قَنَاة أ. د. عبدُالّلهِ بنُ عُمرَ الدُّمَيْجِي
1.84K subscribers
22 photos
14 videos
145 files
72 links
قناة علمية خاصة بنشر ما تيسر من مؤلفات وتحقيقات ودروس ومقالات، أسأل الله أن ينفع بها وأن يرزقنا والمشتركين الفضلاء العلم النافع والعمل الصالح
Download Telegram
الحلقة21_من_التعليق_على_أحاديث_كتاب_الرقاق_من_صحيح_البخاري.mp4
26.5 MB
حدثني محمد بن عرعرة، حدثنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن عائشة رضي الله عنها، أنها قالت: سئل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: «أدومها وإن قل» وقال: «اكلفوا من الأعمال ما تطيقون»
حدثني عثمان بن أبي شيبة، حدثنا جرير، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، قال: سألت أم المؤمنين عائشة، قلت: يا أم المؤمنين، كيف كان عمل النبي صلى الله عليه وسلم، هل كان يخص شيئا من الأيام؟ قالت: «لا، كان عمله ديمة، وأيكم يستطيع ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يستطيع».
=حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا محمد بن الزبرقان، حدثنا موسى بن عقبة، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «سددوا وقاربوا وأبشروا، فإنه لا يدخل أحدا الجنة عمله» قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: «ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله بمغفرة ورحمة» قال: أظنه عن أبي النضر، عن أبي سلمة، عن عائشة. وقال عفان، حدثنا وهيب، عن موسى بن عقبة، قال: سمعت أبا سلمة، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: «سددوا وأبشروا» قال مجاهد: {قولا سديدا} [النساء: 9]: " وسدادا: صدقا ".
حدثني إبراهيم بن المنذر، حدثنا محمد بن فليح، قال: حدثني أبي، عن هلال بن علي، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: سمعته يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى لنا يوما الصلاة، ثم رقي المنبر، فأشار بيده قبل قبلة المسجد، فقال: «قد أريت الآن منذ صليت لكم الصلاة، الجنة والنار، ممثلتين في قبل هذا الجدار، فلم أر كاليوم في الخير والشر، فلم أر كاليوم في الخير والشر».
الحلقة22_من_التعليق_على_أحاديث_كتاب_الرقاق_من_صحيح_البخاري.mp4
23.3 MB
باب الرجاء مع الخوف
وقال سفيان: " ما في القرآن آية أشد علي من: {لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل، وما أنزل إليكم من ربكم} [المائدة: 68] "
حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن، عن عمرو بن أبي عمرو، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الله خلق الرحمة يوم خلقها مائة رحمة، فأمسك عنده تسعا وتسعين رحمة، وأرسل في خلقه كلهم رحمة واحدة، فلو يعلم الكافر بكل الذي عند الله من الرحمة لم ييئس من الجنة، ولو يعلم المؤمن بكل الذي عند الله من العذاب لم يأمن من النار»
الحلقة23_من_التعليق_على_أحاديث_كتاب_الرقاق_من_صحيح_البخاري_.mp4
29.8 MB
باب الصبر عن محارم الله
وقوله عز وجل: {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب} [الزمر: 10] وقال عمر: «وجدنا خير عيشنا بالصبر».
حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري، قال: أخبرني عطاء بن يزيد الليثي، أن أبا سعيد الخدري، أخبره: أن أناسا من الأنصار سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يسأله أحد منهم إلا أعطاه حتى نفد ما عنده، فقال لهم حين نفد كل شيء أنفق بيديه: «ما يكن عندي من خير لا أدخره عنكم، وإنه من يستعف يعفه الله، ومن يتصبر يصبره الله، ومن يستغن يغنه الله، ولن تعطوا عطاء خيرا وأوسع من الصبر».
حدثنا خلاد بن يحيى، حدثنا مسعر، حدثنا زياد بن علاقة، قال: سمعت المغيرة بن شعبة، يقول: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي حتى ترم، أو تنتفخ قدماه، فيقال له، فيقول: «أفلا أكون عبدا شكورا».
الحلقة24_من_التعليق_على_أحاديث_كتاب_الرقاق_من_صحيح_البخاري.mp4
91.3 MB
باب: {ومن يتوكل على الله فهو حسبه} [الطلاق: 3]
قال الربيع بن خثيم: «من كل ما ضاق على الناس»
حدثني إسحاق، حدثنا روح بن عبادة، حدثنا شعبة، قال: سمعت حصين بن عبد الرحمن، قال: كنت قاعدا عند سعيد بن جبير، فقال: عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب، هم الذين لا يسترقون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون».
الحلقة25_من_التعليق_على_أحاديث_كتاب_الرقاق_من_صحيح_البخاري.mp4
23.8 MB
باب ما يكره من قيل وقال
حدثنا علي بن مسلم، حدثنا هشيم، أخبرنا غير واحد منهم: مغيرة، وفلان ورجل ثالث أيضا، عن الشعبي، عن وراد كاتب المغيرة بن شعبة: أن معاوية كتب إلى المغيرة: أن اكتب إلي بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فكتب إليه المغيرة: إني سمعته يقول عند انصرافه من الصلاة: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير» ثلاث مرات، قال: وكان ينهى عن قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال، ومنع وهات، وعقوق الأمهات، ووأد البنات وعن هشيم، أخبرنا عبد الملك بن عمير، قال: سمعت ورادا، يحدث هذا الحديث، عن المغيرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
الحلقة26_من_التعليق_على_أحاديث_كتاب_الرقاق_من_صحيح_البخاري.mp4
23.7 MB
باب حفظ اللسان
وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت» وقوله تعالى: {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد} [ق: 18]
حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، حدثنا عمر بن علي، سمع أبا حازم، عن سهل بن سعد، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة»
حدثني عبد العزيز بن عبد الله، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه»
باب البكاء من خشية الله
حدثنا محمد بن بشار، حدثنا يحيى، عن عبيد الله، قال: حدثني خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " سبعة يظلهم الله: رجل ذكر الله ففاضت عيناه ".
الحلقة27_من_التعليق_على_أحاديث_كتاب_الرقاق_من_صحيح_البخاري.mp4
27.7 MB
حدثنا أبو الوليد، حدثنا ليث، حدثنا سعيد المقبري، عن أبي شريح الخزاعي، قال: سمع أذناي ووعاه قلبي: النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «الضيافة ثلاثة أيام، جائزته» قيل: ما جائزته؟ قال: «يوم وليلة، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت».
حدثني إبراهيم بن حمزة، حدثني ابن أبي حازم، عن يزيد، عن محمد بن إبراهيم، عن عيسى بن طلحة بن عبيد الله التيمي، عن أبي هريرة، سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن العبد ليتكلم بالكلمة، ما يتبين فيها، يزل بها في النار أبعد مما بين المشرق».
حدثني عبد الله بن منير، سمع أبا النضر، حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله يعني ابن دينار، عن أبيه، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله، لا يلقي لها بالا، يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله، لا يلقي لها بالا، يهوي بها في جهنم».
الحلقة28_من_التعليق_على_أحاديث_كتاب_الرقاق_من_صحيح_البخاري.mp4
27.3 MB
باب الخوف من الله
حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا جرير، عن منصور، عن ربعي، عن حذيفة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " كان رجل ممن كان قبلكم يسيء الظن بعمله، فقال لأهله: إذا أنا مت فخذوني فذروني في البحر في يوم صائف، ففعلوا به، فجمعه الله ثم قال: ما حملك على الذي صنعت؟ قال: ما حملني إلا مخافتك، فغفر له ".
حدثنا موسى، حدثنا معتمر، سمعت أبي، حدثنا قتادة، عن عقبة بن عبد الغافر، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر رجلا فيمن كان سلف، أو قبلكم، آتاه الله مالا وولدا - يعني أعطاه - قال: فلما حضر قال لبنيه: أي أب كنت لكم؟ قالوا: خير أب، قال: فإنه لم يبتئر عند الله خيرا - فسرها قتادة: لم يدخر - وإن يقدم على الله يعذبه، فانظروا فإذا مت فأحرقوني، حتى إذا صرت فحما فاسحقوني - أو قال: فاسهكوني - ثم إذا كان ريح عاصف فأذروني فيها، فأخذ مواثيقهم على ذلك - وربي - ففعلوا، فقال الله: كن، فإذا رجل قائم، ثم قال: أي عبدي ما حملك على ما فعلت؟ قال: مخافتك - أو فرق منك - فما تلافاه أن رحمه الله "، فحدثت أبا عثمان، فقال: سمعت سلمان، غير أنه زاد: «فأذروني في البحر» أو كما حدث وقال معاذ: حدثنا شعبة، عن قتادة، سمعت عقبة، سمعت أبا سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
[الأشهر الحرم من شعائر الله]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد.
فنستقبل هذه الأيام أحد الأشهر الحرم وهو شهر رجب مضر الذي بين جمادى وشعبان.
وسميت هذا الأشهر حُرما لزيادة حرمتها وتحريم القتال فيها، قال تعالى:{إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِين}[التوبة:36].
والضمير يُحتمل رجوعه إلى الاثني عشر، أو إلى الأربعة، وهو الأقرب؛ لعوده إلى أقرب مذكور، ولتخصيص التشريف والتحريم وإلا لم يكن لذكرها معنى، وهي: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب، قال صلى الله عليه وسلم: ((إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض، السنة اثنا عشر شهرا، منها أربعة حرم، ثلاث متواليات: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى، وشعبان))(1).
ونُهي عن الظلم فيها خصوصاً مع النهي عن الظلم في كلّ وقت لزيادة تحريمها وتعظيمها، وكون الظلم فيها أشدّ منه في غيرها؛ لأنّه إذا عُظّم الزمان عظم الذنب فيه أكبر من غيره.
وقد دلت هذه الآية الكريمة والحديث الشريف على أن الأصل في التقويم والحساب هو الحساب بالأشهر القمرية الذي عليه التقويم الهجري، قال تعالى:{فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ}[التوبة:36]ولذا علقت بها العبادات من صيام وحج وزكاة وغير ذلك من العبادات، قال تعالى:{ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ ۖ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ}[البقرة:189] والهلال هو القمر. فالالتزام بها وإظهارها والعمل بها من تعظيم شعائر الله" دون الشهور التي تعتبرها العجم والروم والقبط، وإن لم تزد على اثني عشر شهرا لأنها مختلفة الأعداد"(2) وزمانها غير متفق مع الأشهر الهجرية الهلالية الإسلامية التي ارتبط بها تعظيم الزمان دون غيرها حصرا.
فالواجب على أهل الإسلام في كل مكان الاعتزاز بتاريخهم (القمري) العظيم الذي اختاره الله لهم من فوق سبع سماوات؛ بل هو التاريخ المعتمد في الشرائع السابقة بدليل الآية آنفة الذكر.
وبدليل صيام يوم عاشورا القمري الذي وجد النبي صلى الله عليه وسلم اليهود يصومونه عندما دخل المدينة فسألهم عنه، فقالوا: هذا يوم نجى الله فيه موسى وقومه وهو اليوم العاشر من شهر الله المحرم، فصامه موسى شكراً لله ونحن نصومه، فقال صلى الله عليه وسلم: ((أنا أحق بموسى منكم. فصامه وأمر الناس بصيامه))(3).
وبناءً على الأشهر القمرية كان التاريخ الهجري العظيم المرتبط ارتباطاً وثيقاً بنقطة التحول العظيم في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم العطرة ورسالته الخالدة وهجرته العظيمة من دار الكفر والجاهلية وقيمها وعادتها وثقافتها وظلامها إلى دار الإسلام ونوره وقيمه وأخلاقه في المدينة النبوية، وتأسيس دولة الإسلام الخالدة التي عمّ نورها الكرة الأرضية وتنعمت بها البشرية، وخرج بها من اصطفاه الله تعالى من عباده من دياجير الظلم والجهل والخرافة إلى نور الهدى والعلم والقرآن والإسلام.
فالواجب على المسلمين الثبات على تاريخهم الهجري والاعتزاز به، فلا نُؤرخ أيامنا وليالينا إلا به، فهذا ما اختاره الله تعالى لنا، وبنيت عليه كثير من أركان الإسلام وشرائعه العظام كرمضان والحج والعدد والكفارات وغيرها، وفي ذلك من المصالح الدينية والدنيوية ما لا يخفى على ذوي العلم والبصيرة.
وعلينا الحذر من التقليد والتبعيّة لمن حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من اتباع سننهم والتشبه بهم، كما علينا الاعتزاز بقيمنا وتاريخنا وهويتنا الإسلامية التي شرفنا الله بها.
مع أنه عند الحاجة لا يمنع من استخدام التاريخ الميلادي أو غيره من التواريخ مرادفاً للتاريخ الهجري لتحقيق المصالح المشروعة التي راعاها الإسلام في جميع أحكامه وشرائعه.
وهذه الأشهر من الأشهر المعظمة عند الله تعالى، ومن الحكمة أن يبدأ العام الهجري بشهر حرام ويتوسطه شهر حرام ويختم بشهر حرام، فهي ثلاثة مواسم لينشط الكسِل ويفيء الشارد وينتبه الغافل، ويتوب المسرف إلى الله تعالى.
قال بعض أهل العلم: لعل الحكمة في جعل المحرم أول السنة؛ أن يحصل الابتداء بشهر حرام، ويختم بشهر حرام، ويتوسط بشهر حرام وهو رجب، وإنما توالى شهران في الآخر لإرادة تفضيل الختام، ولهذا نظائر كثيرة في العبادات… والعلم عند الله تعالى الحكيم الخبير.
___
(1)صحيح البخاري4662(6/ 66).
(2)تفسير القرطبي (8/ 133).
(3) صحيح البخاري 2004(3/ 44).