((صِبْغَةَ اللَّهِ ً ))
34.3K subscribers
18.9K photos
3.96K videos
3.11K files
13.5K links

نستقبل مشاركاتكم وملاحظاتكم وأسالتكم على البوت التالي ⬇️
@Sbqat23_bot
Download Telegram
📚 #أحـاديـث_نـبـويـة 📚

((لا عَدْوَى ، ولا صَفَرَ ، ولا هامَةَ)). فقالَ أعْرابِيٌّ : يا رَسولَ اللَّهِ ، فَما بالُ إبِلِي ، تَكُونُ في الرَّمْلِ كَأنَّها الظِّباءُ ، فَيَأْتي البَعِيرُ الأجْرَبُ فَيَدْخُلُ بيْنَها فيُجْرِبُها؟ فقالَ : ((فمَن أعْدَى الأوَّلَ؟)).

#الراوي : أبو هريرة  
#المصدر : صحيح البخاري

📄 #شــرح_الـحـديـث 🖌
 
جاءَ الإسلامُ ليَهدِمَ مُعتقَداتِ الجاهِليَّةِ ، ويَبنيَ للمُسلمِ العقيدةَ الصَّحيحةَ المبنِيَّةَ على صِحَّةِ التَّوحيدِ ، وقوَّةِ اليَقينِ ، والابتِعادِ عنِ الأوْهامِ والخَيالاتِ التي تعبَثُ بالعقولِ.

وفي هذا الحديثِ يَحكي أبو هُرَيْرَةَ رضي اللهُ عنه أنَّ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قالَ :

● «لا عَدْوَى» ، وهذا نَفْيٌ لِما كانوا يَعتَقِدونه مِن مُجاوَزةِ العِلَّة مِن صاحِبِها إلى غَيرِه ، وأنَّها تُؤثِّرُ بطبْعِها ، فأعلَمَهمُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ الأمرَ ليس كذلك ، وإنَّما اللهُ عزَّ وجلَّ هو الذي يُقدِّرُ المرَضَ ويُنزِلُ الدَّاءَ.

وقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم :

● «ولا صَفَرَ» وهو الشَّهرُ المَعروفُ ، كانوا يَتشاءَمون به ، وهو شَهرٌ مِن شُهورِ اللهِ ، يقَعُ فيه الخَيرُ والشَّرُّ ، ولا شَيءَ يقَعُ إلَّا بقَدَرِ اللهِ.

وأيضًا كانَ العربُ يُؤخِّرونَ تَحريمَ شَهرِ المحرَّمِ ، ويَجعلونَهُ في شَهرِ صَفَرَ ، فيُبدِلونَ الأشهُرَ الحرُمَ ، فثبَّتَ الإسلامُ الأشهُرَ الحرُمَ على حَقيقتِها ، ومنعَ النَّسيءَ.

وقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم :

● «ولا هامَةَ» وهي اسمٌ لطائرٍ يَطيرُ باللَّيلِ كانوا يَتشاءمونَ بهِ ، وكانوا يَعتقِدونَ أنَّ رُوحَ القَتيلِ إذا لم يُؤخَذْ بثأرِهِ صارتْ طائرًا يقولُ : «اسْقوني اسْقوني» ، حتى يُثأرَ له فيَطيرَ ، #وقيل : هي البُومةُ ، قالوا : إذا سَقَطَت على دارِ أحدِهم وَقَعَت فيها مُصيبةٌ ، وهذا مِنَ المُعتقَداتِ الجاهليَّةِ التي أبطَلَها الإسلامُ.

فقال أعرابيٌّ -وهو الذي يَسكُنُ الصَّحراءَ من العَرَبِ-:

● «يا رَسولَ اللهِ ، فما بالُ إِبِلي تكونُ في الرَّملِ كأنَّها الظِّباءُ» في النَّشاطِ والقُوَّةِ والسَّلامةِ مِن الدَّاءِ ، فيَأتي البَعيرُ الذي أصابه الجَرَبُ -وهو نوعٌ من الأمراضِ- ، فيَدخُل في باقي القطيعِ ، فيصيبُ جميعَها بالجَرَبِ ، فأجابَه النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم :

● «فمَن أَعْدى الأوَّلَ؟» ، أي : مِن أينَ صار فيه الجرَبُ؟ فاستأصل الشُّبهةَ من أصلِها. وتحريرُ ذلك أن يقال : إن كان الدَّاخِلُ أجرَبَها ، فمن أجرَبَه؟ فإن كان أجرَبَه بعيرٌ آخَرُ ، كان الكلامُ فيه كالكلامِ في الأوَّلِ... وهكذا ، فلا بدَّ أن نَقِفَ عند بعيرٍ أجرَبَه اللهُ من غيرِ عَدْوَى ، وإذا كان كذلك ، فاللهُ تعالى هو الذي أجرَبَها كلَّها ، أي : خَلَقَ الْجَرَبَ فيها.

#وفي_الحديث :

⊙ نَفيُ ما كانَت الجاهليَّة تَزعُمه وتَعتَقِده أنَّ المَرضَ والعاهةَ تُعْدي بطَبعِها لا بِفِعلِ اللهِ عزَّ وجلَّ.

⊙ وفيه : النَّهيُ عن التَّشاؤُمِ والتَّطيُّرِ.

⊙ وفيه : أنَّ الأسبابَ بيدِ اللهِ ، وهوَ الذي يُجْريها أو يَسلُبُها تأثيرَها ، فيَنبغي الإيمانُ باللهِ وقدرتِه.

📚 #الموسوعة_الحديثية 📚

https://dorar.net/hadith/sharh/151147
📚 #أحـاديـث_نـبـويـة 📚

قال ﷺ : (( لا عَدْوَى ولا غَوْلَ ولا صَفَرَ)).

#الراوي : جابر بن عبد الله
#المصدر : صحيح مسلم

📋 #شــرح_الـحـديـث 🖊

 ▪️يُبيِّن النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّه «لا عَدْوَى» ، والمقصودُ بالعَدْوَى : مُجاوزَةُ العِلَّةِ مِن صاحبِها إلى غيرِه.

▪️«ولا غُولَ» ، وكانتِ العَرَبُ تَزعُم أنَّ الغِيلانَ في الفَلَوَات ، وهي جِنْسٌ مِن الشياطين ، فتَتَراءَى للناسِ وتتغوَّل تغوُّلًا ، أي تتلوَّن تلوُّنًا ، فتُضِلُّهم عن الطريق ، فتُهلِكُهم ، فأَبْطَلَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم ذاك.

👈 وليس المُرادُ بالحديثِ نَفْيَ وجودِ الغُول ، وإنَّما معناه إبطالُ ما تَزعُمه العَرَبُ مِن تلوُّنِ الغُولِ بالصُّوَرِ المختلِفَةِ واغتِيالِها ، #قالوا : ومعنى «لا غُولَ» أى : لا تَستطيع أن تُضِلَّ أحدًا.
 
▪️«ولا صَفَرَ» ، والمرادُ بصَفَر يَحتَمِل أمرَيْن :

1⃣ #الأول : تأخيرُهم شَهْرَ المحرَّمِ وتحريمَه إلى شَهرِ صَفَر ؛ فيكون هو الشَّهْرَ الحرام ، وهو النَّسِيءُ الَّذِي كانوا يفعلونه.

2⃣ #والثاني : أنَّ الصَّفَرَ دَوَابُّ في البَطْن ، وهى دُودٌ ، وكانوا يَعتقِدون أنَّ في البَطْنِ دابَّةً تَهِيجُ عندَ الجُوع ، ورُبَّما قَتَلَتْ صاحِبَها ، وكانت العَرَبُ تراها أَعْدَى مِن الجَرَبِ.

#في_الحديث :

¤ نفيُ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ما كانت الجاهليَّةُ تَزعُمه وتَعتقِدُه مِن أنَّ المَرَضَ والعَاهَةَ تُعدِي بِطَبْعِها لا بِفِعْلِ الله تعالى.

📚 #الموسوعة_الحديثية 📚

https://dorar.net/hadith/sharh/17911
📚 #أحـاديـث_نـبـويـة 📚

((مَنْ ردَّتْهُ الطِيَرَةُ عن حاجتِهِ فقدْ أشرَكَ)) قالوا : يا رسولَ الله وما كفارَةُ ذلِكَ؟ قال : يقولُ : " اللهمَّ لا طيرَ إلَّا طيرُكَ ، ولَا خيرَ إلَّا خيرُكَ ، ولَا إلهَ غيرُكَ".

#الراوي : عبد الله بن عمر
#المحدث : الألباني
#المصدر : إصلاح المساجد

خلاصة حكم المحدث : #صحيح

🗒 #شــرح_الـحـديـث 🖍
  
على المُسلِمِ أنْ يَحذرَ الشِّركَ ومَظاهرَه ، ويُسلِّمَ كُلَّ أُمورِه للهِ تعالى ، وأنْ يكونَ مُؤمِنًا بقضائِه ، واثقًا بموعودِه سُبحانَه وتَعالى ، لا يَستسلِمُ لأهواءِ النَّفْسِ ولا وَساوِسِها ، وهذا الحديثُ أصلٌ في هذا الأمْرِ ، حيثُ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم :

"مَن رَدَّتْه الطِّيَرةُ عن حاجَتِه" ، رَدَّتْه أي : مَنَعَتْه من قَضائِها والاستِمْرارِ فيها ، والطِّيرَةُ التَّطيُّرُ ، وهو مَعنًى قد يُستخدَمُ في الخيرِ والشَّرِّ ، ولكنَّ أغلَبَه يكونُ في التَّشاؤُمِ والشَّرِّ ؛ فليس لأحَدٍ أنْ يظُنَّ أنَّ ما جعَله سببًا للتَّشاؤمِ سواءٌ كان مخلوقًا أو مكانًا أو زمانًا هو السَّببُ فيما يحدُثُ له ، بل كلُّ شَيءٍ بقَدَرِ اللهِ عزَّ وجلَّ.

"فقد أشرَكَ" ، أي : صار مُشابِهًا للمُشرِكينَ المُعتقِدينَ أنَّ للهِ شريكًا في الخيرِ والشَّرِّ ، تَعالى اللهُ عن ذلك.

"قالوا : يا رسولَ اللهِ وما كَفارةُ ذلك؟" ، أي : كيف يُكفِّرُ ويتوبُ مَن وَقَعَ في هذا الفِعلِ؟!

"قال : يقولُ : اللهمَّ لا طَيرَ إلَّا طيرُكَ" ، أي : مَن وَقَعَ في هذا الأمْرِ يقولُ : يا ربِّ ، لا يُرجَى الخيرُ إلَّا مِنكَ دُون سِواكَ ؛ فلن يحصُلَ إلَّا قضاؤُك الذي قَضَيْتَه ، ولن يحصُلَ ويُقضى إلَّا ما قَدَّرتَه على العبدِ ، فعِلمُ الغيبياتِ إنَّما هو عندَك وحدَك ؛ فإنَّ الطَّيرَ من مخلوقاتِك لا يضُرُّ ولا ينفَعُ ، وإنَّما الذي يضُرُّ وينفَعُ هو أنتَ سُبحانَك.

"ولا إلهَ غيرُك" ، أي : لا إلهَ بحَقٍّ إلَّا أنتَ ؛ فلا يُعبَدُ سِواك ، ولا يُحمَدُ سِواك ، ولا يُقدِّرُ الأُمورَ والمقاديرَ على الخلائِقِ سِواك يا اللهُ ؛ فهذه كَفارةٌ لمَنْ يقَعُ في هذا الأمْرِ ، وعليه أن يَمضِيَ مع ذلك ، ويتوكَّلَ على اللهِ إلَّا أنْ تَمنَعَه الأسبابُ فلا شَيءَ عليه.

📚 #الموسوعة_الحديثية 📚

https://dorar.net/hadith/sharh/92369
((صِبْغَةَ اللَّهِ ً ))
فوائد من كتاب الداء والدواء – إذا لم تستحي فاصنع ما شئت/الشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله
.

      
#أحـاديـث_نـبـويـة

( إنَّ ممَّا أدْرَكَ النَّاسُ مِن كَلامِ
النُّبُوَّةِ ، إذا لَمْ تَسْتَحْيِ فافْعَلْ
  ما شِئْتَ ).

#الراوي : أبو مسعود عقبة بن عمرو
#المصدر : صحيح البخاري

  
#شــرح_الـحـديـث :
 
كَلامُ النُّبوَّةِ هو حِكَمُ الأنْبياءِ وشَرائعُهمُ الَّتي لم تُنسَخْ ، وتَتَّفقُ كلُّ الأدْيانِ والرِّسالاتِ فيها

ومِن هذا الحَياءُ ؛ فإنَّ أمْرَه لم يَزَلْ ثابتًا  واستِعْمالُه واجبٌ منذُ زَمانِ النُّبوَّةِ الأُولى ، وإنَّه ما مِن نَبيٍّ إلَّا وقد حثَّ على الحَياءِ ، وبُعِثَ عليه
  وإنَّه لم يُنسَخْ فيما نُسِخَ مِن شَرائعِهم ، ولم يُبدَّلْ فيما بُدِّلَ منها
  وذلك أنَّه أمرٌ قد عُلِمَ صَوابُه
وبانَ فَضلُه ، واتَّفَقتِ العُقولُ على حُسنِه ، وما كان هذا صِفتَه، لم يَجرِ عليه النَّسخُ والتَّبديلُ

ولَمَّا كان الحَياءُ على هذا النَّحوِ  كان مِن حِكَمِ الأنْبياءِ الثَّابتةِ فيه : ما أخبَرَ به النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في هذا الحَديثِ ، حيث قال :

● «إنَّ ممَّا أدْركَ النَّاسُ مِن كَلامِ النُّبوَّةِ : إذا لم تَسْتَحِ فَاصنَعْ ما شِئتَ» ، والحَياءُ مِن أنبَلِ الأخْلاقِ وأعْلاها ، وأصْلُه : تَغيُّرٌ وانْكِسارٌ يَعْتَري الإنْسانَ مِن خَوفِ ما يُعابُ به.

#وقيل : هو انْقِباضُ النَّفْسِ عنِ القَبائِحِ ، وتَرْكُها.

#والمراد أنَّه إذا لم يكُنْ عندَكَ حَياءٌ يَمنَعُكَ مِن فِعلِ القَبيحِ ؛ فافعَلِ ما شِئتَ ، دونَ تَحديدِ ما يَفعَلُه ؛ لأنَّ كلَّ فِعلٍ قَبيحٍ سيَكونُ مُباحًا عندَه.

وعلى هذا المَعنى ، فهو أمرٌ لِلتَّهديدِ 
أيِ : افعَلْ ما بَدا لكَ ؛ فإنَّكَ ستُعاقَبُ عليه ،
#وقيل : المعنى : أنَّ مَن لم يَستَحِ صَنَع ما شاءَ ؛ فإنَّ المانعَ مِن فِعلِ القَبائحِ هو الحَياءُ  فمَن لم يكُنْ له حَياءٌ انهَمَكَ في كُلِّ فَحشاءَ ومُنكَرٍ.

#وفي_الحديث :

⊙  أنَّ صِفةَ الحَياءِ تَردَعُ الإنْسانَ
       عن كَثيرٍ منَ الشُّرورِ.

        
#الموسوعة_الحديثية :
https://dorar.net/hadith/sharh/150327


  شرح الحديث :

🎙 لصاحب الفضيلة العلامة الدكتور
     عبدالرزاق بن عبد المحسن البدر
            حفظـه الله تعالـى
📚 #أحـاديـث_نـبـويـة 📚

لَمْ يَكُنِ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علَى شيءٍ مِنَ النَّوافِلِ أشَدَّ منه تَعَاهُدًا علَى رَكْعَتَيِ الفَجْرِ.

#الراوي : عائشة أم المؤمنين
#المصدر : صحيح البخاري

📕 #شــرح_الـحـديـث 🖍

كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حَريصًا على النَّوافِلِ مُواظِبًا عليها ، وكان صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أشدَّ حِرصًا ومُواظبةً على ركعَتَي الفَجرِ ، كما يُبيِّنُ هذا الحديثُ ، حيثُ تَذكُرُ أمُّ المؤمنينَ عائشةُ رَضيَ اللهُ عنها أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لم يكُنْ أشدَّ «تَعَاهُدًا» ، أي : حِرصًا وحِفاظًا ومُتابَعةً ، مِن حِرصهِ وتَعاهُدِه على رَكعتَيِ الفَجرِ ، وهما الرَّكعتانِ بيْن الأذانِ والإقامةِ لصَلاةِ الصُّبحِ ؛ فقد كان صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ شَديدَ المُعاهَدةِ على النَّوافلِ جَميعِها ، إلَّا أنَّ شِدَّةَ تَعاهُدِه على رَكعتَيِ الفَجرِ يَزيدُ على غَيرِها مِن النوافلِ ؛ فكان صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لا يدَعُهما قَطُّ سواءٌ في حضَرٍ أو سفَرٍ ، وكان صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقضِيهما إنْ فاتَتا أداءً.

#وفي_الحديث :

● بَيانُ أهمِّيَّةِ رَكعتَيِ الفَجرِ ، والحثُّ على المُواظَبةِ عليهما.

📚 #الموسوعة_الحديثية 📚

https://dorar.net/hadith/sharh/23289
📚 #أحـاديـث_نـبـويـة 📚

((ليسَ الواصِلُ بالمُكافِئِ ، ولَكِنِ الواصِلُ الذي إذا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وصَلَها)).

#الراوي : عبد الله بن عمرو
#المصدر : صحيح البخاري
 
📓 #شــرح_الـحـديـث 🖊

الأرحامُ : همْ أقاربُ الإنسانِ ، وكلُّ مَن يَربِطُهم رابطُ نسَبٍ ، سواءٌ أكان وارثًا لهم أو غيرَ وارثٍ ، وتَتأكَّدُ الصِّلةُ به كُلَّما كان أقرَبَ إليه نَسَبًا.

وصِلةُ الرَّحمِ مِن أفضلِ الطَّاعاتِ الَّتي يَتقرَّبُ بها العبدُ إلى ربِّه ، وقدْ أمَرَ اللهُ تعالَى بها ، وبيَّنَ أنَّ وَصْلَها مُوجِبٌ للمَثوبةِ.

وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه "ليس الواصلُ بالمُكافئ" ، أي : ليس الإنسانُ الكاملُ في صِلةِ الرَّحِمِ والإحسانِ إلى الأقاربِ ، هو الشَّخصَ الَّذي يُقابِلُ الإحسانَ بالإحسانِ ، ولكنِ الإنسانُ الكاملُ في صِلةِ الرَّحِمِ هو الَّذي إذا قُطِعَتْ رحِمُه وصَلَها ، أي : إذا أساء إليه أقاربُه أحسَن إليهم ووصَلهم.

وقد ورَدَ الحثُّ فيما لا يُحصى مِن النُّصوصِ الشَّرعيَّةِ على صِلةِ الرَّحِمِ ، ولم يَرِدْ لها ضابطٌ ؛ فالمُعوَّلُ على العُرفِ ، وهو يَختلِفُ باختلافِ الأشخاصِ والأحوالِ والأزمنةِ ، والواجبُ منها ما يُعَدُّ به في العُرفِ واصلًا ، وما زادَ فهو تفضُّلٌ ومَكرُمةٌ ، وأظهرُها : مُعاوَدتُهم ، وبذْلُ الصَّدَقاتِ في فُقَرائِهم ، والهَدايا لأغنيائِهم.

#وفي_الحديث :

● أنَّ الصِّلةَ إذا كانتْ نَظيرَ مُكافأةٍ مِن الطَّرَفِ الآخَرِ لا تكونُ صِلةً كاملةً ؛ لأنَّها مِن بابِ تبادُلِ المنافعِ ، وهذا ممَّا يَسْتوي فيه الأقاربُ والأباعدُ.

● وفيه : عدَمُ المعاملةِ بالمِثلِ ، بل بالإحسانِ إلى المسيءِ والمُقصِّرِ.

📚 #الموسوعة_الحديثية 📚

https://dorar.net/hadith/sharh/151110
📚 #أحـاديـث_نـبـويـة 📚

- جاءَ أعرابيَّانِ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال أحدُهما : يا رسولَ اللهِ ! أيُّ الناسِ خيرٌ ؟ قال : (طُوبَى لمن طالَ عُمُرُه ، وحَسُنَ عملُه) . وقال الآخرُ : أيُّ العملِ خيرٌ ؟ قال : (أن تُفارِقَ الدنيا ولِسانُكَ رَطْبٌ من ذِكْرِ اللهِ).

#الراوي : عبدالله بن بسر
#المحدث : الألباني
#المصدر : السلسلة الصحيحة

📖 #شــرح_الـحـديـث 🖍

حُسنُ العملِ مع طُولِ العُمرِ مِن الأُمورِ الَّتي يُغْبَطُ عليها صاحِبُها ، وكذلك ذِكْرُ اللهِ له فضْلٌ عظيمٌ.

وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ عبدُ اللهِ بنُ بُسرٍ المازنيُّ رَضِي اللهُ عَنهما :

¤ "جاء أعرابيَّانِ"، الأعرابُ هم ساكنو الصَّحراءِ ، "إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، فقال أحدُهما : يا رسولَ اللهِ ، أيُّ النَّاسِ خيرٌ؟" أي : مَن أفضَلُ النَّاسِ حالًا؟

¤ فدلَّهُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على صِفاتِ مَن هو خيرُ النَّاسِ وأَماراتِه ؛ فقال : "طُوبى"، وهي الجنَّةُ أو الجزاءُ الحَسنُ ، "لمَن طال عُمرُه ، وحَسُنَ عمَلُه" ، أي : أفضَلُ النَّاسِ مَن طالَ عُمرُه ؛ لأنَّه لا تمُرُّ به ساعةٌ إلَّا في طاعةٍ ، وكلُّ طاعةٍ إصابةُ خيرٍ وفوزٌ بكلِّ حظٍّ دِينِي ودُنيويٍّ ، فهو يَستَفيدُ بطُولِ عُمرِه في الزِّيادةِ مِن حَسناتِه ، وبحُسنِ العَملِ مِن الطَّاعاتِ واتِّباعِ أوامرِ اللهِ ورسولِه ، وهذا يدُلُّ على سَعادةِ الدَّارَين والفوزِ بالحُسنَيَينِ.

¤ "وقال الآخرُ : أيُّ العمَلِ خيرٌ؟ قال : أنْ تُفارِقَ الدُّنيا" ، أي : أنْ تَستمِرَّ طولَ حياتِك إلى أنْ يأتِيَ الموتُ ، "ولِسانُك رَطبٌ مِن ذِكْرِ اللهِ" ، أي : غضٌّ طَريٌّ مِن ذِكْرِ اللهِ بداوِمْ ذِكْرِه سُبحانه وتعالى ؛ مِن تَسبيحِه وتَحميدِه ، ونَحوِ ذلك.

وقدْ ذكَرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في أحاديثَ كثيرةٍ خيرَ النَّاسِ وشرَّ النَّاسِ ممَّن يتَّصِفون بصِفاتٍ أُخرى ، وكذلك ذَكَرَ خيرَ الأعمالِ وشَرَّها ، ولكنَّه في كلِّ حَديثٍ يُجيبُ بما يُراعي به حالَ السَّائلِ ، أو بما يُعلِّمُ به أُمَّتَه مِن أحوالٍ مُتعدِّدةٍ يُمكِنُ أنْ يُوصَفَ فيها المرءُ بالخيرِ فيَزيدَ فيها ، أو يُوصَفَ فيها بالشَّرِّ فيَحْذَرَ منها.

#وفي_الحديث :

⊙ الحثُّ على التَّزوُّدِ مِن الطَّاعاتِ كلَّما زاد العُمرُ.

⊙ وفيه : أنَّ الزِّيادةَ في عُمرِ المُحسِنِ علامةُ خيرٍ ، والزِّيادةَ في عُمرِ المُسيءِ علامةُ شرٍّ.

⊙ وفيه : تَيسيرُ العِباداتِ في غيرِ الفَريضةِ على النَّاسِ ، وإخبارُهم بما يُناسِبُ قُدراتِهم.

📚 #الموسوعة_الحديثية 📚

https://dorar.net/hadith/sharh/89229
📚 #أحـاديـث_نـبـويـة 📚

الدعاءُ.بعد.الأذان.tt

(مَن قالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ : اللَّهُمَّ رَبَّ هذِه الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ ، والصَّلَاةِ القَائِمَةِ آتِ مُحَمَّدًا الوَسِيلَةَ والفَضِيلَةَ ، وابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الذي وعَدْتَهُ ، حَلَّتْ له شَفَاعَتي يَومَ القِيَامَةِ).

#الراوي : جابر بن عبدالله
#المصدر : صحيح البخاري

📝 #شــرح_الـحـديـث 🖍

الدُّعاءُ مِن أفْضلِ العِباداتِ وأجَلِّ القُرباتِ ، وسَببٌ لنَيْلِ الخيراتِ والبَركاتِ ، وقدْ علَّمَنا النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كثيرًا مِن الأَدعيةِ المبارَكةِ ، وأوْصَى بها في أوقاتٍ أو أحوالٍ مَخصوصةٍ وبيَّنَ عِظَمَ ثوابِها ، وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ مَن قال عَقِبَ سَماعِه للأذانِ وانتهاء المُؤذِّن منه :

¤ «اللَّهُمَّ رَبَّ هذه الدَّعوةِ التَّامَّةِ» ، أي : ألفاظِ الأذانِ الَّتي يُدْعى بها إلى عِبادةِ الله تعالى ، والمُرادُ بالتامَّةِ : الكامِلةُ التي لا يَدخُلُها تغييرٌ ولا تَبديلٌ ، بلْ هي باقيةٌ إلى يَومِ القِيامةِ.

¤ «والصَّلاةِ القائِمةِ» ، أي : الدَّائمةِ.

¤ أَعْطِ مُحَمَّدًا «الوَسيلةَ» ، وهي المَنزِلةُ العالِيةُ في الجنَّةِ الَّتي لا تَنبَغي إلَّا له صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ، «والفَضِيلةَ» ، وهي المَرتَبةُ الزَّائِدةُ على سائِرِ المَخلوقينَ ، ويَحتِملُ أنْ تكونَ الفَضيلةُ مَنزِلةً أُخرى.

¤ وابعَثِ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَقامًا مَحْمودًا ، وهي المَنزِلةُ يَومَ القِيامةِ الَّتي يَحمَدُه لأَجْلِها جَميعُ أهلِ المَوقِفِ ، وهو مَقامُ الشَّفاعةِ العُظمَى.

¤ الَّذي وَعَدْتَه ، أي : ذلك المَقام الَّذي ذَكَرْتَه في كِتابِك بقولِك : {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإسراء: 79].

👈 ثمَّ بيَّن النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الجزاءَ لِمَن قال هذا الدُّعاءَ ، وهو أنَّه استَوْجَبَ واستَحَقَّ شَفاعةَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَومَ القِيامةِ ، وشَفاعتُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تَكونُ للمُذْنِبِينَ ، أو في إدخالِ الجنَّةِ مِن غيرِ حِسابٍ ، أو رَفْعِ الدَّرجاتِ يَومَ القيامةِ ؛ كُلٌّ بحسَبِ حالِه.

#وفي_الحديث :

☆ فضلُ هذا الذِّكرِ بعدَ الأذانِ ، والحَضُّ على الدُّعاءِ في أوقاتِ الصَّلاة حينَ تُفتَحُ أبوابُ السَّماءِ للرَّحمةِ.

☆ وفيه : إثباتُ الشَّفاعةِ العُظمَى للنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.

📚 #الموسوعة_الحديثية 📚

https://dorar.net/hadith/sharh/23169
📚 #أحـاديـث_نـبـويـة 📚

دعاء.يقال.بعد.الطعام.tt

أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذَا فَرَغَ مِن طَعَامِهِ -وقالَ مَرَّةً : إذَا رَفَعَ مَائِدَتَهُ- قالَ : ((الحَمْدُ لِلَّهِ الذي كَفَانَا وأَرْوَانَا ، غيرَ مَكْفِيٍّ ولَا مَكْفُورٍ)). وقالَ مَرَّةً : ((الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّنَا ، غيرَ مَكْفِيٍّ ولَا مُوَدَّعٍ ولَا مُسْتَغْنًى ، رَبَّنَا)).

#الراوي : أبو أمامة الباهلي
#المصدر : صحيح البخاري

📄 #شــرح_الـحـديـث 🖊
 
كانَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُعلِّمُ أصحابَه السُّنَّةَ بأقوالِه وأفعالِه ، وَكانتْ لَه أذكارٌ مَأثورَةٌ عنه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، ومِن هَذهِ الأذكارِ الذِّكرُ قبْلَ الطَّعامِ وبعْدَه.

وفي هذا الحَديثِ يُخبرُ الصَّحابيُّ أبو أُمامَةَ صُدَيُّ بنُ عَجْلانَ الباهليُّ رضِيَ اللهُ عنه : أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كانَ إذا فَرغَ وَانتَهى مِن طَعامِهِ وأكْلِه -وَقال مَرَّةً : إذا رَفَعَ مائِدَتَه ، والمائدةُ : اسمٌ لِمَا يُبسَطُ ويُفرَشُ للطَّعامِ ، وقد تُطلَقُ ويُرادُ بها الطَّعامُ- قالَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم :

● «الحَمدُ لِلهِ الَّذي كَفانا» ؛ مِن الكِفايةِ ، وهي أعمُّ مِنَ الشِّبَعِ والرِّيِّ ، أي : كَفانا جَميعَ ما نَحتاجُ إليه.

● «وأروانا» ؛ من الرِّيِّ ، وهو أخذُ الكفايةِ وما يُحتاجُ إليه من الماءِ.

● «غَيرَ مَكْفيٍّ» يَعني : غَيرَ مَردودٍ عليه نِعمَتُه وفَضلُه إذا فَضلَ مِنَ الطَّعامِ شَيءٌ على الشِّبعِ.

● «وَلا مَكفورٍ» ، غيرَ مجحودٍ فَضْلُه ولا تُنكَرُ نِعمَتُه وفَضلُه.

● وَقالَ مرَّةً : «الحَمدُ للهِ رَبِّنا ، غَيرَ مَكفيٍّ» ، أي : نَحمَدُ اللهَ حمدًا دائمًا مستمرًّا غير مَردودٍ عليه نِعمَتُه وفَضلُه ، أو أنَّه سبحانه غيرُ مُحتاجٍ لشَيءٍ فيُكفى هذه الحاجةَ.

● «وَلا مُودَّعٍ» أي : غيرَ مَتْروكٍ ، أو ألَّا يَكونَ هذا الطَّعامُ آخِرَ طَعامِنا.

● «وَلا مُستغنًى عنه» ، يعني : أنَّ اللهَ تعالَى لا يَقدِرُ أحَدٌ أنْ يَستَغنِيَ عنه سُبحانه ؛ فهو المُنعِمُ المتفضِّلُ الَّذي له الحمدُ على كلِّ حالٍ ، أو أنَّ هذا الطَّعامَ لا يُستَغنى عنه ، ونَطلُبُ منك يا ربَّنا أن تَرزُقَنا وتَكفِيَنا منه.

#وقوله : «رَبَّنا» مَنصوبٌ على أنَّه نِداءٌ مُضافٌ ، وحرْفُ النِّداءِ مَحذوفٌ ، والتقديرُ : يا رَبَّنا ، ويجوزُ أنْ يكونَ مَرفوعًا على أنَّه مُبتدأٌ مؤخَّرٌ ، والتقديرُ : ربُّنا غيرُ مَكفيٍّ ولا مُودَّعٍ ولا مُستغنًى عنه.

#وفي_الحديث :

⊙ الإرشادُ إلى حَمْدِ اللهِ تعالَى على نِعَمِه وأفضالِه.

⊙ وفيه : تَعليمُ المُسلمين أَدعيةَ الحمدِ والشُّكرِ للهِ سُبحانَه بعْدَ الطَّعامِ.

📚 #الموسوعة_الحديثية 📚

https://dorar.net/hadith/sharh/151256
📚 #أحـاديـث_نـبـويـة 📚

الحثُّ على صيام الأيام البيض

أمرنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أن نصومَ منَ الشَّهرِ ثلاثةَ أيَّامٍ البيضَ : ثلاثَ عشرةَ ، وأربعَ عشرةَ ، وخمسَ عشرة.

#الراوي : أبو ذر الغفاري
#المحدث : الألباني
#المصدر : صحيح النسائي

خلاصة حكم المحدث : #حسن

📁 #شــرح_الـحـديـث 🖋

في هذا الحديثِ يَحُثُّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم على صِيامِ ثلاثةِ أيَّامٍ مِن كلِّ شهرٍ ، ويُخصِّصُها بأواسطِ الشَّهرِ مِن الأيَّامِ البِيضِ الَّتي يَكتَمِلُ فيها القَمرُ ، وفيه يَقولُ أبو ذرٍّ الغِفاريُّ رَضِي اللهُ عَنه :

● "أمَرَنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أن نَصومَ مِن الشَّهرِ ثلاثةَ أيَّامِ البِيضِ : ثلاثَ عَشْرةَ ، وأربعَ عشْرةَ ، وخمسَ عشْرةَ" ، وهذا أمرُ إرشادٍ بصِيامِ الأيَّامِ البِيضِ ؛ لِما فيها مِن عَظيمِ فَضلٍ ، وسُمِّيَت بالأيَّامِ البِيضِ ؛ لأنَّها هي الثَّلاثةُ الأيَّامِ الَّتي يَكتَمِلُ فيها القَمرُ.

□ وفي سُننِ أبي داودَ ، أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال : "هُنَّ كهيئةِ الدَّهرِ" ، أي : إنَّ صِيامَ ثلاثةِ أيَّامٍ البِيضِ يكونُ صِيامَ الشهر ؛ لأنَّ الحَسنةَ بعَشرِ أمثالِها ، وصِيامَ ثَلاثةِ أيَّامٍ مِن كُلِّ شهرٍ كصِيامِ الدَّهرِ ؛ وهذا لِمَا في صِيامِها مِن الخيرِ والبركةِ.

● وقدْ كان للنَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم أحوالٌ مُتعدِّدةٌ في الصِّيامِ وأخبَر كُلُّ صَحابيٍّ بما عَلِم أو بما رأَى ؛ فكلُّ مَن رآه فعَل نوعًا ذَكَرَه ، ولعل الذي أمَرَ به وحثَّ عليه أَوْلَى مِن غيرِه ؛ لأنَّه صلَّى الله عليه وسلَّم كان يَعرِضُ له ما يَشغَلُه عن مراعاةِ ذلك ، أو كان يَفعَلُ ذلك لبيانِ الجوازِ ، وكلُّ ذلك في حقِّه أفضلُ ، وبهذا تَتَّفِقُ جَميعُ الأخبارِ الصِّحاحِ الوَاردةِ عن النَّبيِّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ في صَومِ التطوُّعِ ؛ فقدْ ورَدَتْ أحوالٌ متعدِّدةٌ في صِيامِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم تَطوُّعًا مِن الشَّهرِ ؛ ففي صَحيحِ مُسلمٍ : أنَّ عائشةَ رضِيَ اللهُ عنها سُئِلَت : أكان رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يَصومُ مِن كلِّ شهرٍ ثلاثةَ أيَّامٍ؟ قالَت : نعَم ، فقيل : مِن أيِّ أيَّامِ الشَّهرِ؟ قالتْ : لم يَكُن يُبالي مِن أيِّ أيَّامِ الشَّهرِ يصومُ" ؛ فلم تُحدِّدْ .

📚 #الموسوعة_الحديثية 📚

https://dorar.net/hadith/sharh/32863
.

#أحـاديـث_نـبـويـة

( من صلَّى عليَّ واحدةً
  صلَّى اللهُ عليه عشرًا ).

#الراوي : أبو هريرة
#المصدر : صحيح مسلم

    
#شــرح_الـحـديـث :

▪️مِن كَرَمِ اللهِ سُبْحانَهُ لنبيِّهِ محمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّه جَعَل الشَّهادةَ للهِ بالتَّوحيدِ مَقْرونَةً بالشَّهادَةِ للنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالرِّسالَةِ ، ومِن رَحْمةِ اللهِ به ومِن فَضْلِهِ على الأُمَّةِ أنْ جَعَل للصَّلاةِ عليه أجرًا وثوابًا مُضاعَفًا
وفي هذا الحديثِ يَقولُ النبيُّ
صلَّى الله عليه وسلَّم :

▪️"مَن صلَّى عليَّ واحدةً"
الصَّلاةُ هنا إمَّا أنْ تكونَ بمعنى الدُّعاءِ على أَصْلِ مَعْناها اللُّغويِّ

أي : مَن دعا لي مَرَّةً واحدةً بأنْ قال : اللهُمَّ صَلِّ على مُحمَّدٍ ، أو ما في مَعْناها ، أو تكونَ الصَّلاةُ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بمعنى طَلَبِ التَّعظيمِ له والتَّبجيلِ لجَنابِهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن اللهِ.

▪️"صلَّى اللهُ عليه عَشْرًا"
أي : ضاعَفَ اللهُ الجزاءَ للمُصلِّي على النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عَشْرَ مرات
والصَّلاةُ مِن اللهِ على عبادِهِ هي رَحْمتُه إيَّاهُمْ ، والصَّلاةُ من الملائكةِ الاسْتِغفارُ ، فيُحتَمَلُ أنْ يكونَ المعنى أنَّ اللهَ يَرْحَمُهُ رَحْمةً مُضاعَفةً ، أو أنْ يَذْكُرَ ربُّنا سُبْحانَهُ وتعالى المُصلِّيَ على النبيِّ في الملأِ الأعلى ؛ تشريفًا له وتكريمًا على صلاتِه ودُعائه للنبيِّ
صلَّى الله عليه وسلَّم

ويكونُ هذا مِن بابِ قولِ اللهِ عزَّ وجلَّ في الحديثِ القُدُسِيِّ :
"فإنْ ذَكَرني في نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ في نَفْسي ، وإنْ ذَكَرني في ملأٍ ذَكَرْتُهُ في ملأٍ خَيرٍ مِنْهُ".

فتكونُ بذلك صلاةُ المسلمِ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أَفْضلَ مِن دُعائهِ لنَفْسِهِ ؛ لأنَّ اللهَ سيُصلِّي على عَبْدِهِ ويَرْحَمُهُ ، أو تَسْتَغْفِرُ له الملائكةُ استغفارًا مُضاعَفًا ، وقد وَرَدَ في رِوايةٍ أُخْرى : "أنَّ مَن صلَّى
على النبيِّ صلاةً واحدةً
صلَّى اللهُ عليه عَشْرَ صَلواتٍ
  وحَطَّ عَنْهُ عَشْرَ خَطيئاتٍ
ورَفَعَ له عَشْرَ دَرَجاتٍ".

          
#الموسوعة_الحديثية :
https://dorar.net/hadith/sharh/78260

شرح سماحة الإمام العلامة الشيخ
         محمد بن صالح العثيمين
         عليه رحمات رب العالمين
📚 #أحـاديـث_نـبـويـة 📚

حرص النبي ﷺ على صوم يوم عاشوراء

ما رَأَيْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَتَحَرَّى صِيَامَ يَومٍ فَضَّلَهُ علَى غيرِهِ إلَّا هذا اليَومَ ؛ يَومَ عَاشُورَاءَ ، وهذا الشَّهْرَ. يَعنِي شَهْرَ رَمَضَانَ.

#الراوي : عبد الله بن عباس  
#المصدر : صحيح البخاري

📝 #شــرح_الـحـديـث 🖊

كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُداوِمُ على كَثيرٍ مِن العِباداتِ والطَّاعاتِ ، ومِن ذلك صِيامُ يومِ عاشوراءَ ، صامَه شُكرًا للهِ تعالَى على نَجاةِ أخِيه مُوسى عليه السَّلامُ مِن فِرعونَ.

وفي هذا الحَديثِ يَحكي عبدُ الله بنُ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّه ما رَأى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقصِدُ ويُبالِغُ في طَلبِ صِيامِ يومٍ إلَّا يومَ عاشوراءَ ، يُفَضِّلُه على غَيرِه ، وهو يومُ العاشرِ من شَهرِ اللهِ المُحرَّمِ ، وقد روَى ابنُ عبَّاسٍ أيضًا أنَّ السُّنَّةَ أنْ يَصومَ المُسلِمُ اليومَ التَّاسعَ من المحرَّمِ مع يومِ عاشُوراءَ ؛ مُخالفةً لليهودِ ، كما في صَحيحِ مُسلِمٍ ، وقدْ ثبَت في صَحيحِ مُسلِمٍ مِن حَديثِ أبي قَتادةَ رَضيَ اللهُ عنه : أنَّ صِيامَه يُكفِّرُ ذُنوبَ السَّنَةَ التي قَبْلَه.

👈 وهذا يَقْتضي أنَّ يومَ عاشوراءَ أفضَلُ الأيَّامِ للصَّائمِ بعدَ رَمَضانَ ، لكنَّ ابنَ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما أسنَدَ ذلك إلى عِلمِه ورُؤيتِه ؛ فليس فيه ما يَرُدُّ عِلمَ غيرِه ؛ فقد رَوى مُسلِمٌ مِن حَديثِ أبي قَتادةَ رَضيَ اللهُ عنه مَرفوعًا : أنَّ صَومَ عاشوراءَ يُكفِّرُ سَنةً ، وأنَّ صَومَ يومِ عَرَفةَ يُكفِّرُ سَنتَينِ : سَنةً قبْلَه ، وسَنةً بعْدَه ، وظاهرُه أنَّ صِيامَ يومِ عَرَفةَ #أفضل مِن صِيامِ يومِ عاشوراءَ.

👈 وقد قِيل في الحِكمةِ في ذلك : إنَّ يومَ عاشوراءَ مَنسوبٌ إلى مُوسى عليه السَّلامُ ، ويومَ عَرَفةَ مَنسوبٌ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ؛ فلذلِك كان أفضَلَ.

#وكذلك كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَتحرَّى صِيامَ شَهْرِ رَمَضانَ ؛ لأنَّه شَهرُ الفَريضةِ ، وفيه مِن الفَضْلِ العَظيمِ مِن الرَّحمةِ والعِتقِ مِن النَّارِ والمَغفرةِ للصَّائمينَ ، وفيه لَيلةُ القَدْرِ التي هي خَيرٌ مِن ألْفِ شَهْرٍ.

👈 وإنَّما جمَعَ ابنُ عبَّاسٍ بيْن عاشوراءَ ورَمضانَ -وإنْ كان أحدُهما واجبًا ، والآخَرُ مَندوبًا- لاشتراكِهِما في حُصولِ الثَّوابِ ؛ لأنَّ معنى «يَتحرَّى» ، أي : يَقصِدُ صَومَه لتَحصيلِ ثَوابِه ، والرَّغبةِ فيه.

📚 #الموسوعة_الحديثية 📚

https://dorar.net/hadith/sharh/5768
📚 #أحـاديـث_نـبـويـة 📚

استحباب صوم تاسوعاء مع يوم عاشوراء

حِينَ صَامَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَومَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بصِيَامِهِ قالوا : يا رَسولَ اللهِ ، إنَّه يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ اليَهُودُ وَالنَّصَارَى. فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ : ((فَإِذَا كانَ العَامُ المُقْبِلُ إنْ شَاءَ اللَّهُ صُمْنَا اليومَ التَّاسِعَ)). قالَ : فَلَمْ يَأْتِ العَامُ المُقْبِلُ ، حتَّى تُوُفِّيَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ.

#الراوي : عبد الله بن عباس
#المصدر : صحيح مسلم

📄 #شــرح_الـحـديـث 🖍
 
يومُ عاشوراءَ هو يومُ العاشرِ مِنَ الْمُحرَّمِ ، وكانت قُرَيشٌ تَصومُه ، فلمَّا قَدِمَ رسولُ الله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم المدينةَ صامَه على عادتِه وأمَرَ بِصيامِه ، وكان صِيامُه فَرضًا قَبلَ رمَضانَ ، إلى أنْ نَزَلَ صَومُ رمضانَ على الْمُسلمينَ ، فكانتِ الفريضةُ صَومَ رمَضانَ فَقط ، وأصبَحَ صَومُ عاشوراءَ مُخيَّرًا فيه ؛ مَن شاءَ صامَه ، ومَن شاءَ تَرَكَه.

وفي هذا الحديثِ يُخبِر عبدُ اللهِ بنُ عَبَّاسٍ رَضِي اللهُ عنهما أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم حِينَ صام يومَ عَاشُورَاءَ ، وأمَر أصحابَه رَضِي اللهُ عنهم بصِيامِه ، فقالوا له :

● «يا رسولَ الله ، إنَّه يومٌ تُعظِّمُه اليَهُودُ والنَّصارَى» بالصَّومِ أيضًا ؛ لأنَّه يومٌ نَجَّى اللهُ فيه مُوسَى عليه السَّلامُ مِن فِرْعَوْنَ وجُنودِه ، وإنَّما ذكَرَ الصَّحابةُ رَضِي اللهُ عنهم للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ذلك ؛ لِما عُرِفَ عنه صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أنَّه كثيرًا ما يَقصِدُ مُخالَفةِ اليهودِ والنَّصارى ، فكان جوابُه صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم -كما في الصَّحيحينِ-:

● «نحنُ أَولى بمُوسى منهم ، فصُومُوه» ، أي : بِمُوافقَتِهِ في شُكرِ اللهِ تعالَى ، والفَرحةِ بِنَجاتِهِ ؛ لأنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم مُوافِقٌ لهُ في أَصلِ الدِّينِ ، أمَّا اليهودُ فقدْ حرَّفوا وغيَّروا وبدَّلوا ، فَصامَهُ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ، وأَمَرَ النَّاسَ بِصيامِهِ.

● وقد جاء في صَحيحِ مُسلمٍ في فَضْلِ صيامِه أنَّه يُكفِّر ذُنوبَ سَنةٍ قَبْلَه.

👈 ثمَّ عَزَم رسولُ الله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم على أنْ يَصُومَ التَّاسِعَ مع العاشِرِ ؛ لمُخالَفةِ أهلِ الكتابِ في صَومِهم العاشرَ فقط ، ويُخبِرُ ابنُ عبَّاسٍ أنَّه لم يأتِ العامُ المُقبِلُ إلَّا وقد تُوفِّيَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم.

#وفي_الحديث :

● مُخالَفَةُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم لِليَهُودِ والنَّصارَى.

● وفيه : بَيانُ أهمِّيَّةِ يومِ عاشوراءَ ، وتَعظيمِ المُسلِمينَ له.

📚 #الموسوعة_الحديثية 📚

https://dorar.net/hadith/sharh/21632
📚 #أحـاديـث_نـبـويـة 📚

((لا عَدْوَى ، ولا صَفَرَ ، ولا هامَةَ)). فقالَ أعْرابِيٌّ : يا رَسولَ اللَّهِ ، فَما بالُ إبِلِي ، تَكُونُ في الرَّمْلِ كَأنَّها الظِّباءُ ، فَيَأْتي البَعِيرُ الأجْرَبُ فَيَدْخُلُ بيْنَها فيُجْرِبُها؟ فقالَ : ((فمَن أعْدَى الأوَّلَ؟)).

#الراوي : أبو هريرة  
#المصدر : صحيح البخاري

📄 #شــرح_الـحـديـث 🖌
 
جاءَ الإسلامُ ليَهدِمَ مُعتقَداتِ الجاهِليَّةِ ، ويَبنيَ للمُسلمِ العقيدةَ الصَّحيحةَ المبنِيَّةَ على صِحَّةِ التَّوحيدِ ، وقوَّةِ اليَقينِ ، والابتِعادِ عنِ الأوْهامِ والخَيالاتِ التي تعبَثُ بالعقولِ.

وفي هذا الحديثِ يَحكي أبو هُرَيْرَةَ رضي اللهُ عنه أنَّ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قالَ :

● «لا عَدْوَى» ، وهذا نَفْيٌ لِما كانوا يَعتَقِدونه مِن مُجاوَزةِ العِلَّة مِن صاحِبِها إلى غَيرِه ، وأنَّها تُؤثِّرُ بطبْعِها ، فأعلَمَهمُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ الأمرَ ليس كذلك ، وإنَّما اللهُ عزَّ وجلَّ هو الذي يُقدِّرُ المرَضَ ويُنزِلُ الدَّاءَ.

وقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم :

● «ولا صَفَرَ» وهو الشَّهرُ المَعروفُ ، كانوا يَتشاءَمون به ، وهو شَهرٌ مِن شُهورِ اللهِ ، يقَعُ فيه الخَيرُ والشَّرُّ ، ولا شَيءَ يقَعُ إلَّا بقَدَرِ اللهِ.

وأيضًا كانَ العربُ يُؤخِّرونَ تَحريمَ شَهرِ المحرَّمِ ، ويَجعلونَهُ في شَهرِ صَفَرَ ، فيُبدِلونَ الأشهُرَ الحرُمَ ، فثبَّتَ الإسلامُ الأشهُرَ الحرُمَ على حَقيقتِها ، ومنعَ النَّسيءَ.

وقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم :

● «ولا هامَةَ» وهي اسمٌ لطائرٍ يَطيرُ باللَّيلِ كانوا يَتشاءمونَ بهِ ، وكانوا يَعتقِدونَ أنَّ رُوحَ القَتيلِ إذا لم يُؤخَذْ بثأرِهِ صارتْ طائرًا يقولُ : «اسْقوني اسْقوني» ، حتى يُثأرَ له فيَطيرَ ، #وقيل : هي البُومةُ ، قالوا : إذا سَقَطَت على دارِ أحدِهم وَقَعَت فيها مُصيبةٌ ، وهذا مِنَ المُعتقَداتِ الجاهليَّةِ التي أبطَلَها الإسلامُ.

فقال أعرابيٌّ -وهو الذي يَسكُنُ الصَّحراءَ من العَرَبِ-:

● «يا رَسولَ اللهِ ، فما بالُ إِبِلي تكونُ في الرَّملِ كأنَّها الظِّباءُ» في النَّشاطِ والقُوَّةِ والسَّلامةِ مِن الدَّاءِ ، فيَأتي البَعيرُ الذي أصابه الجَرَبُ -وهو نوعٌ من الأمراضِ- ، فيَدخُل في باقي القطيعِ ، فيصيبُ جميعَها بالجَرَبِ ، فأجابَه النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم :

● «فمَن أَعْدى الأوَّلَ؟» ، أي : مِن أينَ صار فيه الجرَبُ؟ فاستأصل الشُّبهةَ من أصلِها. وتحريرُ ذلك أن يقال : إن كان الدَّاخِلُ أجرَبَها ، فمن أجرَبَه؟ فإن كان أجرَبَه بعيرٌ آخَرُ ، كان الكلامُ فيه كالكلامِ في الأوَّلِ... وهكذا ، فلا بدَّ أن نَقِفَ عند بعيرٍ أجرَبَه اللهُ من غيرِ عَدْوَى ، وإذا كان كذلك ، فاللهُ تعالى هو الذي أجرَبَها كلَّها ، أي : خَلَقَ الْجَرَبَ فيها.

#وفي_الحديث :

⊙ نَفيُ ما كانَت الجاهليَّة تَزعُمه وتَعتَقِده أنَّ المَرضَ والعاهةَ تُعْدي بطَبعِها لا بِفِعلِ اللهِ عزَّ وجلَّ.

⊙ وفيه : النَّهيُ عن التَّشاؤُمِ والتَّطيُّرِ.

⊙ وفيه : أنَّ الأسبابَ بيدِ اللهِ ، وهوَ الذي يُجْريها أو يَسلُبُها تأثيرَها ، فيَنبغي الإيمانُ باللهِ وقدرتِه.

📚 #الموسوعة_الحديثية 📚

https://dorar.net/hadith/sharh/151147
📚 #أحـاديـث_نـبـويـة 📚

قال ﷺ : (( لا عَدْوَى ولا غَوْلَ ولا صَفَرَ)).

#الراوي : جابر بن عبد الله
#المصدر : صحيح مسلم

📋 #شــرح_الـحـديـث 🖊

 ▪️يُبيِّن النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّه «لا عَدْوَى» ، والمقصودُ بالعَدْوَى : مُجاوزَةُ العِلَّةِ مِن صاحبِها إلى غيرِه.

▪️«ولا غُولَ» ، وكانتِ العَرَبُ تَزعُم أنَّ الغِيلانَ في الفَلَوَات ، وهي جِنْسٌ مِن الشياطين ، فتَتَراءَى للناسِ وتتغوَّل تغوُّلًا ، أي تتلوَّن تلوُّنًا ، فتُضِلُّهم عن الطريق ، فتُهلِكُهم ، فأَبْطَلَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم ذاك.

👈 وليس المُرادُ بالحديثِ نَفْيَ وجودِ الغُول ، وإنَّما معناه إبطالُ ما تَزعُمه العَرَبُ مِن تلوُّنِ الغُولِ بالصُّوَرِ المختلِفَةِ واغتِيالِها ، #قالوا : ومعنى «لا غُولَ» أى : لا تَستطيع أن تُضِلَّ أحدًا.
 
▪️«ولا صَفَرَ» ، والمرادُ بصَفَر يَحتَمِل أمرَيْن :

1⃣ #الأول : تأخيرُهم شَهْرَ المحرَّمِ وتحريمَه إلى شَهرِ صَفَر ؛ فيكون هو الشَّهْرَ الحرام ، وهو النَّسِيءُ الَّذِي كانوا يفعلونه.

2⃣ #والثاني : أنَّ الصَّفَرَ دَوَابُّ في البَطْن ، وهى دُودٌ ، وكانوا يَعتقِدون أنَّ في البَطْنِ دابَّةً تَهِيجُ عندَ الجُوع ، ورُبَّما قَتَلَتْ صاحِبَها ، وكانت العَرَبُ تراها أَعْدَى مِن الجَرَبِ.

#في_الحديث :

¤ نفيُ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ما كانت الجاهليَّةُ تَزعُمه وتَعتقِدُه مِن أنَّ المَرَضَ والعَاهَةَ تُعدِي بِطَبْعِها لا بِفِعْلِ الله تعالى.

📚 #الموسوعة_الحديثية 📚

https://dorar.net/hadith/sharh/17911
📚 #أحـاديـث_نـبـويـة 📚

((مَنْ ردَّتْهُ الطِيَرَةُ عن حاجتِهِ فقدْ أشرَكَ)) قالوا : يا رسولَ الله وما كفارَةُ ذلِكَ؟ قال : يقولُ : " اللهمَّ لا طيرَ إلَّا طيرُكَ ، ولَا خيرَ إلَّا خيرُكَ ، ولَا إلهَ غيرُكَ".

#الراوي : عبد الله بن عمر
#المحدث : الألباني
#المصدر : إصلاح المساجد

خلاصة حكم المحدث : #صحيح

🗒 #شــرح_الـحـديـث 🖍

على المُسلِمِ أنْ يَحذرَ الشِّركَ ومَظاهرَه ، ويُسلِّمَ كُلَّ أُمورِه للهِ تعالى ، وأنْ يكونَ مُؤمِنًا بقضائِه ، واثقًا بموعودِه سُبحانَه وتَعالى ، لا يَستسلِمُ لأهواءِ النَّفْسِ ولا وَساوِسِها ، وهذا الحديثُ أصلٌ في هذا الأمْرِ ، حيثُ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم :

● "مَن رَدَّتْه الطِّيَرةُ عن حاجَتِه" ، رَدَّتْه أي : مَنَعَتْه من قَضائِها والاستِمْرارِ فيها ، والطِّيرَةُ التَّطيُّرُ ، وهو مَعنًى قد يُستخدَمُ في الخيرِ والشَّرِّ ، ولكنَّ أغلَبَه يكونُ في التَّشاؤُمِ والشَّرِّ ؛ فليس لأحَدٍ أنْ يظُنَّ أنَّ ما جعَله سببًا للتَّشاؤمِ سواءٌ كان مخلوقًا أو مكانًا أو زمانًا هو السَّببُ فيما يحدُثُ له ، بل كلُّ شَيءٍ بقَدَرِ اللهِ عزَّ وجلَّ.

● "فقد أشرَكَ" ، أي : صار مُشابِهًا للمُشرِكينَ المُعتقِدينَ أنَّ للهِ شريكًا في الخيرِ والشَّرِّ ، تَعالى اللهُ عن ذلك.

● "قالوا : يا رسولَ اللهِ وما كَفارةُ ذلك؟" ، أي : كيف يُكفِّرُ ويتوبُ مَن وَقَعَ في هذا الفِعلِ؟!

● "قال يقولُ : اللهمَّ لا طَيرَ إلَّا طيرُكَ" ، أي : مَن وَقَعَ في هذا الأمْرِ يقولُ : يا ربِّ ، لا يُرجَى الخيرُ إلَّا مِنكَ دُون سِواكَ ؛ فلن يحصُلَ إلَّا قضاؤُك الذي قَضَيْتَه ، ولن يحصُلَ ويُقضى إلَّا ما قَدَّرتَه على العبدِ ، فعِلمُ الغيبياتِ إنَّما هو عندَك وحدَك ؛ فإنَّ الطَّيرَ من مخلوقاتِك لا يضُرُّ ولا ينفَعُ ، وإنَّما الذي يضُرُّ وينفَعُ هو أنتَ سُبحانَك.

● "ولا إلهَ غيرُك" ، أي : لا إلهَ بحَقٍّ إلَّا أنتَ ؛ فلا يُعبَدُ سِواك ، ولا يُحمَدُ سِواك ، ولا يُقدِّرُ الأُمورَ والمقاديرَ على الخلائِقِ سِواك يا اللهُ ؛ فهذه كَفارةٌ لمَنْ يقَعُ في هذا الأمْرِ ، وعليه أن يَمضِيَ مع ذلك ، ويتوكَّلَ على اللهِ إلَّا أنْ تَمنَعَه الأسبابُ فلا شَيءَ عليه.

📚 #الموسوعة_الحديثية 📚

https://dorar.net/hadith/sharh/92369
📚 #أحـاديـث_نـبـويـة 📚

(لا عَدْوَى ولا طِيَرَةَ ، ويُعْجِبُنِي الفَأْلُ الصَّالِحُ : الكَلِمَةُ الحَسَنَةُ).

#الراوي : أنس بن مالك
#المصدر : صحيح البخاري

📄 #شــرح_الـحـديـث 🖍
 
كلُّ ما يُصيبُ الإنسانَ مِن مَرضٍ في نَفْسهِ ، فليسَ بِسبَبٍ مُنقطِعٍ عن تَقديرِ اللهِ عزَّ وجلَّ ، بلْ كلُّ شَيءٍ بقدَرٍ.

وفي هذا الحديثِ يَقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم :

● «لا عَدْوى» ؛ فانتِقالُ المرضِ مِن المريضِ إلى غَيرِهِ لا يَحدُثُ تِلقائِيًّا بنَفسهِ ، بلْ بِتَقديرِ اللهِ ، وإنْ كانَ اللهُ جعَلَ انتقالَه عَلى تلكَ الصُّورةِ سَببًا ولا يَتعدَّى ذلكَ ، وفي كثيرٍ مِن الأحيانِ رُبَّما لا يَنتقِلُ.

● «ولا طِيَرةَ» ، أي : لا يُنشئُ التَّشاؤمُ مِن شَيءٍ أمرًا ما ، فيَظنُّ الإنسانُ أنَّ ما جعَلَهُ سَببًا للتَّشاؤمِ مِن مَخلوقٍ ، أو مكانٍ ، أو زمانٍ ؛ هو السَّببُ فيما يَحدُثُ له ، بلْ كلُّ شَيءٍ بقَدَرِ اللهِ عزَّ وجلَّ.

ثمَّ قالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم :

● «ويُعجِبُني الفألُ الصَّالحُ» ، ثمَّ أردفَ مُفسِّرًا : «الكلِمةُ الحسنةُ» ، فتَجعَلُه يُحسِنُ الظَّنَّ برَبِّهِ ، وتَشْرَحُ صَدْرَه ، وتُريحُ فؤادَه ، فالفألُ يُساعِدُ الإنسانَ على السَّعيِ في قَضاءِ مُهمَّاتِه وإتمامِها.

#وفي_الحديث :

□ النَّهيُ عن التَّشاؤمِ بالأحداثِ والزَّمانِ والمكانِ ؛ لأنَّ كلَّ شَيءٍ بقَدَرِ اللهِ تعالَى.

□ وفيه : التَّوجيهُ إلى التَّفاؤلِ والاستِبشارِ بالكلمةِ الطَّيبةِ.

📚 #الموسوعة_الحديثية 📚

https://dorar.net/hadith/sharh/151272
📚 #أحـاديـث_نـبـويـة 📚

((لا عَدْوَى ولا طِيَرَةَ ، ولا هامَةَ ولا صَفَرَ ، وفِرَّ مِنَ المَجْذُومِ كما تَفِرُّ مِنَ الأسَدِ)).

#الراوي : أبو هريرة
#المصدر : صحيح البخاري

📋 #شــرح_الـحـديـث 🖌

جاءَ الإسلامُ ليَهدِمَ مُعتقَداتِ الجاهِليَّةِ ، ويَبنيَ للمُسلمِ العقيدةَ الصَّحيحةَ المبنِيَّةَ على صِحَّةِ التَّوحيدِ ، وقوَّةِ اليَقينِ ، والابتِعادِ عنِ الأوْهامِ والخَيالاتِ التي تَعبَثُ بالعقولِ.

وفي هذا الحديثِ يقولُ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم :

● «لا عَدْوى» ، وهيَ انتِقالُ المرضِ مِن المريضِ إلى غَيرِه. #والمعنى : أنَّها لا تُؤثِّر بطبْعِها ، وإنَّما يَحدُثُ هذا بقدَرِ اللهِ وتَقديرِه ، وكانوا يظُنُّون أنَّ المرضَ بنفْسِه يُعْدِي ، فأعلَمَهُم النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ هو المُتَصرِّفُ في الكَونِ ؛ فهو الذي يُمرِضُ ويُنزِلُ الدَّاءَ.

● ثم أخبَرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أيضًا أنَّه «لا طِيَرةَ» ، وهي التَّشاؤُمُ ، وكانَ أهلُ الجاهِليَّةِ إذا خرَجوا لحاجةٍ لهم مِن سَفرٍ أو تجارةٍ ، فإذا شَاهدوا الطَّيرَ يَطيرُ عن يَمينِهم استَبشروا به ، وإذا طارَ عن يَسارِهم تَشاءَموا بهِ ورَجعوا ، فجاء الشَّرعُ بالنَّهيِ عن ذلك ؛ إذ ليس له حَقيقةٌ تُعتَقَدُ وتُعتَمَدُ ، وإنَّما هو مَحضُ خَيالٍ بتَعاطي ما لا حَقيقةَ ولا أصْلَ له ؛ إذ لا نُطْقَ للطَّيرِ ولا تَمييزَ له حتَّى يُستَدَلَّ بفِعْلِه على أمرٍ ما.

● وأيضًا يُبطِلُ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم التَّشاؤمَ والتَّطَيُّرَ بالهامَةِ ، وأنَّه لا وُجودَ لهذا المُعتقَدِ الجاهِليِّ في ظلِّ الإسلامِ.

□ والهامَةُ : اسمٌ لطائرٍ يَطيرُ باللَّيلِ كانوا يَتشاءمونَ بهِ ، وكانوا يَعتقِدونَ أنَّ رُوحَ القَتيلِ إذا لم يُؤخَذْ بثأرِهِ صارتْ طائرًا يَقولُ : «اسْقوني اسْقوني» ، حتى يُثأرَ له فيَطيرَ ، #وقيل : هي البُومةُ ، كانوا يقولون : إذا سَقَطَت على دارِ أحدِهم وَقَعَت فيها مُصيبةٌ.

ومِنَ المُعتقَداتِ الجاهليَّةِ التي أبطَلَها الإسلامُ ، ونصَّ عليها هذا الحديثُ :

● التَّشاؤمُ بشَهْرِ صَفَرَ ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : «ولا صَفَرَ» ، وهو الشَّهرُ المعروفُ مِن الشُّهورِ القَمريَّةِ ، وهو شَهرٌ مِن شُهورِ اللهِ ، يقَعُ فيه الخَيرُ والشَّرُّ ، ولا شَيءَ يقَعُ إلَّا بقَدَرِ اللهِ.

وكانَ العربُ يُؤخِّرونَ تَحريمَ شَهرِ المحرَّمِ ، ويَجعلونَهُ في شَهرِ صَفَرَ ، فيُبدِلونَ الأشهُرَ الحرُمَ ، فثبَّتَ الإسلامُ الأشهُرَ الحرُمَ على حَقيقتِها، ومنَعَ النَّسيءَ.

● ثمَّ قالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : «وفِرَّ مِن المَجْذومِ» ، وهو المُصابُ بمَرضِ الجُذامِ ، وهوَ مَرضٌ تَتآكَلُ منه أعضاءُ الإنسانِ ، يعني : ابتعِدْ عنه مُحتاطًا لنفسِكَ طالبًا لها السَّلامةَ.

● «كما تَفِرُّ من الأسدِ» ، وفي النَّهيِ عن القُربِ مِن المجذومِ ؛ ليَظهرَ لهم أنَّ هذا مِن الأسبابِ التي أجْرى اللهُ العادةَ بأنَّها تُفضِي إلى مُسبَّباتِها ؛ ففي نَهيهِ إثباتُ الأسبابِ وأنَّها لا تَستقِلُّ بذاتِها ، بل اللهُ هو الذي إنْ شاءَ سَلَبها قُواها فلا تُؤثِّرُ شيئًا ، وإنْ شاءَ أبقاها فأثَّرتْ.

#وفي_الحديث :

□ النَّهيُ عن التَّشاؤُمِ والتَّطيُّرِ.

□ وفيه : النَّهيُ عن المُعتقداتِ الجاهِليَّةِ.

□ وفيه : أنَّ الأسبابَ بيَدِ اللهِ ، وهوَ الذي يُجْريها أو يَسلُبُها تَأثيرَها ، فيَنبغي الإيمانُ باللهِ وقُدرتِه.

📚 #الموسوعة_الحديثية 📚

https://dorar.net/hadith/sharh/151148