#دمعة_9
بقيتُ أحدّقُ بهذا الشابّ النّوراني الذي أقبلَ من ناحيةِ الأعداءِ متسائلاً: من هو يا تُرى؟ ماذا سيفعل؟
صاحَ أحدهم منادياً إيّاه :《ماذا تُريد أن تصنعَ يا حُرّ ؟ أتريد أن تحمل؟ 》
فلم يُجبهُ بل وضعَ يَدَهُ على رأسهِ مُطأطئاً بوجههِ إلى الأرض، ومشى نحو الحسين (ع) بحياءٍ وخجلٍ وقد قَلَبَ ترسَهُ، فعلمتُ حينها أنه الحُرّ بن يزيد الرّياحي (رض).
وما إن نطقَ الحُرّ (رض) بهذه الكلمات :
《للّهمّ إليك أنَبْتُ! فتُبْ عَلَيّ! فقد أرْعَبْتُ قلوب أوليائك وأولاد بنتِ نبيّك》
حتّى رأيتُ نوراً شعَّ بين الأرضِ والسماءِ، ففهمتُ أنَّ هذا النور العظيم هو بابُ التوبةِ الذي فتحَهُ الله برحمته لعبادهِ العاصين.
رحتُ أراقبُ حركاتِهِ وأفعالِهِ لَعلّي أحظى بسبيلٍ إلى التوبةِ كما مَنَّ الله تعالى عليه.
دَنَا من الحسين (ع) وسَلَّمَ عليه، ثُمَّ خَرّ إلى الأرضِ باكياً نادماً مُتذلّلاً بين يدي أبي عبد الله (ع) وهو يقرّ بذنبِهِ ويقولُ بحرقةٍ :
《جُعلتُ فداك يابن رسول الله! أنا صاحبك الذي حَبستك عن الرّجوع وسايَرْتُك في الطّريق وجَعْجَعْتُ بك في هذا المكان.. وإنّي تائبٌ إلى الله ممّا صنعت! فتَرى لي توبة؟!》
إختنقتُ بعَبرتي، لقد علمتُ الآن لماذا أتيتُ إلى هنا ! فذنبي لا يَختلف عن ذنبِ كلّ هؤلاء القوم الذينَ قَطَعوا الطريق على الإمام الحسين (ع)!
نعم ! فأنا في كلِّ يوم أقطعُ الطريقَ عليكَ يا صاحبَ العصرِ والزمانِ (ع) وأمنعُكَ مِنَ الظّهور! بسببِ ذنوبي وغَفلتي وتَعلُّقي بشهواتي أحبِسُ الفرجَ عنك يا ابن رسول الله (ص)!!
قلبي مَعَكَ وأناديكَ بين الحين والآخر : 《العجلَ العجلَ يا مولاي يا صاحبَ الزمان!》
ثُمّ ما ألبَثُ حتّى أُشهِر سيفَ المعاصي بوجهِكَ ! واحسرتاه! كيف وضعتُ نفسي مَوضعَ أهلِ الكوفة !! أما تَرى لي من توبةٍ يا بقيةَ الله قبلَ فواتِ الأوانِ؟!
فسَمعتُ حينها ردّ الحسين (ع) للحُرّ مُبشّراً إيّاه بصدرٍ رحبٍ:《نَعَمْ يتوبُ اللهُ عليكَ ويغفرُ لك!》
زادَ بقولِهِ رجائي وعزمتٌ على التوبةِ الصادقةِ لكنّي ما زلتُ مقيداً بقيودٍ كثيرة !
كان واضحاً لي أنّها قيودُ الدنيا ! ليتَني كنتُ بصيراً وواعياً ولم أغفلْ عن حقيقتها! ليتَني ما ضيّعتُ عمري في اللهو واللغو وعلى مواقعِ التواصلِ الاجتماعي، ليتَني لم أستسلم لشهواتي، ليتَني كنتُ بارّاً بوالديَّ، ليتَني ما ضيَّعتُ صلاتي.. ليتَني.. ليتَني.. وبدأَ الألمُ يعتصرُ قلبي والسلاسلُ تضغطُ على جَسَدي فَلَم أعرف سبيلاً للخلاص ممّا أنا فيه..
عندها رأيتُ الحُرّ (رض) رَفَعَ بَصرَهُ إلى السَّماء وتَمتَمَ ببعضِ الكلماتِ ثُمَّ تَقدم يُقاتلُ بينَ يَديّ أبي عبد الله الحسين (ع) ! قِتالَ العاشق الذي تَخلَّى عن كلِّ شيء محبةً لله وأوليائه ! حتَّى فاضَت روحُهُ الشّريفة بين يدي الحسين (ع) !
لقد هَزَّ هذا المشهدُ كياني فتوجّهتُ حينها من صميمِ قلبي إلى مولايَ صاحبَ العصرِ والزمانِ روحي له الفداء، وصَرختُ بأعلى صوتي بألمٍ وحسرةٍ يلفُّها رجاءُ التوبةِ والغفرانِ منادياً :
《 يا صاحبَ الزمان !! بحقِّ جدِّكَ الحسين المقتول عطشاناً في أرضِ كربلاء !! هل تَرَى لي من توبةٍ بين يديك يا مولاي ؟؟》
#دمعة
#ترقبوا_غدا_الحلقة_الأخيرة
⚫️ قناة الطريق إلى التوبة ⚫️
https://telegram.me/altauba
---------------
https://www.facebook.com/altaubaa
بقيتُ أحدّقُ بهذا الشابّ النّوراني الذي أقبلَ من ناحيةِ الأعداءِ متسائلاً: من هو يا تُرى؟ ماذا سيفعل؟
صاحَ أحدهم منادياً إيّاه :《ماذا تُريد أن تصنعَ يا حُرّ ؟ أتريد أن تحمل؟ 》
فلم يُجبهُ بل وضعَ يَدَهُ على رأسهِ مُطأطئاً بوجههِ إلى الأرض، ومشى نحو الحسين (ع) بحياءٍ وخجلٍ وقد قَلَبَ ترسَهُ، فعلمتُ حينها أنه الحُرّ بن يزيد الرّياحي (رض).
وما إن نطقَ الحُرّ (رض) بهذه الكلمات :
《للّهمّ إليك أنَبْتُ! فتُبْ عَلَيّ! فقد أرْعَبْتُ قلوب أوليائك وأولاد بنتِ نبيّك》
حتّى رأيتُ نوراً شعَّ بين الأرضِ والسماءِ، ففهمتُ أنَّ هذا النور العظيم هو بابُ التوبةِ الذي فتحَهُ الله برحمته لعبادهِ العاصين.
رحتُ أراقبُ حركاتِهِ وأفعالِهِ لَعلّي أحظى بسبيلٍ إلى التوبةِ كما مَنَّ الله تعالى عليه.
دَنَا من الحسين (ع) وسَلَّمَ عليه، ثُمَّ خَرّ إلى الأرضِ باكياً نادماً مُتذلّلاً بين يدي أبي عبد الله (ع) وهو يقرّ بذنبِهِ ويقولُ بحرقةٍ :
《جُعلتُ فداك يابن رسول الله! أنا صاحبك الذي حَبستك عن الرّجوع وسايَرْتُك في الطّريق وجَعْجَعْتُ بك في هذا المكان.. وإنّي تائبٌ إلى الله ممّا صنعت! فتَرى لي توبة؟!》
إختنقتُ بعَبرتي، لقد علمتُ الآن لماذا أتيتُ إلى هنا ! فذنبي لا يَختلف عن ذنبِ كلّ هؤلاء القوم الذينَ قَطَعوا الطريق على الإمام الحسين (ع)!
نعم ! فأنا في كلِّ يوم أقطعُ الطريقَ عليكَ يا صاحبَ العصرِ والزمانِ (ع) وأمنعُكَ مِنَ الظّهور! بسببِ ذنوبي وغَفلتي وتَعلُّقي بشهواتي أحبِسُ الفرجَ عنك يا ابن رسول الله (ص)!!
قلبي مَعَكَ وأناديكَ بين الحين والآخر : 《العجلَ العجلَ يا مولاي يا صاحبَ الزمان!》
ثُمّ ما ألبَثُ حتّى أُشهِر سيفَ المعاصي بوجهِكَ ! واحسرتاه! كيف وضعتُ نفسي مَوضعَ أهلِ الكوفة !! أما تَرى لي من توبةٍ يا بقيةَ الله قبلَ فواتِ الأوانِ؟!
فسَمعتُ حينها ردّ الحسين (ع) للحُرّ مُبشّراً إيّاه بصدرٍ رحبٍ:《نَعَمْ يتوبُ اللهُ عليكَ ويغفرُ لك!》
زادَ بقولِهِ رجائي وعزمتٌ على التوبةِ الصادقةِ لكنّي ما زلتُ مقيداً بقيودٍ كثيرة !
كان واضحاً لي أنّها قيودُ الدنيا ! ليتَني كنتُ بصيراً وواعياً ولم أغفلْ عن حقيقتها! ليتَني ما ضيّعتُ عمري في اللهو واللغو وعلى مواقعِ التواصلِ الاجتماعي، ليتَني لم أستسلم لشهواتي، ليتَني كنتُ بارّاً بوالديَّ، ليتَني ما ضيَّعتُ صلاتي.. ليتَني.. ليتَني.. وبدأَ الألمُ يعتصرُ قلبي والسلاسلُ تضغطُ على جَسَدي فَلَم أعرف سبيلاً للخلاص ممّا أنا فيه..
عندها رأيتُ الحُرّ (رض) رَفَعَ بَصرَهُ إلى السَّماء وتَمتَمَ ببعضِ الكلماتِ ثُمَّ تَقدم يُقاتلُ بينَ يَديّ أبي عبد الله الحسين (ع) ! قِتالَ العاشق الذي تَخلَّى عن كلِّ شيء محبةً لله وأوليائه ! حتَّى فاضَت روحُهُ الشّريفة بين يدي الحسين (ع) !
لقد هَزَّ هذا المشهدُ كياني فتوجّهتُ حينها من صميمِ قلبي إلى مولايَ صاحبَ العصرِ والزمانِ روحي له الفداء، وصَرختُ بأعلى صوتي بألمٍ وحسرةٍ يلفُّها رجاءُ التوبةِ والغفرانِ منادياً :
《 يا صاحبَ الزمان !! بحقِّ جدِّكَ الحسين المقتول عطشاناً في أرضِ كربلاء !! هل تَرَى لي من توبةٍ بين يديك يا مولاي ؟؟》
#دمعة
#ترقبوا_غدا_الحلقة_الأخيرة
⚫️ قناة الطريق إلى التوبة ⚫️
https://telegram.me/altauba
---------------
https://www.facebook.com/altaubaa
#دمعة_9
بقيتُ أحدّقُ بهذا الشابّ النّوراني الذي أقبلَ من ناحيةِ الأعداءِ متسائلاً: من هو يا تُرى؟ ماذا سيفعل؟
صاحَ أحدهم منادياً إيّاه :《ماذا تُريد أن تصنعَ يا حُرّ ؟ أتريد أن تحمل؟ 》
فلم يُجبهُ بل وضعَ يَدَهُ على رأسهِ مُطأطئاً بوجههِ إلى الأرض، ومشى نحو الحسين (عليه السلام) بحياءٍ وخجلٍ وقد قَلَبَ ترسَهُ، فعلمتُ حينها أنه الحُرّ بن يزيد الرّياحي (رض).
وما إن نطقَ الحُرّ (رض) بهذه الكلمات :
《للّهمّ إليك أنَبْتُ! فتُبْ عَلَيّ! فقد أرْعَبْتُ قلوب أوليائك وأولاد بنتِ نبيّك》
حتّى رأيتُ نوراً شعَّ بين الأرضِ والسماءِ، ففهمتُ أنَّ هذا النور العظيم هو بابُ التوبةِ الذي فتحَهُ الله برحمته لعبادهِ العاصين.
رحتُ أراقبُ حركاتِهِ وأفعالِهِ لَعلّي أحظى بسبيلٍ إلى التوبةِ كما مَنَّ الله تعالى عليه.
دَنَا من الحسين (عليه السلام) وسَلَّمَ عليه، ثُمَّ خَرّ إلى الأرضِ باكياً نادماً مُتذلّلاً بين يدي أبي عبد الله (عليه السلام) وهو يقرّ بذنبِهِ ويقولُ بحرقةٍ :
《جُعلتُ فداك يابن رسول الله! أنا صاحبك الذي حَبستك عن الرّجوع وسايَرْتُك في الطّريق وجَعْجَعْتُ بك في هذا المكان.. وإنّي تائبٌ إلى الله ممّا صنعت! فتَرى لي توبة؟!》
إختنقتُ بعَبرتي، لقد علمتُ الآن لماذا أتيتُ إلى هنا ! فذنبي لا يَختلف عن ذنبِ كلّ هؤلاء القوم الذينَ قَطَعوا الطريق على الإمام الحسين (عليه السلام)!
نعم ! فأنا في كلِّ يوم أقطعُ الطريقَ عليكَ يا صاحبَ العصرِ والزمانِ (عليك السلام) وأمنعُكَ مِنَ الظّهور! بسببِ ذنوبي وغَفلتي وتَعلُّقي بشهواتي أحبِسُ الفرجَ عنك يا ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله)!!
قلبي مَعَكَ وأناديكَ بين الحين والآخر : 《العجلَ العجلَ يا مولاي يا صاحبَ الزمان!》
ثُمّ ما ألبَثُ حتّى أُشهِر سيفَ المعاصي بوجهِكَ ! واحسرتاه! كيف وضعتُ نفسي مَوضعَ أهلِ الكوفة !! أما تَرى لي من توبةٍ يا بقيةَ الله قبلَ فواتِ الأوانِ؟!
فسَمعتُ حينها ردّ الحسين (عليه السلام) للحُرّ مُبشّراً إيّاه بصدرٍ رحبٍ:《نَعَمْ يتوبُ اللهُ عليكَ ويغفرُ لك!》
زادَ بقولِهِ رجائي وعزمتٌ على التوبةِ الصادقةِ لكنّي ما زلتُ مقيداً بقيودٍ كثيرة !
كان واضحاً لي أنّها قيودُ الدنيا ! ليتَني كنتُ بصيراً وواعياً ولم أغفلْ عن حقيقتها! ليتَني ما ضيّعتُ عمري في اللهو واللغو وعلى مواقعِ التواصلِ الاجتماعي، ليتَني لم أستسلم لشهواتي، ليتَني كنتُ بارّاً بوالديَّ، ليتَني ما ضيَّعتُ صلاتي.. ليتَني.. ليتَني.. وبدأَ الألمُ يعتصرُ قلبي والسلاسلُ تضغطُ على جَسَدي فَلَم أعرف سبيلاً للخلاص ممّا أنا فيه..
عندها رأيتُ الحُرّ (رض) رَفَعَ بَصرَهُ إلى السَّماء وتَمتَمَ ببعضِ الكلماتِ ثُمَّ تَقدم يُقاتلُ بينَ يَديّ أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) ! قِتالَ العاشق الذي تَخلَّى عن كلِّ شيء محبةً لله وأوليائه ! حتَّى فاضَت روحُهُ الشّريفة بين يدي الحسين (عليه السلام) !
لقد هَزَّ هذا المشهدُ كياني فتوجّهتُ حينها من صميمِ قلبي إلى مولايَ صاحبَ العصرِ والزمانِ روحي له الفداء، وصَرختُ بأعلى صوتي بألمٍ وحسرةٍ يلفُّها رجاءُ التوبةِ والغفرانِ منادياً :
《 يا صاحبَ الزمان !! بحقِّ جدِّكَ الحسين المقتول عطشاناً في أرضِ كربلاء !! هل تَرَى لي من توبةٍ بين يديك يا مولاي ؟؟》
#دمعة
#ترقبوا_غدا_الحلقة_الأخيرة
#عظم_الله_أجوركم
بقيتُ أحدّقُ بهذا الشابّ النّوراني الذي أقبلَ من ناحيةِ الأعداءِ متسائلاً: من هو يا تُرى؟ ماذا سيفعل؟
صاحَ أحدهم منادياً إيّاه :《ماذا تُريد أن تصنعَ يا حُرّ ؟ أتريد أن تحمل؟ 》
فلم يُجبهُ بل وضعَ يَدَهُ على رأسهِ مُطأطئاً بوجههِ إلى الأرض، ومشى نحو الحسين (عليه السلام) بحياءٍ وخجلٍ وقد قَلَبَ ترسَهُ، فعلمتُ حينها أنه الحُرّ بن يزيد الرّياحي (رض).
وما إن نطقَ الحُرّ (رض) بهذه الكلمات :
《للّهمّ إليك أنَبْتُ! فتُبْ عَلَيّ! فقد أرْعَبْتُ قلوب أوليائك وأولاد بنتِ نبيّك》
حتّى رأيتُ نوراً شعَّ بين الأرضِ والسماءِ، ففهمتُ أنَّ هذا النور العظيم هو بابُ التوبةِ الذي فتحَهُ الله برحمته لعبادهِ العاصين.
رحتُ أراقبُ حركاتِهِ وأفعالِهِ لَعلّي أحظى بسبيلٍ إلى التوبةِ كما مَنَّ الله تعالى عليه.
دَنَا من الحسين (عليه السلام) وسَلَّمَ عليه، ثُمَّ خَرّ إلى الأرضِ باكياً نادماً مُتذلّلاً بين يدي أبي عبد الله (عليه السلام) وهو يقرّ بذنبِهِ ويقولُ بحرقةٍ :
《جُعلتُ فداك يابن رسول الله! أنا صاحبك الذي حَبستك عن الرّجوع وسايَرْتُك في الطّريق وجَعْجَعْتُ بك في هذا المكان.. وإنّي تائبٌ إلى الله ممّا صنعت! فتَرى لي توبة؟!》
إختنقتُ بعَبرتي، لقد علمتُ الآن لماذا أتيتُ إلى هنا ! فذنبي لا يَختلف عن ذنبِ كلّ هؤلاء القوم الذينَ قَطَعوا الطريق على الإمام الحسين (عليه السلام)!
نعم ! فأنا في كلِّ يوم أقطعُ الطريقَ عليكَ يا صاحبَ العصرِ والزمانِ (عليك السلام) وأمنعُكَ مِنَ الظّهور! بسببِ ذنوبي وغَفلتي وتَعلُّقي بشهواتي أحبِسُ الفرجَ عنك يا ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله)!!
قلبي مَعَكَ وأناديكَ بين الحين والآخر : 《العجلَ العجلَ يا مولاي يا صاحبَ الزمان!》
ثُمّ ما ألبَثُ حتّى أُشهِر سيفَ المعاصي بوجهِكَ ! واحسرتاه! كيف وضعتُ نفسي مَوضعَ أهلِ الكوفة !! أما تَرى لي من توبةٍ يا بقيةَ الله قبلَ فواتِ الأوانِ؟!
فسَمعتُ حينها ردّ الحسين (عليه السلام) للحُرّ مُبشّراً إيّاه بصدرٍ رحبٍ:《نَعَمْ يتوبُ اللهُ عليكَ ويغفرُ لك!》
زادَ بقولِهِ رجائي وعزمتٌ على التوبةِ الصادقةِ لكنّي ما زلتُ مقيداً بقيودٍ كثيرة !
كان واضحاً لي أنّها قيودُ الدنيا ! ليتَني كنتُ بصيراً وواعياً ولم أغفلْ عن حقيقتها! ليتَني ما ضيّعتُ عمري في اللهو واللغو وعلى مواقعِ التواصلِ الاجتماعي، ليتَني لم أستسلم لشهواتي، ليتَني كنتُ بارّاً بوالديَّ، ليتَني ما ضيَّعتُ صلاتي.. ليتَني.. ليتَني.. وبدأَ الألمُ يعتصرُ قلبي والسلاسلُ تضغطُ على جَسَدي فَلَم أعرف سبيلاً للخلاص ممّا أنا فيه..
عندها رأيتُ الحُرّ (رض) رَفَعَ بَصرَهُ إلى السَّماء وتَمتَمَ ببعضِ الكلماتِ ثُمَّ تَقدم يُقاتلُ بينَ يَديّ أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) ! قِتالَ العاشق الذي تَخلَّى عن كلِّ شيء محبةً لله وأوليائه ! حتَّى فاضَت روحُهُ الشّريفة بين يدي الحسين (عليه السلام) !
لقد هَزَّ هذا المشهدُ كياني فتوجّهتُ حينها من صميمِ قلبي إلى مولايَ صاحبَ العصرِ والزمانِ روحي له الفداء، وصَرختُ بأعلى صوتي بألمٍ وحسرةٍ يلفُّها رجاءُ التوبةِ والغفرانِ منادياً :
《 يا صاحبَ الزمان !! بحقِّ جدِّكَ الحسين المقتول عطشاناً في أرضِ كربلاء !! هل تَرَى لي من توبةٍ بين يديك يا مولاي ؟؟》
#دمعة
#ترقبوا_غدا_الحلقة_الأخيرة
#عظم_الله_أجوركم