الإرشاد الثقافي المُلتزم للأفراد والأسرة والمُجتمع .
786 subscribers
916 photos
10 videos
2 files
11 links
تكون الإجابة عن الأسئلة أو الاستفسار أو الاستشارة على هذا الرابط @Aaalllasnm
القناة تعنى بالاهتمام بالمعارف العقائديّة والشرعيّة والأخلاقيّة والفكريّة والثقافية ، وضرورتها في تربية النفس وتقويم السلوك منهجاً وطريقا .
Download Telegram
آجركَ اللهُ سيّدي يا صاحبَ الزمانِ بهذا المصاب الجلل.
ليس مِن الصحيح عقلاً وشرعاً أن يجعلَ الإنسانُ نفسَه ضحيّةً لآجنداتِ المواقع.
فيكون جسراً لمآرب مغرضة ومؤدلجة .
ومن الضروري التروّي والتزام البصيرة والوعي.
في اليَوم الثاني مِن مُحَرّم الحَرَامِ لِسَنَةِ 61هجري ذكرى وصول إمامنا الحُسَين (عَليه السَلامُ) وأهل بيته إلى أرضِ كربلاء المُقَدّسَة , وعندما نَزَلَ بها .
قال : هذا مَوضعُ الكَربِ والبلاءِ ، هذا مُنَاخُ ركابِنَا ، ومَحطُّ رِحَالِنَا ، ومَقتلُ رجالِنَا ،وسَفكُ دِمَائِنَا .
: مَنَاقِبُ آلِ أبي طالبٍ, ابن شَهر آشوب, ج3 ,ص247.
في اليومِ الثالثِ مِن مُحرّمٍ الحرامِ لسنةِ 61هجري, حاصرَ اللعين عُمَرُ بن سعد الإمامَ الحُسيَنَ (عليه السلامُُ)وأهلَ بيته وأنصارَه في كربلاءِ المُقَدّسَةِ بجيشٍ قِوامه أربعة آلافِ مُقاتلٍ , وبأمرٍ مِن الطاغية عُبيد الله بن زياد , وقد مَنّاه ببلادِ الري بعد قَتْلِ الإمَامِ الحُسَين وعيالِه .

تاريخ الطبري , ج4 ,ص306 .
يُفتَرَض أن لا تحجبنا أجندات المواقع عن استلهام المعطيات التربوية والعقائدية والأخلاقية والفكرية والتغييريّة الراشدة المأمولة من استذكار وإحياء شعائر النهضة الحُسينيّة المباركة وأهدافها في الواقع صدقاً وسلوكا .
درسٌ مِن عاشوراء - استذكارٌ واعتبار :

( وقد لاحظنا بالأمس القريب كيف أنّ الشعبَ العراقي بجميع أصنافهم رجالاً ونساءً من أولادٍ وآباءٍ وأُمهاتٍ وأخواتٍ استلهم من هذه الثورة - الحسينية - معاني العزّ والكرامة والثبات والصبر ، وتأتّى له دحر الجماعات المسلّحة الضالة ، التي أرادت قهرهم وتحقيرهم وغصب أموالهم ، فاستلهموا من ثورة الإمام الحُسين (عليه السلام ) ما أحرزوا به صلاحهم وصلاح أهاليهم في هذه الحياة ، كما نالوا به الدرجاتِ العُلى عند الله سبحانه )

سماحة السيّد الأُستاذ مُحمّد باقر السيستاني (دامت بركاته) .

تدوين : مرتضى علي الحلّي - النجف الأشرف .
باختصار :
ما نشهده من تجاوزات على حرية الاعتقاد وممارسة الشعائر في محرّم الحرام ، ونقد أنماط التفاعل المشروع والمباشر مع الاستذكار والإحياء ، هو إفصاح عن التاريخ السيء نفسيّاً وفكريّاً وتربويّاً وسلوكيّاً للمتجاوزين.
وافتضاح علني لفسق الذهن والسريرة والقلب.
فلا يقوى صاحبه على كتمانه حتى يفصح عنه بتعليقٍ هنا اواستهزاء هناك ، وتسقيط وما شابه.
في اليوم السادس مِن مُحرّمٍ الحرام لسنة 61 هجريّة التئمت العساكر مع جيش اللعين عمر بن سعد ، وأحكمت الحصارَ الشديدَ على الإمام الحُسَين (عليه السلام )وعياله وأنصاره في كربلاء ، ومنعوا منهم الماءَ والمَدَد .

:مقتل الحُسين ،أبو مخنف الأزدي ،ص 98.
اشتداد حصارِ الماءِ على الإمام الحُسين( عليه السلام) وعياله وأصحابه:

في اليوم السابع مِنْ مُحرّم الحَرامِ لسنة 61هجرية مُنِعَ الإمامُ الحُسَينُ(عليه السلام)وعياله وأصحابه مِن الماءِ ومِنْ أنْ يُسقَوا قطرةً واحدةً .

وفي الأخبار المأثورة.
( بعثَ عُمرُ بن سعد في الوقتِ عَمرو بن الحجاج في خمسمائة فارسٍ ، فنزلوا على الشريعةِ ، وحالوا بين الحُسَين وأصحابه ، وبين الماءِ، ومنعوهم أنْ يسقوا منه قطرةً ، وذلك قبل قَتلِ الحُسَين بثلاثةِ أيامٍ .
ونادى عبدُ اللهِ بن الحصين الأزدي بأعلى صوته :
يا حُسَين ، ألا تنظرُ إلى الماءِ كأنه كبدُ السماءِ ، واللهِ
لا تذوقون منه قطرةً واحدةً حتى تموتوا عطشا.
فقالَ الحُسَين(عليه السلام) :
اللّهُمَّ اقتله عطشا ولا تغفرَ له أبدا .
قالَ حميدُ بن مسلم : واللهِ لعدته بعد ذلك في مرضه ، فو اللهِ الذي لا إلهَ غيره ، لقد رأيته يشرب الماءَ حتى يبغرَ - يبقى بلا ري – ثم يقيئه ، ويصيح العطشُ العطشُ ،ثم يعودُ ، فيشربُ الماءَ حتى يبغرَ ، ثمَّ يقيئه ويتلظى عطشاً ، فما زالَ ذلك دأبهُ حتى لفظَ نفسه )
: الإرشادُ , المُفيدُ , ج2,ص87 .

مرتضى علي الحلّي - النجف الأشرف .
نموذجٌ مِن الحربِ الناعمةِ في واقعة الطّف الفجيعة :

لقد عانى الإمامُ الحُسَين ( عليه السلام ) معاناةً كبيرةً من أساليب الأعداء في تضليل النّاس وحرفهم عن وجهة الحقّ وأهله ومعرفته وقبوله ،حتى كان معسكر العدو يصف الإمام المعصوم بالخارجي والمُخالف - وهو إمامُ الحقّ جعلاً ونصباً واعتقاداً وتنصيصاً وسمعاً عند المسلمين عامةً .
فروي أنّ ( عمرو بن الحجّاج الزبيدي ، وهو من قادة الجيش الأموي في كربلاء حين رأى بعض أفراد جيشه ينسلّون إلى الحُسين ،عليه السلام ، ويُقاتلون دونه صاح قائلاً :
يا أهلَ الكوفة الزموا طاعتكم وجماعتكم ولا ترتابوا في قتل مَن حرَّفَ في الدّين وخالفَ الإمام - ويقصد به الطاغية اللعين يزيد )
: تاريخ الطبري ، ج4 ، ص331.

ولذا يجدر الاعتبار والحذر في استذكار نهضة الإمام الحُسيَن (عليه السلام ) من أخطار وآثار الحرب الفكريّة والعقائديّة الكلامية الناعمة والاشاعات والتضليل الإعلامي وتحريف الحقائق والتسقيط الاعتباري والقيمي والاجتماعي والأخلاقي للحقّ وأهله ، واستهداف الشعائر الحسينية المشروعة والمجالس والزيارات الشريفة .

مرتضى علي الحلّي - النجف الأشرف .
أحداثٌ في تاسوعاء :
في اليوم التاسع مِن مُحرّم الحرام لسنة ٦١هجرية هجمَ اللعين عُمر بن سعد على خيام الإمام الحُسَين ( عليه السلام ) ليَستعجل القتالَ ويُحكم الحصارَ .
وقد جاءَ في حديثٍ عن الإمام جعفر الصادق ( عليه السّلام ) عن يوم تاسوعاء، أنّه قال:
( تاسوعاء يومٌ حُوصِرَ فيه الحُسَين ، عليه السّلام ، وأصحابه ، رضي الله عنهم ، بكربلاء، واجتمع عليه خيلُ أهل الشام وأناخوا عليه، وفرحَ ابن مرجانة وعمر بن سعد بتوافر الخيل وكثرتها، واستضعفوا فيه الحُسين ،صلوات الله عليه وأصحابَه، وأيقنوا أنّه لا يأتي الحُسينَ عليه السّلام ناصرٌ، ولا يَمدَّه أهلُ العراق ، بأبي المُستَضعَفُ الغريب)
: الفروع من الكافي ، الكليني ،ج4 ، ص147.

وفي مِثْلِ عَصرِ اليومِ ,التاسع مِن مُحَرّمِ الحَرَامِ لسنة 61 هجرية أنذَرَ الطاغيةُ اللعينُ ابن مَرجانة في كتابٍ له الإمَامَ الحُسَينَ (عَليه السَلامُ ) المُرَابِطَ في كربلاء ب ( إمّا البيعةُ أو القِتالُ )
فَطَلَبَ الإمَامُ المُهلَةَ لليلةٍ لغرضِ العِبَادَةِ ، وقَرّرَ القِتالَ ليَومِ غَدٍ .

وفي الرواية :
(فجاء العبّاسُ إلى الحُسين عليه السلام وأخبره بما قال القومُ ، فقال: ارجع إليهم فإن استطعتَ أن تؤخّرَهم إلى غدٍ ، وتدفعهم عنا العشيةَ لعلّنا نُصلّي لربّنا الليلةَ وندعوه ونستغفره، فهو يعلم أنّي كنتُ قد أحبُّ الصلاةَ له، وتلاوة كتابه، وكثرة الدعاء والاستغفار).

: بحار الأنوار ، المجلسي ،ج44 ، ص392.

مرتضى علي الحلّي - النجف الأشرف .
ليلة الوداع:
في ليلةِ العاشرِ مِن مُحَرّمٍ الحَرَامِ لسنة 61 هجرية نَعى الإمَامُ الحُسَين (عَليه السلامُ) لأخته زينب نَفسَه الشَريفَةَ .
آجركم اللهُ يا موالين.
يا أبا عَبدِ الله يا حُسَينَ بنَ عَليٍّ أيُّها الشَّهيدُ يا بنَ رَسولِ الله يا حُجَّةَ الله عَلى خَلقِهِ يا سَيِّدَنا وَمَولانا، إنَّا تَوَجَّهنا وَاستَشفَعنا وَتَوَسَّلنا بِكَ إلى اللهِ، وَقَدَّمناكَ بَينَ يَدَي حاجاتِنا، يا وَجيهاً عِندَ الله اشفَع لَنا عِندَ اللهِ .
مصيبة السبي :
وبعد زوال يوم الحادي عشر من مُحرّم الحرام لسنة 61 هجريّة.
بدأت مصيبة السبي إلى الكوفة ومنها إلى بلدٍ وبلد:

- عندَ أخذِ السيِّدةِ زينب بنت علي بن أبي طالبٍ(عليها السلامُ ) سَبيّةً إلى الكوفةِ بعد انتهاءِ واقعةِ الطّفِ الفجيعةِ , فقد انبَرَتْ وبقوةٍ لفتَتْ إعجابَ المُؤالِفِ والمُخَالِفِ.
وخطبتْ خطبتها الشهيرة والصحيحة , والتي تضمنتْ ثقافةَ الصمودِ والوعي والتحفيزِ لمواجهة الظالمين وعدمَ الخنوعِ لهم والتسترَ بلباسِ الإيمانِ والدّين.

فقالتْ: فاضحةً المُنافقين والناكثين في الكوفةِ آنذاك ,والذين أظهروا البكاءَ والتعاطفَ الأجوفَ مع سَبي الحرائرِ والنساءِ مِن أهلِ بيتِ الوحي المُحمدي الشريفِ:

(أما بعدُ : يا أهلَ الكوفةِ - وتَقصِدُ المَجموعاتِ البشريةَ المُتواجدَةَ فيها ,والذين كان أغلبُهم خانعين لحكومةِ يزيد اللعين والطاغيةِ ابن زياد, والذين تَسبّبُوا بقَتلِ مُسلمٍِ بن عقيل مِن قَبل , وخذلوا الإمامَ الحُسَين(عليه السلامُ),ولم ينصروه إلاّ القِلّةُ - :

يا أهل الخَتلِ والغدرِ أتبكون فلا رقأتْ الدمعةُ ولا هدأتْ منكم الرنةُ , إنّمَا مَثلُكم كَمَثَلِ التي نقضتْ غزلَها من بعد قوةٍ أنكاثا ,تتخذون إيمانَكم دَخلاً بينكم أتبكون وتنتحبون , أي واللهِ فابكوا كثيراً واضحكوا قليلا ,فقلد ذهبتم بعارها وشنارها, ولن ترحضوها بغسلٍ بعدها أبدا ,وأنّى لكم ترحضون قَتلَ سليلِ خاتمِ النبوةِ ومَعدنِ الرسالةِ ومَدارِ حُجتكم ومَنارِ مَحجتكم ومَلاذِ خَيرتكم ومَفزعِ نازلتكم وسيّدِ شبابِ أهلِ الجنة ألا ساءَ ما تزرون , إلى أنْ قَالَتْ : فلا يستخفّنَكم المَهلُ فإنه لا يَحفِزُ البدار ولا يَخافُ فَواتِ الثأرِ وأنّ ربّكم لبالمرصَادِ)
: الأمالي,الطوسي, ج1, ص 91 :

وهنا تبثُ مولاتنا زينبٌ (عليها السلامُ ) وعياً جديداً ، ينبغي أنْ يأخذَ طريقه إلى المَيدانِ تطبيقاً وسُلُوكَا , وهو أنّ العلاقةَ الحراريةَ العاطفيةَ مع المعصومين دونَ الفِعلِ النَاصِرِ لهم لا تُحَقّقُ المَطلوبَ .

وإنّمَا يجبُ وعي ترابطِ المَعيّةِ القلبيّةِ والسُلُوكيّةِ مع المعصومِ وعيَاً يُسَجّلُ حاملُه معه مَوقفاً مُشرّفَاً وصالحاً ومُعبراً عن حقيقة صدق ولاءه وإخلاصه .

.. وقد نبّهتْ ناصحةً القوم :

بأنّ المعصومَ هو مَدارُ الحُجّةِ الوجوديّةِ في هذه الحياةِ , وليس الطغاة , وهو مَنارُ المَحَجّةِ , طريقاً مُنكشفاً ومُوصِلاً باستقامته إلى اللهِ تبارك وتعالى ورضوانه.

مرتضى علي الحِلّي – النَجَفُ الأشرَف .
في اليوم الثاني عشر مِن محرّمٍ الحرام لسنة 61 هجرية دخلَ موكبُ سبايا آلِ مُحمّدٍ إلى الكوفة .
ولقد انبرت عقيلةُ الطالبيين وبطلةُ كربلاء سيدتنا زينب، (عليها السلام) للخطاب البليغ ، الذي هزّ عرشَ الطاغية اللعين ابن مرجانة ، وقرّعته تقريعاً وأفحمته إفحاما .

: الإرشاد ، المفيد ،ج2 ، ص 114.

مرتضى علي الحلّي - النجف الأشرف .