بوصلة المصلح | أحمد السيد
55.3K subscribers
22 photos
35 videos
5 files
60 links
Download Telegram
التدريب العطائي عند الصحابة والتابعين..



المصدر: التراتيب الإدارية للكتّاني
إلى المربّين والمربّيات | توجيهات تربوية
نصّ منهجي إصلاحي مركزي مكثّف:

كان قيام النبي ﷺ بالدين جامعا بين أمرين:
1- تلقي الرسالة وفهمها وبيانها وتعليمها والتربية عليها.
2- تطبيقها والتفاعل بها مع الواقع على مختلف المستويات الفردية والسياسية والاجتماعية والتدافعية.

ثم كان له ﷺ وارثون جمعوا بين منهاجه العلمي والعملي، وعلى رأسهم الخلفاء الراشدون الذين جمعوا بين العمل (الفتوحات والخلافة والبلاغ) وبين الرسالة والمضمون الشرعي فكانت حركتهم على (منهاج النبوة) ولذلك سموا بـ (الراشدين).

وهذا الجمع هو المذكور في قول الله سبحانه: (ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون) لأن الرباني كما يقول الطبري هو: "الجامعُ إلى العلم والفقه، البصرَ بالسياسة والتدبير والقيام بأمور الرعية، وما يصلحهم في دُنياهم ودينهم؛ فمعنى الآية: ولكن يقول لهم: كونوا أيها الناس سادة الناس، وقادتهم في أمر دينهم ودنياهم، ربَّانيِّين بتعليمكم إياهم كتاب الله وما فيه من حلال وحرام، وفرض وندب، وسائر ما حواه من معاني أمور دينهم، وبتلاوتكم إياه ودراسَتِكموه"
فالربانية على هذا التفسير متعلقة بالإصلاح والعمل وسياسة الناس، وهي على منهاج النبوة لأنها متعلقة بالكتاب الموحى به (بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون)

وآل الأمر بكثير من السياقات الإسلامية اليوم إلى ثلاثة أحوال:
1 من اكتفى بالرسالة دون النزول بها إلى الواقع (سياقات علمية مجردة/ حلقات للحفظ فقط/ سياقات أكاديمية نظرية/…) فضلا عمن أخطأ في العلم نفسه؛ فجمع بذلك بين خللين [الخطأ في الرسالة وترك العمل]
2- من نزل إلى الواقع دون حقيقة الرسالة (شعارات إسلامية بلا مضامين شرعية محكمة/ أو الضمور في حضور الرسالة وحمْلها على حساب البُنى الحزبية والكيانات الحركية)
3- من جمع بين الأمرين ولكن وقع عنده الخلل إما بنقص في العلم بعدم شمولية الأخذ لأبواب الدين أو الخطأ في فهم شيء منها.
وإما بالنقص في العمل والحركة، بألا تكون مصيبة لما ينبغي كما ينبغي في الوقت الذي ينبغي، مما يُنتج حالة غير (راشدة) وإن كانت أفضل من سابقاتها.

(وهذا التوصيف كله دون تعميم على جميع السياقات فقد توجد استثناءات راشدة)

وهذا الإشكال في واقع الأمة اليوم له أسبابه، التي من أهمها:
1- الخلل في طريقة التلقي للقران والسنة، والوقوع فيما حذر منه الجيل الأول الذي تربى على يدي النبي ﷺ وتلقى القرآن منه، فقد حذروا من تحول مركزية التعامل مع القرآن من التدبر والتفقه والاستهداء والعمل إلى مجرد التلاوة والقراءة والأداء -وهو الحاصل اليوم-.
وبقدْر هذا النقص في التلقي يظهر الخلل على العمل إما بانعدامه أو بانحراف بوصلته.
ومنهاج النبوة يبدأ من طريقة التلقي للدين قبل طريقة العمل به.
ومن هنا يُعلَم أنّ أول خطوة في الإصلاح الديني هي في إصلاح طريقة التلقي.

2- عدم الشمولية في البناء الشرعي، وهو من أشد صور الخلل في التلقي والأخذ للعلم والدين، فتجد بعض السياقات تعتني بالعلوم الشرعية دون التزكية ودون الوعي بالواقع ودون القوة الفكرية، وأخرى تعتني بالمهارات دون التزكية والعلم، وثالثة تعتني بالتزكية والتربية دون العلم الشرعي والوعي بالواقع، وهكذا، بينما نجد موضوعات القرآن الكريم والسنة النبوية شاملة؛ ففيها الأحكام والعقائد والمواعظ والآداب والقصص وبيان سبيل المجرمين والرد على شبهاتهم والتحريض على الجهاد والسياسة والحكم بالشريعة وإقامة الدين والتربية عليه، وقد تلقى الصحابة كل ذلك بشموليّته ورأوا فعل النبي ﷺ في القيام به في الواقع، فكانوا نعم الخلفاء له على منهاجه.
وإحياء منهاج النبوة يكون بإعادة الأخذ الشمولي لأبواب الدين، والتفاعل بها في الواقع، مع العناية بتفاوت مراتب الأمر والنهي والخبر فيما جاء في كل تلك الأبواب (مركزة المركزيات).

3- ومن أسباب الخلل كذلك: طول الأمد، واتساع الفجوة الزمنية بين الجيل الإسلامي الذي انطلق من خلال الفكرة والمبدأ وبين الأجيال اللاحقة التي تعلق كثير من أبنائها بالهياكل والأشكال المؤسسية الجامدة التي ظنوا أنها ستحمل قوة الفكرة، ووهموا في ذلك، فآل الأمر إلى هياكل بلا أرواح، أو بأرواح ضعيفة التأثير من غير هيمنة على الفعل والحركة، أو بروح مجملة دون منهجٍ حاكم.
وأسباب الخلل غير ما ذُكر كثيرة.

ومن رحمة الله تعالى أنه قضى في هذه الأمة: سنّة التجديد التي تعيد لها صحة الاتصال بمرجعية الوحي وتعيد لها الفعل (الراشد) المنبثق عن صميم الرسالة.

= تابع (2/1)
= تابع (2/2)

وإذا كان التجديد في التاريخ منه ما كان عائداً إلى العلم (كتجديد الشافعي) ومنه ما كان عائداً إلى العمل (كتجديد عمر بن عبد العزيز) فإن الحاجة اليوم إلى التجديد في العلم والعمل جميعاً -لكثرة الخلل والانحراف فيهما-، وهذا لا يكون إلّا بالسير على المنهاج النبوي الشمولي الذي خرّج الجيل الأول الذي جمع النبي ﷺ بينه وبين الجيل الأخير في هذه الأمة في حديث (تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون) حيث وصف الجيلين بنفس اللفظ حرفاً بحرف بقوله ﷺ: (ثم تكون خلافة على منهاج النبوة) وهذا اللفظ جامع بين العلم والعمل وبين الرسالة والحركة.
بينما نشهد تكدّساً لقنوات الشباب الأفاضل في تلجرام -وهذا مما يقلل من أثرها- نرى خلوّ ساحة التطبيقات الأخرى من المشاركات المؤثرة.

والعاجز من عجز عن نسخ منشوره في تلجرام إلى بقية التطبيقات على أقل الأحوال، والمطلوب أكثر من ذلك، والله المستعان..
هذا الكتاب صدر مؤخراً ضمن إصدارات دار منار الفكر، مفيد للمربين والمصلحين، وللمهتمين بالسنة النبوية:

https://t.me/FikirManar
الهدف من المشروع الإصلاحي الذي نسعى لتحقيقه:

"إحياء منهاج النبوة"

ويتمثل هذا الإحياء -أكثر ما يتمثل- في دوائر ثلاث:

الأولى: دائرة التلقي للدين والعلم.
الثانية: دائرة التربية العملية على هذا المنهاج النبوي.
الثالثة: دائرة الإصلاح عبر هذا المنهاج دعوةً وتمكيناً.

ولكل دائرة من هذه الدوائر محددات تبيّن معالم الـمنهاح النبوي التفصيلي فيها.
في الوقت الذي كان النبي ﷺ يعقد الصلح ويرسّخ السِّلْم في المجتمع المدني مع الكفار المخالفين له في الدين والعقيدة -أول ما قدم المدينة-: كانت الآيات تتنزل ببيان بطلان ما كانوا عليه وبتفنيد أقاويلهم ونسف شبهاتهم وكشف تاريخهم وبيان صحة الإسلام ومعالم منهجه والاستعلاء به على كل ما سواه من الأديان.
وهكذا كان الحال في مكة في زمن الاستضعاف، ففي الوقت الذي كان الله تعالى يأمر نبيه ﷺ بالصفح والعفو وترك القتال بنحو قوله:
(فاصفح عنهم وقل سلام) كانت الآيات تنزل متتالية في تقريعهم وتبكيتهم وبيان باطلهم وإبطال شبهاتهم وببيان الحق باستعلاء إيماني ومنهجي وفكري عظيم.

فالرسالة ثابتة في كل وقت، وبيانها لازم، وحقائقها مستعلية ويجب أن تبقى في نفوس المؤمنين مستعلية ولا يجوز المداهنة فيها ولا لبس الحق بالباطل فيها، وهي أساس لكلّ فعل تمكيني مستقبلي.

بينما الحركة والفعل تختلف بحسب الظروف والأحوال ما بين الحرب والسلم والاستضعاف والتمكين،
فتجد فيها مرحلة (كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة) ثم مرحلة (فلما كتب عليهم القتال) وتجد فيها مرحلة "صلح الحديبية" ثم مرحلة (براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين)

ومن يخلّ بهذه الثنائية في العلاقة بين الرسالة والحركة يقع في اللبس والتلبيس،

والدين أمانة الله وميثاقه وعهده (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين)

والموفق من وفقه الله
العمل الإصلاحي إذا بدأ الإنسان فيه فهو أمانة، لا ينبغي تعطيله في أي وقت.
وأيام عمل المصلح ليست أيام دوام معينة يفتح فيها الملفات إذا كان في العمل وينساها خارجها.
يا أيها المصلحون: خذوا الكتاب بقوة، خذوا العمل بقوة، خذوا الرسالة بقوة، خذوا الأمانة بقوة.
لا تقفوا،
لا تفتروا،
لا تتهاونوا،

ولتكن بوصلة عملكم: إحياء منهاج النبوة في الأمة.
من أهم القنوات للمهتمين بالمشروع الإصلاحي:

https://t.me/Abou_3omar
يا حَمَلة الإصلاح.. يا من تعكفون اليوم على فهم مراد الله ورعاية الميراث النبوي وإحياء منهاجه في العالمين:



إييييهٍ لو تعلمون جلال هذا الطريق وزكاءه وعظمته..


رزقنا الله وإياكم الصدق معه والخشية له والحياء منه والشكر له على ما هدى..
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
Forwarded from أبو طَلحة
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
من أعظم معالم منهاج النبوة، ومن أعظم معالم الجيل الذي سيحيي هذا المنهاج ويعلي به راية الإسلام في الأرض : "الشمولية في تلقي الدين"!
من الناس من فهم واقعه بشكل صحيح وأدرك صور المشكلات وطبيعة الأعداء وخططهم وكيدهم ومكرهم، وأدرك ضعف الأصدقاء وضمور الحالة الإسلامية وحاجة الأمة إلى الإصلاح، لكنه بعد ذلك قعد عن العمل.
ولم يكن قعوده عن العمل بسبب ضعف إيمانه، ولا لضعف غيرته، ولا لحبه للدنيا، وإنما لأنه لم يُوفق لمعرفة ما ينبغي عمله في مثل هذا الواقع الصعب والزمن المخيف والمشكلات المعقدة؛ فهو بقدر وعيه وفهمه يرى أن العمل لا فائدة منه؛ لأن الواقع أصعب من أن يؤثر فيه العمل اليسير؛ أو لأنه صادق في نفسه فإنه لا يحتمل رؤية واقع فيه كدر أو شائبة ولا يستطيع العمل في ظروف النقص بل يريد واقعا صافيا ليعمل فيه أو معارك صفرية ليفني نفسه فيها؛ فقط، وإلا يعتزل ويمضي عمره متبرما متسخطا على كل شيء.
وهذا -مع كونه لعله يؤجر على غضبه وغيرته لله- إلا إنه في حرمان عظيم -نسأل الله العفو والعافية- لخسارته أن يحمل مشعل الحق في زمن الالتباس وأن يسير بنور اليقين وبصيرة القلب وحادي الأمل وحسن الظن في وقت العمى والغفلة وانسداد الآفاق.

ولذلك فإن من أعظم صور الهداية الإلهية للمؤمنين في هذا الزمن: الهداية إلى العمل الإصلاحي الصحيح الذي يكون نورا وهداية في الواقع للنفس وللغير، ويُثمر مع الزمن وطولِ الوقت وينتج خيرا عظيماً يُستظل بظله في المستقبل، ويُستبطن فيه اليقين وحسن الظن بالله والتوكل عليه سبحانه ويُستحضر فيه منهاج النبي ﷺ في جميع حياته ومختلف أحواله.

والوصول إلى هذا العمل الصحيح لا يمكن أن يكون نتيجة اجتهاد شخصي أو اعتماد على الخبرة في التخطيط والإعداد.. كلّا والله، بل هو هداية محضة من الله الهادي النصير، سبحانه.
وهذه الهداية تنزل على قلوب الصابرين الصادقين المخلصين العالِمين بالله وبدينه وهدي رسوله ﷺ.

ولذلك فإنّ من أعظم ما ينبغي لزومه من الدعاء في هذا الزمن:
اللهم اهدني وسددني، اللهم إني أستهديك لأرشد أمري وأعوذ بك من شر نفسي، اللهم ألزمني سنة نبيك وهديه ومنهاجه، اللهم اهدني واهد بي، اللهم اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم، اللهم اهدني لأحسن الأعمال وأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، وقني سيئ الأعمال وسيئ الأخلاق لا يقي سيئها إلا أنت، اللهم خذ بناصيتي للبر والتقوى، ووجّهني لأحب الأعمال إليك وأنفعها لعبادك.
أرى بعض الشباب وطلبة العلم -غير المجربين- يستعجلون في إنشاء مشاريع إصلاحية (تفعيلية) وينشرونها للناس ويوجهونهم إلى المجالات الإصلاحية المختلفة دون خبرة عملية ميدانية حقيقية في العمل الإصلاحي.
وإلى هؤلاء: إن ميدان العمل يختلف عن ميدان التنظير، وإن ميدان اختيار الأكفاء وتوجيههم ليس قضية سهلة كسهولة كتابة مقال على قناة في تلجرام، وإن فهمك للمضامين الإصلاحية لا يعني قدرتك على حمل الناس عليها حملا صحيحا.
اصبر يا أخي، وتأنَّ، ولا تستعجل، ولا تستبق وقتك وأوانك.
ولو تعلم كم يتأنى غيرك مع طول خبرته، ويتحرى ويتثبت ويؤجل ويجرب ويضع ما يمكن من الأسباب الضامنة التي تراعي عدم انحرافك أنت أيها المصلح قبل غيرك = لأدركتك أنك استعجلت كثيرا.
اصبر يا غالي، فالعمل ليس مثل القول، والنفوس ليست كالحروف والكلمات.

وفقنا الله وإياكم..