قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي
47.1K subscribers
611 photos
21 videos
151 files
612 links
القناة الرئيسية:
t.me/alkulife
قناة الدروس العلمية:
t.me/doros_alkulify

أسئلة عامة مع عبد الله الخليفي:
t.me/swteat_k
صوتيات الخليفي:
t.me/swteat_alkulife

تعزيز القناة : https://t.me/alkulife?boost
Download Telegram
حين قرأت هذه الحادثة تذكرت ما ذكره الأستاذ سيف الرحمن بن أحمد الدهلوي في صفحة (39) من كتابه المسمى «نظرة عابرة اعتبارية حول الجماعة التبليغية»، حيث قال ما ملخصه: "وإن من غريب مضار الجهل ما حدث بالهند وباكستان من بعض أهل الدين والصلاح والتقى حيث رأوا في المنام أنهم ذبحوا -أو يذبحون- بعض أولادهم الذكور خاصة، فلما أصبحوا ظنوا منامهم إلهامًا وأمرًا وابتلاءً لهم من الله، فقاموا وأنجزوا ما أمروا به في زعمهم فذبحوا أبناءهم من أصلابهم كما يذبح الكبش مطرحًا وهو ينظر.
وأحسنوا ذبحتهم في زعمهم واحتسبوهم وأحسنوا احتسابهم في زعمهم، فيا لهول المنظر ويا لفظاعة الجهل.
ولما أخذوا ونوقشوا قالوا: لم نأت إمْرًا، ولم نحدث نكرًا، وإنما أنجزنا ما أمرنا به واتبعنا فيه سنة سيدنا إبراهيم عليه السلام.
ولا يعلمون أن منام الأنبياء وحي، ومنام الصلحاء بشائر أو أضغاث أحلام ومجرد رؤيا منام أو إضلال شيطان، والسبب في جهلهم هذا وأمثاله قيادتهم الدينية فهي المسئولة عن جهل الأتباع".

إلى أن قال: "ولم نسمع بمثل هذه الأحداث في البلاد العربية. فيا لكارثة العقول وزيغ القلوب، ويا لضياع الدين والدنيا معًا فإنا لله وإنا إليه راجعون".

أقول: قد حصل نحو هذا في البلاد العربية في حادثة هذه المرأة في باب خرافات الطاقة، والباب في القصة التي ذكرها الشيخ وقصة هذه المرأة: الجهل بالدين والعلم الصحيح والسير وراء الخرافات، وقد لفت نظري أنها محجبة.

قال تعالى: {قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفَهًا بغير علم وحرَّموا ما رزقهم الله افتراءً على الله ۚ قد ضلوا وما كانوا مهتدين}.

ولذلك العلم الصحيح وحرب الخرافات حياة وسلامة للدنيا والدين.
إشارة قرآنية لحديث «سيد الشهداء يوم القيامة حمزة بن عبد المطلب، ورجل قام إلى إمام جائر، فنهاه وأمره، فقتله».

هذا الحديث على شهرته لا يقوم إسنادياً على التحقيق.

واليوم بدت لي إشارة إلى شطره الثاني في قوله تعالى: {وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد (٢٠٥) وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد (٢٠٦) ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد} [البقرة].

فالذي إذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم من مصاديقه الإمام الجائر يُؤمر ويُنهى فتأخذه العزة بالإثم، وقد أفسد في الأرض بجوره فأهلك الحرث والنسل.

ومن يشري نفسه ابتغاء مرضات الله من مصاديقه ذلك الرجل الذي قام أمام السلطان الجائر فأمره ونهاه.

فهو أعظم المجاهدين، فالمجاهد عادة قد ينتصر، أو يفوز بالغنيمة، أو يخرج بجراحات، أو يُقتل بعدما أثخن بالأعداء وشفى صدره، وأما هذا فهو أمام سلطان بيده القوم، وهو لا حول له ولا قوة لذا ضوعف جزاؤه باعتبار الحديث إن صح، ومعناه تعضده الشريعة.
كلام صريح عن قوانين الأحوال الشخصية 👇
جواب عن سؤال حول حديث انتشر في مواقع التواصل في فضل الدعاء للوالدين.

انتشر مقطع لبعض المشيخة يحث على الدعاء للوالدين، يذكر فيه أن ثمة حديثاً صحيحاً في مسند الإمام أحمد عن أبي هريرة أن الميت يُرفع درجةً في قبره فيفرح فرحاً لا تسعه الدنيا، فيقال له هذا بدعاء ولدك الصالح لك.

ويبدو أن الشيخ كان يتكلم من الذاكرة، فزاد في الحديث ما ليس منه.

قال أحمد في مسنده: "10610- حدثنا يزيد، أخبرنا حماد بن سلمة، عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «إن الله عز وجل ليرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنة، فيقول: يا رب، أنَّى لي هذه؟ فيقول: باستغفار ولدك لك»".

فالحديث فيه أن الدرجة يرتفعها في الجنة وليس في القبر، ولا ذكر لفرحه، ولا تقييد في الخبر بالولد الصالح.

والخبر غايته أن يكون حسناً، غير أن حماداً اضطرب فيه، فتارةً رواه مرفوعاً وأخرى رواه موقوفاً من كلام أبي هريرة، كما عند ابن أبي الدنيا في «صفة الجنة».

وكذلك خالفه أبو عوانة، فرواه عن عاصم موقوفاً كما عند اللالكائي.

وكذا رواه أبو بكر بن عياش عن عاصم موقوفاً على أبي هريرة عند البخاري في «الأدب المفرد».

وربما الاضطراب من عاصم بن بهدلة فهو صدوق ولكنه يخطئ ويضطرب أحياناً، وإن ترجَّح وقفه فالخطب هين، لأن له حكم الرفع، فأبو هريرة لا يتكلم بهذا من عند نفسه.

ومعنى الخبر صحيح، يدل عليه حديث: «إذا مات الإنسان، انقطع عمله إلا من ثلاث: علم ينتفع به، أو صدقة تجري له، أو ولد صالح يدعو له» ولا شك أن دعاء الولد يرفع الدرجات، لأنه جُعل بمنزلة العمل.

ودعاء المؤمن للمؤمن كله بركة، غير أن دعاء الولد لوالديه باب بر، وما أحسن أن تجازي إحسان والديك بأن يجدوا ثواباً ورفعةً يوم القيامة جاءهم من جهتك.

وقد ورد في الحديث الصحيح: «لا يجزي ولدٌ والدا إلا أن يجده مملوكا فيشتريه فيعتقه».

والعتق من النيران خير من العتق من الرِّق، وارتفاع منزلة المرء في الجنة خير من ارتفاعه في الدنيا من العبودية إلى الحرية.

وكم من ولدٍ يحرص على أن يعطي والديه المال ويحرمهما مما هو خير منه، وهو الدعاء والاستغفار.
هذا فصل من كتيب «لو أبصرتُ ثلاثة أيام» لـ(هيلين كيلر) امرأة عمياء عاشت في أواخر القرن قبل الماضي، وماتت في أواخر القرن الماضي.

أرادت أن تُعرِّف البصراء بالنعمة التي يعيشونها، فكتبت هذا الكتيب المؤثِّر، تتمنى فيه لو سُمح لها بالإبصار لثلاثة أيام ما كانت سترى فيها.

تقول في كتيبها هذا: إن المبصرين لا يبصرون معظم الأشياء؛ وذلك أنهم لا يُقدِّرون النعمة ولا يستشعرونها ولا يتفكرون في خلق الله.

تستشعر عظمة نعمة التحسس بالأنامل، والتي من خلالها أبصرت معجزة الخالق بحسب تعبيرها.

ما كتبته هذه المرأة يذكرني بقوله تعالى: {وهو الذي أنشأ لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلًا ما تشكرون}.

حقاً قليلاً ما نشكر، ومن أعظم الأثر للوحي على قلب الإنسان: أنه يذكِّره بنعم الله عليه ويجعله يستشعرها ويتعبد لله بهذا الاستشعار وحمد الله عليها، وفي ذلك لذة عظيمة لا يذوقها أهل الجحود والغفلة.

والكتيب صغير الحجم، فيه عبارات كثيرة مؤثرة، أنصح بالاطلاع عليه.
موعظة الألم 👇
الإمام أحمد وتشبيه نفاة الصفات بالملاحدة.

قال الخلال في «السنة»: "1774- أخبرني عبد الملك، أنه ذاكر أبا عبد الله أمر الجهمية وما يتكلمون به، فقال في كلامهم: كلام الزندقة، يدورون على التعطيل، ليس يثبتون شيئا، وهكذا الزنادقة. وقال أبو عبد الله: بلغني أنهم يقولون شيئا هم يدعونه وينقضونه على المكان، يقولون: هو شيء في الأشياء كلها، وليس الشيء في الشيء، قال لي: فهو قد ترك قوله الأول، وأقبل متعجبا".

أقول: هذا إسناد صحيح إلى الإمام أحمد، وواضح أن الإمام أحمد يقرِّر قاعدة أن الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات، فقد شبَّه نفاة الصفات بالزنادقة الذين لا يثبتون إلهاً من الأساس.

وواضح أنه يثبت الصفات، ولولا هذا ما استنكر على الجهمية وشبَّههم بالزنادقة الذين لا يثبتون شيئاً، فالذي لا يثبت وجود الله ولا ينفيه ويتوقف في ذلك زنديق، وكذلك من لا يثبت الصفات ولا ينفيها (المفوض) هو كالنافي، ومن يستنكر عليهم هو المثبت، كالإمام أحمد.

وقول أحمد في معنى قول السلف: "المعطل يعبد عدماً".

وواضح أن الإمام يتكلم على نفيهم للعلو الذي شركهم به متأخرو الأشعرية.

قال ابن تيمية في «بيان تلبيس الجهمية» [2/18]: "ولكن الغرض بيان ممانعة الجهمية والدهرية وعجز كل طائفة عن تصحيح قولها لاشتراك الطائفتين في جحد أصول فطرية ضرورية جاءت الرسل بكمالها وتمامها وشهدت بها الأقيسة الصحيحة وأن الجهمية عاجزون عن الجواب عن شبه الدهرية على أصولهم وأن الدهرية عن الجواب عن حجج الجهمية على أصول أنفسهم أعجز وأن حجة كل واحدة من الطائفتين باطلة على أصل نفسه كما هي باطلة على أصل خصمه فإذا كانت حججهم باطلة على الأصلين كما أن ذلك أيضًا باطل على الأصول الصحيحة ظهر مع بطلان أصولهم عظم تناقضهم من كل وجه".

الجهمية الذين يتكلم عنهم الشيخ هم الرازي وأشياعه من متأخري الأشعرية، ينبِّه أنهم عاجزون عن الرد على الدهرية (القائلين بقدم العالم وإن أثبتوا الإله) لاشتراكهم هم والجهمية بجحد أمور فطرية جاءت بها الرسل.

من يفهم هذا يعلم أنه لا يمكن أن نتفق مع هؤلاء على أصول موحَّدة في الرد على الملاحدة.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
هذا اعتراف لحاخام راباي اسمه: بن أبراهامسون.

يقول فيه: إن اليهود كانوا ينتظرون المسيح المخلص في أبنائهم ويسمونه "إش حمدوت" أو "محمود".

وهذا يذكرنا بإيمان الأنصار في قوله تعالى: {ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به ۚ فلعنة الله على الكافرين}.

الآية في استفتاح اليهود على الأنصار قبل إسلامهم أنه اقترب زمان نبي وسنقتلكم معه، فلما جاء النبي ﷺ عرفه الأنصار وآمنوا به وقاتلوا العرب دونه.

وأما اليهود فكفروا مع علمهم به، عناداً وبغياً، وفي الآية تسمية من لا يؤمن من أهل الكتاب بالكافر.

وهذا الذي ذكرته في شأن الاستفتاح من أقوى دلائل النبوة، لأن القصة لها ركنان وهم اليهود والأنصار، وإن كانت لم تحدث فإن اليهود سيكذبونها أو المنافقون الذين كانوا يعيشون بين الأنصار، ويسقطون الدعوة من الأساس ولا يقف أحد معها، ولكنها كانت حادثة حقيقية تماماً فما أمكن دفعها بحال.
رضي عمر فأرضاه الله.


قال البخاري في الأدب المفرد: "1163- حدثنا عمرو بن منصور قال: حدثنا مبارك قال: حدثنا الحسن قال: حدثنا أنس بن مالك قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو على سرير مرمول بشريط، تحت رأسه وسادة من أدم حشوها ليف، ما بين جلده وبين السرير ثوب، فدخل عليه عمر فبكى، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «ما يبكيك يا عمر؟» قال: أما والله ما أبكي يا رسول الله، ألا أكون أعلم أنك أكرم على الله من كسرى وقيصر، فهما يعيثان فيما يعيثان فيه من الدنيا، وأنت يا رسول الله بالمكان الذي أرى، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أما ترضى يا عمر أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة؟» قلت: بلى يا رسول الله، قال: «فإنه كذلك» ".

ورواه البخاري ومسلم ضمن حديث الإيلاء الطويل من حديث ابن عباس.

هذا الحديث خَطَر على بالي حين رأيت شخصاً يمدح العلمانية بما يرى من رغد العيش عند أهلها، فقلت في نفسي:

سبحان الله أما قرأ حديث النبي ﷺ: «أما ترضى يا عمر أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة».

فلما رضي عمر أتاه الله عز وجل بالدنيا راغمة، وملّكه ملك كسرى وقيصر، وما أبِه لذلك كله، وبقي على تواضعه وعلى حاله الذي تركه عليه النبي ﷺ تمسكاً بالوعد.

على أن العالمانية الحديثة اتصلت ببلاء عظيم أخلاقي وعقدي ونفسي، بل وعامة الدول التي تأخذ بها ليست في رغد كما يظن المتحدث المغتر، بل ربما يكون هو أحسن حالاً من عامتهم، ولكنه تلبيس الإعلام مع وسوسة الشيطان.

فلو فرضنا أن الدنيا لهم خالصة فذلك أدعى أن نظن بربنا خيراً، وأنه ادخر لنا في الآخرة نعيماً بصبرنا، فكيف والحمد لله عامتنا فيه من النعم ما لو بقي عمره كله يشكر الله ما وفاه حقه.

وليس معنى هذا ألا نسعى بإنقاذ الخلق مما هم فيه من عبادة غير الله، ودرء الظلم الذي عم الأرض من غياب شرع الله عز وجل بقدر المستطاع، وإلا زواله بالكلية مستحيل وعزاؤنا الأجر، وإنما القصد ألا تعْظم المذاهب الكفرية بأعيننا لما يقترن بها ما نظنه من رغد العيش، فتلك حيلة الدجال إذا خرج.
أحاديث يحتاجها المتعالج من الإدمان 👇
حقائق عن السيرة النبوية لا يعلمها كثير من الناس...

بمناسبة حديث بعض أدعياء التنوير عن السيرة النبوية وردود بعض الفضلاء عليهم، أود أن أنبه على بعض النقاط المتعلقة بأمر السيرة النبوية، فقد كانت لي تجربة في تدريس كتاب السيرة لابن هشام، والقوم عادةً يستغلُّون عدم اطلاع الناس على المصادر فيشككونهم، ولو اطلعوا لبصقوا في وجوههم، وإليك الحقائق.

الحقيقة الأولى: لو نظرت في كتاب «السيرة» لابن هشام لوجدت أنه أحد مصادر التفسير، وما أكثر ما يستشهد بآيات قرآنية، وذلك أن عامة أحداث السيرة الكبرى مذكورة في القرآن.

فخذ مثالاً: حادثة الهجرة، الآيات التي تذكر المهاجرين عديدة، وذكر هجرته ﷺ مع أبي بكر وارد في قوله تعالى: {إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم} [التوبة].

وحال المهاجرين والأنصار وما كان بينهم من الألفة مذكور في قوله تعالى: {وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم} [الأنفال].

وحال النجاشي الذي هاجر إليه الصحابة مذكور في قوله تعالى: {لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون (٨٢) وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين} [المائدة].

وإيمان عبد الله بن سلام وغيره من اليهود بالنبي ﷺ مذكور في قوله تعالى: {أولم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل} [الشعراء].

وما حصل قبل الهجرة من انشقاق القمر وأذية المشركين مفصَّل معلوم.

وأما غزوة بدر فمذكورة في آيات عديدة {وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان والله على كل شيء قدير} [الأنفال].

وأيضاً ما حصل بعد غزوة بدر في شأن الأسرى، وما حصل قبلها من إنزال الملائكة، وأما غزوة أحد وما أصاب المسلمين فمذكور أيضاً في القرآن {إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما وعلى الله فليتوكل المؤمنون} [آل عمران] وغيرها من الآيات التي اتفق الناس أنها في أُحد. 

وأما يوم الخندق (يوم الأحزاب) ففي القرآن سورة كاملة اسمها الأحزاب، وفيها ذكر الأمر.

وأما صلح الحديبية والبيعة تحت الشجرة فكل ذلك مذكور {إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً} [الفتح].

وأما أحوال النبي ﷺ مع اليهود بنو قريظة وبنو النضير وبنو قينقاع فكله مذكور، فبنو قريظة في قوله تعالى: {الذين عاهدت منهم ثم ينقضون عهدهم في كل مرة وهم لا يتقون} [الأنفال] وقوله تعالى: {وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم وقذف في قلوبهم الرعب} [الأحزاب].

وأما بنو النضير فما ذُكر في شأنهم في سورة الحشر.

وأما بنو قينقاع ففي قوله تعالى: {كمثل الذين من قبلهم قريبا ذاقوا وبال أمرهم ولهم عذاب أليم} [الحشر].

وأما فتح مكة ففيه سورة الفتح وسورة النصر وغيرها.

وأما غزوة حنين فقوله تعالى: {ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين} [التوبة].

وأما غزوة تبوك فقوله تعالى: {لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رءوف رحيم} [التوبة].

وهذه نماذج من الأحداث الكبرى، وإلا فيوجد أحداث تفصيلية أكثر، كأحوال النبي ﷺ مع أزواجه وحادثة الإفك وغيرها، فإن السيرة النبوية عند علماء السيرة لا تُعنى بكل تفاصيل حياة النبي ﷺ وإنما تُعنى بالأحداث العامة، خصوصاً الغزوات وما يليها، وأما تفاصيل الأحكام والآداب فبابها كتب الحديث.

الحقيقة الثانية: أن عامة المغازي والأحداث موثَّقة بأشعار معروفة، وإن شُكِّك في بعضها فلا مجال للتشكيك فيها كلها، والأشعار باب العرب للتوثيق.

الحقيقة الثالثة: أن السيرة فيها أمور تحمل نقصاً على كثير من القبائل، مثل ذكر تأخرهم عن الإسلام وقتالهم لرسول الله ﷺ، وأمور تحمل فخراً لقبائل أخرى، مثل مسارعتهم إلى النبي ﷺ.

والعرب يتفاخرون، والناس يتحاسدون في مثل هذه السياقات، فلو كان هناك مجال للتشكيك في السيرة في أحداثها الرئيسية لسعى كثير من الناس بذلك من باب الحسد لمن ذُكر في السيرة بخير من القبائل أو من باب درء المعرة عن قومه.

الحقيقة الرابعة: أبو سفيان رأس الأمويين يظهر في السيرة أنه محارب للنبي ﷺ متأخر الإسلام، والإسلام يجبُّ ما قبله، والعباس رأس العباسيين يظهر أنه من أسرى بدر ومتأخر الإسلام عن غيره، وذرية هذا وذرية ذاك كانوا ملوك الإسلام الأوائل، فلو كان هناك مجال للتزوير التام لفعلوا، ورفعوا من شأن متقدميهم وحطوا من شأن أسلاف خصومهم السياسيين.

=