجوع فيرحم الفقير؛ لأن الغني كلما أراد شيئًا قدر عليه، فأراد الله عز وجل أن يسوّي بين خلقه، وأن يُذيق الغني مسّ الجوع والألم، ليرقّ على الضعيف ويرحم الجائع» (1) .  

📚 1. ميزان الحكمة ج2 ص1684

#وفاء_للحسين 🏴
.

▪️#مدرسة_الحسين_عليه_السلام ▪️

📜 #الدرس_الثامن_والأربعون : التسامح الفكري  

🍂 قال رجل للإمام الحسين (عليه السلام) : إنّ فيك كبرًا، فقال (عليه السلام):

«كل الكبر لله وحده ولا يكون في غيره» (1)؛

🔺 قال الله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ﴾(2).

📚 1. بحار الأنوار ج71 ص184
📚 2. سورة المنافقون، الآية 8
 
🍁 #شرح_الرواية :

يوضح لنا الإمام (عليه السلام) كيفية التعامل مع المخالف أو الناقد المخطئ حيث كان عليه السلام لطيفًا ومتسامحًا مع من أخطأ بحقه، فلم يغضب منه أو يرد عليه بما لا يليق؛ بل أجابه بكل رحابة صدر مبينًا له خطأ انتقاده له عليه السلام، وذلك لأن الكبر لا يكون إلا لله تعالى، وأنّ الإمام (عليه السلام) فيه عزة المؤمنين وصلابة الإيمان .

إنّ الإمام (عليه السلام) أراد أن يعلّمنا مفهوم التسامح الفكري، وهو أن يكون الإنسان متسامحًا مع الآخرين تجاه الأفكار التي يختلف معهم حولها، فطبيعة البشر تختلف من حيث أفكارهم وتوجهاتهم وقناعاتهم، ولذلك علينا أن نتمسك بقيمة التسامح في جميع الأحوال والأوقات وفي كل شؤون الحياة؛

🔺كما قال تعالى: ﴿فَٱصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَٰامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ﴾(1).

إنّ الحاجة للتسامح مطلب ديني وضرورة اجتماعية؛ فالمنهج الديني يؤكد عليه والواقع الاجتماعي يفرضه علينا، ولأن حقائق التنوع الفكري والثقافي والاجتماعي، والتعدد الديني والمذهبي، وتغاير التوجهات والنظريات والأفكار تدعونا جميعها إلى انتهاج هذا النهج، فليس بإمكاننا أن نعيش في سلام وألفة وانسجام مع الآخرين إلا بالتحلي بمبادئ وأخلاقيات التسامح الفكري، كما أنّ الاختلاف يجب أن لا يمنعنا من التعايش والتواصل والتعاون والتكامل والإحترام . 

📚 1. سورة الزخرف، الآية 89
#وفاء_للحسين 🏴
.

▪️#مدرسة_الحسين_عليه_السلام ▪️


📜 #الدرس_التاسع_والأربعون : معرفة حق أبوي هذه الأمة  

🍂 قال الإمام الحسين (عليه السلام) : 

«من عرف حق أبويه الأفضلين: محمد وعلي عليهما السلام وأطاعهما حق الطاعة؛ قيل له: تبحبح في أيّ الجنان شئت» .   
📚 بحار الأنوار ٣٦:٩
 
🍁 #شرح_الرواية :

يبيّن الإمام (عليه السلام) هنا مرتبة من يعرف حق رسول الله (صلى الله عليه وآله) والإمام علي (عليه السلام) ويقرن هذه المعرفة بطاعتهما، والنتيجة النهائية للمعرفة والطاعة هي التبحبح في الجنان أي التمكّن في الحلول والمقام، وهذه المنزلة لا تُعطى لأيّ أحدٍ؛ بل إنّ من يحصل عليها فقد حاز على الفضل العظيم، والنعيم المقيم والمتمثل بالتنقّل بين الجنان .

كما أنه لعظمة هذا الحق نجد أكثر الأئمة (عليهم السلام) قد أشاروا إليه في كلماتهم وعظّموه، وذلك نظرًا لقول رسول الله صلى الله عليه وآله: (أنا وعلي أبوا هذه الأُمّة) (1) .

 إنّ هذه الأبوة؛ هي أبوة روحية وكل من يتنكّر لمحمد وعلي (عليهما السلام) ، فهو عاق بأبويه وإن كان غير عاق بمن ولده؛ لكن من يتنكّر لمحمد وعلي (صلى الله عليهما وآلهما) ، فهو عاق لأبويه اللذين أمر الله تعالى كل مسلم أن يكون بارًا بهما، والأبوة هنا أبوة الاتباع والطاعة والائتمار بأوامرهما والانقياد بما يأمران به والابتعاد عما ينهيان عنه؛ لأن كل ما قالاه إنما هو من عند الله عزوجل، وهذا هو الصراط المستقيم .

إنّ مكانة الأبوة هذه تعني ضرورة الطاعة التامة لهما عليهما السلام، وإنّ أي انحراف عنهما هو عقوق والعاق ملعون عند الله عز وجل . 

📚 1. بحار الأنوار ج36 ص11
#وفاء_للحسين 🏴
.

▪️#مدرسة_الحسين_عليه_السلام ▪️

📜 #الدرس_الأخير : التوكل على الله

🍂 قال الإمام الحسين (عليه السلام) :

«إنّ العزّ والغنى خرجا يجولان، فلقيا التوكّل فاستوطنا» .

📚 مستدرك الوسائل ج11 ص218

🍁 #شرح_الرواية :

إنّ الإمام (عليه السلام) لم يكن متمسّكًا بالتوكل على الله القادر في كلامه ورؤاه فحسب، بل في عمله وسيرته كذلك، وهذه الحقيقة يمكنها أن تكشف لنا عن السبب الذي جعله عليه السلام في واقعة عاشوراء يكرّر قول: لا حول ولا قوة إلّا بالله العلي العظيم (1)؛

لهذا كان يستسهل كلّ تلك المصاعب في ساحة كربلاء، فأصبح وجهه -خلافًا للعادة عند البشر- يزداد نورًا وإشراقًا كلّما ترادفت المصائب عليه. يتضح لنا أنّ التوكّل من المواضيع الأخلاقية المهمّة التي تمتد إلى جميع شؤون حياتنا، ولا سيّما عندما تقصر يد الإنسان عن التشبّث بالأسباب الطبيعية المادّية، فلا يتمكّن من خلالها من بلوغ غايته ومراده، وفي مثل هذه الظروف يستطيع الإنسان أن يتحلّى بالجرأة ورباطة الجأش، وذلك كي يبلغ هدفه عن طريق الاعتماد على هذه الدعامة الروحية والنفسية المهمّة .

من هنا نجد أنّ الإمام (عليه السلام) قد تمسّك بحبل التوكّل على الله حينما قلّ ناصره وكثُر عدوه، فلم يكن أمامه (عليه السلام) في مثل تلك الظروف سوى طريق الشهادة في سبيل الله، ولم يكن له سوى التوكّل عليه سبحانه؛ لأنه كان السبيل الوحيد للغنى عن المخلوقين ومعراجًا لطريق العز الأبدي .

📚 1. اللهوف في قتلى الطفوف 47
#وفاء_للحسين 🏴

.