((صِبْغَةَ اللَّهِ ً ))
35.3K subscribers
19.2K photos
4K videos
3.17K files
13.8K links

نستقبل مشاركاتكم وملاحظاتكم وأسالتكم على البوت التالي ⬇️
@Sbqat23_bot
Download Telegram
🍃🍃

#قوله : ومن الكسل إلى التشمير جدا وعزما .

أي يفر من إجابة داعي الكسل إلى داعي العمل والتشمير بالجد والاجتهاد .

والجد هاهنا هو صدق العمل ، وإخلاصه من شوائب الفتور ، ووعود التسويف والتهاون ، وهو تحت السين وسوف ، وعسى ، ولعل ، فهي أضر شيء على العبد ، وهي شجرة ثمرها الخسران والندامات .

والفرق بين الجد والعزم أن العزم صدق الإرادة واستجماعها ، والجد صدق العمل وبذل الجهد فيه ، وقد أمر الله سبحانه وتعالى بتلقي أوامره بالعزم والجد ، فقال خذوا ما آتيناكم بقوة وقال وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء فخذها بقوة وقال يايحيى خذ الكتاب بقوة أي بجد واجتهاد وعزم ، لا كمن يأخذ ما أمر به بتردد وفتور

#منازل_إياك_نعبد_وإياك_نستعين
#ابن_قيم_الجوزية
#مسائيات_الاسلام_ديني
🍃🍃
#وقوله : ومن الضيق إلى السعة ثقة ورجاء .

يريد هروب العبد من ضيق صدره بالهموم والغموم والأحزان والمخاوف التي تعتريه في هذه الدار من جهة نفسه ، وما هو خارج عن نفسه مما يتعلق بأسباب مصالحه ، ومصالح من يتعلق به ، وما يتعلق بماله وبدنه وأهله وعدوه ، يهرب من ضيق صدره بذلك كله إلى سعة فضاء الثقة بالله تبارك وتعالى ، وصدق التوكل عليه ، وحسن الرجاء لجميل صنعه به ، وتوقع المرجو من لطفه وبره ، ومن أحسن كلام العامة قولهم : لا هم مع الله ، قال الله تعالى ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب قال الربيع بن خثيم : يجعل له مخرجا من كل ما ضاق على الناس ، وقال أبو العالية : مخرجا من كل شدة ، وهذا جامع لشدائد الدنيا والآخرة ، ومضايق الدنيا والآخرة ، فإن الله يجعل للمتقي من كل ما ضاق على الناس واشتد عليهم في الدنيا والآخرة مخرجا ، وقال الحسن : مخرجا مما نهاه عنه ، ومن يتوكل على الله فهو حسبه أي كافي من يثق به في نوائبه ومهماته ، يكفيه كل ما أهمه ، والحسب الكافي حسبنا الله كافينا الله .
[ ص: 469 ]

#منازل_إياك_نعبد_وإياك_نستعين
#ابن_قيم_الجوزية
#مسائيات_الاسلام_ديني
🍃🍃

.وكلما كان العبد حسن الظن بالله ، حسن الرجاء له ، صادق التوكل عليه ، فإن الله لا يخيب أمله فيه البتة ، فإنه سبحانه لا يخيب أمل آمل ، ولا يضيع عمل عامل ، وعبر عن الثقة وحسن الظن بالسعة ، فإنه لا أشرح للصدر ، ولا أوسع له بعد الإيمان من ثقته بالله ورجائه له وحسن ظنه به


#منازل_إياك_نعبد_وإياك_نستعين
#ابن_قيم_الجوزية
#مسائيات_الاسلام_ديني
🌓🌓
#وأحسنوا.. إن الله يحب المحسنين

#الإحسان إلى الناس عبادة من أفضل العبادات وقربة من أجل القربات، بها تنمو المحبة، وتزداد الألفة والمودة، وتقوى أواصر الأخوة، وينتشر بين أبناء المجتمع روح التعاون والتكاتف والترابط؛ ولهذا كانت من البر الذي أمر الله به والتعاون عليه ومن الإحسان الذي دعا إليه وأمر به وجازى عليه..
قال تعالى: {وَتَعاوَنُوا عََى البِرِّ والتَّقوَى}، وقال: {‌وَأَحۡسِنُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُحۡسِنِينَ}[البقرة:١٩٥].

#والإحسان مأخوذ من الحسن، وهو كل شيء جميل، ودين الله يقوم في حقيقته على الإحسان، فهو إما إحسان في عبادة الله، وإما إحسان مع خلقه وإليهم.
#وحقيقة الإحسان: بذل الخير للغير دون انتظار مقابل. فهو في أصله محض عطاء وتفضل.
وعليه فالمحسن الأعظم على الحقيقة هو الله سبحانه وتعالى، فهو صاحب المن والفضل والجود والإحسان على عباده، فما بهم من نعمة فمنه جل في علاه، وما في يدهم من خير إلا هو الذي أعطاه، {وما بكم من نعمة فمن الله}[النَّحل:53].

#مسائيات_الاسلام_ديني
#وأحسنوا.. #إن_الله_يحب_المحسنين
🌓🌓
#وقد أمر الله تعالى عباده بالإحسان في كثير من آيات القرآن:
قال سبحانه: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}[النَّحل:90]، وقال تعالى: {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً} [البقرة:83]. فهو أمر بالإحسان في القول والعمل جميعا. وقال: {‌وَأَحۡسِنُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُحۡسِنِينَ}[البقرة:195]، وقال: {لِّلَّذِينَ ‌أَحۡسَنُواْ ٱلۡحُسۡنَىٰ وَزِيَادَةٞۖ وَلَا يَرۡهَقُ وُجُوهَهُمۡ قَتَرٞ وَلَا ذِلَّةٌۚ أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُون} [يونس:26]، {لِلَّذِينَ ‌أَحۡسَنُواْ فِي هَٰذِهِ ٱلدُّنۡيَا حَسَنَةٞۗ}[الزمر:10]، {إِنۡ ‌أَحۡسَنتُمۡ ‌أَحۡسَنتُمۡ لِأَنفُسِكُمۡۖ وَإِنۡ أَسَأۡتُمۡ فَلَهَا} [الإسراء:7].

وعلى العموم فإن الدعوة إلى الإحسان في كتاب الله متوافرة ومتكاثرة وأساليبها كذلك متنوعة: فتارة يأمر به أمرا مباشرا، وتارة بالإخبار أنَّه يحبُّ المُحسنين، وأنَّه مع المُحسنين، وأنه يجزي الذين أحسنوا بالحُسنى وزيادة، وأنه لا يضيع أجر المُحسنين، ولا يضيع أجرَ من أحسن عملاً، كما أنه تارة يأتي مقرونًا بالإيمان، وتارة مقرونًا بالتَّقوى أو بالعمَل الصَّالِح، كلُّ ذلك مما يدلُّ على فضل الإحسان وعظيم ثوابه عند الله تعالى.

#مسائيات_الاسلام_ديني
#وأحسنوا.. #إن_الله_يحب_المحسنين
🌓🌓

#أنواع_للإحسان
والإحسان يكون بين العبد وربه، وبين العبد وبين الناس، وكذا بين العبد وبين سائر المخلوقات.
🔺#أما_الإحسان_في_العلاقة_مع_الله:
فهو إحسان العبد فيما بينه وبين ربِّه وخالقه ومعبوده، وهو أعلى مراتب الدِّين، وقد فسَّره النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم – بـ (أن تعبد الله كأنَّك تراه؛ فإن لم تكن تراه فإنه يراك)[متفق عليه]، ومعنى ذلك أنَّ العبد يعبد الله تعالى على استحضار قربِه منه، وأنه بين يديه كأنَّه يراه، وذلك يوجب الخشيةَ والخوف والتَّعظيم، ويوجب النُّصح في العبادة وتحسينها وإتمامها.

#مسائيات_الاسلام_ديني
#وأحسنوا.. #إن_الله_يحب_المحسنين
🌓🌓

🔺#وإما_الإحسان_مع_الناس:
فهو بذل النفع إليهم، والسعي في قضاء حوائجهم، وإغاثة ملهوفهم، وإعانتهم مهما تيسر للعبد ذلك، والنصح لهم في جميع أمورهم. فـإن (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا)، (مثلُ المؤمنين في تَوادِّهم ، وتَرَاحُمِهِم ، وتعاطُفِهِمْ . مثلُ الجسَدِ إذا اشتكَى منْهُ عضوٌ تدَاعَى لَهُ سائِرُ الجسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى)[رواه البخاري].

والنبي صلى الله عليه وسلم رغَّب في هذا النوع من الإحسان أشد الترغيب ودعا إليه، فقد روى الطبراني بسند حسن عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: (أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله: أي الناس أحب إلى الله؟ وأي الأعمال أحب إلى الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله تعالى سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه ديناً، أو تطرد عنه جوعاً، ولأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد ( مسجد المدينة ) شهراً، ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظه ـ ولو شاء أن يمضيه أمضاه ـ ملأ الله قلبه رجاء يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى يثبتها له أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام).

#مسائيات_الاسلام_ديني
#وأحسنوا.. #إن_الله_يحب_المحسنين
🌓🌓

وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال صلى الله عليه وسلم: (مَن نَفَّسَ عن مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِن كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللَّهُ عنْه كُرْبَةً مِن كُرَبِ يَومِ القِيَامَةِ، وَمَن يَسَّرَ علَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللَّهُ عليه في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَن سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللَّهُ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللَّهُ في عَوْنِ العَبْدِ ما كانَ العَبْدُ في عَوْنِ أَخِيهِ).

#ونفع الناس وكشف كرباتهم من صفات النبيين والمرسلين، فهذا موسى عليه السلام يخرج من مصر خائفا مطاردا حتى بلغ مدين، وحين وصل إلى مدين وورد ماءه ووجد المرأتين وعرف حالهما فسارع وسقى لهما، ما منعه ما كان فيه من الخوف والغربة والحاجة أن يقدم المعروف ويبذل الإحسان (فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ) (القصص:24).

#مسائيات_الاسلام_ديني
#وأحسنوا.. #إن_الله_يحب_المحسنين
🌓🌓

#وكان يوسف عليه السلام من المحسنين كما قال ذلك صاحباه في السجن وذكر ذلك سبحانه في قوله تعالى عنهما: {إنا نراك من المحسنين} قال الضحاك: كان إحسانه إذا مرض رجل في السجن قام عليه، وإذا ضاق عليه المكان وسع له، وإذا احتاج أحد سأل وجمع له. وكذلك لما صار عزيز مصر ما غاب عنه الإحسان، فقال له أخوته ولم يعرفوه {إنا نراك من المحسنين}.

وأما نبينا صلى الله عليه وسلم فهو سيد أهل الإحسان، وإمام المحسنين، فكان كما وصفته زوجه خديجة رضي الله عنها: (والله لا يخزيك الله أبدا.. إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق).


#مسائيات_الاسلام_ديني
#وأحسنوا.. #إن_الله_يحب_المحسنين