#حكم_صيام_ست_من_شوال_قبل_القضاء
س : هل يجوز صيام الست من شوال قبل قضاء رمضان؟
هذه من المسائل التي يكثر السؤال عنها كل عام ..
وهي فرع على أصل، وهو :
هل يجوز صيام التطوع قبل قضاء رمضان؟
اختلف العلماء في هذه المسألة على قولين ..
والذي يظهر أنه يجوز التطوع قبل قضاء أيام رمضان.
وهذا مذهب الحنفية ، وهو ظاهر صنيع جماعة من متأخري الشافعية، وهو رواية في مذهب أحمد، وصوبها بعض الحنابلة.
▪️واستدلوا على ذلك بأدلة :
الدليل الأول :
حديث عائشة رضي الله عنها قالت: ( كانَ يَكونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ مِن رَمَضَانَ ، فَما أسْتَطِيعُ أنْ أقْضِيَ إلَّا في شَعْبَانَ ).
رواه البخاري ومسلم
وجه الاستدلال :
أنَّ أمنا عائشة رضي الله عنها من خيرة نساء العالمين، ومن أحرصهن على طاعة الله والاجتهاد فيها، فهل يمكن أن يُتصور أن عائشة رضي الله عنها كانت لا تصوم الأيام الستة من شوال، ولا يوم عرفة وعاشوراء؟!
هل يُظَن أنها لا تتطوع في هذه الأيام الفاضلة بالصيام، ولا في غيرها من الأيام المسنونة؟!
الجواب : بلا شك، كانت تتطوع.
الدليل الثانى:
أنَّ قضاء رمضان (واجب موسع)، فلا يمنع من التطوع، والأمر بالقضاء مطلق.
قال الله تعالى :
﴿ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّـنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ﴾.
وقد أجمع العلماء على أن قضاء رمضان واجب موسع.
قال ابن بطّال في شرح البخاري:
" وأجمع أهل العلم على أن من قَضَى ما عليه من رمضان في شعبان بعده، أنه مؤدٍّ لفرضه، غير مفرّط ".
والقاعدة :
( الواجب الموسّع يجوز الاشتغال بالتطوع من جنسه قبل الاشتغال به ).
ومما يؤيد الجواز أيضًا :
أولًا : لو كان هذا شرطًا لبينه النبي صلى الله عليه وسلم؛ فقد قال تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا ﴾.
ولو كان هذا شرطًا لشاع، وانتشر بين الصحابة لا سيما مع وجود المقتضي وانتفاء المانع، وشدة الحاجة لمعرفة ذلك.
ثانيًا : القول بالجواز هو الموافق لمقاصد الشريعة من التيسير في النافلة.
ثالثًا : ثم يؤيد ذلك قول أمنا عائشة رضي الله عنها :
( كانَ يَكونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ مِن رَمَضَانَ ، فَما أسْتَطِيعُ أنْ أقْضِيَ إلَّا في شَعْبَانَ ).
فإن قيل :
هي ما كانت تتطوع لشغلها بالنبي صلى الله عليه وسلم كما ورد في آخر الحديث.
▫️فالجواب :
هذا كلام جيد، لكنه مردود بالأيام التي كان يواظب النبي صلى الله عليه وسلم على صيامها كعاشوراء ويوم عرفة، فانتفت العلة المرادة هنا؛ فما الذي يمنع أمنا عائشة رضي الله عنها الحريصة على التقرب إلى الله، واتباع النبي صلى الله عليه وسلم في الصيام وغيره، من التطوع؟!
وهذا ظاهر لمن تأمله.
رابعًا : ويؤيده أن هذا الموافق لروح الشريعة من التيسير - لا سيما مع النساء - فقد تحيض عشرة أيام في رمضان، ومثلها في شوال، فـتُطالب بصوم ستة عشر يومًا من عشرين لتدرك هذه الفضيلة، فيشق ذلك عليها. وهذا يخالف روح الشريعة في التخفيف، لا سيما في النافلة؛ حيث يُتسامح فيها ما لا يُتسامح في الفريضة.
▫️وبناء على ما سبق يقال :
من كانت ذمته مشغولة بقضاء أيام أفطرها بعذر من رمضان يتسع لها شوال مع صيام الست ؛ فهذا يستعين الله ، ويشمِّر لأمر ربه ، ويقضي ما عليه ، ثم يصوم الست ؛ إبراءً لذمته ، وتحصيلًا للأجر.
ومن كانت ذمته مشغولة بقضاء أيام أفطرها لعذر ، ولا يتسع شوال لصيامها مع الست ، أو يكون عليه مشقة شديدة ، فهذا ممن حبسه العذر ، فيصوم الست أولًا ؛ تحصيلًا لفضلها ، ثم يقضي ؛ فإنه لم يفطر رمضان إلا لعذر ..
والله تعالى أعلى وأعلم ،،،
الشيخ عبد الله النفيسة
س : هل يجوز صيام الست من شوال قبل قضاء رمضان؟
هذه من المسائل التي يكثر السؤال عنها كل عام ..
وهي فرع على أصل، وهو :
هل يجوز صيام التطوع قبل قضاء رمضان؟
اختلف العلماء في هذه المسألة على قولين ..
والذي يظهر أنه يجوز التطوع قبل قضاء أيام رمضان.
وهذا مذهب الحنفية ، وهو ظاهر صنيع جماعة من متأخري الشافعية، وهو رواية في مذهب أحمد، وصوبها بعض الحنابلة.
▪️واستدلوا على ذلك بأدلة :
الدليل الأول :
حديث عائشة رضي الله عنها قالت: ( كانَ يَكونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ مِن رَمَضَانَ ، فَما أسْتَطِيعُ أنْ أقْضِيَ إلَّا في شَعْبَانَ ).
رواه البخاري ومسلم
وجه الاستدلال :
أنَّ أمنا عائشة رضي الله عنها من خيرة نساء العالمين، ومن أحرصهن على طاعة الله والاجتهاد فيها، فهل يمكن أن يُتصور أن عائشة رضي الله عنها كانت لا تصوم الأيام الستة من شوال، ولا يوم عرفة وعاشوراء؟!
هل يُظَن أنها لا تتطوع في هذه الأيام الفاضلة بالصيام، ولا في غيرها من الأيام المسنونة؟!
الجواب : بلا شك، كانت تتطوع.
الدليل الثانى:
أنَّ قضاء رمضان (واجب موسع)، فلا يمنع من التطوع، والأمر بالقضاء مطلق.
قال الله تعالى :
﴿ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّـنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ﴾.
وقد أجمع العلماء على أن قضاء رمضان واجب موسع.
قال ابن بطّال في شرح البخاري:
" وأجمع أهل العلم على أن من قَضَى ما عليه من رمضان في شعبان بعده، أنه مؤدٍّ لفرضه، غير مفرّط ".
والقاعدة :
( الواجب الموسّع يجوز الاشتغال بالتطوع من جنسه قبل الاشتغال به ).
ومما يؤيد الجواز أيضًا :
أولًا : لو كان هذا شرطًا لبينه النبي صلى الله عليه وسلم؛ فقد قال تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا ﴾.
ولو كان هذا شرطًا لشاع، وانتشر بين الصحابة لا سيما مع وجود المقتضي وانتفاء المانع، وشدة الحاجة لمعرفة ذلك.
ثانيًا : القول بالجواز هو الموافق لمقاصد الشريعة من التيسير في النافلة.
ثالثًا : ثم يؤيد ذلك قول أمنا عائشة رضي الله عنها :
( كانَ يَكونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ مِن رَمَضَانَ ، فَما أسْتَطِيعُ أنْ أقْضِيَ إلَّا في شَعْبَانَ ).
فإن قيل :
هي ما كانت تتطوع لشغلها بالنبي صلى الله عليه وسلم كما ورد في آخر الحديث.
▫️فالجواب :
هذا كلام جيد، لكنه مردود بالأيام التي كان يواظب النبي صلى الله عليه وسلم على صيامها كعاشوراء ويوم عرفة، فانتفت العلة المرادة هنا؛ فما الذي يمنع أمنا عائشة رضي الله عنها الحريصة على التقرب إلى الله، واتباع النبي صلى الله عليه وسلم في الصيام وغيره، من التطوع؟!
وهذا ظاهر لمن تأمله.
رابعًا : ويؤيده أن هذا الموافق لروح الشريعة من التيسير - لا سيما مع النساء - فقد تحيض عشرة أيام في رمضان، ومثلها في شوال، فـتُطالب بصوم ستة عشر يومًا من عشرين لتدرك هذه الفضيلة، فيشق ذلك عليها. وهذا يخالف روح الشريعة في التخفيف، لا سيما في النافلة؛ حيث يُتسامح فيها ما لا يُتسامح في الفريضة.
▫️وبناء على ما سبق يقال :
من كانت ذمته مشغولة بقضاء أيام أفطرها بعذر من رمضان يتسع لها شوال مع صيام الست ؛ فهذا يستعين الله ، ويشمِّر لأمر ربه ، ويقضي ما عليه ، ثم يصوم الست ؛ إبراءً لذمته ، وتحصيلًا للأجر.
ومن كانت ذمته مشغولة بقضاء أيام أفطرها لعذر ، ولا يتسع شوال لصيامها مع الست ، أو يكون عليه مشقة شديدة ، فهذا ممن حبسه العذر ، فيصوم الست أولًا ؛ تحصيلًا لفضلها ، ثم يقضي ؛ فإنه لم يفطر رمضان إلا لعذر ..
والله تعالى أعلى وأعلم ،،،
الشيخ عبد الله النفيسة