القول الذي أوله سفسطة وآخره زندقة وفر منه ابن تيمية ويحاول البعض استخراجه من كلامه ! مصورا ( بي دي أف ) 👇
يوم دحو الأرض عند الإمامية وتساؤلات حول منظومة الحديث عندهم
تصانيف علماء أهل السنة في الحديث بدأت في وقت مبكر من التاريخ وهذه التصانيف كانت علماء متفرقين في الأمصار في المدينة ومكة والبصرة والكوفة واليمن ومصر والشام وقد اتفقوا على الكثير من السنن مما ينكره الإمامية
فكان هناك في المدينة مالك وابن الماجشون وابن أبي ذئب كلهم يروي الحديث وله مذهب فقهي ومالك له الموطأ ولو فاز الأقران عليه بخطأ فاحش في الحديث أو تعمد كذب لصاحوا به
وكان هناك الأوزاعي في الشام وكان له مذهب فقهي وكان يرد على أهل الرأي ويناقش إخوانه من أهل الحديث وما طعن أحد في وثاقته في الحديث
وهناك سفيان الثوري في الكوفة وهو إمام متفق عليه وله كتابه الجامع ومع طعنه على أهل الرأي وكونه له مذهب فقهي يخالف فيه من يخالف إلا أن الناس اتفقوا على توثيقه في الحديث
وهناك الليث بن سعد في مصر وأيوب السختياني في البصرة والحمادان وسفيان عيينة في مكة كلهم لهم شبه من السابقين ، وأيضاً هناك الحفاظ الذين لم يكونوا يفتون في الفقه مثل شعبة بن الحجاج وكان كثير الكلام في الناس ومع ذلك ما ثلبه أحد واتفق الناس جميعاً على توثيقه
وهناك عبد الله بن المبارك إمام أهل خراسان له تصانيف كثيرة وكان فقيهاً واتفقوا على توثيقه وهناك معمر بن راشد هو بصري ثم يماني
وكل هؤلاء كان يمكنهم الوصول للنبي صلى الله عليه وسلم باثنين فقط وأكثر رواياتهم بثلاثة وأربعة ولهؤلاء نظراء تركتهم اختصاراً غير فقهاء التابعين والصحابة في كل مصر غير أن هؤلاء بدأوا بالتصانيف الجامعة وقبلهم كانت التصانيف مختصرة
ثم هناك طبقة من تتلمذ على هؤلاء أو بعضهم مثل عبد الله بن وهب وعبد الرحمن بن مهدي ووكيع ويحيى بن سعيد القطان والشافعي وعبد الرزاق وغيرهم كثير
ثم جاء من تتلمذ على عامة هؤلاء وربما أدرك بعد من كانوا من الطبقة السابقة مثل أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهوية وأبي بكر بن أبي شيبة والحميدي وسعيد بن منصور ونظرائهم وكل هؤلاء لهم مصنفات معروفة ولهم حظ من الفقه وهناك من كان عالماً بالعلل والرجال كابن المديني ويحيى بن معين ومنهم من كان دأبه معرفة معاني الأحاديث كأبي عبيد القاسم بن سلام مع حظ وافر من الفقه
ثم تتلمذ على هذه الطبقة وربما أدرك بعض أصحاب الطبقة السابقة أمثال الإمام البخاري ولهذا عامة الأحاديث التي في صحيح البخاري تجدها في تصانيف أولئك العلماء بنفس مدار الإسناد والمتن عينه وللبخاري عشرات الأقران المصنفين المتفرقين في الأمصار والذين تابعوا البخاري على عامة ما في صحيحه غير ما ورد في تصانيف طبقة شيوخه وشيوخ شيوخه
وأنا هنا أذكر الأعلام الكبار المشاهير وإلا فالوضع فوق ما أصف لك وإذا نظرت في تصانيف هؤلاء العلماء وجدتها يصدق بعضها بعضاً في موارد الاتفاق وخلافياتهم في الرواية يسيرة ودين الشيعي الإمامي أنه يكذب كل هؤلاء فيما يروون من الأحاديث المخالفة لمذهبه
ثم هو يأخذ مذهبه ممن يراهم علماء المذهب عنده وعامة روايات الإمامية مدارها على ثلاثة أنفس وهم الكليني وابن بابويه القمي ( وهما قرينان عاشا في زمن واحد واشتركا في بعض الشيوخ ) والطوسي وهو من طبقة تلاميذ تلاميذ الكليني والقمي
فإذا ثبت كذب هؤلاء الثلاثة أو عدم ضبطهم سقطت عامة روايات الإمامية وبالتالي سقط مذهبهم لأنه لا يعقل أن يكون مذهب المعصومين غير محفوظ فعدم حفظه دليل على عدم عصمتهم أصلاً وكيف يستقيم في عقل الإمامي أن يكذب كل أولئك العلماء الذين دلت القرائن على صدقهم وتحريهم ثم يصدق هؤلاء الثلاثة تصديقاً أعمى ؟!
ولو نظرنا في روايات ابن بابويه القمي لوجدنا عامتها انفرادات لا يكاد يتابعه عليها أحد ولا يمكن سبر مروياته بمقارنتها بأحد خصوصا وأنه والكليني شبهة الاتفاق عليهما غير مستبعدة فهما قرينان والطوسي جاء بعدهما بمدة طويلة فقد ينسج على منوالهما
ولنأخذ مثالاً على روايات لهؤلاء يصدقها الإمامية ويتدينون بها مع تكذيبهم للكثير من الروايات الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من طريق أهل السنة
يوم 25 ذي القعدة يوم مبارك عندهم وقد رووا فيه روايات فنسبوا فيه رواية للنبي صلى الله عليه وسلم عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله - في خلال حديث -: وانزل الله الرحمة لخمس ليال بقين من ذي القعدة، فمن صام ذلك اليوم كان له كصوم سبعين سنة
وهذه رواية مكذوبة لا يعول عليها فهي فقط في كتاب الإقبال لابن طاووس وقد عاش ما بين القرن السادس والسابع الهجريين ولا أصل لروايته هذه في كتب السنة والشيعة المتقدمة وأيضاً في الكتاب نفسه رواية عن علي بن أبي طالب ويقال فيها مثل ما قيل في الرواية عن النبي صلى الله عليه وسلم
والوارد في كتب الشيعة المتقدمين بالإسناد في فضل هذا اليوم كله عن علي الرضا ولا ينسبون شيئاً لمعصوم عندهم قبله واعجب كيف هذا اليوم مبارك ولا يتفطن لفضله إلا أناس في قم من دون بقية المسلمين الذين عايشوا المعصومين.
=
تصانيف علماء أهل السنة في الحديث بدأت في وقت مبكر من التاريخ وهذه التصانيف كانت علماء متفرقين في الأمصار في المدينة ومكة والبصرة والكوفة واليمن ومصر والشام وقد اتفقوا على الكثير من السنن مما ينكره الإمامية
فكان هناك في المدينة مالك وابن الماجشون وابن أبي ذئب كلهم يروي الحديث وله مذهب فقهي ومالك له الموطأ ولو فاز الأقران عليه بخطأ فاحش في الحديث أو تعمد كذب لصاحوا به
وكان هناك الأوزاعي في الشام وكان له مذهب فقهي وكان يرد على أهل الرأي ويناقش إخوانه من أهل الحديث وما طعن أحد في وثاقته في الحديث
وهناك سفيان الثوري في الكوفة وهو إمام متفق عليه وله كتابه الجامع ومع طعنه على أهل الرأي وكونه له مذهب فقهي يخالف فيه من يخالف إلا أن الناس اتفقوا على توثيقه في الحديث
وهناك الليث بن سعد في مصر وأيوب السختياني في البصرة والحمادان وسفيان عيينة في مكة كلهم لهم شبه من السابقين ، وأيضاً هناك الحفاظ الذين لم يكونوا يفتون في الفقه مثل شعبة بن الحجاج وكان كثير الكلام في الناس ومع ذلك ما ثلبه أحد واتفق الناس جميعاً على توثيقه
وهناك عبد الله بن المبارك إمام أهل خراسان له تصانيف كثيرة وكان فقيهاً واتفقوا على توثيقه وهناك معمر بن راشد هو بصري ثم يماني
وكل هؤلاء كان يمكنهم الوصول للنبي صلى الله عليه وسلم باثنين فقط وأكثر رواياتهم بثلاثة وأربعة ولهؤلاء نظراء تركتهم اختصاراً غير فقهاء التابعين والصحابة في كل مصر غير أن هؤلاء بدأوا بالتصانيف الجامعة وقبلهم كانت التصانيف مختصرة
ثم هناك طبقة من تتلمذ على هؤلاء أو بعضهم مثل عبد الله بن وهب وعبد الرحمن بن مهدي ووكيع ويحيى بن سعيد القطان والشافعي وعبد الرزاق وغيرهم كثير
ثم جاء من تتلمذ على عامة هؤلاء وربما أدرك بعد من كانوا من الطبقة السابقة مثل أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهوية وأبي بكر بن أبي شيبة والحميدي وسعيد بن منصور ونظرائهم وكل هؤلاء لهم مصنفات معروفة ولهم حظ من الفقه وهناك من كان عالماً بالعلل والرجال كابن المديني ويحيى بن معين ومنهم من كان دأبه معرفة معاني الأحاديث كأبي عبيد القاسم بن سلام مع حظ وافر من الفقه
ثم تتلمذ على هذه الطبقة وربما أدرك بعض أصحاب الطبقة السابقة أمثال الإمام البخاري ولهذا عامة الأحاديث التي في صحيح البخاري تجدها في تصانيف أولئك العلماء بنفس مدار الإسناد والمتن عينه وللبخاري عشرات الأقران المصنفين المتفرقين في الأمصار والذين تابعوا البخاري على عامة ما في صحيحه غير ما ورد في تصانيف طبقة شيوخه وشيوخ شيوخه
وأنا هنا أذكر الأعلام الكبار المشاهير وإلا فالوضع فوق ما أصف لك وإذا نظرت في تصانيف هؤلاء العلماء وجدتها يصدق بعضها بعضاً في موارد الاتفاق وخلافياتهم في الرواية يسيرة ودين الشيعي الإمامي أنه يكذب كل هؤلاء فيما يروون من الأحاديث المخالفة لمذهبه
ثم هو يأخذ مذهبه ممن يراهم علماء المذهب عنده وعامة روايات الإمامية مدارها على ثلاثة أنفس وهم الكليني وابن بابويه القمي ( وهما قرينان عاشا في زمن واحد واشتركا في بعض الشيوخ ) والطوسي وهو من طبقة تلاميذ تلاميذ الكليني والقمي
فإذا ثبت كذب هؤلاء الثلاثة أو عدم ضبطهم سقطت عامة روايات الإمامية وبالتالي سقط مذهبهم لأنه لا يعقل أن يكون مذهب المعصومين غير محفوظ فعدم حفظه دليل على عدم عصمتهم أصلاً وكيف يستقيم في عقل الإمامي أن يكذب كل أولئك العلماء الذين دلت القرائن على صدقهم وتحريهم ثم يصدق هؤلاء الثلاثة تصديقاً أعمى ؟!
ولو نظرنا في روايات ابن بابويه القمي لوجدنا عامتها انفرادات لا يكاد يتابعه عليها أحد ولا يمكن سبر مروياته بمقارنتها بأحد خصوصا وأنه والكليني شبهة الاتفاق عليهما غير مستبعدة فهما قرينان والطوسي جاء بعدهما بمدة طويلة فقد ينسج على منوالهما
ولنأخذ مثالاً على روايات لهؤلاء يصدقها الإمامية ويتدينون بها مع تكذيبهم للكثير من الروايات الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من طريق أهل السنة
يوم 25 ذي القعدة يوم مبارك عندهم وقد رووا فيه روايات فنسبوا فيه رواية للنبي صلى الله عليه وسلم عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله - في خلال حديث -: وانزل الله الرحمة لخمس ليال بقين من ذي القعدة، فمن صام ذلك اليوم كان له كصوم سبعين سنة
وهذه رواية مكذوبة لا يعول عليها فهي فقط في كتاب الإقبال لابن طاووس وقد عاش ما بين القرن السادس والسابع الهجريين ولا أصل لروايته هذه في كتب السنة والشيعة المتقدمة وأيضاً في الكتاب نفسه رواية عن علي بن أبي طالب ويقال فيها مثل ما قيل في الرواية عن النبي صلى الله عليه وسلم
والوارد في كتب الشيعة المتقدمين بالإسناد في فضل هذا اليوم كله عن علي الرضا ولا ينسبون شيئاً لمعصوم عندهم قبله واعجب كيف هذا اليوم مبارك ولا يتفطن لفضله إلا أناس في قم من دون بقية المسلمين الذين عايشوا المعصومين.
=
=
وكما اتفقنا معظم روايات الشيعة في الأحكام مدارها على ثلاثة الكليني وابن بابويه والطوسي والعجيب أن كل واحد منهم روى الخبر بإسناد مختلف ولفظ مختلف وتأمل هذا الاختلاف والتنافر وقارنه بانسجام روايات علماء أهل السنة
فاما الكليني فروى في الكافي عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن يوسف بن السخت، عن حمدان ابن النضر، عن محمد بن عبد الله الصيقل قال: خرج علينا أبو الحسن يعني الرضا (عليه السلام) في يوم خمسة وعشرين من ذي القعدة فقال: صوموا فإني أصبحت صائما، قلنا: جعلنا فداك أي يوم هو؟ فقال: يوم نشرت فيه الرحمة ودحيت فيه الأرض ونصبت فيه الكعبة وهبط فيه آدم (عليه السلام)
وهذا الخبر مهلهل الإسناد حسب مقاييسهم فسهل بن زياد متهم بالكذب عندهم ورجح الخوئي جرحه ومحمد بن عبد الله الصيقل ليس له في كتبهم إلا هذا الحديث ولعله شخصية وهمية
وأما الطوسي فروى الخبر أبو عبد الله بن عياش قال: حدثني أحمد بن زياد الهمداني وعلي بن محمد التستري قالا: حدثنا محمد بن الليث المكي قال: حدثني أبو إسحاق بن عبد الله العلوي العريضي قال: وحك في صدري ما الأيام التي تصام؟
فقصدت مولانا أبا الحسن علي بن محمد عليهما السلام وهو بصربا ولم أبد ذلك لاحد من خلق الله فدخلت عليه فلما بصر بي قال عليه السلام: يا أبا إسحاق جئت تسألني عن الأيام التي يصام فيهن؟ وهي أربعة: أولهن يوم السابع والعشرين من رجب يوم بعث الله تعالى محمدا صلى الله عليه وآله إلى خلقه رحمة للعالمين، ويوم مولده صلى الله عليه وآله وهو السابع عشر من شهر ربيع الأول، ويوم الخامس والعشرين من ذي القعدة فيه دحيت الكعبة، ويوم الغدير فيه أقام رسول الله صلى الله عليه وآله.
ومحمد بن الليث المكي ليس له في كتب الشيعة إلا هذا الخبر وهو شخصية مجهولة وقد يكون كذاباً من الكذابين
وأما القمي فروى في ثواب الأعمال حدثنا أحمد بن إدريس قال حدثنا محمد بن أحمد قال حدثنا أحمد بن الحسين عن أبي طاهر بن حمزة عن الحسن بن علي الوشا قال كنت مع أبي وأنا غلام فتعشينا عند الرضا عليه السلام ليلة خمس وعشرين من ذي القعدة فقال ليلة خمس وعشرين من ذي القعدة ولد فيها إبراهيم وولد فيها عيسى بن مريم عليهما السلام وفيها دحيت الأرض من تحت الكعبة، وأيضا خصلة لم يذكرها أحد فمن صام ذلك اليوم كان كمن صام ستين شهرا.
وهذا إسناد خماسي طويل وهم يصححونه فتأمل هذا الثواب العظيم انفرد به أناس من قم وانفرد به علي الرضا من دون بقية أمة محمد صلى الله عليه وسلم وهذا الخبر سبب لهم حرجاً لأن عندهم روايات تقول أن المسيح ولد في عاشوراء وإبراهيم ولد في ذي الحجة ورجحها ابن طاووس وقد ضعف المجلسي رواية ولادة المسيح في عاشوراء ولكن ما عسى الإخباريين أن يصنعوا وهم يقبلون كل الروايات ربما يحملون الأمر على التقية ولا أدري ما مدخل التقية هنا ولا توجد روايات عند أهل السنة تقول المسيح ولد في عاشوراء كما ادعى المجلسي كذباً
فهذا الخبر المشكوك به يصدقونه رواته الستة الذين انفردوا به مع كونه يناقض أخباراً أخرى عندهم ويتواصون بمضمونه ويكذبون عامة علماء الأمة فيما يروون من مناقب الصحابة وأحاديث الصفات وغيرها من الأخبار !
ولا يوجد سنة في كتب أهل السنة انفرد بها عالم بسند خماسي كله انفرادات ولا يوجد لها شواهد معتبرة على الأقل من فتاوى الصحابة والتابعين بل قال الذهبي في تاريخ الإسلام في ترجمة عبد الرزاق :عبد الرزاق راوية الإسلام، وهو صدوق في نفسه. وحديثه محتج به في الصحاح. ولكن ما هو ممن إذا تفرد بشيء عد صحيحا غريبا. بل إذا تفرد بشيء عد منكرا.
فهذا عبد الرزاق على وثاقته إذا انفرد بأصل عن النبي صلى الله عليه وسلم ربما عدوه منكراً إذا لم يجدوا له شواهد وذلك أن الانفراد في الطبقات المتأخرة شديد عند المحدثين لانتشار الرواية فيها بخلاف الانفراد في الطبقات المتقدمة علما أن وثاقة عبد الرزاق يمكن أن يدركها أي شخص ينظر في ثناء أقرانه مع اختلاف المذهب وكذلك تلاميذه وأيضا حين يقارن رواياته بروايات الآخرين في موارد الاتفاق وأنا أبين هذا لأنه باب ليس مطروقاً فضل باب الرواية عند أهل السنة على بابه عند الإمامية فإن كثيراً من الإمامية الذين يشككون في الرواية عندهم يوهمون الناس أن أهل السنة مشتركين معهم في هذا وهذا تلبيس شديد يلبسه أمثال كمال الحيدري.
وكما اتفقنا معظم روايات الشيعة في الأحكام مدارها على ثلاثة الكليني وابن بابويه والطوسي والعجيب أن كل واحد منهم روى الخبر بإسناد مختلف ولفظ مختلف وتأمل هذا الاختلاف والتنافر وقارنه بانسجام روايات علماء أهل السنة
فاما الكليني فروى في الكافي عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن يوسف بن السخت، عن حمدان ابن النضر، عن محمد بن عبد الله الصيقل قال: خرج علينا أبو الحسن يعني الرضا (عليه السلام) في يوم خمسة وعشرين من ذي القعدة فقال: صوموا فإني أصبحت صائما، قلنا: جعلنا فداك أي يوم هو؟ فقال: يوم نشرت فيه الرحمة ودحيت فيه الأرض ونصبت فيه الكعبة وهبط فيه آدم (عليه السلام)
وهذا الخبر مهلهل الإسناد حسب مقاييسهم فسهل بن زياد متهم بالكذب عندهم ورجح الخوئي جرحه ومحمد بن عبد الله الصيقل ليس له في كتبهم إلا هذا الحديث ولعله شخصية وهمية
وأما الطوسي فروى الخبر أبو عبد الله بن عياش قال: حدثني أحمد بن زياد الهمداني وعلي بن محمد التستري قالا: حدثنا محمد بن الليث المكي قال: حدثني أبو إسحاق بن عبد الله العلوي العريضي قال: وحك في صدري ما الأيام التي تصام؟
فقصدت مولانا أبا الحسن علي بن محمد عليهما السلام وهو بصربا ولم أبد ذلك لاحد من خلق الله فدخلت عليه فلما بصر بي قال عليه السلام: يا أبا إسحاق جئت تسألني عن الأيام التي يصام فيهن؟ وهي أربعة: أولهن يوم السابع والعشرين من رجب يوم بعث الله تعالى محمدا صلى الله عليه وآله إلى خلقه رحمة للعالمين، ويوم مولده صلى الله عليه وآله وهو السابع عشر من شهر ربيع الأول، ويوم الخامس والعشرين من ذي القعدة فيه دحيت الكعبة، ويوم الغدير فيه أقام رسول الله صلى الله عليه وآله.
ومحمد بن الليث المكي ليس له في كتب الشيعة إلا هذا الخبر وهو شخصية مجهولة وقد يكون كذاباً من الكذابين
وأما القمي فروى في ثواب الأعمال حدثنا أحمد بن إدريس قال حدثنا محمد بن أحمد قال حدثنا أحمد بن الحسين عن أبي طاهر بن حمزة عن الحسن بن علي الوشا قال كنت مع أبي وأنا غلام فتعشينا عند الرضا عليه السلام ليلة خمس وعشرين من ذي القعدة فقال ليلة خمس وعشرين من ذي القعدة ولد فيها إبراهيم وولد فيها عيسى بن مريم عليهما السلام وفيها دحيت الأرض من تحت الكعبة، وأيضا خصلة لم يذكرها أحد فمن صام ذلك اليوم كان كمن صام ستين شهرا.
وهذا إسناد خماسي طويل وهم يصححونه فتأمل هذا الثواب العظيم انفرد به أناس من قم وانفرد به علي الرضا من دون بقية أمة محمد صلى الله عليه وسلم وهذا الخبر سبب لهم حرجاً لأن عندهم روايات تقول أن المسيح ولد في عاشوراء وإبراهيم ولد في ذي الحجة ورجحها ابن طاووس وقد ضعف المجلسي رواية ولادة المسيح في عاشوراء ولكن ما عسى الإخباريين أن يصنعوا وهم يقبلون كل الروايات ربما يحملون الأمر على التقية ولا أدري ما مدخل التقية هنا ولا توجد روايات عند أهل السنة تقول المسيح ولد في عاشوراء كما ادعى المجلسي كذباً
فهذا الخبر المشكوك به يصدقونه رواته الستة الذين انفردوا به مع كونه يناقض أخباراً أخرى عندهم ويتواصون بمضمونه ويكذبون عامة علماء الأمة فيما يروون من مناقب الصحابة وأحاديث الصفات وغيرها من الأخبار !
ولا يوجد سنة في كتب أهل السنة انفرد بها عالم بسند خماسي كله انفرادات ولا يوجد لها شواهد معتبرة على الأقل من فتاوى الصحابة والتابعين بل قال الذهبي في تاريخ الإسلام في ترجمة عبد الرزاق :عبد الرزاق راوية الإسلام، وهو صدوق في نفسه. وحديثه محتج به في الصحاح. ولكن ما هو ممن إذا تفرد بشيء عد صحيحا غريبا. بل إذا تفرد بشيء عد منكرا.
فهذا عبد الرزاق على وثاقته إذا انفرد بأصل عن النبي صلى الله عليه وسلم ربما عدوه منكراً إذا لم يجدوا له شواهد وذلك أن الانفراد في الطبقات المتأخرة شديد عند المحدثين لانتشار الرواية فيها بخلاف الانفراد في الطبقات المتقدمة علما أن وثاقة عبد الرزاق يمكن أن يدركها أي شخص ينظر في ثناء أقرانه مع اختلاف المذهب وكذلك تلاميذه وأيضا حين يقارن رواياته بروايات الآخرين في موارد الاتفاق وأنا أبين هذا لأنه باب ليس مطروقاً فضل باب الرواية عند أهل السنة على بابه عند الإمامية فإن كثيراً من الإمامية الذين يشككون في الرواية عندهم يوهمون الناس أن أهل السنة مشتركين معهم في هذا وهذا تلبيس شديد يلبسه أمثال كمال الحيدري.
إفادة علمية متخصصة في النزاع الفقهي بين أهل الحديث وأهل الرأي وموقف شيخ الإسلام من ذلك 👇
السويد وثقافة القطيع !
اعترف أندرس تيجنيل ، كبير علماء الأوبئة في السويد ، أن الكثير من الأشخاص لقوا حتفهم في البلاد بسبب COVID-19. كان تيجنيل عاملاً رئيسيًا في تطوير إستراتيجية السويد الأكثر استرخاءً والتي شهدت بقاء الحانات والمتاجر والمقاهي والصالات الرياضية مفتوحة بينما أغلقت بقية أوروبا ، والتي انتقدها على أنها غير مستدامة. تم فرض بعض القيود بالفعل في السويد مع إغلاق المدارس ، ولكن تم الوثوق عمومًا بالبقاء على عاتق الجمهور والقيام بالإبعاد الجسدي دون فرض الحكومة.
خلال مقابلة إذاعية ، قال تيجنيل "إذا واجهنا نفس المرض مرة أخرى ، ونعرف بالضبط ما نعرفه عنه اليوم ، أعتقد أننا سنستقر على فعل شيء بين ما فعلته السويد وما فعله بقية العالم ". وتأتي تعليقاته في الوقت الذي تظهر فيه الأرقام أن معدل وفيات الفرد في السويد هو الأعلى في جميع أنحاء العالم في الأيام السبعة حتى 2 يونيو. وقد استسلمت الحكومة الآن لضغوط المعارضة وقالت إنها ستبدأ تحقيقًا في كيفية معالجة COVID-19.
إذن كيف تقارن مقاربة السويد الأكثر استرخاءً للوباء مع الدول المجاورة؟ تظهر أحدث البيانات من جامعة جونز هوبكنز أنه حتى 1 يونيو ، كانت السويد لديها 43.24 حالة وفاة لكل 100.000 من سكانها. وهذا في تناقض صارخ مع الدنمارك وفنلندا اللتين سجلتا أقل من 10 وفيات لكل 100،000 نسمة والنرويج التي كان لديها أقل من 5. في الأسبوع الماضي ، قالت الدنمارك والنرويج أنهما سيعيدان فتح السياحة بين بلديهما اعتبارًا من 15 يونيو ولكن السويد ستستمر لمواجهة القيود.
هذه ترجمة خبر منشور على الشابكة ونشرت صحيفة النيويورك تايمز بعنوان : السويد دولة منبوذة
الذي أريد أن أعلق به على هذا أن كثيرين كانوا يستدلون على جدوى مناعة القطيع بتطبيق السويد لها ولم ينتظروا حتى يروا النتائج بمجرد أنها ( السويد ) صار العمل مشروعاً وجيداً ويمكن تطبيقه دون أي حس نقدي
هذا مثال لكثير من الأمور التي تأتينا من بعض الدول الغربية وبعض الأفكار وتقبل فقط بشفاعة أنها من دولة غربية ثم الغربيون أنفسهم قد يتراجعون وأصحابنا لا يتراجعون إلا تبعاً لتراجعهم بتقليد عجيب
وبعضهم عنده طريقة عجيبة في قراءة الأحداث فمثلاً نيوزلندا عملها كان أحسن من عمل غيرها مع فيروس كورونا لعوامل جغرافية مثل كونها ليس لها حدود برية مع أي دولة أخرى
وعوامل ديمغرافية متعلقة بكونها ذات سكان قليل فيأتي بعضهم ويرجع هذا النجاح لكون رئيسة الوزراء امرأة !! علما أنه مجلس وزراء كامل يعمل وسبحان الله هم يثنون على هذه الدول بأنها دول ديمقراطية ولا ينفرد أحد فيها بالقرار ثم إذا حصل شيء جيد وكانت رئيسة الوزراء امرأة جعلوا الفضل كله لها وكأنهم في بلد من البلدان التي يسمونها دكتتاورية
علماً أن هناك مبالغة كبيرة في دعوى الانتصار على المرض فلا زالت هناك حالات
وبالنسبة للسويد الآن بحسب صحيفة نيويورك تايمز أصبح من الواضح أن السويد دولة إسكندنافيا المنبوذة, بل ومعزولة من العالم .
نعم لا أتوقع دوام الحال ولكنني ذكرته للعبرة في بيان أن بعض الناس يقبلون بعض الأمور دون تروي لأنه استقر في عقولهم أن الحالة الغربية فاضلة وقدوة خصوصاً في الدول الاسكندنافية مثلاً فالأصل فيما يأتي منهم القبول بل والاحتجاج به حتى يثبت العكس حتى أن أحدهم وهو يعلق على فتيا إغلاق المساجد ذهب واستدل بالسويد على خصمه في المسألة وهذا الشخص سمعت له تسجيلا يزعم أن الدول الغربية تطبق نهج عمر بن الخطاب وهذا يشرح لنا هذه المنهجية في الاستدلال فهو هنا كأنه يستدل بسنة خليفة راشد !!
اعترف أندرس تيجنيل ، كبير علماء الأوبئة في السويد ، أن الكثير من الأشخاص لقوا حتفهم في البلاد بسبب COVID-19. كان تيجنيل عاملاً رئيسيًا في تطوير إستراتيجية السويد الأكثر استرخاءً والتي شهدت بقاء الحانات والمتاجر والمقاهي والصالات الرياضية مفتوحة بينما أغلقت بقية أوروبا ، والتي انتقدها على أنها غير مستدامة. تم فرض بعض القيود بالفعل في السويد مع إغلاق المدارس ، ولكن تم الوثوق عمومًا بالبقاء على عاتق الجمهور والقيام بالإبعاد الجسدي دون فرض الحكومة.
خلال مقابلة إذاعية ، قال تيجنيل "إذا واجهنا نفس المرض مرة أخرى ، ونعرف بالضبط ما نعرفه عنه اليوم ، أعتقد أننا سنستقر على فعل شيء بين ما فعلته السويد وما فعله بقية العالم ". وتأتي تعليقاته في الوقت الذي تظهر فيه الأرقام أن معدل وفيات الفرد في السويد هو الأعلى في جميع أنحاء العالم في الأيام السبعة حتى 2 يونيو. وقد استسلمت الحكومة الآن لضغوط المعارضة وقالت إنها ستبدأ تحقيقًا في كيفية معالجة COVID-19.
إذن كيف تقارن مقاربة السويد الأكثر استرخاءً للوباء مع الدول المجاورة؟ تظهر أحدث البيانات من جامعة جونز هوبكنز أنه حتى 1 يونيو ، كانت السويد لديها 43.24 حالة وفاة لكل 100.000 من سكانها. وهذا في تناقض صارخ مع الدنمارك وفنلندا اللتين سجلتا أقل من 10 وفيات لكل 100،000 نسمة والنرويج التي كان لديها أقل من 5. في الأسبوع الماضي ، قالت الدنمارك والنرويج أنهما سيعيدان فتح السياحة بين بلديهما اعتبارًا من 15 يونيو ولكن السويد ستستمر لمواجهة القيود.
هذه ترجمة خبر منشور على الشابكة ونشرت صحيفة النيويورك تايمز بعنوان : السويد دولة منبوذة
الذي أريد أن أعلق به على هذا أن كثيرين كانوا يستدلون على جدوى مناعة القطيع بتطبيق السويد لها ولم ينتظروا حتى يروا النتائج بمجرد أنها ( السويد ) صار العمل مشروعاً وجيداً ويمكن تطبيقه دون أي حس نقدي
هذا مثال لكثير من الأمور التي تأتينا من بعض الدول الغربية وبعض الأفكار وتقبل فقط بشفاعة أنها من دولة غربية ثم الغربيون أنفسهم قد يتراجعون وأصحابنا لا يتراجعون إلا تبعاً لتراجعهم بتقليد عجيب
وبعضهم عنده طريقة عجيبة في قراءة الأحداث فمثلاً نيوزلندا عملها كان أحسن من عمل غيرها مع فيروس كورونا لعوامل جغرافية مثل كونها ليس لها حدود برية مع أي دولة أخرى
وعوامل ديمغرافية متعلقة بكونها ذات سكان قليل فيأتي بعضهم ويرجع هذا النجاح لكون رئيسة الوزراء امرأة !! علما أنه مجلس وزراء كامل يعمل وسبحان الله هم يثنون على هذه الدول بأنها دول ديمقراطية ولا ينفرد أحد فيها بالقرار ثم إذا حصل شيء جيد وكانت رئيسة الوزراء امرأة جعلوا الفضل كله لها وكأنهم في بلد من البلدان التي يسمونها دكتتاورية
علماً أن هناك مبالغة كبيرة في دعوى الانتصار على المرض فلا زالت هناك حالات
وبالنسبة للسويد الآن بحسب صحيفة نيويورك تايمز أصبح من الواضح أن السويد دولة إسكندنافيا المنبوذة, بل ومعزولة من العالم .
نعم لا أتوقع دوام الحال ولكنني ذكرته للعبرة في بيان أن بعض الناس يقبلون بعض الأمور دون تروي لأنه استقر في عقولهم أن الحالة الغربية فاضلة وقدوة خصوصاً في الدول الاسكندنافية مثلاً فالأصل فيما يأتي منهم القبول بل والاحتجاج به حتى يثبت العكس حتى أن أحدهم وهو يعلق على فتيا إغلاق المساجد ذهب واستدل بالسويد على خصمه في المسألة وهذا الشخص سمعت له تسجيلا يزعم أن الدول الغربية تطبق نهج عمر بن الخطاب وهذا يشرح لنا هذه المنهجية في الاستدلال فهو هنا كأنه يستدل بسنة خليفة راشد !!
المطالبة بقراءة جديدة للإسلام ( فاضحة الدين الجديد ) !
إن قلت للعالماني : الحل لمشاكل الخلافيات بين الطوائف النصرانية أن يصيروا مسلمين على المذهب السني وبالتالي تنتهي الخلافيات ! وهكذا الحل في الخلافيات بين المسلمين أن ندعو للحق وتكون القوة في يد أهله
فسيقول لك : هذا مستحيل بل الحل في العالمانية التي تضمن حقوق الجميع
فإن قال هذا فقل له : في الواقع الحل الذي طرحته أنا لا يختلف عن حلك فأنا دعوتهم لديني وأنت دعوتهم لدينك
وقبل أن ترد وتقول العالمانية ليست دينا فسأقول لك هي نمط فكري ورؤيا كونية تحتاج أن تقنع الناس بها فالتبشير بها لا يختلف عن التبشير بأي دين
وأعظم برهان على ذلك أن العالمانية لا تخدم إلا من يعتنقها ولو جزئيا
بمعنى أنهم لا يقبلون القراءات التي تتناقض مع العالمانية للدين ودائما يطالبون بقراءات جديدة للدين ويمدحون المتدينين الذين لهم قراءات توافق نتائج العالمانية
فَلَو كانت العالمانية مجرد سياق محايد لقبلت كل القراءات الدينية ولكنها تناقضت مع بعضها كما تتناقض الأديان مع بعضها البعض فإذن هي دين أو فكرة مساوية للدين
وإذا كانت القراءة ( العتيقة ) للدين تتناقض مع العالمانية ويطالب العالمانيون بقراءة جديدة فإقناع الناس بالقراءة الجديدة هو نوع من التبشير الديني والذي سينقسم فيه الناس إلى قسمين كما ينقسمون في أديانهم ، ومن يقبل بالقراءة العتيقة فأنت تنفيه كما ينفي أهل الأديان المهرطقين أو المرتدين فإما تفرض عليه ألا يظهر قناعاته وإلا اتهمته بالتطرف أو خطاب الكراهية وأما تجبره على إظهار خلاف ما يعتقد وأحسن أحواله أن يتكلم ولا يكون لكلامه أثر بل يدفع الضرائب ليقوي النظام العالماني فيكون بمنزلة أهل الذمة في بلاد الإسلام وبالتالي كلمة ( حقوق الجميع ) بمعنى حقوق الجميع الذين آمنوا بنظرتنا عن الواجبات والحقوق دون غيرها !! وهي نظرة مبنية على تهميش الدين والعقيدة بالآخرة دون أن نكلف نفسنا عناء إقامة الأدلة على هامشية هذه القضايا ! مع وعود بجنة أرضية هي سراب نخدع به المساكين وكذلك مفهوم تداول السلطة هو مجرد تخدير لأن السلطة حددت أهدافها سلفا وفقا لنظرتنا للحياة وما ضمناه للدساتير فلتنتقل من هذا إلى ذاك بشرط إلا يخرجوا عن الدائرة المرسومة لهم ولهذا عامة العالمانيين يقرون بأن العملية السياسية ليست مقصودة لذاتها فمثلا حكومة هندوسية في الهند منتخبة تسيء للمسلمين والأقليات الدينية خير منها نظام عالماني استبدادي يعطي الحريات الدينية للجميع فالأمر عقيدة وإذا جاز أن يأتي ( العدل ) بمفهومهم من منظومة غير الديمقراطية فذلك يدل على أنها غير مقصودة لذاتها
وبالتالي لا فرق حقيقة بين اقتراحي واقتراحك سوى أنني صريح وأنت تخادع وتلتف
والأمر الذي ينبغي فهمه أن تحسن أحوال المجتمعات لا ينبني فقط على نظام الحكم بل على عوامل جغرافية وديمغرافية وأفكار تسود في العقل الجمعي مع كوّن المجتمع يحسّن تحديد هويته وما يريد لا أن يكون مجتمعا يُؤْمِن بدين ومنظومة أهدافه معلمنة أو يكون مجتمعا يُؤْمِن بقيم مثالية مثل حقوق الإنسان مع سيادة منظور المصالح المادية فيه والكفر بالغيبيات أو التغافل عنها ثم يرزح تحت هذا التناقض العجيب وتتولد فيه مختلف أنواع الأمراض النفسية والسلوكية وغير ذلك من العوامل بعيدا عن تلك النظرة الصبيانية السطحية التي تغلب على أدعياء الثقافة والله المستعان.
إن قلت للعالماني : الحل لمشاكل الخلافيات بين الطوائف النصرانية أن يصيروا مسلمين على المذهب السني وبالتالي تنتهي الخلافيات ! وهكذا الحل في الخلافيات بين المسلمين أن ندعو للحق وتكون القوة في يد أهله
فسيقول لك : هذا مستحيل بل الحل في العالمانية التي تضمن حقوق الجميع
فإن قال هذا فقل له : في الواقع الحل الذي طرحته أنا لا يختلف عن حلك فأنا دعوتهم لديني وأنت دعوتهم لدينك
وقبل أن ترد وتقول العالمانية ليست دينا فسأقول لك هي نمط فكري ورؤيا كونية تحتاج أن تقنع الناس بها فالتبشير بها لا يختلف عن التبشير بأي دين
وأعظم برهان على ذلك أن العالمانية لا تخدم إلا من يعتنقها ولو جزئيا
بمعنى أنهم لا يقبلون القراءات التي تتناقض مع العالمانية للدين ودائما يطالبون بقراءات جديدة للدين ويمدحون المتدينين الذين لهم قراءات توافق نتائج العالمانية
فَلَو كانت العالمانية مجرد سياق محايد لقبلت كل القراءات الدينية ولكنها تناقضت مع بعضها كما تتناقض الأديان مع بعضها البعض فإذن هي دين أو فكرة مساوية للدين
وإذا كانت القراءة ( العتيقة ) للدين تتناقض مع العالمانية ويطالب العالمانيون بقراءة جديدة فإقناع الناس بالقراءة الجديدة هو نوع من التبشير الديني والذي سينقسم فيه الناس إلى قسمين كما ينقسمون في أديانهم ، ومن يقبل بالقراءة العتيقة فأنت تنفيه كما ينفي أهل الأديان المهرطقين أو المرتدين فإما تفرض عليه ألا يظهر قناعاته وإلا اتهمته بالتطرف أو خطاب الكراهية وأما تجبره على إظهار خلاف ما يعتقد وأحسن أحواله أن يتكلم ولا يكون لكلامه أثر بل يدفع الضرائب ليقوي النظام العالماني فيكون بمنزلة أهل الذمة في بلاد الإسلام وبالتالي كلمة ( حقوق الجميع ) بمعنى حقوق الجميع الذين آمنوا بنظرتنا عن الواجبات والحقوق دون غيرها !! وهي نظرة مبنية على تهميش الدين والعقيدة بالآخرة دون أن نكلف نفسنا عناء إقامة الأدلة على هامشية هذه القضايا ! مع وعود بجنة أرضية هي سراب نخدع به المساكين وكذلك مفهوم تداول السلطة هو مجرد تخدير لأن السلطة حددت أهدافها سلفا وفقا لنظرتنا للحياة وما ضمناه للدساتير فلتنتقل من هذا إلى ذاك بشرط إلا يخرجوا عن الدائرة المرسومة لهم ولهذا عامة العالمانيين يقرون بأن العملية السياسية ليست مقصودة لذاتها فمثلا حكومة هندوسية في الهند منتخبة تسيء للمسلمين والأقليات الدينية خير منها نظام عالماني استبدادي يعطي الحريات الدينية للجميع فالأمر عقيدة وإذا جاز أن يأتي ( العدل ) بمفهومهم من منظومة غير الديمقراطية فذلك يدل على أنها غير مقصودة لذاتها
وبالتالي لا فرق حقيقة بين اقتراحي واقتراحك سوى أنني صريح وأنت تخادع وتلتف
والأمر الذي ينبغي فهمه أن تحسن أحوال المجتمعات لا ينبني فقط على نظام الحكم بل على عوامل جغرافية وديمغرافية وأفكار تسود في العقل الجمعي مع كوّن المجتمع يحسّن تحديد هويته وما يريد لا أن يكون مجتمعا يُؤْمِن بدين ومنظومة أهدافه معلمنة أو يكون مجتمعا يُؤْمِن بقيم مثالية مثل حقوق الإنسان مع سيادة منظور المصالح المادية فيه والكفر بالغيبيات أو التغافل عنها ثم يرزح تحت هذا التناقض العجيب وتتولد فيه مختلف أنواع الأمراض النفسية والسلوكية وغير ذلك من العوامل بعيدا عن تلك النظرة الصبيانية السطحية التي تغلب على أدعياء الثقافة والله المستعان.
الجارية التي أجابت على شبهة السبي من حيث لا تشعر.
قال اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة 1189 - "أخبرنا عبيد الله بن محمد بن أحمد قال: ثنا محمد بن جعفر قال: ثنا محمد بن يونس قال: ثنا رافع بن دحية المسلي قال: حدثني عبيد الله بن الحسن قاضي البصرة قال: كانت عندي جارية أعجمية وضيئة، فكنت بها معجبا، فكانت ذات ليلة نائمة إلى جنبي، فانتبهت، فلم أجدها، فلمستها فلم أجدها وقلت شر، فلما وجدتها وجدتها ساجدة وهي تقول: بحبك لي اغفر لي، قال: قلت لها: لا تقولي هكذا قولي: بحبي لك، فقالت: يا بطال حبه لي أخرجني من الشرك إلى الإسلام، وحبه لي أيقظ عيني وأنام عينك، قال: قلت: فاذهبي فأنت حرة لوجه الله، قالت: يا مولاي، أسأت إلي، كان لي أجران وصار لي أجر واحد."
أقول: هذا الأثر يُبين لنا لماذا لم يكن موضوع السبي شبهةً في الزمن القديم.
تأمل كيف أن هذه الجارية ترى أن دخولها بلاد المسلمين بصفتها ( أمة ) يعني داخلة في سلك العبودية من حُب الله لها لأنها بسبب ذلك عرفت الله في بلاد الإسلام وكان الإسلام سهلا عليها فقدمت مصلحة معرفة الله ودينه والنجاة في الآخرة على مصلحة الحرية.
ثم في آخر القصة لما أعتقها سيدها تضايقت لأنها كانت تحتسب في خدمته وفِي الحديث أن العبد الذي يؤدي حق الله وحق سيده له أجران فكانت تنظر للأمر من هذه الزاوية كما ينظر المرء لوالديه على أنهما بابان للجنة وإن كانا على ما كانا عليه.
من يتدبر في هذا الأثر يعلم أن اعتبار السبي شبهة ناشيء أصالةً من تجريد عزل السبي الإسلامي عن كل ظروفه المحيطة به، وناشيء أيضا عن النظر للمصالح البشرية بعيداً عن اعتبار المصلحة الدينية، وعن شيطنة جنس المؤسسات الأبوية سواء ما كان منها صالحاً وما كان منها طالحاً واعتبارها شراً محضاً مع أن العيش بدونها غير ممكن وانت لا تهدم مؤسسة أبوية حتى تأتي لها بنظير وربما يكون النظير أشر واذهب إلى أي موقع من المواقع الحقوقية وانظر عن حديثهم عن الرّق الجديد تفهم ما أقول لك.
ولهذا نقول دائما أن النقاش في الفروع دون تحقيق الأصول مشكل ، والمشكلة أن كثيراً من المسلمين نظرته للمصالح والمفاسد هي على أصول الماديين الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر من حيث لا يشعر لذا ما وجده في الشريعة مخالفاً لذلك تطلَّب له تفسيراً أو تأويلاً أو فوَّضه وقال الله أعلم بالحكمة.
وكما أن كفار قريش كانوا يؤمنون بالله وينزهونه عن أن يبعث رسولاً
الْيَوْم من الناس من ينزه الله عن أن تكون له حقوق متسامية على حقوقنا وعند التعارض يقدم حق الله ( وهذا التنزيه حقيقته تعطيل عن الكمال كتنزيه الجهمية وكفار قريش )، لذا قول بعض العلماء أن حفظ عرض المسلم مصلحة ولكن هذه المصلحة يقدَّم عليها مصلحة حفظ الدين لهذا وجد الجرح والتعديل هذا أمر لا تتقبله الكثير من النفوس لأن حق الله غائب عنهم إلا من جهة كونه كاشفاً عن حق الإنسان فحسب.
ولهذا لو حدثت بعضهم بأن البدعة شر من المعصية لأنها تشريع مع الله فكثير منهم قد لا يقبل هذا ويورد عليه الإيرادات.
ولكن إن حدثته عن التشريع مع الله في سياق ذم المستبدين فإنه سيقبل ذلك لا لكونه يستقبح التشريع مع الله تعظيماً له سبحانه ولكن لأن الأمر دخله ما دخله من حظ نفسه فشفع هذا الحظ للمعاني الشرعية أن تدخل في حيز القبول عنده سواء كانت مدلَّلة بأدلةٍ أم غير مدلَّلة فتأمل هذا المعنى يكشف لك كثيراً مما حولك وتُحار في تفسيره.
قال اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة 1189 - "أخبرنا عبيد الله بن محمد بن أحمد قال: ثنا محمد بن جعفر قال: ثنا محمد بن يونس قال: ثنا رافع بن دحية المسلي قال: حدثني عبيد الله بن الحسن قاضي البصرة قال: كانت عندي جارية أعجمية وضيئة، فكنت بها معجبا، فكانت ذات ليلة نائمة إلى جنبي، فانتبهت، فلم أجدها، فلمستها فلم أجدها وقلت شر، فلما وجدتها وجدتها ساجدة وهي تقول: بحبك لي اغفر لي، قال: قلت لها: لا تقولي هكذا قولي: بحبي لك، فقالت: يا بطال حبه لي أخرجني من الشرك إلى الإسلام، وحبه لي أيقظ عيني وأنام عينك، قال: قلت: فاذهبي فأنت حرة لوجه الله، قالت: يا مولاي، أسأت إلي، كان لي أجران وصار لي أجر واحد."
أقول: هذا الأثر يُبين لنا لماذا لم يكن موضوع السبي شبهةً في الزمن القديم.
تأمل كيف أن هذه الجارية ترى أن دخولها بلاد المسلمين بصفتها ( أمة ) يعني داخلة في سلك العبودية من حُب الله لها لأنها بسبب ذلك عرفت الله في بلاد الإسلام وكان الإسلام سهلا عليها فقدمت مصلحة معرفة الله ودينه والنجاة في الآخرة على مصلحة الحرية.
ثم في آخر القصة لما أعتقها سيدها تضايقت لأنها كانت تحتسب في خدمته وفِي الحديث أن العبد الذي يؤدي حق الله وحق سيده له أجران فكانت تنظر للأمر من هذه الزاوية كما ينظر المرء لوالديه على أنهما بابان للجنة وإن كانا على ما كانا عليه.
من يتدبر في هذا الأثر يعلم أن اعتبار السبي شبهة ناشيء أصالةً من تجريد عزل السبي الإسلامي عن كل ظروفه المحيطة به، وناشيء أيضا عن النظر للمصالح البشرية بعيداً عن اعتبار المصلحة الدينية، وعن شيطنة جنس المؤسسات الأبوية سواء ما كان منها صالحاً وما كان منها طالحاً واعتبارها شراً محضاً مع أن العيش بدونها غير ممكن وانت لا تهدم مؤسسة أبوية حتى تأتي لها بنظير وربما يكون النظير أشر واذهب إلى أي موقع من المواقع الحقوقية وانظر عن حديثهم عن الرّق الجديد تفهم ما أقول لك.
ولهذا نقول دائما أن النقاش في الفروع دون تحقيق الأصول مشكل ، والمشكلة أن كثيراً من المسلمين نظرته للمصالح والمفاسد هي على أصول الماديين الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر من حيث لا يشعر لذا ما وجده في الشريعة مخالفاً لذلك تطلَّب له تفسيراً أو تأويلاً أو فوَّضه وقال الله أعلم بالحكمة.
وكما أن كفار قريش كانوا يؤمنون بالله وينزهونه عن أن يبعث رسولاً
الْيَوْم من الناس من ينزه الله عن أن تكون له حقوق متسامية على حقوقنا وعند التعارض يقدم حق الله ( وهذا التنزيه حقيقته تعطيل عن الكمال كتنزيه الجهمية وكفار قريش )، لذا قول بعض العلماء أن حفظ عرض المسلم مصلحة ولكن هذه المصلحة يقدَّم عليها مصلحة حفظ الدين لهذا وجد الجرح والتعديل هذا أمر لا تتقبله الكثير من النفوس لأن حق الله غائب عنهم إلا من جهة كونه كاشفاً عن حق الإنسان فحسب.
ولهذا لو حدثت بعضهم بأن البدعة شر من المعصية لأنها تشريع مع الله فكثير منهم قد لا يقبل هذا ويورد عليه الإيرادات.
ولكن إن حدثته عن التشريع مع الله في سياق ذم المستبدين فإنه سيقبل ذلك لا لكونه يستقبح التشريع مع الله تعظيماً له سبحانه ولكن لأن الأمر دخله ما دخله من حظ نفسه فشفع هذا الحظ للمعاني الشرعية أن تدخل في حيز القبول عنده سواء كانت مدلَّلة بأدلةٍ أم غير مدلَّلة فتأمل هذا المعنى يكشف لك كثيراً مما حولك وتُحار في تفسيره.
هل تعلم أن البلدان العربية والشرق اوسطية هي البلدان التي تحتل المراتب الأولى في نسبة النساء في الدراسات الجامعية في التخصصات العلمية " فيزياء هندسة كيمياء STEM " في كل العالم " و الجزائر هي رقم واحد كما هو مبين في المخطط أسفله " و البلدان الإسكندنافية هي التي تحتل المراتب الأخيرة
فما السر في هذا التناقض , فكيف بدول يفترض انها ليست معروفة بدعم المساواة بين الجنسن أن تتجاوز هنا على دول تدعم المساواة بين الجنسين لأقصى حد ؟!!
حقيقة هذه الظاهرة قد تم دراستها و لها إسم أيضا و هو " التناقض الإسكندنافي " و السبب لإختصار هو أن الدول الإسكندنافية التي تؤمن بالحرية والفردانية المطلقة و أيضا مستوى المعيشة فيها عالي جدا فإن الفرد يملك كامل الحرية في دراسة أي تخصص يريده بدون ضغوطات العائلة والمجتمع أو ضغوطات الوضع الإقتصادي الذي قد يدفعه لتخصصات يكرهها و لكن تحقق له مستوى معيشي مقبول " مثلما هو الحال في البلاد العربية"
لهذا في الدول الإسكندنافية يمكن للفتاة أن تدرس أي تخصص تريده بدون أي ضغوطات , لكن الأمر العجيب هو أن هذه الحرية المطلقة للفتاة أظهرت الفرق بين المرأة و الرجل أكثر و ضربت نظرية المساواة ضربة قاضية ، فالفتاة الإسكندنافية لما وجدت الحرية لم تختر التخصصات العلمية بل هي هربت منها تماما و ذهبت لتخصصات إنسانية و إجتماعية مما يدل أن المرأة طبيعيا لا تنجذب للعلوم الطبيعية و التكنلوجيا بقدر انجذابها للعلوم الإنسانية
أم في بلداننا العربية فإن الفتاة توضع في وضع معين يدفعها ان تختار التخصصات التي توفر اكثر قدر من المال و أعلى مرتبة إجتماعية ، لهذا تذهب للتخصصات العلمية ، و مما سهل عليها الأمر هو أن التخصصات العلمية في البلدان العربية مبنية على الحفظ والتلقين فقط و ليس على الإكتشاف و الإبتكار عكس ما هو الحال في النظام الاسكندنافي مثلا و كما هو معروف المرأة تميل الى الحفظ والتلقين اكثر من الرجل و هي أضعف منه في الإكتشاف و الإبتكار لهذا وجدت التخصصات العلمية في البلدان العربية توافق طبيعتها عكس المرأة الغربية ..
الخلاصة : التخصصات العلمية المبنية على التحليل والإستنتاج و الإبتكار و الإكتشاف و بعيدة على العلاقات الإجتماعية ولا تتوافق مع طبيعية المرأة وهذا يؤكده مثال الدول الإسكندنافية التي وفرت للمرأة كل الحرية للإختيار و هي إختارت عدم الذهاب لهته التخصصات ..
منقول
أقول : هذا تعليق من وضع الصورة وجدته دون ذكر اسمه والأمر في تقديري أعمق مما ذكر
فدولنا دول لا تعتمد المساواة ( مع استحالة تطبيقها حرفيا ) ولكنها تعتمد نظرية ( التمييز الايجابي ) وهي الجمع بين منظومة الحقوق الإسلامية والواجبات في السياق الليبرالي وهذا واضح من قوانين الحضانة والنفقات في بلداننا فيؤخذ من النصوص الشرعية وأقوال الفقهاء ما يرونه أحظى للنساء وما يخالف ذلك يعودون فيه للمنظومة الليبرالية لذا لا زلنا نحافظ على المهر والنفقات ومع ذلك يرفض التعدد رفضا صريحا أو ضمنيا
وكذلك التعامل مع الأسرة فالأسرة تعطي الفتاة ما تجده في الأسرة التقليدية ولكن إذا رغبت بالتخلص من هذه الأسرة بعد كل ما قدمته لها فإن بعض البلدان توفر لها الظروف لتحصل على ذلك
ثم أن هناك هاجسا عندنا في تمكين المرأة فرض التمييز الايجابي وأنه يقبل منها ما لا يقبل من الرجل في نفس الموقع والوظيفة تحت شعار ( التمكين ) والذي يناقض فكرة المساواة ظاهرا وتطبيقا
والتمييز الإيجابي خيار سوء أسوأ من المساواة المزعومة فالمساواة تضر بالأسرة وأما التمييز الايجابي فيضر بمصالح الجميع أسرا ومؤسسات إذ يرفع شيء فوق الكفاءة وهكذا نقضي على الانوثة والمصلحة معا ويصير بعض الناس يرحب بسلوكيات الغرب تجاه المرأة بصفتها حلا فتصير الأسرة لا تعتني ببناتها ويبتعد الرجال عن الزواج وتتضرر المرأة من ذلك أشد من تضررها بأي شيء آخر
فما السر في هذا التناقض , فكيف بدول يفترض انها ليست معروفة بدعم المساواة بين الجنسن أن تتجاوز هنا على دول تدعم المساواة بين الجنسين لأقصى حد ؟!!
حقيقة هذه الظاهرة قد تم دراستها و لها إسم أيضا و هو " التناقض الإسكندنافي " و السبب لإختصار هو أن الدول الإسكندنافية التي تؤمن بالحرية والفردانية المطلقة و أيضا مستوى المعيشة فيها عالي جدا فإن الفرد يملك كامل الحرية في دراسة أي تخصص يريده بدون ضغوطات العائلة والمجتمع أو ضغوطات الوضع الإقتصادي الذي قد يدفعه لتخصصات يكرهها و لكن تحقق له مستوى معيشي مقبول " مثلما هو الحال في البلاد العربية"
لهذا في الدول الإسكندنافية يمكن للفتاة أن تدرس أي تخصص تريده بدون أي ضغوطات , لكن الأمر العجيب هو أن هذه الحرية المطلقة للفتاة أظهرت الفرق بين المرأة و الرجل أكثر و ضربت نظرية المساواة ضربة قاضية ، فالفتاة الإسكندنافية لما وجدت الحرية لم تختر التخصصات العلمية بل هي هربت منها تماما و ذهبت لتخصصات إنسانية و إجتماعية مما يدل أن المرأة طبيعيا لا تنجذب للعلوم الطبيعية و التكنلوجيا بقدر انجذابها للعلوم الإنسانية
أم في بلداننا العربية فإن الفتاة توضع في وضع معين يدفعها ان تختار التخصصات التي توفر اكثر قدر من المال و أعلى مرتبة إجتماعية ، لهذا تذهب للتخصصات العلمية ، و مما سهل عليها الأمر هو أن التخصصات العلمية في البلدان العربية مبنية على الحفظ والتلقين فقط و ليس على الإكتشاف و الإبتكار عكس ما هو الحال في النظام الاسكندنافي مثلا و كما هو معروف المرأة تميل الى الحفظ والتلقين اكثر من الرجل و هي أضعف منه في الإكتشاف و الإبتكار لهذا وجدت التخصصات العلمية في البلدان العربية توافق طبيعتها عكس المرأة الغربية ..
الخلاصة : التخصصات العلمية المبنية على التحليل والإستنتاج و الإبتكار و الإكتشاف و بعيدة على العلاقات الإجتماعية ولا تتوافق مع طبيعية المرأة وهذا يؤكده مثال الدول الإسكندنافية التي وفرت للمرأة كل الحرية للإختيار و هي إختارت عدم الذهاب لهته التخصصات ..
منقول
أقول : هذا تعليق من وضع الصورة وجدته دون ذكر اسمه والأمر في تقديري أعمق مما ذكر
فدولنا دول لا تعتمد المساواة ( مع استحالة تطبيقها حرفيا ) ولكنها تعتمد نظرية ( التمييز الايجابي ) وهي الجمع بين منظومة الحقوق الإسلامية والواجبات في السياق الليبرالي وهذا واضح من قوانين الحضانة والنفقات في بلداننا فيؤخذ من النصوص الشرعية وأقوال الفقهاء ما يرونه أحظى للنساء وما يخالف ذلك يعودون فيه للمنظومة الليبرالية لذا لا زلنا نحافظ على المهر والنفقات ومع ذلك يرفض التعدد رفضا صريحا أو ضمنيا
وكذلك التعامل مع الأسرة فالأسرة تعطي الفتاة ما تجده في الأسرة التقليدية ولكن إذا رغبت بالتخلص من هذه الأسرة بعد كل ما قدمته لها فإن بعض البلدان توفر لها الظروف لتحصل على ذلك
ثم أن هناك هاجسا عندنا في تمكين المرأة فرض التمييز الايجابي وأنه يقبل منها ما لا يقبل من الرجل في نفس الموقع والوظيفة تحت شعار ( التمكين ) والذي يناقض فكرة المساواة ظاهرا وتطبيقا
والتمييز الإيجابي خيار سوء أسوأ من المساواة المزعومة فالمساواة تضر بالأسرة وأما التمييز الايجابي فيضر بمصالح الجميع أسرا ومؤسسات إذ يرفع شيء فوق الكفاءة وهكذا نقضي على الانوثة والمصلحة معا ويصير بعض الناس يرحب بسلوكيات الغرب تجاه المرأة بصفتها حلا فتصير الأسرة لا تعتني ببناتها ويبتعد الرجال عن الزواج وتتضرر المرأة من ذلك أشد من تضررها بأي شيء آخر
التفويض مذهب احتيالي
التفويض في باب الصفات يراه بعض الناس ورعاً وفي الواقع هو مذهب احتيالي والسبب في ذلك أن التفويض يكون له حالان
الحال الأولى : التوقف مع تجويز أن يكون الظاهر مراداً وهذا توقف لا معنى له
فأنت لو قلت ( بل يداه مبسوطتان ) أفوضها مع جواز أن يكون ظاهرها مراداً دون امتناع عقلي فيقال خذ بالظاهر ولا تتوقف ما دام يجوز أن يكون مراداً فالأصل في الأخبار أن تؤخذ على ظاهرها ولا معنى للتوقف ما دام هناك ظاهر فالتوقف يكون عند الإشكال فحسب
الحال الثانية : التوقف مع الجزم بأن الظاهر غير مراد فهذا في حقيقته احتيال وليس تفويضاً ورعاً
فأنت لو سألتك البيت الفلاني أبيض أم أسود فقلت لا أدري الله أعلم ولكنه ليس أسود فأنت قلت أنه أبيض ولكن بالتفاف
فلو توقفت في قوله ( بل يداه مبسوطتان ) فقلت لا أدري هل هما القدرة أم غير ذلك ولكن الله منزه عن ظاهر الآية فأنت صنعت صنيع المؤول فكلاكما يثبت القدرة وينفي الظاهر ولكن أنت تثبتها من نصوص أخرى فقط وهو يثبتها من النصوص الأخرى ومن هذا النص فحسب
فإذا عرفت أن هذه حقيقة التفويض استحال عندك أن يكون هذا مذهب السلف وعليه تحمل كلماتهم لسبب يسير وهو أن السلف شنعوا على الجهمية الذين يؤولون النصوص فلو كان مذهبهم هو حقيقة مذهب الجهمية في المآل ما شنعوا عليهم كل هذا التشنيع
فتصور أنني أنا وأنت على العقيدة نفسها ولكن اختلفنا في النص الفلاني هل يتوقف فيه أم نحمله على تفسير يوافق عقيدتنا نحن الإثنين فهل يجوز لي والحال هذه أن أتكلم بتضليلك وتكفيرك
إن فعلت هذا فأنا سفيه أو متناقض
وأنت تجد في صحيح البخاري ( كتاب التوحيد والرد على الجهمية ) ثم عامة تبويباته ظاهرها الإثبات لا التفويض أو صنوه التأويل
وفي كتاب الإيمان من صحيح مسلم أورد حديث الرؤية وحديث المعراج ونور أنى أراه وحجابه النور وكل ذلك واضح في أنه يريد إثبات الصفات
وأما أبو داود ففي كتاب السنن قال باب فى الجهمية ثم أورد أخباراً في الإثبات
وأما ابن ماجه فوضع باب فيما أنكرت الجهمية ثم سرد أحاديث الصفات
وأما النسائي فله كتاب النعوت من السنن الكبرى كله في سرد أخبار الصفات
وأما الترمذي فقال في جامعه : وأما الجهمية فأنكرت هذه الروايات وقالوا: هذا تشبيه، وقد ذكر الله عز وجل في غير موضع من كتابه اليد والسمع والبصر، فتأولت الجهمية هذه الآيات ففسروها على غير ما فسر أهل العلم، وقالوا: إن الله لم يخلق آدم بيده، وقالوا: إن معنى اليد هاهنا القوة "، وقال إسحاق بن إبراهيم: " إنما يكون التشبيه إذا قال: يد كيد، أو مثل يد، أو سمع كسمع، أو مثل سمع.
وواضح من كلامه أنه يريد الإثبات
فإن قيل : لعل المفوض يتوقف في الظاهر هل يناقض العقل أم لا يناقض العقل ؟
فقلنا : إذا كانت دلالة العقل ظنية والعقلاء اختلفوا فالواجب رد الأمر للنصوص ( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول ) لا أن نتوقف في ظاهر كلام الله ورسوله لأننا تنازعنا !!
قال ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى : " ونظير هذا قول بعض نفاة الصفات لما تأمل حال أصحابه وحال مثبتيها قال: لا ريب أن حال هؤلاء عند الله خير من حالنا فإن هؤلاء إن كانوا مصيبين فقد نالوا الدرجات العلى والرضوان الأكبر وإن كانوا مخطئين فإنهم يقولون: نحن يا رب صدقنا ما دل عليه كتابك وسنة رسولك إذ لم تبين لنا بالكتاب والسنة نفي الصفات كما دل كلامك على إثباتها فنحن أثبتنا ما دل عليه كلامك وكلام رسولك فإن كان الحق في خلاف ذلك فلم يبين الرسول ما يخالف ذلك ولم يكن خلاف ذلك مما يعلم ببداهة العقول بل إن قدر أنه حق فلا يعلمه إلا الأفراد فكيف وعامة المنتهين في خلاف ذلك إلى الغاية يقرون بالحيرة والارتياب. قال النافي: وإن كنا نحن مصيبين فإنه يقال لنا: أنتم قلتم شيئا لم آمركم بقوله وطلبتم علما لم آمركم بطلبه. فالثواب إنما يكون لأهل الطاعة وأنتم لم تمتثلوا أمري".
التفويض في باب الصفات يراه بعض الناس ورعاً وفي الواقع هو مذهب احتيالي والسبب في ذلك أن التفويض يكون له حالان
الحال الأولى : التوقف مع تجويز أن يكون الظاهر مراداً وهذا توقف لا معنى له
فأنت لو قلت ( بل يداه مبسوطتان ) أفوضها مع جواز أن يكون ظاهرها مراداً دون امتناع عقلي فيقال خذ بالظاهر ولا تتوقف ما دام يجوز أن يكون مراداً فالأصل في الأخبار أن تؤخذ على ظاهرها ولا معنى للتوقف ما دام هناك ظاهر فالتوقف يكون عند الإشكال فحسب
الحال الثانية : التوقف مع الجزم بأن الظاهر غير مراد فهذا في حقيقته احتيال وليس تفويضاً ورعاً
فأنت لو سألتك البيت الفلاني أبيض أم أسود فقلت لا أدري الله أعلم ولكنه ليس أسود فأنت قلت أنه أبيض ولكن بالتفاف
فلو توقفت في قوله ( بل يداه مبسوطتان ) فقلت لا أدري هل هما القدرة أم غير ذلك ولكن الله منزه عن ظاهر الآية فأنت صنعت صنيع المؤول فكلاكما يثبت القدرة وينفي الظاهر ولكن أنت تثبتها من نصوص أخرى فقط وهو يثبتها من النصوص الأخرى ومن هذا النص فحسب
فإذا عرفت أن هذه حقيقة التفويض استحال عندك أن يكون هذا مذهب السلف وعليه تحمل كلماتهم لسبب يسير وهو أن السلف شنعوا على الجهمية الذين يؤولون النصوص فلو كان مذهبهم هو حقيقة مذهب الجهمية في المآل ما شنعوا عليهم كل هذا التشنيع
فتصور أنني أنا وأنت على العقيدة نفسها ولكن اختلفنا في النص الفلاني هل يتوقف فيه أم نحمله على تفسير يوافق عقيدتنا نحن الإثنين فهل يجوز لي والحال هذه أن أتكلم بتضليلك وتكفيرك
إن فعلت هذا فأنا سفيه أو متناقض
وأنت تجد في صحيح البخاري ( كتاب التوحيد والرد على الجهمية ) ثم عامة تبويباته ظاهرها الإثبات لا التفويض أو صنوه التأويل
وفي كتاب الإيمان من صحيح مسلم أورد حديث الرؤية وحديث المعراج ونور أنى أراه وحجابه النور وكل ذلك واضح في أنه يريد إثبات الصفات
وأما أبو داود ففي كتاب السنن قال باب فى الجهمية ثم أورد أخباراً في الإثبات
وأما ابن ماجه فوضع باب فيما أنكرت الجهمية ثم سرد أحاديث الصفات
وأما النسائي فله كتاب النعوت من السنن الكبرى كله في سرد أخبار الصفات
وأما الترمذي فقال في جامعه : وأما الجهمية فأنكرت هذه الروايات وقالوا: هذا تشبيه، وقد ذكر الله عز وجل في غير موضع من كتابه اليد والسمع والبصر، فتأولت الجهمية هذه الآيات ففسروها على غير ما فسر أهل العلم، وقالوا: إن الله لم يخلق آدم بيده، وقالوا: إن معنى اليد هاهنا القوة "، وقال إسحاق بن إبراهيم: " إنما يكون التشبيه إذا قال: يد كيد، أو مثل يد، أو سمع كسمع، أو مثل سمع.
وواضح من كلامه أنه يريد الإثبات
فإن قيل : لعل المفوض يتوقف في الظاهر هل يناقض العقل أم لا يناقض العقل ؟
فقلنا : إذا كانت دلالة العقل ظنية والعقلاء اختلفوا فالواجب رد الأمر للنصوص ( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول ) لا أن نتوقف في ظاهر كلام الله ورسوله لأننا تنازعنا !!
قال ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى : " ونظير هذا قول بعض نفاة الصفات لما تأمل حال أصحابه وحال مثبتيها قال: لا ريب أن حال هؤلاء عند الله خير من حالنا فإن هؤلاء إن كانوا مصيبين فقد نالوا الدرجات العلى والرضوان الأكبر وإن كانوا مخطئين فإنهم يقولون: نحن يا رب صدقنا ما دل عليه كتابك وسنة رسولك إذ لم تبين لنا بالكتاب والسنة نفي الصفات كما دل كلامك على إثباتها فنحن أثبتنا ما دل عليه كلامك وكلام رسولك فإن كان الحق في خلاف ذلك فلم يبين الرسول ما يخالف ذلك ولم يكن خلاف ذلك مما يعلم ببداهة العقول بل إن قدر أنه حق فلا يعلمه إلا الأفراد فكيف وعامة المنتهين في خلاف ذلك إلى الغاية يقرون بالحيرة والارتياب. قال النافي: وإن كنا نحن مصيبين فإنه يقال لنا: أنتم قلتم شيئا لم آمركم بقوله وطلبتم علما لم آمركم بطلبه. فالثواب إنما يكون لأهل الطاعة وأنتم لم تمتثلوا أمري".