كان ﷺ رقيقُ القلب، حسنُ العِشرة، يترفّق بأصحابِه، يألف النَّاس ويألفونه، لا ينطق بفُحشٍ ولا يعيبُ على أحدٍ، ولا يعيب حتى طعامًا، ليّن الجانب، لا يرُدّ سائلًا، وليس بفظٍ ولا غليظ
صلوا عليه وسلموا تسليمًا.
صلوا عليه وسلموا تسليمًا.
【 ما هي النصيحة؟ وما حكمها؟ 】
• قال الشيخ ابن باز -رحمه الله-:
"النصيحة أداء الأعمال والأقوال في غاية من الإخلاص في ذلك والصدق في ذلك، الإنسان قد يعمل قد يقول ولكن لا يقول عن صدق وإخلاص كاملين ولا يعمل عن صدق وإخلاص كاملين، فبين النبي -ﷺ- أن الدين الذي فرضه الله على عباده وأمرهم به وأوجبه عليهم أنه النصيحة في أعمالنا وأقوالنا، يقال: ذهب ناصح، يعني خالص نظيف ليس فيه غش، وهكذا يقال: عسل ناصح، كذلك سليم ليس فيه خلط لا شمع ولا غيره، بل هو سليم من جميع أنواع الغش والخلط، فالدين هكذا يجب أن يكون عن صدق وإخلاص في كل الأمور".
• حكم النصيحة:
"واجبة فيما يجب، ومستحبة فيما يستحب، واجبة في ترك المنكرات ومستحبة في المستحبات".
[دروس شرح بلوغ المرام، كتاب الجامع للشيخ ابن باز ]
• قال الشيخ ابن باز -رحمه الله-:
"النصيحة أداء الأعمال والأقوال في غاية من الإخلاص في ذلك والصدق في ذلك، الإنسان قد يعمل قد يقول ولكن لا يقول عن صدق وإخلاص كاملين ولا يعمل عن صدق وإخلاص كاملين، فبين النبي -ﷺ- أن الدين الذي فرضه الله على عباده وأمرهم به وأوجبه عليهم أنه النصيحة في أعمالنا وأقوالنا، يقال: ذهب ناصح، يعني خالص نظيف ليس فيه غش، وهكذا يقال: عسل ناصح، كذلك سليم ليس فيه خلط لا شمع ولا غيره، بل هو سليم من جميع أنواع الغش والخلط، فالدين هكذا يجب أن يكون عن صدق وإخلاص في كل الأمور".
• حكم النصيحة:
"واجبة فيما يجب، ومستحبة فيما يستحب، واجبة في ترك المنكرات ومستحبة في المستحبات".
[دروس شرح بلوغ المرام، كتاب الجامع للشيخ ابن باز ]
لا شك أنّ طريقُ العلمِ محفوفٌ بالعقبات، لا سيما حين يتربّص بكَ من ساءت سريرتُه واعتلّ قلبُه بداءِ الحسد والضغينة نسأل الله السلامة! ، فتراه لا يهنأ له بالٌ إلا إذا زلّت قدمُك، ولا يقرّ له قرارٌ حتى يراك متعثّراً متراجعًا، هؤلاء لا يضمرون إلا بغضاً لكلِّ طالبٍ للرفعةِ في مراتبِ العلم والمعرفة، فتجدهم يسعون جاهدين لهدمه ولو بالكلام، يتهامسون طعناً، ويتنافسون تعالياً، يزعجهم نورُ الفهم فيك ، ويؤلمهم إشراقُ التميّز الذي وهبك الله إيّاه.
والأدهى من ذلك أنّ بعضهم يُزيّن عجزَه برداءِ النُصح، فيُلقي بالكلمات المُحبِطة تحت عباءة التوجيه، ويدّعي الحرص على مصلحتك، و هو ما أراد إلا إطفاء جذوة اجتهادك، فالحاسدُ في مضمارِ العلمِ لا يُطيق أن يرى غيرَه يتصدّر في الساحة الدعوية ، أو أن يسمع له صوتًا في ميادين حِلق العلم، إذ يرى في ذلك تهديدًا لمرتبته الوهمية التي بناها من غبارِ الادّعاء، ويخشى فقدها، فُتن بالشهرة ونسي تنظيف قلبه من الشوائب التي تكّدر صفو العلم، كالإخلاص.
ومع هذا، فإنّ على السائر في دربِ العلم والتأصيل ألّا يلتفت لزمجرة هؤلاء، فليس الغيم يُحجب بنباح، ولا الجبل تزعزعه الرياح، فلتكن همّتك أسمى من ردودهم ، وعزيمتك أصلب من مكائدهم، وامضِ في سبيلك مستضيئًا بنور الإخلاص وأخلص لله الملك الوهاب مستندًا إليه بالتوكل فالله لا يُضيع أجر من أحسن عملاً.
وأخيرا وليس أخيرا.. أستعين بقول شيخنا ووالدنا العُصيمي -حفظه الله-
المَرءُ لَا تَرفَعُه الأَلقَابُ، وَإِنَّمَا يَرْفَعهُ المَلِكُ الوَهَّابُ.
جعلنا الله وإياكم مجهولين في الأرض معروفين في السماء ، آمين.
- أمُ نُهى
والأدهى من ذلك أنّ بعضهم يُزيّن عجزَه برداءِ النُصح، فيُلقي بالكلمات المُحبِطة تحت عباءة التوجيه، ويدّعي الحرص على مصلحتك، و هو ما أراد إلا إطفاء جذوة اجتهادك، فالحاسدُ في مضمارِ العلمِ لا يُطيق أن يرى غيرَه يتصدّر في الساحة الدعوية ، أو أن يسمع له صوتًا في ميادين حِلق العلم، إذ يرى في ذلك تهديدًا لمرتبته الوهمية التي بناها من غبارِ الادّعاء، ويخشى فقدها، فُتن بالشهرة ونسي تنظيف قلبه من الشوائب التي تكّدر صفو العلم، كالإخلاص.
ومع هذا، فإنّ على السائر في دربِ العلم والتأصيل ألّا يلتفت لزمجرة هؤلاء، فليس الغيم يُحجب بنباح، ولا الجبل تزعزعه الرياح، فلتكن همّتك أسمى من ردودهم ، وعزيمتك أصلب من مكائدهم، وامضِ في سبيلك مستضيئًا بنور الإخلاص وأخلص لله الملك الوهاب مستندًا إليه بالتوكل فالله لا يُضيع أجر من أحسن عملاً.
وأخيرا وليس أخيرا.. أستعين بقول شيخنا ووالدنا العُصيمي -حفظه الله-
المَرءُ لَا تَرفَعُه الأَلقَابُ، وَإِنَّمَا يَرْفَعهُ المَلِكُ الوَهَّابُ.
جعلنا الله وإياكم مجهولين في الأرض معروفين في السماء ، آمين.
- أمُ نُهى
ارتِواء🍂.
لا شك أنّ طريقُ العلمِ محفوفٌ بالعقبات، لا سيما حين يتربّص بكَ من ساءت سريرتُه واعتلّ قلبُه بداءِ الحسد والضغينة نسأل الله السلامة! ، فتراه لا يهنأ له بالٌ إلا إذا زلّت قدمُك، ولا يقرّ له قرارٌ حتى يراك متعثّراً متراجعًا، هؤلاء لا يضمرون إلا بغضاً لكلِّ طالبٍ…
-
«بَعض طُلاب العِلم الآن أجفى مِن الأعراب،
لا عنده بِشاشة ولا تسلِيم ولا تواضع،بل بعض
النّاس كُلما ازداد علماً يزداد كبراً والعِياذ
بالله،والعَالم حقاً هو الذي إذا ازداد علماً
ازداد تواضعاً».
«بَعض طُلاب العِلم الآن أجفى مِن الأعراب،
لا عنده بِشاشة ولا تسلِيم ولا تواضع،بل بعض
النّاس كُلما ازداد علماً يزداد كبراً والعِياذ
بالله،والعَالم حقاً هو الذي إذا ازداد علماً
ازداد تواضعاً».
• الشّيخ ابن عُثِيمين -رَحِمهُ الله-.
لِيَكُن شِعارُكَ في مَواقِعِ التَّواصُل الإِجتِماعِي : بَقاءٌ مَعَ فائِدَة ، أَو رَحيلٌ بلَا ذَنبٍ
عَالمٌ افتراضِيٌّ
لكنَّ ذنوبهُ ليسَتِ افتراضية
ثمّةَ أحرفٌ تزفُّنا للجنَّة
وأخرى تجرُّنا للنَّار جرًّا
ستذهبُ أنتَ وتبقى كلماتُكَ
إمَّا حسنة جارية أو سيئة جارية
عَالمٌ افتراضِيٌّ
لكنَّ ذنوبهُ ليسَتِ افتراضية
ثمّةَ أحرفٌ تزفُّنا للجنَّة
وأخرى تجرُّنا للنَّار جرًّا
ستذهبُ أنتَ وتبقى كلماتُكَ
إمَّا حسنة جارية أو سيئة جارية
الحمدُ للهِ على الإيمانِ
ونِعمةِ التوفيقِ للبيانِ
ثمَّ الصلاةُ أُردِفَتْ سلامي
على النبيِّ والآلِ في الدَّوامِ
وبعدُهُ إنَّ هذهِ مُلاطَفَهْ
قد صُغتُها للصحبةِ المُلاطِفَهْ
مَنسوجةٌ من غيرِ ما تكلُّفِ
أو عُجمةٍ، لوثاءِ، أو تَعَسُّفِ
نصيحتي في اللهِ يا إخواني
أن تطلُبوا العلمَ بلا توانِ
وتلزَموا في أخذهِ التأني
وتحذروا من زلَّةِ التمنِّي
فمَن يَسرْ تريُّثًا ينَلْ
ما دونَهُ تَساقُطُ الرِّجالِ
ومَن يكنْ مُعجِّلًا يميلْ
عن مهيَعِ التعليمِ ذا هزيلْ
فلتَدرسوا من المتونِ ما اشتهرْ
فإنما التحصيلُ أخذٌ بالأثرْ
وحاذروا مَن حصَّلَهُ بما شُهرْ
فرُبَّما النَّفَّاعُ ليس يُشتهَرْ
وإنهُ مَن يعلمِ المشهورا
يَزيدُهُ أن يعلمَ المستورا
ومَن رقى في العلمِ بالتدرُّجِ
فقد علا سابلةَ التخرُّجِ
لا تضجروا من كثرةِ الإفادةِ
فإنها مع حُسنِها عبادةِ
أو تجزَعوا لِفِتيةٍ تغيبْ
فحضُّهم يَحوزُهُ الأريبْ
فلتأخذوا من درسِنا الغوالي
وثافِنوا في مثلِهِ العوالي
ومَن يُرِدْ أن يَترُكَ الدُّروسَ
فشأنُهُ، لن نَملكَ النفوسَ
لكنَّما ليحذرِ الإصابةَ
بزيغةِ الحياةِ والرَّتابةِ
فيَترُكِ التشميرَ والتعلُّما
ويَلتَهِي برفقةٍ لن تَنعَما
كم طالبٍ تراهُ للعلومِ
مُهيَّئًا لِجَودةِ الفهومِ
مُضَيِّعًا لنفسِهِ لمَّا صحبْ
أُولي بطالةٍ إليهم انسحبْ
فلم يَفِقْ من سَكرةِ المُقارَنةْ
حتى رأى مُقدَّمًا من قارَنَهْ
فيَشتمِ الشيوخَ والأحوالا
وهو الذي بالاختيارِ مالا
يا ضيعةَ الأعمارِ في سَفاهَهْ
من صُحبَةٍ تَجني على النباهَهْ
فلتَحفَظوا نصيحةَ العُصَيمي
فإنها السبيلُ نحوَ الرَّيمِ
مُستشرِقَ الأيامِ بالحقائقِ
ويَحمَدُ الخذولَ عَزمَ السَّابقِ
ونِعمةِ التوفيقِ للبيانِ
ثمَّ الصلاةُ أُردِفَتْ سلامي
على النبيِّ والآلِ في الدَّوامِ
وبعدُهُ إنَّ هذهِ مُلاطَفَهْ
قد صُغتُها للصحبةِ المُلاطِفَهْ
مَنسوجةٌ من غيرِ ما تكلُّفِ
أو عُجمةٍ، لوثاءِ، أو تَعَسُّفِ
نصيحتي في اللهِ يا إخواني
أن تطلُبوا العلمَ بلا توانِ
وتلزَموا في أخذهِ التأني
وتحذروا من زلَّةِ التمنِّي
فمَن يَسرْ تريُّثًا ينَلْ
ما دونَهُ تَساقُطُ الرِّجالِ
ومَن يكنْ مُعجِّلًا يميلْ
عن مهيَعِ التعليمِ ذا هزيلْ
فلتَدرسوا من المتونِ ما اشتهرْ
فإنما التحصيلُ أخذٌ بالأثرْ
وحاذروا مَن حصَّلَهُ بما شُهرْ
فرُبَّما النَّفَّاعُ ليس يُشتهَرْ
وإنهُ مَن يعلمِ المشهورا
يَزيدُهُ أن يعلمَ المستورا
ومَن رقى في العلمِ بالتدرُّجِ
فقد علا سابلةَ التخرُّجِ
لا تضجروا من كثرةِ الإفادةِ
فإنها مع حُسنِها عبادةِ
أو تجزَعوا لِفِتيةٍ تغيبْ
فحضُّهم يَحوزُهُ الأريبْ
فلتأخذوا من درسِنا الغوالي
وثافِنوا في مثلِهِ العوالي
ومَن يُرِدْ أن يَترُكَ الدُّروسَ
فشأنُهُ، لن نَملكَ النفوسَ
لكنَّما ليحذرِ الإصابةَ
بزيغةِ الحياةِ والرَّتابةِ
فيَترُكِ التشميرَ والتعلُّما
ويَلتَهِي برفقةٍ لن تَنعَما
كم طالبٍ تراهُ للعلومِ
مُهيَّئًا لِجَودةِ الفهومِ
مُضَيِّعًا لنفسِهِ لمَّا صحبْ
أُولي بطالةٍ إليهم انسحبْ
فلم يَفِقْ من سَكرةِ المُقارَنةْ
حتى رأى مُقدَّمًا من قارَنَهْ
فيَشتمِ الشيوخَ والأحوالا
وهو الذي بالاختيارِ مالا
يا ضيعةَ الأعمارِ في سَفاهَهْ
من صُحبَةٍ تَجني على النباهَهْ
فلتَحفَظوا نصيحةَ العُصَيمي
فإنها السبيلُ نحوَ الرَّيمِ
مُستشرِقَ الأيامِ بالحقائقِ
ويَحمَدُ الخذولَ عَزمَ السَّابقِ
•تحفة الملاطفة في نُصح الصحبة الملاطفة
الشيخ صالح العصيمي-حفظه الله-
.
لا تملَّ من إصلاح قلبك أبدًا مهما كثُرت عثراتُك، ثِق أنّ القلب وقودُ مساعِيك، ومتى صلح واستقام سابقت نفسك إلى العبادات والخيرات، وصارت خفيفةً في التنقّل بين رحابِ الطاعة الوارفة، وليكن مشروعك الأبديّ أن تستقيم تلك المُضغة التي بين جنبيك، وأن تحافظ على دوافعك المُنيبةِ بعد الزلل.
لا تملَّ من إصلاح قلبك أبدًا مهما كثُرت عثراتُك، ثِق أنّ القلب وقودُ مساعِيك، ومتى صلح واستقام سابقت نفسك إلى العبادات والخيرات، وصارت خفيفةً في التنقّل بين رحابِ الطاعة الوارفة، وليكن مشروعك الأبديّ أن تستقيم تلك المُضغة التي بين جنبيك، وأن تحافظ على دوافعك المُنيبةِ بعد الزلل.
قصّة عجيبة في غضّ البصر :::
خرجَ العبد الصالح سليمان بن يسار رحمه الله من بلدته مسافراً ومعه رفيق له ، فانطلقوا إلى السوق ليشتري لهم طعاماً ، وقعد سليمان ينتظره
وكان سليمان بن يسار وسيماً قسيماً من أجمل الناس وجهاً ، وأورعهم عن محارم الله!!
فبصُرت به أعرابيّة من أهل الجبل ، فلما رأت حسنهُ وجماله انحدرت إليه ، وعليها البرقع ، فجاءت فوقفت بين يديه
فأسفرت عن وجهٍ لها كأنه فلقة قمرٍ ليلة التمام ثم قالت : "هبني".
فغض بصرهُ عنها ! وظن أنها فقيرة محتاجة تريد طعاماً ، فقام ليُعطيها من بعض الطعام الموجود لديه
فلمّا رأت ذلك قالت له: لستُ أريد يا هذا طعاماً ، إنما اريد مايكون بين الرجل وزوجته!!
فتغيّر وجه سليمان وتمعّر وصاح فيها قائلاً : " لقد جهزّك إبليس!!"
ثم غطى وجهه بكفّيه ، ودسّ رأسه بين ركبتيه ، وأخذ بالبكاء والنحيب!!
فلما رأت تلك المرأة الحسناء أنه لا ينظر إليها ، سَدلَت البرقع على وجهها، وانصرفت ورجعت إلى خيمتها.
وبعد فترة ، جاء رفيقه وقد اشترى لهم طعامهم، فلما رآى سليمان عيناهُ من شدّة البكاء وانقطاع صوته
قال له : مايبكيك؟!!
قال سليمان: خيراً !! ذكرت صبيتي وأطفالي !!
فقال رفيقهُ : لا!! إن لك قصة!! إنما عهدك بأطفالك منذ ثلاث أو نحوها
فلم يزل به رفيقه حتى أخبره بقصة المرأة معه!! فوضع رفيقه السفرة، وجعل يبكي بكاء شديداً
فقال له سليمان :وأنت مايُبكيك!!
فقال رفيقه: أنا أحقّ بالبكاء منك!!
قال سليمان :ولم؟!!!
قال: لأنني أخشى أن لو كنت مكانك لما صبرتُ عنها!!
فأخذ سليمان ورفيقه يبكيان!!
ولما انتهى سليمان إلى مكة وطاف وسعى ، أتى الحجر واحتبى بثوبه، فنعس ونام نومة خفيفة
فرأى في منامه، رجلاً وسيماً جميلاً طويلاً ، له هيئة حسنة ورائحة طيبة،
فقال له سليمان : من أنت يرحمك الله؟!!
قال الرجل:أنا يوسف النبيّ الصديق ابن يعقوب
قال سليمان: إن في خبرك وخبرِ امراةِ العزيز لشاناً عجيباً
فقال له يوسف عليه السلام: بل شأنك وشأن الأعرابية أعجب!!!
خرجَ العبد الصالح سليمان بن يسار رحمه الله من بلدته مسافراً ومعه رفيق له ، فانطلقوا إلى السوق ليشتري لهم طعاماً ، وقعد سليمان ينتظره
وكان سليمان بن يسار وسيماً قسيماً من أجمل الناس وجهاً ، وأورعهم عن محارم الله!!
فبصُرت به أعرابيّة من أهل الجبل ، فلما رأت حسنهُ وجماله انحدرت إليه ، وعليها البرقع ، فجاءت فوقفت بين يديه
فأسفرت عن وجهٍ لها كأنه فلقة قمرٍ ليلة التمام ثم قالت : "هبني".
فغض بصرهُ عنها ! وظن أنها فقيرة محتاجة تريد طعاماً ، فقام ليُعطيها من بعض الطعام الموجود لديه
فلمّا رأت ذلك قالت له: لستُ أريد يا هذا طعاماً ، إنما اريد مايكون بين الرجل وزوجته!!
فتغيّر وجه سليمان وتمعّر وصاح فيها قائلاً : " لقد جهزّك إبليس!!"
ثم غطى وجهه بكفّيه ، ودسّ رأسه بين ركبتيه ، وأخذ بالبكاء والنحيب!!
فلما رأت تلك المرأة الحسناء أنه لا ينظر إليها ، سَدلَت البرقع على وجهها، وانصرفت ورجعت إلى خيمتها.
وبعد فترة ، جاء رفيقه وقد اشترى لهم طعامهم، فلما رآى سليمان عيناهُ من شدّة البكاء وانقطاع صوته
قال له : مايبكيك؟!!
قال سليمان: خيراً !! ذكرت صبيتي وأطفالي !!
فقال رفيقهُ : لا!! إن لك قصة!! إنما عهدك بأطفالك منذ ثلاث أو نحوها
فلم يزل به رفيقه حتى أخبره بقصة المرأة معه!! فوضع رفيقه السفرة، وجعل يبكي بكاء شديداً
فقال له سليمان :وأنت مايُبكيك!!
فقال رفيقه: أنا أحقّ بالبكاء منك!!
قال سليمان :ولم؟!!!
قال: لأنني أخشى أن لو كنت مكانك لما صبرتُ عنها!!
فأخذ سليمان ورفيقه يبكيان!!
ولما انتهى سليمان إلى مكة وطاف وسعى ، أتى الحجر واحتبى بثوبه، فنعس ونام نومة خفيفة
فرأى في منامه، رجلاً وسيماً جميلاً طويلاً ، له هيئة حسنة ورائحة طيبة،
فقال له سليمان : من أنت يرحمك الله؟!!
قال الرجل:أنا يوسف النبيّ الصديق ابن يعقوب
قال سليمان: إن في خبرك وخبرِ امراةِ العزيز لشاناً عجيباً
فقال له يوسف عليه السلام: بل شأنك وشأن الأعرابية أعجب!!!
ــــــــــــ
📚 كتاب حلية الأولياء
لأبي نعيم (191/2)
واعلَمُ أنَّها أيّام ثِقَال على البَعضِ منَّا،
كما أعلمُ أيضًا أن الإنهَاك ضاق بالأفئدةِ ذرعًا بعد أن تلاها ضغُوطَات عِدَّة ..
ولكن دعني أخبِرُك أمرًا أنَّ نصيبك من الفرحِ والجبرِ لن يؤته أحد غيركَ، ولكن لكلِّ آنٍ أوان ..
اللّه يُرتب أمورك بلطفِه بأقدَارهِ الطيّبة،
يرىٰ ما هو صوابًا لكَ حتّى يُرضِيك ويُرضي فؤادك به ..
قلبك عزيزٌ عند اللّه؛
حاشاه أن يَتركك مخذولًا أو خائبًا أملهُ،
لا عليكَ؛ كلَّ ما في الأمرِ أنَّك في حاجةٍ للعَودةِ إليه، تسأله التيسِير والهَوان في جلِّ أموركَ،
وتُوكِلّ شأنكَ كُلّه له،
ولا تنسىٰ أنَّه مهما عَظُم همَّك وكربكَ فإنَّه علىٰ كُلِّ شَيءٍ مُقْتدِرا،
وأنَّه ما ضاقتَ عليكَ واشتدَّت إلَّا فَرُجَت بعدَها فرجًا عظِيمًا إلىٰ أنْ يَنصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا".
كما أعلمُ أيضًا أن الإنهَاك ضاق بالأفئدةِ ذرعًا بعد أن تلاها ضغُوطَات عِدَّة ..
ولكن دعني أخبِرُك أمرًا أنَّ نصيبك من الفرحِ والجبرِ لن يؤته أحد غيركَ، ولكن لكلِّ آنٍ أوان ..
اللّه يُرتب أمورك بلطفِه بأقدَارهِ الطيّبة،
يرىٰ ما هو صوابًا لكَ حتّى يُرضِيك ويُرضي فؤادك به ..
قلبك عزيزٌ عند اللّه؛
حاشاه أن يَتركك مخذولًا أو خائبًا أملهُ،
لا عليكَ؛ كلَّ ما في الأمرِ أنَّك في حاجةٍ للعَودةِ إليه، تسأله التيسِير والهَوان في جلِّ أموركَ،
وتُوكِلّ شأنكَ كُلّه له،
ولا تنسىٰ أنَّه مهما عَظُم همَّك وكربكَ فإنَّه علىٰ كُلِّ شَيءٍ مُقْتدِرا،
وأنَّه ما ضاقتَ عليكَ واشتدَّت إلَّا فَرُجَت بعدَها فرجًا عظِيمًا إلىٰ أنْ يَنصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا".
Forwarded from -بـَــيـانٌ وَحَـقٌّ
من لَطِيفِ مَا قِيلَ فِي يَومِ الجُمُعَة، قَولُ أَبِي تَمّام:
"كَأنّ أيّامَهُم مِن أُنسِها جُمَعُ!"
"كَأنّ أيّامَهُم مِن أُنسِها جُمَعُ!"