المنخل

يا صديقي من يضمن إسرائيل لو سلّمت حما.س سلاحها وخرجت من غزة؟

التاريخ يضمن إسرائيل. طالما أن وجودك لا يضمن إسرائيل، فكيف سيضمنها خروجك!
الضامن الوحيد هو نزع الذريعة -وجودك- لاسيما بعد اتفاق العالم الضمني، ونحن قبل العالم (أي سكان غزة) على أن وجودك مهلكة لنا، وفي الجملة لك.. كونك مبتور المواجهة، ولا تمتلك أدواتها..

كل يوم نفقد عشرات، بل مئات القتلى بسبب وجودك غير النافع، بل الضار وغير الضامن.. ولا مرة على مدار تاريخ الصراع تجرأ الاحتلال على قتل هذا الكم إلا عندما أوجدك!

وإذا بدنا نحكي بمقياسك تبع (الدماء كضرورة من ضرورات التحرر) فالاحتلال بيقتل فينا له ٧٦ سنة، بس كنا عايشين وراضيين، وبنعتبر ذلك ضريبة نضالية دون أبه أو ندم.. لأنه في حدود نضالات الشعوب المعقولة والمستوعبة واللي ممكن تنهضم...في المقابل كنّا نوجعهم وجعا شديدا.. بوجودنا على هذه الأرض وتكاثرنا، بمؤسساتنا وعلاقاتنا الدبلوماسية الكبرى وشراكاتنا العسكرية مع دول عظمى.. بعملياتنا الفدائية التي خلدها التاريخ بعيدا عن الأماكن المزدحمة وتجمعات المدنيين، ودون إلحاق أي ضرر بأي بريء...
ببساطة؛ كنا نمتلك الإنسان والخيار والإمكانية والهمة... وقبل ذلك كله؛ الإيمان بقضيتنا والذي نزعتموه من وجداننا لأبد الآبدين.. بغبائكم وسوء تقديركم ومقامرتكم بأرواحنا واسترخاصها..

بالنسبة للسلاح.. فأنت لا معك سلاح أصلا (بمعنى السلاح الموضوعي اللي يُقصَد عندما يوضع كبند من بنود أي اتفاقية مهادنة بين طرفي حرب، حسب الشكل التاريخي المعهود لهيك اتفاقيات.. لأن سلاح الكلاشنكوف ليس سلاح اتفاقيات حرب) ولا بتقاتل ولا حاميني، ولا بتقدر تعترض أي تقدم أو توغل لجيش الاحتلال...
وفوق هيك بتسرقني وبتسرق الأكل تبعي وبتقمع فيّ، وبتتهمني بالخيانة كل م كلب هز ديله... عدا عن إنه الاحتلال بيستخدم فيك على إنك أنت وسلاحك الكرتون سبب لاستمراره في قتلي وذبحي وإبادتي.. بسبب تعنّتك وفشل حساباتك ومراهناتك على العاطل والباطل... وفي كل مقترح لوقف النار لو شوي صغيرة ينحقن دمنا فيها بترفض، واللي ما رضيت فيه أول الحرب بترضى فيه اليوم.. يعني كل اللي انقتلوا بين مقترح وآخر بسببك.. قتلوا مجانا ودون أي ثمن..

ياخي حتى لو إسرائيل مش مضمونة.. على الأقل قتلها بصير غير شرعي (كونه ح يستمر في كل الحالات حسب افتراضك الخاطئ طبعا) وبتضطر تتوقف عنه.. لاسيما بعد التصعيد العالمي ضد إسرائيل، وكبشة الأزمات اللي بتواجها حكومة اليمين اللي واقفة ع كف عفريت ومش حامي سقوطها غير وجودك وشعاراتك الهبلة، أيضا؛ الصراع الأخلاقي العالمي القائم حول ما يحدث عندنا، واللي غير الخطاب، وأعاد الرواية إلى مصداقيتها وكشف كل الأوراق... ما بينفع أبدا إنه ما توقف الحرب في ظل كل هادي المعطيات الكتيرة جدا.. لو خلصت حالك وخلصتنا من دين هالغنجة، وحليت عن سمانا..
إسرائيل مش أنت يا غالي اللي تهجم بتكاتك ع دولة نووية بدون أي حسبة. فقط مجرد ضلالات شخصية هوجاء، لا يا حب.. إسرائيل لها حساباتها واعتباراتها وموازينها.. حتى لو كانت الحكومة يمينية، ومن يقودها فاشي ومجنون، لكن هناك دولة عميقة تقدّر كل المعطيات المذكورة.. هناك عالم يفرق بين الذرائع وغيابها ويلاحظ ويحلل..

بعدين مش إسرائيل بس اللي بدها حما.س تسلم سلاحها وتنقلع.. إسرائيل والعالم كله وإحنا.. إحنا المشردين والمسحوقين والمجروحين وأولياء الدم.. ماعدا كتيبة كيبوردات قطر وتركيا، حابين نضل نتقطع. بالاضافة لإنه اسرائيل عارفة اللي احنا والعالم كله عارفينه ومتأكدين منه.. وهو إنه فش سلاح فعلي، وكل الموجود شوية كلاشنات مصدية وحزينة، زي أي سلاح شخصي في العالم.. بس موضوع السلاح رمزي؛ لاعلان الانتصار النتنياهوي المطلق.. اللي بسببه بنجّر فينا تنجير على مدار الساعة.

طبعا حما.س أجاها البند هادا من عند الله.. عشان تضلها تكذب على غنم العالم العربي بكذبة صمودها، وطبعا عبر علّافة الجزيرة.. لكنها في الحقيقة بتنتظر إسرائيل تخلص من قتلنا وتدميرنا، عشان ترجع للقبضة الحديدية على غزة وتحكم الركام..

ولكن اليوم ليس 2007 يا حلوين.. نطة وفاتتكم، ح تروحوا ع قوز أبو رمة.. يعني ح تروحوا ع القوز.. وهيك بس.

*هاشم عبد الكريم

5.5K views21:13