هذا التعليق وجدته في منصة (x) تعليقاً على كلام لياسر الحبيب، عن كيفية سيطرة الشيعة على المجتمعات السنية.
وكلام هذا الشاب صحيح، هناك معركة ديمغرافية ذات بعد عقدي، خفية لا يدركها كثير من الناس.
كلمني رجل فاضل في العشر الأواخر من رمضان وكلمني عن تخصصه في موضوع التفكك الأسري، وحدثني عن قانون الأسرة وأثره السلبي، وأن بسببه حصلت حالات طلاق كثيرة جداً بنسب كارثية.
ثم أخبرني أن الشيعة حاولوا التخلص من هذا القانون بحجة الخصوصية المذهبية ونجحوا، وأنه صارح بعض المشايخ بذلك، فأخبره أن قانونهم أقرب للفقه السني من قانون الأسرة الحالي.
فقلت له: هذا الأمر له مؤشرات خطيرة، فإن القوم إذا استمروا بالزواج المبكر -الذي يشاهد في مناطقهم، حتى في العراق وإيران- وبتشجيع التعدد والبعد عن القوانين النسوية، مع ما يقع لأهل السنة من فتك قانوني وعدم وعي من كثير من المنتسبين للعلم = فهذا معناه أن هناك تغييراً ديمغرافياً عظيماً سيحصل، وأن القوم بدون دعوة كبيرة ستصير أعدادهم أكبر وأكبر.
ولا يخفى أن عامل العدد مؤثر في الصراعات.
ونحن نتحدث عن وقت سيطروا فيه على أربع عواصم عربية، ولهم محاضن في كثير من البلدان ترتبط بالقوة الإقليمية الأم.
مع الدعاية الإعلامية الحاصلة لهم، هنا تتداخل الملفات: ملف حرب النسوية والقوانين الوضعية؛ بملف حرب التشيع والحفاظ على العقيدة؛ وحفظ الأمن والأعراض.
وكلام هذا الشاب صحيح، هناك معركة ديمغرافية ذات بعد عقدي، خفية لا يدركها كثير من الناس.
كلمني رجل فاضل في العشر الأواخر من رمضان وكلمني عن تخصصه في موضوع التفكك الأسري، وحدثني عن قانون الأسرة وأثره السلبي، وأن بسببه حصلت حالات طلاق كثيرة جداً بنسب كارثية.
ثم أخبرني أن الشيعة حاولوا التخلص من هذا القانون بحجة الخصوصية المذهبية ونجحوا، وأنه صارح بعض المشايخ بذلك، فأخبره أن قانونهم أقرب للفقه السني من قانون الأسرة الحالي.
فقلت له: هذا الأمر له مؤشرات خطيرة، فإن القوم إذا استمروا بالزواج المبكر -الذي يشاهد في مناطقهم، حتى في العراق وإيران- وبتشجيع التعدد والبعد عن القوانين النسوية، مع ما يقع لأهل السنة من فتك قانوني وعدم وعي من كثير من المنتسبين للعلم = فهذا معناه أن هناك تغييراً ديمغرافياً عظيماً سيحصل، وأن القوم بدون دعوة كبيرة ستصير أعدادهم أكبر وأكبر.
ولا يخفى أن عامل العدد مؤثر في الصراعات.
ونحن نتحدث عن وقت سيطروا فيه على أربع عواصم عربية، ولهم محاضن في كثير من البلدان ترتبط بالقوة الإقليمية الأم.
مع الدعاية الإعلامية الحاصلة لهم، هنا تتداخل الملفات: ملف حرب النسوية والقوانين الوضعية؛ بملف حرب التشيع والحفاظ على العقيدة؛ وحفظ الأمن والأعراض.
فائدة للدعاة من سورة النصر...
قال تعالى: {إذا جاء نصر الله والفتح • ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً • فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان تواباً}.
الأمر بالاستغفار بعد ذكر دخول الناس في دين الله أفواجاً حيَّر جماعة من المفسرين في حكمته، مع الوارد في الصحيح أنه إشارة إلى وفاة النبي ﷺ.
وفيه فائدة أيضا: وهي أن النبي ﷺ الذي على يديه أدخل الله الناس في دينه أفواجاً يؤمر بالاستغفار، وهو الذي غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.
فبقية الدعاة من باب أولى.
وفي ذلك تنبيه لهم ألا يغتروا بالإنجازات والخير الذي يجريه الله -عز وجل- على أيديهم؛ فيلهيهم ذلك عن الاستغفار من ذنوبهم، فالأمر كله من فضل الله -تبارك وتعالى- ولا أحد يمن بحسناته عليه سبحانه.
وكذلك إذا وقع منهم الزلل أو الخلل يبادرون إلى الاستغفار والرجوع، فإن ذلك لا يزيدهم إلا خيراً، ورُبَّ استغفار كان خيراً من حسنات عظيمة، فمهما بلغتَ من الحسنات ولو دخل الناس على يديك في دين الله أفواجاً، فإن ذلك لا يعصمك من الاستغفار والاعتذار إن صدر منك موجب ذلك.
هذا أمر أعظ به نفسي قبل كل أحد، وإن كان المرء يعلم من نفسه أنه اجتمع فيه ضعف الأثر واستثقال الرجوع عن الغلط، ومع ذلك أكتب ما أكتب عسى أن تصيبني بركته.
قال تعالى: {إذا جاء نصر الله والفتح • ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً • فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان تواباً}.
الأمر بالاستغفار بعد ذكر دخول الناس في دين الله أفواجاً حيَّر جماعة من المفسرين في حكمته، مع الوارد في الصحيح أنه إشارة إلى وفاة النبي ﷺ.
وفيه فائدة أيضا: وهي أن النبي ﷺ الذي على يديه أدخل الله الناس في دينه أفواجاً يؤمر بالاستغفار، وهو الذي غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.
فبقية الدعاة من باب أولى.
وفي ذلك تنبيه لهم ألا يغتروا بالإنجازات والخير الذي يجريه الله -عز وجل- على أيديهم؛ فيلهيهم ذلك عن الاستغفار من ذنوبهم، فالأمر كله من فضل الله -تبارك وتعالى- ولا أحد يمن بحسناته عليه سبحانه.
وكذلك إذا وقع منهم الزلل أو الخلل يبادرون إلى الاستغفار والرجوع، فإن ذلك لا يزيدهم إلا خيراً، ورُبَّ استغفار كان خيراً من حسنات عظيمة، فمهما بلغتَ من الحسنات ولو دخل الناس على يديك في دين الله أفواجاً، فإن ذلك لا يعصمك من الاستغفار والاعتذار إن صدر منك موجب ذلك.
هذا أمر أعظ به نفسي قبل كل أحد، وإن كان المرء يعلم من نفسه أنه اجتمع فيه ضعف الأثر واستثقال الرجوع عن الغلط، ومع ذلك أكتب ما أكتب عسى أن تصيبني بركته.
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
هذا المحامي الكويتي سعود الهدبة، يقول إن موضوع القمار هذا لوحده دمر المجتمع (ويذكر في آخر اللقاء كيف أن كثيراً من أموال غسيل الأموال أصلها من القمار وغيره).
هذا في مجتمع مسلم وقد قال الله تعالى: {إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان}.
والملايين حول العالم تدمرت حياتهم بسبب القمار والخمور.
والقمار حالة مرضيَّة يدمنها كثيرون، ويحتاجون إلى علاج إيماني ونفسي، ولعل هذا أحد أوجه الحكمة في قرنه بالخمر.
وتحدَّث المحامي عما أسماه بـ(القصور التشريعي) ضد الخمر والقمار والمخدرات.
وهذه بلية القوانين الوضعية، أنها لا تُعنى بسد الذريعة، وقصورها بيِّن أمام الشريعة، فسبحان الله.
هذا في مجتمع مسلم وقد قال الله تعالى: {إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان}.
والملايين حول العالم تدمرت حياتهم بسبب القمار والخمور.
والقمار حالة مرضيَّة يدمنها كثيرون، ويحتاجون إلى علاج إيماني ونفسي، ولعل هذا أحد أوجه الحكمة في قرنه بالخمر.
وتحدَّث المحامي عما أسماه بـ(القصور التشريعي) ضد الخمر والقمار والمخدرات.
وهذه بلية القوانين الوضعية، أنها لا تُعنى بسد الذريعة، وقصورها بيِّن أمام الشريعة، فسبحان الله.
من لا يعاقب الشرَّ يأمر به...
هذه الكلمة (من لا يعاقب الشر يأمر به) قرأتها في رسائل دافنشي الأدبية، وحين وقع نظري عليها تذكرت منظمة العفو الدولية ومنظمات حقوق الإنسان.
فإن قلت: ما المناسبة؟
أقول لك: قد قال رب العالمين {ولكم في القصاص حياة} مفهوم هذا أن في ترك القصاص موتاً وتسهيلاً للقتل (من لا يعاقب الشر يأمر به)، وهؤلاء يحاربون عقوبة القصاص مطلقاً، هذا وهم يُبيحون الإجهاض.
في الواقع الحياد الكاذب والرأفة بالمجرمين من أعظم صور دعم الباطل.
فإنك تجد في التاريخ قولهم (الروم إن لم يُغزوا غزوا) أي إن لم تبادرهم بالغزو (جهاد الطلب) غزوك، وقد كان هذا فقد تسلطوا علينا بل وعلى أمم الأرض جمعاء، وارتكبوا من المجازر ما لم تعرف له البشرية نظيراً، في أفريقيا والأمريكتين وأستراليا وبلداننا، وتوَّجوا ذلك بتأييد الكيان الصهيوني.
وهكذا عموم الباطل الذي تراه يتسلل، كالتصالح مع الشذوذ والإنسانوية والنسوية وغيرها، كل من ظن أنه في حلٍّ من محاربتها مع فشوها ووجود الدعم لها فذاك آمر بها.
وكذلك البدع والضلالات في أبواب الاعتقاد والتي لها دعاة نشطون، كل من يدعو إلى تناسي الخلاف أو قفزه، فهو مروِّج للباطل على التحقيق، لأن أهل الباطل في الغالب لا يستمعون لدعواه ونراهم يروِّجونها بين أهل الحق الذين يتقاعس كثير منهم بسبب هذا التثبيط، فتكون النتيجة انتشار الباطل وقوة أهله حتى يصلوا إلى مرحلة اضطهاد أهل السنة، كما وقع في بلدان عدة.
وكذلك كل عقوبة شرعية هي بمنزلة الدواء النافع للمرض العضال، وإن وجد الناس فيه مرارة، فإن عاقبتها عافية، وكما أن من يأمر بترك الدواء لمرارته فهو قاتل للمريض أو مؤذٍ له فكذلك من ينهى عن معاقبة الشر فهو آمر به.
قال ابن تيمية كما في «مجموع الفتاوى» [7/385]: "وأما هؤلاء فهم مبتدعون ضالون (يعني القدرية غير الغلاة) لكنهم ليسوا بمنزلة أولئك؛ وفي هؤلاء خلق كثير من العلماء والعباد كتب عنهم العلم. وأخرج البخاري ومسلم لجماعة منهم لكن من كان داعية إليه لم يخرجوا له وهذا مذهب فقهاء أهل الحديث كأحمد وغيره: أن من كان داعية إلى بدعة فإنه يستحق العقوبة لدفع ضرره عن الناس وإن كان في الباطن مجتهدا وأقل عقوبته أن يهجر فلا يكون له مرتبة في الدين لا يؤخذ عنه العلم ولا يستقضى ولا تقبل شهادته ونحو ذلك. ومذهب مالك قريب من هذا ولهذا لم يخرج أهل الصحيح لمن كان داعية ولكن رووا هم وسائر أهل العلم عن كثير ممن كان يرى في الباطن رأي القدرية والمرجئة والخوارج والشيعة".
فنصَّ على ابتداع من كان متأولاً وبدعته غير مكفِّرة وعنده محاسن من العلم والعبادة والرواية، وأنه في حال الدعوة يعاقَب ولا تكون منزلته في الدين كمثل غيره ممن سلمت عقيدته، فما بالك بمن هو شر من هذا؟
فإن قيل: ألسنا ندرأ الحدود بالشبهات وربما عفونا في القصاص؟
فيقال: درء الحدود بالشبهات فرع عن وجودها، والعبارة المشار إليها تنطبق على من يريد الإلغاء من الأساس، ودرء الحدود معناه أن الشر لم يظهر الظهور المستحق للعقوبة العليا، والحدود ليست العقوبة الوحيدة بل هناك النهي والهجر وغيرها.
وكذلك الأمر في القصاص، العفو فرع عن وجوده وليس ملزماً لكل الناس.
هذه الكلمة (من لا يعاقب الشر يأمر به) قرأتها في رسائل دافنشي الأدبية، وحين وقع نظري عليها تذكرت منظمة العفو الدولية ومنظمات حقوق الإنسان.
فإن قلت: ما المناسبة؟
أقول لك: قد قال رب العالمين {ولكم في القصاص حياة} مفهوم هذا أن في ترك القصاص موتاً وتسهيلاً للقتل (من لا يعاقب الشر يأمر به)، وهؤلاء يحاربون عقوبة القصاص مطلقاً، هذا وهم يُبيحون الإجهاض.
في الواقع الحياد الكاذب والرأفة بالمجرمين من أعظم صور دعم الباطل.
فإنك تجد في التاريخ قولهم (الروم إن لم يُغزوا غزوا) أي إن لم تبادرهم بالغزو (جهاد الطلب) غزوك، وقد كان هذا فقد تسلطوا علينا بل وعلى أمم الأرض جمعاء، وارتكبوا من المجازر ما لم تعرف له البشرية نظيراً، في أفريقيا والأمريكتين وأستراليا وبلداننا، وتوَّجوا ذلك بتأييد الكيان الصهيوني.
وهكذا عموم الباطل الذي تراه يتسلل، كالتصالح مع الشذوذ والإنسانوية والنسوية وغيرها، كل من ظن أنه في حلٍّ من محاربتها مع فشوها ووجود الدعم لها فذاك آمر بها.
وكذلك البدع والضلالات في أبواب الاعتقاد والتي لها دعاة نشطون، كل من يدعو إلى تناسي الخلاف أو قفزه، فهو مروِّج للباطل على التحقيق، لأن أهل الباطل في الغالب لا يستمعون لدعواه ونراهم يروِّجونها بين أهل الحق الذين يتقاعس كثير منهم بسبب هذا التثبيط، فتكون النتيجة انتشار الباطل وقوة أهله حتى يصلوا إلى مرحلة اضطهاد أهل السنة، كما وقع في بلدان عدة.
وكذلك كل عقوبة شرعية هي بمنزلة الدواء النافع للمرض العضال، وإن وجد الناس فيه مرارة، فإن عاقبتها عافية، وكما أن من يأمر بترك الدواء لمرارته فهو قاتل للمريض أو مؤذٍ له فكذلك من ينهى عن معاقبة الشر فهو آمر به.
قال ابن تيمية كما في «مجموع الفتاوى» [7/385]: "وأما هؤلاء فهم مبتدعون ضالون (يعني القدرية غير الغلاة) لكنهم ليسوا بمنزلة أولئك؛ وفي هؤلاء خلق كثير من العلماء والعباد كتب عنهم العلم. وأخرج البخاري ومسلم لجماعة منهم لكن من كان داعية إليه لم يخرجوا له وهذا مذهب فقهاء أهل الحديث كأحمد وغيره: أن من كان داعية إلى بدعة فإنه يستحق العقوبة لدفع ضرره عن الناس وإن كان في الباطن مجتهدا وأقل عقوبته أن يهجر فلا يكون له مرتبة في الدين لا يؤخذ عنه العلم ولا يستقضى ولا تقبل شهادته ونحو ذلك. ومذهب مالك قريب من هذا ولهذا لم يخرج أهل الصحيح لمن كان داعية ولكن رووا هم وسائر أهل العلم عن كثير ممن كان يرى في الباطن رأي القدرية والمرجئة والخوارج والشيعة".
فنصَّ على ابتداع من كان متأولاً وبدعته غير مكفِّرة وعنده محاسن من العلم والعبادة والرواية، وأنه في حال الدعوة يعاقَب ولا تكون منزلته في الدين كمثل غيره ممن سلمت عقيدته، فما بالك بمن هو شر من هذا؟
فإن قيل: ألسنا ندرأ الحدود بالشبهات وربما عفونا في القصاص؟
فيقال: درء الحدود بالشبهات فرع عن وجودها، والعبارة المشار إليها تنطبق على من يريد الإلغاء من الأساس، ودرء الحدود معناه أن الشر لم يظهر الظهور المستحق للعقوبة العليا، والحدود ليست العقوبة الوحيدة بل هناك النهي والهجر وغيرها.
وكذلك الأمر في القصاص، العفو فرع عن وجوده وليس ملزماً لكل الناس.
شبهة على حديث النزول وجوابها...
هذه شبهة وجهت لي وأردت أن أكتب جواباً عليها؛ حتى أستغني عن الإجابة عليها في كل مرة أسأل عنها.
وقبل الدخول إلى عرض الشبهة لا بد أن يُعلم أن الأصل في الشبهات أنها لا تلقى إلى الناس، وتكون في الدرس العلمي؛ ولكن في زماننا بفعل انتشار الملاحدة وأشباههم صارت الشبهات تنتشر بين الناس في مواقع التواصل، فصار الأمر أشبه بالوباء الذي يحتاج تطعيماً.
والشبهة مفادها أن نزول الله -عز وجل- إلى السماء الدنيا يقتضي أن بعض مخلوقاته تكون فوقه، وهذه الشبهة يطرحها أصناف من الناس، فقد يطرحها الملحد وقد يطرحها منكر السنة وقد يطرحها الجهمي منكر النزول، وهذا الذي يكون الحوار معه هنا.
اعلم -رحمك الله- أن نزاع أهل السنة مع الأشعرية والماتريدية والمعتزلة في مسألة النزول هو فرع عن نزاعهم في الأفعال الاختيارية، فهذه الفرق كلها تنفي الأفعال الاختيارية لله -تبارك وتعالى- فهم ينكرون أنه يتكلم بما شاء متى شاء وأنه يفعل ما شاء متى شاء، فحتى مجرد الاقتراب ولو لم يكن نزولاً يرونه مستحيلاً، لأنه حلول حوادث يقتضي مقتضيات باطلة بزعمهم.
وغلاتهم ينكرون النزول وصعود الأشياء لله -عز وجل- واقترابها منه، لأنهم لا يثبتون له مكاناً من الأساس.
وعليه: لا تدخل في حوار خاص في مسألة النزول قبل أن تُقرِّر أصل فعل الله -عز وجل- لما شاء متى شاء وتَجدُّد الأفعال فيه سبحانه، وأنه الآن يسمع الخلق والآن يبصرهم، وأنه يقترب من الأشياء وأنه يجوز الاقتراب منه سبحانه وتعالى.
والخصوم عامتهم يقولون أموراً هي أبعد عن المعقول مما استشكلوه، فمنهم من يقول برؤية إلى غير جهة؛ ومنهم من يقول الله لا داخل العالم ولا خارجه؛ ومنهم من يقول بأنه خلق العالم بدون فعل اختياري قائم بذاته صدر منه وأن الفعل هو المفعول؛ وأما الزنادقة فكابروا كل معقول.
ولكنهم يأتون عند النصوص ويبدأون برمي هذه الإشكالات، وهذا من النفاق.
وقد أجاب ابن تيمية على هذه الشبهة في «شرح حديث النزول»:
قال الشيخ: "والقول الثالث -وهو الصواب وهو المأثور عن سلف الأمة وأئمتها-: إنه لا يزال فوق العرش، ولا يخلو العرش منه، مع دنوه ونزوله إلى السماء الدنيا، ولا يكون العرش فوقه. وكذلك يوم القيامة كما جاء به الكتاب والسنة، وليس نزوله كنزول أجسام بني آدم من السطح إلى الأرض، بحيث يبقى السقف فوقهم، بل الله منزه عن ذلك، وسنتكلم عليه إن شاء الله، وهذه المسألة تحتاج إلى بسط".
ويعني الشيخ بالمروي عن السلف: ما ورد عن حماد بن زيد والفضيل بأنه يدنو من عباده وهو -سبحانه- في علوِّه.
وقال الشيخ أيضاً: "قال ابن أبي حاتم في [تفسيره]: حدثنا أبو زرعة، ثنا منجاب بن الحارث، ثنا بشر بن عمارة عن أبي روق، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- عن النبي ﷺ في قوله سبحانه وتعالى: {لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار} [الأنعام: 103] قال: (لو أن الجن والإنس، والشياطين والملائكة؛ منذ خلقوا إلى أن فَنُوا صُفُّوا صفًا واحدًا ما أحاطوا بالله أبدًا)، فمن هذه عظمته، كيف يحصره مخلوق من المخلوقات، سماء أو غير سماء؟! حتى يقال: إنه إذا نزل إلى السماء الدنيا صار العرش فوقه، أو يصير شيء من المخلوقات يحصره ويحيط به -سبحانه وتعالى".
وقال أيضاً: "فإن قيل: إذا كان الله لا يزال عاليًا على المخلوقات كما تقدم، فكيف يقال: ثم ارتفع إلى السماء وهي دخان؟ أو يقال: ثم علا على العرش؟ قيل: هذا كما أخبر أنه ينزل إلى السماء الدنيا ثم يصعد، وروى [ثم يعرج]، وهو -سبحانه- لم يزل فوق العرش، فإن صعوده من جنس نزوله. وإذا كان في نزوله لم يصر شيء من المخلوقات فوقه، فهو -سبحانه- يصعد وإن لم يكن منها شيء فوقه".
وقال أيضاً: "عن النبي ﷺ أنه كان يقول: "اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء"، وهذا نص في أن الله ليس فوقه شيء، وكونه الظاهر صفة لازمة له مثل كونه الأول والآخر، وكذلك الباطن، فلا يزال ظاهرًا ليس فوقه شيء، ولا يزال باطنًا ليس دونه شيء".
والخلاصة أن من نسب لأهل السنة اعتقاد أن شيئاً فوق الله -عز وجل- فقد كذب، وأن حديث النزول لا يفهم بمعزل عن النصوص الأخرى، وأنه دنو واقتراب دون أن يقع لازم ينافي العلو، مع ثبوت فعل اختياري كالوارد في عموم النصوص مما ينكره الجهمية ويلبسون على العامة أنهم ينكرون معنى خاصاً في خبر النزول فحسب، وهم لنفيهم العلو والفعل الاختياري ينكرون أنه يقترب من الأشياء أو تقترب الأشياء منه -تعالى الله عما يقولون- فذاك وصف العدم.
هذه شبهة وجهت لي وأردت أن أكتب جواباً عليها؛ حتى أستغني عن الإجابة عليها في كل مرة أسأل عنها.
وقبل الدخول إلى عرض الشبهة لا بد أن يُعلم أن الأصل في الشبهات أنها لا تلقى إلى الناس، وتكون في الدرس العلمي؛ ولكن في زماننا بفعل انتشار الملاحدة وأشباههم صارت الشبهات تنتشر بين الناس في مواقع التواصل، فصار الأمر أشبه بالوباء الذي يحتاج تطعيماً.
والشبهة مفادها أن نزول الله -عز وجل- إلى السماء الدنيا يقتضي أن بعض مخلوقاته تكون فوقه، وهذه الشبهة يطرحها أصناف من الناس، فقد يطرحها الملحد وقد يطرحها منكر السنة وقد يطرحها الجهمي منكر النزول، وهذا الذي يكون الحوار معه هنا.
اعلم -رحمك الله- أن نزاع أهل السنة مع الأشعرية والماتريدية والمعتزلة في مسألة النزول هو فرع عن نزاعهم في الأفعال الاختيارية، فهذه الفرق كلها تنفي الأفعال الاختيارية لله -تبارك وتعالى- فهم ينكرون أنه يتكلم بما شاء متى شاء وأنه يفعل ما شاء متى شاء، فحتى مجرد الاقتراب ولو لم يكن نزولاً يرونه مستحيلاً، لأنه حلول حوادث يقتضي مقتضيات باطلة بزعمهم.
وغلاتهم ينكرون النزول وصعود الأشياء لله -عز وجل- واقترابها منه، لأنهم لا يثبتون له مكاناً من الأساس.
وعليه: لا تدخل في حوار خاص في مسألة النزول قبل أن تُقرِّر أصل فعل الله -عز وجل- لما شاء متى شاء وتَجدُّد الأفعال فيه سبحانه، وأنه الآن يسمع الخلق والآن يبصرهم، وأنه يقترب من الأشياء وأنه يجوز الاقتراب منه سبحانه وتعالى.
والخصوم عامتهم يقولون أموراً هي أبعد عن المعقول مما استشكلوه، فمنهم من يقول برؤية إلى غير جهة؛ ومنهم من يقول الله لا داخل العالم ولا خارجه؛ ومنهم من يقول بأنه خلق العالم بدون فعل اختياري قائم بذاته صدر منه وأن الفعل هو المفعول؛ وأما الزنادقة فكابروا كل معقول.
ولكنهم يأتون عند النصوص ويبدأون برمي هذه الإشكالات، وهذا من النفاق.
وقد أجاب ابن تيمية على هذه الشبهة في «شرح حديث النزول»:
قال الشيخ: "والقول الثالث -وهو الصواب وهو المأثور عن سلف الأمة وأئمتها-: إنه لا يزال فوق العرش، ولا يخلو العرش منه، مع دنوه ونزوله إلى السماء الدنيا، ولا يكون العرش فوقه. وكذلك يوم القيامة كما جاء به الكتاب والسنة، وليس نزوله كنزول أجسام بني آدم من السطح إلى الأرض، بحيث يبقى السقف فوقهم، بل الله منزه عن ذلك، وسنتكلم عليه إن شاء الله، وهذه المسألة تحتاج إلى بسط".
ويعني الشيخ بالمروي عن السلف: ما ورد عن حماد بن زيد والفضيل بأنه يدنو من عباده وهو -سبحانه- في علوِّه.
وقال الشيخ أيضاً: "قال ابن أبي حاتم في [تفسيره]: حدثنا أبو زرعة، ثنا منجاب بن الحارث، ثنا بشر بن عمارة عن أبي روق، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- عن النبي ﷺ في قوله سبحانه وتعالى: {لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار} [الأنعام: 103] قال: (لو أن الجن والإنس، والشياطين والملائكة؛ منذ خلقوا إلى أن فَنُوا صُفُّوا صفًا واحدًا ما أحاطوا بالله أبدًا)، فمن هذه عظمته، كيف يحصره مخلوق من المخلوقات، سماء أو غير سماء؟! حتى يقال: إنه إذا نزل إلى السماء الدنيا صار العرش فوقه، أو يصير شيء من المخلوقات يحصره ويحيط به -سبحانه وتعالى".
وقال أيضاً: "فإن قيل: إذا كان الله لا يزال عاليًا على المخلوقات كما تقدم، فكيف يقال: ثم ارتفع إلى السماء وهي دخان؟ أو يقال: ثم علا على العرش؟ قيل: هذا كما أخبر أنه ينزل إلى السماء الدنيا ثم يصعد، وروى [ثم يعرج]، وهو -سبحانه- لم يزل فوق العرش، فإن صعوده من جنس نزوله. وإذا كان في نزوله لم يصر شيء من المخلوقات فوقه، فهو -سبحانه- يصعد وإن لم يكن منها شيء فوقه".
وقال أيضاً: "عن النبي ﷺ أنه كان يقول: "اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء"، وهذا نص في أن الله ليس فوقه شيء، وكونه الظاهر صفة لازمة له مثل كونه الأول والآخر، وكذلك الباطن، فلا يزال ظاهرًا ليس فوقه شيء، ولا يزال باطنًا ليس دونه شيء".
والخلاصة أن من نسب لأهل السنة اعتقاد أن شيئاً فوق الله -عز وجل- فقد كذب، وأن حديث النزول لا يفهم بمعزل عن النصوص الأخرى، وأنه دنو واقتراب دون أن يقع لازم ينافي العلو، مع ثبوت فعل اختياري كالوارد في عموم النصوص مما ينكره الجهمية ويلبسون على العامة أنهم ينكرون معنى خاصاً في خبر النزول فحسب، وهم لنفيهم العلو والفعل الاختياري ينكرون أنه يقترب من الأشياء أو تقترب الأشياء منه -تعالى الله عما يقولون- فذاك وصف العدم.
الزواج الثاني ليس معضلة، فمع كثرة حالات الطلاق والخلع التي تسجل أرقاماً قياسية بسبب قوانين الخلع والأسرة الظالمة، زواج الرجل مرة أخرى بعد انفصاله حتمي.
وتفكيره أن يستعيد الزوجة الأولى وارد بقوة، هذه صورة يهملونها.
ولكن ما الناتج من هذه المحاصرة؟
- تبرج وفتن في كل مكان.
- نزع للقوامة بالقوانين وقائمة المنقولات.
ثم تقييد لخيار التعدد الذي قد يخفف كثيراً من الضغط النفسي؛ الناتج عن خسائر كبيرة دون مردود في نفس الرجل.
غالباً الانطلاق للحرام مع البعد عن الحلال سيكون هو الخيار الشيطاني الذي سيفكر به كثير من الشباب، وربما يدفعه لذلك نفس انتقامي.
هذا مع كثرة الحديث عن المظلومية واعتبار أي خطيئة لرجل محسوبة عليه، وأي امرأة مظلومة يمكن أن تستفيد عموم الإناث من حادثتها، هذا يغذي الاحتقان.
هنا سنعود إلى الخطاب الشرعي، ونحث الشباب على العفة والبعد عن أسباب الحرام والسعي إلى الحلال، هكذا يحارب الشرع ويقيَّد؛ ولكن في النهاية يُلجأ إليه ولا يحاصَر بشكل تام إلا بالانتقاء منه.
فاعجب لها قضية لمثلها فليعجب!
ولو أخذوا بالشرع كله لسلم لهم دينهم ودنياهم؛ ولكن يصرون على التدمير باسم البناء.
وتفكيره أن يستعيد الزوجة الأولى وارد بقوة، هذه صورة يهملونها.
ولكن ما الناتج من هذه المحاصرة؟
- تبرج وفتن في كل مكان.
- نزع للقوامة بالقوانين وقائمة المنقولات.
ثم تقييد لخيار التعدد الذي قد يخفف كثيراً من الضغط النفسي؛ الناتج عن خسائر كبيرة دون مردود في نفس الرجل.
غالباً الانطلاق للحرام مع البعد عن الحلال سيكون هو الخيار الشيطاني الذي سيفكر به كثير من الشباب، وربما يدفعه لذلك نفس انتقامي.
هذا مع كثرة الحديث عن المظلومية واعتبار أي خطيئة لرجل محسوبة عليه، وأي امرأة مظلومة يمكن أن تستفيد عموم الإناث من حادثتها، هذا يغذي الاحتقان.
هنا سنعود إلى الخطاب الشرعي، ونحث الشباب على العفة والبعد عن أسباب الحرام والسعي إلى الحلال، هكذا يحارب الشرع ويقيَّد؛ ولكن في النهاية يُلجأ إليه ولا يحاصَر بشكل تام إلا بالانتقاء منه.
فاعجب لها قضية لمثلها فليعجب!
ولو أخذوا بالشرع كله لسلم لهم دينهم ودنياهم؛ ولكن يصرون على التدمير باسم البناء.
تصدقي على نفسك بترك التبرج قبل أن تتصدقي على غيرك…
مفهوم الصدقة في الإسلام أوسع من مجرد التبرع المالي، ففي الحديث: «كل معروف صدقة»، وورد في خبر صلاة الضحى أن التسبيحة صدقة والتهليلة صدقة والتحميدة صدقة وكذلك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وورد في الحديث أن كفك الأذى عن الناس صدقة تتصدق بها على نفسك.
قال مسلم في صحيحه: "136- (84) حدثني أبو الربيع الزهراني، حدثنا حماد بن زيد، حدثنا هشام بن عروة، ح وحدثنا خلف بن هشام -واللفظ له- حدثنا حماد بن زيد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أبي مراوح الليثي، عن أبي ذر، قال: قلت: يا رسول الله، أي الأعمال أفضل؟ قال: «الإيمان بالله والجهاد في سبيله» قال: قلت: أي الرقاب أفضل؟ قال: «أنفسها عند أهلها وأكثرها ثمنا» قال: قلت: فإن لم أفعل؟ قال: «تعين صانعا أو تصنع لأخرق» قال: قلت: يا رسول الله، أرأيت إن ضعفت عن بعض العمل؟ قال: «تكف شرك عن الناس فإنها صدقة منك على نفسك»".
ومن أعظم الناس أذية للناس: المتبرجات اللواتي تثير رؤيتهن الغرائز، ومن الناس من يغض بصره على تكره، ومنهم من يضعف فيؤذى في دينه، وعليه أن يستغفر ويتوب.
وقد رأيت كثيراً من المتبرجات إن كن ميسورات الحال يحرصن على الصدقة، وربما يعتبرنها مقايضة تتصدق هنا ثم تتبرج، والحق أن تركها التبرج أولى، بأن تتصدق على نفسها وتكف شرها عن العشرات أو المئات أو الآلاف -إن كانت في مواقع التواصل- الذين يرون تبرجها، فذلك أولى من نفع واحد أو اثنين أو عشرة مادياً، وإن جمعت الأمرين فذلك خير.
وقد ورد في الحديث: "«اتقوا اللاعنين»، قالوا: وما اللاعنان؟ يا رسول الله، قال: «الذي يتخلى في طريق الناس أو في ظلهم»".
فهؤلاء وقع اللعن في حقهم لأذيتهم الناس في طريقهم، والمتبرجة قد تكون داخلة في ذلك، وقد ورد في الحديث المختلف في صحته: «العنوهن فإنهن ملعونات».
وبعض طلاب العلم يتنزه عن مثل خطابي هذا ويراه خطاباً وعظياً، والحق أن التنزه عن الوعظ بادرة سوء، والمرء يحرص على كل ما يجلب له الأجر، غير أن الكلام الذي أذكره أعلاه متصل اتصالاً عظيماً بعامة الانحرافات الفكرية التي نناقشها اليوم، ففيها مدخل عظيم للشهوات، ورأس الشهوات أمر النساء.
مفهوم الصدقة في الإسلام أوسع من مجرد التبرع المالي، ففي الحديث: «كل معروف صدقة»، وورد في خبر صلاة الضحى أن التسبيحة صدقة والتهليلة صدقة والتحميدة صدقة وكذلك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وورد في الحديث أن كفك الأذى عن الناس صدقة تتصدق بها على نفسك.
قال مسلم في صحيحه: "136- (84) حدثني أبو الربيع الزهراني، حدثنا حماد بن زيد، حدثنا هشام بن عروة، ح وحدثنا خلف بن هشام -واللفظ له- حدثنا حماد بن زيد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أبي مراوح الليثي، عن أبي ذر، قال: قلت: يا رسول الله، أي الأعمال أفضل؟ قال: «الإيمان بالله والجهاد في سبيله» قال: قلت: أي الرقاب أفضل؟ قال: «أنفسها عند أهلها وأكثرها ثمنا» قال: قلت: فإن لم أفعل؟ قال: «تعين صانعا أو تصنع لأخرق» قال: قلت: يا رسول الله، أرأيت إن ضعفت عن بعض العمل؟ قال: «تكف شرك عن الناس فإنها صدقة منك على نفسك»".
ومن أعظم الناس أذية للناس: المتبرجات اللواتي تثير رؤيتهن الغرائز، ومن الناس من يغض بصره على تكره، ومنهم من يضعف فيؤذى في دينه، وعليه أن يستغفر ويتوب.
وقد رأيت كثيراً من المتبرجات إن كن ميسورات الحال يحرصن على الصدقة، وربما يعتبرنها مقايضة تتصدق هنا ثم تتبرج، والحق أن تركها التبرج أولى، بأن تتصدق على نفسها وتكف شرها عن العشرات أو المئات أو الآلاف -إن كانت في مواقع التواصل- الذين يرون تبرجها، فذلك أولى من نفع واحد أو اثنين أو عشرة مادياً، وإن جمعت الأمرين فذلك خير.
وقد ورد في الحديث: "«اتقوا اللاعنين»، قالوا: وما اللاعنان؟ يا رسول الله، قال: «الذي يتخلى في طريق الناس أو في ظلهم»".
فهؤلاء وقع اللعن في حقهم لأذيتهم الناس في طريقهم، والمتبرجة قد تكون داخلة في ذلك، وقد ورد في الحديث المختلف في صحته: «العنوهن فإنهن ملعونات».
وبعض طلاب العلم يتنزه عن مثل خطابي هذا ويراه خطاباً وعظياً، والحق أن التنزه عن الوعظ بادرة سوء، والمرء يحرص على كل ما يجلب له الأجر، غير أن الكلام الذي أذكره أعلاه متصل اتصالاً عظيماً بعامة الانحرافات الفكرية التي نناقشها اليوم، ففيها مدخل عظيم للشهوات، ورأس الشهوات أمر النساء.
التقارب بين المذاهب والأديان عملية غير موجودة من الأساس...
بمناسبة الحديث هذه الأيام عما يسمى بـ(التقارب بين المذاهب) و(التعايش بين الأديان) أود أن أقول إن هذه العملية بالمعنى الذي يتكلمون عنه ممتنعة الوقوع، شأنها شأن الحديث عن تعدد الحق أو السفر عبر الزمن وغيرها من الممتنعات، التي لا يعقل كثير من الناس أنها ممتنعات.
فإن قيل: كيف هذا؟
قلت: قولهم (التقارب) يقصدون به في الغالب إسقاط الأحكام التمييزية ضد المخالف العقدي، من بغضٍ له أو حتى هجره أو ترك مزاوجته أو تقديمه في الوظائف الدينية، وغير ذلك مما يترتب على التكفير أو التبديع.
وقولهم (المذاهب) يقصدون به المذاهب العقدية، كالشيعة والسنة والصوفية والأشعرية والإباضية وغيرها (وهناك ما يكون بين أهل الأديان).
كل مذهب من هذه المذاهب العقدية له حضور تاريخي وأهل، ومن ضروريات كل مذهب من هذه المذاهب أنهم يعتقدون في أصحابهم أنهم على استقامة، وأن خلافهم مع المذاهب العقدية الأخرى يختلف كماً وكيفاً عن خلافياتهم فيما بينهم.
فلو قال الشيعي (خلافي مع السني هو من جنس خلافي مع الشيعي الآخر في قضايا فقهية) لم يعد شيعياً، ولم يعد التشيع بهذا الاعتبار مذهباً عقدياً بل يصير مذهباً فقهياً.
ولو قال السني الأمر نفسه، لقلنا له ما نقول للشيعي.
فباختصار: القوم المتقاربون وفقاً للاعتبار المذكور هم منشقون عن مذاهبهم، ويقرأونها قراءة خاصة تستبعد كل الأحكام التي اتفق عليها أهل مذهبهم في التعاطي مع المخالف، والتي لولاها لما كانوا فرقة عقدية.
فهو تقارب مجموعة من المنشقين عن المذاهب، المتمردين عليها في باب من أبوابها فيما بينهم، وليس تقارباً بين المذاهب نفسها.
والأحكام مثل الصلاة خلف المخالف العقدي أو الصلاة عليه أو مناكحته أو تقديمه على غيره في الصلاة والوظائف الدينية أو غيرها من المعاملات التمييزية، لا ينفك عنها أهل مذهب، وهي من ضروريات اعتقاد أنهم على الحق، وهذه الممارسات تفتح الباب لغيرها.
وأما الأمر بين أهل الأديان فهو أعظم، فلا يمكنك أن تجبر المسلم على الرضا بالزواج من النصراني ولا أن تجبر المسلم على أن يتزوج الهندوسية أو البوذية، وأما أن يعيش كل واحد منهم مع نفرته من الآخر في ملفات معينة فهذا واقع الناس، فما الذي تزيده أنت وما الذي تغيره؟
وفتح باب تحريف الأديان من خلال تحريف ملف التعامل مع المخالف العقدي يجعل الباب مفتوحاً على مصراعيه لأي تحريف آخر، وفقاً لأهواء ليبرالية إنما بُنيت على عدم الإقرار بالآخرة؛ وعدم الإقرار بوجود حق مطلق في الأديان؛ وحق ظاهر مخالفه مستحق للعقوبة الدنيوية -وهذه لها مقامات فهي لا تعني القتل بالضرورة- والأخروية.
بمناسبة الحديث هذه الأيام عما يسمى بـ(التقارب بين المذاهب) و(التعايش بين الأديان) أود أن أقول إن هذه العملية بالمعنى الذي يتكلمون عنه ممتنعة الوقوع، شأنها شأن الحديث عن تعدد الحق أو السفر عبر الزمن وغيرها من الممتنعات، التي لا يعقل كثير من الناس أنها ممتنعات.
فإن قيل: كيف هذا؟
قلت: قولهم (التقارب) يقصدون به في الغالب إسقاط الأحكام التمييزية ضد المخالف العقدي، من بغضٍ له أو حتى هجره أو ترك مزاوجته أو تقديمه في الوظائف الدينية، وغير ذلك مما يترتب على التكفير أو التبديع.
وقولهم (المذاهب) يقصدون به المذاهب العقدية، كالشيعة والسنة والصوفية والأشعرية والإباضية وغيرها (وهناك ما يكون بين أهل الأديان).
كل مذهب من هذه المذاهب العقدية له حضور تاريخي وأهل، ومن ضروريات كل مذهب من هذه المذاهب أنهم يعتقدون في أصحابهم أنهم على استقامة، وأن خلافهم مع المذاهب العقدية الأخرى يختلف كماً وكيفاً عن خلافياتهم فيما بينهم.
فلو قال الشيعي (خلافي مع السني هو من جنس خلافي مع الشيعي الآخر في قضايا فقهية) لم يعد شيعياً، ولم يعد التشيع بهذا الاعتبار مذهباً عقدياً بل يصير مذهباً فقهياً.
ولو قال السني الأمر نفسه، لقلنا له ما نقول للشيعي.
فباختصار: القوم المتقاربون وفقاً للاعتبار المذكور هم منشقون عن مذاهبهم، ويقرأونها قراءة خاصة تستبعد كل الأحكام التي اتفق عليها أهل مذهبهم في التعاطي مع المخالف، والتي لولاها لما كانوا فرقة عقدية.
فهو تقارب مجموعة من المنشقين عن المذاهب، المتمردين عليها في باب من أبوابها فيما بينهم، وليس تقارباً بين المذاهب نفسها.
والأحكام مثل الصلاة خلف المخالف العقدي أو الصلاة عليه أو مناكحته أو تقديمه على غيره في الصلاة والوظائف الدينية أو غيرها من المعاملات التمييزية، لا ينفك عنها أهل مذهب، وهي من ضروريات اعتقاد أنهم على الحق، وهذه الممارسات تفتح الباب لغيرها.
وأما الأمر بين أهل الأديان فهو أعظم، فلا يمكنك أن تجبر المسلم على الرضا بالزواج من النصراني ولا أن تجبر المسلم على أن يتزوج الهندوسية أو البوذية، وأما أن يعيش كل واحد منهم مع نفرته من الآخر في ملفات معينة فهذا واقع الناس، فما الذي تزيده أنت وما الذي تغيره؟
وفتح باب تحريف الأديان من خلال تحريف ملف التعامل مع المخالف العقدي يجعل الباب مفتوحاً على مصراعيه لأي تحريف آخر، وفقاً لأهواء ليبرالية إنما بُنيت على عدم الإقرار بالآخرة؛ وعدم الإقرار بوجود حق مطلق في الأديان؛ وحق ظاهر مخالفه مستحق للعقوبة الدنيوية -وهذه لها مقامات فهي لا تعني القتل بالضرورة- والأخروية.
أخبار وفضائح المشاهير ضياع للعمر وباب سيئات جارية...
كثير من المشاهير وخصوصاً النساء منهن ومن يخرج نساءه منهم يذنبون كثيراً، ويذنب الناس بهم كثيراً.
فكثير من الناس يعلقون عليهم بالنقد والسب، وذلك ينفعهم لأنه يرفع موادهم، حتى إن كثيراً منهم يستفزون الناس ليحصلوا هذا أو ليرفعوا عليهم القضايا.
ومنهم من تخرج له فضيحة فيتداولها الناس ويتكلمون عنها فتكون سيئات جارية.
وكم أُشفق على من يساهم في رفع هذه الأمور، فيكون عليه وزرها ووزر من نظر إليها، حتى من يزعم منهم نقد الأمر وتقويمه بهذه الطريقة، طريقة نشر الصور والفيديوهات المحتوية على المحرمات، هو مشارك بالإثم.
غير كثرة الإشاعات التي تحيط بالأمر والقيل والقال؛ وبذلك تذهب أوقاتٌ كثيرة بغير نفع.
في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة عن النبي ﷺ أنه قال: «احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز».
ومفهومه أن ما لا ينفعك ابتعد عنه، وقد جاء هذا المفهوم في حديث آخر: «إن من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه» وهو من مراسيل علي بن الحسين (واستشهد به مالك، وهذا يدل على أن قاعدة أهل العلم في الفضائل التسامح في الأسانيد).
وقد أحسن الإمام مالك لما سرد عدة أخبار في حفظ اللسان فقال رحمه الله في باب حفظ اللسان من كتابه «الموطأ»: "قال الرسول ﷺ: إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يلقي لها بالا، يهوي بها في نار جهنم.
وقال ﷺ: من وقي شر اثنين ولج الجنة: ما بين لحييه وما بين رجليه.
وقال: أكثر الناس خطايا يوم القيامة أكثرهم خوضا في الباطل.
وقال: التقي ملجم لا يتكلم بكل ما يريد.
وقال عليه الصلاة والسلام: من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه.
وقال عيسى بن مريم صلى الله على نبينا وعليه: لا تكثروا الكلام بغير
ذكر الله فتقسو قلوبكم فإن القلب القاسي بعيد من الله تعالى».
قال مالك: «من لم يعد كلامه من عمله كثر كلامه».
ويقال: «ومن علم أن كلامه من عمله قل كلامه».
قال مالك: «ولم يكونوا يهذرون الكلام هكذا. ومن الناس من يتكلم بكلام شهر في ساعة». أو كما قال.
قال مالك: «وكان الربيع بن خيثم أقل الناس كلاما»".
مواقع التواصل الاجتماعي لمن أحسن استخدامها قد تكون باباً للحسنات الجارية والانتفاع العظيم، فما أكثر الكتب والدروس التي توفرت على الإنترنت، وكان المرء قبل زمن لا تجتمع عنده حتى يبذل فيها أموالاً تعادل ثروة، وهي لمن أساء قد تكون باباً للسيئات الجارية، فانظر أين محلك؟
وهؤلاء المشاهير أنتم لا تشاركونهم في أموالهم التي يحصلونها من شهرتهم؛ ولكن تشاركونهم الإثم، فما بالكم لكم الغرم دون الغنم؟
كثير من المشاهير وخصوصاً النساء منهن ومن يخرج نساءه منهم يذنبون كثيراً، ويذنب الناس بهم كثيراً.
فكثير من الناس يعلقون عليهم بالنقد والسب، وذلك ينفعهم لأنه يرفع موادهم، حتى إن كثيراً منهم يستفزون الناس ليحصلوا هذا أو ليرفعوا عليهم القضايا.
ومنهم من تخرج له فضيحة فيتداولها الناس ويتكلمون عنها فتكون سيئات جارية.
وكم أُشفق على من يساهم في رفع هذه الأمور، فيكون عليه وزرها ووزر من نظر إليها، حتى من يزعم منهم نقد الأمر وتقويمه بهذه الطريقة، طريقة نشر الصور والفيديوهات المحتوية على المحرمات، هو مشارك بالإثم.
غير كثرة الإشاعات التي تحيط بالأمر والقيل والقال؛ وبذلك تذهب أوقاتٌ كثيرة بغير نفع.
في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة عن النبي ﷺ أنه قال: «احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز».
ومفهومه أن ما لا ينفعك ابتعد عنه، وقد جاء هذا المفهوم في حديث آخر: «إن من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه» وهو من مراسيل علي بن الحسين (واستشهد به مالك، وهذا يدل على أن قاعدة أهل العلم في الفضائل التسامح في الأسانيد).
وقد أحسن الإمام مالك لما سرد عدة أخبار في حفظ اللسان فقال رحمه الله في باب حفظ اللسان من كتابه «الموطأ»: "قال الرسول ﷺ: إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يلقي لها بالا، يهوي بها في نار جهنم.
وقال ﷺ: من وقي شر اثنين ولج الجنة: ما بين لحييه وما بين رجليه.
وقال: أكثر الناس خطايا يوم القيامة أكثرهم خوضا في الباطل.
وقال: التقي ملجم لا يتكلم بكل ما يريد.
وقال عليه الصلاة والسلام: من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه.
وقال عيسى بن مريم صلى الله على نبينا وعليه: لا تكثروا الكلام بغير
ذكر الله فتقسو قلوبكم فإن القلب القاسي بعيد من الله تعالى».
قال مالك: «من لم يعد كلامه من عمله كثر كلامه».
ويقال: «ومن علم أن كلامه من عمله قل كلامه».
قال مالك: «ولم يكونوا يهذرون الكلام هكذا. ومن الناس من يتكلم بكلام شهر في ساعة». أو كما قال.
قال مالك: «وكان الربيع بن خيثم أقل الناس كلاما»".
مواقع التواصل الاجتماعي لمن أحسن استخدامها قد تكون باباً للحسنات الجارية والانتفاع العظيم، فما أكثر الكتب والدروس التي توفرت على الإنترنت، وكان المرء قبل زمن لا تجتمع عنده حتى يبذل فيها أموالاً تعادل ثروة، وهي لمن أساء قد تكون باباً للسيئات الجارية، فانظر أين محلك؟
وهؤلاء المشاهير أنتم لا تشاركونهم في أموالهم التي يحصلونها من شهرتهم؛ ولكن تشاركونهم الإثم، فما بالكم لكم الغرم دون الغنم؟