قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي
49.1K subscribers
648 photos
24 videos
151 files
613 links
القناة الرئيسية:
t.me/alkulife
قناة الدروس العلمية:
t.me/doros_alkulify

أسئلة عامة مع عبد الله الخليفي:
t.me/swteat_k
صوتيات الخليفي:
t.me/swteat_alkulife

تعزيز القناة : https://t.me/alkulife?boost
Download Telegram
في رحاب عالم بني قريظة !

عامة المشتغلين بأمر الشبهات يعلمون ما يثار في أمر بني قريظة ، غير أن الذي لا يعلمه كثيرون أن أحد الناجين من بني قريظة ممن لم ينبتوا كان اسمه كعب وكعب هذا أسلم وأنجب ابناً اسمه محمد

محمد بن كعب القرظي هذا أحد كبار علماء التفسير في زمن التابعين ومن ثقات الحديث المحتج بهم في عامة المصنفات الحديثية

ومن اللطائف أن عامة الأخبار التي يستشكلها المتأخرون ويقولون عنها إسرائيليات ما روى محمد بن كعب منها شيئاً ( علماً أن الإشكالات محلولة ولتراجع صوتية هل كان أئمة السلف دراويش ؟ )
ذكره محمد بن سعد فى الطبقة الثالثة من أهل المدينة ، و قال : كان ثقة ، عالما كثير الحديث ، ورعا

و قال العجلى : مدنى ، تابعى ، ثقة ، رجل صالح ، عالم بالقرآن
ومن اللطائف أنه تتلمذ على شيخي صفين فسمع من علي ومعاوية معاً

قال أبو داود : سمع من على ، و معاوية ، و عبد الله بن مسعود
و قال يعقوب بن شيبة السدوسى : يعد فى الطبقة الثالثة ممن روى عن أبى هريرة ، و أبى سعيد ، و ابن عمر ، و ابن عباس ، و ولد فى آخر خلافة على بن أبى طالب فى سنة أربعين ، و لم يسمع من العباس ، توفى العباس فى خلافة عثمان.

وكان موته وهو يفسر القرآن لأصحابه

و قال يعقوب بن سفيان الفارسى عن محمد بن فضيل البزاز : كان لمحمد بن كعب جلساء كانوا من أعلم الناس بتفسير القرآن ، و كانوا مجتمعين فى مسجد الربذة ، فأصابتهم زلزلة ، فسقط عليهم المسجد ، فماتوا جميعا تحته
وقد كان جليساً لعمر بن عبد العزيز يسمع منه ويستشيره ومن العجائب أن محمد بن كعب القرظي كان شديد الحماس للقول بأن إسماعيل هو الذبيح وليس إسحاق ( وهذه مسألة خلافية عظيمة بين السلف وقد اختار الطبري أنه إسحاق وهو قول جماعة من الصحابة والتابعين على خلاف شديد بينهم وابن عباس عنه روايتان في المسألة )

قال الطبري في تفسيره حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن الحسن بن دينار وعمرو بن عبيد، عن الحسن البصري أنه كان لا يشك في ذلك أن الذي أمر بذبحه من ابني إبراهيم: إسماعيل.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، قال: قال محمد بن إسحاق: سمعت محمد بن كعب القرظي يقول ذلك كثيرا.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، قال: ثني محمد بن إسحاق، عن بريدة بن سفيان بن فروة الأسلمي عن محمد بن كعب القرظي، أنه حدثهم أنه ذكر ذلك لعمر بن عبد العزيز وهو خليفة، إذ كان معه بالشام فقال له عمر: إن هذا لشيء ما كنت أنظر فيه، وإني لأراه كما هو; ثم أرسل إلى رجل كان عنده بالشام كان يهوديا، فأسلم فحسن إسلامه، وكان يرى أنه من علماء يهود، فسأله عمر بن عبد العزيز عن ذلك، فقال محمد بن كعب: وأنا عند عمر بن عبد العزيز، فقال له عمر: أي ابني إبراهيم أمر بذبحه؟ فقال: إسماعيل والله يا أمير المؤمنين، وإن يهود لتعلم بذلك، ولكنهم يحسدونكم معشر العرب على أن يكون أباكم الذي كان من أمر الله فيه، والفضل الذي ذكره الله منه لصبره لما أمر به، فهم يجحدون ذلك ويزعمون أنه إسحاق، لأن إسحاق أبوهم، فالله أعلم أيهما كان، كل قد كان طاهرا طيبا مطيعا لربه.

ومحمد بن كعب أول من أصل قاعدة العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب

قال الطبري في تفسيره 3964 - حدثني محمد بن أبي معشر، قال: أخبرني أبى أبو معشر نجيح، قال: سمعت سعيدا المقبري يذاكر محمد بن كعب، فقال سعيد: إن في بعض الكتب أن لله عبادا ألسنتهم أحلى من العسل، وقلوبهم أمر من الصبر، لبسوا للناس مسوك الضأن من اللين، يجترون الدنيا بالدين، قال الله تبارك وتعالى: أعلي يجترءون، وبي يغترون!! وعزتي لأبعثن عليهم فتنة تترك الحليم منهم حيران!! فقال محمد بن كعب: هذا في كتاب الله جل ثناؤه. فقال سعيد: وأين هو من كتاب الله؟ قال: قول الله عز وجل:" ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد" فقال سعيد: قد عرفت فيمن أنزلت هذه الآية! فقال محمد بن كعب: إن الآية تنزل في الرجل، ثم تكون عامة بعد.

وتأمل حال هذا الرجل يعلم عظمة ما رآه من جيل الصحابة فمع ما حصل لبني قريظة من المسلمين ما منعه ذلك من الإسلام وأن يصير مبرزاً في العلم والعبادة في المسلمين وهذا معناه أنه يعرف ما صنع قومه ، غير أنه حتى مع معرفتك أن قومك أجرموا واستحقوا العقوبة يبقى في قلبك شيء ولكنه رأى من البراهين التي جعلته يذعن ويحسن إسلامه ولا يمكن أن يقال في يهودي أنه أسلم قسراً فاليهود يقرون على دينهم
جاء في كتاب موت الغرب ص134 فما بعدها وهو يحكي ازدواجية الصحافة في التعامل مع الجرائم :" بعد أقل من عام من مقتل شيبارد ، اتهم رجلان من أركانساس بقتل جس درخسنغ البالغ من العمر ثلاثة عشر عاماً وفيما يلي التفاصيل كما روتها اسوشيببتدربس :

وفقاً لما تقوله الشرطة ، فإن يديفيز كارينتر الأصغر ، 38 عاما ، وجوش براون ، 22 عاماً ، خدرا وعصبا عين جس درخسنغ وسدا فمه بملابس داخلية ، وربطاه إلى فرشة ( كذا )! ووجهه للأسفل وثبتاه بلاصق الأنابيب والأحزمة ، ثم اغتصب الصبي مراراً ، وليط بأجسام متنوعة قبل أن يختنق بسبب الوضع الذي قد كان وضع فيه كما قال المحققون ...

ومع ذلك فإن جريمة القتل والتعذيب والاغتصاب هذه لم تقل تقريباً إلى الصحافة القومية ، لماذا ؟ لأن هذه الجريمة كانت جريمة جنس ولم تكن جريمة بغضاء ( جرائم البغضاء مثل جرائم البيض ضد السود ) ، ولأن إظهار اللوطيين وهم يقومون بأفعال سادية وبربرية لا يناسب نص كتاب الشرير _ الضحية لدى نخبتنا الثقافية ( يقصد أيدلوجيا الضحية والتي تظهر اللوطي دائماً على أنه ضحية ! ) ، وإن إبراز وحشية كاربنتر وبراون كان سيؤدي إلى نكسة للقضية وقد كتب بوزل الناقد في وسائل الإعلام

لو أن جس ديرخسنغ قد رمي بالرصاص داخل مدرسته في أركنساس لصار قضية قومية فورية ( يقصد لأنه يصب في صالح الليبراليين المطالب بمنع التسلح ) ، ولو أنه كان شاذا بشكل علني وكان مهاجماه أسوياء لأدت الجريمة إلى توجيه كل شبكات الأخبار ، ولكن ما منفذ ليبرالي ليبرالي من وسائل الإعلام يجرؤ أن يكون الأول في حكاية جريمة فظيعة يكون الشريران فيها رجلين شاذين "

أقول : هذا يدلك على أن نقل الأخبار في وسائل الإعلام ليست وسيلة محايدة بل هي وسيلة تلقين ناعمة عن طريق انتقاء الأخبار التي تخدم الأيدلوجيا التي تتبناها محطة الأخبار ، وأن الإعلام المحايد مجرد أسطورة بل الإعلام يسيطر عليه من قبل الممول

وهذا الذي يفعل في الإعلام الغربي يفعل نظيره في إعلامنا العربي والكل يذكر حادثة ( ملتحي يعتدي على موظفة ) وكيف ركزوا على كلمة ( ملتحي ) وهذا يمارس بشكل مستمر على مستوى الإعلام الموازي في مواقع التواصل فعلى سبيل المثال النسويات حين تكون هناك جريمة شرف في عالمنا العربي يقمن بإشهارها ونشرها بقوة ويحاولن تجيير الأمر لصالح مطالبهن الإباحية

وفي الوقت نفسه إذا كانت هناك جريمة لامرأة أساءت لأولادها أو حتى قتلتهم فإنك تراهن لا يرفعن بذلك رأساً وربما يقمن بإعطاء بعض التبريرات ، وإذا كان المرأة المظلومة منتقبة في بلد يضيق فيه على المتدينات فحتى لو اعتقلت وعذبت وفعل بها الأفاعيل فإنهن لا يرفعن رأساً بذلك

والجواب الأمثل لمثل كلامي هذا : وأنتم كذلك !

فأقول : ليتنا كنا بمستواكم في المكر وقد ابتلينا أيما بلاء بأصحاب متلازمة الإنصاف أو عندنا ما عندكم من الدعم الإعلامي بل نحن نسلط الضوء على ما تخفون حتى تتزن الصورة مع إدانتنا لكل شر ترفضه شريعتنا الإسلامية ومنطلقاتنا في ذلك شرعية لا مزايدة عليها فرفضنا لقتل الشرف لا يعني أن نقبل بالزنا ورفضنا للتحرش لا يعني أن نقبل بالتبرج فميزاننا الشرع

ثم قال صاحب كتاب موت الغرب في ص137 :" قبل عشرة أيام من عيد الميلاد في عام 2000 اقترفت فظاعة أكثر شراً مما فعل بماثيو أو جيمس بايرد وذلك في وتشيتا.
=
=
كان خمسة من الشبان والشابات ، ثلاثة شبان وشابتان ، في حفلة عندما اقتحم عليهم بيتهم أخوان ، أحدهما في الثالثة والعشرين من عمره والآخر في العشرين من عمره ، وضع الخمسة في سيارة ، واقتيدوا إلى آلة صراف آلية ، وأجبروا على سحب نقودهم ، ثم أخذوا إلى ملعب كرة قدم ، الشابتان أجبرتا على التعري واغتصبتا ، ثم أجبر الضحايا على ممارسة الجنس مع بعضهم البعض تحت فوهة السلاح ، ثم أجبر الجميع على أن يركعوا ، ثم أطلق الرصاص على كل واحد منهم في رأسه ، مات ثلاثة شباب وشابة واحدة أما الشابة الأخرى فتركت ملقاة على أنها ميتة ، ولكنها ركضت وهي تنزف عارية مسافة ميل في البرد لتجد المساعدة ، أما الأخوان فرجعا بسيارتهما لنهب البيت

هيذر موللر ، البالغة من العمر خمسة وعشرين عاماً كانت تذكر من أجل صوتها الغنائي ، وآرون ساندر كان قد عاد لتوه من كلية جبل سانت ماري وكلية تخريج القساوسة في إميتزيبرغ ، في ميرلاند ، لأنه كان قرر أن يكون قسيسا ، وكان برادلي هيرمان البالغ من العمر سبعة وعشرين عاماً صديقاً لأرون وجاسون بيفورت البالغ من العمر السادسة والعشرين ، كان أستاذ علوم ومدرباً في أوغاستا هاي ، وكان قد خطط أن يتقدم بالخطبة إلى المرأة التي بقيت حية وكان قد أحضر خاتماً وكتاباً عن كيفية عمل ذلك ، ويكتب فرانس موريس في ذا وندرر : لم يحظ جاسون بالفرصة ليتقدم بالخطبة أو يعطيها الخاتم ، ولم تكن الكنيسة الكاثوليكية في بلدته برات كبيرة بما يكفي لجنازته ولذلك فقد نقلت لكنيسة بروتستانتية أكبر وفي الدقائق التي سبقت موت جاسون بيفورت أجبر الرجل على أن يراقب المرأة التي أمل أن يتزوجها وهي تغتصب .

ولكن ما لم يذكره موريس أن جميع الضحايا كانوا بيضاً وأن القتلة كانوا سوداً ، ولو أن أعراق الطرفين قد قلبت لكان تلك جريمة بغضاء للعقد كله ومع ذلك فإن هذه الفظاعة لم تصنع أبداً بروكاو ، ولم تصنع أبداً الصفحة رقم واحد في الصحف القومية لماذا لم تفعل يكتب كاتب العمود والمؤلف ديفيد هوروويتز فيقول : القصة لم تناسب الميلودراما القومية الصحيحة سياسياً التي تحكي عن الضحية الأسود والجور الأبيض "

أقول أنا عبد الله : لعل شخصاً سيستغرب من الكلام ويقول أليست العنصرية منتشرة هناك

فأقول : نعم وفي بقائها فائدة لليسار فهم يدعمونها من طرف خفي ثم يستفيدون منها في جعل السود يصطفون إلى جانبهم بعدما أيسوا من اليمين المناهض لهم في قضايا الشذوذ وقضايا المرأة

فقرروا استغلال المظلومية القديمة للسود وأن يظهروا وكأنهم معهم ويذكرون إلى جانب قضية السود بقية القضايا التي يعارضها اليمين مثل قضايا المرأة وقضية الشذوذ

فيستفيدوا بأن يضعوا مظلومية لها أساس من الصحة تاريخياً على أن عقدة المظلومية تطورت وصارت تنتج جرائم فظيعة كالتي قرأنا عنها قبل قليل والمستوى المتدني للكثير من السود الذي يجعل عالم الجريمة يبتلعهم بسهولة لا زال موجوداً ولا يوجد لليسار أي مخططات حقيقية في إزالة ذلك ولكنهم يستفيدون من الوضع لإضعاف اليمين وإظهار غلاة من الطرفين وفي هذا السياق يكسبون الكثير من السود في صفهم انتخابياً وينفذون مخططاتهم المنافرة للفطرة والتي يرفضها أيضاً الكثير من السود لدواعي دينية وأخلاقية فتجد اليسار ينفثون في خلاف البيض والسود ليؤزوا السود إلى ليبراليتهم أزاً عن طريق إظهار التعاطف مع مظلوميتهم وتجد اليمين في كثير من أفراده بكل غباء ينطلي عليهم الأمر وفي النهاية يبقى اليمين متعصباً للهوية البيضاء والعناوين التي يدعمها وتعضد الفطرة هو يتعصب لها لأنها جزء من الإرث المسيحي الأبيض ( ومعلوم أن النصرانية فيها بقايا من النبوة )

والأمر نفسه يفعلونه اليوم مع المسلمين ووقع في هذا الفخ كثير من المنتسبين للملة ممن يعيش هناك

وأما تعليقي على هذه الجرائم الفظيعة وقد ذكر المؤلف غيرها أنني ما قرأت في التاريخ شيئاً بمثل هذه الفظاعة ويزيد فظاعته أنه في غير زمان الحروب وهذا يبين لك أن هناك إشكالاً في البنية الثقافية عند القوم ، وتأمل الهوس الجنسي الظاهر في الجرائم ولا شك أن موادهم الإباحية التي يصدرونها لكل مكان في العالم تجعل النفس أكثر جموحاً لارتكاب فظاعات من هذا النوع ومع ذلك هي تجارة رأسمالية لهذا لا تمنع ولا تمس مع أن الرق أحسن منها بمراحل عظيمة

وتنبيها على كلمة ( لوطي ) هي كلمة مستخدمة في لسان السلف فإن عبد الله بن عمرو بن العاص لما سئل عن إتيان المرأة في الدبر قال : تلك اللوطية الصغرى . وللآجري والدوري رسائل بعنوان ذم اللواط.
فئتان من الناس أتعجب منهما أشد العجب

الأولى : بعض من تدين زمنا تدينًا صارمًا كان يحرص فيه على الكثير من السنن معتقدًا وجوبها ( والقول بالوجوب وجيه أو حتى صحيح ) ثم بعد ذلك يحصل له نوع فتور وتقهقهر فيجد أبحاثا تقول بعدم وجوب هذه الأمور فيستروح لها ولو وقف الأمر على هذا لهان

ولكنك تجد هذا الشخص يظهر الندم الشديد على التزامه القديم مع أنه كان التزاما بمستحبات على مذهبه الذي يزعمه الآن يعني هناك أجر

ولكن كثيرا منهم يتكلم وكأنه كان يستكثر على رب العالمين ذلك الالتزام

أرأيت إن كان يرى إباحة شيء ثم تبين له حرمته هل سيظهر الندم الشديد على أوقات الإباحة أم سيقول لقد كنت متأولا والله يغفر لي وما أردت إلا رضا الله ( ولكنه في بعض المباحات بزعمه التي تركها لله بتأويل يتكلم وكأنه لا يرجو أجرًا أبدًا وكأن ما فاته من ملذات الدنيا التي يزعم أعظم من الأجر الأخروي )

والواقع أَن الأمر في كثير من الأحيان لا علاقة له بالبحث العلمي وإنما يكون الالتزام القديم بهذه الأمور بناء على التأثر بمواعظ من بعض الوعاظ المفوهين ثم ما ترقى هذا المتأثر حتى يدخل في التربية العقائدية ومشاهدة آثار أسماء الله وصفاته وطلب ثوابه ومشاهدة التقصير مع عظيم نعمة الله وما ترقى حتى يدخل في البحث العلمي الرصين فمبجرد ما ذهب أثر هذه الموعظة مع طول الأمد أو لسقوط الواعظ من عين هذا الشخص عاد إلى حاله قبل الالتزام قلبيًا فقد كانت نبتة طيبة ما تعاهدها بالسقاء حتى ماتت

أو يكون سبب ذلك تعلقه بفئة من الشباب الطيب وصار يقلدهم في أحوالهم وما ترقى حتى يفهم بينات هذه الأحوال فمبجرد مفارقته لهم لظروف قاهرة أو لخصومة معهم يعود إلى حاله الأول

ثم تجده بعد ذلك يقول لبعض الشباب المتنسك على بصيرة : أنا كنت مثلك لا تتشدد ستترك مثلي !

ولا يدري أَن مثل هذه الكلمات وهذا الندم قد يحبط حسناته العظيمة التي حصلها في وقت الالتزام

وأما الفئة الثانية : فأولئك النسوة اللواتي يستشكلن وجود الحور العين في الجنة ويتكلمن بما تقتضيه الغيرة من هذا الأمر

وهذا والله عندي أمر جلل سبحان الله لو علم العاقل أنه سيدخل الجنة يقينا مائة عام فقط ويسلم من عذاب النار العظيم لامتلأ قلبه فرحًا وسرورًا دون محاققة في تفاصيل النعيم يكفي رؤية الله

فما بالك بنعيم دائم وهل تظن أنها ضمنت الأمر حتى تتكلم بتقييم نعيم الله ، هذه والله الجرأة والغرور

وإنك لتجد الواحدة منهن لو خطبها أمير عنده ثلاث زوجات لقبلت طمعًا بما عنده من المال والجاه وهذا في المسلمة العفيفة وأما غيرها فقد تقبل حتى بالعلاقة العابرة

ثم تجدها تتكلم عن النعيم الذي ما ضمنت منه شيئًا بما تتكلم وهذا والله الخذلان الجنة لا منتهى لها والمرأة تضن وتغار في الدنيا لعلمها بأن الرجل عطاؤه محدود في هذه الفانية فترغب بأكبر قدر ممكن منه وإلا في أصل الخلقة تعديد الرجل نافع يحصل منه نماء وثراء في النسل وتعديد المرأة يقتضي هلكة نسل الرجال الذين اتصلوا بها إلا واحدا الذي ستحمل منه ، والجنة ما فيها غل ولا حسد ولا غيرة

ما كانت المسلمات قبل هذا الزمان يتكلمن بهذا أو نحوه لأن فيهن عقلًا فُقد عند كثير من بنات العصر.
درء تعارض تعظيم الشريعة وتوقير العلماء !👇
في رحاب عقل أم المؤمنين عائشة وإنصافها

في الحقيقة لا أمل من الحديث عن أم المؤمنين وكلما تدبرت في حالها مع النبي صلى الله عليه وسلم ظهر من الفوائد ما كان خافياً علي قبل

وكنت أرغب بتسجيل صوتية في موعظة نساء العصر بأخلاق أم المؤمنين خصوصاً وأنها قد ظُلمت كثيراً بالاجتزاء من سيرتها فقد نالها ما نال أبناءها وإخوانها مِن ظُلم أهل العصر باجتزائهم من أحوال الشخصيات المِحورية في التاريخ الإسلامي ما يوافق أهواءهم فحسب والله المستعان ولا أدري إن كنت سأقوى على ذلك أم لا فقررت أن أُعجل بهذه الفائدة مكتوبة


حادثة الإفك من أصعب الأمور الأحداث في حياة أم المؤمنين وأكاد أجزم أن حديث الإفك قد أبكى جماهير المسلمين ممن سمعوه

الحديث ترويه صاحبة القصة عائشة رضي الله عنها وليس أحداً آخر وعادة أم المؤمنين في رواية الأحداث أنها تذكر الحدث ولا تكتفي بذلك بل تعلق ببعض التعليقات العابرة

استوقفني جداً ما ورد في حديث الإفك : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر يا معشر المسلمين من يعذرني من رجل قد بلغني أذاه في أهل بيتي فوالله ما علمت على أهلي إلا خيرا ولقد ذكروا رجلا ما علمت عليه إلا خيرا وما كان يدخل على أهلي إلا معي فقام سعد بن معاذ الأنصاري فقال يا رسول الله أنا أعذرك منه إن كان من الأوس ضربت عنقه وإن كان من إخواننا من الخزرج أمرتنا ففعلنا أمرك قالت فقام سعد بن عبادة وهو سيد الخزرج وكان قبل ذلك رجلا صالحا ولكن احتملته الحمية

قول عائشة في سعد بن عبادة ( وكان رجلاً صالحا ولكن احتملته الحمية ) مدرسة في الإنصاف فهي ليست ملزمة بمثل هذا التعليق وكان المقام مقام معاقبة لمن أساء إليها فلم تحقد أم المؤمنين على سعد مع أن موقفه منتقد ولم تجعله في مثل منزلة من قذفها وبينت مأخذه من الكلام وأنه حمية ولكنها نبهت على صلاحه وتقاه

وقد كان لسعد نوع منازعة في خلافة الصديق ثم انتهى أمره إلى تسليم فلو كانت أم المؤمنين حقودة لربطت بين الموقفين ولقالت : وقد علمتم ما كان في سعد في أمر الخلافة . من باب جمع المثالب انتقاماً لنفسها

ولكنها آثرت أن تحفظ هيبة سيد الأنصار فنقلت الحدث كما كان وبينت من هو هذا الرجل حتى لا يساء الظن به واعتذرت له أن كلامه ما كان مأخذه نفاق أو تهمة ، وحتى ذكرها لإنصاف زينب كان يمكن أن تنقل الحدث كما هو ولكنها ما اكتفت حتى بينت عظيم إنصاف زينب فقالت : وهي التي كانت تساميني من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فعصمها الله بالورع. فبينت أن زينب كان فيها دواعي ما في الضرائر من الغيرة بل ما بينها وبين عائشة أعظم ذلك فزوجهن خير خلق الله وعائشة أحظى نسائه وإذا سقطت مكانتها فزينب من ستحل محلها ولكنها تورعت فذكرت عائشة ذلك لها وكان يمكنها أن تذكر شهادة زينب دون هذا التعليق الذي يبين عظيم صنيعها


أم المؤمنين كان فيها كل الصفات الطيبة التي يمكن أن تجتمع لأنثى في ذلك الزمان ومع ذلك ما أصابها الغرور وما عظمت نفسها فوق الحد وعرفت فضيلة حتى من أساء إليها لأنها تربت على أن تعظم الله ورسوله على كل شيء وأن تحفظ حقوق المؤمنين وكرهت أن يُدخل على أفاضل أمة محمد صلى الله عليه وسلم من قبلها.
=
=
وكان حسان بن ثابت قد وقع منه في الإفك ما وقع ومع ذلك قال مسروق : دخلت على عائشة وعندها حسان بن ثابت ينشدها شعرا يشبب بأبيات له فقال : حصان رزان ما تزن بريبة وتصبح غرثى من لحوم الغوافل.
فقالت له عائشة : لكنك لست كذلك ، قال مسروق : فقلت لها : لم تأذنين له يدخل عليك ؟ وقد قال الله : {والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم} فقالت : فأي عذاب أشد من العمى ؟ إنه كان ينافح ، أو يهاجي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وعن عروة بن الزبير وهو ابن أخت عائشة : ذهبت أسب حسان عند عائشة فقالت لا تسبه فإنه كان ينافح عن النبي صلى الله عليه وسلم.

فمع ما صدر منه دمحت له ما كان وكانت تأذن له بالدخول عليها ولا تأذن إلا لقلة كما يعرفه أهل الحديث وعللت إذنها له بأنه كان يهاجي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني نسيت الإساءة إليها في قبال الإحسان للنبي صلى الله عليه وسلم فمقام النبي صلى الله عليه وسلم فوق كل مقام وحفظ جنابه أن يمس بسوء فوق كل اعتبار وكذا المحبة الصادقة والوفاء وصدق الانتماء للأمة لا أن يصير المرء أداة في يد أعداء الدين ومن خلاله يتوصلون لانتقاص القرآن والسنة وعموم أخلاق المسلمين والترويج للنموذج المضاد

ولما خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى البقيع في ليلة عائشة فغارت وتبعته وظنت أنه ذهب إلى بعض أزواجه ثم لما رأته ذهب للبقيع عادت وسألها عن حالها لما رأى عليها من آثار الركض فأخبرته بالأمر قالت عائشة : فلهدني في صدري لهدة أوجعتني ، ثم قال : أظننت أن يحيف الله عليك ورسوله ؟ . رواه مسلم وهذا أشد من وقع من النبي صلى الله عليه وسلم في حق عائشة وهو الذي كان يحتمل منها كل شيء حتى ما صنعت في الإناء ولكن الآن الأمر دخله مدخل عقائدي فالنبي لا يجوز عليه الحيف بين الأزواج فإن من الكبائر والأنبياء معصومون منها لهذا اشتد النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك فغيرة المرأة تراعى حتى إذا دخلت في طور اتهام الله ورسوله بالحيف فإن ذلك ينبغي أن يقابل بالحزم وأم المؤمنين ما كانت منتبهة لهذا المعنى ونبهها النبي صلى الله عليه وسلم وهي نقلته بعد للأمة وكان يمكنها ألا تنقله ولكنك أمام عقل عائشة وتقاها ونصحها

وتأمل كيف أَن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعلل لها امتناع الحيف عليه بأكثر من كونه رسول الله كما قال لذلك الرجل : ومن يعدل إن لم أعدل . وكما قال لعمر في الحديبية : إني رسول الله ولن يضيعني . فثبوت نبوته من أظهر الأمور وكون التشريع الفلاني أو الفلاني صوابا أو خطأ أمر خفي وتختلف فيه الأنظار فيرجع الخفي للظاهر وتصير النبوة هي ميزان العدل والقول الفصل لا العكس