قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي
48.9K subscribers
642 photos
24 videos
151 files
614 links
القناة الرئيسية:
t.me/alkulife
قناة الدروس العلمية:
t.me/doros_alkulify

أسئلة عامة مع عبد الله الخليفي:
t.me/swteat_k
صوتيات الخليفي:
t.me/swteat_alkulife

تعزيز القناة : https://t.me/alkulife?boost
Download Telegram
أم تلقي برضيعتها من النافذة لتلقى حتفها، ظناً منها أن وجود طفل في حياتها سيؤثِّر سلباً على مسيرتها المهنية كمديرة تنفيذية في بورش للسيارات.
7 سنوات ونصف سجن.
هي في (لينكيد إن): "افعل اليوم ما يجعلك فخوراً غداً".

هذا الخبر من ألمانيا.

(وفي النمسا يمكنك الولادة دون الإفصاح عن هويتك، ثم عرض الطفل للتبني).

أقول: هي غالباً ندمت على أنها لم تجهضها، فالإجهاض وُجِد في هذا الزمن وكثر وانتشر لأجل المرأة العاملة التي لا يمكنها العناية بالأطفال.

المرأة اليوم صيغت بحسب الحاجة الرأسمالية، فنفرت من المكوث في البيت ومن كثرة الإنجاب ومن الزواج المبكر، وبسبب بيئة العمل المخالفة للفطرة صارت تجد صعوبة في تكوين علاقات مستديمة، ومع التفكك الأسري ومع الفساد الأخلاقي وضغط الشهوة ظهرت ظاهرة الأمهات العازبات.

فظهر ما يشبه وأد الأطفال في الزمن القديم، إما بالإجهاض وإما بالقتل المباشر.

هكذا يدمر الإنسان نفسه ليعظِّم ثراء غيره، ويعتقد أنه تحرَّر!
طوق النجاة (الأشاعرة جهمية ولكن ليسوا غلاة)...

كنت قد سجلت صوتية بعنوان: «هل تكفير السلف مختص بالجهمية المحضة» رداً على من زعم أن السلف إنما كفَّروا الجهمي الذي لا يثبت شيئاً من الصفات، فلا يُثبت علماً ولا حياةً ولا قدرةً ولا سمعاً ولا بصراً ولا كلاماً ولا علواً.

ويرى أنه بذلك قد رمى طوق النجاة للأشاعرة، للإفلات من طائلة كلام السلف الكرام.

والحق أن هذا متعذِّر جداً، فالسلف كفَّروا اللفظية، كما نص على ذلك ابن تيمية في «مجموع الفتاوى» [12/421]، واللفظية خير من الأشاعرة، فالأشاعرة لفظية وزيادة، وقد نص أحمد على أنه لا يرى اللفظية مسلمين، كما في «السنة» للخلال (وله فيهم تفصيل، لكن هذا الحكم المطلق).

ونص ابن تيمية أيضاً على أن السلف كفَّروا منكر العلو، لأنه مخالف للمعلوم من الدين بالاضطرار، فقال في «الدرء» [7/27]: "ولهذا كان السلف مطبقين على تكفير من أنكر ذلك، لأنه عندهم معلوم بالاضطرار من الدين، والأمور المعلومة بالضرورة عند السلف والأئمة وعلماء الدين قد لا تكون معلومة لبعض الناس إما لإعراضه عن سماع ما في ذلك من المنقول".

وعامة آثار السلف في تكفير الجهمية والتشنيع على من لا يكفِّرهم لا تذكر البتة أنهم ينفون القدرة والحياة والعلم والسمع والبصر، فلو كانوا يقصدون هؤلاء لما قالوا: "من قال القرآن مخلوق فهو كافر"، ولقالوا: (من قال الله ليس له أسماء وصفات فهو كافر).

قال ابن تيمية في «التسعينية» [1/284]: "قال الإمام الحافظ أبو القاسم الطبري اللالكائي- وقد ذكر أقوال السلف والأئمة بأن القرآن كلام الله غير مخلوق، وما ورد عنهم من تكفير من يقول ذلك، ثم قال: (فهؤلاء خمسمائة وخمسون نفسا وأكثر من التابعين وأتباع التابعين والأئمة المرضيين سوى الصحابة الخيرين على اختلاف الأمصار ومضي السنين والأعوام، وفيهم نحو من مائة إمام ممن أخذ الناس بقولهم وتدينوا بمذهبهم)".

فهؤلاء الخمسمائة لم يتكلم أحد منهم عمن ينفي العلم والسمع والبصر والقدرة والحياة، وإنما تكلموا عمن يقول: (القرآن مخلوق) فحسب، وأشد منه منكر العلو، وهذا ما تلبس به متأخرو الأشعرية.

قال الدارمي في «الرد على الجهمية»: "ونكفرهم أيضا؛ أنهم لا يدرون أين الله، ولا يصفونه بأين الله، والله قد وصف نفسه بأين، ووصفه به الرسول ﷺ".

هذا بعد أن ذكر تكفيرهم لإنكارهم الصفات، فدل على أن إنكار العلو مناط خاص لوحده.

قال ابن تيمية في «بيان تلبيس الجهمية» [3/535]: "فإن قيل هذا يبين أن مسألة العلو أظهر في الفطرة والشريعة من مسألة الرؤية فلأي شيء هؤلاء أقروا بهذه وأنكروا تلك قيل أن سببه أن الجهمية كانت متظاهرة بدعوى خلق القرآن وإنكار الرؤية ولم تكن متظاهرة بإنكار العلو كما تقدم".

فهو هنا يصرح أن الجهمية الأولى التي أطلق السلف تكفيرها "لم تكن متظاهرة بإنكار العلو"، يعني لم يكونوا يظهرونه خوفاً من الناس، ومعلوم أن الأئمة جهَّموا اللفظية والواقفة والكلابية، وكلهم يثبت العلو، وقد ثبت عن أحمد وغيره من الأئمة تكفير أعيان لقولهم باللفظ أو خلق القرآن، فأمر العلو أشد، وهو غلو في التجهم بالنسبة لهؤلاء.

وأما قول ابن تيمية كما في «مجموع الفتاوى» [3/352]: "والمأثور عن السلف والأئمة إطلاق أقوال بتكفير "الجهمية المحضة" الذين ينكرون الصفات وحقيقة قولهم أن الله لا يتكلم ولا يرى؛ ولا يباين الخلق؛ ولا له علم ولا قدرة ولا سمع ولا بصر ولا حياة بل القرآن مخلوق وأهل الجنة لا يرونه كما لا يراه أهل النار وأمثال هذه المقالات".

فقوله: "وحقيقة قولهم" يعني لازمه والذي لم يصرِّحوا به كله، لهذا قال: "حقيقة قولهم" كما في «بيان التلبيس» [3/673]: "يدل على ذلك أن هذا الرازي جعل مباينته لخلقه من جنس مباينته للحيز ولا يجب أن يكون موجودًا كما تقدم فعلم أنهم أثبتوا مباينته للعالم من جنس مباينة الموجود للمعدوم أو من جنس مباينة المعدوم للمعدوم والعالم موجود لا ريب فيه فيكونون قد جعلوه بمنزلة المعدوم وهذه حقيقة قولهم وإن كانوا قد لا يعلمون ذلك".

وهذه آثار السلف أمامك لا يوجد فيها أي أثر يتكلم عن نفي الحياة والقدرة عن الله تبارك وتعالى، وعامة الآثار -كما تقدم في كلام اللالكائي- في القول بخلق القرآن فحسب، دون أي قيود أخرى، وكذلك من كفَّروا بقول جهم في الإيمان -الذي قال به كثير من الأشاعرة- ما اشترطوا لذلك مقالات أخرى، (وقد وصفه ابن تيمية بأنه قول المرجئة الغلاة)، وكذلك من كفَّروا الجهمية الأولى بالقول بفناء الجنة والنار معاً ما اشترطوا قولاً آخر للحكم عليهم بذلك، وإنكار الأسماء عند الجهمية هو القول بخلقها، وهذا قال به عامة الأشعرية المتأخرين.

وفي «السنة» للخلال عن إبراهيم بن الحارث: "قلت لأبي عبد الله: فمن قال: القرآن مخلوق، فقال: «لا أقول أسماء الله مخلوقة، ولا علمه»، ولم يزد على هذا، أقول: هو كافر؟ فقال: «هكذا هو عندنا»".

فهنا كفَّره لقوله بخلق القرآن فقط، مع عدم إنكاره للعلم والأسماء (وقد قالت الأشعرية بذلك).
أقدم ناقد لكتاب النصارى المقدس (الإمبراطور الوثني يوليان)…

تكلم وول ديورانت في المجلد الثاني عشر من كتابه «قصة الحضارة» عن الإمبراطور الروماني الوثني يوليان (331- 363م) الذي ارتد عن النصرانية وتحول للوثنية، ونقد النصرانية نقداً شديداً، واضطهد النصارى.

والعجيب أن كثيراً من نقده سليم، ويتقاطع مع الفطرة، ولكنه أفسد الأمر بميله للوثنية، ودعوته لأمور هي أسوأ من النصرانية المحرفة.

قال وول ديورانت: "وكتب في مقال له من النقد العالي يقول أن الأناجيل يناقض بعضها بعضاً، وإن أهم ما تتفق فيه هو أنها أبعد ما تكون عن العقل؛ فإنجيل يوحنا يختلف كل الاختلاف عن الثلاثة الأناجيل الأخرى".

تناقض الأناجيل هذا أمر يعتمده عامة نقاد النصرانية ودعاة مقارنة الأديان، وقد قال الله تعالى: {ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا}.

ثم ذكر قوله: "وقصة الخلق التي جاءت في سفر التكوين تفترض تعدد الآلهة. فإذا لم تكن كل قصة من هذه القصص (الواردة في سفر التكوين) أسطورة لا أكثر، وإذا لم يكن لها، كما أعتقد بحق؛ تفسير يخفى عن الناس، فهي مليئة بالتجديف في حق الله. ذلك أنها تمثله، أول ما تمثله، جاهلاً بأن التي خلقها لتكون عوناً لآدم ستكون سبب سقوطه. ثم تمثله ثانياً إلهاً حقوداً حسوداً إلى أقصى الحقد والحسد، وذلك بما تعزوه إليه من أنه يأبى على الإنسان أن يعرف الخير والشر".

أقول: وهذا الذي نقده مما نعتقد تحريفه، لمخالفته لما عندنا، فالشجرة التي نُهي آدم عن أكلها ليست شجرة المعرفة.

وذكر قوله: "ولِمَ يكون إلهكم غيوراً حسوداً إلى هذا الحد فيأخذ الأبناء بذنوب الآباء؟ ... ولم يغضب الإله العظيم ذلك الغضب الشديد على الشياطين والملائكة والآدميين؟".

هنا يتكلم عن اعتقاد الخطيئة الأصلية، حيث يعتقد النصارى أننا ولدنا بخطيئة أصلية فداها المسيح لمَّا ضحى بنفسه، والمسيح عندهم هو الله، وقد قال الله تعالى: {ولا تزر وازرة وزر أخرى}.

ثم قال وول ديورانت: "وإنا لنخطئ إذا صورنا يوليان في صورة الرجل الحر التفكير الذي يستبدل العقل بالأساطير؛ ذلك أنه كان يشنع بالكفر ويعده من الحيوانية، ويعلم الناس مبادئ لا تقل بعداً عن الأمور الطبيعية المعقولة عما نجده في أي دين من الأديان؛ وقلما كتب إنسان من السخف مثل ما كتب يوليان في ترنيمته للشمس؛ وقد قبلت التثليث الذي تقول به الأفلاطونية الحديثة، وقال إن الأفكار الخلاقة الأولى التي يقول بها أفلاطون هي بعينها عقل الله؛ وكان يرى أنها هي الحكمة التي صنعت كل شيء، وينظر إلى عالم المادة والجسم كأنه عقبة من فعل الشيطان يضعها في طريق الفضيلة المؤدي إلى تحرير الروح السجينة؛ وفي اعتقاده أن النفس البشرية، إذا ما سلكت طريق التقى والصلاح والفلسفة، قد تتحرر من سجنها هذا وتسمو إلى آفاق التفكير في الحقائق والشرائع الروحية، وتندمج بهذا في الحكمة الإلهية، بل ربما اندمجت في الله الأزلي نفسه. ولم تكن أرباب الشرك الكثيرة، في اعتقاد يوليان، إلا قوى غير شخصية".

أقول: هو يعتقد بوجود أشياء لا يُشار إليها ولا تُرى، كما يعتقد الجهمية في رب العالمين.

وقال في آخر حديثه عنه: "ولقد أظهر قدرته على السخرية التي قلما تليق بفيلسوف مثله، حين ذكَّر بعض المسيحيين الذين وقع عليهم العدوان بأن "كتابهم المقدس يهيب بهم أن يصبروا على الأذى".

هذا كمثل سخرية الناس اليوم من النصارى على نص (إذا ضربك على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر) و(باركوا لاعِنيكم).

وحال هذا الرجل عبرة، فهو يشبه حال الملاحدة والعالمانيين الذين ينقدون الأديان، وربما نقدوا أدياناً باطلة، ولكنهم بعد ذلك يميلون إلى وثنية تؤلِّه الإنسان أو عدمية، فيعود كثير ممن آمن بكلامهم إلى إيمانه القديم الذي نشأ عليه أو يحاول التلفيق.

وقد ذكر ديورانت أنه كان يسرق من النصرانية الأشياء التي يراها فاضلة.

ومن العبرة في حاله أنه مع قوته ونصرته للوثنية ونقده العظيم للنصرانية بقيت النصرانية بعده وما استطاع أن يقوِّضها، بينما فعل النبي ﷺ في النصارى في سنوات قليلة كان أعظم بكثير، مع ما مر به من الشدائد العظام في بداية دعوته، وهذا من دلائل النبوة ومن براهين قوة الحق.

وإذا كان أصحاب النصرانية المحرفة (وقد يكون فيهم موحدون) صمدوا أمام هذا الإمبراطور مع قوته وذكائه وبطشه، فأهل الحق الذين يرجون من الله ما لا يرجو أولئك أولى بالصبر على ما يصيبهم من أعدائهم، {والعاقبة للمتقين}.
عندما كنا نعيش في الكهوف ( طبائع الذكور والإناث ) 👇
لاحظ ذكرَ (أبا بكر بن الحسن).

وفات النائب السابق صالح عاشور ذِكر (أبي بكر بن علي بن أبي طالب).

ذكره الأصفهاني في «مقاتل الطالبيين» والمفيد في «الإرشاد» والخوارزمي في «مقتل الحسين» وذكر الطبري الشك في قتله (ولا شك في وجوده).

وتأمَّل أيضاً ذكرَ (عثمان بن علي).

وفات النائب السابق ذِكر (عمر بن علي) و(عمر بن الحسن)، ذكرهما الخوارزمي (ولا يختلف الناس في وجود عمر بن علي، وبعضهم جعل لعلي عدة أبناء اسمهم عمر).

فمع هذا التحري العجيب للتسمية بأسماء الخلفاء هل يصدق ما يدَّعيه الإمامية من تلك العداوة المستحكمة؟

ألا ترى إلى الشيعة لا يسمُّون بأسماء الخلفاء نفرةً؟

وهل عبد الله بن جعفر زوج زينب بنت علي حين سمَّى أحد أبنائه (معاوية) صنع أمراً مرضيّاً عند القوم؟
جو كوين مذيع برنامج تلفزيوني يغرد قائلاً:

استخدم الجيش الإسرائيلي قنبلة أمريكية من طراز MK84، تزن 2000 رطل مع 900 رطل من المتفجرات في مذبحة خان يونس اليوم (كان الأمر بالأمس).

‏تشكِّل الذخيرة المتفجرة 45% من الوزن الإجمالي للقنبلة، ويمكن أن تحدث حفرة بعرض 15 متراً وعمق أكثر من 10 أمتار، ويبلغ نصف قطرها للقتل حوالي 73 متراً.

‏وقد استخدمت نفس الأسلحة الأمريكية في مجازر سابقة، بما في ذلك مجزرة جباليا، ومجزرة مستشفى المعمداني، ومجزرة سوق النصيرات.

‏وقد زودت الولايات المتحدة الكيان الصهيوني بـ14 ألف قنبلة من هذه القنابل، زنة 2 طن منذ 7 أكتوبر.

‏لكن الولايات المتحدة هي "الوسيط للسلام".

أقول: ورأيت تعليقات عديدة لأكاديميين ومشاهير يقولون: إن بايدن مشترك بهذه الجرائم.

وغير واحد ربط هذه القضية بما حصل مع ترامب بالأمس.

العجيب أن الاستنكار بين الغربيين أظهر وأقوى مما بيننا نحن العرب المسلمون، ولعله طال علينا الأمد (ولعل القوم يستخدمون الأمر في تسويات سياسية، ولكن الجرائم واقعة حقاً، ولا أحد يكابر ذلك).

أعان الله إخواننا الباقين وتقبل الله من قضوا نحبهم شهداء، ونسأل الله شفاء الصدر للقوم المؤمنين.

في عقيدتنا أن كل شر في هذه الدنيا جعله الله لحكمة وفي باطنه خير، وأمر المؤمن كله له خير إن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له، وإن أصابته سراء شكر فكان خيراً له.

هذا النظام العالمي يمارس كل الخطايا العظيمة باسم القانون، فأكبر دولة في العالم تدعم قتل الأبرياء والعزَّل بأسلحة فتاكة وتُفقِر الشعوب بالقروض الربوية وتحارب الفضيلة وتدعم الرذيلة وتهجم على الفطرة ويعتبرون القصاص وحشية، ثم بعد هذا كله يتكلمون عن "حقوق الإنسان"، والعجيب من يؤمن بكلامهم ويحاكم الوحي لنظرياتهم، حاكِمهم هم أولاً بما يقولون.
تقريب لأثر الثواب على نفس المؤمن 👇
لكل موسى بن ميمون اسبنوزا..

موسى بن ميمون فيلسوف يهودي، له كتب بالعربية، سعى إلى تحريف التوراة بأداة (التأويل) التي تعلَّمها من الجهمية.

له كتاب «دلائل الحائرين» سار فيه على نهج الفلاسفة وتحريف التوراة، حتى تناسب عقائده الفلسفية.

صنيعه هذا كان مما أنتج لنا الفيلسوف الملحد اسبنوزا.

جاء في كتاب «قصة الحضارة» [14/132]: "وكان اسبنوزا ينتقد التفسير المجازي للكتاب المقدس الذي يقول به ابن ميمون ويصفه بأنه محاولة غير شريفة للمحافظة على منزلة الكتاب المقدس، ولعله وهو يفعل هذا كان ينقصه الإدراك السليم للتاريخ؛ ولكنه مع ذلك كان يصف الحبر العظيم بأنه "أول من جهر بأن الكتاب المقدس يجب أن يواءم بينه وبين العقل" ، وقد أخذ عن ابن ميمون بعض آرائه عن النبوءات والمعجزات وصفات الله".

أقول: هذا الطرح الاعتذاري لا يدافع عن الكتب المقدسة أو الوحي، بل يفتح الباب للإلحاد حقاً.

كما حصل في زماننا لما استشكل بعض الناس ثوابت شرعية، لأنها تخالف أطروحات حقوق الإنسان الغربية، فتبرع بعضهم مثل عدنان إبراهيم وصار ينكر هذه الثوابت، مثل الكلام على العقوبات الشرعية، مثل الرجم والردة وكذلك جهاد الطلب، وأيضاً أحكام المرأة.

فصنع معه كثيرون كما صنع اسبنوزا مع موسى بن ميمون، فقالوا له: أنت فيلسوف كبير وعاقل وقد أثبتَّ لنا أن الشريعة تخالف العقل أو الفطرة، لأنك حرَّفتها لصالح ما نراه حقاً، ولسنا مقتنعين بتحريفك، فذهبوا للإلحاد.

فكان الأولى بيان أن هذه الأفكار التي يتحاكمون إليها ليست صحيحة من الأساس، فهي إما مثالية غير ممكنة التطبيق أو أفكار ضارة ولا تُحقِّق العدالة أو تُغفِل تفاوت الناس بحسب إيمانهم العقائدي.

وإذا تأمَّلت ستجد أن تحريف نصوص الصفات يؤدي إلى النتيجة نفسها، فكل من يقرأ النصوص يعرف أنها تدل على الصفات.

وقد ذكر يحيى بن حمزة المتوفى عام 745 في كتابه «الطراز لأسرار البلاغة» أن من شبهات الملاحدة قولهم: إن ظواهر القرآن تشبيه وتجسيم.

ولاحِظ أن صاحب «قصة الحضارة» ذكر تحريف موسى بن ميمون للصفات الإلهية.

وقد قال الشيخ سليمان الخراشي -رحمه الله- في مشاركة له في منتدى الدفاع عن السنة معلقاً على تصحيح الكوثري لكتاب لموسى بن ميمون: "أن الكوثري الجهمي تعرض للفيلسوف اليهودي ابن ميمون في كتابه "من عبر التاريخ" الذي حققه إياد الغوج -هداه الله- (وهو على مشرب الهالك الكوثري وله اهتمام ببعث كتبه) (ص34 وما بعدها).
فعبر -الكوثري- عن إعجابه بهذا اليهودي -كما يقول-: (من جهة سعيه الحثيث في انتشال اليهود من ورطة التجسيم المتوارث بينهم)!
فهذا سبب تصحيحه للكتاب السابق، أن صاحبه -وإن كان يهوديًا!- يوافق "تنزيهه" -كما يسميه- والله أعلم".

وسبحان الله، كما قال النبي ﷺ: «لتتبعن سنن من كان قبلكم».

موسى تأوَّل المعجزات النبوية وبعده بقرون وُجِد في أمتنا من أنكرها، وقد انتشر هذا القول في مدرسة المنار وقصرهم المعجزات النبوية على القرآن.

وقد صار حال موسى بن ميمون مع اسبنوزا كما قال ابن تيمية في «منهاج السنة» واصفاً حال المتكلمين مع الفلاسفة الدهرية [3/362]: "والفلاسفة أجهل منكم بالشرع [والعقل في الإلهيات، لكن لما ظنوا أن ما جئتم به هو الشرع، وقد رأوه يخالف العقل - صاروا أبعد عن الشرع والعقل منكم] لكن عارضوكم بأدلة عقلية -بل وشرعية- ظهر بها عجزكم في هذا الباب عن بيان حقيقة الصواب.
وكان ذلك مما زادهم ضلالا في أنفسهم وتسلطا عليكم ولو سلكتم معهم طريق العارفين بحقيقة المعقول والمنقول، لكان ذلك أنصر لكم وأتبع لما جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم- ولكنكم كنتم بمنزلة من جاهد الكفار بنوع من الكذب والعدوان، وأوهمهم أن هذا يدخل في حقيقة الإيمان، فصار ما عرفه أولئك من كذب هؤلاء وعدوانهم مما يوجب القدح فيما ادعوه من إيمانهم".
هي سبب للعفة وليست مانعاً...

قال وول ديورانت في كتابه «قصة الحضارة» [14/68] وهو يتكلم عن اليهود في المشرق: "وكانت حياتهم الجنسية عفيفة إلى حد عجيب على الرغم من أخذهم بمبدأ تعدد الزوجات، وكانوا أقل ميلاً للواط من غيرهم من الشعوب الشرقية الأصل. وكانت نساؤهم عذارى ذوات خفر وحياء، وأزواجاً عاملات مجدات، وأمهات مخصبات ذوات ضمائر حية، وكان من أثر التبكير بالزواج أن قلت الدعارة بينهن إلى أقل حد يستطاع الوصول إليه عند بني الإنسان".

أقول: نقطة اللواط علَّق عليها المترجمون وزيَّفوا كلام المؤلف.

العجيب قوله: "على الرغم من أخذهم بمبدأ تعدد الزوجات" وكأن هناك تعارضاً بين التعدد والعفة، والواقع أن التعدد من أسباب العفة؛ ولكن هذه مشكلة الغربي يعتبر ما توصَّل إليه هو نهاية البشرية عقلياً، ويحاكِم كل شيء إليه باستعلاء.

ولكنه أنصف حين تحدَّث عن الزواج المبكر، فقال: "وكان من أثر التبكير بالزواج أن قلت الدعارة بينهن إلى أقل حد يستطاع الوصول إليه عند بني الإنسان".

وهذا اعتراف جيد.

المشكلة أن الناس الذين يعارضون التعدد والزواج المبكر لا مشكلة عندهم مع الزنا ولا الإجهاض، ثم بعد ذلك يعيبون على أهل الأديان موضوع التعدد والزواج المبكر (وهكذا كثير من اعتراضات اللادينيين، يبنونها على أن الدين ينبغي أن تكون أهدافه كأهدافهم المبنية على معارضة ثوابت شرعية!! وهذا تناقض وسفسطة).

كيف لنا أن نخضع لتقييماتهم وهم لا مشكلة عندهم مع الزنا ونحن عندنا مشكلة معه؟

لذا وجود قوانين محايدة خيال، فهم يذمون مباحات شرعية تُساهم في تقليل الحرام، فهم منحازون له شاءوا أم أبوا.

من تأمَّل هذا عرف استحالة وجود دولة محايدة من كل وجه دون أن تعادي ثوابت شرعية.
وكأن الأفغاني كتب كلامه اليوم!

قال سعيد بن محمد بن أحمد الأفغاني (المتوفى: 1417هـ) في كتابه «أسواق العرب في الجاهلية والإسلام» صـ453: "قرأ فريق من أهل الفضل، مقدمة الكتاب عقب طبعها، فرأوا من الحق الواجب علينا، وقد عرضنا لذكر "معرض دمشق وسوقها" وأثنينا على ما فيه من كل نفيس معجب، أن نثبت ما يلي:
أساءت إدارة هذا المعرض إلى الأمة وكرامتها كل الإساءة؛ في إباحتها القمار والخمر، وفي غضّها الطرف عن مفاسد كثيرة نشأت عن اختلاط الرجال بالنساء، وفي إحيائها الليالي الساهرة تقيم فيهن الحفلات الراقصة، يتصدرها أشخاص رسميون، بينا كان العرب في فلسطين يخوضون الدماء ويسلط على رءوسهم شواظ وقذائف وحمم، وهم يكافحون ويجالدون ويصابرون عدوين ألدين؛ الإنجليز واليهود، ويتعرضون لنار جيشين قويين. فليتنا إذ لم نقم بحق نجدة إخواننا، راعينا المروءة والذوق على الأقل، فنزهنا معرضنا عن المظاهر المزرية.
ولئن كان المعرض قد مثل الشام بمصنوعاته ونفائسه التي كانت بحق مفخرة من أعظم مفاخر هذه الأمة المجيدة، فإن إدارته لم تكن -فيما أباحت- تمثل البلاد بشيء، فقد شذت عن كل إدارات المعارض التي سبقتها، إذ خصصت هذه أياما للنساء وأياما للرجال، ولم تندفع في سبيل التقليد السخيف اندفاع المعرض الأخير، فكانت بذلك أصدق خبرا عن البلاد التي أقامتها.
ولكل أمة تقاليد كريمة وأخلاق وشعور، لا تقوم لها قائمة ولا يحترم لها مكانة، إلا إذا تمسكت بها تمسك الغريق بحبال النجاة، وأيما امرئ خرج على شيء منها فقد خرج على أمته وبلاده.
نقول هذا, ونحن لا ينقضي عجبنا من أن تصدر تلك الكبائر عن معرض دمشق، بينما مديره الذي أطلقت يده في إدارته وموظفيه، رجل معروف بمتانة الخلق وصحة المبدأ، والصلابة في تطبيقه.
ولكن يظهر أن الشأن ليس -دائما- في إحسان اختيار الرأس.
إن الناس كانوا إذا قرءوا في الصحف أخبار فلسطين وما يدوي في أجوائها من رصاص وبارود ... قطع عليهم قراءتهم أصوات الأسهم النارية تطلق في جو المعرض ابتهاجا بغير شيء، فكان الألم يرتسم علائمه على وجوه أكثر الشاميين. وكان على الصحف التي تمثل الرأي العام, وعلى الطبقات المثقفة وأهل الحل والعقد أن ينكروا ما يثلم كرامة البلد ويمس مروءته، لكنه لم يرتفع في استنكار ذلك -مع الأسف- صوت، إلا صوت بعض الجمعيات الدينية، التي استحيت لدمشق بلد الفضيلة أن تؤذى في سمعتها.
هذه كلمة نقولها للحق والتاريخ, وقد مضى على انفضاض المعرض ثمانية أشهر".

أقول: هذا الكلام كُتِب عام 1936!

قبل قرابة تسعين عاماً من اليوم، وهو يصدق على أناس يعيشون بيننا اليوم، فما زال أهل فلسطين يتجرَّعون ما يتجرَّعون، وما زال أقوام ينطبق عليهم قول الأفغاني: "فليتنا إذ لم نقم بحق نجدة إخواننا، راعينا المروءة والذوق على الأقل".

وسبحان الله ما أشبه الليلة بالبارحة.
الحلول العلمانية لمشكلة الشهوة الجنسية 👇