كلامه في هذا المقطع يخالف القرآن الذي يزعم اهتمامه به.
فالله عز وجل يقول: {ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين} [البقرة]
وصاحبنا يزعم أن علماء المسلمين على مر التاريخ ما اهتدوا بالكتاب تمام الهدى حتى احتاج الناس في آخر الزمان لمذهب جديد.
وأنهم ما قادهم القرآن لنفي الكذب عن رسول الله ﷺ، فما اهتدوا به تمام الهدى فما هم بمتقين.
وقال تعالى: {كنتم خير أمة أُخرِجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر} [آل عمران]
وأعظم المنكر نسبة أحاديث مكذوبة لرسول الله ﷺ.
وصاحبنا يزعم أن عامة الأمة ما نفوا الكذب عن رسول الله ﷺ كما ينبغي حتى نسبوا له أحاديث جرَّت ويلات وهو الذي سينفيها بمذهبه الجديد (فكيف يستحقون المدح الوارد في القرآن؟).
ويقول: أنا لا أتهم عقلي أمام النص لأنني إن اتهمت عقلي فأنا لست بعاقل.
فيقال له: حقًّا لست بعاقل إذ ظننت أن الذين صحَّحوا الخبر وعملوا به وجرُّوا الويلات على الأمة وهم عامة علماء الأمة كانوا بلا عقول وأنت العاقل الوحيد، فحقًّا لست بعاقل (وعملهم بالأخبار دليل على قبولهم متونها وليس الأمر تصحيحًا إسناديًّا فحسب، وهو يتكلم عن أمور عملية بدليل حديثه عن مذهب وليس عن الغيبيات)، ولا تفرِّقُ بين اتهام العقل بمعنى وصفه بالجنون وبين اتهام العقل بمعنى اتهام الرأي أنه لا يحيط بالأمر من كل جوانبه كما حصل مع عمر في الحديبية، ولو كان الناس مستغنين بعقولهم لما احتجنا لمذهبك من أساسه.
فالله عز وجل يقول: {ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين} [البقرة]
وصاحبنا يزعم أن علماء المسلمين على مر التاريخ ما اهتدوا بالكتاب تمام الهدى حتى احتاج الناس في آخر الزمان لمذهب جديد.
وأنهم ما قادهم القرآن لنفي الكذب عن رسول الله ﷺ، فما اهتدوا به تمام الهدى فما هم بمتقين.
وقال تعالى: {كنتم خير أمة أُخرِجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر} [آل عمران]
وأعظم المنكر نسبة أحاديث مكذوبة لرسول الله ﷺ.
وصاحبنا يزعم أن عامة الأمة ما نفوا الكذب عن رسول الله ﷺ كما ينبغي حتى نسبوا له أحاديث جرَّت ويلات وهو الذي سينفيها بمذهبه الجديد (فكيف يستحقون المدح الوارد في القرآن؟).
ويقول: أنا لا أتهم عقلي أمام النص لأنني إن اتهمت عقلي فأنا لست بعاقل.
فيقال له: حقًّا لست بعاقل إذ ظننت أن الذين صحَّحوا الخبر وعملوا به وجرُّوا الويلات على الأمة وهم عامة علماء الأمة كانوا بلا عقول وأنت العاقل الوحيد، فحقًّا لست بعاقل (وعملهم بالأخبار دليل على قبولهم متونها وليس الأمر تصحيحًا إسناديًّا فحسب، وهو يتكلم عن أمور عملية بدليل حديثه عن مذهب وليس عن الغيبيات)، ولا تفرِّقُ بين اتهام العقل بمعنى وصفه بالجنون وبين اتهام العقل بمعنى اتهام الرأي أنه لا يحيط بالأمر من كل جوانبه كما حصل مع عمر في الحديبية، ولو كان الناس مستغنين بعقولهم لما احتجنا لمذهبك من أساسه.
هذا الرافضي الزنديق الذي على وجهه مسحة خنزير يرمي عمر بن الخطاب رضي الله عنه بأن أمه زانية وجدته زانية.
ووضعوا مصدرا أسموه (الصلابة في معرفة الصحابة) وقالوا إنه من مصادر أهل السنة ويذكر ذلك، ولا يوجد كتاب بهذا الاسم، ولا يذكر أن لعمر جدة اسمها صهاك إلا في كتب الشيعة، ولا وجود لذلك في كتب السنة البتة، ولا توجد شخصية بهذا الاسم، وأما قذف أم عمر وجدته فما ظهر إلا في كتب الرافضة في القرن الخامس.
هذه الكذبة يقرأها ملايين الشيعة ويظنون أنهم وقفوا على أمر عظيم، ولا يدرون أن في ذلك إساءة للنبي صلى الله عليه وسلم وعلي الذين صاهرا عمر.
وهذا من ضمن أكاذيب كثيرة جدا تفشو بين الإمامية لا تدخل في الحصر، من أشدها غرابة إيمانهم بشخصية وهمية لا وجود لها في المصادر التاريخية القديمة اسمها (رقية بنت الحسين).
وأي إنسان عنده ذرة عقل لا يصدق معلومة في نسب رجل إنما ظهرت في القرون المتأخرة في كتب أعدائه الذين تنافس أكاذيبهم أنفاسهم في العدد.
وما رموه بأمر إلا وهم أولى به، وهم أهل المتعة (وقد زعم بعض ظرفائهم أن الصحابة منعوا المتعة لينتشر الزنا واللواط، أفلا يرون أن فعل قوم لوط ينتشر في أكثر المجتمعات انفتاحا على الزنا والمساكنة التي هي أعمق من المتعة).
وتراهم ينكرون صحاح الأخبار المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضائل الصحابة والصفات والرؤية والمسح على الخفين ومئات السنن ويصدقون أكاذيب لا أسانيد لها في قذف الخلق، تلك أمة مخذولة ملعونة.
ووضعوا مصدرا أسموه (الصلابة في معرفة الصحابة) وقالوا إنه من مصادر أهل السنة ويذكر ذلك، ولا يوجد كتاب بهذا الاسم، ولا يذكر أن لعمر جدة اسمها صهاك إلا في كتب الشيعة، ولا وجود لذلك في كتب السنة البتة، ولا توجد شخصية بهذا الاسم، وأما قذف أم عمر وجدته فما ظهر إلا في كتب الرافضة في القرن الخامس.
هذه الكذبة يقرأها ملايين الشيعة ويظنون أنهم وقفوا على أمر عظيم، ولا يدرون أن في ذلك إساءة للنبي صلى الله عليه وسلم وعلي الذين صاهرا عمر.
وهذا من ضمن أكاذيب كثيرة جدا تفشو بين الإمامية لا تدخل في الحصر، من أشدها غرابة إيمانهم بشخصية وهمية لا وجود لها في المصادر التاريخية القديمة اسمها (رقية بنت الحسين).
وأي إنسان عنده ذرة عقل لا يصدق معلومة في نسب رجل إنما ظهرت في القرون المتأخرة في كتب أعدائه الذين تنافس أكاذيبهم أنفاسهم في العدد.
وما رموه بأمر إلا وهم أولى به، وهم أهل المتعة (وقد زعم بعض ظرفائهم أن الصحابة منعوا المتعة لينتشر الزنا واللواط، أفلا يرون أن فعل قوم لوط ينتشر في أكثر المجتمعات انفتاحا على الزنا والمساكنة التي هي أعمق من المتعة).
وتراهم ينكرون صحاح الأخبار المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضائل الصحابة والصفات والرؤية والمسح على الخفين ومئات السنن ويصدقون أكاذيب لا أسانيد لها في قذف الخلق، تلك أمة مخذولة ملعونة.
حين قرأت كلام المحامية والتعليقات عليها (مع التحفظ على أصل المهنة ودخول النساء فيها) أخذني الأسف كيف كنا غافلين سنوات طويلة عن مناقشة مثل هذا.
كنا غارقين في الإجابة على شبهات ملؤها المماحكة والنزغ ومحاكمة شريعة غائبة وإهمال شريعة ظالمة حاضرة.
كل من أراد مناقشة مشكلة "قايمة المنقولات" -وقد سبق لي مناقشتها- يتم إغراقه بأمثلة افتراضية لتغمية عينه عن الواقع، فيقال له (الرجال اليوم تغيروا ولا يؤتمنون) فإذا قال (نساء كثر افترين على الرجال بسبب هذه القائمة) يقال له (التعميم لغة الجهلاء)، والأمر ليس تعميمًا، ولا ينتبه القائل أنه عمَّم على الرجال، تجده غارقًا في عقلية (الرجل الذئب) و (المرأة الحمل).
تلك الفكرة التي يُزعم ضروريتها مع استغناء عامة المجتمعات البشرية عنها مسلمهم وكافرهم سوى المجتمع المصري.
احتقان الرجال في العصر الحديث فكرة كثيرة التداول في المنتديات النسوية والليبرالية، عامتهم يلاحظ هذه الظاهرة ويحاولون تحليلها، وعادة ما تُحلَّل من خلال نظرة (الذئب) و (الحمل)، الرجل الغاضب من إنجازات المرأة وذهاب سلطته، ولكن سلطته حين ذهبت هل ذهبت للمرأة؟ لا، وإلا لماذا لا يكففن عن الشكوى؟ إنما ذهبت لمؤسسات رأسمالية يملكها رجال!
يقولون إن المرأة صارت مستقلة! ومع كونها مستقلة لا تستغني عن أموال الرجل وتطالب بالقوانين التي تمكِّنها منها، وعامة المستقلات لا مانع لديهن من الارتباط برجل ثري على أي حال كانت أوصافه الخَلقية والخُلقية ما دامت يمكنها الانتفاع بماله، في الواقع استقلال المرأة هو (استغلال المرأة)، تارة تكون المرأة (فاعلًا) في الجملة السابقة وتارة تكون (مفعولًا).
هذا ليس تبريرًا للجريمة ولكن إذا كانت الجريمة نتيجة لجريمة أخرى فالجد كل الجد بإزالة الأمرين، وإلا فالذي ليس لديه شيء يخسره ردعُ القانون له ضعيف، ولا ينفع أن تعظه بالتقوى في مجتمع أنت حاربت التدين فيه. وما فائدة إزالة صور الإضرار بالمرأة التقليدية إذا استبدلناها بصور عصرية؟
كنا غارقين في الإجابة على شبهات ملؤها المماحكة والنزغ ومحاكمة شريعة غائبة وإهمال شريعة ظالمة حاضرة.
كل من أراد مناقشة مشكلة "قايمة المنقولات" -وقد سبق لي مناقشتها- يتم إغراقه بأمثلة افتراضية لتغمية عينه عن الواقع، فيقال له (الرجال اليوم تغيروا ولا يؤتمنون) فإذا قال (نساء كثر افترين على الرجال بسبب هذه القائمة) يقال له (التعميم لغة الجهلاء)، والأمر ليس تعميمًا، ولا ينتبه القائل أنه عمَّم على الرجال، تجده غارقًا في عقلية (الرجل الذئب) و (المرأة الحمل).
تلك الفكرة التي يُزعم ضروريتها مع استغناء عامة المجتمعات البشرية عنها مسلمهم وكافرهم سوى المجتمع المصري.
احتقان الرجال في العصر الحديث فكرة كثيرة التداول في المنتديات النسوية والليبرالية، عامتهم يلاحظ هذه الظاهرة ويحاولون تحليلها، وعادة ما تُحلَّل من خلال نظرة (الذئب) و (الحمل)، الرجل الغاضب من إنجازات المرأة وذهاب سلطته، ولكن سلطته حين ذهبت هل ذهبت للمرأة؟ لا، وإلا لماذا لا يكففن عن الشكوى؟ إنما ذهبت لمؤسسات رأسمالية يملكها رجال!
يقولون إن المرأة صارت مستقلة! ومع كونها مستقلة لا تستغني عن أموال الرجل وتطالب بالقوانين التي تمكِّنها منها، وعامة المستقلات لا مانع لديهن من الارتباط برجل ثري على أي حال كانت أوصافه الخَلقية والخُلقية ما دامت يمكنها الانتفاع بماله، في الواقع استقلال المرأة هو (استغلال المرأة)، تارة تكون المرأة (فاعلًا) في الجملة السابقة وتارة تكون (مفعولًا).
هذا ليس تبريرًا للجريمة ولكن إذا كانت الجريمة نتيجة لجريمة أخرى فالجد كل الجد بإزالة الأمرين، وإلا فالذي ليس لديه شيء يخسره ردعُ القانون له ضعيف، ولا ينفع أن تعظه بالتقوى في مجتمع أنت حاربت التدين فيه. وما فائدة إزالة صور الإضرار بالمرأة التقليدية إذا استبدلناها بصور عصرية؟
هذه الركعة قد تكون بألف ركعة فانتبه!
قال مسلم في صحيحه: "207 - (131) حدثنا شيبان بن فروخ، حدثنا عبد الوارث، عن الجعد أبي عثمان، حدثنا أبو رجاء العطاردي، عن ابن عباس، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه تبارك وتعالى، قال: «إن الله كتب الحسنات والسيئات، ثم بين ذلك، فمن هم بحسنة فلم يعملها، كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن هم بها فعملها، كتبها الله عز وجل عنده عشر حسنات إلى سبع مائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، وإن هم بسيئة فلم يعملها، كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن هم بها فعملها، كتبها الله سيئة واحدة»".
أقول: ينبغي استحضار مثل هذا الحديث في هذه العشر المباركة إذ فيه أن الحسنة قد تضاعف إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، فالأمر لا يقف عند سبعمائة.
ومن مظان المضاعفة الأزمنة الفاضلة، ودليل ذلك قوله تعالى {ليلة القدر خير من ألف شهر} وليلة القدر زمان فاضل.
وما ورد عن بعض السلف من أن التسبيحة في رمضان خير من ألف تسبيحة في غيره يعضد المعنى، فإذا كانت ليلة القدر خيرا من ألف شهر فلا يبعد أن تكون ليلة من رمضان خير من ألف ليلة في غيره، أو على أي صفة كانت المضاعفة المهم أن الزمن الفاضل مظنة مضاعفة أجر.
فتلك الركعة التي تصليها لله عز وجل في هذه العشر قد تكون خيرًا من ألف ركعة في غيرها، وكذلك كل عمل صالح.
واعلم أن الفريضة خير من النافلة وأن الأعمال الصالحة لا تنحصر بالصلاة والصدقة والصيام (وكل ذلك عظيم جليل) بل أيضًا بترك المنكرات من النظر الحرام والغيبة والنميمة وعامة ذنوب اللسان. ومِن العمل الصالح الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
والمرء أسعد ما يكون بحرصه على أزمنة الخير يوم القيامة حين تكون هذه الحسنات منفذ النجاة له من العذاب الأليم وطريقه إلى النعيم المقيم.
قال مسلم في صحيحه: "207 - (131) حدثنا شيبان بن فروخ، حدثنا عبد الوارث، عن الجعد أبي عثمان، حدثنا أبو رجاء العطاردي، عن ابن عباس، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه تبارك وتعالى، قال: «إن الله كتب الحسنات والسيئات، ثم بين ذلك، فمن هم بحسنة فلم يعملها، كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن هم بها فعملها، كتبها الله عز وجل عنده عشر حسنات إلى سبع مائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، وإن هم بسيئة فلم يعملها، كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن هم بها فعملها، كتبها الله سيئة واحدة»".
أقول: ينبغي استحضار مثل هذا الحديث في هذه العشر المباركة إذ فيه أن الحسنة قد تضاعف إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، فالأمر لا يقف عند سبعمائة.
ومن مظان المضاعفة الأزمنة الفاضلة، ودليل ذلك قوله تعالى {ليلة القدر خير من ألف شهر} وليلة القدر زمان فاضل.
وما ورد عن بعض السلف من أن التسبيحة في رمضان خير من ألف تسبيحة في غيره يعضد المعنى، فإذا كانت ليلة القدر خيرا من ألف شهر فلا يبعد أن تكون ليلة من رمضان خير من ألف ليلة في غيره، أو على أي صفة كانت المضاعفة المهم أن الزمن الفاضل مظنة مضاعفة أجر.
فتلك الركعة التي تصليها لله عز وجل في هذه العشر قد تكون خيرًا من ألف ركعة في غيرها، وكذلك كل عمل صالح.
واعلم أن الفريضة خير من النافلة وأن الأعمال الصالحة لا تنحصر بالصلاة والصدقة والصيام (وكل ذلك عظيم جليل) بل أيضًا بترك المنكرات من النظر الحرام والغيبة والنميمة وعامة ذنوب اللسان. ومِن العمل الصالح الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
والمرء أسعد ما يكون بحرصه على أزمنة الخير يوم القيامة حين تكون هذه الحسنات منفذ النجاة له من العذاب الأليم وطريقه إلى النعيم المقيم.
الوعظ الجبان (شيء مما يفعله الإعلام بعقولنا).
إن رأيت إنساناً من بلد معين وكانت له صفة تميزه كأن يكون كريماً، ثم رأيت شخصاً من نفس البلد له الصفة نفسها، فإنك إن رأيت ثالثاً من نفس البلد فإنك ستميل إلى اعتباره كريماً، وتتعامل معه على هذا الأساس حتى يثبت العكس، وسيكون تقبلك لحقيقة أنه بخيل أصعب من تقبلك لحقيقة بخل غيره ممن هم من جنسية أخرى.
الذي يفعله الإعلام عن طريق المسلسلات والأفلام أنه يملأ رأسك بصور معينة عن المتدينين وعن بعض الأعراق ويغذيك بأفكار عن المرأة وغيرها، هذه الصور تراكمياً تصبح وكأنها تجارب حقيقية، إن تعاملت مع إنسان له صفة كوّنها الإعلام عنه في ذهنك فإنه سيبذل مجهوداً كبيراً حتى يغيرها أكثر من غيره.
ولهذا الكثير من الأعمال الإعلامية تمارس تحريضاً مبطناً على أهل التدين ومحاولة لعزلهم، وتمارس توكيداً لقناعات عند كتاب هذه الأعمال.
إن قرأت في النقد الأدبي المعاصر ستجد السائد ذم الوعظ المباشر في الشعر أو في القصص والروايات هم يفضلون ما أسميه بـ (الوعظ الجبان).
يُذكر أن السوفسطائية كانوا ينشرون أفكارهم عن طريق المسرح، كل إنسان لا يمكنه أن يعرض فكرته ببراهينها ويقارع الحجة بالحجة، فإنه سيستعين بـ(السياق الدرامي) أو (السبكة الشعرية) وسيخفي فكرته في ثنايا الأحداث، وهكذا سيضمن وصول فكرته دون أن يتحمل التبعات التي يتحملها صاحب أي عقيدة من المطالبة بالبينة، والتعرض لاعتراضات الخصوم.
على سبيل المثال قد تحدث ألف حادثة تثبت فساد نتاج الدعوة لـ (تحرير المرأة) أو (تمكين المرأة)، كل ما يفعله دعاة هذه الأفكار أنهم يأخذون القلم ويخترعون قصة من رؤوسهم ويضعونها في سياق درامي لبيان محاسن دعوتهم، وهذا الأمر يصل لفئات كبيرة للمجتمع لا يصل إليها الحوادث الحقيقية.
كما أنهم إذا أمسكوا بزمام الإعلام فإنهم ينتقون ما يجعلونه على رأس الأخبار وما يخفونه أو يعرضونه عرضاً باهتاً بحسب ميولهم الفكرية.
وحتى لا يكشف أمرهم يقضون حياتهم بهجاء التعصب الديني وعدم الحياد، واتهام المؤرخين والمحدثين وغيرهم، بينما هم يمارسون عمليات غير أخلاقية يومياً ويقبضون على ذلك الأموال الطائلة.
هم أيضاً متعصبون ومؤدلجون بل ووعاظ ولكنهم وعاظ جبناء.
والمجتمع الذي يقضي وقته في الجدل عن مضامين المسلسلات ويقسمها إلى جيد وسيء هذا مجتمع يتعاطى المخدرات جماعيا، ويبحث عن الأخف ضررا منها فحسب.
إن رأيت إنساناً من بلد معين وكانت له صفة تميزه كأن يكون كريماً، ثم رأيت شخصاً من نفس البلد له الصفة نفسها، فإنك إن رأيت ثالثاً من نفس البلد فإنك ستميل إلى اعتباره كريماً، وتتعامل معه على هذا الأساس حتى يثبت العكس، وسيكون تقبلك لحقيقة أنه بخيل أصعب من تقبلك لحقيقة بخل غيره ممن هم من جنسية أخرى.
الذي يفعله الإعلام عن طريق المسلسلات والأفلام أنه يملأ رأسك بصور معينة عن المتدينين وعن بعض الأعراق ويغذيك بأفكار عن المرأة وغيرها، هذه الصور تراكمياً تصبح وكأنها تجارب حقيقية، إن تعاملت مع إنسان له صفة كوّنها الإعلام عنه في ذهنك فإنه سيبذل مجهوداً كبيراً حتى يغيرها أكثر من غيره.
ولهذا الكثير من الأعمال الإعلامية تمارس تحريضاً مبطناً على أهل التدين ومحاولة لعزلهم، وتمارس توكيداً لقناعات عند كتاب هذه الأعمال.
إن قرأت في النقد الأدبي المعاصر ستجد السائد ذم الوعظ المباشر في الشعر أو في القصص والروايات هم يفضلون ما أسميه بـ (الوعظ الجبان).
يُذكر أن السوفسطائية كانوا ينشرون أفكارهم عن طريق المسرح، كل إنسان لا يمكنه أن يعرض فكرته ببراهينها ويقارع الحجة بالحجة، فإنه سيستعين بـ(السياق الدرامي) أو (السبكة الشعرية) وسيخفي فكرته في ثنايا الأحداث، وهكذا سيضمن وصول فكرته دون أن يتحمل التبعات التي يتحملها صاحب أي عقيدة من المطالبة بالبينة، والتعرض لاعتراضات الخصوم.
على سبيل المثال قد تحدث ألف حادثة تثبت فساد نتاج الدعوة لـ (تحرير المرأة) أو (تمكين المرأة)، كل ما يفعله دعاة هذه الأفكار أنهم يأخذون القلم ويخترعون قصة من رؤوسهم ويضعونها في سياق درامي لبيان محاسن دعوتهم، وهذا الأمر يصل لفئات كبيرة للمجتمع لا يصل إليها الحوادث الحقيقية.
كما أنهم إذا أمسكوا بزمام الإعلام فإنهم ينتقون ما يجعلونه على رأس الأخبار وما يخفونه أو يعرضونه عرضاً باهتاً بحسب ميولهم الفكرية.
وحتى لا يكشف أمرهم يقضون حياتهم بهجاء التعصب الديني وعدم الحياد، واتهام المؤرخين والمحدثين وغيرهم، بينما هم يمارسون عمليات غير أخلاقية يومياً ويقبضون على ذلك الأموال الطائلة.
هم أيضاً متعصبون ومؤدلجون بل ووعاظ ولكنهم وعاظ جبناء.
والمجتمع الذي يقضي وقته في الجدل عن مضامين المسلسلات ويقسمها إلى جيد وسيء هذا مجتمع يتعاطى المخدرات جماعيا، ويبحث عن الأخف ضررا منها فحسب.
هبك عفا عنك فلِمَ توبق نفسك مرة أخرى
مع كثرة الحديث عن أسباب العفو والمغفرة في هذه الأيام -مِن فضل الليالي العشر وفضل صيامها وقيامها وعامة الأعمال الصالحة فيها- تتشوَّف نفوس الكثيرين لنيل هذا الفضل، حتى إن الأئمة إذا دعوا بالعفو والمغفرة فإن الأصوات ترتفع بالتأمين، وربما يرجو المرء من بركة دعاء المسلمين وقد اجتمعوا ما لا يرجو من عمله، ولا عجب، فدعاء المسلمين سبب للمغفرة عند الصلاة على الميت كما ورد في فضل صلاة الجنازة فيمن صلى عليه أربعون، وكذلك دعاء المسلمين في هذه الليالي لها من ذلك الفضل.
غير أن كثيرًا منهم ينحصر اجتهاده واتقاؤه للمحارم في هذه الليالي ثم يعود لحاله بعدها.
فيقال له: إنك حين تدعو بالمغفرة فما الذي يخطر على بالك؟ أليس ذنوبًا اجترحتها وتخشى من مغبَّتها يوم القيامة؟ فهبك غُفِر لك في هذه الأيام ألا يكون لك في ذلك عبرة؟
فلو أن رجلًا أصيب بمرض منعه الراحة أو النوم واجتهد في علاجه إلى أن شفي منه، فإنه بعدها لن يتعاطى أسباب وقوعه في المرض وسيهابها أشد الهيبة.
ولو أن رجلًا ابتُلي بدَين أرَّقه واجتهد وتعب حتى أزال هذا الدين عن عاتقه، أتراه بعدها يُبذِّر أو لا يجتهد في جمع المال بالحلال؟
وهكذا ذنوبك، فهي كالمرض أو الدَّين بل أشد، ولا تدري هل ستبلغ شهر رمضان القادم أم لا تبلغه.
أما الاجتهاد بالطاعات فهذا باب يمضي به المرء شيئًا فشيئًا، ويبعد أن يكون نشاطك بعد رمضان مثل نشاطك في رمضان، غير أن الأمر الشديد الذي ينبغي أن تُعنى به التقصير بالواجبات وفعل المحرمات، عليك أن تتقي الأمرين وتتدارك ما يقع منك وتقلله حتى يكون لممًا مغمورًا بالطاعات.
وأنت في كل ذلك لا تشاهد طاعتك وإنما تشاهد فضل الله عز وجل عليك إذ ضاعف لك الأجر ومَنَّ عليك بمواسم الخير.
ولا يدري أحدنا هل غُفِر له أم لم يغفر ولكنه يرجو من فضل الله، غير أن بعض الناس يتصرف وكأنه غُفِر له ثم تراه يعود للإسراف على نفسه.
مع كثرة الحديث عن أسباب العفو والمغفرة في هذه الأيام -مِن فضل الليالي العشر وفضل صيامها وقيامها وعامة الأعمال الصالحة فيها- تتشوَّف نفوس الكثيرين لنيل هذا الفضل، حتى إن الأئمة إذا دعوا بالعفو والمغفرة فإن الأصوات ترتفع بالتأمين، وربما يرجو المرء من بركة دعاء المسلمين وقد اجتمعوا ما لا يرجو من عمله، ولا عجب، فدعاء المسلمين سبب للمغفرة عند الصلاة على الميت كما ورد في فضل صلاة الجنازة فيمن صلى عليه أربعون، وكذلك دعاء المسلمين في هذه الليالي لها من ذلك الفضل.
غير أن كثيرًا منهم ينحصر اجتهاده واتقاؤه للمحارم في هذه الليالي ثم يعود لحاله بعدها.
فيقال له: إنك حين تدعو بالمغفرة فما الذي يخطر على بالك؟ أليس ذنوبًا اجترحتها وتخشى من مغبَّتها يوم القيامة؟ فهبك غُفِر لك في هذه الأيام ألا يكون لك في ذلك عبرة؟
فلو أن رجلًا أصيب بمرض منعه الراحة أو النوم واجتهد في علاجه إلى أن شفي منه، فإنه بعدها لن يتعاطى أسباب وقوعه في المرض وسيهابها أشد الهيبة.
ولو أن رجلًا ابتُلي بدَين أرَّقه واجتهد وتعب حتى أزال هذا الدين عن عاتقه، أتراه بعدها يُبذِّر أو لا يجتهد في جمع المال بالحلال؟
وهكذا ذنوبك، فهي كالمرض أو الدَّين بل أشد، ولا تدري هل ستبلغ شهر رمضان القادم أم لا تبلغه.
أما الاجتهاد بالطاعات فهذا باب يمضي به المرء شيئًا فشيئًا، ويبعد أن يكون نشاطك بعد رمضان مثل نشاطك في رمضان، غير أن الأمر الشديد الذي ينبغي أن تُعنى به التقصير بالواجبات وفعل المحرمات، عليك أن تتقي الأمرين وتتدارك ما يقع منك وتقلله حتى يكون لممًا مغمورًا بالطاعات.
وأنت في كل ذلك لا تشاهد طاعتك وإنما تشاهد فضل الله عز وجل عليك إذ ضاعف لك الأجر ومَنَّ عليك بمواسم الخير.
ولا يدري أحدنا هل غُفِر له أم لم يغفر ولكنه يرجو من فضل الله، غير أن بعض الناس يتصرف وكأنه غُفِر له ثم تراه يعود للإسراف على نفسه.
السجود كاشفُ المشركين من المنتسبين للملة
قال تعالى في المشركين: {فإذا ركِبُوا في الفلك دَعَوُا الله مخلصين له الدين فلمَّا نجَّاهم إلى البر إذا هم يشركون} [العنكبوت]
وجه الحجة على أهل الإشراك أنهم يدعون الله عز وجل في الشدائد فلِمَ يدعون غيره في الرخاء.
فمَن سمعهم في الشدائد يسمعهم في الرخاء، ومَن رحمهم في الشدائد يرحمهم في الرخاء، ومَن لم نحتج إلى وسائط في دعائه في الشدائد لا نحتاج إلى وسائط في دعائه في الرخاء.
وهو أسمع لهم سبحانه وأرحم وأعلم بهم من أصنامهم (على أنها لا تسمع ولا تعلم ولكنها أوهامهم) ولا يمكنهم إلا أن يقولوا هذا لهذا يجعلون دعاءه لعظائم الأمور.
وهذا يقيم الحجة على المشركين من المنتسبين للملة في أمر السجود.
فلو سألت شخصًا منهم فقلت له: ألا تعلم أن المرء أقرب ما يكون من ربه وهو ساجد؟
فإن قال: بلى.
فقل له: هل تجرؤ أن تدعو النبي صلى الله عليه وسلم أو عليًّا أو الحسين أو عبد القادر أو البدوي وأنت ساجد في نافلة أو فريضة، حتى وإن زعمت أن ذلك من المجاز العقلي؟
فعامتهم سيقول لك: لا.
فقل له كما تقول للمشرك، فالأعلم والأرحم بك وأنت ساجد هو أعلم وأرحم بك في كل وقت.
وهو القريب المجيب سبحانه ما سمَّى نفسه بهذا الاسم حتى تدعو غيره.
تأمِّل هذا!
قال تعالى في المشركين: {فإذا ركِبُوا في الفلك دَعَوُا الله مخلصين له الدين فلمَّا نجَّاهم إلى البر إذا هم يشركون} [العنكبوت]
وجه الحجة على أهل الإشراك أنهم يدعون الله عز وجل في الشدائد فلِمَ يدعون غيره في الرخاء.
فمَن سمعهم في الشدائد يسمعهم في الرخاء، ومَن رحمهم في الشدائد يرحمهم في الرخاء، ومَن لم نحتج إلى وسائط في دعائه في الشدائد لا نحتاج إلى وسائط في دعائه في الرخاء.
وهو أسمع لهم سبحانه وأرحم وأعلم بهم من أصنامهم (على أنها لا تسمع ولا تعلم ولكنها أوهامهم) ولا يمكنهم إلا أن يقولوا هذا لهذا يجعلون دعاءه لعظائم الأمور.
وهذا يقيم الحجة على المشركين من المنتسبين للملة في أمر السجود.
فلو سألت شخصًا منهم فقلت له: ألا تعلم أن المرء أقرب ما يكون من ربه وهو ساجد؟
فإن قال: بلى.
فقل له: هل تجرؤ أن تدعو النبي صلى الله عليه وسلم أو عليًّا أو الحسين أو عبد القادر أو البدوي وأنت ساجد في نافلة أو فريضة، حتى وإن زعمت أن ذلك من المجاز العقلي؟
فعامتهم سيقول لك: لا.
فقل له كما تقول للمشرك، فالأعلم والأرحم بك وأنت ساجد هو أعلم وأرحم بك في كل وقت.
وهو القريب المجيب سبحانه ما سمَّى نفسه بهذا الاسم حتى تدعو غيره.
تأمِّل هذا!
ليلة استقبال الملائكة
قال ابن سعد في الطبقات (7/174) ط دار الكتب العلمية: "أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا حماد بن سلمة قال: كان ثابت وحميد يغتسلان تلك الليلة ويتطيبان ويحبان أن يطيبا المسجد بالنضوح الليلة التي يرجى فيها ليلة القدر".
هذا إسناد صحيح، وثابت بن أسلم البناني وحميد الطويل تابعيان بصريان تتلمذا على أنس بن مالك رضي الله عنه.
وفعلهم هذا أحسب أنه من فقههم بالكتاب والسنة.
ووجه هذا أن رب العالمين قال في ليلة القدر: {تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر}
قال الطبري في تفسيره: "اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم: معنى ذلك: تنزل الملائكة وجبريل معهم، وهو الروح في ليلة القدر (بإذن ربهم من كل أمر) يعني بإذن ربهم، من كل أمر قضاه الله في تلك السنة، من رزق وأجل وغير ذلك".
وقال: "وقال آخرون: (تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم) لا يلقون مؤمنا ولا مؤمنة إلا سلموا عليه".
أقول: والقول الثاني رُوِيَت فيه أحاديث لا تصح.
وقال سعيد بن منصور في سننه: "2497 - نا خلف بن خليفة، قال: سمعت منصور بن زاذان يذكر في قوله: {تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر • سلام هي حتى مطلع الفجر }، قال: ليلة القدر، تنزل الملائكة في تلك الليلة من حين تغيب الشمس إلى أن يطلع الغد، يمرون على كل مؤمن، ويلقون كل مؤمن: "السلام عليك يا مؤمن، السلام عليك يا مؤمن".
قال سعيد: فقلت له: عن الحسن؟ فقال: لا".
خلف بن خليفة اختلط غير أن هذه الرواية يرويها عن شيخه مباشرة فليست مظنة غلط.
وقال سعيد بن منصور: "2498 - نا هشيم، عن أبي إسحاق الكوفي، عن الشعبي، قوله: {من كل أمر • سلام هي حتى مطلع الفجر}، قال: تسليم الملائكة ليلة القدر على أهل المساجد حتى يطلع الفجر".
ولا يبعد صحة هذا، وقد علم في السُّنَّة أن الملائكة تبغض روائح السوء وتحب الروائح الطيبة.
قال مسلم في صحيحه: "74 - (564) وحدثني محمد بن حاتم، حدثنا يحيى بن سعيد، عن ابن جريج، قال: أخبرني عطاء، عن جابر بن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أكل من هذه البقلة، الثوم - وقال مرة: من أكل البصل والثوم والكراث فلا يقربن مسجدنا، فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم"".
وقال ابن أبي شيبة في المصنف: "1815- 1810- حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن، عن علي، قال: إذا قام أحدكم من الليل فليستك (يعني ليستخدم السواك)، فإن الرجل إذا قام من الليل فتسوك ثم توضأ ثم قام إلى الصلاة جاءه الملك حتى يقوم خلفه يستمع القرآن، فلا يزال يدنو منه حتى يضع فاه على فيه، فلا يقرأ آية إلا دخلت جوفه".
فإذا عُلِم نزول الملائكة في هذه الليلة أو مظنة نزولهم وهم يحبون حلق الذكر وصح أنهم يجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر وتصلي على المرء ما دام في مصلاه، فعلم أنهم يجتمعون في المساجد ويقتربون من أهل الذكر والقراءة لذا تنظف هذان التابعيان وطيبا مواطن الصلاة.
والملائكة يستغفرون لأهل الإيمان ويحبون أن يُغفَر لهم، قال تعالى: {والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض ألا إن الله هو الغفور الرحيم}
لذا تراهم مستبشرين بالليلة التي يُغفر بها لأهل الإيمان يشهدون الأمر، وعسى أن يأتي لقاء في الآخرة يدخلون على أهل الإيمان الجنةَ ويسلمون عليهم.
قال ابن سعد في الطبقات (7/174) ط دار الكتب العلمية: "أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا حماد بن سلمة قال: كان ثابت وحميد يغتسلان تلك الليلة ويتطيبان ويحبان أن يطيبا المسجد بالنضوح الليلة التي يرجى فيها ليلة القدر".
هذا إسناد صحيح، وثابت بن أسلم البناني وحميد الطويل تابعيان بصريان تتلمذا على أنس بن مالك رضي الله عنه.
وفعلهم هذا أحسب أنه من فقههم بالكتاب والسنة.
ووجه هذا أن رب العالمين قال في ليلة القدر: {تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر}
قال الطبري في تفسيره: "اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم: معنى ذلك: تنزل الملائكة وجبريل معهم، وهو الروح في ليلة القدر (بإذن ربهم من كل أمر) يعني بإذن ربهم، من كل أمر قضاه الله في تلك السنة، من رزق وأجل وغير ذلك".
وقال: "وقال آخرون: (تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم) لا يلقون مؤمنا ولا مؤمنة إلا سلموا عليه".
أقول: والقول الثاني رُوِيَت فيه أحاديث لا تصح.
وقال سعيد بن منصور في سننه: "2497 - نا خلف بن خليفة، قال: سمعت منصور بن زاذان يذكر في قوله: {تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر • سلام هي حتى مطلع الفجر }، قال: ليلة القدر، تنزل الملائكة في تلك الليلة من حين تغيب الشمس إلى أن يطلع الغد، يمرون على كل مؤمن، ويلقون كل مؤمن: "السلام عليك يا مؤمن، السلام عليك يا مؤمن".
قال سعيد: فقلت له: عن الحسن؟ فقال: لا".
خلف بن خليفة اختلط غير أن هذه الرواية يرويها عن شيخه مباشرة فليست مظنة غلط.
وقال سعيد بن منصور: "2498 - نا هشيم، عن أبي إسحاق الكوفي، عن الشعبي، قوله: {من كل أمر • سلام هي حتى مطلع الفجر}، قال: تسليم الملائكة ليلة القدر على أهل المساجد حتى يطلع الفجر".
ولا يبعد صحة هذا، وقد علم في السُّنَّة أن الملائكة تبغض روائح السوء وتحب الروائح الطيبة.
قال مسلم في صحيحه: "74 - (564) وحدثني محمد بن حاتم، حدثنا يحيى بن سعيد، عن ابن جريج، قال: أخبرني عطاء، عن جابر بن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أكل من هذه البقلة، الثوم - وقال مرة: من أكل البصل والثوم والكراث فلا يقربن مسجدنا، فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم"".
وقال ابن أبي شيبة في المصنف: "1815- 1810- حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن، عن علي، قال: إذا قام أحدكم من الليل فليستك (يعني ليستخدم السواك)، فإن الرجل إذا قام من الليل فتسوك ثم توضأ ثم قام إلى الصلاة جاءه الملك حتى يقوم خلفه يستمع القرآن، فلا يزال يدنو منه حتى يضع فاه على فيه، فلا يقرأ آية إلا دخلت جوفه".
فإذا عُلِم نزول الملائكة في هذه الليلة أو مظنة نزولهم وهم يحبون حلق الذكر وصح أنهم يجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر وتصلي على المرء ما دام في مصلاه، فعلم أنهم يجتمعون في المساجد ويقتربون من أهل الذكر والقراءة لذا تنظف هذان التابعيان وطيبا مواطن الصلاة.
والملائكة يستغفرون لأهل الإيمان ويحبون أن يُغفَر لهم، قال تعالى: {والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض ألا إن الله هو الغفور الرحيم}
لذا تراهم مستبشرين بالليلة التي يُغفر بها لأهل الإيمان يشهدون الأمر، وعسى أن يأتي لقاء في الآخرة يدخلون على أهل الإيمان الجنةَ ويسلمون عليهم.
هل تُشرع زكاة الفطر عن الوالدين المتوفين منذ زمن؟
قال ابن سعد في الطبقات (6/22) ط دار الكتب العلمية: "أخبرنا الفضل بن دكين قال: أخبرنا سفيان عن ابن جريج عن عطاء أنه كان يطعم عن أبويه وهما ميتان. وكان يفعله حتى مات.
قال أبو نعيم: يعني صدقة الفطر".
أقول: وهذا إسناد صحيح، وعطاء هنا هو عطاء بن أبي رباح، تابعي، وهو أفقه التابعين بالمناسك، وفعله هذا ما أنكره عليه أحد، واستحسنه الإمام أحمد.
قال ابن القيم في بدائع الفوائد وهو ينقل فوائد روايات الفضل بن زياد: "وكان عطاء يعطي عن أبويه صدقة الفطر حتى مات، قيل لأبي عبد الله -يعني أحمد بن حنبل-: يعجبك هذا؟ قال: "هذا تبرع ما أحسن هذا"".
ونقلها بعد ابن القيم جمع من الحنابلة مثل صاحب الإنصاف وصاحب الفروع.
وقال أبو داود في مسائله عن أحمد: "604- سمعت أحمد ذكر حديث عطاء: أنه كان يعطي عن أبويه صدقة الفطر حتى مات -يعني: وهما ميتان-، قلت: يعجبك هذا يا أبا عبد الله؟ قال: ما أحسنه إن فعله".
وظاهر كلام أحمد أن الأمر على الاستحباب وليس واجبًا، وعدم الوجوب محل إجماع، ويبدو أن عطاءً عدَّ ذلك من عموم الصدقة التي تنفع الميت وهذا استنباط حسن.
قال ابن سعد في الطبقات (6/22) ط دار الكتب العلمية: "أخبرنا الفضل بن دكين قال: أخبرنا سفيان عن ابن جريج عن عطاء أنه كان يطعم عن أبويه وهما ميتان. وكان يفعله حتى مات.
قال أبو نعيم: يعني صدقة الفطر".
أقول: وهذا إسناد صحيح، وعطاء هنا هو عطاء بن أبي رباح، تابعي، وهو أفقه التابعين بالمناسك، وفعله هذا ما أنكره عليه أحد، واستحسنه الإمام أحمد.
قال ابن القيم في بدائع الفوائد وهو ينقل فوائد روايات الفضل بن زياد: "وكان عطاء يعطي عن أبويه صدقة الفطر حتى مات، قيل لأبي عبد الله -يعني أحمد بن حنبل-: يعجبك هذا؟ قال: "هذا تبرع ما أحسن هذا"".
ونقلها بعد ابن القيم جمع من الحنابلة مثل صاحب الإنصاف وصاحب الفروع.
وقال أبو داود في مسائله عن أحمد: "604- سمعت أحمد ذكر حديث عطاء: أنه كان يعطي عن أبويه صدقة الفطر حتى مات -يعني: وهما ميتان-، قلت: يعجبك هذا يا أبا عبد الله؟ قال: ما أحسنه إن فعله".
وظاهر كلام أحمد أن الأمر على الاستحباب وليس واجبًا، وعدم الوجوب محل إجماع، ويبدو أن عطاءً عدَّ ذلك من عموم الصدقة التي تنفع الميت وهذا استنباط حسن.