موقع الدكتور الشيخ محمود عكام
548 subscribers
502 photos
1 video
2 files
447 links
تتناول هذه القناة نشاطات وأخبار الدكتور الشيخ محمود عكام.
Download Telegram
يا أمة الإسلام اتحدوا واتفقوا
عظمة ديننا في توحيده أتباعه، فإن تفرق الأتباع وصاروا أيدي سبأ فقد ارتكبوا أفظع الإساءات لدينهم الحنيف، فما بالكم أيها المسلمون تقرؤون: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا)، و: (وتعاونوا على البر والتقوى)، و: (إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص)، و: (إنما المؤمنون إخوة)، و: (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم)، و: (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض) وسواها، ثم بعد ذلك تتفرقون وتتقاتلون وتحولون ساحات الرحمة التي يجب أن تكون ساحاتكم إلى ساحات نقمة !!! فهل نسيتم أم قست قلوبكم أم أعرضتم أم ماذا ؟؟!!
ألم يبعث لأمتكم نبي يوحدكم على نهج الوئامِ
ومصحفكم وقبلتكم جميعاً منار للأخوة والسَّلامِ ؟!
فاللهم اجمع المسلمين على الحق والعدل والوفاء والسَّلام والأمان والإيمان والحب والوئام، واجعلهم نواة إنسانية تنعم بالخير والأمن والفضيلة والتعارف والتآلف يا رب العالمين.
حلب
21/6/2022
الدكتور #محمود_عكام
#ياأمة_الإسلام_اتحدوا_واتفقوا
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/5030/
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
موقفنا حيال الزمن: (الماضي)
أمَّا بعد، فيا أيُّها لإخوة المسلمون المؤمنون إن شاء الله:
بَّينا وقُلنا ووضَّحنا بأن الإسلام يدعوك إلى استثمار وقتك فيما يعود عليك بالنفع في دنياك وأخراك. الإسلام يدعوك إلى اغتنام الوقت وكسبه وملئه بما ينفع البلاد والعباد، وإياك ثم إياك أن تضيع هذا العمر لأنك ستُسأل عنهُ يوم القيامة كيف قَضيته وكيف أفنيته وكيف أبليته، وقلنا أيضاً: إن الأزمنة ثلاثة: ماضٍ وحاضر ومستقبل، فما الذي يجب أن نقوم به وأن نفعله حيال الماضي وحيال الحاضر وحيال المستقبل ؟ أنت خَلَّفت وراءك زمناً يُدعى بالماضي، ويكتنفك زمنٌ يُدعى بالحاضر، وستسقبل زمناً يُدعى بالمستقبل.
أما الموقف الواجب اتخاذه حيال الماضي فالعِظة أو العبرة أو الاعتبار: (فاعتبروا يا أولي الأبصار) انظر ما مضى من زمنك وما مضى من زمن غيرك: (لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الأباب)، (فاعتبروا يا أولي الأبصار)، انظروا هؤلاء الذين لَفَّهم الماضي، انظروا كيف استثمروا أوقاتهم، انظروا إليهم كيف أضاعوا أوقاتهم، كيف استمرَّ عيش من استثمر وقته، فليسَ الميِّتُ مَن بَلِيَ جسمه إنما الميت من لم يترك أثراً يُتذَكَّرُ من خلاله، ولذلك قالت العرب قديماً: "كَم من مَائتٍ عائش، وكم مِن عائشٍ مَائت" أنت تعيش من حيث المادة والكتلة الجسمية والبدنية، ولكن إذا كنت تُضيِّع وقتك فأنت في عداد الأموات لأن الوقت لم يُخلق للضياع ولا للابتذال وإنما خلق ليملأ من الأشياء النافعة للإنسانية وللإنسان نفسِه في الدنيا والآخرة. موقفك نحو الماضي العبرة والاعتبار. يقول الإمام علي رضي الله عنه وأرضاه: "إنما ينظر المؤمن إلى الدنيا التي خَلَّفها بعين الاعتبار، وإنما يَقتاتُ من الدُّنيا التي يعيشها ببطن الاضطرار" فهل أنت أيها الإنسان يا من تتبع علياً وقبل علي تتبع محمداً صلى الله عليه وسلم هل تنظر إلى الدنيا معتبراً، وهل تقتاتُ بما يدفع عنك الضر والهلاك: (بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا بد فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه). عبرة واعتبار وليس ندماً ولا تبكيتاً، نحن لا نريد ممن قصر في الماضي ويريد أن يتوب الآن أن يَتطلَّع إلى الماضي بعينِ التبكيت والندم الذي يجعله يضيع الحاضر. هنالك من يندب حظه لكنه ببكائه يضيع واجباته الراهنة وهذا غير مقبول، لذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (استعِن بالله ولا تعجِز، وإذا أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلتُ كان كذا وكذا، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان) هنالك من قصر في الماضي ويريد أن يتوب الآن، يذهب ليُؤنِّب نفسه ويكون نادماً على حَدِّ زعمه وبالتالي بين التأنيب وبين الندم وهذان أمران لا يفيدانه وإنما على حساب واجباته الراهنة الحاضرة يندم ويبكت نفسه. فعلتَ في الماضي ما فعلت قُل: أستغفر الله، وهيا إلى النهوض بحالك، إن فاتتك صلاة العصر على سبيل المثال فلا تضيِّع المغرب ندماً على صلاة العصر، قل يا رب تبتُ إليك ولا تقُل لو أني لم أضيع صلاة العصر وبكيت وبكيت حتى أضعت صلاة المغرب، لذلك كما قال سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا) نحن أمة عملية (ولكن قل قدر الله وما شاء فعل) أصابنا ما أصابنا في هذا البلد قل قدر الله وما شاء فعل، ولا نريد أن نضيع الوقت في التغني بما كنا عليه فليس هذا الموقف بموقف إسلامي أو مسلم. أما الآن فهيا فانهضوا واعملوا وسيروا نحو بناء ما هو بين يديكم وما تريدون أن يبنى، لا تلتفتوا إلى الماضي مضيعين بالتمني الحاضر. الواجب عليكم أن تقوموا به في هذا الحاضر.
قلتُ مرة لبعض المشتغلين بالصحافة في بلد أجنبي: من أين تستلهمون أفكاركم، أو كيف تختبرون أفكاركم ومواقفكم إن كنتم لا تؤمنون بالله، أو بدين صحيح ؟ أجاب واحد: بعقلي، والآخر بتجارب غيري. قلت لهم وبعد حديث طويل: انظروا التاريخ للاختيار والاعتبار، وحروف التاريخ هي نفسها حروف الاختيار. أتريد أن تختار الفكر الذي يناسب إنسانيتك انظر التاريخ من أجل أن تختار. قلت لهم مختصراً: التاريخ نقرأ فيه خطين: الخط الأول يقوم عليه إبراهيم عليه الصلاة والسلام على سبيل المثال، والخط الثاني يقوم عليه النمرود، الخط الأول يقوم عليه موسى عليه الصلاة والسلام، والخط الثاني يقوم عليه فرعون، الخط الأول يقوم عليه آدم عليه الصلاة والسلام والخط الثاني يقوم عليه إبليس الذي رفض السجود لآدم ورفض أمر الله بالسجود لآدم، الخط الأول يقوم عليه محمد صلى الله عليه وسلم والخط الثاني يقوم عليه أبو جهل، وهكذا دواليك... وتابعوا مسيرة الخط الأول ومسيرة الخط الثاني، أتختارون الذين قاموا على الخط الأول أم تختارون الذين قاموا على الخط الثاني، وأنتم تعرفون وتدرسون من قام على الخط الأول فإبراهيم مُبجَّل عندكم وموسى مبجل وعيسى مبجل إن لم يكن على سبيل الدين والتدين فعلى سبيل العطاء. أجاب الجميع: نعم. أرأيتم إلى التاريخ للاختيار بعد الاعتبار.
هل تختار أصحاب الخط الأول وهم كلهم متصالحون فيما بينهم يرث بعضهم عن بعض، فإبراهيم ورث محمداً ومحمد يرث عن إبراهيم وهكذا دواليك.
أرأيتم إلى التاريخ، نحن مقصرون في معرفة التاريخ ومقصرون في معرفة تاريخنا
تاريخنا من رسول الله مبدؤه .......... ومن دونه لا عز لنا ولا شانُ.
أخيراً: بالنسبة للماضي وللتاريخ وللاعتبار وللاختيار: اقرؤوا سير بعض من استثمر الوقت في منفعة الناس وفي مرضاة الله وفي تحقيق مآرب حضارية وفي تحقيق ما عاد على الإنسانية بالرفعة والمجد، ويكفي أن أقول اليوم مثالاً واحداً، أتدرون بأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم عندما ابتُعث أسلم على يديه في أول الأمر شاب يدعى علياً رضي الله عنه وأرضاه ورجل يدعى أبا بكر عليه رضوان الله وامرأة تدعى خديجة رضي الله عنها، بدأ المسيرة بثلاثة أشخاص وبعد فترة من الزمن لا تتجاوز الربع قَرن وقف في عرفات في حجة الوداع عبر ثلاث وعشرين سنة ابتدأ بثلاثة أشخاص ليقف بعد ثلاث وعشرين سنة أمام مئة ألف من الصحابة ليقول لهم: ألا هل بلغت ؟ وإذ بهم يجيبون جميعاً، بلغت، وهو يقول اللهم اشهد. بلغتَ الرسالة وأديتَ الأمانة ونصحتَ الأمة. أنت انظر نفسَك قبل عشرين سنة وانظر الآن: ما الإنتاجُ الذي حققته على مستوى نفع البلاد والعباد ونفع من حولك ثم بعد ذلك:
على نفسه فليبكِ من ضاع عمره .......... وليس له فيها نصيب ولا ولا سهمُ
اللهم اجعلنا ممن يستخدم الوقت ويستثمره بكل ما أوتي من قوة فيما يعود عليه وعلى الناس بالنفع وفيما يعود عليه بمرضاة ربنا جلت قدرته، نِعْمَ مَن يُسألُ ربنا، ونِعْمَ النَّصيرُ إلهنا، أقولُ هذا القول وأستغفر الله.
أُلقِيت في جامع "السيِّدة نفيسة عليها السلام" بحلب الجديدة بتاريخ 24/6/2022
لمشاهدة فيديو الخطبة، لطفاً اضغط هنا
https://fb.watch/dRSRyi1sCI/
الدكتور #محمود_عكام
#موقفنا_حيال_الزمن:_(الماضي)
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل الإعجاب والمتابعة.
https://fb.com/akkamorg
المسلمون أين المسلمون ؟!
نعم أين المسلمون الراحمون ؟! وأين المسلمون العالميُّون ؟! وأين المسلمون العالمون ؟! وأين المسلمون المفكرون ؟! وأين المسلمون المتعاونون المتضامنون ؟! وأين المسلمون المتآلفون ؟! وأين المسلمون المتحابُّون ؟! وأين المسلمون المتفاهمون ؟! وأين المسلمون الذين يقولون ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ؟! وأين المسلمون الذين يتناصرون ؟! وأين المسلمون الذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً ؟! وأين المسلمون المخلصون ؟! وأين المسلمون المصلُّون، أو بالأحرى الذين يقيمون الصلاة وتنهاهم صلاتهم عن الفحشاء والمنكر ؟! وأين المسلمين الذين يصومون ويفضي صيامهم إلى التحقق بالتقوى (لعلكم تتقون) ؟! وأين المسلمون الذين يزكون ويقدمون بمحبة ورحمة حق السائل والمحروم الذي في أموالهم للسائل والمحروم بأمانة ؟! وأين المسلمون الذين يحجون دون رفث ولا فسوق ؟! وأين المسلمون الذي لا يصدُّون المسلمين عن بيت الله الحرام ؟! وأين وأين...
وآلمني وآلم كل حر ......... سؤال الدهر أين المسلمونَ ؟!
حلب
28/6/2022
الدكتور #محمود_عكام
#المسلمون_أين_المسلمون؟!
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/5032/
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
ندعوكم لمتابعة قناتنا عبر برنامج التليغرام بالضغط على الرابط وتسجيل الدخول والاشتراك.
https://t.me/akkamorg
مَوقِفُنا حِيالَ الزَّمن: (الحَاضر)
أمَّا بعد، فيا أيُّها لإخوة المسلمون المؤمنون إن شاء الله:
تحدَّثنا منذ أسبوعين عن رعاية الإسلام للوقت، لأنَّ الوقت في النهاية هو أنت، أنتَ يعني أنتَ وقتٌ دَعاك الإسلامُ لاغتنام هذا الوقت أيَّما دعوة، وطالبك أيضاً أن تتخذ مواقف جادَّة حِيال الأزمنة الثلاثة: (الماضي والحاضر والمستقبل)، أما الموقفُ حِيال الزَّمن الماضي فهو عِظةٌ وعبرة واعتبار والتَّاريخُ للاختيار.
أما الموقفُ الواجب اتخاذه حيال الزمن الحاضر الذي يَكتنفك، السَّاعة التي تكتنفك، الدقيقة التي تَلفُّك، الثَّانية التي تَحتضنك، الموقف حِيال الزَّمن الحاضر الذي تعيش فيه الآن: العملُ والوعي والاستحضار. وأرجو من شبابنا ومثقفينا أن يَعُوا هذا الذي أقول لأنه يدخل ضمن البرامج والمناهج المتعلقة بالتربية.
مَوقفك حِيال زمنك الحاضر عَمَلٌ: (وقل اعملوا فسَيَرى اللهُ عَملكم ورسوله والمؤمنون وستُردُّون إلى عالم الغيب والشَّهادة فيُنبِّئكم بما كنتم تعملون) لكن هل العمل على إطلاقه ؟! لذلك قلت: عملٌ ووعي واستحضار، أما الوعي فهو الذي يجعلك تجعل من العمل عملاً صالحاً، شرط العمل أن يكون صالحاً: (من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة)، (كلوا من طيبات ما رزقناكم) الله عَزَّ وجَلَّ طلبَ منك أن يكون عملك صالحاً، والعمل الصالح يُشترط فيه أمران: أن يكون مشروعاً وفق شرع الله، وأن يكون مفيداً نافعاً، فليس كل عمل مشروع عملاً صالحاً، وليس كل عمل مفيد عملاً صالحاً. يشترط المشروعية والإفادة. على سبيل المثال: الصَّوم مشروع، ولكنه للمريض غير نافع، لذلك صيام المريض المنهي عن الصيام ليس بعمل صالح. المباح، لك أن تلهو لهواً مباحاً، لك أن تسهر والسهر مشروع، ولكن أن تسهر فيما لا طائل تحته، فيما يعود عليك بالضرر في صحتك وعملك ويومك ومهنتك فهذا ليس عملاً صالحاً. العمل الصالح عمل مشروع ومفيد لك وللآخرين. يروى أن صحابياً في عهد عمر بن الخطاب اسمه محمد بن مسلمة رضي الله عنهم جميعاً كانت له أرض بجانب النهر وكان له جار له أرض داخلية ليست بجانب النهر فطلب صاحب الأرض الداخلية من محمد بن مسلمة أن يشق له مَسيلاً في أرضه ليسقي أرضه، لأن أرض محمد بن مسلمة بجانب النهر، فقال محمد بن مسلمة: لا أسمح وأنا صاحب الأرض وحر في ملكي. فرفع الرجل أمره إلى سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه فاستدعى عمر محمد بن مسلمة وقال له: لِمَ ؟ وهنا بيت القصيد، لم تمنع أخاك شيئاً لا يضرك وينفعه ؟! أنت تمتلك وأنك حر في التصرف في ملكك، لكن هذه المشروعية لا تجتمع معها نفع وإفادة، فقال محمد بن مسلمة: هذا ملكي يا أمير المؤمنين. قال له أمير المؤمنين كلمة عدل: والله ليَمُرنَّ به ولو على بطنك.
نريد للعمل الصالح أن يتوفر فيه أمران: المشروعية والفائدة. فانظروا أعمالكم هل هي مشروعة وهل هي مفيدة ونافعة وهل تؤدي غَرَضاً في هذا المجتمع الذي نعيش فيه. يُنسَبُ إلى الإمام علي رضي الله عنه وأرضاه أنه قال: "الأيامُ صحائفُ آجالكم ، فانظروا بِمَ تملؤونها" اليوم الجمعة الثاني من ذي الحجة، أيام العشر، أيام العمل الصالح، انظر هذا المساء ماذا وضعت في هذه الصفحة، في صفحةِ يوم الجمعة 1 تموز 2 ذي الحجة "الأيام صحائف آجالكم فخلدوها بصالح أعمالكم" أتريد لصفحة اليوم أن تُخَلَّد ؟ سَطِّر فيها عملاً صالحاً مشروعاً نافعاً، ولا تقُل بينك وبين نفسك سأفعل في الأيام القادمة، أنت اليوم مع هذه الصفحة فانظر ماذا أنت مُسَطِّرٌ فيها.
موقفنا مع الزمن الحاضر: عَمَلٌ ووعي يؤهلني لمعرفة العمل الصالح، والعمل الصالح أمران: أن يكون مشروعاً وأن يكون نافعاً.
كلمة أخيرة: موقفي حيال الزمن الحاضر: وعي وعمل واستحضار، والاستحضار هو النية أن يكون عملك خالصاً لوجه الله: (إنَّ الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً وابتغي به وجهه) إياك أن تشرك مع الله أحداً، إياك أن تكلل عملك بالرياء فتضيعه، فيذهب هباء منثوراً: (إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءاً ولا شكوراً) الاستحضار أن تستحضر النية في أن يكون عملك المشروع النافع خالصاً لوجه الله عَزَّ وجَل، اللهم إنا توجَّهنا إليك واعتمدنا عليك ولم نقصد إلا أنت، أنت مقصودي ورضاك مطلوبي وأنت مبتغاي في كل أعمالي صغيرها وباطنها، ظاهرها وباطنها، اجعل سريرتي خيراً من علانيتي واجعل علانيتي صالحة، نِعْمَ مَنْ يُسْأَلُ أنت، ونِعْمَ النَّصيرُ إلهنا، أقولُ هذا القول وأستغفر الله.
أُلقِيت في جامع "السيِّدة نفيسة عليها السلام" بحلب الجديدة بتاريخ 1/7/2022
الدكتور #محمود_عكام
#موقفنا_حيال_الزمن_(الحاضر)
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/5033/
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
ندعوكم لمتابعة قناتنا عبر برنامج التليغرام بالضغط على الرابط وتسجيل الدخول والاشتراك.
https://t.me/akkamorg
اللهم أنت الشافي
أيها المرضى حيثما كنتم: هيا إلى التداوي والدواء، هيا إلى الكشف والمعاينة والتشخيص والعلاج، افعلوا ذلك كله بإتقان ولكنكم و - أنتم تفعلون كل ذلك – لا تنسوا الطبيب الحق والشافي الحقيق وهو الله جلَّ شأنه، فهو المرجَّى في الشِّفاء والأمل في المعافاة، والأساس في الإبلال من أي مرض أو عرض صحي، إذ لطالما ذهب المريض إلى الطبيب (من البشر) وقد أيقن أن الطبيب هذا هو مَن يشفيه أو أنَّ دواءه الموصوف هو ما سيجلب له المعافاة مما يشكو أو يعاني. أقول هذا حرصاً على عقيدة الإيمان بالله فهي التي تقوم على: (الذي خلقني فهو يهدين. والذي هو يطعمني ويسقين. وإذا مرضتُ فهو يشفين. والذي يميتني ثم يحيين...).
ومما يجب الانتباه له أيضاً أن المرض من أقدار هذه الدنيا لا تنفك عنها، ومع مثل هذه الأقدار يكون الصبر والدعاء واتخاذ الأسباب بهدوء ودون صخب أو ضجر او صراخ أو عويل.
فاللهم نسألك العفو والعافية والمعافاة الدائمة والشفاء من كل داء يا حي يا قيوم يا صاحب الأسماء الحسنى ويا مودع الأسرار في هذه الأسماء. أنت الموئل والمرجع والملاذ.
حلب
6/7/2022
الدكتور #محمود_عكام
#اللهم_أنت_الشافي
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/5034/
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
نفحة عرفات في الحج
يا محلَّ المعرفة، يا ساح المغفرة، يا موقف الصدق والتصديق، يا ظرف الرحمة وحُضن جبلها المشتهر.
يا موطن فيض العطاء لمن غاب ولمن حضر.
عرفات، إن كنتُ أناجيكِ فأنتِ والله الذي يُناجى من المحالِّ والساحات والمواقف والبقاع.
أولستِ وعاء أسرار العباد، تُجمع وتُحمل لتكون فيك، وتصعد بعدها إلى الله ؟!
فكم دعوةٍ تأخرت لتكونَ مرفوعةً من أرضك ؟! وكم دمعةٍ احتجرت لتغدو مسكوبةً في ترابك ؟! وكم بسمةٍ ارتاحت على مُحيَّا أربابها ويقفون على رمالك ؟!
فإن كنتُ اليوم أذكر هذا، فلغايةٍ في نفسي يعلمها ربي، وحسبي أنَّ كثيراً من أمثالي تنفَّس فيك دون قول، وبكى الدموع ولكن لم يَفُه بكلمة، وأنَّ وقد صمت لسانه، وكأني بهؤلاء يرفعون للخالق أنفاساً تُسجَّل في النسائم الصاعدة عبارة إبراهيم عليه السلام: "علمه بحالي يُغني عن سؤالي".
أستودعك الله يا عرفات، وأستودع فيك سراً ربي وربك أعلمُ به، وإلى لقاءٍ في قادم الأيام أحمل معي لكِ غيره.
نعم أنا مشتاقٌ وعندي لوعةٌ ......... ولكنَّ مثلي لا يُذاعُ له سِرُّ
حلب
7/7/2022
الدكتور #محمود_عكام
#نفحة_عرفات_في_الحج
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/5035/
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
عرفة اليوم المشهود
أمَّا بعد، فيا أيُّها لإخوة المسلمون المؤمنون إن شاء الله:
يُظلِّلنا يومٌ مشهود، إخوانٌ لنا وفقهم الله للوقوف في هذا المكان الطاهر، فاللهم إنا نسألك بحق هذا اليوم وبحق الموقفِ موقفِ عرفة، وبحق أولئك الذين يُلبُّون ويقولون بأرواحهم وقلوبهم وألسنتهم: (لبيك اللهم لبيك) نسألك بكل ذلك أن ترفعَ عنَّا الغلاء والوباء وأن تردَّنا جميعاً إلى دينك رداً جميلاً.
من فضلِ الله علينا أن خصَّص أياماً وجعل لها مكانة سامية راقية عالية، خصص هذه الأيام لكي يستدرك من يريد الاستدراك، ولكي يعمل من فاته القطار، ولكي يتلافى من كان التقصير حليفه ورفيقه. في هذا اليوم يوم عرفة يباهي الله عزَّ وجل ملائكته بالذين هم في عرفة وبالذين كانوا يريدون أن يكونوا في عرفة، ونحن من الذين نوينا وأردنا وتمنينا أن نكون في عرفة هذا اليوم:
لقد أقمنا على عُذرٍ ألمَّ بنا......... ومن أقامَ على عذرٍ كمن راحَا
ولا نقول لهذا الذي منع أولئك الذين يريدون والذين اشتاقوا، لا نقول إلا: اللهم إنا نسألك أن تنصر المظلوم وأن تجعل كيد الظالم في نحره وأن تردَّ كيد الظالمين عنا يا رب العالمين.
يومٌ مشهود، هكذا قال المفسرون عندما وصلوا إلى قوله تعالى: (والسَّماء ذات البروج. واليوم الموعود. وشاهدٍ ومشهود) قالوا الشَّاهد هو يوم الجمعة، والمشهود هو يوم عرفة، وها نحن أولاء نعيش في يوم الجمعة الذي جمعَ بين الشاهد والمشهود، وأما اليوم الموعود فهو يوم القيامة.
عن هذا اليوم يقول سيد الكائنات عليه الصلاة والسلام: (ما من يومٍ أكثرَ من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة) يوم عرفة أكثر الأيام عتقاً للعبيد من النار، فاللهم اجعلنا من عتقائك من النار في هذا اليوم المشهود، (حتى ليدنو ربنا) ليتجلَّى نزولاً (ويباهي بهم الملائكة) يباهي الملائكة بمن أعتق من النار: (ما من يومٍ أكثرَ من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة، حتى ليدنو ويباهي بهم الملائكة) ويقول أيضاً صلى الله عليه وسلم: (إن الله يباهي ملائكته عشية عرفة بأهل عرفة يقول: انظروا عبادي أتوني شُعثاً غُبراً أشهدكم أني قد غفرتُ لهم) وفي رواية: (أُشهدكم أني قد غفرتُ لهم ولمن شفعوا له) ولا شكَّ في أن إخواننا الذين هم في عرفات يخصوننا ويذكروننا بالدعاء، وفي رواية: (يتجلَّى ربنا في هذا اليوم ويقول للحُجَّاج: أفيضُوا عبادي مغفوراً لكم ولمن شفعتم له).
أيها الإخوة: كأني ألمح في الوجوه بشكل عام استهتاراً أو استقلالاً أو استهانة بكلمة المغفرة، يا هذا: غفرَ الله لك فيا طوباك، غفر الله فافرح، لِتُقدِّم لله شُكراً وحمداً، ما لي أراك تستمع إلى كلمة قد غفر الله لك وكأنَّ أمراً يحدثك في عالم الخيال أو في عالم المنام، فافرحوا وقولوا طوبى لنا، افرحوا كما تُرزقون، افرحوا كما تفرحون حينما تشترون بيتاً أو مزرعة، بل أشد، افرحوا فالمغفرة أمرٌ مفرح ومسعد وسار، فاللهم لك الحمد ولك الشكر ولك الثناء الحسن الجميل على هذا الذي غفرته لنا يا رب العالمين.
يوم عرفة يوم الحج الأكبر حين حج النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام ووقف في هذه الساحة المثلى العظمى الطاهرة المطهّرة وأعلن الدستور الإنساني في خطبة لا أعظم ولا أروع ولا أرقى من هذه الخطبة فيها معالم دستور أمة هي خير أمة أخرجت للناس، لم أقل أعلن دستور دولة، فدستور الدولة كان في المدينة أما هنا في خطبة الوداع أعلن دستور أمة، ولا أريد أن أستعرض هذا الدستور لكنني سأذكر بنداً من هذه الخطبة، وهذا ما أريد أن يكون على بالنا وأن يكون دائماً مُخالجاً لخواطرنا ولتفكيرنا أتدرون ما هذا البند ؟ (أيها الناس، إنَّ دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ألا هل بلغت قالوا: نعم. قال: اللهم فاشهد) فأين أنتم ذاهبون يا أيها المسلمون وأنتم تتوغَّلون في دماء بعضكم، وأنتم تستبيحون أعراضكم، وأنتم تنهشون أموال بعضكم، وأنتم مُغرِقون في سرقة المال والأعراض وفي سفح الدَّم الطاهر: (إنَّ دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا) فكِّروا في هذا البند أيها المسلمون في كل العالم الإسلامي في كل المدن والبلاد وفي كلِّ المقالب إن كنتَ هنا أو كنتَ هناك إن كنت مع أو كنت ضد، فكِّر في هذا البند الإنساني الإيماني الإسلامي، فكِّر في هذا البند الذي أعلنه سيد الناس عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع في بقعة طاهرة مطهرة في ساح عرفة، والحج عرفة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم. موقفك حيال هذا الدُّستور الإنساني أن تقول ما يقوله الحاج وما تقوله أنت أحياناً هنا: (لبيك اللهم لبيك)، ولا يقتصر الأمر على اللسان، فإيَّانا أن نقتصر على اللسان وأن نهمل الأفعال والأعمال والنيات وما هو داخل في القلوب والصدور قل لسيد الكائنات وهو يقول لك: (إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام) قل: لبيك لبيك، لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك، وقل لسيدك وسيدنا وحبيبك وحبيبنا: لبيك يا رسول الله، عهداً أن نحقن الدماء، عهداً أن نصونَ الأعراض، عهداً أن نحفظ الأموال، عهداً أن نتقن الأعمال، عهداً أن نسدد الأقوال، عهداً أن نرعى هذا البلد الكريم بكل ما نملك لأن الوطنية – كما قلت مرة - تُعمل ولا تُتكلَّم، ولأن الدِّين أيضاً يُعمَل ولا يُتكلَّم ولأن القرآن كما قال سيدنا الحسن البصري: "أنزل الله هذا القرآن ليُعمَل به فاتَّخذَ النَّاسُ تلاوته عَمَلاً".
اللهمَّ بحقِّ عرفة وبحقِّ الكعبة وبحقِّ الرَّسول الأعظم نسألك يا ربَّنا أن تردَّ الجميع فينا إلى دينك ردَّاً جميلاً أن ترد السَّائل والمسؤول، الحاكمَ والمحكوم، الطالبَ والمطلوب، أن تَرُدَّ الزوج والزوج، أن ترد المعلم والأستاذ، أن ترد التلميذ والطالب، أن ترد التَّاجر والصِّناعي، أن تردَّ المزارع والعالم، أن تردنا إلى دينك رداً جميلاً، نِعْمَ مَنْ يُسْأَلُ أنت، ونِعْمَ النَّصيرُ أنت، أقولُ هذا القول وأستغفر الله.
أُلقِيت في جامع "السيِّدة نفيسة عليها السلام" بحلب الجديدة بتاريخ 8/7/2022
لمشاهدة فيديو الخطبة، لطفاً اضغط هنا
https://fb.watch/e85vXww0bt/
الدكتور #محمود_عكام
#عرفة_اليوم_المشهود
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/5036/
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
وَحَدَّ حُدوداً فلا تَعتَدُوها
لا تتجاوز حدودَ الله، بل قِف عندها مُقدِّراً ومُجِلاً ومُبجِّلاً، وحدود الله بيَّنها في كتبه المقدسة وعلى ألسنة رسله وأنبيائه "صلوات الله عليهم"، ويلحقُ بهذه الحدود حدود العلم فلا تتجاوزوها أيضاً، ولا تَعدِل عنها، بل قِفْ عندها مُكْبِراً أيضاً، لأن الخلاصة في هذه القضية تقول: ما ثبتَ عن طريق الإيمان ثابتٌ عن طريق العلم: (والرَّاسخون في العلم يقولونَ آمنا به كُلٌّ من عندِ ربنا)، فقد قال القرآن الكريم: (والراسخون في العلم)، ولم يقل: والراسخون في الإيمان.
(وإنَّ العبدَ ليتكلمُ بالكلمةِ ما يتبيَّنُ فيها يَزلُّ بها في النار أبعدَ مما بين المشرق والمغرب) (1) كما ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم؛ فما بالنا – يا إخوة – نتجاوزُ حدودَ الله جَلَّ شأنه لصالح أهوائنا، ونتجاوزُ حدود التعاليم لصالح تكديس وتقديس التقاليد، وبعبارةٍ وَجيزة يكون الختام: "حدود العلم مستغرقة في حدود الله".
حلب
13/7/2022
(1) هذه رواية البخاري، ورواية مسلم تقول: (إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يهوي بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب).
الدكتور محمود عكام
الدكتور #محمود_عكام
َحَدَّ_حُدوداً_فلا_تَعتَدُوها
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/5037/
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
مَوقفنا حِيال الزَّمن: (المستقبل)
أمَّا بعد، فيا أيُّها لإخوة المسلمون المؤمنون إن شاء الله:
تحدَّثنا في أسابيع مضت عن الزمن وقيمته في ديننا الحنيف، وذكرنا ما الذي يجب علينا اتخاذه من مواقف حيال الماضي وحيال الحاضر، أما مع الماضي فالعبرة والاعتبار، وأما مع الحاضر فالوعي والاستحضار، وأما مع المستقبل، وقبل أن أتحدَّث عن الموقف الواجب اتخاذه نحو المستقبل أحبُّ أن أقول بأن جُلنَّا يخافُ من المستقبل، ويكادُ ترتعد فرائصه من غدٍ، أقول هذا الكلام وأنا أنظر الوجوه وأريد أن أعدل عن وصفِ هذا المجتمع الذي نعيشه بهذا الذي وصفت، فيا أيها الناس: المستقبلُ خَيِّر، المستقبل طيب، المستقبل بين يدي الله عزَّ وجَل، والله لا يريدُ بعباده الصَّالحين المؤمنين إلا الخير، فاطمئنوا ولا تقلقوا ولا تضطربوا، المستقبلُ طيِّب وخَيِّر وجيِّد ومُمتاز ما دمتَ تُؤمن بربٍّ هو القادر على كل شيء، وهو العظيم وهو المعطي وهو الذي يمنع، وهو الذي يضرُّ وينفع، ويُعطي ويمنع، ويُفرِّق ويجمع ويخفض ويرفع فلا تقلق، (مَن عَمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمنٌ فلنُحيِينَّه حياةً طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون) المهم ألا تخاف من المستقبل، بل عليك أن تسعى من أجل العلم الصالح القائم على الإيمان، وعدٌ من الله، ووعدُ الله حاشا أن يُخلفَ اللهُ وعده: (مَن عمل صالحاً من ذكر أو أنثى) اعمل صالحاً، والعملُ الصَّالح هو العمل المشروع والعمل المفيد، والعمل المناسب، إن فعلتَ عملاً مشروعاً مفيداً مناسباً على أساسٍ من إيمانٍ بالله فثِق بأنَّ مُستقبلك مستقبل رائع، ستكونُ أنت من الذين يَحيون حياةً طيبة، هكذا وعَدَ الله وهكذا أكَّد ربنا وهكذا قرَّر ربنا (فلنُحيينه حياةً طيبة) بكل أبعادها المادية والمعنوية والروحية: (ولنجزينَّهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون).
موقفنا مع المستقبل الاستبصار: والاستبصارُ اليقين بأنَّ ما تُؤمِّل وقوعه في المستقبل من خير سيقع: (تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون عُلواً في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين) سيقع هذا الذي تُؤمِّله من خير شريطة تنفيذ الشروط: (ولا تَهِنوا ولا تَحزنوا) يا أمةَ محمد لا تضعفوا ولا تستكينوا ولا تحزنوا (ولا تهِنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون) أنتم الأعلون بشرط (إن كنتم مؤمنين) فإذا كنت مؤمناً فاطمئن، وإذا كنت تعمل صالحاً على أساس الإيمان فاطمئن ولا تخف من المستقبل فالمستقبل مشرق وأبيض ناصع لا شك في ذلك ولا ريب (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون) لن يرث الأرضَ فاسد، لن يرثَ الأرض مفسد، هذا وعد الله فاطمئن أيها الصالح، الأرض سترثها أنت هنا في الدنيا، وسترث أرض الجنة في الآخرة، لن يرث الأرض فاسد، قد يمر الفاسد على الأرض مروراً عابراً، ويتبدَّى بشكلِ وارث، ولكنه ليس بوارث ورب الكعبة، تلك سُنة الله، ذلك وعدُ الله وأمر الله: (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون) من هم الصالحون (إن في هذا لبلاغاً لقوم عابدين. وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) الصَّالحون هم الرحماء، هم الذين يستظلون بالرحمة المهداة بالنبي عليه الصلاة والسلام الذي قال عنه ربه: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) وقال عن نفسه صلى الله عليه وسلم: (إنما أنا رحمة مهداة) والرحمة عطاء نافع برفق، إذا كنت رحيماً تستظل بظل الرحمة المهداة عليه الصلاة والسلام فسترث الأرض، لا تصدقوا وعود غير الله فوعد الله هو الذي يقع وهو المصَدَّق وهو الصادق وهو الواقع وهو الحتمي: (تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين) فلا تخافوا واطمئنوا لكن شريطة أن نشتغل بتحقيق الشروط: بتحقيق الإيمان في نفوسنا، بتحقيق العمل الصالح تقوم به جوارحنا وتنطلق به حواسنا وتنطلق به ألسنتنا لأن العمل الصالح يشمل حركة وقولاً، فعلاً وقولاً، لا تخشوا من المستقبل إن كنتم مؤمنين صالحين متقين، الله معنا، هيا إلى تنفيذ الشروط من إيمان وعمل صالح وتقوى وتعاون على البر والتقوى وتضامن وتباذل فيما بيننا، ودعوا هذا الذي يُفرق بيننا لأنكم إن سلكتم طريق التفريق فيما بيننا فقد اخترقتم الشروط التي تجعلكم من الذين يحيون حياة طيبة، كونوا معاً، تناصحوا فيما بينكم، تضامنوا فيما بينكم، العدو يبحث اليوم عن فجوة بينكم، عن ثغرة بينكم، إياكم أن تتركوا فجوة بين بعضكم فسيندسُّ هذا العدو الذي لا يريد إلا أن يجعلنا أذلاء، والذي لا يريد منا إلا أن يحشرنا في خيامِ الذل تحت وطأة كبريائه وعنفوانه القائم على الاستكبار والإفساد لا أكثر ولا أقل.
يا شبابنا، يا أجيالنا، يا أبناءنا: المستقبل لنا، لا تخافوا، ولكن هيا إلى العمل، هيا إلى الإيمان، هيا إلى التقوى، هيا إلى الصلاح، هيا إلى الإصلاح، هيا إلى التعاون، هيا إلى التضامن، هيا إلى التفاعل، هيا إلى التناصح، هيا إلى التسامح، هيا إلى كل ما جاء به هذا الدستور العظيم القرآن الكريم: (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم) اللهم اجعلنا من أهل هذا القرآن، فأهل القرآن هم أهل الله وخاصته، نِعْمَ مَنْ يُسْأَلُ ربنا، ونِعْمَ النَّصيرُ إلهنا، أقولُ هذا القول وأستغفر الله.
أُلقِيت في جامع "السيِّدة نفيسة عليها السلام" بحلب الجديدة بتاريخ 15/7/2022
لمشاهدة فيديو الخطبة، لطفاً اضغط هنا
https://fb.watch/ehx1GS8Pzv/
الدكتور #محمود_عكام
َوقفنا_حِيال_الزَّمن
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/5038/

ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/