برنامج تكرار لحفظ القرآن وإتقانه
80.6K subscribers
191 photos
12 videos
53 files
57 links
Download Telegram
ابن القيم في مدارج السالكين ٢/ ١١٦٠
العيد عيدان..

أحدهم ختم صبيحة هذا العيد..


تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وكل عام وأنتم بخير.
عن أبي موسى رضي الله عنه
عن النبي صل الله عليه وسلم قال :

" تَعَاهَدُوا هَذَا الْقُرْآنَ ، فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ، لَهُوَ أَشَدُّ تَفَلُّتًا مِنَ الإِبِلِ فِي عُقُلِهَا "
(قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا)

بفضل الله اليوم السبت ٢٣ / ١٢ / ١٤٤٠ ھ
ختمت طالبتان من مسار الحفظ الجديد قسم وجهين، وقد استغرق حفظهما للقرآن كاملا وباتقان أقل من سنة ( ١١ شهرا تقريبا)
حيث بأنه كانت بدايتهما للبرنامج
بتأريخ ١ / ٢ / ١٤٤٠ ھ

هنيئا لهما هذا الفضل والرحمة والنور وزادهما الله توفيقا ورزقهما الإخلاص في القول والعمل وكتب الله أجر معلمتهما.

هكذا فلتكن الهمم.

وصبرا فإنك ستكون القادم بإذن الله.
بفضل الله. والعُقبى -بإذن الله- أن تقرأ القرآن كاملاً أينما كنت بلا حاجة لفتح المصحف وبلا تردد.
إلى كل خاتم وخاتمة للقرآن: كن على يقين بأن تساهلك بمراجعتك اليومية هو هدم لمجهودك الذي بذلت طوال مدة حفظك، وكمٍ خاتم وخاتمة يتجرعون مرارة هذا الفعل، فالحذر الحذر.
وقفة تدبرية
عند قوله تعالى (وَإِذۡ أَخَذۡنَا مِیثَـٰقَكُمۡ وَرَفَعۡنَا فَوۡقَكُمُ ٱلطُّورَ خُذُوا۟ مَاۤ ءَاتَیۡنَـٰكُم بِقُوَّةࣲ وَٱسۡمَعُوا۟ )[البقرة 93]

أخذ القرآن بقوة علما وعملا فيه حياة العبد وبدونه ميت في صورة حي وهذا أبشع صور الموت وأشد أنواع المقت، فمن رام أم السعادة عليه بالعيش مع القرآن، ولابد أن نضحي بكل شيء عظيم في سبيل أخذ هذا العظيم وحتى يحفظك في سيرك إلى الله قدم أعز وأنفس ما عندك من طاقة ومال وجهد ووقت، وكل ما أخذ العبد القرآن بقوة حفظا، واتقانا، وعملا، ودعوة، وتكليفا فصيره عمارة روحية له؛ انعكست عليه هذه القوة ففجرت فيه أصنافا من القوى في كل مجالاته وشتى حياته؛ فيصبح قويا في روحه وبدنه؛ فترشح عليه تلك القوة باليقين والإيمان والتسليم، وتظهر عليه آثار بركات القرآن في كلامه فهما وفصاحة وبلاغة، وفي معاملته خلقا وسلوكا ومنهجا، وفي علمه غزارة وسمتا وخشية إن مصدر كل القوى التي ننشدها لنتقوى على كل القوى الشرانية والنفسية بعد عون الله وتوفيقه إنما هي بالقرآن وفي القرآن فقط، فمن أخذ القرآن بيد مرتعشة أصابه الشلل في الطريق وسقطت قواه وتخطفته قوى الردى وعشعشت في قلبه وساوس شياطين الانس والجن؛ فباضت فيه أصناف من التعلق بغير الله حبا أو خوفا أو رجاء، وبثت فيه الشك والريب، فلعبت به الشهوات الشبهات، وخيمت عليه الهموم والأحزان، فلا يزال يتعذب بين الأخطار والأكدار والأكباد حتى يرجع إلى مصدر النور والعافية.
أخي الحافظ:
في بداية دخول مشروع حفظ كتاب الله أو المداومة على تلاوته ستشعر فيه بالضغوطات النفسية فيصيبك الضيق والملل، وهذا طبيعي؛ لأنه نتائج تراكمات غفلة طويلة وبعد كبير عن القرآن وهذه ضريبته، فإياك أن تستسلم لتخذيلات الشيطان ونصائح المخذلين تجاهل كل من يقلل من عملك وسمو هدفك فإنه قد استحكم الشيطان عليه حتى صار من أنصاره شعر أم لم يشعر واعلم بأن الصبر والمرابطة على هذا المشروع من أعظم ما يغير حياتك الدينيةوالدنيوية فإن أوسع أبواب التنور الإقبال على القرآن حفظا وعملا وتدبرا فتخرج به من السيئة إلى الحسنة ومن المعصية إلى الطاعة ومن الظلمات إلى النور فينقلك الله بفضل ما تتلوه وتكرره من العقوبة إلى العافية قال ابن القيم : " العبد إن غير المعصية بالطاعة ، غير الله عليه العقوبة بالعافية والذل بالعز " الداء والدواء ( ص: 73 ) إن عناء المكابدة والمصابرة في هذا المشروع من أبهى صور الإنفاق والتضحية في سبيل الله فليس الإنفاق محصورا في إنفاق المال أو أنواع العينيات فقط بل إن إنفاق الجهد والصحة والوقت في سبيل الله أعظم أنواع الجهاد لما فيه من جهاد النفس والهوى والشيطان ولما فيه من صيانة روحية بدنية لك يا قاريء القرآن لو عقلت!! عجبا كم نواجه في الحياة من ضغوط وأكباد ومكدرات ونتجاوزها ووربما حققنا فيها أعلى مستوى النجاح !! وفي الأخير هذه ليست شيء أمام مشروع حفظ القرآن وعمارة الروح بالقرآن أليس القرآن أولى بهذه التضحيات ( وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون) .

برنامج تكرار
(قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون)
الحمد لله.. فقد ختم هذا اليوم 3 طالبات من مسار الإتقان قسم ٤ أوجه.

وقد استغرقن في البرنامج 5 أشهر و 5 أيام فقط، حيث كانت بدايتهن مع البرنامج رمضان الماضي.

منهن طالبة عمرها ١٥ سنة
وطالبة عمرها ١١ سنة

نسأل الله لنا ولهن وللجميع القبول والإخلاص.

إدارة البرنامج.
أختان شقيقتان ختمتا القرآن كاملا بإتقان هذا الأسبوع.

قال الشاطبي عن حامل القرآن:
فيا أيها القارى به متمسكا
مجلا له في كل حال مبجلا

هنيئا مريئا والداك عليهما
ملابس أنوار من التاج والحلى

فحمل القرآن من أعظم البر بالوالدين، فهنيئا مريئا لوالديهما فيهما.
وهكذا فلتكن الأخوة، إعانة على الحق، وتثبيتا على الطريق.
رزقهما الله الإخلاص والعلم النافع والعمل الصالح، وجعله حجة لهما لا عليهما.
هذا الأسبوع: شابة لم تبلغ ٢٤ عاما حافظة متقنة لكتاب الله، كانت حياتها كلها قرآن علما وتعلما وعملا، بل كانت قرآنا يمشي على الأرض، لها بالقرآن في جوف الليل دوي كدوي النحل، لما اقترب الوعد الحق، ودنا الرحيل، وحان اللقاء.

قالت لأمها: أعطيني القرآن، فأعطتها إياه، فضمته إلى صدرها وقالت: والله إنك لا تخذل صاحبك!

ثم نادها المنادي فأجابت الداعي..

أي تعلق هذا!
أي حب هذا!

والله ما ذاق عبد حب القرآن إلا أنساه كل حب..

يا أهل القرآن والله إن فقدكم موجع.

جبر الله قلوب أهل القرآن بفقدها وجمعها بهم في الفردوس الأعلى.
حامل القرآن له الصدارة في كل شيء، في صلاته، وتعليمه، ومجلسه، وقراءته، وقبره، فحمله للقرآن أكرم من كل شهادة وإن علت !
أخي: طالب تكرار

كرر فلا تزال تتقوى بفضل ما تكرر من الآيات أمام دواعي الشهوات والمعاصي، ولن تقوى على مخالفة هواك حتى تلوك لسانك بكلام الله تكرارا لتغمرك عافية أنوار القرآن العلمية والعملية وإن مظنة صيدها لتشفى من أسقامك ما كان تحت عناء التكرار وفي مكان التلقي الصلاة بالقرآن إذا سلمت وسائل التلقي السمع - البصر - الفؤاد، ومن هنا يقوم القرآن اعوجاجك شئت أم أبيت حتى يقيمك الله مقام من لو أقسم عليه لأبره؛ فيعوضك الله بعصيانك لهواك نورا في بصرك وبصيرة في قلبك .

كرر فلا تزال الآية والآيتان تحرق شهوات قلبك وعصيان جوارحك وتذللان ثقل لسانك وما علق به من أثار الفحش واللغو حتى تفك عنه تلك الأغلال والقيود الخفية؛ فينشط في ذكر الله فتخرج من أبشع صور الرق والعبودية .

كرر فلا تزال بكلام الله تصفو روحيا، وترتقي خلقيا، ومنهما وبهما تنتقل إلى عز الاتقان، ومنه إلى لذة التلاوة مع التدبر، وبهما إلى طيب لذة مناجاة المتكلم بأحب شيء إليه *القرآن* في أحب شيء إليه *الصلاة*، ولا تزال بتكرار القرآن في صلواتك توقد زيت القرآن في مواجيد قلبك، ومنه تشتعل أنوار القرآن في كل عضو من جسمك، فلا تفعل ولا تذر إلا بنور القرآن، ولا يزال تكرار القرآن يأخذ بروحك عروجا وصعودا إلى العلياء حيث مصدر هذا النور وتنزله .

برنامج تكرار
خلال العشرة أيام الماضية:
بحمد الله وتوفيقه ختم القرآن كاملا بإتقان 4 أشخاص: رجلان وامرأتان.
فتوكل على الله ولا تيأس، وأكثر من دعائه، وتيقن بأنه سيعطيك كما أعطاهم، ويكرمك كما أكرمهم، ويجود عليك كما جاد عليهم، فالرب جواد كريم منان، ولكن يريد الصدق مع العمل.
رزق الله الجميع الإخلاص في القول والعمل، وثبتنا على كتابه تعلما وتعليما وعلما وعملا.
وقفة تدبرية
عند قوله تعالى: (وَلَقَدۡ ضَرَبۡنَا لِلنَّاسِ فِی هَـٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ مِن كُلِّ مَثَلࣲ لَّعَلَّهُمۡ یَتَذَكَّرُونَ* قُرۡءَانًا عَرَبِیًّا غَیۡرَ ذِی عِوَجࣲ لَّعَلَّهُمۡ یَتَّقُونَ) [سورة الزمر 28]

على قدار إقبالك على القرآن بصدق وحسن استقبال لتلقيه استماعا وتلاوة وعلما وعملا سيكون شغله فيك روحا وجسدا؛ فيحيي قلبك، وما تعطل أو عطب من حواسك؛ فيخرجك من الاعوجاج بكل صوره وأشكاله؛ لأن كل ما وصف به القرآن فإن لمن أقبل عليه بصدق نصيب منه، وعلى قدر تشاغلك عن القرآن وهجرك وغفلتك عنه سيظل الاعوجاج فيك علميا وعمليا قوليا وفعليا في شتى حياتك؛ فتحرم التوفيق وبركة الاهتداء بالقرآن؛ لأن المعوج قلبا وقالبا محروم الانتفاع بالقرآن وإن حفظه لفظا، وفي نفي العوج عن القرآن لفظا ومعنى إيحاء بأن المستحق بالانتفاع بالقرآن إنما هو سليم العوج ظاهرا وباطنا فدواء العوج بكليته مرتبطة بقوة ارتباط العبد بالقرآن، والعكس كذلك .

برنامج تكرار
أخي الحافظ:
عدم اهتمام طالب بالبرنامج الروحي من تنويع روافد وموارد الدخل الايماني اليومية على اللسان والقلب من أنواع الاذكار المشروعة أذكار الصباح والمساء وعمل اليوم والليلة، والعبادات القلبية من دعاء وتضرع لله في الصلوات والخلوات في الأسحار؛ يؤدي إلى ضعف كبير ينعكس تماما على أداء البرنامج العلمي (الدرس ، والتكرار ، والربط)، ولو قام به الطالب حق القيام لما وجد إليه الهم، ولا الحزن، ولا الفتور سبيل، ولكن الغفلة في هذا الجانب؛ تجعل بينه وبين القيام بالبرنامج عقبات وحجب وموانع؛ لن يقيمنا ويعيننا على ما سنقوم به إلا الذي بيده خزائن كل شيء؛ ومن قوي في الجانب الروحي فسيقوى في جانب الحفظ والإتقان
فإن أرقى وأشرف ما يتوسل به العبد ويناله؛ أن ينطرح بين يدي ربه يتعرض لنفحات الله وأنوار القرآن تحت مكان التلقي وأصله الصلاة بالمحفوظ؛ لأن الصلاة نور ولن تجد هذا النور إلا في مكان النور وأوفر مكان لتلقي القرآن ما كان في صلاة يتلذذ العبد بنعيم مناجاة الله فهذا أعظم مـا يُتــقرب بـهِ العبد إلـى الله أن العيش مع كلامه تلاوة وتعلما وتعليما، دعوة، ويحتل الصدارة ذلك التعبد لله بكلام الله إذا كان في صلاة فقد جمع الخير كله فهي مظنة هطول الرحمات والالطاف والنفحات وأقرب ما يكون العبد لربه وهو ساجد، وكان صلى الله عليه وسلم ( إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة ) ففزع من ما يحزبك ويقلق حياتك - تفلت القرآن ، حرمان حلاوته، فهمه، وبركته، والعمل به - الى الصلاة تشكو فيها ربك حال نفسك وتمردها تطلب المدد من ربك ليسهل القرآن على لسانك ويفتح قلبك ليكون سكنا لكلامه ‏قال خبـاب بن الأرت رضي الله عـنه :( تـقـرب إلـى الله مـا استـطعـت فـإنك لـن تـقتـرب إلـى الله بشـيء أحـب إليـه مـن كـلامـه )*
انظر: خـلق أفـعال العـباد" (٤١)
فحاول أن تجعل نصيبا كبيرا من تكرارك، أو ربطك، أو مراجعتك في صلاة من ليل أو نهار .

برنامج تكرار
مقارنة مؤلمة !!!
لو فعلنا إحصائية كم أحرف قرأنا في اليوم من رسائل ( التواصل الاجتماعي ) وكم أحرف قرأنا من القرآن ؟ لكان النصيب للقرآن القليل إن لم يكن صفر .

المحزن أن العذر عند من سئل عن تلاوة القرآن أجاب؛ مافي وقت مع أنه يجلس الساعات على وسائل التواصل؛ يقرأ معظم الرسائل فلو طبع كل ما قرأناه لكان كتبا ومجلدات !!
من صور الحرمان وأبشغ الغبن أن عندك الوقت لكل شيء إلا القرآن بحجة واهية *مافي وقت*
أخي الحافظ:
إستعن بالله ولا تغفل عن التمهيد الروحي حتى تكون متلقيا للقرآن على غرار قوله (وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى ٱلۡقُرۡءَانَ مِن لَّدُنۡ حَكِیمٍ عَلِیمٍ)[سورة النمل 6]
فتجني ثمرات التلقي العلمية والعملية فإن القرآن أنوار وبركات لا تنفذ إلى العبد حفظا وعملا وانتفاعا إلا عبر نوافذ التلقي - السمع - البصر - الفؤاد.
وعليه فلابد من العمل والمكابدة على إصلاح هذه الوسائل حتى نتلقى القرآن حفظا وعلما وعملا، وكل هذا مرهون بصلاح وسائل التلقي، وهل أكبر أسباب الحرمان إلا تعطيل هذه الوسائل وعدم تحصينها من أنواع الآفات؛ فكان من الواجب على المقبل على القرآن أولا أن يبدأ في تفعيل إصلاحها وأهم أسباب صلاحها أن يدخل على القرآن من بوابة الافتقار إلى الله تحت مكابدة دوام ذكر الله مطلقا والإلتزام بقراءة أذكار الصباح و المساء وعمل اليوم والليلة بلسان القلب لتنعكس عليه نتائجها فينال العبد بها حقيقة شرف ذل العبودية لله تعالى وعز الافتقار إليه ونسيم حسن الظن به وكمال التوكل عليه، فهي السلم لكل العبادات والجسر الذي يعبر عليه بروحه العقبات، يستودع بها إيمانه ونفسه روحا وجسدا في ولاية الله ليكتسب القوام الروحي على فعل كل خير وترك كل شر، فاحشد مطالبك تحت ظل أشجارها المغدقة، وإياك أن تستكثر وقت أدائها فتمن على الله وإياك أن تقزم همتك فيها على التحصن من الشيطان أو العين فحسب بل ليكن توحيد الله وتنزيهه غايتك الكبرى عندئذ سترشح عليك حروفها بروح كمال الذل والخضوع ولذة الاستسلام لله فتمدك بروح الفقر والافتقار في كل ما تفعل وتذر وهذه أجل مقاصد الأذكار فكل ذكر منها يشتمل على ربط النفس بربها ومدبر أمورها لذا ورد فيها كثرة التكرار " *لا إله إلا الله* " ، " *لا إله إلا أنت* " ، " *لا إله إلا هو*" تأملها تجدها تبدأ بالاستعانة بالله وكمال التوكل عليه وتنتهي بالذل والخضوع والاستسلام له فحين تنام تقول : *اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ ، وَوَجَّهْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ وَفَوَّضْت أَمْرِي إِلَيْكَ ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ ، رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ*، *لا مَلْجَأَ وَلا مَنْجَا مِنْكَ إِلا إِلَيْكَ ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ* وحين تصبح تبدأ الأذكار بالاستعانة والاستغاثة وقوة صدق اللجأ وكمال ذل الافتقار، وهذه أهم أسباب عمارة الروح وصلاح وسائل التلقى للقرآن فتقوى في مواجهة كل الأعداء المتصلة والمنفصلة، وبهذا تتعافى وسائل التلقي وتبعث من عالم الموتى وكلما أكثر العبد من ذكر الله كلما كانت جاهزية وسائل التلقي وتحصنها من الشوائب والمفسدات أكثر فتتلقى القرآن حفظا وتدبرا وعملا؛ لأن مواطئة اللسان ذكرا لما في القلب من التعلق بالله واللياذ به وإليه، هي الدواء لكل أنواع الأمراض القلبية والسيف الباتر لكل أصناف الصوارف والعوائق أمام تلميذ القرآن، وهل السيف إلا بضاربه؟!، فعدم اهتمام الطالب بهذا ينعكس عليه تماما في أحواله سائر يومه ومنها قيامه بخطوات البرنامج قوة وضعفا وصعودا ونزولا .
أخي الحافظ:

تذكر دائما أن الذي يقربنا جميعا إلى الله هو ترجمة القرآن واقعا وميدانا، وليكن الغاية أين وصل فينا القرآن لا أين وصلنا بالقرآن، فلن يشغلنا الله بالقرآن حتى نشغل القرآن فينا منهجا وسلوكا؛ من هنا سنقرأ القرآن؛ فيقرأنا القرآن قراءة التصحيح والعافية روحا وجسدا .

برنامج تكرار