أمة الضاد 🔻
4.86K subscribers
2.04K photos
477 videos
44 files
586 links
فَإِمّا حَياةٌ تَسُرُّ الصَديقَ
وَإِمّا مَماتٌ يَغيظُ العِدى!


للتواصل @esamrshad
Download Telegram
📚 #الفتوى_رقم_3273 📚

🖋 د. يوسف الرخمي.


#الثقافة_الإسلامية#الأخلاق_والتزكية_والآداب
🔘حكم إقامة المآتم والعزاء وإشاعة أجواء الحزن يوم عاشوراء🔘


السؤال:
- تقوم بعض الطوائف في يوم عاشوراء بإقامة المآتم، وإشاعة أجواء الحزن والبكاء، وإعادة التذكير بحادثة قتل الحسين بن علي -رضي الله عنه- بصورة مثيرة للمشاعر، وبعضهم يقوم بلطم وجهه، وضرب نفسه بالسلاسل والحديد، وتمزيق ملابسه، وبعضهم يفعل ما هو أكثر من ذلك، فما حكم هذا كله في الشرع؟ وهل يشرع التذكير أصلا بمثل هذه المناسبات؟ بارك الله فيكم.


💡 الإجابة:
- لا شك أن حادثة استشهاد الحسين بن علي -رضي الله عنه- مؤلمة، ولا شك أنه قُتل هو وأهله ظلما -رحمهم الله جميعا-، ولكن إحياء ذكرى استشهاد الحسين بن علي -رضي الله عنه- يوم عاشوراء من كل عام، وإقامة المآتم، وتبادل التعازي من البدع المنكرة التي انتشرت في الأعصار الأخيرة، وتتضمن كثيرا من المخالفات الشرعية، وبيان ذلك في النقاط التالية:

1⃣ التعزية بموت الميت إنما تكون في حدود ثلاثة أيام من موت الميت، وتكره التعزية بعد الثلاثة الأيام عند جمهور الفقهاء؛ لأن في التعزية بعد اليوم الثالث تجديدا للحزن، وفتحا للجروح القديمة، ومن مقاصد الشرع في حالات الموت دفن الأحزان، والحث على نسيان الآلام، وقد استنبط الفقهاء هذا التحديد من حديث أم حبيبة -رضي الله عنها- أم المؤمنين أنه لما جاء نعي أبيها من الشام دعت بصُفْرة في اليوم الثالث، فمسحت عارضيها، وذراعيها، وقالت: إني كنت عن هذا لغنية، لولا أني سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر، أن تحد على ميت فوق ثلاث، إلا على زوج، فإنها تحد عليه أربعة أشهر وعشرا» رواه البخاري ومسلم، واستثنى الفقهاء التعزية بعد الثلاثة الأيام لمن دعته الضرورة لذلك كمسافر رجع بعد مضي أيام العزاء، ونحوه، ولذلك حكمنا سابقا ببدعية ما يسمونه في بعض المناطق بـ (العاشر)، و (الأربعينية) ... إلخ؛ لما فيها من تجديد الأحزان، ومخالفة هدي نبينا -صلى الله عليه وسلم-.
فما بالك بمن يُحيي ذكرى وفاة إنسان مات قبل 1400 سنة؟! ومن يعزي غيره بهذا المصاب بعد هذه المدة؟! ومن يُقيم المآتم، ويشيع الأحزان على أمر حدث قبل قرون من الزمن؟! لا يشك عاقل في مخالفة ذلك للشرع، والهدي النبوي.

2⃣ إحياء ذكرى استشهاد الحسين -رضي الله عنه- بما فيها من حوادث مؤلمة، وقصص محزنة لا يُقصد من فعل ذلك الآن بعد مرور هذا السنوات إلا نشر الضغائن، وإثارة الأحقاد، وبعث العصبيات الجاهلية، وإلا فأي فائدة تُذكر من الحديث عن موت إنسان بأساليب إلقاء محزنة، والاجتهاد في إلهاب العواطف والمشاعر بالتفاصيل المؤلمة، وقد مات القاتل والمقتول؟! وتعاقبت دُوَل على حكم العالم الإسلامي؟! لا شك أن مُراد من يفعل ذلك هو الإسقاط السياسي على هذا الطرف أو ذاك، وتحشيد العوام والدهماء خلف مشروع سياسي معين تحت سوط العاطفة والمشاعر، وهذه مخالفة كبرى للشرع الحريص على جمع القلوب، وإزالة أسباب التشاحن والبغضاء، بل وفيها إساءة بالغة للحسين بن علي -رضي الله عنه- نفسه، من خلال استخدام مظلوميته بهذه الطريقة البشعة لتحقيق أغراض طائفية أو سياسية معينة.

3⃣ خير الهدي هدي نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- وخلفائه الراشدين، فهل قام النبي -صلى الله عليه وسلم- بإحياء ذكرى استشهاد عمه حمزة الذي قُتل بتلك الطريقة الشنيعة؟ وهل قام بإحياء ذكرى شهداء أُحد؟ وهل أحيا ذكرى القراء الشهداء في بئر معونة، وهي من أشد الأحداث إيلاما في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم-؟ وهل أحيا ذكرى من قُتلوا في مكة من ضعفاء المسلمين؟ وهل أحيا الصحابة ذكرى استشهاد عمر، واستشهاد عثمان، واستشهاد علي -رضي الله عنهم-؟ فإن لم يفعل ذلك النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولا خلفاؤه الراشدون، ولا أصحابه المنتجبون، فلا شك أنه لا خير فيه ولا منفعة للمسلمين، بل هو مخالف لهديهم، وإعراض عن منهجهم.

4⃣ هذه الملاحظات والمخالفات الشرعية السابقة إنما هي باعتبار من يقوم بإحياء ذكرى استشهاد الحسين دون القيام بأي مخالفات شرعية إضافية، فكيف بما يحصل في عصرنا من المخالفات الشرعية المنكرة من ضرب الخدود والصدور، وشق الملابس، والضرب بالسلاسل والسيوف، وإسالة الدماء، والسب واللعن والفجور في الخصومة، وإيراد القصص والحكايات المكذوبة والمخترعة في أحداث الاستشهاد، وفي فضائل من يقوم بهذه المنكرات؟! لا شك أن كل نقطة من هذه النقاط وحدها كفيلة بتجريم هذا الفعل وتحريمه.

5⃣ لقد نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- النساء عن النياحة والدعاء بالويل والثبور على ميت يمتّ بصلة قرابة لهن، مع كون الميت حديث عهد بوفاة، كما ورد في الحديث الصحيح: «النائحة إذا لم تتب قبل موتها، تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران، ودرع من جرب» رواه مسلم، وإنما ورد النهي في شأن النساء دون الرجال لأنهن معروفات بقلة صبرهن، وسرعة جزعهن، ولكن العجيب والغريب أن النياحة صارت