#اخترتها_لكم
#في_ضيافة_الإمام_الحسين (عليه السلام)
وهنا لا بأس #بذكر قصة اتفقت في مدينة قم المقدسة، وذلك قبل عدة أعوام لنعرف شيئاً من فوائد هذه المجالس الحسينية.
إن أحد #علماء طهران ممن كان يهتم كثيراً بمجالس الإمام الحسين (عليه السلام) ويتحمس للشعائر الحسينية، ويشجّع الآخرين علىٰ تأسيس المجالس والمواكب وإقامة هذه الشعائر، كان قد أوصى إلىٰ أولاده بأن #يدفنوه في كربلاء المقدسة عند موته.
فلما توفي هذا العالم وأراد أولاده العمل بوصيته، #صادفهم الاختلاف الموجود بين إيران والعراق، وغلق الحدود المصطنعة فيما بينهم، بحيث لم يسمح لأحد الذهاب إلىٰ العتبات المقدسة في العراق، ولا إلىٰ دفن موتاهم هناك، فتشاور الأولاد فيما بينهم في قصة دفن أبيهم، وقالوا: بما أننا لم نقدر علىٰ #تنفيذ وصية والدنا، فعلينا أن ندفنه في بلد مقدس آخر عند جوار واحد من أهل البيت (عليهم السلام)، فإما أن ندفنه في #مشهد الإمام الرضا (عليه السلام) في خراسان، أو في جوار مرقد السيدة فاطمة المعصومة (عليها السلام) في مدينة قم. #وبعد التشاور اتفق رأيهم علىٰ أن يدفنوه في قم المقدسة، وذلك لأنه أقرب إلىٰ طهران، ويمكنهم زيارته والحضور إلىٰ قبره لقراءة الفاتحة أكثر مما لو دفنوه في غيرها. فجاؤوا بجثمان أبيهم ذلك العالم الحسيني إلىٰ قم ودفنوه في إحدى مقابرها.
ومن# المتعارف لدى الناس أنهم يزورون موتاهم ويحضرون علىٰ قبورهم لقراءة الفاتحة علىٰ أرواحهم في اليوم الثالث من موتهم، وكذلك في اليوم السابع، وهكذا في اليوم #الأربعين، وأيضاً في الذكرى السنوية من وفاتهم، وهذا المتعارف مأخوذ من الروايات، ففي الروايات علىٰ ما في كتاب (لآلي الأخبار) وغيره من مصادر الحديث: أن #روح الميت بعد مفارقته للجسد، يعود إلىٰ زيارة الجسد في القبر عدّة مرات، في اليوم الثالث، وفي اليوم الخامس وهذا اليوم لم يتعارف فيه زيارة الموتى عند الناس وفي اليوم السابع، وفي اليوم الأربعين، وبعد مرور عام واحد.
و#الظاهر أن عودة الروح إلىٰ الجسم في القبر هو علىٰ نحو الشعاع مما يلائم عالم البرزخ، وليس عودة حقيقية كما في عالم الدنيا أو عالم الآخرة والقيامة، #فيقف علىٰ جسده ويرى ما حلّ به من التفسخ والتفكك، فيعز عليه ذلك ويتأثر بشدة لأنه كان مدة من الزمن مرافقاً له، #فيخاطبه أنت الذي لم تكن تتحمل أن يجلس التراب أو الذباب علىٰ وجهك وخدك، فكيف استسلمت لهذا البلاء؟ فهلا كنت قد أعددت لنفسك في #الدنيا ما يدفع عنك في هذا اليوم هذه المكاره والشدائد؟ #نعم هذه عادة متعارفة وعليها قامت الأدلة بوأسرة هذا العالم وأولاده كبقية الناس زاروا قبر أبيهم في اليوم السابع من وفاته حسب المتعارف، لكن الذي فاجأهم هو: أنهم رأوا جماعة #غرباء لم يعرفوهم، قد جلسوا حول قبر والدهم، كجلوس أسرة الميت علىٰ قبر ميتهم، وقد اشتغلوا بقراءة الفاتحة وتوزيع #الحلوى والفواكه عن روح الميت، فتقدم أولاد ذلك العالم إلىٰ أولئك الجالسين حول قبر والدهم وسألوهم قائلين: هل إنكم اشتبهتم حيث جلستم علىٰ هذا القبر؟
قالوا: لا. #قالوا: هل تعرفون #صاحب هذا القبر معرفة صداقة أو قرابة أو جوار أو غير ذلك مما جعلكم تفعلون ما قمتم به علىٰ قبره؟
قالوا: لا، ليس بيننا وبينه نسب ولا صداقة ولا جوار.
قالوا: فما هو سبب #جلوسكم علىٰ قبره رغم أنه ميتنا وليس بميتكم؟
قالوا، وهم يخاطبون أولاد العالم المتوفى: ما نسبتكم أنتم مع صاحب هذا القبر؟
قالوا: نحن أولاده وأسرته.
قالوا: إن لنا في ذلك قصة:
كان لنا والد توفي قبل اثني عشر عاماً وقد #دفناه في هذه المقبرة، وحيث إنه لم يكن ملتزماً في دينه أيام الدنيا، كان معذباً في برزخه وقبره، ولذا كلما رأيناه في المنام وزرناه في عالم الرؤيا طيلة هذه السنوات، رأيناه في حالة يرثى لها من الشدة والعذاب، إلىٰ قبل ليلتين، فقد رأيناه في المنام وهو بحالة #جيدة ومرضية، يتوسط بستاناً جميلاً، فيه أنواع الفواكه والطيور، محفوفاً بالأشجار.. تجري من تحتها العيون والأنهار، #فتعجبنا من ذلك وسألناه عن حاله وعن تغيّر أوضاعه بعد مرور اثني عشر عاماً، ورجوناه أن يخبرنا عن سببه، وأنه هل كان السبب الخيرات التي كنا نبعثها عن روحه، أو شيء آخر؟
فأجاب قائلاً: إن #الخيرات كانت مفيدة ومؤثرة، لكن الذي سبّب نجاتنا، وهيأ لنا هذه النعم، وعفا الله عن سيئاتنا التي ارتكبناها في الدنيا هو موت أحد العلماء ودفنه في هذه المقبرة، وأشار إلىٰ هذا القبر الذي نحن الآن جلوس عنده. ثم قال: فمن اليوم الذي دفن فيه هذا #العالم هنا، رفع الله عنا العذاب ببركة الإمام الحسين (عليه السلام)، فإنه (عليه السلام) جاء إلىٰ زيارة هذا العالم، وعندما دخل هذه المقبرة أمر الله برفع العذاب عن جميع أهل هذه المقبرة #المدفونين فيها احتراماً لقدوم الإمام #الحسين (عليه السلام)، وأجّل حسابنا إلىٰ يوم القيامة.
ثم أضافوا قائلين: ونحن لما عرفنا بأن صاحب هذا القبر قد صار سبباً لرفع العذاب عن أبينا، #أقبلنا إلىٰ زيارته وقراءة الفاتحة عن
#في_ضيافة_الإمام_الحسين (عليه السلام)
وهنا لا بأس #بذكر قصة اتفقت في مدينة قم المقدسة، وذلك قبل عدة أعوام لنعرف شيئاً من فوائد هذه المجالس الحسينية.
إن أحد #علماء طهران ممن كان يهتم كثيراً بمجالس الإمام الحسين (عليه السلام) ويتحمس للشعائر الحسينية، ويشجّع الآخرين علىٰ تأسيس المجالس والمواكب وإقامة هذه الشعائر، كان قد أوصى إلىٰ أولاده بأن #يدفنوه في كربلاء المقدسة عند موته.
فلما توفي هذا العالم وأراد أولاده العمل بوصيته، #صادفهم الاختلاف الموجود بين إيران والعراق، وغلق الحدود المصطنعة فيما بينهم، بحيث لم يسمح لأحد الذهاب إلىٰ العتبات المقدسة في العراق، ولا إلىٰ دفن موتاهم هناك، فتشاور الأولاد فيما بينهم في قصة دفن أبيهم، وقالوا: بما أننا لم نقدر علىٰ #تنفيذ وصية والدنا، فعلينا أن ندفنه في بلد مقدس آخر عند جوار واحد من أهل البيت (عليهم السلام)، فإما أن ندفنه في #مشهد الإمام الرضا (عليه السلام) في خراسان، أو في جوار مرقد السيدة فاطمة المعصومة (عليها السلام) في مدينة قم. #وبعد التشاور اتفق رأيهم علىٰ أن يدفنوه في قم المقدسة، وذلك لأنه أقرب إلىٰ طهران، ويمكنهم زيارته والحضور إلىٰ قبره لقراءة الفاتحة أكثر مما لو دفنوه في غيرها. فجاؤوا بجثمان أبيهم ذلك العالم الحسيني إلىٰ قم ودفنوه في إحدى مقابرها.
ومن# المتعارف لدى الناس أنهم يزورون موتاهم ويحضرون علىٰ قبورهم لقراءة الفاتحة علىٰ أرواحهم في اليوم الثالث من موتهم، وكذلك في اليوم السابع، وهكذا في اليوم #الأربعين، وأيضاً في الذكرى السنوية من وفاتهم، وهذا المتعارف مأخوذ من الروايات، ففي الروايات علىٰ ما في كتاب (لآلي الأخبار) وغيره من مصادر الحديث: أن #روح الميت بعد مفارقته للجسد، يعود إلىٰ زيارة الجسد في القبر عدّة مرات، في اليوم الثالث، وفي اليوم الخامس وهذا اليوم لم يتعارف فيه زيارة الموتى عند الناس وفي اليوم السابع، وفي اليوم الأربعين، وبعد مرور عام واحد.
و#الظاهر أن عودة الروح إلىٰ الجسم في القبر هو علىٰ نحو الشعاع مما يلائم عالم البرزخ، وليس عودة حقيقية كما في عالم الدنيا أو عالم الآخرة والقيامة، #فيقف علىٰ جسده ويرى ما حلّ به من التفسخ والتفكك، فيعز عليه ذلك ويتأثر بشدة لأنه كان مدة من الزمن مرافقاً له، #فيخاطبه أنت الذي لم تكن تتحمل أن يجلس التراب أو الذباب علىٰ وجهك وخدك، فكيف استسلمت لهذا البلاء؟ فهلا كنت قد أعددت لنفسك في #الدنيا ما يدفع عنك في هذا اليوم هذه المكاره والشدائد؟ #نعم هذه عادة متعارفة وعليها قامت الأدلة بوأسرة هذا العالم وأولاده كبقية الناس زاروا قبر أبيهم في اليوم السابع من وفاته حسب المتعارف، لكن الذي فاجأهم هو: أنهم رأوا جماعة #غرباء لم يعرفوهم، قد جلسوا حول قبر والدهم، كجلوس أسرة الميت علىٰ قبر ميتهم، وقد اشتغلوا بقراءة الفاتحة وتوزيع #الحلوى والفواكه عن روح الميت، فتقدم أولاد ذلك العالم إلىٰ أولئك الجالسين حول قبر والدهم وسألوهم قائلين: هل إنكم اشتبهتم حيث جلستم علىٰ هذا القبر؟
قالوا: لا. #قالوا: هل تعرفون #صاحب هذا القبر معرفة صداقة أو قرابة أو جوار أو غير ذلك مما جعلكم تفعلون ما قمتم به علىٰ قبره؟
قالوا: لا، ليس بيننا وبينه نسب ولا صداقة ولا جوار.
قالوا: فما هو سبب #جلوسكم علىٰ قبره رغم أنه ميتنا وليس بميتكم؟
قالوا، وهم يخاطبون أولاد العالم المتوفى: ما نسبتكم أنتم مع صاحب هذا القبر؟
قالوا: نحن أولاده وأسرته.
قالوا: إن لنا في ذلك قصة:
كان لنا والد توفي قبل اثني عشر عاماً وقد #دفناه في هذه المقبرة، وحيث إنه لم يكن ملتزماً في دينه أيام الدنيا، كان معذباً في برزخه وقبره، ولذا كلما رأيناه في المنام وزرناه في عالم الرؤيا طيلة هذه السنوات، رأيناه في حالة يرثى لها من الشدة والعذاب، إلىٰ قبل ليلتين، فقد رأيناه في المنام وهو بحالة #جيدة ومرضية، يتوسط بستاناً جميلاً، فيه أنواع الفواكه والطيور، محفوفاً بالأشجار.. تجري من تحتها العيون والأنهار، #فتعجبنا من ذلك وسألناه عن حاله وعن تغيّر أوضاعه بعد مرور اثني عشر عاماً، ورجوناه أن يخبرنا عن سببه، وأنه هل كان السبب الخيرات التي كنا نبعثها عن روحه، أو شيء آخر؟
فأجاب قائلاً: إن #الخيرات كانت مفيدة ومؤثرة، لكن الذي سبّب نجاتنا، وهيأ لنا هذه النعم، وعفا الله عن سيئاتنا التي ارتكبناها في الدنيا هو موت أحد العلماء ودفنه في هذه المقبرة، وأشار إلىٰ هذا القبر الذي نحن الآن جلوس عنده. ثم قال: فمن اليوم الذي دفن فيه هذا #العالم هنا، رفع الله عنا العذاب ببركة الإمام الحسين (عليه السلام)، فإنه (عليه السلام) جاء إلىٰ زيارة هذا العالم، وعندما دخل هذه المقبرة أمر الله برفع العذاب عن جميع أهل هذه المقبرة #المدفونين فيها احتراماً لقدوم الإمام #الحسين (عليه السلام)، وأجّل حسابنا إلىٰ يوم القيامة.
ثم أضافوا قائلين: ونحن لما عرفنا بأن صاحب هذا القبر قد صار سبباً لرفع العذاب عن أبينا، #أقبلنا إلىٰ زيارته وقراءة الفاتحة عن