#تجربة_حافظ
{الحمدلله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتديَ لولا أن هدانا الله}
سبحان الله دعوت ربي أن يبلغني الإتقان ورزقني الله بتكرار.
قبل أن التحق بالبرنامج كنت أقضي جُلَّ يومي في المراجعة وكان من حولي يرونني أبالغ في المراجعة (كانت 3اجزاء يوميًا)، وما إن أتخلف عنها يوما لأي ظرف يضعف إتقاني سبحان الله!
حقيقةً كنت أبحث عن حل أو طريقة أتقن فيها القرآن قبل أن أنشغل، ويضيق وقتي في زحام الحياة.
وهداني الله لتجارب الحفاظ في برنامج تكرار ووجدت ضالتي.
قلت: نعم أنا أريد أن أكون مثلهم، أراجع القرآن من صدري: {بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم}.
منّ الله عليّ والتحقت بالبرنامج، وبلغني الكريم ختمة التكرار وتحقق المراد.
{ربِّ أوزعني أن اشكر نعمتك التي أنعمت عليّ}
طريق القرآن لايخفى على سالكيه، فيه أنواع من الصعوبات والابتلاءات، والحمد لله على الثبات.
ومن أصعب المواقف التي مرّت بي هو استبعاد حسابي بسبب التفريط، وإليكم القصة:
بعد التحاقي بالبرنامج رزقني الله بوظيفة
سبحان الله بادي الأمر استبشرت خيرا لكن مع الأيام بدأت أفرط بسبب انشغالي بالعمل، وفي يوم دخلت حتى أُتم في التطبيق ولم أستطع وتواصلت مع الإدارة وتبين استبعاد حسابي.
ضاقت بي الدنيا وحاولت بكل الطرق للعودة والحمد لله نظرت الإدارة في الأمر ووضعوا خطة محددة بزمن ويليها اختبار ونتيجة الاختبار تحدد الاسترجاع للتطبيق أو الاستبعاد النهائي، والتسجيل من جديد!
-أول أمر فعلته استقلت من العمل وأعانني الله، واختبرت في المحفوظ كاملًا وكتب الله لي العودة للتطبيق والتزمت أشد التزام حتى أكرمني بالختمة الحمدلله من قبل ومن بعد.
نعم وعوضني الله بوظيفتين بعد الاستقالة.. الحمدلله القرآن كله خير.
حالي بعد الختمة:
أختم كل ستة أيام، وأقرأ وِردي في كل مكان، صالات الانتظار، وفي بيتي، وفي كل زمان نهارا وقبل أن أنام، لا يمنعي شيءٌ سوى الإرهاق أو غلبة النعاس والحمدلله رب العالمين.
قرآني في صدري فأنا كالحالّ المرتحل الحمد لله أصل الختمات ببعضها، فلو سُئلت عن ما يُفرحني؟ لقُلت: حين أختم سورة الناس فأبدأ بالفاتحة ثم البقرة...{قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا}
ومما يسعدني أيضًا: أنا معلمة حلقة بفضل الله أسمع لطالباتي ولا أحتاج أن أنظر للمصحف فالحمد لله الذي أكرمنا ومنّ علينا وأعاننا على بلوغ الإتقان.
جزى الله القائمين والعاملين على هذا البرنامج المبارك خير الجزاء وأوفاه.
📣 وكلّ من يروم الإتقان: عليه بتَكرار.
تاريخ الختم: 5-12-1444
{الحمدلله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتديَ لولا أن هدانا الله}
سبحان الله دعوت ربي أن يبلغني الإتقان ورزقني الله بتكرار.
قبل أن التحق بالبرنامج كنت أقضي جُلَّ يومي في المراجعة وكان من حولي يرونني أبالغ في المراجعة (كانت 3اجزاء يوميًا)، وما إن أتخلف عنها يوما لأي ظرف يضعف إتقاني سبحان الله!
حقيقةً كنت أبحث عن حل أو طريقة أتقن فيها القرآن قبل أن أنشغل، ويضيق وقتي في زحام الحياة.
وهداني الله لتجارب الحفاظ في برنامج تكرار ووجدت ضالتي.
قلت: نعم أنا أريد أن أكون مثلهم، أراجع القرآن من صدري: {بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم}.
منّ الله عليّ والتحقت بالبرنامج، وبلغني الكريم ختمة التكرار وتحقق المراد.
{ربِّ أوزعني أن اشكر نعمتك التي أنعمت عليّ}
طريق القرآن لايخفى على سالكيه، فيه أنواع من الصعوبات والابتلاءات، والحمد لله على الثبات.
ومن أصعب المواقف التي مرّت بي هو استبعاد حسابي بسبب التفريط، وإليكم القصة:
بعد التحاقي بالبرنامج رزقني الله بوظيفة
سبحان الله بادي الأمر استبشرت خيرا لكن مع الأيام بدأت أفرط بسبب انشغالي بالعمل، وفي يوم دخلت حتى أُتم في التطبيق ولم أستطع وتواصلت مع الإدارة وتبين استبعاد حسابي.
ضاقت بي الدنيا وحاولت بكل الطرق للعودة والحمد لله نظرت الإدارة في الأمر ووضعوا خطة محددة بزمن ويليها اختبار ونتيجة الاختبار تحدد الاسترجاع للتطبيق أو الاستبعاد النهائي، والتسجيل من جديد!
-أول أمر فعلته استقلت من العمل وأعانني الله، واختبرت في المحفوظ كاملًا وكتب الله لي العودة للتطبيق والتزمت أشد التزام حتى أكرمني بالختمة الحمدلله من قبل ومن بعد.
نعم وعوضني الله بوظيفتين بعد الاستقالة.. الحمدلله القرآن كله خير.
حالي بعد الختمة:
أختم كل ستة أيام، وأقرأ وِردي في كل مكان، صالات الانتظار، وفي بيتي، وفي كل زمان نهارا وقبل أن أنام، لا يمنعي شيءٌ سوى الإرهاق أو غلبة النعاس والحمدلله رب العالمين.
قرآني في صدري فأنا كالحالّ المرتحل الحمد لله أصل الختمات ببعضها، فلو سُئلت عن ما يُفرحني؟ لقُلت: حين أختم سورة الناس فأبدأ بالفاتحة ثم البقرة...{قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا}
ومما يسعدني أيضًا: أنا معلمة حلقة بفضل الله أسمع لطالباتي ولا أحتاج أن أنظر للمصحف فالحمد لله الذي أكرمنا ومنّ علينا وأعاننا على بلوغ الإتقان.
جزى الله القائمين والعاملين على هذا البرنامج المبارك خير الجزاء وأوفاه.
📣 وكلّ من يروم الإتقان: عليه بتَكرار.
تاريخ الختم: 5-12-1444
#تجربة_حافظ
{قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خيرٌ مما يجمعون}.
تمّ بحمد الله ومنّته وفضله وكرمه وجوده وإحسانه ختم كتابه الكريم في الشهر المبارك الذي قال الله عنه: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن}.
إنّ من أعظم وأجلّ ما يَمنُ الله به على عبده أن يرزقه لذّة العيش مع القرآن تلاوةً وتدبرًا وحفظًا وعملًا.
لم أذُق طعم الحياة قط إلا مع القرآن، وأنا التي كنت طوال حياتي ألهث خلف السعادة والسكينة والطمأنينة؟!
يا لجهلي!
لم أكن أعرف بأن سعادتي مهجورةٌ في الرف لا تُعرف إلا في رمضان.
منذ أن قررت حفظ القرآن إلى أن بدأت: شعرت بأنوار الوحي تروي ظمأ روحي وتتسلل إلى قلبي فتداويه من أمراضهِ وعلله وتملأه حبًّا وشوقًا لخالقه، وتُقرّبه إليه.
فكم ندمت على تضييع سنوات عمري في غير القرآن!
لقد هذّبني وربّاني! إي والله لن تجد مصلحًا لقلبك كالقرآن.
فبعد أن بدأت في الحفظ لاحظت كم تغيّرت شخصيتي تغيّرًا جذرياً وأصبح همّي الأكبر، كيف يرضى الله عني؟
كيف أحقق الخشوع في صلاتي؟
كيف أرضي والداي عنّي؟
كيف أحسّن خُلقي؟
كيف أصبح من الذين يحبّهم الله؟
كيف أصبح من أولياء الله الذين لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون؟
أصبحت أمنياتي كلها تتمحور حول رضا الله عنّي وأن أكون ممن يقال لهم في الآخرة: {ادخلوها بسلامٍ آمنين}.
وأكون من الذين قالوا: {الحمدلله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور*الذي أحلّنا دار المقامة من فضله لا يمسّنا فيها نصبٌ ولا يمسّنا فيها لغوب}.
جعلني الله وإياكم من أهل الفردوس الأعلى من الجنة وجزى الله القائمين على هذا البرنامج خير الجزاء.
تاريخ الختم: ٥ / ٩ / ١٤٤٥ هـ
{قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خيرٌ مما يجمعون}.
تمّ بحمد الله ومنّته وفضله وكرمه وجوده وإحسانه ختم كتابه الكريم في الشهر المبارك الذي قال الله عنه: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن}.
إنّ من أعظم وأجلّ ما يَمنُ الله به على عبده أن يرزقه لذّة العيش مع القرآن تلاوةً وتدبرًا وحفظًا وعملًا.
لم أذُق طعم الحياة قط إلا مع القرآن، وأنا التي كنت طوال حياتي ألهث خلف السعادة والسكينة والطمأنينة؟!
يا لجهلي!
لم أكن أعرف بأن سعادتي مهجورةٌ في الرف لا تُعرف إلا في رمضان.
منذ أن قررت حفظ القرآن إلى أن بدأت: شعرت بأنوار الوحي تروي ظمأ روحي وتتسلل إلى قلبي فتداويه من أمراضهِ وعلله وتملأه حبًّا وشوقًا لخالقه، وتُقرّبه إليه.
فكم ندمت على تضييع سنوات عمري في غير القرآن!
لقد هذّبني وربّاني! إي والله لن تجد مصلحًا لقلبك كالقرآن.
فبعد أن بدأت في الحفظ لاحظت كم تغيّرت شخصيتي تغيّرًا جذرياً وأصبح همّي الأكبر، كيف يرضى الله عني؟
كيف أحقق الخشوع في صلاتي؟
كيف أرضي والداي عنّي؟
كيف أحسّن خُلقي؟
كيف أصبح من الذين يحبّهم الله؟
كيف أصبح من أولياء الله الذين لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون؟
أصبحت أمنياتي كلها تتمحور حول رضا الله عنّي وأن أكون ممن يقال لهم في الآخرة: {ادخلوها بسلامٍ آمنين}.
وأكون من الذين قالوا: {الحمدلله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور*الذي أحلّنا دار المقامة من فضله لا يمسّنا فيها نصبٌ ولا يمسّنا فيها لغوب}.
جعلني الله وإياكم من أهل الفردوس الأعلى من الجنة وجزى الله القائمين على هذا البرنامج خير الجزاء.
تاريخ الختم: ٥ / ٩ / ١٤٤٥ هـ
تجربتي مع تكرار🌿
﴿الحَمدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمينَ الرَّحمنِ الرَّحيمِ...﴾
كانت سورة الحمْد خير ما أختم به رحلة التَكرار، مستشعرةً أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين، الحمد لله الذي منَّ عليَّ وأكرمني وهداني لهذا الطريق وبلغني الختام بفضله ورحمته، الحمد لله حمداً كثيراً طيّباً مُباركاً فيه..
كان هدف حفظ القرآن يرافقني منذُ الصِّغر، نشأتُ بفضل الله ببيئةٍ قرآنية سعت لنيلي هذا الفضل العظيم، ولكن كانت خطواتي عرْجاء وتعثَّرتُ مراراً في هذا الطريق بسبب المنهجية غير الصحيحة..
كبُرت وكبر معي هذا الهدف..، لا أحصي عدد الخطط غير المكتملة، أبدأ ثم لا أتجاوز عدداً من الصفحات وأجد أنِّي أُنسيت السابق، ثم أرجع وأحفظ من جديد، واستمريت على هذا الحال لسنوات عدّة؛ حتى أصابني العجز واليأس وظننت أنه هدف صعب المنال..
حتى دلّني الله لربوع التَكرار والخطّة المُحكمة بأدقِّ تفاصيلها..
بدايةً عرفتُ طريقة (التكرار الغيْبي) من إحدى رفيقاتي قبل ثمان سنوات، وكنتُ أرى أنه أمرٌ تعجيزيّ؛ كيف يستطيع أحدنا أن يكرر هذا العدد غيباً بجانب الربط والمراجعة ودراسته ومهامه اليوميّة؟!
في تلك الأيام كنا نُسمّع لبعضنا أنا ورفيقتي، هي تحفظ بالتكرار وأنا لا، هي بدأت بوجه واحد يومياً وأنا بدأت بأكثر..
وبعدها هي أتمّت حفظ القرآن بخُطى ثابتة وحفظٍ متين، وأنا لم أتجاوز أجزاء معدودة غير متقنة!
حينها اقتنعت بأهميّة التكرار، وأنه يسيرٌ على من يسره الله له، ولكنه يحتاج لعزيمة وإصرار بعد التوكل على الله والالتجاء إليه..
بعد أربعِ سنوات تيسّر لي والتحقت بحلقة قائمة على التكرار، وفرحت بها أشدّ الفرح؛ كنت أتمنى أن أجد برنامجاً يحمل نفس الخطة ويتابعني!
لكني سجّلت على خوف التعثّر في أي لحظة؛ فهل أستطيع أن أكرر؟ هل يسعني الوقت في يومي لإتمام النصاب؟ هل وهل وهل؟
وأنا ضعيفة الهمة وأعرف ظروفي وكم تعثّرت في هذا الطريق؟
ولكن اختلط هذا الخوف -يوماً بعد يوم- بحبِّ الساعات التي أقضيها مع القرآن، اختلط بانشراح أجده في صدري، اختلط برؤية ثمرة الإتقان، حتّى تلاشى الخوف، وآثرتُ القرآن في حياتي مستعينةً بالله أني (لا أبرح حتى أبلغ).. حتى بلغت بمحض فضلٍ منه سبحانه بعد قرابة سنتين كانت من أجمل أيام عُمُري فالحمد لله على فضله وإحسانه..
بعد الختم لمست أثر تقصيري في الأجزاء الأخيرة؛ كنت أسرد المصحف باسترسال بفضل الله، حتى إذا وصلت العشر الأخيرة تكاثرت أخطائي وشقّ علي الأمر..
فعزمت أن أرجع وأكررها من جديد، ففُتح في ذلك الحين برحمة الرحمن باب المسار العكسي (من سورة الناس) في برنامج تكرار، فالتحقت وسرتُ مع البرنامج حتى أتممت العشر الأخيرة بفضل الله، ووجدت أُنسي في لحظات التكرار وألِفتْها روحي، وتجلّت لي كثير من المتشابهات والمعاني فأكملت الرحلة حتى ختمت بفضل الكريم المنّان..
ولا شعور يضاهي حفظ كلام الله في الصدور، أن تقرأه متى شئت من أي موضع شئت من دون أن ترجع تنظر للمصحف! شعور عزيز عزيز ولا تترجمه الكلمات..
لا شعور يضاهي القرب من آيات الرّب سبحانه، تسمعها وتتلوها في كل حين، آيات تذكرك بخالقك وبحالك ومآلك، وبحقيقة الأشياء من حولك، تجد بها الشفاء والرّحمة والهدى والنور..
مررت بعقبات في طريقي، وتعسّر سيري مراراً ولكن كنت أجد الفتح والفرج والتيسير من الله بفضله ورحمته وببركة كتابه..
فالحمد لله حمدًا كثيراً طيّباً مُباركاً فيه.
وبعد تجارب امتدّت لسنواتٍ أقول:
لن يجد أحدنا طريقاً مختصراً مُيسراً لحفظ القرآن غير طريق التكرار ومعاهدة المحفوظ (بعد الاستعانة بالله تعالى والتوكل عليه)..
وأقول: لا تتنازل عن أي خطوة وحرف في طريقة البرنامج، وراجعها بين الفينة والأخرى؛ فأنا ضامنة لك -بإذن الله تعالى- إن طبقتها ستكون ختمة حفظك هي ختمة إتقانك..
وأقول:
رتّب أولوياتك في الحياة وأعطِ كل ذي حقٍّ حقّه، وتخفف من الملهيات ومن فضول المباحات، وحتماً ستجد الوقت في يومك، وتذكّر أنه كتابٌ مُبارك، تعم بركته أمورك كلها..
وأقول: صاحب الأخيار ﴿وَاصبِر نَفسَكَ مَعَ الَّذينَ يَدعونَ رَبَّهُم بِالغَداةِ وَالعَشِيِّ يُريدونَ وَجهَهُ وَلا تَعدُ عَيناكَ عَنهُم...﴾، واسألْ الله أن يهبك إياهم..
وأقولُ ختاماً:
طريق القرآن مليء بالأفراح المتجددة؛ من فرحة إتقان آية ثمّ صفحة ثمّ سورة ثم ضبط متشابه ثمّ إتمام الثلث... حتى بلوغ فرحة الختام..
ولا يحبطك من يقول أنه مليء بالعقبات والابتلاءات، فكل طريقٍ تروم به المجد ستجد به من العقبات والصِعاب ولو كان دنيوياً..."غير أنّ طريق القرآن مليء بالأجور والرحمات" وعند الختام ستنسى صِعاب الطريق وسترى الثمرة يانعة تذوق حلاوتها وتسعد بها بإذن الله، ولن يضيرك ما فاتك من حطام الدنيا ما دام القرآن صاحبك وأنيسك، عسى أن ننال صحبته وشفاعته يوم القيامة ..
جزى الله عنّا آل تكرار خير جزاء المحسنين، وكل من كان معيناً لي في رحلتي، وجعلهم منارة خير يُهتدى بها، وبلّغهم النعيم المقيم في جنّة الفردوس.
#تجربة_حافظ
﴿الحَمدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمينَ الرَّحمنِ الرَّحيمِ...﴾
كانت سورة الحمْد خير ما أختم به رحلة التَكرار، مستشعرةً أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين، الحمد لله الذي منَّ عليَّ وأكرمني وهداني لهذا الطريق وبلغني الختام بفضله ورحمته، الحمد لله حمداً كثيراً طيّباً مُباركاً فيه..
كان هدف حفظ القرآن يرافقني منذُ الصِّغر، نشأتُ بفضل الله ببيئةٍ قرآنية سعت لنيلي هذا الفضل العظيم، ولكن كانت خطواتي عرْجاء وتعثَّرتُ مراراً في هذا الطريق بسبب المنهجية غير الصحيحة..
كبُرت وكبر معي هذا الهدف..، لا أحصي عدد الخطط غير المكتملة، أبدأ ثم لا أتجاوز عدداً من الصفحات وأجد أنِّي أُنسيت السابق، ثم أرجع وأحفظ من جديد، واستمريت على هذا الحال لسنوات عدّة؛ حتى أصابني العجز واليأس وظننت أنه هدف صعب المنال..
حتى دلّني الله لربوع التَكرار والخطّة المُحكمة بأدقِّ تفاصيلها..
بدايةً عرفتُ طريقة (التكرار الغيْبي) من إحدى رفيقاتي قبل ثمان سنوات، وكنتُ أرى أنه أمرٌ تعجيزيّ؛ كيف يستطيع أحدنا أن يكرر هذا العدد غيباً بجانب الربط والمراجعة ودراسته ومهامه اليوميّة؟!
في تلك الأيام كنا نُسمّع لبعضنا أنا ورفيقتي، هي تحفظ بالتكرار وأنا لا، هي بدأت بوجه واحد يومياً وأنا بدأت بأكثر..
وبعدها هي أتمّت حفظ القرآن بخُطى ثابتة وحفظٍ متين، وأنا لم أتجاوز أجزاء معدودة غير متقنة!
حينها اقتنعت بأهميّة التكرار، وأنه يسيرٌ على من يسره الله له، ولكنه يحتاج لعزيمة وإصرار بعد التوكل على الله والالتجاء إليه..
بعد أربعِ سنوات تيسّر لي والتحقت بحلقة قائمة على التكرار، وفرحت بها أشدّ الفرح؛ كنت أتمنى أن أجد برنامجاً يحمل نفس الخطة ويتابعني!
لكني سجّلت على خوف التعثّر في أي لحظة؛ فهل أستطيع أن أكرر؟ هل يسعني الوقت في يومي لإتمام النصاب؟ هل وهل وهل؟
وأنا ضعيفة الهمة وأعرف ظروفي وكم تعثّرت في هذا الطريق؟
ولكن اختلط هذا الخوف -يوماً بعد يوم- بحبِّ الساعات التي أقضيها مع القرآن، اختلط بانشراح أجده في صدري، اختلط برؤية ثمرة الإتقان، حتّى تلاشى الخوف، وآثرتُ القرآن في حياتي مستعينةً بالله أني (لا أبرح حتى أبلغ).. حتى بلغت بمحض فضلٍ منه سبحانه بعد قرابة سنتين كانت من أجمل أيام عُمُري فالحمد لله على فضله وإحسانه..
بعد الختم لمست أثر تقصيري في الأجزاء الأخيرة؛ كنت أسرد المصحف باسترسال بفضل الله، حتى إذا وصلت العشر الأخيرة تكاثرت أخطائي وشقّ علي الأمر..
فعزمت أن أرجع وأكررها من جديد، ففُتح في ذلك الحين برحمة الرحمن باب المسار العكسي (من سورة الناس) في برنامج تكرار، فالتحقت وسرتُ مع البرنامج حتى أتممت العشر الأخيرة بفضل الله، ووجدت أُنسي في لحظات التكرار وألِفتْها روحي، وتجلّت لي كثير من المتشابهات والمعاني فأكملت الرحلة حتى ختمت بفضل الكريم المنّان..
ولا شعور يضاهي حفظ كلام الله في الصدور، أن تقرأه متى شئت من أي موضع شئت من دون أن ترجع تنظر للمصحف! شعور عزيز عزيز ولا تترجمه الكلمات..
لا شعور يضاهي القرب من آيات الرّب سبحانه، تسمعها وتتلوها في كل حين، آيات تذكرك بخالقك وبحالك ومآلك، وبحقيقة الأشياء من حولك، تجد بها الشفاء والرّحمة والهدى والنور..
مررت بعقبات في طريقي، وتعسّر سيري مراراً ولكن كنت أجد الفتح والفرج والتيسير من الله بفضله ورحمته وببركة كتابه..
فالحمد لله حمدًا كثيراً طيّباً مُباركاً فيه.
وبعد تجارب امتدّت لسنواتٍ أقول:
لن يجد أحدنا طريقاً مختصراً مُيسراً لحفظ القرآن غير طريق التكرار ومعاهدة المحفوظ (بعد الاستعانة بالله تعالى والتوكل عليه)..
وأقول: لا تتنازل عن أي خطوة وحرف في طريقة البرنامج، وراجعها بين الفينة والأخرى؛ فأنا ضامنة لك -بإذن الله تعالى- إن طبقتها ستكون ختمة حفظك هي ختمة إتقانك..
وأقول:
رتّب أولوياتك في الحياة وأعطِ كل ذي حقٍّ حقّه، وتخفف من الملهيات ومن فضول المباحات، وحتماً ستجد الوقت في يومك، وتذكّر أنه كتابٌ مُبارك، تعم بركته أمورك كلها..
وأقول: صاحب الأخيار ﴿وَاصبِر نَفسَكَ مَعَ الَّذينَ يَدعونَ رَبَّهُم بِالغَداةِ وَالعَشِيِّ يُريدونَ وَجهَهُ وَلا تَعدُ عَيناكَ عَنهُم...﴾، واسألْ الله أن يهبك إياهم..
وأقولُ ختاماً:
طريق القرآن مليء بالأفراح المتجددة؛ من فرحة إتقان آية ثمّ صفحة ثمّ سورة ثم ضبط متشابه ثمّ إتمام الثلث... حتى بلوغ فرحة الختام..
ولا يحبطك من يقول أنه مليء بالعقبات والابتلاءات، فكل طريقٍ تروم به المجد ستجد به من العقبات والصِعاب ولو كان دنيوياً..."غير أنّ طريق القرآن مليء بالأجور والرحمات" وعند الختام ستنسى صِعاب الطريق وسترى الثمرة يانعة تذوق حلاوتها وتسعد بها بإذن الله، ولن يضيرك ما فاتك من حطام الدنيا ما دام القرآن صاحبك وأنيسك، عسى أن ننال صحبته وشفاعته يوم القيامة ..
جزى الله عنّا آل تكرار خير جزاء المحسنين، وكل من كان معيناً لي في رحلتي، وجعلهم منارة خير يُهتدى بها، وبلّغهم النعيم المقيم في جنّة الفردوس.
#تجربة_حافظ