موقع الدكتور الشيخ محمود عكام
569 subscribers
550 photos
1 video
2 files
480 links
تتناول هذه القناة نشاطات وأخبار الدكتور الشيخ محمود عكام.
Download Telegram
القَلبُ السَّليم
أمَّا بعد، فَيَا أيُّها الإخوةُ المسلمونَ المؤمنون إنْ شَاءَ الله:
قال لي أحدُ الشَّباب: عَلى مَاذا أُركِّز في رَمضان ? قلتُ له: رَكِّز في رَمَضان وفي غَيرِ رَمَضان على قَلبك. فالقلبُ أساسٌ لا شكَّ في ذلك ولا رَيب، (ألا وإنَّ في الجسدِ مُضغة، إذا صَلُحَت صَلُحَ الجسدُ كُلُّه، وإذا فَسَدت فَسَدَ الجسدُ كُلُّه، ألا وهي القَلب) كما تُعنَى بِصِحَّةِ قلبِك المادِّي وتَعتَبرُ القلبَ مَدَارَ وأساسَ الصِّحة العامة الجسدية المادية، فالقلبُ أيضاً من حيثُ الصِّحة الإيمانية والصِّحة الجسدية أساس، (يَومَ لا يَنفعُ مَالٌ ولا بَنون. إلا مَن أتى اللهَ بِقَلبٍ سليم) القلبَ القلبَ يا أخي، اعتنِ به واجعله سَليماً مُنيباً مُطمئناً. القلبُ - يا سائلي - مَحَلُّ نَظَرِ الله عَزَّ وجَلَّ (إنَّ الله لا ينظر إلى صُوركم ولا إلى أجسادكم ولا إلى أموالكم، ولكن ينظُر إلى قُلوبِكم) وأعمالكم التي تصدرُ عن قلوبكم، الأعمال الخالصة المخلصة (لأنَّ اللهَ لا يَقبلُ من العملِ إلا ما كانَ خَالصاً وابتُغِيَ به وجهُه)، القلبُ مَحَطُّ تَنزُّلاتِ المواهب الرحمانية، (نَزَلَ به الرُّوحُ الأمين. على قلبِكَ لتكونَ مِن المنذِرين. بلسانٍ عَربيٍّ مُبين) القلبُ مَقَرُّ الإخلاص، وعَمَلٌ من غيرِ إخلاص لا قِيمةَ له، القلبُ مُستودَع الإخلاص، ولذلكَ قالَ النبيُّ عليه الصَّلاةُ والسَّلام: (التَّقوى هَهنا، التَّقوى هَهنا) والتَّقوى هي الإخلاص، (أولئكَ الذينَ امتحنَ اللهُ قُلوبَهم للتَّقوى)، (التقوى هَهنا، بحسبِ امرئٍ من الشَّرِّ أن يَحقِرَ أخاهُ المسلم، كُلُّ المسلمِ على المسلمِ حرام) القلبُ المدارُ عليه وهو المعيار في القَبول وفي الرَّفض، (يَومَ لا يَنفعُ مَالٌ ولا بَنون. إلا مَن أتى اللهَ بِقَلبٍ سليم) من الضَّغائن، من الأحقاد، من الشَّحناء، من النِّفاق، من الرِّياء، من التَّطلُّع للناس، من التَّعلُّق بالدُّنيا، سليم وقَد مُلئَ رَغبةً ورَهبة، (يَدعُونَنا رَغَباً ورَهَباً وكانُوا لنا خَاشعين) هذا القلبُ مَملوءٌ بمحبةِ الله عَزَّ وجَل (يُحِبُّهُم ويُحبُّونه)، هذا القلب مَملوءٌ بالتَّوجه إلى الله عَزَّ وجَل، "إلهي أنتَ مَقصُودي، ورِضاكَ مَطلوبي"، (مَن عَمِلَ عَمَلاً أشركَ فيه مَعِي غَيري تَركتُه وشِركَه)، (ويُؤخِّر أهلَ الحِقدِ كما هم) كما قلنا في أحاديثِ شَعبان. القلبُ مِحور أساس، بل هو المحور الوحيد، (فإنَّها لا تَعمَى الأبصار ولكن تَعْمَى القلوبُ التي في الصُّدور)، انظُر قلبَك في بدايةِ رَمضان، وانظُر قلبَك في مُنتَصفِ رَمضان، وانظُر قلبَك في نهايةِ رمضان، هل تَحَسَّن قَلبُك من حيثُ الصَّفاء والنَّقاء والوَفاء والإخلاص والعَطاء ? هل تَحَسَّن قلبُك من حيثُ التَّوجُّهُ للهِ عَزَّ وجَل ? هل كانَ قلبُك ينبِضُ بـ: "لا إلهَ إلا الله حَقَّاً وصِدقاً، أم إنَّ قلبَك مُهمَلٌ مِن قِبلك، ولا تُعنَى إلا بالطُّقوسِ والشَّكليات ؟ تَصُومُ صِياماً تمتنعُ عن المفطِّرات الحِسِّية، ولا تَصومُ صَوماً تمتنعُ عن المفطِّراتِ المعنوية مِن كذبٍ وحَسَدٍ وحِقدٍ وغِيبةٍ ونَميمة ؟ انظر قلبك في أول رمضان، وفي مُنتصَف رمضان، وفي ليلةِ القدرِ من رمضان، وفي آخر رَمضان، فهل أنتَ صُمتَ رَمضان من خِلالِ قَلبك، أم صُمتَ رَمضان من خِلالِ جَسدك، (مَن صامَ رَمضان إيماناً واحتساباً) للهِ عَزَّ وجَلَّ، ليسَ من أجلِ الصِّحة، وليس من أجل العافية، وليسَ من أجل أن يُقالَ بأنَّني صائم، وليس من أجل أن أُحَسِّنَ وَضعي الصِّحي، وليسَ وليس... ولكنني أصوم لأنَّ الله الذي أُحبُّه وأعبُده وتعلَّقَ به قلبي قال لي صُم، فأنا أصومُ عُبوديةً لله، وأصومُ مَحبَّةً لله، وأصومُ طاعةً لله، (مَن صامَ رَمضان إيماناً واحتساباً غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ من ذِنبه)، انظُر قَلبَك في كُلِّ ليلةٍ عند الإفطار وعندَ السُّحور، وعندما تأوي إلى الفِراش هَل قَلبُك مُعلَّقٌ بِربِّك ? هل قلبُك يقول: (الله) كما قال الإمام عبد القادر الجيلاني رَحمه الله ورضي الله عنه: "الإخلاص أن تقولَ (الله) وليسَ في قَلبِكَ سِواه". رَكِّز على قلبِك، وانظُر قلبَك، واشتغِل بقلبك، وعليكَ أن تتعلَّق وأن تنظُر إلى قلبك، "عَليكَ قَلبَك" أي الزَم قَلبَك من أجلِ أن يتحسَّنَ، لأنَّ القلبَ عليه المدار والاعتبار، لأنَّ القلب هو المقصودُ في النِّهاية من حيثُ الأمر والنَّهي الذي جاءَ من عندِ الله عَزَّ وجَل. قولوا جميعاً بقلوبٍ صادقة، وبقلوبٍ لا تعرفُ الرِّياء ولا تعرفُ الغَيرية، توجَّهوا إلى اللهِ عَزَّ وجَل وقولوا: اللهمَّ إنا نعوذُ بِكَ مِن قُلوبٍ لا تَخشع، ومن عَينٍ لا تَدمع، ومن عِبادةٍ ليسَ فيها إخلاص، توجَّهوا إلى الله عَزَّ وجَلَّ بالقلوب التي تَنشُدونها، بالقلوب التي تَبغُونها، ونحن نبغي قُلوباً مُطمئنَّة سَليمة رَاضية مُنيبة، ولا نَبغي، وحاشا لله، ولا نبغي قُلوباً سَوداء مُظلمة مَحشوَّة حِقداً وضغينة وعَداوة وبَغضاء.
توجَّهُوا إلى الله بتلكَ القُلوب، وقولوا: اللهمَّ انصُر إخوتنا في فلسطين، يا نَاصِرَ المؤمنين انصُر إخوتَنا في فِلسطين. ومما يُساعدُ على جعلِ القلبِ سَليماً فريضةُ الصِّيام، لذلك قال الله عَزَّ وجَل في الحديث القدسي: (كُل عَملِ ابنِ آدمَ لَهُ إلا الصَّوم فإنَّه لي) لأنَّ الصومَ ليسَ له تَجَلٍّ ظاهر، أنت تُصلِّي، الصلاةُ لها تجلياتٌ ظَاهرة، تصلِّي الناسُ يرونك تصلي، أنت تحجُّ الناسُ يَرونك وأنت تحج، أنت تُزكِّي الناسُ يَرونك وأنت تُزكِّي وأنت تعطي، حتى ولو كان الذي يراك واحداً، أما الصَّوم فمَن الذي يَراك صائماً ? تمتنعُ سواءً أكان ذلك في رمضان أو في غير رمضان، تمتنعُ عن الطَّعام والشَّراب أمامي، لذلكَ قالَ اللهُ في الحديثِ القدسي: (إلا الصَّوم، فإنَّه لي وأنا أجزي به) الصِّيامُ يُعلِّمك الإخلاص، ويُعلمك أن يكون قَلبُك سَليماً بإذن الله عز وجل، ولهذا كانَ القلبُ المتَّقي غاية الصيام، (كُتِبَ عليكم الصِّيام كما كُتبَ على الذين من قبلكم لعلَّكم تتقون) والتَّقوى هي الإخلاص، والإخلاص مَقَرُّه ومُستودَعُه ومَحَلُّه القلب، اللهمَّ اجعَلنا في أعمالنا من المخلِصين، واجعل قُلوبنا سَليمة، وانصر المجاهدين في فلسطين وفي غيرِ فلسطين على أعداء الإنسانية يا ربَّ العَالمين، نِعْمَ مَن يُسأَلُ أنت، ونَعْمَ النَّصيرُ أنت، أقولُ هذا القولَ وأستغفِرُ الله.
ألقيت في جامع السيدة نفيسة عليها السَّلام بحلب الجديدة بتاريخ 8/3/2024
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/5246/
الدكتور #محمود_عكام
#القَلبُ_السَّليم
#خطبة_الجمعة
لمشاهدة فيديو الخطبة، لطفاً اضغط هنا
https://fb.watch/qGJxZqLmcz/
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
رَمَضان الأكرم مَرحباً بك
رَمَضَانُ أَيُّها الشَّهر الفَضيل حَيَّاك الله.
رَمَضَانُ أَيُّها الشَّهر الفَضيل دُمتَ سَاحةَ أمان ومَحَطَّة اطمئنان.
رَمَضَانُ أَيُّها الشَّهر الذي فَرَضَ عَلينا المولى جَلَّ وعَلا صِيامه وسَنَّ لنا المصطفى صلَّى الله عليه وسلَّم قِيامه، للهِ أنتَ ما أروعَ صِيامك وقِيامك، وما أعظمَ الإفطار والسَّحور وما ألذَّ المناجاة والدُّعاء بينهما وكَذلك طَلبُ الغُفران والإحسان مِن الغَفور الشَّكور الحَميد الصَّبور.
رَمَضَانُ يا شَهراً حَوَى الرَّحمةَ والمغفرةَ والعِتقَ من النَّار، ووَعَدَ مَن صَامَه وقَامَه بالجنة من بابِ الريَّان، وحَوَى ليلةً هي خيرٌ من ألفِ شَهر كما ذكر القرآن.
رَمَضَانُ نتوسَّلُ ونَتوجَّهُ إلى اللهِ جَلَّ وعَلا وأنتَ على الأبواب أن يُبلِّغنا ويتوبَ عَلينا ويَرحمنا ويَتولانا ويَشفينا ويعافينا ويحفظَ بلادنا من كُلِّ مَكروه وينصرَ إخوتنا في فلسطين ويُصلِحَ أحوالَ الدُّنيا كُلها لتكونَ مُصطبغةً بِعُبودية الواحد الأحَد الصَّمد ويَرُدَّنا إلى دِينه الحنيف رَدَّاً جَميلاً.
حلب
29 شعبان 1445
10 آذار 2024
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/5247/
رمضان ثلاثي الأبعاد/ صحيفة الجماهير
نشرت صحيفة "الجماهير" على صفحتها على "الفيس بوك" بتاريخ 11/3/2024 مقالاً للدكتور الشيخ محمود عكام بعنوان: (رمضان ثلاثي الأبعاد)، وفيما يلي نص المقال:
رمضان ثلاثي الأبعاد
البعد الأول:
صِيامٌ يَعني امتناعاً عن الطَّعام والشَّراب، غايتُه التَّقوى التي تدلُّ على الامتناع عن كل ما يُؤذي إنسانيةَ الإنسان، والفرقُ بين الامتناعين أنَّ الأول ظرفُه نَهارات رمضان من الفجر وإلى المغرب، بينما ظرفُ الامتناع الثَّاني عُمُر وحياة الإنسان على الدوام. فهيا أيها الصَّائمون من أجل التَّحقُّق بالامتناع الثاني وحينها: تَمَّ أداء الفريضة على أكمل وجه، ولينتظر القائم بها توفيقاً في الدُّنيا وفوزاً عظيماً في الآخرة.
البعد الثاني:
قِيامٌ يَعني شُكراً، ولطالما كانت الدلالة كذلك، فمن قامَ لفلان فقدْ عَبَّر عن شُكره له، فها هو ذا بينَ الصَّبر في النَّهار والشُّكر في الليل، وطوبى للصَّابر الشاكر بل نِعمَّا ذَيَّاك العبد المتقلِّبُ في الصَّبر والشُّكر مع المعبود القَيُّوم، والقِيامُ - أيضاً - يَعني المتابعة والمثابرة مع إرادة تحسين العمل المثابَر عليه، ففلانٌ قائمٌ على عَمله يَعني إحسانه فيه: (فإذا فَرَغتَ فانصَبْ وإلى رَبِّك فارغَب).
البعد الثالث:
قُرآنٌ وجِهاد، وأهمُّ جِهاد جهادٌ بالقرآن: (وجَاهِدهم به جِهاداً كبيراً)، وإذا لم يكن الجهاد بالقرآن، ومِن القرآن، ومن أجل القرآن فليسَ بجِهاد بل هُو فتنة، والجهادُ بالقرآن يعني الدعوة إلى مُحكماته والتحقق بها بالحكمة والموعظة الحسنة، والجهاد من القرآن: أي حسب مواصفات القرآن، فالمجاهد رحيم كريم عفيف يجدُّ للقضاء على الفساد دون المفسدين، وعلى الضَّلال دون الضَّالين وهكذا دواليك، وأما الجهادُ من أجل القرآن، أي من أجل أن يَسُودَ العدل والشِّفاء والرَّحمة والحب: (وَنُنزِّلُ من القرآن ما هو شفاءٌ ورحمة) فهو رحمة للناس عامة، فاليوم يوم المرحمة كما أعلنَ سَيِّدُ النَّاس صلى الله عليه وآله وسلم في مثل هذه الأيام منذ خمسةَ عشرَ قَرناً.
الدكتور محمود عكام – مفتي حلب
الدكتور #محمود_عكام
#رمضان_ثلاثي_الأبعاد
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
https://www.facebook.com/jamaheeraleppo
http://www.akkam.org/topics/5248/
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
التَّديُّن الوَاعي
وبلا شَكّ ثمة تَدَيُّن لا واعي، والفرقُ بينَهما أنَّ الواعي يُطبِّقُ الدِّين كُلَّه لا يُفرِّقُ بينَ جُزءٍ وجُزء من هذا الدِّين بحُسن التَّطبيق، يُعنَى بالصَّلاةِ كما يُعنَى بالصَّوم، ويُعنَى بالقَولِ الحَسَن والخُلُق الحَميد عِنايته بالصَّلاة والصِّيام، يبذلُ المالَ بأَريحيته كما يبذلُ الجهد العَضَلي ولا يضنُّ بالصَّدقات، بل عَلى العَكس رُبَّما شَعَرَ بلذَّة وهو يَتصَدَّق أقوى من تلكَ التي يشعرُ بها وهو يَصُوم. فالعِبادات المتعدِّية، أي التي تَطولُ الآخر من حيثُ أثرُها كالزَّكاة والصَّدقات والأخلاق والصِّفات الجَميلة ذات الصِّلة بالآخرين هي عنده آكدُ من تلك التي تُدعَى بالعِبادات اللازمة والتي لا ترتبطُ بالآخر.
وبكلمةٍ مُختَصرة موجزة نُريدُ تَوازناً في تطبيقِ دِيننا حِيالَ كُلِّ مُفردَاته وأركانه وصِيغه، وكَما نَسعَى لأن يكونَ المسجدُ مُكتَظَّاً فإننا نسعَى من أجلِ التَّزاحم على أبوابِ الفُقراء من قِبل الأغنياء، وعلى أبوابِ المستشفيات من أجلِ عِيادة المرضى ومساعدتهم مادةً ومَعنى، وعلى أبواب المدارس والجامعات والمصانع والمعامل و... لغايةِ بناءِ حياةٍ مُتكاملة وفقَ مَعايير القرآن، وسوفَ نُسمِّي هذه الحياة "حياة القرآن".
حلب في
12/3/2024
الدكتور محمود عكام
الدكتور #محمود_عكام
#التَّديُّن_الوَاعي
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/5249/
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
المفطرات في رمضان وأصحاب الاعذار/ صحيفة الجماهير
•  الدكتور الشيخ محمود عكام – مفتي حلب
الصوم طاعة لله ينال بها العبد رضى مولاه، والصوم يعلم الصبر، وهو وسيلة ناجعة لتقوية الإرادة والعزيمة، والصوم تدريب عملي على مراقبة الله سبحانه في السر والعلن، والصوم يبعث على الرحمة والتعاون والبر، والصوم نظام وانضباط.
والمفطّرات ثلاثة: الأكل والشرب والجماع. وثمة أعذار مبيحه للإفطار وهي: السفر والمرض والإرضاع وكل مشقة تفضي إلى الشدة (وما جعل عليكم في الدين من حَرَج ) الحج 78   . وهناك أعذار موجبة للفطر: الحيض والنفاس.
وأصحاب الأعذار جميعاً يفطرون ثم يقضون الأيام التي أفطروها، وأما أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن العاجزون عن الصيام فيفطرون ويدفعون فدية عن كل يوم أفطروه، ومقدار الفدية ( 2 ) كغ من الطحين أو قيمة ذلك عند الدفع .
و – وفيما يلي بعض الفروع التي يكثر السؤال عنها.
•  قطرة العين: لا تفطر، وكذا الاكتحال ولو وجد طعم ذلك في حلقه، والغبار وما شابهه بغير تعمد الابتلاع لا يفطر.
•  قطرة الأذن والأنف: لا تفطر إذا اجتنب ابتلاع ما نفذ منهما إلى الحلق، وكذا شم العطر لا يفُطر .
•  مداوة السن وحفره وقلعه وتنظيف الأسنان بالسواك والمعجون: لا يفطر مالم يدخل شيء إلى الحلق ويُبتلع .
•  المراهم والحقن الجلدية والعضلية والوريدية: لا تفطر، والاغتسال والسباحة لا تفطر، التبرع بالدم: لا يفطر.
•  القيء المتعمد: إن كان ملء الفم: يفطر، والدواء عبر الفم يفطر، الحقنه الشرجية تفطر .
اغتنم فرصة رمضان
أمَّا بعد، فَيَا أيُّها الإخوةُ المسلمونَ المؤمنون الصَّائمون إنْ شَاءَ الله:
الذَّكي مَن اغتنمَ الفُرص، والنَّبيه مَن لم يَترك فُرصةً إيجابية مَعنوية إلا واغتَنمها بكُلِّ ما يملكُ من طَاقة، ورمضانُ هذا الذي نعيشُ في رِحابه هذه الأيام فرصةٌ من أجل أن تُجمِّع الحسنات، وأن يكون لك فيه رَصيدٌ كبيرٌ من الأفعال الخيِّرة، ومن الأعمال الصالحة، وهو فرصةٌ، لأنَّ الله عز وجل عَزَلَ فيه الشياطين ومَرَدة الجنِّ عن الوسوسة، ففي هذا الشهر أنتَ تمتلكُ فُرصةً لأنَّ الشيطانَ صُفِّد وغُلِّل بالأصفاد ومَرَدَة الجِن، فلم يبقَ لك حُجة في أن تقول وَسوس إليَّ الشيطان. يقول عليه الصلاة والسلام: (إذا كانَ أوَّلُ ليلةٍ من شهر رمضان صُفِّدت الشَّياطين ومَرَدَة الجن، وغُلِّقت أبوابُ جَهنَّم فلم يُفتَح منها باب، وفُتِّحت أبوابُ الجنة فلم يُغلَق منها باب، ويُنادي مُنادٍ يا باغيَ الخيرِ أقبل، ويا باغيَ الشَّرِ أَقصِرْ، ولله عُتقاء من النار في كل ليلة).
الفرصة أيضاً تتجلَّى بالثواب الكبير والأجر العظيم والعطاء الرحماني لمن صامَ وقامَ وأنفق، ثوابٌ كبير وثوابٌ عَظيم، فإن أنتَ صُمت فاسمع هذا الثواب وهذا الجزاء: (مَن صامَ رمضان إيماناً واحتساباً غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه)، ويقولُ عليه الصَّلاة والسلام: (ما مِن مُسلم يصوم يوماً في سبيل الله إلا باعدَ اللهُ يومَ القيامةِ وجهَه عن النَّار سَبعينَ خَريفاً) أرأيتَ إلى الثواب الذي يفوق العملَ آلاف المرات والأضعاف، وأما بالنسبة للقيام فالثوابُ عظيم وكبيرٌ جِداً جِداً، يقول عليه الصلاة والسلام: (مَن قامَ رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدَّم من ذنبه) أتريدون فُرصة أعظمَ من هذه الفرصة ? الخاسر من ضيَّع هذه الفرصة، ولذلك وَرَدَ في الحديث (بَعُدَ) وفي رواياتٍ كثيرة ولكن بنفس المعنى: (بَعُدَ مَن أدركَ رمضان فلم يُغفَر له) بَعُدَ عن رحمةِ الله مَن أدركَ رَمضان ولم يُغفَر له.
أما النَّفقة فهيا للإنفاق فالنفقة في رمضان لها ثواب أكبر من ذاك الثواب الذي تُحصِّله عندما تُنفق في غير رمضان، يقول عليه الصلاة والسلام: (أفضل الصَّدقة صدقة في رمضان) والنبي عليه الصلاة والسلام كان أجودَ الناسِ، ولكنه كانَ أجودَ ما يكون في رمضان، فيا أمة محمد: هل تَجُودون على خَطِّ من اتَّبعتم وآمنتم به رسولاً من عند الله مُصدَّقاً وصَدوقاً، (مَن فَطَّر صائماً كانَ له مثل أجره من غير أن ينقص من أجر الصائم شيئاً). أتريدون كلاماً يَصُبُّ في مَصلحتكم في هذا الشهر أكثر من هذا الذي قلنا عن المصطفى صلى الله عليه وسلم، فيا إخوتي هيا إلى الصيام الذي يؤدِّي إلى الصوم، والصوم امتناع عن المفطِّرات المعنوية، ينبغي أن نُسَيِّجَ الصِّيام الذي هو امتناعٌ عن المفطرات الحسية بالصَّوم الذي هو امتناعٌ عن المفطِّرات المعنوية، وإذا لم نُسيِّج الصيام بالصوم فلا قيمةَ لصيامنا، (وكم من صائمٍ ليس له من صيامه إلا الجوع، وكم من قائمٍ ليس له من قيامه إلا التعب والسهر)، (مَن لم يدع قول الزور والعمل به فليسَ لله حاجةٌ في أن يدع طعامه وشرابه).
أنت صُمتَ صياماً وصُمت صوماً، وأنت قُمت قياماً بخشوع، وأنتَ أنفقتَ في سبيل الله عز وجل في رمضان، النتيجة والجائزة: (ثلاثةٌ لا تُرَدُّ دَعوتُهم) شريطة أن تتحقق بهذا الذي قلنا، (ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حين يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم) هذه جائزتك في الدنيا، وأنت تفطر ادعُ اللهَ عَزَّ وجل فاللهُ لن يَرُدَّ لك دعوة، واذكر وأنت تدعو إخواننا في فلسطين، وإخواننا المجاهدين، وإخواننا حيث كانوا، وقل قبل أن تدعو لنفسك، ادعُ للمسلمين وقل: اللهمَّ انصُر المسلمين الحقيقيين على أعدائهم أعداءِ الدِّين يا رَبَّ العالمين، اللهمَّ انصُر إخوتنا في فلسطين، اللهم انصر إخوتنا المجاهدين، اللهم ارفع الغلاء والبلاء والوباء عن بلادنا، اللهم ارزقنا الأمن والأمان والطمأنينة في بلادنا يا أكرم الاكرمين. هذه جائزة، والجائزة الأخرى في الآخرة: (إنَّ في الجنة باباً) هكذا يقول عليه الصلاة والسلام: (إن في الجنة باباً يُقال له الريَّان يدخل منه الصَّائمون يوم القيامة، لا يدخل أحد منه غيرهم) أنت تحرِصُ على الجنة أليس كذلك، أم أنك تدعي هذا ادِّعاءً ? إذا كنت تحرص على الجنة فعلاً فهيا إلى الصيام والصوم وإلى القيام وإلى الخشوع وإلى الخضوع وإلى الإنفاق من أجل أن تنال هذه الجائزة، ولا تحتجَّ بالشيطان فالشيطان صفد، ومردة الجن صفدوا، فاللهم إنا نسألك في هذا الشهر المبارك أن نكون من أولئك الذين يغتنمون حقَّ الاغتنام إنك على ما تشاء قدير، نعم المولى أنت ونعم النصير، أقولُ هذا القولَ وأستغفِرُ الله.
ألقيت في جامع السيدة نفيسة عليها السَّلام بحلب الجديدة بتاريخ 15/3/2024
لمشاهدة فيديو الخطبة، لطفاً اضغط هنا
https://fb.watch/qPVBWVFozZ/
#خطبة_الجمعة
الدكتور #محمود_عكام
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا: http://www.akkam.org/topics/5251/
قيام رمضان وصدقة الفطر/ صحيفة الجماهير
•  الدكتور الشيخ محمود عكام – مفتي حلب
الصوم طاعة لله، ينال بها العبد رضى مولاه، والصوم يعلم الصبر، وهو وسيلة ناجعة لتقوية الإرادة والعزيمة، والصوم تدريب عملي على مراقبة الله سبحانه في السر والعلن، والصوم يبعث على الرحمة والتعاون والبر، والصوم نظام وانضباط.
قيام رمضان:
ويُسن القيام (صلاة التراويح) فقد قال صلى الله عليه وسلم: ( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه) ، فإن حال حائل لأدائها في المسجد فتصلى في البيت، والثواب والأجر حاصلان ولله الفضل.
صدقة الفطر:
أما صدقة الفطر فقد شُرعت لتكون تعبيراً عن الفرحة بأداء الصوم، وطهرة للصائم، وعوناً للفقير، ويُخرج المكلف بها عن نفسه وعمن يعيل، فقد قال ابن عُمر رضي الله عنهما، قال : ( فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم  زكاة الفطر صاعاً من شعير على العبد والحر والذكر والأنثى والصغير والكبير من المسلمين وأمر بها أن تؤدى قبل  خروج الناس إلى الصلاة )  البخاري.
وقدرها ( 2 ) كغ من الطحين أو قيمة ذلك عند الإخراج عن الفرد الواحد، ويمتد وقت إخراجها إلى صلاة عيد الفطر، ويجوز إخراجها من أول رمضان .
رمَضَانُ يَدعوكمْ للوحدة فاتَّحِدوا/ صحيفة الجماهير
•  الدكتور الشيخ محمود عكام – مفتي حلب

قالوا قديماً، وأكَّدوا حديثاً إنَّ وحدةَ الإنسَان مع الإنسانِ تتناسبُ قُوةً واطّراداً بقَدْر ما بين المتَّحدين مِنْ مُشتركَات، وهي تَضعُفُ لتصلَ إلى حدِّ التلاشي إذا انحسَرت المشتركاتُ، فإذا قَلَّتْ وَهَنَتْ.
ويأتي رمَضَان ليرفعَ - في عالم المحسوس والملموس - مِن عددِ المشتركات بين المسلمين، فالصِّيامُ واحدٌ، وساعةُ الانطلاق فيه واحدةٌ، ولحظةُ الانتهاء منه واحدةٌ.
وإذ تُعاينُ مجتمعَ الصَّائمين ترى أفرادَه وكأنَّهم حالاتٌ مُتكرِّرة ومتعدِّدةٌ لِشدَّةِ ما بينهم من مُشتركَات، بعضُهم من بعضٍ تعاوناً وتضامناً ومحبةً وتآلفاً.
فعلامَ التنازعُ؟ وهو سُلوكٌ غريبٌ وشاذّ، لا تتحمَّله فَرائضُ الإسلام كافَّة، ولاسيَّما الصِّيام!
ولِمَ التفرّق؟ وهو داءٌ وَبيلٌ ترفضُه كلُّ مبادئ الدِّين الحنيف، ولاسيَّما المعاني التي جاء بها رمَضَان!
لقد أريتُمونا أيُّها الصَّائمون قوةَ إرادتكم في توجيهِ الأجسام والأجساد، فأرُونا أيضاً قوَّتها في ميادين النَّفس؛ فأجمعوا أمرَكم، وتناسُوا الغلَّ والحسدَ والأحقاد، فقد أفلحَ في رمَضَان من اتَّحد.
ولن ينفعَ الجسمَ عنايةٌ مقتصرةٌ فيه وعليه، لا تصحبُها مثلُها للنفس والقلب، لأنَّ الإنسان بروحه وقلبه أولاً وآخِراً.
أقْبِلْ على النَّفس واستكملْ فضائلَها             فأنتَ بالرُّوح لا بالـجـسْم إنســانُ
ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إنَّما الأعمال بالنيَّات) .
ويقول صلى الله عليه وسلم: (مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ به فَلَيْسَ لله حَاجَةٌ في أنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ) .
في ظلال شهر القرآن الأم والمعلم في عيد واحد/ شهبا نيوز
في حديثه حول المشترك الأعظم لهذا العام تصادَفَ عيدُ الأم وعيد المعلِّم، قال سماحة الدكتور محمود عكام مفتي حلب لـ "شهبانيوز":
"العَطاءُ النَّافعُ عَبرَ وَسيلة الرِّفق واللطف، وهذه هي الرَّحمة ذاتُها، فَلِلَّه دَرُّكما أهل الفضل علينا، ونِعِمَّا الموجِّهان أنتما، بَل طِبتُما مَصدَرين عَظيمين للعِلمِ والأدب والخُلق الحَميد والسُّلوك الرَّشيد.
- أما الأمُّ فما أروعكِ مِن حَانيةٍ رَاحمة مِعطاءة تُقدِّمين الخيرَ بِغَزارة، ولا تَنتظرين مِن أحدٍ أَجراً سِوى السَّعادة تملأُ قلبَه لينعكسَ الحالُ عليكِ شُعوراً طَافحاً بالاطمئنان فَتحمَدين اللهَ وتَشكُرينه وتُتابعين الدَّعواتِ لأولادكِ وذُرِّيتك ولسائرِ الأولادِ بالرِّضى والتَّوفيق والإسعاد. ولذلك تأهَّلتِ لنيلِ جائزةٍ عُظمى إذ جُعِلَت الجنةُ عندَ رِجلِك، كَما جاءَ عن سَيِّدِ الكائناتِ مُحمَّد صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم.
- أما المعلِّم فَطُوبى لكَ إذ يُصلِّي عليكَ اللهُ وملائكتُه وأهلُ السَّموات وأهلُ الأرضِ، حتى الحوتُ في البحر، وحتى النَّملةُ في الجُحر، كما جاءَ في آثارِ وأخبارِ شَرعِنا الحنيف.
فإلى اللهِ الرَّحمنِ جَلَّ شأنُه أَكِلُ مَثوبتكما، وإنها لمضاعفةٌ في هذا الشَّهر الفَضيل، شهرِ الصِّيام والقرآن، شهرِ البِرِّ والإحسان".
شكراً سماحةَ الدُّكتور محمود عكام على ما قدَّمتَ لنا، وعلى تواصلك الدَّائم.
حاوره: محمد القاضي
الدكتور #محمود_عكام
#الأم_والمعلم_في_عيد_واحد
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
https://www.shahbanews.com/n/137675.html
http://www.akkam.org/topics/5252/
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
لمتابعة قناتنا عبر برنامج التليغرام بالضغط على الرابط وتسجيل الدخول والاشتراك.
https://t.me/akkamorg
رمضان شهر الجود الإنفاق
أمَّا بعد، فَيَا أيُّها الإخوةُ المسلمونَ المؤمنون الصَّائمون إنْ شَاءَ الله:
لرمضان أسماءٌ كثيرة، وكثرة الأسماء تدلُّ على عَظمة المسمَّى، فرمضان شهرُ الصَّوم وشهر الصِّيام وشهر القرآن وشهر الفُرقان وشهرُ الصَّبر وشهر المواساة وشهر المساواة وشهر الجهاد وشهر الإنفاق. هذه الأسماء الكثيرة تجعلُنا نختار منها ما يُناسب الحال، ولقد اخترتُ من هذه الأسماء "رمضان شهر الجود والإنفاق" لأننا بحاجةٍ من أجل أن يُنفق غنيُّنا على فقيرنا، ومن أجل أن يعطف كبيرنا على صغيرنا سواء أكان هذا الكبير كبيراً في السن أو في المال، فهيا يا إخوتي إلى الإنفاق في شهر الجود، كما قام إخوانكم في شهر الجهاد في فلسطين فجاهدوا وأعطوا هذا الاسم حقه فأعطوا أنتم الجودَ والإنفاق في شهر الجودِ حقَّه، أعطوه حقه وذلك لأمرين اثنين:
الأمر الأول: لأنَّ النبيَّ الذي تحبُّونه صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم وتقتدونَ به وتأتسون به وتَتأسَّونَ به كان أجودَ بالخير من الريح المرسلة، وكان أجود ما يكون في رمضان، فجودوا وأنفقوا اقتداءً بنبيكم الأعظم عليه الصلاة والسلام، وأكثروا.
والأمر الثاني: لأننا إخوة، والأخوَّةُ تقتضي التَّعاون والتَّضامن والتَّباذل، (واللهِ لا يُؤمِن مَن باتَ شبعان وجارُه إلى جنبه جائع وهو يعلم)، ولقد قلتُ لكم في يومٍ من الأيام: ربَّما قُلتَ لي أنا لا أعلم، وهو يعلم بالقوة، إن قلتَ لا أعلم فهذا تقصيرٌ ثان، عليك أن تتحرَّى وأن تبحث، فإن كنتَ لا تعلم فتلك مُصيبةُ المصائب، لأنَّك لم تبحث عن أخيك وعن جارك وعن هذا الذي يَلزَمُك مَعُونَتُه وإعانته. بهذين الأمرين، لأنكم أتباعُ النبيِّ الذي جادَ في رمضان بالخير أكثرَ من الرِّيح المرسَلة، ولأنَّكم مأمورون بتحقيق الأخوَّة التي تقتضي التَّعاون والتَّباذل والتَّضامن. وما يجب أن نُنفقه يدخل تحت ثلاثة أصناف:
الصِّنف الأول: الزَّكاة، وهذه فريضة أذكِّركم بها، والله عَزَّ وجَلَّ ما ذكرَ الصَّلاة إلا وقَرَنَ مَعَها الزَّكاة، (وأقاموا الصَّلاة وآتوُا الزكاة)، الزكاة فريضة (بُنِيَ الإسلامُ على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأنَّ محمداً رسولُ الله، وإقام الصَّلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت)، فمن صامَ اليوم لأنَّ الصِّيام فريضة عليه أن يتذكَّر بأنَّ الزكاة فريضة، وَكَما يُدقِّق في صيامه عليه أن يُدقِّق في زكاته، كما يسألُ عن شَربةِ الماء أو عن شيءٍ قليلٍ من الطعام دخل جوفه هل يفطر أم لا، عليه أن يسأل أيضاً عن زكاةٍ ماله بشكلٍ دقيقٍ جِداً. (ما مَنعَ قومٌ الزكاة إلا ابتلاهمُ اللهُ عَزَّ وجَلَّ بالسِّنين) والمقصود بالسِّنين أي بالقحط والجَدب، بالعذاب، بالزلازل، بالهزات، بكُلِّ هذه الكَوارث التي تَتوالَى علينا، ولعل من أسباب ذلك أن بعضاً منا أو إن لم يمنع الزكاة فهو لم يُؤدِّها بِدِقَّتها وتَمامها، ولم يحرِص على أن يقوم بها كما يقومُ بصيامه وصلاته. يقول عليه الصلاة والسلام عن مانع الزكاة: (مَانعُ الزكاةِ يومَ القيامةِ في النار)، هذا كلامُ المصطفى صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم.
الصِّنف الثاني: الصَّدقة، والصَّدقة غير الزكاة، (إنَّ في المالِ لحقاً سِوى الزكاة) أتريدون أن تجعلوا مُجتمَعكم وأفراد أسركم في مأمن من السوء ? إذاً تصدَّقوا، فإنَّ صنائع المعروف تَقي مَصارعَ السُّوء والآفات، وأهلُ المعروف في الدُّنيا هم أهل المعروف في الآخرة، يقولُ عليه الصَّلاةُ والسَّلام: (أفضلُ الصَّدقة صدقةٌ في رمضان)، بادروا بالصدقة هكذا يقول النبي عليه الصلاة والسلام: (بادِروا بالصَّدقة فإنَّ البلاء لا يتخطَّى الصَّدقة)، تقفُ الصَّدقة حاجزاً أمام البلاء، (الصَّدقة تُطفِئُ الخَطيئة) أنت تُخطئ مِن الخطيئة، أنت تُذنب، و (الصَّدقة تُطفِئُ الخطيئة كَما يُطفئُ الماءُ النَّارَ)، هكذا قال عليه الصلاة والسلام. فهيَّا للزكاة، وهَيَّا للصدقات يا أمة الإسلام ويا أمة الصيام ويا أمة الصوم ويا أمة القرآن ويا أمة الجهاد ويا أمة الصبر ويا أمة المواساة ويا أمة المساواة.
الصِّنف الثالث الذي يدخُل تحت الإنفاق في هذا الشَّهر الفضيل: أن تُفطِّرَ صائماً، (مَن فَطَّر صائماً كانَ له مِثل أجره من غير أن ينقُصَ من أجر الصَّائم شيئاً) فَطِّروا الصَّائمين، طعامُ الواحد يكفي الاثنين، ولا تَقُل: لا أملك ما أُفطِّر به الآخرين، اجعل طعامك هذا من أجلك ومن أجل الفقيرَ الذي تقدم له الإفطار، من أجل هذا الذي لا يجدُ ما يُفطِرُ عليه. هيا إلى الإنفاقِ في شهر الإنفاق، ابحثوا عن الإنفاق في كل سُبُله، ابحثوا عن الإنفاق في شَتَّى صِيغه، لأننا نريد أن نكون من المنفقين، فالمنفق يتجاوزُ اللهُ عنه كُلَّما عثر، يأخذ الله بيده كلَّما عثر، (تَجاوزوا عن ذنبِ السَّخي فإنَّ اللهَ آخذٌ بيده كُلَّما عَثر) تضامنوا، إخوانكم في فلسطين يُجاهدون يُقدِّمون نفوسَهم ودماءَهم، والمطلوبُ منكم أن تُقدِّموا أنتم أموالكم، فالنفسُ والمال ينبغي أن يكونا مَبيعَين للهِ عَزَّ وجَل: (إنَّ الله اشترى من المؤمنين أنفُسَهم وأموالهم)، فهَيَّا يا إخوتي في شهرِ الصِّيام إلى الإنفاق والعطاء والجود والكرم، تعاونوا، أتريدون في النهاية أن تكونوا بحالِكم دُعاةً لهذا الدِّين الحنيف ؟ قالَ قائلُهم: لن أكونَ مُسلماً إلا إذا رأيتُ الإسلامَ الجَماعي، إلا أذا رأيتُ الإسلامَ الذي يُطَبَّق، والمسلمين الذين يُطَبِّقون، (وتَعاونوا على البرِّ والتَّقوى)، (واعتصموا بحبل الله جميعاً)، (ولا يؤمنُ أحدُكم حتى يُحبَّ لأخيه ما يُحبُّ لنفسه)، و: (لا يؤمنُ أحدُكم حتى يُحبَّ لجارِه ما يحبُّ لنفسه)، و (المؤمنُ للمؤمن كاليدين تغسِلُ إحداهما الأخرى)، و (المسلمُ أخو المسلم) لا أريد أن أكونَ مُسلماً إلا إذا رأيتُ هذه الوصايا القرآنية والنبوية مُطبَّقة في مجتمع، لأنني بحاجة إلى أن أرى جماعةً ومجتمعاً مُسلماً، أما إذا رأيتُ فَرداً مُسلماً فهذا لا يُقنعني، فهنالك صالحون كُثُر في مختلِف بقاع العالم على مُختلِف الأديان والفِرق والمذاهب، عَظمةُ هذا الدِّين في أنه يجمع الناسَ على الخير، في أنه يجعلُ المؤمنين المسلمين مُتمسِّكين بحبلِ الله جميعاً، نحن لا نريد أن نكون من المطبقين (واعتصموا بحبل الله) فقط، ولكن نريد أن نُطبِّقَ قولَه تعالى: (واعتصموا بحبلِ جميعاً)، اللهمَّ وفِّقنا في هذا الشَّهر المبارك من أجل أن نكونَ من عُتقائك من النَّار، ومن عُتقاء شهرِ رَمضان، أدخلنا الجنةَ من بَابِ الرَّيان، يا حَنَّانُ يا مَنَّان، أقولُ هذا القولَ وأستغفِرُ الله.
ألقيت في جامع السيدة نفيسة عليها السَّلام بحلب الجديدة بتاريخ 22/3/2024
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/5253/
لمشاهدة فيديو الخطبة، لطفاً اضغط هنا
https://fb.watch/qZ7DqekOd4/
#خطبة_الجمعة
الدكتور #محمود_عكام
#رمضان_شهر_الجود_الإنفاق
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/