قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي
49.1K subscribers
646 photos
24 videos
151 files
613 links
القناة الرئيسية:
t.me/alkulife
قناة الدروس العلمية:
t.me/doros_alkulify

أسئلة عامة مع عبد الله الخليفي:
t.me/swteat_k
صوتيات الخليفي:
t.me/swteat_alkulife

تعزيز القناة : https://t.me/alkulife?boost
Download Telegram
باب في درجات اللذة

لذة المباحات من اللذات التي يتفق عليها الناسك والفاجر فليس للفاجر من لذة الطاعة ولذة قهر النفس عن الذنوب ولذة التدبر والتفكر كبير نصيب وليس للناسك من لذة المحرمات كبير نصيب

وقد يتوهم كثير من الناس أَن لذة المباحات عند الناسك والفاجر واحدة وليس كذلك

بل إن لذة الناسك فيها أعظم لاستشعاره شكر المنعم على هذه اللذة فتصير بالنسبة له لذة حسية روحية

وأما الفاجر ففي الغالب يكون خلطها بلذات محرمة من جنسها تضعف لذته بالمباحات

فهل ترى زواج الناسك الذي يغض بصره ويبتعد عن كل درجات الحرام كمثل زواج الفاجر الذي نال حظه من الشهوة بالفجور هل ترى غبطة هذا مثل غبطة ذاك ؟

واعتبر ذلك بحال الناس في الصيام عند الفطور لا ألذ على النفوس من وجبة الفطور بعد الصيام لاجتماع رجاء الأجر ولذة الوجد بعد الفقد

فلذة المباح عند الناسك كمثل لذة الطعام للصائم

ولذة المباح عند الفاجر كمثل الطعام مع التخمة هل يستويان ؟

غير أَن الحال ليس فاجرًا وناسكا وإنما غالبنا بين بين والسعيد من زاد في نسكه حتى طغى على يسير فجوره أو معصيته والشقي من انعكس حاله

ولو فهم الناس هذا المعنى ما بالغوا في تتبع الرخص ففي القدر المجمع على إباحته كفاية وخير إن استحضرت هذه المعاني.
مقدمة في الانحياز الخفي 👇
شخصية ليبرالية تعرفت عليها حديثًا

كاميل باقليا، ليبرالية ونسوية ضد النسويات:

⁃ ترى أن الحركة النسوية من أكبر مشاكل النساء
⁃ ترى أن الاغتصاب ذا علاقة جنسية قوية وتساند نظرية أنه تطور دارويني ولذلك تنبه النساء بأخذ الحذر من الأفعال المعرضة للخطر
⁃ تعتبر كيت ميليت (لعلها أشهر شخصية في الحركة النسوية الثانية) السبب في جلب الستالينية النازية للحركة النسوية
⁃ شديدة النقد للكثير من النسويات وتعتبر "تسمية الأسماء" ضروريًا في النقد وأن كثيرًا من البحوث المعاصرة "أليفة وذات إطلاقات ذهنية" لا صلابة فيها
⁃ ضد قوانين منع الدعارة والأفلام الإباحية والمخدرات والإجهاض
⁃ ضد موجة التحول الجنسي المعاصرة
⁃ وقّعت في ١٩٩٣ وثيقة في مساندة منظمة NAMBA (منظمة تدفع بيدوفيليا الرجال مع الصبيان)
⁃ في عام ١٩٩٤ دعمت إنزال السن القانوني إلى السن ١٤
⁃ في عام ١٩٩٥ شوهدت مع بيل أندريت (أحد أشهر داعمي البيدوفيليا) في لقاء قالت فيه "يصعب علي رؤية ما الخطأ في المداعبة الجنسية أثناء أي سن"
⁃ في عام ١٩٩٧ قالت أثناء لقاء مجلة صالون "لطالما ما عارضت الهستيريا التي تقام ضد الحب الرجالي-الصبياني، بل في كتاب "الشخصية الجنسية" شرحت كيف أن البيدوفيليا الذكورية مرتبطة إرتباط لازم باللحظات التفوقية في الحضارة الغربية"
⁃ دعمت أنواع عدة من الأفلام الإباحية الطفولية
⁃ ضد الحركة المابعد-البنيوية (حركة تفصل بين لزوم المعنى ولفظ الكلمات والأسامي، تكثر بين النسويات) بناء على أنها حركة هادمة للحضارة الغربية.

أقول : هذه خلاصة مجموعة لقاءات ومقالات لها أرسلها لي أحد الأخوة

وأرى وجود مثل هذه المرأة مفيد لأنها تكشف زيف الأطروحة الليبرالية المعتادة في التحجج بوجود خلاف بين الفقهاء لرفع إمكانية تحكيم الشريعة والواقع أَن الخلافيات بين الماديين أوسع بكثير فإنه من المستبعد أَن يختلف اثنان من أي مذهبين في حرمة المواد الاباحية مثلا

وأيضا لا يمكن اتهامها بالرجعية أو التعصب الديني والكثير من الملاحدة والنسويات لا يفهمون ما يلزمهم وفقا لأفكارهم المنحرفة وتأمل أَن ريتشارد دوكنز في كتابه وهم الإله أدان زنا المحارم ولكنه اليوم لا يدينه بذلك الإطلاق لأنه علم أَن هذا هو لازم فكره المادي الدارويني

ولا يمكن اطراح كلامها بحجة أَن الغالبية خلالها فعامة الأفكار الليبرالية اليوم كانت الغالبية على خلافها قديمًا ويمكنها أَن تتهم مخالفيها بالتعصب واحتكار الحقيقة على عادتهم في التباحث مع أهل الأديان.
من ظرف الإمامية: حين تصبح الهجرة فجأة فضيلة!

معلوم أن الإمامية يرون أن عموم المهاجرين والأنصار غصبوا علياً حقه وتمالأوا على ذلك وهم الذين جاهدوا وآووا ونصروا ونزل الثناء عليهم في القرآن

والعجيب أنهم إذا أرادوا أن يثنوا على أصحاب الأئمة المعصومين عندهم يثنون عليهم ببعض فضائل الصحابة الذين يسبونهم وينسبون لهم البلايا

قال الشيخ الإمامي محمد حسين آل ياسين في كتابه رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه المطبوع ضمن موسوعة مؤلفاته :" وخلاصة القول أن عَمراً كان من المهاجرين قطعاً ، وورد في المصادر التاريخية أنه هاجر بعد الحديبية وتؤكد كتب الحديث والتاريخ أنه ممن روى عن النبي صلى الله عليه وسلم

ويجمل الشيخ المفيد تاريخ هذا الرجل في عصر النبوة فيقول : هجرته إلى الله ورسوله معروفة ومكانه منه صلى الله عليه وسلم ومدحه له مذكور "

أقول : هذا المدح لعمرو بن الحمق الخزاعي لأنه ذكر أنه ضمن من ألَّب على عثمان !

والروايات في ذلك لا يصح منها شيء وهم ينكرون فضائل الصحابة المتواترة وفضل عموم كبار المهاجرين فأنى لهم أن يصححوا هذه الفضائل

ودعوى أنه هاجر بعد الحديبية مبنية على رواية ضعيفة السند وكثيرون يرون أنه بايع في حجة الوداع

جاء في مجمع الزوائد :" وعن عمرو بن الحمق قال هاجرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبينا أنا عنده ذات يوم قال لي يا عمرو هل أريك دابة الجنة تأكل الطعام وتشرب الشراب وتمشي في الأسواق قال قلت بلى بأبي أنت قال هذا دابة الجنة وأشار إلى علي بن أبي طالب. رواه الطبراني وفيه جماعة ضعفاء"

هذا الحديث الذي اعتمدوا عليه في إثبات هجرته وهو حديث منكر وقد أنكر الإمامية عامة فضائل الصحابة المتواترة ولكنهم قبلوا هذا لأن هذه الشخصية محببة إليهم ! وألزموا أهل السنة بما لا يلزمهم وأوهموا عوام الإمامية أن هذه فضائل ثابتة عند الجميع

قال الذهبي في تاريخ الإسلام :" عمرو بن الحمق - ن ق- الخزاعي.
له صحبة ورواية، وبايع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حجة الوداع، وسمع منه "

وهناك أقوال غير هذه ولا يوجد ما يرجح بينها إذ أن كل الروايات فيها نظر والإمامية ينكرون ما هو أشهر وأكثر ثبوتاً بكثير مثل إنكار الكثير منهم لزواج عثمان من ابنتي النبي صلى الله عليه وسلم وإنكار زواج عمر من أم كلثوم وإنكار مكان دفن النبي صلى الله عليه وسلم وجرأة عدد منهم على القول بتحريف القرآن مع إنكارهم فضائل كل المبشرين بالجنة عدا علي وفاطمة والحسن والحسين

ومن يتدبر هذا المثال يتيسر له بيان كثير من التلبيسات التي يكتبها علماء الإمامية لتثبيت عوامهم.
تهكُّم ظريف من الذهبي !

الناظر في كتب الأدباء يجد أنهم على اختلاف مذاهبهم العقائدية والسلوكية ( نسكاً ومجوناً ) يعنون عناية شديدة بأخبار الأجواد من العرب

وذلك أنهم كانوا يطمعون بعطايا الملوك على ما يكتبون ومن أحسن التعرض للملك أو الفاضل إذا أهديته الكتاب أن تملأ الكتاب بأخبار أهل الجود وما قيل في الثناء عليهم وما حفظ من ذكرهم لتشوقه إلى الاقتداء بهم

حتى أنك لتجد بعض من يذكر بالتشيع والاعتزال مثل ابن عبد ربه لا يفوت أخبار معاوية في الجود والحلم وقريب من حاله الجاحظ على انحرافه عن الرجل ولكنهم يحبون ألا يتركوا من هذه الأخبار شيئاً يعرفونه حتى يحلم الملوك عن زلاتهم ويجودوا عليهم بالأعطيات

وكان من الأجواد المشهورين يزيد بن المهلب قال ابن عبد ربه في العقد الفريد :" ومنهم يزيد بن المهلب _ يعني الأجواد _
وكان هشام بن حسّان إذا ذكره قال: والله إن كانت السفن لتجري في جوده"

وترجم له الذهبي في سير أعلام النبلاء وقال في ترجمته :" وحكى المدائني: أن يزيد بن المهلب كان يصل نديما له كل يوم بمائة دينار، فلما عزم على السفر، أعطاه ثلاثة آلاف دينار"

ثم علق الذهبي متهكماً مقارناً بين أجواد الزمان الماضي وملوك عصره بقوله : " ملوك دهرنا أكرم! فأولئك كانوا للفاضل والشاعر، وهؤلاء يعطون من لا يفهم شيئا، ولا فيه نجدة أكثر من عطاء المتقدمين"

أراد الذهبي أن الأوائل كانوا يعطون الشعراء الذين يحيون ذكرهم أو يغيثون المسكين المستغيث أو الرجل الفاضل الذي يرجى للملمات وأما ملوك عصره فيعطون من لا يرجى خيره وهو هنا يذم بِمَا ظاهره المدح

وقد تطاول بنا الزمان حتى رأينا أقواماً هم أردى حالاً ممن وصف الذهبي ينفقون المبالغ العظيمة على نسوة اشتهرن بالفسق والفجور وعلى أهل الغناء الذين ما فيهم في أي فضيلة غناء _ بفتح الغين _ ( فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة )

ثم هم لا يستحون إذا رأوا أحداً على خير قالوا له : الناس وصلوا للقمر وأنت لا زلت في كذا وكذا يذكرون الطاعات والخير ، ثم هم عاكفون على لهو لا ينفع في دنيا ولا آخرة وينفقون فيه الأموال العظيمة فلا هم على أخلاق أهل الجاهلية ممن يطلبون المفاخرة ببذل المال ولا هم على أخلاق أهل الإسلام ممن يطلبون الأجر بذلك.
طغيان المقياس الجاهلي باسم الإنصاف والتجرد 👇
جواب شبهة في غير مظانه

معلوم ترديد كثير من الناس لشبهة ( الرق في الإسلام ) وكأن المسلمين وحدهم من كانوا يسترقون أو الملحد عنده مرجعية أخلاقية يتحاكم إليها

وكأن غير المسلمين ما كانوا يسترقون المسلمين ويغزون ديارهم ولا كأن المسلمين هم أحسن الناس ملكة واستيصاء بالرقيق كما أمرهم دينهم وللرقيق من الحقوق في الإسلام ما لم يوجد له نظير في التاريخ

وهذا كله بسط في غير هذا الموضع مع بيان أن الرق لا زال موجوداً بصور أشد قبحاً من الماضي ولكنها مغلفة غير أن الجديد هنا أنني وجدت ما يصلح جواباً على هذه الشبهة في محاورة لا علاقة لها بهذه الشبهة

ففي كتاب العقد الفريد لابن عبد ربه :" قال أصحاب العصبية من العرب: لو لم يكن منا على المولى عتاقة ولا إحسان إلا استنقاذنا له من الكفر وإخراجنا له من دار الشرك إلى دار الإيمان كما في الأثر: إن قوما يقادون إلى حظوظهم بالسواجير. كما قال: عجب ربنا من قوم يقادون إلى الجنة في السلاسل.
على أنّا تعرّضنا للقتل فيهم: فمن أعظم عليك نعمة ممن قتل نفسه لحياتك؟ فالله أمرنا بقتالكم، وفرض علينا جهادكم ورغبنا في مكاتبتكم"

وخلاصة الجواب هنا أننا لو تعاملنا مع الكثير من الشبهات على أن الدين هو أشرف مطلوب وأن تحصيله مع فقدان غيره ربح كبير لأن بسببه يحصل الفوز في الآخرة لتبددت هذه الشبهات أو ضعفت جداً على الأقل وخرجت عن حيز الاعتبار ولم تصر محورية في البحث.
الوليد بن عبد الملك الجواد المنسي !

قال الطبري في تاريخه حدثني عمر، قال: حدثني علي، قال: كان الوليد بن عبد الملك عند أهل الشام أفضل خلائفهم، بنى المساجد مسجد دمشق ومسجد المدينة، ووضع المنار، وأعطى الناس، وأعطى المجذمين، وقال: لا تسألوا الناس وأعطى كل مقعد خادما، وكل ضرير قائد وفتح في ولايته فتوح عظام، فتح موسى بن نصير الأندلس، وفتح قتيبة كاشغر، وفتح مُحَمَّد بن القاسم الهند.
قال: وكان الوليد يمر بالبقال فيقف عليه فيأخذ حزمة البقل فيقول: بكم هذه؟ فيقول: بفلس، فيقول: زد فيها.
قال: وأتاه رجل من بني مخزوم يسأله في دينه، فقال: نعم، إن كنت مستحقا لذلك، قال: يا أمير المؤمنين، وكيف لا أكون مستحقا لذلك مع قرابتي! قال: أقرأت القرآن؟ قال: لا، قال: ادن مني، فدنا منه، فنزع عمامته بقضيب كان في يده، وقرعه قرعات بالقضيب، وقال لرجل: ضم هذا إليك، فلا يفارقك حتى يقرأ القرآن، فقام اليه عثمان ابن يزيد بن خالد بن عَبْد اللَّهِ بن خَالِد بن أسيد، فَقَالَ: يا أمير المؤمنين، إن علي دينا، فقال: أقرأت القرآن؟ قال: نعم، فاستقرأه عشر آيات من الأنفال، وعشر آيات من براءة، فقرأ، فقال: نعم، نقضي عنكم، ونصل أرحامكم على هذا

أقول : قد يتعجب المرء من هذا الكلام فنحن اعتدنا على الحديث عن عمر بن عبد العزيز بصفته العادل الوحيد في المروانيين أو الفاضل الوحيد فيهم

والواقع أن نظرتنا للتاريخ الإسلامي تحتاج إلى مراجعة عميقة وذلك أن الناس إذا أثنوا على مثل عمر بن عبد العزيز فهذا معناه أنهم ما وجدوا عليه هنة أو زلة وهذا لا يعني أن الآخرين شياطين أو بلا مناقب عظيمة

فنحن إذا أثنينا على الحسن البصري وذكرنا فضله ثم جعلناه الأصل الذي يتحاكم إليه الناس فإن الجميع سيظهرون بصورة سيئة لعظيم فضل الحسن وهكذا سنستقل فضائلهم وهذا الذي يحصل عند مقارنة الناس بعمر بن الخطاب أو عمر بن عبد العزيز مثلاً

هذه الفضائل لا تعني عدم وجود رذائل ولكن بسبب العاطفة تجاه أهل البيت وبعد استيلاء العباسيين على الخلافة غيبت الكثير من فضائل الأمويين وأبرزت مثالبهم فحسب وقد كان المؤرخون الأوائل فيهم شيء من الإنصاف يذكرون كل شيء حتى مع أكاذيب الشيعة يذكرون ما يقابلها

ولكن عدداً المتأخرين المحدثين بسبب انقراض النواصب ووجود الروافض وطغيان نفس التجميع صاروا يقدمون الأمويين قرباناً وأهل هذا الزمان لهم أحوال عجيبة في الاعتذار لمن لا يصلح أن يعتذر له لطغيان فساده مثل الحجاج

والطعن في بعض الصالحين الذين انتحلتهم الصوفية كمثل إبراهيم بن أدهم والجنيد نكاية بالصوفية المحدثين

والتجلد بالدفاع عن أهل الرأي حتى أنك لتجد المرء فيهم إذا ضاقت مذاهبه وعلم كلام السلف فيه حرص على أن يذكر كلامهم بالإجمال ولا يذكر ألفاظه تفصيلاً ولا أسماء المتكلمين وإذا وجد فيه مدحاً قبله ولم ينظر بإسناده وذكره بلفظه وتفصيله

وتجد بعض أهل السنة يلتزم الثناء على من لا يلزم الثناء عليه كمثل الحسن العسكري فهذا الرجل ليس من رواة الحديث وما رأينا متقدماً يثني عليه بسند صحيح وسلامة نسبه لا تفيده شيئاً فالإمامية الذين يقولون بعصمته يسبون أخاه وبني عمه سباً شديداً وقد يكون رجلاً صالحاً وقد يكون طالحاً وقد يكون من عوام المسلمين لا يمكن الوقوف على حقيقة أمره ولكن التوافقية أخذت من الناس كل مأخذ كما فعلت فيهم المناكفية

وهناك العالماني الحاقد الذي يريد أن يظهر مثالب الدولة الإسلامية فحسب فإن وجد في الكتب سيئة أذاعها وإن وجد حسنة أعلنها مع أنه بالعقل المجرد مناقب الأمويين في كتب مؤرخي العباسيين ينبغي أن تكون موثوقة أكثر من غيرها لأنها شهادة أعداء أو شبه أعداء بخلاف العكس ويظن أنه بذلك فاز في الحوار مع الإسلاميين ولا يدري أن منظومة الأولويات عندهم نقيض التي عنده وبالتالي تقييم الدول فيه اختلاف جذري

وهناك من يكتب في التاريخ بطريقة حالمة تلتقط المناقب فحسب وكل هذه الطرق أضرت بالتصور العام عن التاريخ وعن أثر الإسلام في أهله ونحن نرى الناس يتصورون واقعهم تصورات فاسدة فما بالك بالتاريخ القديم الله المستعان.
أخذوا خطبته ونسبه !

فمن المعلوم كلف الإمامية بأهل البيت وإن مما أزروا به على هؤلاء الكبار أنهم نسبوا إليهم فضائل غيرهم وفضلاء أهل البيت مستغنون عن أن ينسب إليهم فضائل غيرهم ففيهم من الفضل والخير ما فيه البلغة


يزيد بن الوليد بن عبد الملك الملقب بالناقص خرج على ابن عمه الوليد بن يزيد بن عبد الملك لما ثبتت عنده عليه الردة والزندقة والفواحش وأعانه الناس على ذلك وقتل الوليد وتولى يزيد الخلافة وأثنى الناس على سيرة يزيد

ليزيد خطبة مشهورة بعد قتله للوليد رواها خليفة بن خياط في تاريخه وكذلك الطبري

قال خليفة بن خياط فحدثني إسماعيل بن إبراهيم قال حدثني إبراهيم بن إسحاق أن يزيد بن الوليد قام خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد أيها الناس إني والله ما خرجت أشرا ولا بطرا ولا حرصا على الدنيا ولا رغبة في الملك وما بي إطراء نفسي ولا تزكية عملي وإني لظلوم لنفسي إن لم يرحمني ربي ولكني خرجت غضبا لله ودينه وداعيا إلى كتابه وسنة نبيه حين درست معالم الهدى وطفئ نور أهل التقوى وظهر الجبار العنيد المستحل الحرمة والراكب البدعة والمغير السنة فلما رأيت ذلك أشفقت إذ غشيتكم ظلمة لا تقلع عنكم على كثرة من ذنوبكم وقسوة من قلوبكم وأشفقت أن يدعو كثير من الناس إلى ما هو عليه فيجيبه من أجابه منكم فاستخرت الله في أمري وسألته ألا يكلني إلى نفسي ودعوت إلى ذلك من أجابني من أهلي وأهل ولايتي وهو ابن عمي في نسبي وكفئي في حسبي فأراح الله منه العباد وطهر منه البلاد ولاية من الله وعونا بلا حول منا ولا قوة ولكن بحول الله وقوته وولايته وعونه أيها الناس إن لكم عندي إن وليت أموركم ألا أضع لبنة على لبنة ولا حجرا على حجر ولا أنقل مالا من بلد إلى بلد حتى أسد ثغره وأقسم بين مسالحه ما يقوون به فإن فضل فضل رددته إلى البلد الذي يليه وهو أحوج إليه حتى تستقيم المعيشة بين المسلمين وتكونوا فيها سواء ولا أجمر بعوثكم فتفتتنوا ويفتتن أهاليكم فإن أردتم بيعتي على الذي بذلت لكم فأنا لكم به وإن ملت فلا بيعة لي عليكم وإن رأيتم أحدا هو أقوى عليها مني فأردتم بيعته فأنا أول من بايع ودخل في طاعته أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم

وأسندها الطبري من طريق آخر

اشتهر بين الناس نسبة خطبة للحسين في كتب الرافضة المتأخرة يقول فيها : ني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما، وإنما خرجت لطلب النجاح والصلاح في أمة جدي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسير بسيرة جدي محمد .

يلاحظ الشبه بين مقدمة خطبة يزيد والخطبة المنسوبة للحسين ولو تأملت المضامين لوجدتها متقاربة مع تغيير في الألفاظ وخطبة الحسين المشار إليه ( وليست خطبة بل رسالة لابن الحنفية جعلوها خطبة ) إنما وردت في كتب متأخرة عن التواريخ التي نقلت خطبة يزيد وأقدم مصدر وقفت عليه الفتوح لأحمد بن أعثم الكوفي وهي شيعي متأخر عن هذه التواريخ ولا تعتمد روايته ولا إسناد لها

وأما مسألة النسب فيزيد بن الوليد بن عبد الملك أمه ابنة يزدجرد ( ولهذا رضي عنه الشعوبية بل ذكروا أن المعتزلة يفضلونه على عمر بن عبد العزيز والمعتزلة كان فيهم اختراق شعوبي ظاهر لشبه عقيدة الأصلين النور والظلمة عند المجوس بعقيدة القدرية )

قال خليفة بن خياط في تاريخه : وفيها بويع يزيد بن الوليد بن عبد الملك في أول رجب وأمه بنت يزدجرد ابن كسرى

قال محمد بن حبيب بن أمية بن عمرو الهاشمي في كتابه المحبر : واستولى على الأمر (يزيد) بن الوليد الناقص. و (أمه) شاهفريذ بنت فيروز بن كسري يزدجرد بن شهريار بن كسري إبرويز بن هرمز بن أنوشروان بن قباذ بن فيروز بن يزدجرد.
و (أمها) ريحانة بنت شيرويه بن كسري إبرويز. و (أم شيرويه) مريم بنت قيصر. و (أم فيروز) بنت ملك الترك. ويزيد القائل:
أنا ابن كسري فارس ومروان ... وقيصر جدي وجدي خاقان.

ونسب المتأخرون هذا الأمر لعلي بن الحسين وقالوا أمه ابنة كسرى أو يزدجرد وهذا غلط بل أسطورة خرقاء نشرها متأخري الرافضة وتأثر بها بعض المؤرخين وكتب المتقدمين فيها نقيض ذلك

وهنا شرحت الأمر

https://alkulify.blogspot.com/2014/02/blog-post_1425.html

وقد أغنى الله علي زين العابدين عن الارتفاع بأمه ففي نسبه من جهة الأب كفاية والمرء يرتفع بالتقوى فوق كل رفعة.
حين قرأت قصة هذا الشاب تذكرت بيت الشاعر : وكانت في حياتك لي عظاتٌ ......... فأنت اليوم أوعظ منك حيا ، أراد نصح الناس في حياته وأخذهم لطريق الخير فكان في وفاته في ريعان الشباب أبلغ موعظة لكل مسوف للتوبة مغتر بزخرف للدنيا ، لا حرمه الله أجر هذه الموعظة الصامتة البليغة فقد كان محبًا للخير وربك غفور شكور يغفر الذنب العظيم ويشكر الحسنة اليسيرة
باب فيمن أراد بيع الماء على السقاء 👇