رواية #جئتك

#جئتك
#الحلقة_الرابعة والثلاثون
.
🌹 مضيف الوئام ،، _____________________________

《 وما طعامه إلا بركة وصحة للأنام .. 》


في ظهر اليوم الأخير وقبل الرحيل كنت مدعواً إلى وجبة الغداء ولكن بقرب قبر العباس (ع) وفي مضيفه ؛

فصعدت إلى ذلك المكان وشاهدت فيه من الخيرات الكثيرة وعرفت هناك بأن هذا الطعام أيضاً يُوَزَّع للجمع المليوني الذي يتواجد في كربلاء على مدار العام من بوابة كبيرة في الجهة الخارجية من الحرم، ولكن الوفود التي تأتي من خارج كربلاء لها الحق في أن تجلس على تلك الطاولات التي يقدم عليها الطعام بإسم العباس (ع)،

وجميع من يدخل إلى هنا يرغب في الحصول على البركة في تناول الطعام فقط لا من أجل الأكل والشبع الذي ينشده البعض ،

إنها قليل من بركة العباس (ع) فالطعام يُطبَخ في أرجاء الحرم المبارك وبأيدي شُبّانٍ عاهدوا الله على الولاء
للآل ؛

هناك شاهدت بعض الزوار من مختلف البلدان والذين تمكنوا من الوصول إلى هنا وعانقوا هذا المكان ، حقاً لقد أصبح هذا المكان ملتقى للجميع من الفقراء والأغنياء و الكل هنا مُتَساوٍ أمام عظمة العباس (ع)
.
.
✍ #حسين_المتروك
#تصميم_خدمة_قبسات_الاسلامية
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.

🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba

#جئتك
#الحلقة_الخامسة والثلاثون
.
🔆 نفحة القلم ،، __________________

《 أسرار الأسرار تخرج
من فوهات الأقلام 》


في الليلة الأخيرة كنت أعرف أنها آخر ليالي اللقاء بالأحباب في أطراف الليل وسكونه ، فأخذت معي قلمي ومجموعة أوراق إلى الحرمين الشريفين وفي تلك الليلة كان الحَرَمان والحمد لله المنان لا يضجان بالناس ؛

فالناس قد رجعت ومنهم من يتجه الآن إلى النجف الأشرف ليعزي أمير الكونين (ع) بمصاب نبي الأحباب محمد (ص) ، فصرت أتنقل بين الأركان فَجَّرت هذه الكلمات نثراً تحت القبة الشريفة لقبر الإمام الحسين (ع)
من جهة الجسد السليب ..

يا سر البكاء

أيها الصلاة

و القنوت

و الدعاء

أرضك كعبة العشاق

و ليس المسير عليهم بعمل شاق

وإنما لأجلك كل شيء ذاب

يا حبيب الأحباب

و عشق الأطياب

لماذا أرحل وفي قلبي سراب ..

عودة و أمل في البقاء .. !

لكني آمنت بالوصول إلى السراب

زيارتك بالأمس .. كانت خيال

واليوم للعشاق أضحت نوال

فور سماعي قرار الرحيل

بدأت بالعويل

أسألك بحق الجليل

إلا ما أجبتهم بالدليل

وما أنا إلا عبد ذليل

نظرت هيبة منحرك الجليل

صرت موقناً بأن الوصول إليك

ليس مستحيل

أيها الحسين ..

ذبت في ذكراك

و همت في هواك

و عهد علي لن أنساك ..

وكانت لي بعض الكلمات تحت قبة العباس (ع) في
نفس الليلة وقبل الرحيل الى الديار وكانت الحالة عظيمة فقد كنت ممسكاً بالضريح وأكتب هذه الكلمات على الورقة ..

هنا الجميع يصرخ ..

لبيك يا عباس

هو صاحب الغيرة والإحساس

حقاً

أشعر برغبة في الصراخ

فهو الفدائي الأمثل

وجالب الماء الأول

هو بركان العزة والكبرياء

هو الساقي في يوم عاشوراء

ألسنا نقصد العباس .. ؟

هو ركن من أركان الحج

هو فرع من فروع دين المعبود

هو مَن رأسه بالعامود قد شُج


ألا لعنة الله على الظالمين

كسروا ظهر الحسين

بقتلهم الحصن الحصين

و النور المبين

هو قبلة الحاجات

وبينه وبين الحسين

مسعى الأميرات

ونهره العظيم

سر السماوات

أشعر بلون الدم

يصرخ في هذا المكان

فلا كَفَّان

و لا عينان

و ابن حيدر

يصرخ الله أكبر ..

آه ..

أيها الضرغام ..
أنشدك بحقك ..

أتطلب معي ثأر ضلع مكسور ..

ورأس منحور ..

مع إمام منصور ؟
.
.
✍ #حسين_المتروك
#تصميم_خدمة_قبسات_الاسلامية
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.
🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba

#جئتك
#الحلقة_السادسة والثلاثون
.
⚜ الوداع ،، _________________________

《 هو أصاب لحظات الحياة وأكثر
اللحظات مملوءة بالبكاء .. 》


بعد أن كتبت كل هذه الكلمات وتحدثت بشوق مع ابن
الصديقة الطاهرة وابن علي الكرار ، تركت نفسي تتحدث بنفسها مع الجميع وقلبي يصرخ و يقول لماذا الآن ..؟

لماذا أودع هذه العتبات الأن ..؟ أوَلستُ أنا العاشق الولهان الذي دعيت إلى هذا المكان .. !

لماذا الرحيل بعيداً الآن بعد أن تعلمت لغة الحزن وفنون البكاء ورسوم الرمال .. ؟! .

دخلت مجدداً حرم العباس في الليلة الاخيرة لأعلن الوداع والرغبة مجدداً في اللقاء ؛ فدخلت منكسراً أرغب في معانقة لا أظمأ بعدها أبداً دخلت وكانت العتبة أول اللقاء وسألني أحد الأصدقاء من أرض الوطن " هل سألت كربلاء : ألم تشتاقي إلى جسد غادر إلى السماء .. ؟ "

لكني عرفت بأني شاهدت سليل عترة خاتم ا لأنبياء متواجداً برفقة الأنبياء وهو يجول في الصحراء ويبكي حسيناً كما عهدناه وسألت صديقي سؤالاً :

ألم تكن الراية عربون دعوة ليس لها مثيل في الزمان .. ؟وبعد

كل التساؤلات والرغبة في البقاء شاهدت الوقت وإذا ما تبقى كان منة فقط وفقط ساعة لأودع ابن الصديقة الشهيدة (ع)،

فتلوت ذكر الوداع وكان الجميع يبكي على عادة من يجلس تحت ذاك البناء ، وهنا غادرت ومشيت إلى قبة حمراء صبغت بالدماء ولبست إحرام الودع وأول ما دخلت تذكرت الصرعى والقتلى الذين خاطبهم الحسين (ع) ولم يجيبوه ، فكنت أسافر إلى عصر عاشوراء والفداء وتلوت الذكر وأنا خائف من الوداع فأقسمت عليه بضلع أمه الزهراء فهذا القسم كما يقال لا يرده أي إمام فحتى في لحظات الموت والوداع الأخير بينه وبين أخته زينب (ع) أقسمت عليه بهذا القسم الغليظ وأجابها بحق أمه الزهراء (ع) ..

أقسمت عليه وسألته أن يرجعني إلى هذه البقاع المقدسة ولكن ليس وحدي وإنما مع أهلي والأحباب جميعاً لكي نندبه ونقيم العزاء أيضاً ،

لا أنسى أنني شاهدت شخصاً صغير السن على كرسي صغير متحرك بمساعدة الأب وكما يبدو على محياه أنه كان من أهل القطيف أو الإحساء وكان الأب يدفعه وعيناه ملؤهما الحسرة على فلذة كبده فألصقوا الابن المعاق بضريح الإمام الحسين (ع) والدموع تملأ أعين مَن حوله من الزائرين ..

أمَّا أنا فسجدت مُقَبِّلاً تلك الأرض الطاهرة و فجأة ! ..

استمعت إلى بكاء وعويل وصراخ غير الذي في الأيام الماضية في هذا المكان المقدس ورفعت رأسي وإذا بهذا الولد واقف على رجليه وهو يصرخ يا حسين يا حسين يا حسين.. والجموع التي تلتف حوله تبكي وأخذت تُقَطِّع من

ردائه قطعاً لأن هذا الولد أصبح معافى بفضل الحسين (ع) ولامسته أنامل الحسين (ع) المقطعات المرملات في أرض كربلاء..

و بعد أن سألت من الحسين (ع) بقية الحوائج المختلفة..

حانت لحظات الوداع و وقفت بطريقة أعتقدت إنها الطريقة الأقرب الى قلبي..

وقفت وأنا رافع يدي إلى السماء وأنظر إلى الضريح النوراني وأردد يا حسين وأرجع خطوة خطوة فشعرت بمعنى الفراق ولوعته و قَبَّلت أعتاب الوداع و كنت محزوناً فحتى طيور المريخ سمعت صوتي و أنا أناجيه [ يا حبيبي يا حسين .. نور عيني يا حسين ]

و ما إن خرجت من تلك البقاع سجدت شاكراً المولى عز وجل على حضوري إلى تلك الأرجاء .
.
.
✍ #حسين_المتروك
#تصميم_خدمة_قبسات_الاسلامية
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.
🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba