الطريق إلى التوبة
5.99K subscribers
10.2K photos
388 videos
243 files
5.34K links
قد تركتُ الكُلَّ ربّي ماعداك
ليس لي في غربةِ العمر سِواك...
حيثُ ما أنتَ فـ أفكاري هُناك..
قلبي الخفاقُ أضحۍ مضجعك..
في حنايا صدري أُخفي موضعك..

اي استفسار او ملاحظة ارسلها حصرا على هذا البوت

@altaubaa_bot

فهرس القناة
https://t.me/fhras_altauba
Download Telegram
#عروج/32
.
انقضت ايام الشتاء الباردة معلنةً عن حلول الربيع بكل خضرته و نضارته و كأنه فصلٌ جعله الله لتتجدد فيه كل الكائنات ، الا ان فرحة الربيع لم تستطع ان تُخرج رضا من قوقعة الحزن و الوحشة ، لم تكن روحه معه احس انها لم تعد قادرةً على الاستمرار في عالم الدنيا ، كانت تشده الى حيث لا يعلم ، استغلت لمياء فرصة غياب خالد عن القسم حيث سافر برفقة والديه في رحلة استجمام و طلبت من رضا ان يشرح لها ما فاتها من محاضرات ، بذل جهده ليساعدها و لكنها لاحظت انه ليس على مايرام و ذات يوم سألته :
_ اشعر انك لست على مايرام ما بك يا رضا ؟ هل استطيع مساعدتك في شيء ارجوك ؟
اطرق برأسه الى الارض و ظل صامتاً لا يستطيع الرد عليها ، كانت تتأمله و هو محني الرأس حزنه البادي على وجهه و الساكن في عينيه جعله يبدو اكبر سناً و كأنه يحمل هموم الدنيا على عاتقه خاطبته بتوسل :
_ ارجوك يا رضا ، اخبرني ما بك لم اعد لمياء السطحية التافهة سأفهم كلامك صدقني .
خرجت كلماته متقطعة كأنفاسه :
_ انا لا ادري ، اشعرُ ..
كان يجد صعوبة في التعبير عن نفسه لاحدٍ غير طاهر ، حثته لمياء على اتمام حديثه :
_ بماذا تشعر يا رضا .
_ اشعر بأن روحي ليست معي .
اغرورقت عينا لمياء بالدموع فقد قال عبارته الاخيرة بصوتٍ ينضح الماً و حزناً .
تمالكت نفسها :
_ اين هي اذاً ؟
_ هنالك حيث الغياب ، حيث طاهر الملائكي و رفاقي المغيبين الذين لا أدري احياءٌ هم ام اموات ، افتقدهم كثيراً و اشعر ان روحي معهم ، لم يستطع اتمام كلامه فقد خنقته عبرته و هبَّ واقفاً واستأذن من لمياء ، غادر المكان تاركاً اياها تتألم بصمتٍ على زميلٍ لم و لن تجد له مثيلاً بعد الان .
.
#روح_نعشقها_في_كفن
#هجرة_الى_الله
#الموت_حياة
#ندى_يعرب
.
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.
🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba
#عروج/33
.
بعد مغادرة رضا تمالكت لمياء نفسها و لملمت حاجياتها متجهةً الى سيارتها . وصلت الى المنزل وفور دخولها لاحظت ان امها تتحرك في الصالة بعصبية وقد ساد التوتر الاجواء وما ان لمحت لمياء قرب باب المنزل حتى خاطبتها بقسوة :
_ لقد تأخرتِ يا لمياء ، اين كنتِ اخبرتك بالامس بأمسية الليلة ؟
_ انهيت محاضراتي و جلست قليلاً مع رضا ليشرح لي بعض المواد .
اجابت و كأنها لم تسمع ما قالته ابنتها :
_ هيا الان اسرعي لنزع هذا الكيس الذي ترتدينه ، هيا سينقضي النهار وانت واقفة هنا .
آلمها جداً ان تتحدث امها بهذه الطريقة عن حجابها و تصفه بالكيس فسارعت بالصعود الى غرفتها والحزن يملأ قلبها و لاول مرة تمنت ان تكون عمتها هي امها ، غبطت تقى لانها تمتلك اماً كالعمة رجاء ، و فجاءة خطرت لها فكرة اثارت حماسها ، ابتسمت وهي تنظر الى نفسها في المرآة :
_ حسناً يا امي موعدنا الليلة مع ثلاثة اكياس و ليس كيساً واحداً.
نزلت الدرج بسرعة و اخذت تعد المكان وتضع لمساتها الانيقة هنا و هناك ، ثم دخلت الى المطبخ جلست على الطاولة الكبيرة التي تتوسطه واخذت تعد قائمةً بالاطعمة التي سيقدمونها للضيوف و بعد دقائق قليلة اعطت القائمة لمدبرة منزلهم و اوضحت لها ما يتوجب القيام به ، ارتاحت امها وهدئت اعصابها نوعاً ما بعد ان شاهدت لمياء تحضر و ترتب المكان ، و قبل ساعة من قدوم الضيوف كان كل شيء جاهزاً .
استغلت لمياء انشغال امها في الاستعداد للامسية فتناولت مفاتيحها و خرجت مسرعة نحو السيارة .
اخاف قرع الجرس دون انقطاع العمة رجاء فوضعت الحجاب على رأسها و خرجت مسرعةً لترى من يقرع الجرس بهذا الشكل فتحت الباب و اذا بلمياء ترتمي في احضانها :
_ عمتي احتاج وجودك هيا بسرعة اريد ان اصطحبك و تقى الى منزلنا .
تحولت ملامح الخوف البادية على وجه عمتها الى الاستغراب التام :
_ و لكن ما الذي يجري يا بنيتي ، لا افهم شيئاً مما تقولين .
_ سامحيني يا عمتي و لكن الوقت يداهمني و علينا التوجه الى منزلنا ، سأشرح لك في السيارة .
بعد مرور ساعة كانت لمياء تجلس في السيارة برفقة عمتها و تقى وعلامات التعجب تدور فوق رأسيهما ، ابتسمت لمياء :
_ و الان ماذا ؟ ما بالكما متجهمتا الوجه ، استرخيا قليلاً فنحن سنذهب الى حفلة .
زاد استغراب العمة :
_ حفلة ؟ ماذا يجري يا بنيتي ؟
شرحت لمياء لهما عن الجلسات الاجتماعية التي تقيمها والدتها ، ثم طلبت منهما مساعدتها في تنفيذ خطتها .
اوقفت لمياء السيارة و نزلت بسرعة ، كانت السيارات تصطف امام منزلهم فعلمت ان الضيوف وصلوا :
_ هيا يا عمتي ارجوك سيُكتب لكِ اجراً بحضورك هذه الجلسة .
ترددت عمتها ثم نزلت من السيارة ، فتحت لمياء باب المنزل و ادخلت عمتها وتقى الى غرفة الاستقبال .
.
#روح_نعشقها_في_كفن
#هجرة_الى_الله
#الموت_حياة
#ندى_يعرب
.
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.
🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba
#عروج/35
.
كما توقعت لمياء كانت بعض النسوة يصغين باهتمام و قد جذبهن حديثها ، اما والدتها فقد ارتاحت قليلاً و بدت على ملامحها ملامح التباهي بعد ان رأت لمياء و قد اهتمت بملبسها و زينتها فهي تخشى من أَلْسِنة صديقاتها . مرت السهرة بسلام و اندمجت عمتها في احاديثٍ جانبية مع بعض النساء اللاتي جذبتهن ثقافة العمة و طبعها الطيب الرقيق ، و بهذا حققت لمياء ما سعت اليه من جعل هذه الجلسات محطة للتغيير لمن يرغب منهن بذلك .
اتخذت لنفسها مكاناً منزوياً بعيداً عن الضوضاء و اخذها التفكير الى حيث رضا تأملت عمتها و هي تتوسط مجموعة من النساء تحدثهن بالامور الدينية فدمعت عيناها و همست لنفسها :
_ آه يا رضا لولاك لما كانت عمتي هنا اليوم و لما طُرحت هذه المواضيع في جلستنا هذه .
اغمضت عينيها و استذكرت حالة رضا صباح اليوم فهاج قلبها الماً .
_ لمياء حبيبتي هل انت بخير ؟
كان صوت تقى الرقيق كفيلاً بأن يجعل دموع لمياء تنهمر ، سارعت تقى الى احتضانها :
_ لمياء مابكِ ِلمَ كل هذه الدموع يا عزيزتي ؟
_ انه رضا يا تقى ؟ ابكي لاجله لقد آلمني حزنه .
_ و من يكون رضا ؟
_ انه زميلي في الجامعة و هو صاحب الفضل بعد الله فيما انا عليه الان ، انه رزقي الذي بعثته السماء لي ، فالرزق لا يقتصر على النقود و الماديات ، رزق الله يتمثل احياناً باشخاص يبعثهم لنا لارشادنا و الاخذ بيدنا نحوه جلت قدرته .
تأثرت تقى بكلام لمياء الجميل :
_ ما ادق تعبيرك يا لمياء هنيئاً لك اغبطك لما انت فيه .
اجابتها لمياء والدمع لا يزال منهمراً:
_ انها دروس رضا يا تقى ، رضا الملائكي .
.
#روح_نعشقها_في_كفن
#هجرة_الى_الله
#الموت_حياة
#ندى_يعرب
.
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.
🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba
#عروج /36
.
قبيل الامتحانات بدء خالد بتنفيذ مخططه الانتقامي من رضا ففي احد الايام قام بأستدعائه الى مقر اتحاد الطلبة .
كان خالد يجلس خلف مكتبه الفخم وبعض الاعضاء يجلسون على الاريكة ، نظر رضا اليهم فرأى وجوهاً يكسوها الشر و الاجرام ، اومأ خالد بيده لرضا ليجلس :
_ مرحباً يا رضا تفضل بالجلوس .
نظرة التحدي والعنفوان المرتسمة على وجه رضا جعلت خالد يغلي غضباً و لكنه تمالك نفسه فهو لا يريد ان يبدو امام الاعضاء منزعجاً و ساخطاً بل على العكس البس نفسه حُلة الاخلاق و الادب الزائف حتى تكون الخطة محكمة ولا تناله الشبهات .
بدء خالد خطابه المنمق و اخذ يحدث رضا و الاعضاء عن اهمية انضمام مجموعة اكبر من الطلاب الى الاتحاد من اجل المساعدة في نهوض المجتمع و السيطرة على الاوضاع الثائرة في البلاد ، ثم خاطب رضا بلهجة الواثق الجاد :
_ نحتاجك يا رضا ان تكون معنا خلال المرحلة القادمة ، يتوجب عليك ان تندمج اكثر مع الطلبة و تستمع لاحاديثهم و ارائهم حول ما يحصل في البلاد .
هب رضا واقفاً وصرخ بوجهه :
_ هل تريد ان تجعل مني جاسوساً .
لمعت نظرة الانتصار في عيني خالد فهذا ما اراد الوصول اليه ، ادرك رضا اللعبة القذرة بعد ان رأى الابتسامة الخفية على وجه خالد ونظرات الامتعاض على وجوه الاعضاء من رده .
اراد استدراك الامر و لكن انى له ذلك فقد نجح خالد في استدراجه :
_ حسناً يا خالد دعني افكر بالامر .
ضحك خالد ضحكةً صفراء :
_ لا بأس يمكنك التفكير ، بامكانك الانصراف الان .
خرج رضا من الغرفة ساخطاً على الظالمين ، اخذ نفساً عميقاً فقد شعر بان الاجواء في هذه الغرفة مفعمة بالسموم ، ضاقت نفسه و راوده ذات الشعور بأن روحه تشده الى حيث لا يعلم .
.
#روح_نعشقها_في_كفن
#هجرة_الى_الله
#الموت_حياة
#ندى_يعرب
.
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.
🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba
# عروج / 37
.
كان الحي الذي يقطنه رضا على موعدٍ مع مشهدٍ اجرامي لم يألفه سكان الحي الآمنين .
اجتمعت عائلته حول المائدة ظهيرة الجمعة كانوا يتناولون الطعام ويتبادلون الاحاديث حينما علت اصوات الصراخ والشتائم في الشارع ، ارتسمت ملامح الرعب على وجه ام رضا و اخواته بسبب صراخ النسوة ، اما هاشم فكانت نظرات التحذير المهددة كافية لتردع اخوته من الخروج لمعرفة ما يجري خاطبهم بصرامة :
_ اياكم و الخروج ، سأرى ما يحدث و اعود في الحال .
ما ان خرج هاشم من الغرفة حتى قفز رضا من مكانه قاصداً سطح الدار فصرخت به والدته :
_ الى اين ؟
_ سأنظر من السطح لا تخافي يا امي لن اتأخر لحظات فقط .
انهى جملته و اسرع نحو السلم .
كان المشهد يثير الالم والخوف ، فوالدة جارهم وسام تصرخ و تتوسل برجال الامن ان يطلقوا سراح وسام الذي سحبوه من البيت سحباً و امه ممسكة بقميصه دفعها احدهم فسقطت على الاسفلت و اخذت تلطم وجهها اما اخته وئام فكانت مطروحةً ارضاً و قد اغمي عليها ، و ماهي الا لحظات ووصل اخو وسام عائداً من عمله فأخذ يشتم رجال الامن وصرخ بوجههم ليطلقوا اخاه فأذا بخطيب اختهم وئام ينزل من سيارة مركونة بالقرب من المنزل ومعه اثنان من الرجال وسحبوا اخو وسام ففغر رضا فمه للمشهد :
_ ولكن يا الهي مالذي يجري أليس هذا خطيب اختهم وئام ما باله يسحب اخو خطيبته بهذا الشكل ؟!!
خاطب رضا نفسه بدهشة واستغراب
و قد ثارت نفسه ضد هذا الظلم ، لم تحتمل الام المسكينة منظر اعتقال ولديها وابنتها المغمى عليها فأخذت تستنجد بالجيران :
_ أ لا يوجد فيكم رجل يوقف هؤلاء الظلمة اين انتم يا رجال الحي ، كانت تصرخ وكلماتها تطرق في رأس رضا فزلزلت كيانه واخذت حرارة الثورة تشتعل في صدره ، سرعان ما اختفى رجال الامن و ساعدت النسوة ام وسام وابنتها و ادخلوهما الى المنزل وسط بكاء و نحيب الجيران الواقفين خلف ابواب بيوتهم يشاهدون برعب ما يحدث ، اما اخوه هاشم فكان يتحدث الى الحاج رسول .
نزل رضا الى الصالة وعيناه تتطاير شرراً ، فسارعوا جميعاً لسؤاله :
_ ماذا يجري يا رضا ؟
_ انهم بيت ام وسام اعتقلوا وسام واخاه واخته وئام مغماً عليها في الشارع و امه تطلب النجدة من اهل الحي و لا من مجيب ، صمت قليلاً ثم خاطب اخوته :
_ هل نحن محسوبون على الرجال و نحن نخشى مواجهة اشباه الرجال .
دخل هاشم الى الصالة و قد سمع صوت رضا الغاضب .
.
#روح_نعشقها_في_كفن
#هجرة_الى_الله
#الموت_حياة
#ندى_يعرب
.
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.
🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba
#عروج / 39
.
حلَّ الخوف و الرعب ضيفاً ثقيلاً على جميع المنازل في الحي ، انعدمت الثقة بين الناس و اصبح الجميع يخشى ابداء الرأي او الاعتراض على ما يجري كان اغلب الشباب في المعتقلات لا يُعلم احياءٌ هم ام اموات لا يوجد تهم واضحة ، لا يوجد مقابلات مع ذويهم ،لا يوجد محاكمات عادلة ، اختفاء فقط لا شيء سوى الا عتقال والاختفاء ، في ظل هذه الاجواء المظلمة تقرر موعد الامتحانات وصارع رضا الواقع الأمني المتأزم من اجل انهاء سنته الدراسية ، كان وضعه صعباً جداً و لاحظ اساتذته مدى تغيره فقد نحل بدنه وغارت عيناه و هالة الهم تحيطه اينما ذهب ، حتى لمياء ما عادت تلجأ اليه كالسابق فقد ثابرت بنفسها من اجل النجاح بعد ان رأت انه في حالٍ لا يحسد عليها .
خفف من وطأة القلق والهم حصول هاشم على عقد عمل في احدى البلدان المجاورة و اصبحت المعيشة ميسورة وتنفست العائلة الصعداء اعتاد ان يعود للمنزل في اجازة قصيرة لا تتجاوز اليومين محملاً بما لذ وطاب لاخوته الصغار كان يريد ان ينسيهم احساس اليتم الذي لازمهم منذ رحيل والدهم فاغدق عليهم الهدايا وانواع الحلوى وعادت الفرحة ترتسم على وجههم البريئة .
لم يضطر رضا للعمل اثناء العطلة بعد ان تحسنت اوضاعهم المادية ، استغل رضا العطلة في مطالعة الكتب وبدء بالكتاب الذي اهدته له ام طاهر ، كان يقضي الساعات الطوال في حجرته يقرأ و يغرق في بحور العلم و لا يشعر بمضي الوقت ، نادته امه في احد المرات :
_ رضا انزل بسرعة .
اجاب وهو ينزل السلم :
_ ماذا هنالك يا امي ؟
_ صديقك عند الباب يريد رؤيتك .
كان احمد صديقه في الكلية يريد ان يذهب معه الى الجامعة لاستلام النتائج غداً :
_ اتصل بي صديقي واخبرني انهم اعلنوا ان الموعد غدا مارأيك يا رضا ان نذهب سويةً ؟
_ لا بأس سأكون جاهزاً في تمام التاسعة صباحاً .
_ حسناً اذاً .
صباح اليوم التالي و بعد تناول الافطار صعد رضا الى حجرته ، ما ان اكمل ارتداء ملابسه حتى سمع قرع الجرس فنزل مسرعاً ليفتح لاحمد الباب و اذا بسيارة جديدة تقف امام منزلهم و لكن لا وجود لاحمد .
.
#روح_نعشقها_في_كفن
#هجرة_الى_الله
#الموت_حياة
#ندى_يعرب
.
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.
🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba
#عروج / 40
.
نزل هاشم من السيارة والابتسامة مرتسمة على وجهه :
_ ظننتني احمد اليس كذلك ؟
احتضن رضا اخيه :
_ نعم ظننتك هو .
_ لقد ذهب ، وصلت و رأيته يقرع الجرس و اخبرني عن موعدكم للذهاب الى الكلية فأخبرته بأني سأقلك بسيارتي الجديدة ( و اشار الى السيارة مبتسماً ) ، ثم اردف قائلاً :
هيا لاسلم على امي و نذهب بعدها .
فرح الصغار بعودة اخيهم ومعه السيارة الجديدة و طلبوا منه ان يأخذهم في جولة :
_ هيا ارتدوا ملابسكم ، سنذهب لجلب نتيجة رضا .
نظر هاشم الى امه بحماس :
_ امي ، لم لا تأتين انت ايضاً؟
هيا يا امي ارجوك لن نتأخر .
ركب الجميع السيارة وسط حماسة الصغار الذين تعالت ضحكاتهم مما جعل رضا و والدته يبتسمان لحماستهم خاطبهم رضا بهدوء :
_ اهدئوا قليلاً ، و دعوا هاشم يقود السيارة ، كفاكم الان هيا اهدئوا.
وصلوا الى الكلية و ما ان شاهد رضا بوابة الجامعة حتى انقبض قلبه ، واخذ يمعن النظر بوجه والدته واخوته الصغار ، لا يدري ما الذي اصابه و كأن انقباضه تحول الى شحنات سرت الى الجميع واخذوا ينظرون لوجهه بتأملٍ محزن ، ترجل من السيارة وانحنى امام النافذة المفتوحة بجوار والدته ونظر في عينيها :
_ لن اتأخر يا نور عيني ادعِ لي يا امي .
_ دائمة الدعوات لك يا حبيبي اذهب برعاية الله و حفظه ، نقل نظراته لاخوته الصغار مبتمساً :
_ لن اتأخر .
نزل هاشم من السيارة :
_ سأرافقك يا رضا .
كانت خطوات رضا متثاقلة وكأن رجلاه تأبى الدخول الى الجامعة تعجب من حاله واسرع الخطى نحو البوابة و ما ان وصلها حتى حانت منه التفاتة نحو والدته واخوته و دمعت عيناه و كأنه مسافراً يُلقي نظرة الوداع الاخير على من يحب .
.
#روح_نعشقها_في_كفن
#هجرة_الى_الله
#الموت_حياة
#ندى_يعرب
.
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.
🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba
#عروج /41
.
منع التزاحم امام اللوحة المعلن عليها اسماء الطلبة الناجحين رضا من رؤية القوائم ، انتظر قليلاً الى ان ابتعد بعض الطلبة ، بحث عن اسمه فوجد انه تم تضليله باللون الاحمر و كتب بجانبه ( مراجعة اتحاد الطلبة )
توجه نحو هاشم مقطب الجبين و اخبره بأنه سيذهب لمراجعة الاتحاد ليعرف ما يريدون منه ، خفق قلب هاشم و اخذ القلق يغزو ملامحه امسك بذراع رضا :
_ ماذا فعلت لم يتوجب عليك الذهاب اليهم أ ليست الاسماء معلنة على اللوحة ؟
_ لم افعل شيئاً يا هاشم و لا ادري ماذا يريدون مني .
_ حسناً فلنذهب و نرى .
كان هاشم يرتجف قلقاً على اخيه وقد عرق جبينه من الخوف لا يدري ما عساه يفعل اراد ان يأخذ رضا ويعود ادراجه الى المنزل و لكن ما جدوى هذا الفعل و رجال الامن في كل مكان .
دخلا الى غرفة الاتحاد كان خالد يراقبه و نظرة الانتصار تعلو وجهه بادرهم هاشم بالقول :
_ ما الذي يحصل هنا لم استدعيتم اخي ؟
اجابه الرجل الجالس على الكرسي بجانب المكتب :
_ سيرافقنا للاستجواب .
صرخ هاشم و قد تعالت نبضات قلبه حتى صمت اذنيه :
_ ماذا ، يرافقكم الى اين ؟
اجاب ببرود :
_ لدينا مذكرة اعتقال بحق اخيك ،
يمكنك الذهاب الان و هو سيبقى معنا .
نظر هاشم الى رضا الذي كان يقف كالجبل الشامخ لم يرمش له طرف ، امسك هاشم بذراعه وترقرق الدمع في عينه و علم انه لن يرى رضا مجدداً
لقد حانت ساعة الفراق ، طلب هاشم منهم ان يمنحوه دقيقة برفقة اخيه فسمحوا لهما بذلك ، خرجا من الغرفة
و عندها احتضن هاشم رضا بقوة حتى كاد يسحق اضلاعه و همس في اذنه :
_ لِمَ يا رضا لِمَ ؟ لا نقوى على فراقك ايها الحبيب لطالما قسوتُ عليك خشية مني على ضياعك منا ، وها انا اليوم سأسلمك بيدي هاتين لهؤلاء الظلمة ماذا سأقول لامي الان ماذا افعل يااخي ؟
اخذ يبكي كطفلٍ صغير لا يعلم ماذا يتوجب عليه ان يفعل ، و لاول مرة شعر رضا بمدى ضعف هاشم و ظهر له وجه اخيه الحقيقي الذي لطالما اخفاه خلف قسوةٍ مفتعلة اجبرته عليها ظروف الحياة الصعبة والقاسية ، شعر رضا بأن شيئاً في قلبه يتمزق و لكنه بذل اقصى جهده ليقاوم حزنه و دموعه اراد ان يظل صلباً و لا يُشمت به اعدائه ، هدئ من روع اخيه و همس له بحنان بالغ :
_ لا تخف يا هاشم انها ارادة الله ومشيئته ، سأدعوه من اعماق قلبي ان يمن على امي وعليكم بالصبر و لاتنسَ قوله تعالى :
( قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا هو مولانا و على فليتوكل المؤمنون ) ، امسح دموعك يا هاشم و ارفع رأسك عالياً فأنا لم افعل ما يسيء لعائلتي انا أُعتقل اليوم لا لاني متهم بجريمة ما ، انهم يعتقلون كل من قرر العروج الى الله .
.
#روح_نعشقها_في_كفن
#هجرة_الى_الله
#الموت_حياة
#ندى_يعرب

#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.
🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba
#عروج / 42
.
همس رضا في اذن هاشم وهو يودعه :
_ الله الله في صلاتكم يا هاشم فانها عمود دينكم ، ارجوك يا اخي لا تتهاون في ادائها و انقل وصيتي هذه الى اخوتي ، الله الله في امي فأنها عمود بيتنا وضيائه ، لم يستطع رضا اكمال حديثه فرجال الامن اشاروا اليه بالعودة .
بكى هاشم بحرقة و هو يرى اخاه يُساق الى المجهول ، عاد رضا الى الحجرة و نظرة النصر لا تفارق ملامحه كان يريد ان يبقى مرفوع الرأس شامخ الهامة و هذا ما جعل خالد يستشيط غضباً .
ظل هاشم واقفاً ينتظر و بعد دقائق خرج رضا من الغرفة برفقة رجال الامن ، شعر بقلبه يكاد يتوقف عن الخفقان و لكنه ظل جامداً في مكانه لا يستطيع حراكاً كالعاجز الى ان اختفى اخوه عن ناظره .
لم يعرف ما يقول لامه ماذا يفعل :
_ يا الهي ماذا افعل ارجوك ساعدني .
قبل خروجه من بوابة الجامعة حاول هاشم قدر المستطاع ان يستعيد انفاسه وان يبدو طبيعياً قبل ان يعود الى والدته و اخوته ، ما ان جلس خلف مقود السيارة حتى تفرست امه في وجهه وهتفت :
_ اين رضا ؟
بذل اقصى جهده ليبدو صادقاً في قوله :
_ امي لا تقلقي ، يتوجب على الطلبة الالتحاق بمعسكر التدريب من اجل الخدمة الالزامية .
صرخت امه بوجهه :
_ معسكر تدريب اي معسكر هذا ؟! بدون ملابس بدون طعام الى اين اخذوا اخاك يا هاشم ؟ لا تكذب عليَّ قل الحقيقة .
شعر هاشم بأنه على وشك الانهيار :
_ صدقيني يا امي يوفرون لهم كل شيء في المعسكرات لا تقلقي .
اخذت تبكي و تنوح على ولدها :
_ آه يا ولدي آه يا حبيبي ، ماذا سيفعلون بك ؟ الى اين سيأخذونك ؟
لم يعلق هاشم بشيء سوى حزن وغضب مكبوت خرج على شكل زفرات حارة كحرارة النيران المستعرة .
تعاظم الخوف و القلق في قلب ام رضا و لم تستطع تصديق هاشم كان جُلَّ همها ان تتأكد من صحة اقواله ليطمئن قلبها على حبيبها وثمرة فؤادها رضا الغالي .
بعد عودتهم الى المنزل كان القلق قد اخذ منها كل مأخذ و خصوصاً انها لاحظت تصرفات هاشم الغريبة فقد صعد الى سطح الدار وتبعه اخوته و كان القلق يخيم عليهم ، تسللت خلفهم بهدوء ، صعدت السلم و اخذت تُنصت الى حديثهم كان هاشم يتحدث بصوت منخفض فاصغت السمع لتتمكن من سماع مايقوله :
_ لقد ذهب رضا و لن يعود لن نراه مجدداً .
سقط ارضاً و اخذ يضرب على رأسه كانوا اخوته المذهولين يصغون له و هم يبكون ، اردف و هو يبكي :
_ ماذا سأقول لامي ، ماذا افعل ؟
لم تصدق ام رضا اذنيها و خرجت الى السطح و هي تصرخ :
_ ماذا عساك تقول لي ، كيف استطعت ان تسلم اخاك الى الموت كيف استطعت تركه وحيداً تتخاطفه ايادي الذئاب كيف كيف ؟؟؟
و اخذت تضربه على صدره وتلطمه على وجهه الى ان اغمي عليها .
.
#روح_نعشقها_في_كفن
#هجرة_الى_الله
#الموت_حياة
#ندى_يعرب
.
#لا_نجيز_حذف_الحقوق

🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba
#عروج/43
.
امر رجال الامن رضا ليصعد الى السيارة جلس في الخلف كانت معاملتهم الودودة و اللطيفة تخفي خلفها وحشية و همجية لا يظهروها في الحرم الجامعي ، ولكن ما ان خرجت السيارة الى الشارع العام حتى انهالوا عليه بسيل الشتائم و الافتراءات التي لا صحة لها فقد اتهموه بالعمالة لاعداء البلد وبأنه تم تجنيده كجاسوس يعمل على الاخلال بالامن ، و ما ان يفتح فمه ليدافع عن نفسه يصرخون بوجهه ليصمت ، بدأت السيارة تسير في طرقاتٍ لم يرها رضا قبلاً الى ان ابتعدوا عن مركز المدينة و وصلوا الى مبنى ذو بوابةٍ ضخمة و اسوار عالية ، دخلت السيارة الفناء الخارجي فاقتادوه نحو السلم و انزلوه الى ثلاث طوابق تحت الارض ، و عندما امروه ان يدخل الى الحجرة الصغيرة في نهاية الممر المظلم لفت انتباهه كومة اجساد لشباب تم تعذبيهم ورميهم الواحد فوق الاخر ، حاول ان يمعن النظر ولكنه لم يستطع تمييز ملامحهم بسبب الدماء التي غطت وجهوهم ، دفعه الرجل الذي يرافقه بعنف الى داخل الحجرة الصغيرة واقفل عليه الباب ، جلس على الكرسي الوحيد الموجود ، كانت الدماء متناثرة على الجدران و ادوات تعذيب مرمية هنا و هناك وما هي الا دقائق و اذا بالباب يفتح ويدخل منه رجلين ضخمين :
_ كيف حالك ايها العميل الخائن ؟
اجاب رضا بثباتٍ و هدوء اغضبهما :
_ لست عميلاً انا مواطن مخلص لبلدي و لا يمكن ان اخونه يوماً ما .
غضب احدهما و صرخ بوجهه :
_ أ و تجرؤ على الرد بهذا الاسلوب ايها الفاجر ؟
و لكمه على عينيه فسالت الدماء على خده فرفع يده ليمسح الدم و اجاب بهدوء :
_ نعم اجرؤ لانها الحقيقة .
استشاط الرجل غضباً و همَّ بضربه مرة اخرى و لكن الرجل الاخر منعه :
_ دعه الان ليس واجبنا ان نجعله يعترف ، دعه لغيرنا .
ما ان غادرا حتى قام رضا من الكرسي و خرَّ ساجداً مناجياً الله :
( الهي من لي غيرك اسأله كشف ضري و النظر في امري الهي قوني بقوتك يا قوي يا عزيز ) .
ذاب في سجوده و لم يشعر بدخول محقق اخر وجه له ضربة على خاصرته جعلته يأن الماً .
.
#روح_نعشقها_في_كفن
#هجرة_الى_الله
#الموت_حياة
#ندى_يعرب
.
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.
🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba