✨ #الأميرة_المقدسة ✨
💖 فتاة حافظت على طهارة قلبها وروحها رغم أنّها كانت ابنة ملك عظيم في ذلك الزمن.. تعرفت على الإمام العسكري (عليه السلام) بطريقة عجيبة وأحبته حباً مقدّساً من دون أن تلتقي به إلا في عالم الرؤيا..
✨ أي شرف عظيم ذلك الذي نالته السيدة نرجس بأن حضر في المنام لخطبتها رسول الله محمد (صلّى الله عليه وآله) ونبي الله عيسى بن مريم (عليهما السلام)، وزادها شرفاً حضور سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (عليها السلام).. كل تلك الأسرار بقيت مخبأة في قلبها الطاهر إلى أن حان موعد الرحيل إلى الحبيب الذي انتظرته طويلاً..
🌷 كيف وصلت إلى سامراء ؟
🌷 كيف كان لقاؤها بالإمام الحسن العسكري (عليه السلام) في اليقظة هذه المرة ؟
أحداث كثيرة مشوّقة وإستثنائية.. وكيف لا تكون إسثنائية وثمرة هذا الزواج سيكون مولوداً إستثنائياً.. إنه القائم المنتظر من آل محمد ! ❤️
✨ #الأميرة_المقدسة ✨
تتابعونها إبتداء من الليلة إن شاء الله تعالى على قناة الطريق إلى التوبة @altauba
💖 فتاة حافظت على طهارة قلبها وروحها رغم أنّها كانت ابنة ملك عظيم في ذلك الزمن.. تعرفت على الإمام العسكري (عليه السلام) بطريقة عجيبة وأحبته حباً مقدّساً من دون أن تلتقي به إلا في عالم الرؤيا..
✨ أي شرف عظيم ذلك الذي نالته السيدة نرجس بأن حضر في المنام لخطبتها رسول الله محمد (صلّى الله عليه وآله) ونبي الله عيسى بن مريم (عليهما السلام)، وزادها شرفاً حضور سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (عليها السلام).. كل تلك الأسرار بقيت مخبأة في قلبها الطاهر إلى أن حان موعد الرحيل إلى الحبيب الذي انتظرته طويلاً..
🌷 كيف وصلت إلى سامراء ؟
🌷 كيف كان لقاؤها بالإمام الحسن العسكري (عليه السلام) في اليقظة هذه المرة ؟
أحداث كثيرة مشوّقة وإستثنائية.. وكيف لا تكون إسثنائية وثمرة هذا الزواج سيكون مولوداً إستثنائياً.. إنه القائم المنتظر من آل محمد ! ❤️
✨ #الأميرة_المقدسة ✨
تتابعونها إبتداء من الليلة إن شاء الله تعالى على قناة الطريق إلى التوبة @altauba
1⃣ #الأميرة_المقدسة
🔸في الأربعينيات من القرن الثالث الهجري القمري.. في خضمّ الصراعات والمنازلات الضروس التي لا تكاد تنتهي سلسلتها.. والتي تناوب عليها ملوك بعد ملوك، وقياصرة تلو قياصرة. وكعادة الجبابرة والسلاطين.. وبشكل لا أبالي، ورغم استمرار تلك المآسي فاجأ قيصر الروم مستشاريه في البلاط... فاجأهم بعزمه على اقامة مهرجان ضخم كثير البذخ واخذ يحدثهم بتفاصيل خطته...
🔹أريده أن يكون حديث أهل مملكتي !
ولذا سأدعو له في قصري ثلاثمئة رجل من نسل الحواريين من القسيسين والرهبان.. وسبعمئة رجل من ذوي الأخطار وأربعة آلاف من أمراء الأجناد وقواد العسكر، ونقباء الجيوش، وملوك العشائر، لن اترك عظيماً من أهل سلطاني ومن بجواري إلا وسأدعوه...
🔸أراده القيصر أن يكون على ألسنة أهل مملكته، والممالك الأخرى.. وكأن الخطة قد رسمت منذ مدة في ذهن القيصر... يبدو أنها لم تكن خاطرة مرتجلة، فهو كان يعي ما يريد... فيه الظاهر أعلن أن ذلك لتحقيق أمنية كانت تراوده من زمن بعيد.. وهي مصاهرة نسله بنسل أخيه وتزويج حفيدته المدلّلة أقرب الأميرات إلى قلبه وأعزّهن عليه ليزوّجها من ابن عمها...
🔹ولكن ما وراء هذا فهو إنما أراد استثماراً سياسياً أبعد من الزواج.. وما المهرجان إلا غطاء لهدف حقيقي يسعى إليه ورسالة مزدوجة في اتجاهات عدة..
🔸كانت الأميرة غاية في الذكاء وطهارة القلب ونقاء السريرة.. ومضرب مثال في الخلق والجمال.. لم يشغلها كونها من الملوك أن تطلب معالي الأخلاق وتسمو نحو الكمال... كما لم يشغلها كونها صغيرة السن حيث كانت صغيرة لم تطرق بعد الرابعة عشرة من العمر.. لم يشغلها ذلك عن تعلم العلوم والسنة الشعوب ولغاتها..
🔹وكان لجدها القيصر المولع بالثقافات والعلوم، فضل كبير في تربيتها.. فقد رأى عليها علائم التميز والنبوغ منذ نعومتي أظافرها... ولذا اهتم بها اهتماماً خاصاً دون بقية ذريته... فكان ينتدب لها خيرة المعلمات والمربيات...
🔸كان لهذه العلاقة الحميمة دورها في مسايرة الجد.. فهي داخلها كانت كارهة لفكرة زواجها من ابن عمها، لكنها كانت تحب جدها وتقدره... فلم تشأ ان تكسر رغبته أو تخالف عليه، فتبدد فرحته... أو تقف امام تحقيق غايته، رغم أنه في مفصل حياتها الرئيس فكر كرجل دولة لا كجد لها، او كمربّ تهمه مصلحة ابنته..
🔹فجرت عليها السيرة كعادة كثير من بنات الأمراء والملوك اللواتي يكن ضحايا لمعادلات السياسة والملك.. فانساقت الى مراد الجد مرغمة لتحقيق أمنيته.. واستسلمت لقدرها وفوضت لله امرها..
🔸في الأربعينيات من القرن الثالث الهجري القمري.. في خضمّ الصراعات والمنازلات الضروس التي لا تكاد تنتهي سلسلتها.. والتي تناوب عليها ملوك بعد ملوك، وقياصرة تلو قياصرة. وكعادة الجبابرة والسلاطين.. وبشكل لا أبالي، ورغم استمرار تلك المآسي فاجأ قيصر الروم مستشاريه في البلاط... فاجأهم بعزمه على اقامة مهرجان ضخم كثير البذخ واخذ يحدثهم بتفاصيل خطته...
🔹أريده أن يكون حديث أهل مملكتي !
ولذا سأدعو له في قصري ثلاثمئة رجل من نسل الحواريين من القسيسين والرهبان.. وسبعمئة رجل من ذوي الأخطار وأربعة آلاف من أمراء الأجناد وقواد العسكر، ونقباء الجيوش، وملوك العشائر، لن اترك عظيماً من أهل سلطاني ومن بجواري إلا وسأدعوه...
🔸أراده القيصر أن يكون على ألسنة أهل مملكته، والممالك الأخرى.. وكأن الخطة قد رسمت منذ مدة في ذهن القيصر... يبدو أنها لم تكن خاطرة مرتجلة، فهو كان يعي ما يريد... فيه الظاهر أعلن أن ذلك لتحقيق أمنية كانت تراوده من زمن بعيد.. وهي مصاهرة نسله بنسل أخيه وتزويج حفيدته المدلّلة أقرب الأميرات إلى قلبه وأعزّهن عليه ليزوّجها من ابن عمها...
🔹ولكن ما وراء هذا فهو إنما أراد استثماراً سياسياً أبعد من الزواج.. وما المهرجان إلا غطاء لهدف حقيقي يسعى إليه ورسالة مزدوجة في اتجاهات عدة..
🔸كانت الأميرة غاية في الذكاء وطهارة القلب ونقاء السريرة.. ومضرب مثال في الخلق والجمال.. لم يشغلها كونها من الملوك أن تطلب معالي الأخلاق وتسمو نحو الكمال... كما لم يشغلها كونها صغيرة السن حيث كانت صغيرة لم تطرق بعد الرابعة عشرة من العمر.. لم يشغلها ذلك عن تعلم العلوم والسنة الشعوب ولغاتها..
🔹وكان لجدها القيصر المولع بالثقافات والعلوم، فضل كبير في تربيتها.. فقد رأى عليها علائم التميز والنبوغ منذ نعومتي أظافرها... ولذا اهتم بها اهتماماً خاصاً دون بقية ذريته... فكان ينتدب لها خيرة المعلمات والمربيات...
🔸كان لهذه العلاقة الحميمة دورها في مسايرة الجد.. فهي داخلها كانت كارهة لفكرة زواجها من ابن عمها، لكنها كانت تحب جدها وتقدره... فلم تشأ ان تكسر رغبته أو تخالف عليه، فتبدد فرحته... أو تقف امام تحقيق غايته، رغم أنه في مفصل حياتها الرئيس فكر كرجل دولة لا كجد لها، او كمربّ تهمه مصلحة ابنته..
🔹فجرت عليها السيرة كعادة كثير من بنات الأمراء والملوك اللواتي يكن ضحايا لمعادلات السياسة والملك.. فانساقت الى مراد الجد مرغمة لتحقيق أمنيته.. واستسلمت لقدرها وفوضت لله امرها..
2⃣ #الأميرة_المقدسة
🔸 تساقطت الصلبان، وتسافلت متوالية من الأعالي حتى ارتطمت بالأرض.. وتقوضت أعمدة العرش، فانهارت إلى القرار.. وانهار معها الأمير المتبختر الجالس على العرش.. فخرَّ من فوقه مغشياً عليه.. كخشبة صفراء يابسة قد سكنت حركته وخمد نَفَسُه من شدّة الرعب وهول ما رآه.. وقد تغيّرت ألوان الأساقفة وارتعدت فرائصهم...
🔹ساد الإضطراب وأحسّ من أمّ القصر بالنحوسة.. وعلت الهمهمة... هناك وبدهاء ماكر منقطع النظير... اقتنص رئيس الأساقفة الفرصة.. فاستغل الموقف ليفرغ رسالة القيصر من محتواها.. ويبدد غايته من المهرجان.. بل وليقلب ظهر المجنِّ على خصمه اللدود... فأعلن صراحة وبصوت عالٍ.. وفي تحدٍّ واضح، وتحريض فجّ ضدّه، ولكن بهيئة المتشائم المشفق الحريص على المملكة... فقال:
أيها الملك أعفنا من ملاقاة هذه النحوس الدالّة على زوال دولة هذا الدين المسيحي والمذهب الملكاني..!
🔸بهذه الكلمات كان كأنه يدسّ السم الزعاف في كأس الملك يجرعه إياه.. وكأنّه يصدر البيان رقم واحد كما يفعل العسكر عند الإنقلاب.. فقد أعطى رئيس الكنيسة بكلامه صِبغة شرعية للإطاحة بالقيصر...
🔹تطيّر القيصر تطيّراً شديداً واستشاط غيظاً في آن واحد.. فغريمه يسدد طعنة نجلاء لخاصرته.. ويقلب الأوضاع عليه.. ويؤلّب كبار مملكته ضده.. بانت عليه لوهلة علامات الإرتباك والخوف.. لكنّه سرعان ما تظاهر بعدم الإكتراث.. وكأن ما وقع لا يعدو كونه صدفة..! فاستجمع قواه واستخفّ بكبير الأساقفة، وقال بنبرة يتظاهر بها ثقة رافضاً كلامه:
أقيموا هذه الأعمدة.. وارفعوا الصلبان وأحضروا أخا هذا المدبر العاثر المنكوس جدّه.. لأزوّجه هذه الصبية فيدفع نحوسة أخيه عنكم بسعوده...
🔸فأقام حرس الشرف الأمير المغمى عليه.. وأخرجوه من القصر ذليلاً مرتعشاً كالفرخ الخائف.. قد أخرسه الذهول، لا يلوي على كلمة... وهم يخادعون أنفسهم ويغالبون أحاسيسهم وظنونهم فيتظاهرون بتصديق مقولة قيصرهم أن ما وقع كان محض صدفة ليس إلا..!
🔹ومجدداً رفعت الصلبان ونصب العرش وأعادوه كما كان.. وأحكمت قوائمه بأشدّ ما يكون.. ثم جيئ بالأمير الآخر أخي الأمير الذي اسودّ وجهه أمام رجالات المملكة.. وقد انحنت له الأصاقفة وأعيدت له القداديس.. وأحرق له البخور وهو يصعد الدرجات مضطرباً على خلاف أخيه الذي ركبها مزهوّاً..
#يتبع 👇🏻
🔸 تساقطت الصلبان، وتسافلت متوالية من الأعالي حتى ارتطمت بالأرض.. وتقوضت أعمدة العرش، فانهارت إلى القرار.. وانهار معها الأمير المتبختر الجالس على العرش.. فخرَّ من فوقه مغشياً عليه.. كخشبة صفراء يابسة قد سكنت حركته وخمد نَفَسُه من شدّة الرعب وهول ما رآه.. وقد تغيّرت ألوان الأساقفة وارتعدت فرائصهم...
🔹ساد الإضطراب وأحسّ من أمّ القصر بالنحوسة.. وعلت الهمهمة... هناك وبدهاء ماكر منقطع النظير... اقتنص رئيس الأساقفة الفرصة.. فاستغل الموقف ليفرغ رسالة القيصر من محتواها.. ويبدد غايته من المهرجان.. بل وليقلب ظهر المجنِّ على خصمه اللدود... فأعلن صراحة وبصوت عالٍ.. وفي تحدٍّ واضح، وتحريض فجّ ضدّه، ولكن بهيئة المتشائم المشفق الحريص على المملكة... فقال:
أيها الملك أعفنا من ملاقاة هذه النحوس الدالّة على زوال دولة هذا الدين المسيحي والمذهب الملكاني..!
🔸بهذه الكلمات كان كأنه يدسّ السم الزعاف في كأس الملك يجرعه إياه.. وكأنّه يصدر البيان رقم واحد كما يفعل العسكر عند الإنقلاب.. فقد أعطى رئيس الكنيسة بكلامه صِبغة شرعية للإطاحة بالقيصر...
🔹تطيّر القيصر تطيّراً شديداً واستشاط غيظاً في آن واحد.. فغريمه يسدد طعنة نجلاء لخاصرته.. ويقلب الأوضاع عليه.. ويؤلّب كبار مملكته ضده.. بانت عليه لوهلة علامات الإرتباك والخوف.. لكنّه سرعان ما تظاهر بعدم الإكتراث.. وكأن ما وقع لا يعدو كونه صدفة..! فاستجمع قواه واستخفّ بكبير الأساقفة، وقال بنبرة يتظاهر بها ثقة رافضاً كلامه:
أقيموا هذه الأعمدة.. وارفعوا الصلبان وأحضروا أخا هذا المدبر العاثر المنكوس جدّه.. لأزوّجه هذه الصبية فيدفع نحوسة أخيه عنكم بسعوده...
🔸فأقام حرس الشرف الأمير المغمى عليه.. وأخرجوه من القصر ذليلاً مرتعشاً كالفرخ الخائف.. قد أخرسه الذهول، لا يلوي على كلمة... وهم يخادعون أنفسهم ويغالبون أحاسيسهم وظنونهم فيتظاهرون بتصديق مقولة قيصرهم أن ما وقع كان محض صدفة ليس إلا..!
🔹ومجدداً رفعت الصلبان ونصب العرش وأعادوه كما كان.. وأحكمت قوائمه بأشدّ ما يكون.. ثم جيئ بالأمير الآخر أخي الأمير الذي اسودّ وجهه أمام رجالات المملكة.. وقد انحنت له الأصاقفة وأعيدت له القداديس.. وأحرق له البخور وهو يصعد الدرجات مضطرباً على خلاف أخيه الذي ركبها مزهوّاً..
#يتبع 👇🏻
🔸 فما إن جلس على العرش حتى ارتجفت الأرض من جديد ارتجافاً اصطكت لها ركب القواد والرهبان.. فلم تطق أرجلهم حمل أجسادهم.. فخرّوا الى الأرض خائفين.. قد ملكهم الرعب وخرّ معهم العرش مرة أخرى متحطماً.. وسقط الأمير الثاني، وجرى عليه ما جرى على أخيه من قبل...
فازداد تشاؤمهم وتطيّرهم أشد من السابق وتفرّق الناس.. وقام القيصر مغتمّاً ودخل قصره وأرخيت الستور وأصبح النهار المشؤوم حديث أهل مملكته..!
🔹انطوى اليوم الكئيب المثقل بالأحداث وحلّ المساء وقد ألقى بسواده على جنبات القصر، كأنّه بقعة موحشة... إلا مكاناً واحداً.. شرفة غرفة الأميرة المقدّسة..
انتهت الاميرة من صلاتها شكراً لله تعالى الذي استنقذها من أمر كاد يجهض حياتها.. ألقت برأسها على وسادتها واخذت تتأمل بالنجوم.. وتتمتم بكلمات تبادلها سرور الخلاص..
🔸 غلب التعب عليها، ونامت على أمنية أن يستبدلها الله بمكان غير هذا القصر.. هي لم ترى نفسها من أهله.. حيث المجون والصخب.. كانت تحنّ الى بيوت الصدّيقين والصلحاء.. ولسان حالها {رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي...} تذكّرك بآسيا بنت مزاحم في قصر فرعون..
🔹ظاهراً كان أهل مملكتها يرون نحوسة في زواجها.. وباطناً كان الله تعالى يعدّ لها كرامة سيتحدث عنها التاريخ.. وينسج لها مستقبلاً يغير ملامح القادم من الأيام.. ويمهّد لها طريقاً لتكون في مصافّ أعاظم القدّيسين والأولياء.. فهي ليس مكانها عند أهل الارض.. هم لا يستحقونها.. فالله اختار لها مكانة حيث تستحق ان تكون... هي في طهارة البتول مريم.. كالعذراء عليها السلام لا يهمّها رأي الناس بل همّها ربّ الناس..
🔸 في ذاك المساء حيث الليل أرخى سدوله، رأت في المنام رؤيا عظيمة... رأت كأن المسيح وشمعون (عليهما السلام)، وعدّة من الحواريين قد اجتمعوا في قصر جدها.. ونصبوا فيه منبراً يباري السماء علواً وارتفاعاً.. في نفس الموضع الذي كان جدها نصب فيه عرشه... فدخل عليهم النبي محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ووصيّه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) مع عدّة من أهل بيته.. فقام إليهم المسيح (عليه السلام) وتقدم إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فاعتنقا وهما مسروران..
🔹 فقال له رسول الله (صلّى الله عليه وآله) مبتسماً:
يا روح الله.. إني جئتك خاطباً من وصيّك شمعون فتاته وابنته مليكة لإبني هذا وأومأ بيده إلى الإمام الحسن العسكري عليه السلام..!
#يتبع
#الأميرة_المقدسة
فازداد تشاؤمهم وتطيّرهم أشد من السابق وتفرّق الناس.. وقام القيصر مغتمّاً ودخل قصره وأرخيت الستور وأصبح النهار المشؤوم حديث أهل مملكته..!
🔹انطوى اليوم الكئيب المثقل بالأحداث وحلّ المساء وقد ألقى بسواده على جنبات القصر، كأنّه بقعة موحشة... إلا مكاناً واحداً.. شرفة غرفة الأميرة المقدّسة..
انتهت الاميرة من صلاتها شكراً لله تعالى الذي استنقذها من أمر كاد يجهض حياتها.. ألقت برأسها على وسادتها واخذت تتأمل بالنجوم.. وتتمتم بكلمات تبادلها سرور الخلاص..
🔸 غلب التعب عليها، ونامت على أمنية أن يستبدلها الله بمكان غير هذا القصر.. هي لم ترى نفسها من أهله.. حيث المجون والصخب.. كانت تحنّ الى بيوت الصدّيقين والصلحاء.. ولسان حالها {رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي...} تذكّرك بآسيا بنت مزاحم في قصر فرعون..
🔹ظاهراً كان أهل مملكتها يرون نحوسة في زواجها.. وباطناً كان الله تعالى يعدّ لها كرامة سيتحدث عنها التاريخ.. وينسج لها مستقبلاً يغير ملامح القادم من الأيام.. ويمهّد لها طريقاً لتكون في مصافّ أعاظم القدّيسين والأولياء.. فهي ليس مكانها عند أهل الارض.. هم لا يستحقونها.. فالله اختار لها مكانة حيث تستحق ان تكون... هي في طهارة البتول مريم.. كالعذراء عليها السلام لا يهمّها رأي الناس بل همّها ربّ الناس..
🔸 في ذاك المساء حيث الليل أرخى سدوله، رأت في المنام رؤيا عظيمة... رأت كأن المسيح وشمعون (عليهما السلام)، وعدّة من الحواريين قد اجتمعوا في قصر جدها.. ونصبوا فيه منبراً يباري السماء علواً وارتفاعاً.. في نفس الموضع الذي كان جدها نصب فيه عرشه... فدخل عليهم النبي محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ووصيّه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) مع عدّة من أهل بيته.. فقام إليهم المسيح (عليه السلام) وتقدم إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فاعتنقا وهما مسروران..
🔹 فقال له رسول الله (صلّى الله عليه وآله) مبتسماً:
يا روح الله.. إني جئتك خاطباً من وصيّك شمعون فتاته وابنته مليكة لإبني هذا وأومأ بيده إلى الإمام الحسن العسكري عليه السلام..!
#يتبع
#الأميرة_المقدسة
3⃣ #الأميرة_المقدسة
🔸نظر المسيح (عليه السلام) مسروراً الى وصيّه شمعون (عليه السلام) وقال:
➖ قد أتاك الشرف.. فصِل رحمك برحم رسول الله (صلّى الله عليه وآله)..
قام شمعون (عليه السلام) وقال مبتهجاً:
➖ قد فعلت يا نبي الله..!
فصعدوا المنبر فخطب النبي محمد (صلّى الله عليه وآلهه وسلّم) وزوجها من إبنه وشهد المسيح (عليه السلام) وشهد أبناء الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله) والحواريون (عليهم السلام)..
🔹لقد قلبت تلك الرؤية حال الأميرة المقدسة وأيقنت بصدق رؤياها.. وهي التي لم تعش ساعة من نهار بعيدة عن ربها.. تعلم طهارة نفسها المهيئة لمثل هذه البشارة.. وتعلم أن تلك الأنوار التي رأتها في منامها هي لشخوص الأنبياء والأوصياء (عليهم السلام)..
🔹تروي لنا الأميرة ما جرى بعد ذلك:
فلما استيقظت من نومي أشفقت أن أقصّ هذه الرؤية على أبي وجدي مخافة القتل.. فكنت أسرّها في نفسي ولم أبديها لهم.. وضرب صدري بمحبة الإمام العسكري (عليه السلام).. حتى امتنعتُ عن الطعام والشراب وضعفت نفسي، ودقّ شخصي.. ومرضت مرضاً شديداً... فما بقي في مدائن الروم طبيب إلا أحضره جدي وسأله عن دوائي..
🔸 ومرت الأيام وحالة الأميرة تزداد سوءً حتى شارفت على الهلاك.. وبرح بجدها اليأس.. فقال لها ذات يوم من بعد اليأس:
➖ قرة عيني يا مليكة ! هل يخطر ببالك شيء فأزودك به في هذه الدنيا ؟
➖ يا جدي أرى أبواب الفرج عليّ مغلقة.. فلو كشفت العذاب عن من في سجنك من أسارى المسلمين، وفككت عنهم الأغلال، وتصدّقت عليهم، ومنّيتهم بالخلاص.. رجوت أن يهب لي المسيح وأمه العافية والشفاء..
🔹فجيئ بأسارى مكبّلين بمحضر الملك.. فأمر بفك السلاسل والقيود عنهم.. وأطلق سراحهم.. فلما فعل ذلك تجلدت الأميرة في إظهار الصحة في بدنها، وتناولت يسيراً من الطعام.. فسرّ بذلك جدها وأقبل على إكرام الأسارى وإعزازهم..
🔸بعد أربع عشرة ليلة من مساء يوم المهرجان كان لها موعد آخر مع أهل السماء.. فقد هبطت أنوار أفضل نساء أهل الجنّة لتلتقي مع القديسة الجديدة.. التي اصطُفيت لمهمة غاية في الشرف والخطورة.. والتي ستتكشّف لها بمرور الأيام..
فقد رأت في منامها هذه المرة سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (عليها السلام).. وبجوارها السيدة مريم (عليها السلام).. فأضاء الليل الغارق في الظلمة كأنه نهار..
أشارت لها السيدة مريم (عليها السلام) تخاطبها وتعرفّها على من هي واقفة بحضرتها:
➖ هذه سيدة نساء العالمين جدّة زوجك الإمام الحسن العسكري (عليه السلام).. !
#يتبع
#الأميرة_المقدسة
@altauba
🔸نظر المسيح (عليه السلام) مسروراً الى وصيّه شمعون (عليه السلام) وقال:
➖ قد أتاك الشرف.. فصِل رحمك برحم رسول الله (صلّى الله عليه وآله)..
قام شمعون (عليه السلام) وقال مبتهجاً:
➖ قد فعلت يا نبي الله..!
فصعدوا المنبر فخطب النبي محمد (صلّى الله عليه وآلهه وسلّم) وزوجها من إبنه وشهد المسيح (عليه السلام) وشهد أبناء الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله) والحواريون (عليهم السلام)..
🔹لقد قلبت تلك الرؤية حال الأميرة المقدسة وأيقنت بصدق رؤياها.. وهي التي لم تعش ساعة من نهار بعيدة عن ربها.. تعلم طهارة نفسها المهيئة لمثل هذه البشارة.. وتعلم أن تلك الأنوار التي رأتها في منامها هي لشخوص الأنبياء والأوصياء (عليهم السلام)..
🔹تروي لنا الأميرة ما جرى بعد ذلك:
فلما استيقظت من نومي أشفقت أن أقصّ هذه الرؤية على أبي وجدي مخافة القتل.. فكنت أسرّها في نفسي ولم أبديها لهم.. وضرب صدري بمحبة الإمام العسكري (عليه السلام).. حتى امتنعتُ عن الطعام والشراب وضعفت نفسي، ودقّ شخصي.. ومرضت مرضاً شديداً... فما بقي في مدائن الروم طبيب إلا أحضره جدي وسأله عن دوائي..
🔸 ومرت الأيام وحالة الأميرة تزداد سوءً حتى شارفت على الهلاك.. وبرح بجدها اليأس.. فقال لها ذات يوم من بعد اليأس:
➖ قرة عيني يا مليكة ! هل يخطر ببالك شيء فأزودك به في هذه الدنيا ؟
➖ يا جدي أرى أبواب الفرج عليّ مغلقة.. فلو كشفت العذاب عن من في سجنك من أسارى المسلمين، وفككت عنهم الأغلال، وتصدّقت عليهم، ومنّيتهم بالخلاص.. رجوت أن يهب لي المسيح وأمه العافية والشفاء..
🔹فجيئ بأسارى مكبّلين بمحضر الملك.. فأمر بفك السلاسل والقيود عنهم.. وأطلق سراحهم.. فلما فعل ذلك تجلدت الأميرة في إظهار الصحة في بدنها، وتناولت يسيراً من الطعام.. فسرّ بذلك جدها وأقبل على إكرام الأسارى وإعزازهم..
🔸بعد أربع عشرة ليلة من مساء يوم المهرجان كان لها موعد آخر مع أهل السماء.. فقد هبطت أنوار أفضل نساء أهل الجنّة لتلتقي مع القديسة الجديدة.. التي اصطُفيت لمهمة غاية في الشرف والخطورة.. والتي ستتكشّف لها بمرور الأيام..
فقد رأت في منامها هذه المرة سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (عليها السلام).. وبجوارها السيدة مريم (عليها السلام).. فأضاء الليل الغارق في الظلمة كأنه نهار..
أشارت لها السيدة مريم (عليها السلام) تخاطبها وتعرفّها على من هي واقفة بحضرتها:
➖ هذه سيدة نساء العالمين جدّة زوجك الإمام الحسن العسكري (عليه السلام).. !
#يتبع
#الأميرة_المقدسة
@altauba
4⃣ #الأميرة_المقدسة
🔸انكبّت الأميرة مليكة عند قدمي الزهراء (عليها السلام).. وتعلّقت بها وبكت وكانت كلها رجاء أن ترى نور وجه زوجها الإمام العسكري (عليه السلام)..
🔹هنالك رقّت لها السيدة الزهراء (عليها السلام) فهي هبطت من السماء إلى الأرض في مهمة خاصة بشأنها.. ولا بدّ أن تؤدّيها لها.. فخاطبتها بحنان الأمومة:
➖إن ملتِ إلى رضا الله ورضا المسيح ومريم عنك.. وزيارة ابني أبي محمد إياك، فقولي أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله..
🔸السيدة مريم (عليها السلام) كانت بجوار السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) تقرّها على كلامها وتهز رأسها توافقها على مقالتها.. ومن ثم تومئ للأميرة أن أقرّي بما قالت وتشهّدي الشهادتين..
🔹تقول الأميرة المقدّسة عليها السلام:
فلمّا تكلمتُ بهذه الكلمة ضمّتني سيدة النساء إلى صدرها، وطيّبت نفسي وقالت:
➖ الآن توقعي زيارة ابني أبي محمد إياك.. فإني منفذته إليك..
فانتبهتُ وأنا أتوقع لقاء أبي محمد (عليه السلام) وأقول واشوقاه إلى لقاء أبي محمد..!
🔸مضت ساعات هذا النهار متباطئة.. الوقت امتنع أن يمضي.. هي كانت تريد أن تغفو للحظة لترى نور وجه ذلك الإمام المقدّس.. إلى أن جاء الليل أخيراً وهناك عندما ذهبت في نوم عميق والروح تجرّدت عن الجسد... هناك رأت حبيبها..!
🔹لم يكن حبّها له ككل الحب.. بل كان حباً نقيّاً ملائكيّاً.. أرادت لروحها العروج إلى حيث عرش الطهارة والكمال..
وها قد منّ الله عليها بعد أن أسلمت فرأته وأسعد فؤادها بقوله:
➖ إذ قد أسلمت فإني زائرك كل ليلة، إلى أن يجمع الله شملنا في العيان...!
🔸وهكذا كان.. صارت تحن الأميرة لغروب كل يوم كما تحن الطيور لأعشاشها.. وكان (عليه السلام) يؤنسها برؤيته فما قطع الامام (عليه السلام) عنها زيارته بعد ذلك..
بل كانت تراه كل ليلة في رؤياها عندما تخلد إلى النوم..
🔹لم يكن حبها له حبا عادياً كحب البشر للبشر.. بل كان حبّاً من نوع آخر.. إنه حبّ ملكوتي تتصل فيه الروح بالروح.. تماماً كحبّ فاطمة وعلي.. وحبّ محمد وخديجة (عليهم جميعاً أفضل الصلاة والتسليم)..
🔸وهكذا استمر الامام (عليه السلام) في رؤاها كل ليلة ودام الأمر زمناً طويلاً.. إلى أن أتت تلك الليلة التي لم تنساها طوال حياتها حين أخبرها الإمام العسكري (عليه السلام) بقرب وقت الإلتقاء عياناً في عالم اليقظة، لا النوم !
#يتبع
#الأميرة_المقدسة
@altauba
🔸انكبّت الأميرة مليكة عند قدمي الزهراء (عليها السلام).. وتعلّقت بها وبكت وكانت كلها رجاء أن ترى نور وجه زوجها الإمام العسكري (عليه السلام)..
🔹هنالك رقّت لها السيدة الزهراء (عليها السلام) فهي هبطت من السماء إلى الأرض في مهمة خاصة بشأنها.. ولا بدّ أن تؤدّيها لها.. فخاطبتها بحنان الأمومة:
➖إن ملتِ إلى رضا الله ورضا المسيح ومريم عنك.. وزيارة ابني أبي محمد إياك، فقولي أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله..
🔸السيدة مريم (عليها السلام) كانت بجوار السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) تقرّها على كلامها وتهز رأسها توافقها على مقالتها.. ومن ثم تومئ للأميرة أن أقرّي بما قالت وتشهّدي الشهادتين..
🔹تقول الأميرة المقدّسة عليها السلام:
فلمّا تكلمتُ بهذه الكلمة ضمّتني سيدة النساء إلى صدرها، وطيّبت نفسي وقالت:
➖ الآن توقعي زيارة ابني أبي محمد إياك.. فإني منفذته إليك..
فانتبهتُ وأنا أتوقع لقاء أبي محمد (عليه السلام) وأقول واشوقاه إلى لقاء أبي محمد..!
🔸مضت ساعات هذا النهار متباطئة.. الوقت امتنع أن يمضي.. هي كانت تريد أن تغفو للحظة لترى نور وجه ذلك الإمام المقدّس.. إلى أن جاء الليل أخيراً وهناك عندما ذهبت في نوم عميق والروح تجرّدت عن الجسد... هناك رأت حبيبها..!
🔹لم يكن حبّها له ككل الحب.. بل كان حباً نقيّاً ملائكيّاً.. أرادت لروحها العروج إلى حيث عرش الطهارة والكمال..
وها قد منّ الله عليها بعد أن أسلمت فرأته وأسعد فؤادها بقوله:
➖ إذ قد أسلمت فإني زائرك كل ليلة، إلى أن يجمع الله شملنا في العيان...!
🔸وهكذا كان.. صارت تحن الأميرة لغروب كل يوم كما تحن الطيور لأعشاشها.. وكان (عليه السلام) يؤنسها برؤيته فما قطع الامام (عليه السلام) عنها زيارته بعد ذلك..
بل كانت تراه كل ليلة في رؤياها عندما تخلد إلى النوم..
🔹لم يكن حبها له حبا عادياً كحب البشر للبشر.. بل كان حبّاً من نوع آخر.. إنه حبّ ملكوتي تتصل فيه الروح بالروح.. تماماً كحبّ فاطمة وعلي.. وحبّ محمد وخديجة (عليهم جميعاً أفضل الصلاة والتسليم)..
🔸وهكذا استمر الامام (عليه السلام) في رؤاها كل ليلة ودام الأمر زمناً طويلاً.. إلى أن أتت تلك الليلة التي لم تنساها طوال حياتها حين أخبرها الإمام العسكري (عليه السلام) بقرب وقت الإلتقاء عياناً في عالم اليقظة، لا النوم !
#يتبع
#الأميرة_المقدسة
@altauba
5⃣ #الأميرة_المقدسة
🔸لقد آن الأوان لخلاص هذه الأميرة الطاهرة من هذا القصر الذي يسجن أرواح القديسين... ما إن أخبرها الإمام العسكري (عليه السلام) بذلك حتى لم تحملها أرضها من السعادة.. وكادت أن تغادر نومتها لشدة السرور... لكن مهلاً مهلاً يا مليكة ! لا تذهبي قفي قليلاً.. وكأني به أخذ يخاطبها..
🔹أراد إخبارها أنها على مفترق طريق قد يغيّر مجرى حياتها وللأبد.. وأن لذاك ثمناً.. فهل هي مستعدة للتضحية وراضية من عميق قلبها ؟؟
🔸وكأني به لتهيئتها أخذ يحدّثها عن تضحيات آل محمد عليهم السلام.. وصبرهم.. تحدث لها عن أميرات آل محمد (عليهن السلام)... عن فاطمة الزهراء (عليها السلام).. عن صبرها وتضحيتها حيث كسر ضلعها وهتك سترها وأسقط جنينها...
🔹مهلاً مهلاً يا مليكة ! تعالي أحدثك عن السيدة زينب (عليها السلام).. آه آه من صبر زينب.. وتضحية زينب.. وآلام زينب.. لم يشهد التاريخ أختاً جثث على ركبتيها ووضعت كفيها تحت جسد أخيها المقطع، ثم رمت بطرفها إلى السماء تخاطب ربها راضية... 《اللهمّ تقبّل منا هذا القربان》
🔸آه يا زينب كم تلوعت بمصاب الفراق.. والأسر والسبي.. كم تحمل قلبك أنت وبقية الاميرات.. تعالي يا مليكة أحدثك عن سكينة وأم كلثوم ورقية الصغيرة الشهيدة.. وبقية نساء كربلاء (عليهن السلام).. تعالي أخبرك كيف أسروهن وكيف سيقت سبايا آل بيت محمد.. قد هتكت ستورهن وأبديت وجوههن.. يحدو بهن الأعداء من بلد إلى بلد... ويتصفح وجوههن القريب والبعيد والشريف والوضيع والدنيء والرفيع...
🔹وكأني بالأميرة المقدسة لما سمعت بذلك جثث على الأرض وقبضتها بكلتا كفيها.. وأخذت تذرف دموع الحسرة على مصابهن..
🔸نعم يا مليكة ! هكذا كان قدر القديسات الطاهرات من آل محمد.. فهل أنت مستعدة لسلوك هذا الطريق..؟
🔹فابدت استعداداً لتتأسى بالطاهرات من آل محمد (عليهن السلام).. حينها أخبرها بما سيجري عليها من صعوبات ومصائب ومحن..
🔸فحدّثها وقال لها إن جدّها سيسيّر جيوشاً لقتال المسلمين يوم كذا.. فعليك باللحاق به متنكرة في زي الخدم.. مع عدة من الوسائط من طريق كذا...
🔹لم تكن رحلتها من اجل لقاء الإمام العسكري (عليه السلام) وتأدية الرسالة التي أناطها الله بها فقط... بل إن الامام (عليه السلام) بأمره إياها بالرحيل استبق الأحداث التي كانت ستجري على عائلتها.. واستنقذها من النكبة التي كانت ستحلّ عليها.. إذ تم الإنقلاب على جدّها وقتله فيما بعد وانتهى حكم سلالتها...
🔸وهكذا امتثلت الأميرة لما قاله لها الإمام العسكري (عليه السلام) فكان أن وقع جميع ما حدّثها به.. إذ أن جدّها ملك الروم جهّز جيشاً جراراً من جنده ومقاتليه.. وقاد بنفسه حملة الحروب تلك.. وقد كان من عاداتهم في حروبهم الطويلة والكبيرة ان يأخذوا معهم بعض نسائهم وجواريهم..
🔹فهيئت هذه الحرب الفرصة للأميرة مليكة (عليها السلام) وأمكنتها من اللحاق مع وصيفاتها خلف جيش جدّها..
🔸وها قد بدأت أعظم رحلة في حياتها.. رحلة اللقاء بإمام زمانها..
#يتبع
#الأميرة_المقدسة
@altauba
🔸لقد آن الأوان لخلاص هذه الأميرة الطاهرة من هذا القصر الذي يسجن أرواح القديسين... ما إن أخبرها الإمام العسكري (عليه السلام) بذلك حتى لم تحملها أرضها من السعادة.. وكادت أن تغادر نومتها لشدة السرور... لكن مهلاً مهلاً يا مليكة ! لا تذهبي قفي قليلاً.. وكأني به أخذ يخاطبها..
🔹أراد إخبارها أنها على مفترق طريق قد يغيّر مجرى حياتها وللأبد.. وأن لذاك ثمناً.. فهل هي مستعدة للتضحية وراضية من عميق قلبها ؟؟
🔸وكأني به لتهيئتها أخذ يحدّثها عن تضحيات آل محمد عليهم السلام.. وصبرهم.. تحدث لها عن أميرات آل محمد (عليهن السلام)... عن فاطمة الزهراء (عليها السلام).. عن صبرها وتضحيتها حيث كسر ضلعها وهتك سترها وأسقط جنينها...
🔹مهلاً مهلاً يا مليكة ! تعالي أحدثك عن السيدة زينب (عليها السلام).. آه آه من صبر زينب.. وتضحية زينب.. وآلام زينب.. لم يشهد التاريخ أختاً جثث على ركبتيها ووضعت كفيها تحت جسد أخيها المقطع، ثم رمت بطرفها إلى السماء تخاطب ربها راضية... 《اللهمّ تقبّل منا هذا القربان》
🔸آه يا زينب كم تلوعت بمصاب الفراق.. والأسر والسبي.. كم تحمل قلبك أنت وبقية الاميرات.. تعالي يا مليكة أحدثك عن سكينة وأم كلثوم ورقية الصغيرة الشهيدة.. وبقية نساء كربلاء (عليهن السلام).. تعالي أخبرك كيف أسروهن وكيف سيقت سبايا آل بيت محمد.. قد هتكت ستورهن وأبديت وجوههن.. يحدو بهن الأعداء من بلد إلى بلد... ويتصفح وجوههن القريب والبعيد والشريف والوضيع والدنيء والرفيع...
🔹وكأني بالأميرة المقدسة لما سمعت بذلك جثث على الأرض وقبضتها بكلتا كفيها.. وأخذت تذرف دموع الحسرة على مصابهن..
🔸نعم يا مليكة ! هكذا كان قدر القديسات الطاهرات من آل محمد.. فهل أنت مستعدة لسلوك هذا الطريق..؟
🔹فابدت استعداداً لتتأسى بالطاهرات من آل محمد (عليهن السلام).. حينها أخبرها بما سيجري عليها من صعوبات ومصائب ومحن..
🔸فحدّثها وقال لها إن جدّها سيسيّر جيوشاً لقتال المسلمين يوم كذا.. فعليك باللحاق به متنكرة في زي الخدم.. مع عدة من الوسائط من طريق كذا...
🔹لم تكن رحلتها من اجل لقاء الإمام العسكري (عليه السلام) وتأدية الرسالة التي أناطها الله بها فقط... بل إن الامام (عليه السلام) بأمره إياها بالرحيل استبق الأحداث التي كانت ستجري على عائلتها.. واستنقذها من النكبة التي كانت ستحلّ عليها.. إذ تم الإنقلاب على جدّها وقتله فيما بعد وانتهى حكم سلالتها...
🔸وهكذا امتثلت الأميرة لما قاله لها الإمام العسكري (عليه السلام) فكان أن وقع جميع ما حدّثها به.. إذ أن جدّها ملك الروم جهّز جيشاً جراراً من جنده ومقاتليه.. وقاد بنفسه حملة الحروب تلك.. وقد كان من عاداتهم في حروبهم الطويلة والكبيرة ان يأخذوا معهم بعض نسائهم وجواريهم..
🔹فهيئت هذه الحرب الفرصة للأميرة مليكة (عليها السلام) وأمكنتها من اللحاق مع وصيفاتها خلف جيش جدّها..
🔸وها قد بدأت أعظم رحلة في حياتها.. رحلة اللقاء بإمام زمانها..
#يتبع
#الأميرة_المقدسة
@altauba
6⃣ #الأميرة_المقدسة
🔸كان قلب الأميرة المقدسة يسبقها شوقاً للقاء الإمام العسكري (عليه السلام).. كانت تعلم جيداً أنه لا بد لها أن تعمل بوصيته..
🔹أخفت الأميرة شخصيتها وتخفّت بلباس الجواري والإماء.. وخلطت نفسها معهم.. وبدّلت اسمها من مليكة إلى 《نرجس》 مخافة ان تُعرف.. ثم سلكت الطريق الذي أرشدها إليه الإمام (عليه السلام)..
🔸وبعد أن سارت في ذلك الطريق.. وقعت عليها طلائع جيش المسلمين وأسرتها في منطقة تقع في أعالي نهر الفرات...
🔹سيقت الأميرة مليكة أسيرة مع سبايا الروم.. وجرت الأقدار كما أخبرها الإمام (عليه السلام).. فوصلت مع بقية السبايا إلى سوق النخاسين حيث يباع العبيد والإماء وأسارى الحروب في ذلك الزمن..
🔸ولكن هيهات إنها مليكة القداسة والطهارة.. فلقد امتنعت عن العرض أمام المشترين.. وكذا عن السفور خلافاً لبقية السبايا من الروم.. بل ظلّت تلبس لباساً ساتراً محتشماً هناك في ذاك السوق حيث لا يباع إلا البشر..
🔹غضب النخاس بائع الإماء من تصرفها وامتناعها عن العرض..واخذ يضربها.. فأخذت تبكي وتقول بلسانها الرومي واهتك ستراه.. واهتك ستراه.. ولكن هوّن عليها المصاب ذكر مصائب آل بيت رسول الله.. فخلطت دموع الألم بدموع اللوعة والحسرة على مصابهم..
🔸هناك في أعالي الفرات أركبت الأميرة المقدسة قارب السبي وسارت المراكب في النهر.. وكأني بها اضطربت قليلاً.. فهي بين يدي أعداء أغراب لا يرحمون.. ولربما وضعت مع وصيفاتها داخل أقفاص 💔..
🔹فكأني بها أمسكت بكلتي يديها المرتعشتين بعض أعواد تلك الأقفاص الخشبية وأخذت تنظر من خلالها.. تتأمل طريقها، لعلها تجد ما يسكّن روعتها.. لقد كان نهاراً مفعماً بالمغامرات والمخاطر والمتاعب والآلام..
🔸بالأمس كانت ابنة الملك المدلّلة.. وها هي اليوم أسيرة تتجرع مرارة الذل وتقلّب الأحوال... فقدر العظماء يكرر نفسه على مدى الأزمان.. يتبدل الأشخاص لكنه هو هو.. فعجباً لقد أشبهت قصتها قصة النبي الذي اصبح عزيزاً لمصر... فكان لا بدّ لها من النهر كما كان لا بدّ ليوسف (عليه السلام) من البئر... ولا بد لها أن تباع في سوق النخاسين كما بيع نبي الله يوسف (عليه السلام) في سوق العبيد..
🔹ولكن ما كان يهدئ من روع الأميرة أنها كلما شعرت بالآلام والصعوبات أحست أن إمام زمانها (عليه السلام) حاضر معها.. مطّلع على حالها.. يراها ويسمع حتى همسات قلبها..
#يتبع
╭┅━.✨🕊✨•━┅╮
T.me/altauba
╰┅━•🍃🌷🍃•━┅╯
🔸كان قلب الأميرة المقدسة يسبقها شوقاً للقاء الإمام العسكري (عليه السلام).. كانت تعلم جيداً أنه لا بد لها أن تعمل بوصيته..
🔹أخفت الأميرة شخصيتها وتخفّت بلباس الجواري والإماء.. وخلطت نفسها معهم.. وبدّلت اسمها من مليكة إلى 《نرجس》 مخافة ان تُعرف.. ثم سلكت الطريق الذي أرشدها إليه الإمام (عليه السلام)..
🔸وبعد أن سارت في ذلك الطريق.. وقعت عليها طلائع جيش المسلمين وأسرتها في منطقة تقع في أعالي نهر الفرات...
🔹سيقت الأميرة مليكة أسيرة مع سبايا الروم.. وجرت الأقدار كما أخبرها الإمام (عليه السلام).. فوصلت مع بقية السبايا إلى سوق النخاسين حيث يباع العبيد والإماء وأسارى الحروب في ذلك الزمن..
🔸ولكن هيهات إنها مليكة القداسة والطهارة.. فلقد امتنعت عن العرض أمام المشترين.. وكذا عن السفور خلافاً لبقية السبايا من الروم.. بل ظلّت تلبس لباساً ساتراً محتشماً هناك في ذاك السوق حيث لا يباع إلا البشر..
🔹غضب النخاس بائع الإماء من تصرفها وامتناعها عن العرض..واخذ يضربها.. فأخذت تبكي وتقول بلسانها الرومي واهتك ستراه.. واهتك ستراه.. ولكن هوّن عليها المصاب ذكر مصائب آل بيت رسول الله.. فخلطت دموع الألم بدموع اللوعة والحسرة على مصابهم..
🔸هناك في أعالي الفرات أركبت الأميرة المقدسة قارب السبي وسارت المراكب في النهر.. وكأني بها اضطربت قليلاً.. فهي بين يدي أعداء أغراب لا يرحمون.. ولربما وضعت مع وصيفاتها داخل أقفاص 💔..
🔹فكأني بها أمسكت بكلتي يديها المرتعشتين بعض أعواد تلك الأقفاص الخشبية وأخذت تنظر من خلالها.. تتأمل طريقها، لعلها تجد ما يسكّن روعتها.. لقد كان نهاراً مفعماً بالمغامرات والمخاطر والمتاعب والآلام..
🔸بالأمس كانت ابنة الملك المدلّلة.. وها هي اليوم أسيرة تتجرع مرارة الذل وتقلّب الأحوال... فقدر العظماء يكرر نفسه على مدى الأزمان.. يتبدل الأشخاص لكنه هو هو.. فعجباً لقد أشبهت قصتها قصة النبي الذي اصبح عزيزاً لمصر... فكان لا بدّ لها من النهر كما كان لا بدّ ليوسف (عليه السلام) من البئر... ولا بد لها أن تباع في سوق النخاسين كما بيع نبي الله يوسف (عليه السلام) في سوق العبيد..
🔹ولكن ما كان يهدئ من روع الأميرة أنها كلما شعرت بالآلام والصعوبات أحست أن إمام زمانها (عليه السلام) حاضر معها.. مطّلع على حالها.. يراها ويسمع حتى همسات قلبها..
#يتبع
╭┅━.✨🕊✨•━┅╮
T.me/altauba
╰┅━•🍃🌷🍃•━┅╯
7⃣ #الأميرة_المقدسة
🔸في تلك الليلة بسرّ من رأى.. سمع 《بشر الأنصاري》 صوت قرع الباب.. ذهب مسرعاً فإذا برسول الإمام أبي الحسن علي بن محمد الهادي (عليهما السلام).. يدعوه لزيارة الإمام (عليه السلام).. ويا له من طلب ماذا فعل بقلب بشر..! وهل هناك أجمل من هذا الشعور أن يدعوك إمام زمانك لرؤيته..
🔹لبس بشر ثيابه وخطواته تتسابق للوصول إلى الإمام (عليه السلام).. إلى أن وصل إليه ودخل عليه.. كان الإمام الهادي (عليه السلام) يحدّث ابنه أبا محمد وأخته السيدة حكيمة (عليهما السلام) من وراء الستر.. جلس بشر بين يدي الإمام (عليه السلام) بكل أدب وسلّم عليه..
🔸فقال له الإمام (عليه السلام): 《يا بشر، إنك من ولد الأنصار وهذه الولاية لم تزل فيكم يرثها خلف عن سلف، فأنتم ثقاتنا أهل البيت...》 آه لهذه الكلمات ماذا فعلت بقلب بشر.. كأني به لولا أنه لم يشأ مقاطعة الإمام (عليه السلام)..أراد أن ينحني على يديه باكياً ويقبلهما ويقول أنا خادمكم يا مولاي..
🔹أكمل الإمام عليه السلام كلامه فقال: 《وإني مزكيك ومشرّفك بفضيلة تسبق بها سائر الشيعة في الموالاة بها.. بسرّ أطلعك عليه وأنفذك في ابتياع أمة..》
🔸كان بشر يسمع كل كلمة يتفوه بها الإمام (عليه السلام) وكلّه حرص على طاعته والعمل بأوامره..
🔹فكتب الإمام (عليه السلام) كتاباً بخط رومي ولغة رومية، وطبع عليه بخاتمه، وأخرج صرّة صفراء فيها مائتان وعشرون ديناراً فقال: 《خذها وتوجه بها إلى بغداد، واحضر معبر الفرات ضحوة كذا.. فإذا وصلت إلى جانبك زواريق السبايا، وبرزن الجواري منها فستحدق بهم طوائف المبتاعين من وكلاء قواد بني العباس وشراذم من فتيان العراق.. فإذا رأيت ذلك فأشرف من البعد على المسمى عمر بن يزيد النخاس عامة نهارك؛ إلى أن يبرز للمبتاعين جارية صفتها كذا وكذا..》
🔸وهكذا أخبره الإمام (عليه السلام) بكل التفاصيل التي سيشاهدها وأطلعه على مهمّته.. كانت كلمات الإمام (عليه السلام) كافية أن يبذل بشر جهده لطاعة إمامه وتنفيذ الوصية على أكمل وجه..
🔹ودّع بشر الامام الهادي (عليه السلام) وقفل راجعاً الى داره.. لم يغزو النوم عينيه تلك الليلة.. كان بشر في سباق مع قارب الأميرة أيهما يسبق ؟ فشدّ رواحله سريعاً وانطلق مسرعاً مع خيوط الفجر الأولى نحو بغداد...
🔸كان بشر قلقاً مخافة أن يكون مقصراً أو يفشل في مهمته.. ولكن لم يكن يعلم أي أمانة عظيمة ومسؤولية كبيرة قد حمّله إياها الإمام (عليه السلام).. لم يكن يعلم أن هذه المهمّة متعلقة بمن ستكون أم القائم المهدي المنتظر من آل محمد (عليهم السلام) !
#يتبع
╭┅━.✨🕊✨•━┅╮
T.me/altauba
╰┅━•🍃🌷🍃•━┅╯
🔸في تلك الليلة بسرّ من رأى.. سمع 《بشر الأنصاري》 صوت قرع الباب.. ذهب مسرعاً فإذا برسول الإمام أبي الحسن علي بن محمد الهادي (عليهما السلام).. يدعوه لزيارة الإمام (عليه السلام).. ويا له من طلب ماذا فعل بقلب بشر..! وهل هناك أجمل من هذا الشعور أن يدعوك إمام زمانك لرؤيته..
🔹لبس بشر ثيابه وخطواته تتسابق للوصول إلى الإمام (عليه السلام).. إلى أن وصل إليه ودخل عليه.. كان الإمام الهادي (عليه السلام) يحدّث ابنه أبا محمد وأخته السيدة حكيمة (عليهما السلام) من وراء الستر.. جلس بشر بين يدي الإمام (عليه السلام) بكل أدب وسلّم عليه..
🔸فقال له الإمام (عليه السلام): 《يا بشر، إنك من ولد الأنصار وهذه الولاية لم تزل فيكم يرثها خلف عن سلف، فأنتم ثقاتنا أهل البيت...》 آه لهذه الكلمات ماذا فعلت بقلب بشر.. كأني به لولا أنه لم يشأ مقاطعة الإمام (عليه السلام)..أراد أن ينحني على يديه باكياً ويقبلهما ويقول أنا خادمكم يا مولاي..
🔹أكمل الإمام عليه السلام كلامه فقال: 《وإني مزكيك ومشرّفك بفضيلة تسبق بها سائر الشيعة في الموالاة بها.. بسرّ أطلعك عليه وأنفذك في ابتياع أمة..》
🔸كان بشر يسمع كل كلمة يتفوه بها الإمام (عليه السلام) وكلّه حرص على طاعته والعمل بأوامره..
🔹فكتب الإمام (عليه السلام) كتاباً بخط رومي ولغة رومية، وطبع عليه بخاتمه، وأخرج صرّة صفراء فيها مائتان وعشرون ديناراً فقال: 《خذها وتوجه بها إلى بغداد، واحضر معبر الفرات ضحوة كذا.. فإذا وصلت إلى جانبك زواريق السبايا، وبرزن الجواري منها فستحدق بهم طوائف المبتاعين من وكلاء قواد بني العباس وشراذم من فتيان العراق.. فإذا رأيت ذلك فأشرف من البعد على المسمى عمر بن يزيد النخاس عامة نهارك؛ إلى أن يبرز للمبتاعين جارية صفتها كذا وكذا..》
🔸وهكذا أخبره الإمام (عليه السلام) بكل التفاصيل التي سيشاهدها وأطلعه على مهمّته.. كانت كلمات الإمام (عليه السلام) كافية أن يبذل بشر جهده لطاعة إمامه وتنفيذ الوصية على أكمل وجه..
🔹ودّع بشر الامام الهادي (عليه السلام) وقفل راجعاً الى داره.. لم يغزو النوم عينيه تلك الليلة.. كان بشر في سباق مع قارب الأميرة أيهما يسبق ؟ فشدّ رواحله سريعاً وانطلق مسرعاً مع خيوط الفجر الأولى نحو بغداد...
🔸كان بشر قلقاً مخافة أن يكون مقصراً أو يفشل في مهمته.. ولكن لم يكن يعلم أي أمانة عظيمة ومسؤولية كبيرة قد حمّله إياها الإمام (عليه السلام).. لم يكن يعلم أن هذه المهمّة متعلقة بمن ستكون أم القائم المهدي المنتظر من آل محمد (عليهم السلام) !
#يتبع
╭┅━.✨🕊✨•━┅╮
T.me/altauba
╰┅━•🍃🌷🍃•━┅╯
8⃣ #الأميرة_المقدسة
🔸وصل بشر في الوقت المحدد إلى سوق النخاسين.. أخذ يراقب البائعين واحدًا تلو الآخر إلى أن وصل إلى المسمّى عمر بن يزيد النخاس.. وقف بيعيداً يراقب الأحداث كما أمره بذلك الإمام الهادي (عليه السلام)..
🔹لم يطل الأمر كثيراً لإكتشاف من هي التي أرسله الإمام (عليه السلام) من أجلها.. إنها الوحيدة المتمسكة بسترها، العفيفة التي لا ترضى أن يقترب منها أحد من المبتاعين.. لم يرى بشر في حياته أمة بهذه العفة والحشمة..! إنها حقاً قديسة..!
🔸إقترب بشر قليلاً.. كان أحد المبتاعين مستعداً لدفع مبلغ ثلاثمائة دينار من أجلها وقد زاده العفاف فيها رغبة.. فسمعها بشر وهي تجيبه بالعربية: 《لو برزت في زي سليمان، وعلى مثل سرير ملكه ما بدت لي فيك رغبة، فأشفق على مالك..! 》
🔹تعجب بشر من أمرها كثيراً.. إقترب ذلك النخاس منها وقد أعياه امتناعها قائلاً: 《فما الحيلة ولا بد من بيعك ؟؟》.. فأجابته: 《ولما العجلة ولا بد من اختيار مبتاع يسكن قلبي إليه و إلى أمانته وديانته..؟!》
🔸كانت الأحداث تجري كما أخبره الإمام الهادي (عليه السلام) حرفياً.. حتى الحوار الذي كان يدور في ذلك الموقف لم يزد حرفاً واحداً أو ينقص عما أخبره به الإمام الهادي (عليه السلام).. في تلك اللحظة حان دور بشر.. توكل على الله وتقدّم نحو ذلك النخاس.. ثم قال له:
《إن معي كتابا ملصقاً لبعض الأشراف كتبه بلغة رومية وخط رومي، ووصف فيه كرمه ووفاه ونبله وسخاءه.. فناولها لتتأمل منه أخلاق صاحبه.. فإن مالت إليه ورضيته، فأنا وكيله في ابتياعها منك..》
🔹لم يكن بيد ذلك النخاس حيلة وقد أعجزته هذه الامة العفيفة فقدم لها الكتاب لتقرأه.. وما إن نظرت فيه حتى بكت بكاء شديداً.. وسط ذهول بشر وذلك النخاس من تصرفها هذا..! أصرّت نرجس بشدة أن يبيعها النخاس لصاحب هذا الكتاب..!
🔸لم يكن بيد النخاس حيلة سوى الإمتثال لطلبها.. واستقر الأمر في ثمنها على المبلغ الذي أرسله الإمام الهادي (عليه السلام) مع بشر في الصرة الصفراء.. استوفى النخاس المبلغ.. وتسلّم بشر منه الجارية وهي ضاحكة مستبشرة..!
🔹كل ذلك حصل وبشر ما زال مذهولاً من تصرفها هذا.. إلى أن أخرجت من جيبها الكتاب الذي خطّه الإمام (عليه السلام) وأخذت تقبّله وتضعه على خدها وتطبقه على جفنها.. لم يستطع بشر الصبر عند ذلك وقال متعجباً من تصرفها:
➖ أتقبّلين كتاباً لا تعرفين صاحبه ؟!
عند ذلك قالت له وقد اطمأنت أن هذا الشيخ الكبير من ثقات الإمام (عليه السلام):
➖ أيها العاجز الضعيف المعرفة بمحلّ أولاد الأنبياء ! أعرني سمعك، وفرّغ لي قلبك..!
أنا مليكة بنت يشوعا بن قيصر ملك الروم !
أمي من ولد الحواريين، تنسب إلى وصيّ المسيح شمعون ! أنبئك العجب العجيب..!
🔸وهكذا أخذت تروي له قصّتها منذ أن أراد جدّها تزويجها من ابن أخيه.. وكيف انهار العرش مرتين.. وكيف خطبها رسول الله (صلّى الله عليه وآله) من المسيح ووصيّه شمعون.. وكيف رأت السيدة الزهراء والسيدة مريم (عليهما السلام) وأسلمت..
🔹كان بشر مذهولاً من عظمة هذه السيدة ومن عظمة تلك الأحداث، إلى أن أخبرته عن زيارة الإمام العسكري (عليه السلام) لها في كل ليلة، وأنها أتت إلى هذا المكان عملاً بأمره.. وكيف أخبرها عن كل الأحداث التي ستحصل معها إلى أن يشتريها بشر من ذلك النخاس..!
🔸اغرورقت عينا بشر بالدموع.. فقالت له:
➖ ما شعر أحد بأني ابنة ملك الروم إلى هذه الغاية سواك، وذلك باطلاعي إياك عليه، ولقد سألني الشيخ الذي وقعت إليه في سهم الغنيمة عن اسمي فأنكرته وقلت: نرجس..!
🔹هنا شعر بشر بعظمة تلك المسؤولية التي يحملها وعرف أنها أمانة ثقيلة جداً.. وأن الإمام الهادي (عليه السلام) قد استودعه أخطر الأسرار.. خصوصاً أن الطريق إلى سامراء (عاصمة الدولة العباسية آنذاك) كان مليئا بالعساكر وجلاوزة بني العباس.. وإن انكشاف شخصية مليكة حفيدة ملك الروم.. يعتبر جائزة كبرى لخليفة بني العباس..!
#يتبع
╭┅━.✨🕊✨•━┅╮
T.me/altauba
╰┅━•🍃🌷🍃•━┅╯
🔸وصل بشر في الوقت المحدد إلى سوق النخاسين.. أخذ يراقب البائعين واحدًا تلو الآخر إلى أن وصل إلى المسمّى عمر بن يزيد النخاس.. وقف بيعيداً يراقب الأحداث كما أمره بذلك الإمام الهادي (عليه السلام)..
🔹لم يطل الأمر كثيراً لإكتشاف من هي التي أرسله الإمام (عليه السلام) من أجلها.. إنها الوحيدة المتمسكة بسترها، العفيفة التي لا ترضى أن يقترب منها أحد من المبتاعين.. لم يرى بشر في حياته أمة بهذه العفة والحشمة..! إنها حقاً قديسة..!
🔸إقترب بشر قليلاً.. كان أحد المبتاعين مستعداً لدفع مبلغ ثلاثمائة دينار من أجلها وقد زاده العفاف فيها رغبة.. فسمعها بشر وهي تجيبه بالعربية: 《لو برزت في زي سليمان، وعلى مثل سرير ملكه ما بدت لي فيك رغبة، فأشفق على مالك..! 》
🔹تعجب بشر من أمرها كثيراً.. إقترب ذلك النخاس منها وقد أعياه امتناعها قائلاً: 《فما الحيلة ولا بد من بيعك ؟؟》.. فأجابته: 《ولما العجلة ولا بد من اختيار مبتاع يسكن قلبي إليه و إلى أمانته وديانته..؟!》
🔸كانت الأحداث تجري كما أخبره الإمام الهادي (عليه السلام) حرفياً.. حتى الحوار الذي كان يدور في ذلك الموقف لم يزد حرفاً واحداً أو ينقص عما أخبره به الإمام الهادي (عليه السلام).. في تلك اللحظة حان دور بشر.. توكل على الله وتقدّم نحو ذلك النخاس.. ثم قال له:
《إن معي كتابا ملصقاً لبعض الأشراف كتبه بلغة رومية وخط رومي، ووصف فيه كرمه ووفاه ونبله وسخاءه.. فناولها لتتأمل منه أخلاق صاحبه.. فإن مالت إليه ورضيته، فأنا وكيله في ابتياعها منك..》
🔹لم يكن بيد ذلك النخاس حيلة وقد أعجزته هذه الامة العفيفة فقدم لها الكتاب لتقرأه.. وما إن نظرت فيه حتى بكت بكاء شديداً.. وسط ذهول بشر وذلك النخاس من تصرفها هذا..! أصرّت نرجس بشدة أن يبيعها النخاس لصاحب هذا الكتاب..!
🔸لم يكن بيد النخاس حيلة سوى الإمتثال لطلبها.. واستقر الأمر في ثمنها على المبلغ الذي أرسله الإمام الهادي (عليه السلام) مع بشر في الصرة الصفراء.. استوفى النخاس المبلغ.. وتسلّم بشر منه الجارية وهي ضاحكة مستبشرة..!
🔹كل ذلك حصل وبشر ما زال مذهولاً من تصرفها هذا.. إلى أن أخرجت من جيبها الكتاب الذي خطّه الإمام (عليه السلام) وأخذت تقبّله وتضعه على خدها وتطبقه على جفنها.. لم يستطع بشر الصبر عند ذلك وقال متعجباً من تصرفها:
➖ أتقبّلين كتاباً لا تعرفين صاحبه ؟!
عند ذلك قالت له وقد اطمأنت أن هذا الشيخ الكبير من ثقات الإمام (عليه السلام):
➖ أيها العاجز الضعيف المعرفة بمحلّ أولاد الأنبياء ! أعرني سمعك، وفرّغ لي قلبك..!
أنا مليكة بنت يشوعا بن قيصر ملك الروم !
أمي من ولد الحواريين، تنسب إلى وصيّ المسيح شمعون ! أنبئك العجب العجيب..!
🔸وهكذا أخذت تروي له قصّتها منذ أن أراد جدّها تزويجها من ابن أخيه.. وكيف انهار العرش مرتين.. وكيف خطبها رسول الله (صلّى الله عليه وآله) من المسيح ووصيّه شمعون.. وكيف رأت السيدة الزهراء والسيدة مريم (عليهما السلام) وأسلمت..
🔹كان بشر مذهولاً من عظمة هذه السيدة ومن عظمة تلك الأحداث، إلى أن أخبرته عن زيارة الإمام العسكري (عليه السلام) لها في كل ليلة، وأنها أتت إلى هذا المكان عملاً بأمره.. وكيف أخبرها عن كل الأحداث التي ستحصل معها إلى أن يشتريها بشر من ذلك النخاس..!
🔸اغرورقت عينا بشر بالدموع.. فقالت له:
➖ ما شعر أحد بأني ابنة ملك الروم إلى هذه الغاية سواك، وذلك باطلاعي إياك عليه، ولقد سألني الشيخ الذي وقعت إليه في سهم الغنيمة عن اسمي فأنكرته وقلت: نرجس..!
🔹هنا شعر بشر بعظمة تلك المسؤولية التي يحملها وعرف أنها أمانة ثقيلة جداً.. وأن الإمام الهادي (عليه السلام) قد استودعه أخطر الأسرار.. خصوصاً أن الطريق إلى سامراء (عاصمة الدولة العباسية آنذاك) كان مليئا بالعساكر وجلاوزة بني العباس.. وإن انكشاف شخصية مليكة حفيدة ملك الروم.. يعتبر جائزة كبرى لخليفة بني العباس..!
#يتبع
╭┅━.✨🕊✨•━┅╮
T.me/altauba
╰┅━•🍃🌷🍃•━┅╯