هو ازاي ارسخ في نفسي خلق معين؟
ج/ التكرار والمداومة والعود بعد الخلل.
ج/ التكرار والمداومة والعود بعد الخلل.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ((من أكثر من سماع القصائد لطلب صلاح قلبه= تنقص رغبته في سماع القرآن، حتى ربما كرهه.
ومن أكثر من السفر إلى زيارات المشاهد ونحوها= لا يبقى لحج البيت الحرام في قلبه من المحبة والتعظيم ما يكون في قلب من وسعته السنة.
ومن أدمن على أخذ الحكمة والآداب من كلام حكماء فارس والروم= لا يبقى لحكمة الإسلام وآدابه في قلبه ذاك الموقع.
ومن أدمن قصص الملوك وسيرهم= لا يبقى لقصص الأنبياء وسيرهم في قلبه ذاك الاهتمام، ونظير هذا كثير)).
قلت:
إن التعلق بالوحي وملأ النفس به، والصلة بالله عبودية ومحبة وافتقارًا وقيامًا بالأمر والنهي والصلاة والذكر والصلة ونفع الخلق= كفيلة بسد حاجة الناس عن كل باب من أبواب اللهو ومتع الفن والجمال أو حتى التعلق بالخلق.
وإن النفس لا تطلب نعيمها ولا سرورها ولا سعادتها من جهة غير جهة الله إلا لنقصها عن مراتب الكمال.
فطلب الناس لغذاء روحي غير الوحي ومتاع العبودية= إنما يرجع لنقص نفوسهم وضعفها، والخلل الموجود في قابلية المحل عندهم للانتفاع بالوحي.
فكثير من الناس لا يجد غذاء روحه في القرآن وإنما يجده في الأناشيد أو حتى الغناء والموسيقى أو السماع أو سائر فنون الفن والجمال واللهو= لنقص نفسه وقلة صبره على رعاية قلبه حتى ينبت فيه الوحي ثمره، ويعظم ضرر هذا حين يستغني بما يملأ روحه من تلك الأبواب، ويحسب هذا ملأ روح والوحي ملأ روح، وهو هنا إنما يغفل عن فرق النفع والرواء بين البابين؛ فإنه ليس كل ما يملأ يكون نفعه واحداً بل ولا خلوه من الفساد واحدًا؛ فإن الوحي مادة تملأ الروح كما لا يملأ غيرها وتنفع كما لا ينفع غيرها، وتروي كما لا يروي غيرها، وتخلو من الضرر كما لا يخلو غيرها، وهذا فرق ما بينها وبين غيرها، والفرق هاهنا لو تعلمون عظيم.
والله بخلقه خبير يعلم أن أكثرهم لا يطيقون مراتب الكمال تلك، ولو أطاقوها لصافحتهم الملائكة وهم يمشون على الأرض؛ لأجل ذلك أباح لهم من أبواب اللهو والباطل والتعلق بالخلق ما هو أنسب لطبيعتهم مما لو حرمها عليهم وأوجب عليهم طلب نعيم النفس من جهته لا غير لفتنهم ذلك وأضر بهم.
ومن هنا تعلم خطأ من يصرف الناس عن طلب متع الفن والجمال واللهو المباح، بينما عموم حال أكثر الناس أنك لو صرفتهم عن هذا= لطلبوا إحماض نفوسهم بالمحرم المحض؛ فإن هذا الصرف لن يقودهم لتمحيض نفوسهم للكمال كما تظن، بل لو أخذ من هذا النقص ما يصلح نفسه= كان مآل ذلك إلى حال أكمل مما لو لم يأخذه.
فالله سبحانه إنما شرع لهم المباح منه دون ما تعظم مفسدته، وهذا المباح شرعه لهم بحيث لا يملأون به أرواحهم فتصير طرق القرآن للروح مسدودة، لكن الناس يفعلون فعل من اشتهت نفسه العدس مثلا فأكل منه أكلا أعاقه عن الانتفاع باللحم سائر يومه، فصار يشتكي أنه لا يشتهي اللحم، والحال أن من أسرف وملأ نفسه بلغو قليل النفع= لم يجن منه إلا زحمة الروح وضيق النَفَس، وأنه سد مسالك الأطيب والأحسن أن يصل إلى روحه.
فآفة الناس: أنهم ينسون أن هذا ما أبيح إلا من جهة أنه استصلاح اقتضته طبيعة نقصهم؛ فإن النفوس لا تصبر على طعام واحد ولو كان أشهى وأكمل وأنفع، فيباح لها أن تأخذ شيئاً من الباطل الأنقص، على ألا تُسرف، لكنهم يستمرئون ذلك ويسرفون فيه، حتى يغفلون به عن الوحي وطلب نعيم النفس من جهة الله، ويصير اللهو المباح لهم حالًا تنسيهم ربهم،ويصير ما تعلقوا به من اأبواب الفن والجمال فتنة تصرفهم عن دينهم، فتصير حالهم كحال من قطع ما بينه وبين ربه وصارت نفسه جرداء يتلمس إرواءها من كل سبيل إلا سبيل الوحي، وما له رواء.
ومن أكثر من السفر إلى زيارات المشاهد ونحوها= لا يبقى لحج البيت الحرام في قلبه من المحبة والتعظيم ما يكون في قلب من وسعته السنة.
ومن أدمن على أخذ الحكمة والآداب من كلام حكماء فارس والروم= لا يبقى لحكمة الإسلام وآدابه في قلبه ذاك الموقع.
ومن أدمن قصص الملوك وسيرهم= لا يبقى لقصص الأنبياء وسيرهم في قلبه ذاك الاهتمام، ونظير هذا كثير)).
قلت:
إن التعلق بالوحي وملأ النفس به، والصلة بالله عبودية ومحبة وافتقارًا وقيامًا بالأمر والنهي والصلاة والذكر والصلة ونفع الخلق= كفيلة بسد حاجة الناس عن كل باب من أبواب اللهو ومتع الفن والجمال أو حتى التعلق بالخلق.
وإن النفس لا تطلب نعيمها ولا سرورها ولا سعادتها من جهة غير جهة الله إلا لنقصها عن مراتب الكمال.
فطلب الناس لغذاء روحي غير الوحي ومتاع العبودية= إنما يرجع لنقص نفوسهم وضعفها، والخلل الموجود في قابلية المحل عندهم للانتفاع بالوحي.
فكثير من الناس لا يجد غذاء روحه في القرآن وإنما يجده في الأناشيد أو حتى الغناء والموسيقى أو السماع أو سائر فنون الفن والجمال واللهو= لنقص نفسه وقلة صبره على رعاية قلبه حتى ينبت فيه الوحي ثمره، ويعظم ضرر هذا حين يستغني بما يملأ روحه من تلك الأبواب، ويحسب هذا ملأ روح والوحي ملأ روح، وهو هنا إنما يغفل عن فرق النفع والرواء بين البابين؛ فإنه ليس كل ما يملأ يكون نفعه واحداً بل ولا خلوه من الفساد واحدًا؛ فإن الوحي مادة تملأ الروح كما لا يملأ غيرها وتنفع كما لا ينفع غيرها، وتروي كما لا يروي غيرها، وتخلو من الضرر كما لا يخلو غيرها، وهذا فرق ما بينها وبين غيرها، والفرق هاهنا لو تعلمون عظيم.
والله بخلقه خبير يعلم أن أكثرهم لا يطيقون مراتب الكمال تلك، ولو أطاقوها لصافحتهم الملائكة وهم يمشون على الأرض؛ لأجل ذلك أباح لهم من أبواب اللهو والباطل والتعلق بالخلق ما هو أنسب لطبيعتهم مما لو حرمها عليهم وأوجب عليهم طلب نعيم النفس من جهته لا غير لفتنهم ذلك وأضر بهم.
ومن هنا تعلم خطأ من يصرف الناس عن طلب متع الفن والجمال واللهو المباح، بينما عموم حال أكثر الناس أنك لو صرفتهم عن هذا= لطلبوا إحماض نفوسهم بالمحرم المحض؛ فإن هذا الصرف لن يقودهم لتمحيض نفوسهم للكمال كما تظن، بل لو أخذ من هذا النقص ما يصلح نفسه= كان مآل ذلك إلى حال أكمل مما لو لم يأخذه.
فالله سبحانه إنما شرع لهم المباح منه دون ما تعظم مفسدته، وهذا المباح شرعه لهم بحيث لا يملأون به أرواحهم فتصير طرق القرآن للروح مسدودة، لكن الناس يفعلون فعل من اشتهت نفسه العدس مثلا فأكل منه أكلا أعاقه عن الانتفاع باللحم سائر يومه، فصار يشتكي أنه لا يشتهي اللحم، والحال أن من أسرف وملأ نفسه بلغو قليل النفع= لم يجن منه إلا زحمة الروح وضيق النَفَس، وأنه سد مسالك الأطيب والأحسن أن يصل إلى روحه.
فآفة الناس: أنهم ينسون أن هذا ما أبيح إلا من جهة أنه استصلاح اقتضته طبيعة نقصهم؛ فإن النفوس لا تصبر على طعام واحد ولو كان أشهى وأكمل وأنفع، فيباح لها أن تأخذ شيئاً من الباطل الأنقص، على ألا تُسرف، لكنهم يستمرئون ذلك ويسرفون فيه، حتى يغفلون به عن الوحي وطلب نعيم النفس من جهة الله، ويصير اللهو المباح لهم حالًا تنسيهم ربهم،ويصير ما تعلقوا به من اأبواب الفن والجمال فتنة تصرفهم عن دينهم، فتصير حالهم كحال من قطع ما بينه وبين ربه وصارت نفسه جرداء يتلمس إرواءها من كل سبيل إلا سبيل الوحي، وما له رواء.
كتاب قايمة البداية الجديد، موعد الاختبار في اليوم الأول من ديسمبر..
عن صدام حسين، كتب عبده فايد: بعض الرسائل الغاضبة التي تزأر دفاعًا عن البطل المغوار صدام حسين، وكيف عمّ الرخاء في عهده، والخراب من بعده..كثير جدًا من الإنشاء وقليل من أبجديات المنطق..
بعد انقلاب 1968 وعودة البعث إلي السلطة في العراق بقيادة الرئيس أحمد حسن البكر، بدأ صدام حسين رحلة الصعود المروّعة إلي السلطة..الإنقلاب كاد أن يُكشف في اللحظات الأخيرة علي يد مدير الإستخبارات العسكرية عبد الرزاق النايف، فطلب المشاركة في السلطة، منصب رئيس الوزراء تحديدًا، وإلا فضح الأمر، وقد كان ومُنح النايف المنصب، ونجح الإنقلاب، ولم يمر إلا أسبوعين، وبينما النايف يتناول الطعام مع الرئيس ووزير الدفاع حردان التكريتي ووزير الداخلية صالح مهدي عمّاش، حتي دخل صدام عليه، ونقله فورًا علي طائرة حطّت به الرحال في الخارج، وبعد رحلة حصل فيها النايف علي جواز سفر أردني، انتهي صريعًا في لندن بأمر من صدام..الإثنين الحاضرين وقتها بجوار الرئيس البكر كانوا عقبة أخري في وجه صدام، الأول حردان التكريتي سافر للخارج فاستغل صدام الفرصة وعزله من كافة مناصبه، لكن التكريتي أصرّ علي العودة إلي بغداد، ومنها رُحّل إلي الجزائر، ثم ذهب للكويت، ودعاه السفير العراقي لزيارة، واصطحبه بسيارته التي توقفت فجأة، ليخرج منها رجل، ويطلق الرصاص علي رأس التكريتي، ويهرب القاتل وهو أحد المقربين من صدام ‘‘محمد فاضل‘‘ في سيارة تابعة لوزير الخارجية العراقي المُحبب إلي قلب صدام، حد وصفه بتوأمه ويُدعي ‘‘عبد الكريم الشيخلي‘‘، أما الآخر وهو وزير الداخلية عماش، فقد ترجي البكر صدام ألا يقتله، فألقاه خارج البلاد أين استقر في فنلندا، وطبعًا كعادة صدام، أرسل له مجموعة من رجال المخابرات، فالتقاهم ودعاهم للغذاء، وعادوا به إلي بغداد جثة بعد تسميمه..الشيخلي توأم صدام، سيُعفي من كافة مناصبه لاحقًا، وينزل من سيارته إلي مكتب البريد، فيتلقي رصاصة في الرأس أمام ناظري زوجته..فؤاد الركابي الأمين العام الأول وأحد مؤسسي البعث العراقي كان مسجونًا بعد انشقاقه منتصف الستينات، وكان موعد الإفراج عنه قد حُدد، وليلتها تحديدًا، ذهب إلي محبسه شخص منحرف، وطعنه في رقبته، لكنه لم يمت ونُقل للمستشفي وأُمر الأطباء بعدم علاجه، حتي مات من شدة النزيف..يد صدام الباطشة في كل تلك العمليات كان مدير الأمن العام ناظم كزار، سادي ومختل، استلهم كل أساليب الاستخبارات القذرة من ألمانيا الشرقية لرومانيا وبالطبع الكي جي بي..كزار سيحاول تنفيذ انقلاب علي الرئيس البكر لكن السوفييت سيكتشفوا المحاولة، ويحاول كزار الهرب محتجزًا وزيري الدفاع والداخلية إلي إيران، قبل أن يُلقي القبض عليه ويُعدم..محاولة كزار اُتهم فيها عبد الخالق السامرائي المنظر البعثي والمناويء لإنفراد صدام بالسلطة، لكن بفضل وساطات عربية لم يوقع البكر أمر إعدامه، فسجنه صدام، وبعد 6 سنوات، صدام سينحي الرئيس البكر وينفرد بالسلطة كرئيس للجمهورية، ويعقد المحاكمة الشهيرة في قاعة الخلد، أين تُليت أسامي المتآمرين علي حكمه الجديد، وتم اقتيادهم وإعدامهم، ومن بين هؤلاء المتآمرين كان السامرائي المسجون منذ سنوات، وأعدمه صدام، ضمن قرابة 300 عملية إعدام جرت في الأشهر الأولي لحكمه لتصفية كل وأي صوت مناويء تبقي في البعث، صدام كان دموي للحد الذي جعل الرفاق يقتلون رفاقهم أو أبناء العشيرة يقتلون ذويهم، فلما يصدر الحكم ، يأتي بزميلك الحزبي أو أحد أقربائك لقتلك..طبعًا جرائم صدام اللاحقة في حق الأكراد في حلبجة وتصفية الصدر وأخته وغزو الكويت العنتري بكل الدمار الذي لحق بالجيش العراقي، وغيرها الكثير، لهي جرائم يصعب حصرها، لكن هنا تحديدًا طريقة الصعود الدموية للسلطة، والتي أتذكرها من شهادة حامد الجبوري الذي تقلّد مناصب عدّة في عهد البكر وصدام من رئاسة ديوان رئيس الجمهورية إلي الإعلام والثقافة والخارجية ومندوب العراق الدائم في جامعة الدول العربية وسفيرًا في تونس فضلًا عن منصبه الحزبي في المكتب المركزي قبل انشقاقه عن صدام في لندن، الشهادة كانت من 11 حلقة سجّلها لصالح برنامج شاهد علي العصر في الجزيرة قبل 11 سنة، وتلمس الرعب في كل حرف يقوله، خصوصًا مع ذكره لجرائم الاغتصاب التي مارستها فرق خاصة بحق زوجات من يُشكك صدام بولائهم، وأحدهم كان ظابطًا في قطاع البصرة، صُورت زوجته وهُدد بفضحه، ما جعل الجبوري يبقي كلاشنكوف إلي جوار رأسه لحظة النوم، حتي يتجنب غضب صدام في أي لحظة..اسمعوا تلك الشهادة، والجبوري رغم انشقاقه، ظل طوال الحلقات ينعت صدام ب‘‘ألرئيس‘‘ ويدافع عن بعض السياسات بوصفها كانت تحدث في كل الأنظمة، ويطعن في الطائفيين الساديين الذين أتوا بعد الإحتلال الأمريكي ويحض القبائل العربية علي الثورة ضدهم..
بعد انقلاب 1968 وعودة البعث إلي السلطة في العراق بقيادة الرئيس أحمد حسن البكر، بدأ صدام حسين رحلة الصعود المروّعة إلي السلطة..الإنقلاب كاد أن يُكشف في اللحظات الأخيرة علي يد مدير الإستخبارات العسكرية عبد الرزاق النايف، فطلب المشاركة في السلطة، منصب رئيس الوزراء تحديدًا، وإلا فضح الأمر، وقد كان ومُنح النايف المنصب، ونجح الإنقلاب، ولم يمر إلا أسبوعين، وبينما النايف يتناول الطعام مع الرئيس ووزير الدفاع حردان التكريتي ووزير الداخلية صالح مهدي عمّاش، حتي دخل صدام عليه، ونقله فورًا علي طائرة حطّت به الرحال في الخارج، وبعد رحلة حصل فيها النايف علي جواز سفر أردني، انتهي صريعًا في لندن بأمر من صدام..الإثنين الحاضرين وقتها بجوار الرئيس البكر كانوا عقبة أخري في وجه صدام، الأول حردان التكريتي سافر للخارج فاستغل صدام الفرصة وعزله من كافة مناصبه، لكن التكريتي أصرّ علي العودة إلي بغداد، ومنها رُحّل إلي الجزائر، ثم ذهب للكويت، ودعاه السفير العراقي لزيارة، واصطحبه بسيارته التي توقفت فجأة، ليخرج منها رجل، ويطلق الرصاص علي رأس التكريتي، ويهرب القاتل وهو أحد المقربين من صدام ‘‘محمد فاضل‘‘ في سيارة تابعة لوزير الخارجية العراقي المُحبب إلي قلب صدام، حد وصفه بتوأمه ويُدعي ‘‘عبد الكريم الشيخلي‘‘، أما الآخر وهو وزير الداخلية عماش، فقد ترجي البكر صدام ألا يقتله، فألقاه خارج البلاد أين استقر في فنلندا، وطبعًا كعادة صدام، أرسل له مجموعة من رجال المخابرات، فالتقاهم ودعاهم للغذاء، وعادوا به إلي بغداد جثة بعد تسميمه..الشيخلي توأم صدام، سيُعفي من كافة مناصبه لاحقًا، وينزل من سيارته إلي مكتب البريد، فيتلقي رصاصة في الرأس أمام ناظري زوجته..فؤاد الركابي الأمين العام الأول وأحد مؤسسي البعث العراقي كان مسجونًا بعد انشقاقه منتصف الستينات، وكان موعد الإفراج عنه قد حُدد، وليلتها تحديدًا، ذهب إلي محبسه شخص منحرف، وطعنه في رقبته، لكنه لم يمت ونُقل للمستشفي وأُمر الأطباء بعدم علاجه، حتي مات من شدة النزيف..يد صدام الباطشة في كل تلك العمليات كان مدير الأمن العام ناظم كزار، سادي ومختل، استلهم كل أساليب الاستخبارات القذرة من ألمانيا الشرقية لرومانيا وبالطبع الكي جي بي..كزار سيحاول تنفيذ انقلاب علي الرئيس البكر لكن السوفييت سيكتشفوا المحاولة، ويحاول كزار الهرب محتجزًا وزيري الدفاع والداخلية إلي إيران، قبل أن يُلقي القبض عليه ويُعدم..محاولة كزار اُتهم فيها عبد الخالق السامرائي المنظر البعثي والمناويء لإنفراد صدام بالسلطة، لكن بفضل وساطات عربية لم يوقع البكر أمر إعدامه، فسجنه صدام، وبعد 6 سنوات، صدام سينحي الرئيس البكر وينفرد بالسلطة كرئيس للجمهورية، ويعقد المحاكمة الشهيرة في قاعة الخلد، أين تُليت أسامي المتآمرين علي حكمه الجديد، وتم اقتيادهم وإعدامهم، ومن بين هؤلاء المتآمرين كان السامرائي المسجون منذ سنوات، وأعدمه صدام، ضمن قرابة 300 عملية إعدام جرت في الأشهر الأولي لحكمه لتصفية كل وأي صوت مناويء تبقي في البعث، صدام كان دموي للحد الذي جعل الرفاق يقتلون رفاقهم أو أبناء العشيرة يقتلون ذويهم، فلما يصدر الحكم ، يأتي بزميلك الحزبي أو أحد أقربائك لقتلك..طبعًا جرائم صدام اللاحقة في حق الأكراد في حلبجة وتصفية الصدر وأخته وغزو الكويت العنتري بكل الدمار الذي لحق بالجيش العراقي، وغيرها الكثير، لهي جرائم يصعب حصرها، لكن هنا تحديدًا طريقة الصعود الدموية للسلطة، والتي أتذكرها من شهادة حامد الجبوري الذي تقلّد مناصب عدّة في عهد البكر وصدام من رئاسة ديوان رئيس الجمهورية إلي الإعلام والثقافة والخارجية ومندوب العراق الدائم في جامعة الدول العربية وسفيرًا في تونس فضلًا عن منصبه الحزبي في المكتب المركزي قبل انشقاقه عن صدام في لندن، الشهادة كانت من 11 حلقة سجّلها لصالح برنامج شاهد علي العصر في الجزيرة قبل 11 سنة، وتلمس الرعب في كل حرف يقوله، خصوصًا مع ذكره لجرائم الاغتصاب التي مارستها فرق خاصة بحق زوجات من يُشكك صدام بولائهم، وأحدهم كان ظابطًا في قطاع البصرة، صُورت زوجته وهُدد بفضحه، ما جعل الجبوري يبقي كلاشنكوف إلي جوار رأسه لحظة النوم، حتي يتجنب غضب صدام في أي لحظة..اسمعوا تلك الشهادة، والجبوري رغم انشقاقه، ظل طوال الحلقات ينعت صدام ب‘‘ألرئيس‘‘ ويدافع عن بعض السياسات بوصفها كانت تحدث في كل الأنظمة، ويطعن في الطائفيين الساديين الذين أتوا بعد الإحتلال الأمريكي ويحض القبائل العربية علي الثورة ضدهم..
استمعوا لشهادته الكابوسية عن كيف نجح صدام في رحلته الدموية، صدام الذي بدأ حياته في قمة الفقر والعوز وفشل في الإلتحاق بالأكاديمية العسكرية، ثم انتقم لنفسه بعد انقلاب 68 ورقي نفسه حتي أصبح ‘‘مهيب الركن‘‘، وسعي لتعويض نقصه الشخصي ببناء قصوره الرئاسية الفخمة، الفاو والأعظمية والسحاب في دهوك، وخلّد سحقه في الكويت بإنشاء جامع أم المعارك علي امتداد 20 ألف متر مربع، في عز موت الأطفال العراقيين جوعًا بسبب الحصار الأميركي..صدام الذي سحق الكل في طريقه، تقطيعًا وتسميمًا، وأحاط نفسه بثلة من الرعاع مثل عزة الدوري بائع الثلج الذي أصبح ذراعه اليمني..هؤلاء المختلين حكموا بلدًا ثريًا بالنفط بالدم والنار حتي أوردوه موارد التهلكة، فكيف يُمكن الدفاع عنهم؟ اعتبارهم أبطال أفذاذ؟ ناهينًا عن التحسر علي أيامهم؟..صحيح العراق محكوم من أراذل الطائفيين تربية المنفي الإيراني، الذين نهبوا برفقة أسيادهم الأمريكان تريليون $ من ثروات الشعب العراقي، وأيضًا سفاحين بدرجة لا تقل عن صدام في حق أبناء الطوائف الأخري من فرق الموت وخلافه، وبحق شعبهم حاليًا..لكن أن يدفع ذلك للتحسر علي مجرم مثل صدام، فهذا مما لا يقبله منطق، كل ما يعانيه العراق من شرور الظلم والإستبداد نبت في عهد المظلم، ويكمله الآن مجرمون أُخر وإن اختلفت العباءة المذهبية.
وصدقًا لا تأتي لمصري يحيا في عصر تسلط البيادات العسكرية وتُسحق آدميته كل يوم، وتتحسّر أمامه علي البطل المغوار، وتخبره أن شعوبنا لا تُحكم إلا بالحديد والنار..سيلعنك ويلعن روح صدام وروح كل مستبد عربي قائم إلي الآن، يروج لشعبه مقولة ‘‘مش أحسن ما نبقي زي سوريا والعراق‘‘ متجاهلًا عن عمد أن من أضاع سوريا كان الأسد بطغيانه، ومن مزّق العراق كان بطش صدام ورفاقه..وشُكرًا !
وصدقًا لا تأتي لمصري يحيا في عصر تسلط البيادات العسكرية وتُسحق آدميته كل يوم، وتتحسّر أمامه علي البطل المغوار، وتخبره أن شعوبنا لا تُحكم إلا بالحديد والنار..سيلعنك ويلعن روح صدام وروح كل مستبد عربي قائم إلي الآن، يروج لشعبه مقولة ‘‘مش أحسن ما نبقي زي سوريا والعراق‘‘ متجاهلًا عن عمد أن من أضاع سوريا كان الأسد بطغيانه، ومن مزّق العراق كان بطش صدام ورفاقه..وشُكرًا !
إذا كنت تشعر بالتعاسة في علاقة ما (صداقة أو زواج أو رحم)= فالأمر ببساطة لن يخرج عما يلي:
(١) أخطاء سلوكية منك أو منه أو منكما معًا باختلاف النسبة.
(٢) تفسيرات خاطئة لسلوكيات عادية تقع منه، وهو كذلك قد يتورط في التفسيرات الغلط.
وفي العلاقات كما في الحياة كلها، سعادتك وتعاستك مسؤوليتك أنت، لا يمكنك انتظار السعادة من أحد، ولا يمكنك جعل سعادتك تنطلق عندما يدق جرس تغيير شخص آخر، الناس لا يتغيرون لأجل أحد، ويتغيرون ذاتيًا بصعوبة بالغة..
ومسؤوليتك تتحدد في ثلاثة أمور:
(١) مسؤوليتك في التعامل مع أخطائك بالاعتراف والمداواة.
(٢) مسؤوليتك في مراجعتك لتفسيراتك الغلط التي تؤدي لتهمة الطرف الآخر بإساءة وهمية.
(٣) مسؤوليتك في إنهاء علاقة مسيئة، أو لا تستطيع التعايش معها.
سعادتك مسؤوليتك، والعلاقات الإنسانية كلها واحدة من مصادر الدعم والفرح، فإن عجزت علاقة منها عن أداء مهمتها= فهذا لا يعني أن الحياة كلها تصير تعسة، وإذا صارت الحياة كلها تعسة بسبب علاقة فلا ينبغي أن تلوم أحدًا على هذا سوى نفسك.
(١) أخطاء سلوكية منك أو منه أو منكما معًا باختلاف النسبة.
(٢) تفسيرات خاطئة لسلوكيات عادية تقع منه، وهو كذلك قد يتورط في التفسيرات الغلط.
وفي العلاقات كما في الحياة كلها، سعادتك وتعاستك مسؤوليتك أنت، لا يمكنك انتظار السعادة من أحد، ولا يمكنك جعل سعادتك تنطلق عندما يدق جرس تغيير شخص آخر، الناس لا يتغيرون لأجل أحد، ويتغيرون ذاتيًا بصعوبة بالغة..
ومسؤوليتك تتحدد في ثلاثة أمور:
(١) مسؤوليتك في التعامل مع أخطائك بالاعتراف والمداواة.
(٢) مسؤوليتك في مراجعتك لتفسيراتك الغلط التي تؤدي لتهمة الطرف الآخر بإساءة وهمية.
(٣) مسؤوليتك في إنهاء علاقة مسيئة، أو لا تستطيع التعايش معها.
سعادتك مسؤوليتك، والعلاقات الإنسانية كلها واحدة من مصادر الدعم والفرح، فإن عجزت علاقة منها عن أداء مهمتها= فهذا لا يعني أن الحياة كلها تصير تعسة، وإذا صارت الحياة كلها تعسة بسبب علاقة فلا ينبغي أن تلوم أحدًا على هذا سوى نفسك.
الحب من النظرة الأولى أسطورة. وينبغي أن يطلق عليه "تلف في الدماغ" لسببين:
أولًا، يجب أن تعاني من تلف في الدماغ كي تحب من أول نظرة.
وثانيًا: إن كنت تعتقد أن ما تشعر به هو الحب، فسوف يجلب ذلك الكثير من الضرر لدماغك بينما تمضي في العلاقة. إنه مرض مضاعف. يجب أن تكون مريضًا لتحصل على الحب من النظرة الأولى، وعندما تصاب به، فسيجعلك تمرض.
بالطبع، قد تعتقد في الحب من النظرة الأولى عند مستوى معين، خاصة عندما كنت مراهقًا. ولكن في مرحلة البلوغ، عندما تتاح لهذه المشاعر فرصة للتطور إلى شيء قد يستمر الأمر إلى الأبد، عليك أن تفهم أنه لا يوجد شيء اسمه الحب من النظرة الأولى.
هذا لا يعني أنه لا يوجد شيء من النظرة الأولى. كما أنه لا يعني أن هذا الشيء قد لا يكون قويًا للغاية. بل حتى ربما تكون مكوناته جيدة. لكن هذا ليس حبًا، لذا يجب ألا تعامله بهذه الطريقة.
تتمثل القيمة الأولى للتخلص من هذه الحقيقة في العلاقة فيما يلي:
لا تدع خيالاتك تخدعك لتظن أنك قد وجدت شيئًا ذا قيمة لمجرد أن الشخص يفتنك أو يجعل قلبك ينبض بشكل أسرع. ليس للقلب سريع النبض علاقة بالحب أو بأي شيء يدوم. الأمر الثاني: فقط لأنك لم تقع في الحب من النظرة الأولى لا يعني أن الشخص الذي تقابله ليس ذا قيمة كبيرة أو حتى إمكانات مستمرة.
حقيقة، لقد أضافت هوليود، وماديسون أفي، والحكايات الخيالية، والأفلام، والروايات رومانسية إلى هذا الارتباك. ما كان يُعد خيالا - شيء مثل جرعات الحب التي يحضرها السحرة - يتم الآن اعتباره الطريقة التي يعمل بها الحب نفسه. هذا غير صحيح، لذلك لا تصدقه.
افهم أن المشاعر مثل تلك تستند إلى أشياء بداخلك، وليست بعض القيم الموروثة للشخص الذي أغرمت به. وما يؤثر بك شخصي تمامًا. يمكن أن تأتي أسباب شعورك بهذه الطريقة تجاه شخص ما من مصادر كثيرة، وفي بعض الأحيان يكون من المهم معرفة ماهية تلك الأشياء. على سبيل المثال، تحدثنا في وقت سابق عن "ويندي"، التي كانت تنجذب فقط إلى الرجال الذين يجعلونها تشعر بالنعومة والأنوثة. وهذا يتعلق بصراعاتها حول ضعفها ولا علاقة للرجال بالأمر. في نهاية المطاف، فهمت ويندي الأمر ووقعت في حب رجل ليس من نوع رامبو. ماذا لو كانت تعتقد أنه لمجرد أن شخص لديه عضلات فهي تحبه، لتعرف بعد ذلك أنه لا يوجد ما تحتاجه تحت تلك العضلات؟ وأنها فقط في حاجة إلى العضلات لأنها كانت مريضة؟
د. هنري كلاود
أولًا، يجب أن تعاني من تلف في الدماغ كي تحب من أول نظرة.
وثانيًا: إن كنت تعتقد أن ما تشعر به هو الحب، فسوف يجلب ذلك الكثير من الضرر لدماغك بينما تمضي في العلاقة. إنه مرض مضاعف. يجب أن تكون مريضًا لتحصل على الحب من النظرة الأولى، وعندما تصاب به، فسيجعلك تمرض.
بالطبع، قد تعتقد في الحب من النظرة الأولى عند مستوى معين، خاصة عندما كنت مراهقًا. ولكن في مرحلة البلوغ، عندما تتاح لهذه المشاعر فرصة للتطور إلى شيء قد يستمر الأمر إلى الأبد، عليك أن تفهم أنه لا يوجد شيء اسمه الحب من النظرة الأولى.
هذا لا يعني أنه لا يوجد شيء من النظرة الأولى. كما أنه لا يعني أن هذا الشيء قد لا يكون قويًا للغاية. بل حتى ربما تكون مكوناته جيدة. لكن هذا ليس حبًا، لذا يجب ألا تعامله بهذه الطريقة.
تتمثل القيمة الأولى للتخلص من هذه الحقيقة في العلاقة فيما يلي:
لا تدع خيالاتك تخدعك لتظن أنك قد وجدت شيئًا ذا قيمة لمجرد أن الشخص يفتنك أو يجعل قلبك ينبض بشكل أسرع. ليس للقلب سريع النبض علاقة بالحب أو بأي شيء يدوم. الأمر الثاني: فقط لأنك لم تقع في الحب من النظرة الأولى لا يعني أن الشخص الذي تقابله ليس ذا قيمة كبيرة أو حتى إمكانات مستمرة.
حقيقة، لقد أضافت هوليود، وماديسون أفي، والحكايات الخيالية، والأفلام، والروايات رومانسية إلى هذا الارتباك. ما كان يُعد خيالا - شيء مثل جرعات الحب التي يحضرها السحرة - يتم الآن اعتباره الطريقة التي يعمل بها الحب نفسه. هذا غير صحيح، لذلك لا تصدقه.
افهم أن المشاعر مثل تلك تستند إلى أشياء بداخلك، وليست بعض القيم الموروثة للشخص الذي أغرمت به. وما يؤثر بك شخصي تمامًا. يمكن أن تأتي أسباب شعورك بهذه الطريقة تجاه شخص ما من مصادر كثيرة، وفي بعض الأحيان يكون من المهم معرفة ماهية تلك الأشياء. على سبيل المثال، تحدثنا في وقت سابق عن "ويندي"، التي كانت تنجذب فقط إلى الرجال الذين يجعلونها تشعر بالنعومة والأنوثة. وهذا يتعلق بصراعاتها حول ضعفها ولا علاقة للرجال بالأمر. في نهاية المطاف، فهمت ويندي الأمر ووقعت في حب رجل ليس من نوع رامبو. ماذا لو كانت تعتقد أنه لمجرد أن شخص لديه عضلات فهي تحبه، لتعرف بعد ذلك أنه لا يوجد ما تحتاجه تحت تلك العضلات؟ وأنها فقط في حاجة إلى العضلات لأنها كانت مريضة؟
د. هنري كلاود
المحتوى كمعنى ومضمون لا يؤدي لحرمة التعامل مع النص، وكتب العلم واللغة والأدب والتفسير تورد معلقة امرئ القيس وفيها واقعة تقارب الزنا، ومدونات أهل الكتاب فيها نصوص كفرية ولم يكن هذا وحده مسوغًا لمنع التعامل معها، وكقاعدة عامة = المحتوى لا يؤدي لمنع مشاهدة أو استمع أو قراءة أي منتج إلا في حالة إن يكون المحتوى يؤثر سلبا عليك كتحريك شهوة أو إثارة شبهة..
أما حكم الموسيقى والغناء فأجبنا عنه من قبل..
(1) الموسيقى محرمة عند أكثر الفقهاء لا فرق بين نوع ونوع فيها، وقد يُتسامح فيما يسمعه الأطفال أو ما في خلفيات المواد العلمية التي ترجح مصلحتها، أما الحكم العام الذي اتفقت عليه المذاهب الأربعة فهو التحريم.
وخالفهم غيرهم من الفقهاء فلم يروا حرمتها ولم يروا صحة الأدلة التي يسوقها المحرمون.
(2) الغناء هو أي كلام ملحن بدون معازف، فالأناشيد غناء لكن بدون موسيقى، الموسيقى هي المعازف بدون كلام.
عبد الحليم مثلا أو حتى النقشبندي في مولاي= غناء+ معازف
موتسارت= معازف بدون غناء.
سنخوض معاركنا= غناء بدون معازف.
الغناء بدون معازف: الجمهور على حرمته لكن هناك قول سائغ معروف بجوازه.
المعازف سواء مع غناء أم لا: أكثر أئمة العلم والدين على حرمتها، والخلاف فيها أقل من الغناء وقيل يسوغ وقيل لا يسوغ.
لو الكلام محرم كما فيه وقيعة في عرض معين أو نشره يوسع دائرة منكر أو مقترن بمحرم كالرقص أو صوت يشتهي السامع صاحبه أو صاحبته شهوة جنسية = حرام بالاتفاق.
لو اللي بيسمع يسمع سماعا دينيا يعتبر نفسه به في عبادة يطلب ثوابها وصلاح قلبه= محرم بالاتفاق، والقول بجوازه من محدثات بعض الصوفية.
حداء الإبل وما تخف فيه درجة التلحين جدا= جائز بالاتفاق، ومثاله حداء صياد الصقوراللي في فيلم الهروب هتلاقيه على اليوتيوب.
طبول الحرب والدف والغناء في العيد والفرح والنكاح= جائز بالاتفاق.
قولي أنا الذي أختاره في المسألة هو ما ذهب إليه بعض الفقهاء من غير المذاهب الأربعة= أن سماع الغناء والموسيقى مباح، وهذا عندي بشروط أربعة:
(1) ألا تقترن بمحرم آخر، كنظر محرم، أو ميل قلبي جنسي لصاحب أو صاحبة الصوت، أو غير ذلك من المحرمات.
(2) عدم الإسراف فيها بل تكون في حدود اللهو المباح، ولا تكون ديدن الشخص وعادته، لذلك يقول أبو محمد ابن حزم نفسه: ((واللهو مباح وترك سماعه أفضل)).
(3)أن يراقب الشخص علاقته بالذكر والقرآن فمتى ضعفت أو انحلت= وجب عليه وصلها وقطع ما يضعفها كالسماع، سواء الموسيقى أو حتى الغناء بغير موسيقى.
(4) أن يكون هذا السماع بقصد اللهو أما السماع الديني الذي يُتعبد به لترقيق القلوب مثل ما يفعله الصوفية فهو عندي محرم ونص شيخ الإسلام على أن سماع التعبد أبعد عن الإباحة من سماع اللهو.
فالخلاصة:
الموسيقى التي هي اللحن والمعازف نعم الخلاف فيها سائغ عندي ويرى أكثر العلماء حرمتها وعدم سواغ الخلاف فيها. إلا الدف في العيد والفرح والطبل في الحرب فيجيزونه.
وذهب آخرون إلى جوازها وهو قول ثابت عن قليل جدا من الفقهاء المتقدمين كابن الماجشون وهو قول ابن حزم والغزالي وابن طاهر وغيرهم، وبعضهم يضعف الأحاديث الواردة في التحريم أو يحملها على صور غير محل البحث.
أما الموسيقى المقترنة بما يزيد على هذا من إسراف في الاستعمال يمكن يصد عن الوحي، أو من صوت يغني تقع به لذة وشهوة أو كلمات تغنى يكون فيها محرم أو صورة تصحب المعازف يكون فيها محرم= فيختلف حكمها باختلاف هذه المتغيرات الداخلة عليها وكثير من صور هذه الزيادات حرام بالاتفاق.
أما الغناء إن خلى من المعازف ومن الكلام المحرم فكثير من العلماء على حرمته باستثناء مواطن الفرح والعيد والحداء والشيء الذي يقع عارضا، لكن بعضهم على جوازه ولو في غيرها ما لم يقع فيه إسراف يصد عن الوحي أو صوت يلتذ به والخلاف فيه سائغ.
تبقى قصائد الزهد والإنشاد الديني سواء صحب بالمعازف أو لا، فالتعبد بهذا واعتبار أن مجرد استماعها فيه ثواب من الله= هذا حرام باتفاق السلف ليس فيه نزاع إلا عند الصوفية، وأما استعماله بغير تعبد فله نفس حكم الغناء والموسيقى السابق خلافا ووفاقا.
أما حكم الموسيقى والغناء فأجبنا عنه من قبل..
(1) الموسيقى محرمة عند أكثر الفقهاء لا فرق بين نوع ونوع فيها، وقد يُتسامح فيما يسمعه الأطفال أو ما في خلفيات المواد العلمية التي ترجح مصلحتها، أما الحكم العام الذي اتفقت عليه المذاهب الأربعة فهو التحريم.
وخالفهم غيرهم من الفقهاء فلم يروا حرمتها ولم يروا صحة الأدلة التي يسوقها المحرمون.
(2) الغناء هو أي كلام ملحن بدون معازف، فالأناشيد غناء لكن بدون موسيقى، الموسيقى هي المعازف بدون كلام.
عبد الحليم مثلا أو حتى النقشبندي في مولاي= غناء+ معازف
موتسارت= معازف بدون غناء.
سنخوض معاركنا= غناء بدون معازف.
الغناء بدون معازف: الجمهور على حرمته لكن هناك قول سائغ معروف بجوازه.
المعازف سواء مع غناء أم لا: أكثر أئمة العلم والدين على حرمتها، والخلاف فيها أقل من الغناء وقيل يسوغ وقيل لا يسوغ.
لو الكلام محرم كما فيه وقيعة في عرض معين أو نشره يوسع دائرة منكر أو مقترن بمحرم كالرقص أو صوت يشتهي السامع صاحبه أو صاحبته شهوة جنسية = حرام بالاتفاق.
لو اللي بيسمع يسمع سماعا دينيا يعتبر نفسه به في عبادة يطلب ثوابها وصلاح قلبه= محرم بالاتفاق، والقول بجوازه من محدثات بعض الصوفية.
حداء الإبل وما تخف فيه درجة التلحين جدا= جائز بالاتفاق، ومثاله حداء صياد الصقوراللي في فيلم الهروب هتلاقيه على اليوتيوب.
طبول الحرب والدف والغناء في العيد والفرح والنكاح= جائز بالاتفاق.
قولي أنا الذي أختاره في المسألة هو ما ذهب إليه بعض الفقهاء من غير المذاهب الأربعة= أن سماع الغناء والموسيقى مباح، وهذا عندي بشروط أربعة:
(1) ألا تقترن بمحرم آخر، كنظر محرم، أو ميل قلبي جنسي لصاحب أو صاحبة الصوت، أو غير ذلك من المحرمات.
(2) عدم الإسراف فيها بل تكون في حدود اللهو المباح، ولا تكون ديدن الشخص وعادته، لذلك يقول أبو محمد ابن حزم نفسه: ((واللهو مباح وترك سماعه أفضل)).
(3)أن يراقب الشخص علاقته بالذكر والقرآن فمتى ضعفت أو انحلت= وجب عليه وصلها وقطع ما يضعفها كالسماع، سواء الموسيقى أو حتى الغناء بغير موسيقى.
(4) أن يكون هذا السماع بقصد اللهو أما السماع الديني الذي يُتعبد به لترقيق القلوب مثل ما يفعله الصوفية فهو عندي محرم ونص شيخ الإسلام على أن سماع التعبد أبعد عن الإباحة من سماع اللهو.
فالخلاصة:
الموسيقى التي هي اللحن والمعازف نعم الخلاف فيها سائغ عندي ويرى أكثر العلماء حرمتها وعدم سواغ الخلاف فيها. إلا الدف في العيد والفرح والطبل في الحرب فيجيزونه.
وذهب آخرون إلى جوازها وهو قول ثابت عن قليل جدا من الفقهاء المتقدمين كابن الماجشون وهو قول ابن حزم والغزالي وابن طاهر وغيرهم، وبعضهم يضعف الأحاديث الواردة في التحريم أو يحملها على صور غير محل البحث.
أما الموسيقى المقترنة بما يزيد على هذا من إسراف في الاستعمال يمكن يصد عن الوحي، أو من صوت يغني تقع به لذة وشهوة أو كلمات تغنى يكون فيها محرم أو صورة تصحب المعازف يكون فيها محرم= فيختلف حكمها باختلاف هذه المتغيرات الداخلة عليها وكثير من صور هذه الزيادات حرام بالاتفاق.
أما الغناء إن خلى من المعازف ومن الكلام المحرم فكثير من العلماء على حرمته باستثناء مواطن الفرح والعيد والحداء والشيء الذي يقع عارضا، لكن بعضهم على جوازه ولو في غيرها ما لم يقع فيه إسراف يصد عن الوحي أو صوت يلتذ به والخلاف فيه سائغ.
تبقى قصائد الزهد والإنشاد الديني سواء صحب بالمعازف أو لا، فالتعبد بهذا واعتبار أن مجرد استماعها فيه ثواب من الله= هذا حرام باتفاق السلف ليس فيه نزاع إلا عند الصوفية، وأما استعماله بغير تعبد فله نفس حكم الغناء والموسيقى السابق خلافا ووفاقا.
س: لو كرست كل وقتي لتخصصي على اساس اني اكون من احسن الناس فيه .. هل دا يعتبر سعي للدنيا .. وازا لا هل لي الاجر كاني باتعلم العلم الشرعياصلو انا شايف قليل جدا من الملتزمين دينيا كويسين في شغلهم ودا شيء مدايقني جدا.
ج:
بداية ضعف إتقان العمل سمة إنسانية، وبتزيد جدًا في العالم العربي كجزء من حالة التخلف وضعف ثقافة الإتقان والإنجاز والجودة واختلال معايير التنافس.
فالملتزمين دينيا هما جزء من كل، الفكرة بس إن ممكن واحد فيهم يحب يسند كسله وعجزه بأسانيد دينية، وغالبًا هتلاقيه دينيا برضه غير متقن أو منجز، بيسيب دراسته أو شغله أو التفوق فيهما عشان طلب العلم، وعلميًا بتعدي السنين وما بيعملش حاجة.
زي ما فيه تطرف مقابل يزري على أي تفرغ للآخرة ويخلي العمل الدنيوي أفضل، وأصل العمل عبادة وبتاع، التطرفين غلط.
وده ما يمنعش وجود قلة بتخلي أولويتها التفوق في مجالات دينية وبتنجح في ده وما يمنعش وجود ناس أولويتهم التفوق الدنيوي معترفين بمشروعية التفوق الديني.
بالنسبة لإجابة سؤالك:
السعي للدنيا هو السعي فيما لا ينفع في الآخرة، أي سعي ينفع في الاخرة فليس سعيًا للدنيا المحضة.
وفي الحديث أن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مر بهم رجل فتعجبوا من خَلقه فقالوا: لو كان هذا في سبيل الله فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن كان يسعى على أبويه شيخين كبيرين فهو في سبيل الله، وإن كان يسعى على ولد صغار فهو في سبيل الله، وإن كان يسعى على نفسه ليغنيها ويكافئ الناس فهو في سبيل الله)).
ويُرسخ النبي صلى الله عليه وسلم هذا المفهوم في سياق آخر فيقول: ((إن من أفضل دينار: دينار أنفقه الرجل على عياله، ودينار أنفقه على أصحابه في سبيل الله، ودينار أنفقه على دابته في سبيل الله)). قال أبو قلابة: ((وبدأ بالعيال، وأي رجل أعظم أجرًا من رجل ينفق على عيال صغار حتى يغنيهم الله عز وجل)).
فالعبادة المحضة ما ليس لها اتصال مادي مباشر بصلاح الدنيا.
والدنيا المحضة ما ليس لها اتصال مباشر بصلاح الآخرة.
وبينهما: الدنيا التي تنفع في الآخرة، والعبادة التي تلحقها تابعة بعض مصالح الدنيا، كالحج وفيه قول الله: { وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ}.
الله عز وجل خلقنا مختلفين، فالإنسان الذي يرجو صلاح دينه ودنياه، يبذل فيما يرى أنه سيتقن فيه ثم يجعله من حلال ثم يجعله محفوفًا بإطار من القيمة وإرادة وجه الله، وتوليد إطار القيمة وإرادة وجه الله ممكن من أي تخصص حلال؛ فإطار القيمة ليس ملموسًا ماديًا، مش لازم يكون بسهولة: طبيب عشان في القرآن ومن أحياها، لأ عادي والله ممكن تكون بتبيع مسامير ترجو بذلك الحلال، وتسعى لإنك تكون أحسن واحد بيبيع مسامير لأنك بتحب كده وفي حب ذلك بهجة نفسك، والقيمة والعبادة موجودة في نشاطات حياتك التانية، مش لازم تكون طالب علم ولا شيخ ولا حتى في شغلانة توليد القيمة منها مباشر.
التجارة من الأعمال المهلكة، ولا تكاد تنجح بدون تفرغ للسعي لها، وفي الحديث المختلف في صحته: التاجر الأمين الصدوق المسلم، مع الشهداء يوم القيامة.
وصح عن بعض السلف: التاجر الأمين الصدوق مع السبعة في ظل العرش يوم القيامة.
كل المطلوب ممن تفرغ للسعي للدنياألا يلهيه ذلك عن زاد روحه وقلبه وأن يكون عمله تمثلًا لمنظومة قيمه ووحيه ويرجو بذلك وجه الله محافظًا على الدين مرجعية عليا لحياته حتى لو كان بيبيع مسامير.
ج:
بداية ضعف إتقان العمل سمة إنسانية، وبتزيد جدًا في العالم العربي كجزء من حالة التخلف وضعف ثقافة الإتقان والإنجاز والجودة واختلال معايير التنافس.
فالملتزمين دينيا هما جزء من كل، الفكرة بس إن ممكن واحد فيهم يحب يسند كسله وعجزه بأسانيد دينية، وغالبًا هتلاقيه دينيا برضه غير متقن أو منجز، بيسيب دراسته أو شغله أو التفوق فيهما عشان طلب العلم، وعلميًا بتعدي السنين وما بيعملش حاجة.
زي ما فيه تطرف مقابل يزري على أي تفرغ للآخرة ويخلي العمل الدنيوي أفضل، وأصل العمل عبادة وبتاع، التطرفين غلط.
وده ما يمنعش وجود قلة بتخلي أولويتها التفوق في مجالات دينية وبتنجح في ده وما يمنعش وجود ناس أولويتهم التفوق الدنيوي معترفين بمشروعية التفوق الديني.
بالنسبة لإجابة سؤالك:
السعي للدنيا هو السعي فيما لا ينفع في الآخرة، أي سعي ينفع في الاخرة فليس سعيًا للدنيا المحضة.
وفي الحديث أن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مر بهم رجل فتعجبوا من خَلقه فقالوا: لو كان هذا في سبيل الله فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن كان يسعى على أبويه شيخين كبيرين فهو في سبيل الله، وإن كان يسعى على ولد صغار فهو في سبيل الله، وإن كان يسعى على نفسه ليغنيها ويكافئ الناس فهو في سبيل الله)).
ويُرسخ النبي صلى الله عليه وسلم هذا المفهوم في سياق آخر فيقول: ((إن من أفضل دينار: دينار أنفقه الرجل على عياله، ودينار أنفقه على أصحابه في سبيل الله، ودينار أنفقه على دابته في سبيل الله)). قال أبو قلابة: ((وبدأ بالعيال، وأي رجل أعظم أجرًا من رجل ينفق على عيال صغار حتى يغنيهم الله عز وجل)).
فالعبادة المحضة ما ليس لها اتصال مادي مباشر بصلاح الدنيا.
والدنيا المحضة ما ليس لها اتصال مباشر بصلاح الآخرة.
وبينهما: الدنيا التي تنفع في الآخرة، والعبادة التي تلحقها تابعة بعض مصالح الدنيا، كالحج وفيه قول الله: { وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ}.
الله عز وجل خلقنا مختلفين، فالإنسان الذي يرجو صلاح دينه ودنياه، يبذل فيما يرى أنه سيتقن فيه ثم يجعله من حلال ثم يجعله محفوفًا بإطار من القيمة وإرادة وجه الله، وتوليد إطار القيمة وإرادة وجه الله ممكن من أي تخصص حلال؛ فإطار القيمة ليس ملموسًا ماديًا، مش لازم يكون بسهولة: طبيب عشان في القرآن ومن أحياها، لأ عادي والله ممكن تكون بتبيع مسامير ترجو بذلك الحلال، وتسعى لإنك تكون أحسن واحد بيبيع مسامير لأنك بتحب كده وفي حب ذلك بهجة نفسك، والقيمة والعبادة موجودة في نشاطات حياتك التانية، مش لازم تكون طالب علم ولا شيخ ولا حتى في شغلانة توليد القيمة منها مباشر.
التجارة من الأعمال المهلكة، ولا تكاد تنجح بدون تفرغ للسعي لها، وفي الحديث المختلف في صحته: التاجر الأمين الصدوق المسلم، مع الشهداء يوم القيامة.
وصح عن بعض السلف: التاجر الأمين الصدوق مع السبعة في ظل العرش يوم القيامة.
كل المطلوب ممن تفرغ للسعي للدنياألا يلهيه ذلك عن زاد روحه وقلبه وأن يكون عمله تمثلًا لمنظومة قيمه ووحيه ويرجو بذلك وجه الله محافظًا على الدين مرجعية عليا لحياته حتى لو كان بيبيع مسامير.
لا يستطيع البشر إنتاج أية منظومات أخلاقية خارج إطار الدين،وكل ما يزيدونه على الدين يكون من باب التطبيقات ووسائل التفعيل أو يكون وضعًا بشريًا فاسدًا.
الفطرة نفسها منسية ميتة حتى يحييها الدين ويذكر بها وهي في النهاية ركيزة إلهية، لكنها على كل حال لا حياة لها بدون تذكير الرسل، ولا تنتج الفطرة المجردة عن تذكير الرسالة شيئًا إلا ما يشبه الغرائز الحيوانية لا المنظومات الأخلاقية.
وحجة ذلك القاطعة: أن افتراض حالة ليس فيها منظومة أخلاقية جاء بها الوحي فبها يعمل الناس وتذكرهم فطرهم= هو افتراض خيالي لم يقع في التاريخ قط.
فالدين أقدم من الإنسان، وأول إنسان آدم عليه السلام كان له دين ومنظومة أخلاقية متكاملة فهو يورثها لمن بعده، ثم من بعده إما أن يحفظوها كاملة وإما أن يحرفوها بالزيادة والنقص والوضع البشري الفاسد، فتأتي الرسل لتذكرهم بالتشريع الأخلاقي الإلهي وتخلص ما بين أيديهم من ابتداع البشر.
لا يوجد إنسان قط بلا دين أو بقايا دين، وكل منظومة أخلاقية مع الإنسان فحقها من بقايا الدين وباطلها من فساد ابتداع ابن آدم، وليس هناك حق أخلاقي جاء من مصدر غير الدين أو ما أحياه الدين.
الفطرة نفسها منسية ميتة حتى يحييها الدين ويذكر بها وهي في النهاية ركيزة إلهية، لكنها على كل حال لا حياة لها بدون تذكير الرسل، ولا تنتج الفطرة المجردة عن تذكير الرسالة شيئًا إلا ما يشبه الغرائز الحيوانية لا المنظومات الأخلاقية.
وحجة ذلك القاطعة: أن افتراض حالة ليس فيها منظومة أخلاقية جاء بها الوحي فبها يعمل الناس وتذكرهم فطرهم= هو افتراض خيالي لم يقع في التاريخ قط.
فالدين أقدم من الإنسان، وأول إنسان آدم عليه السلام كان له دين ومنظومة أخلاقية متكاملة فهو يورثها لمن بعده، ثم من بعده إما أن يحفظوها كاملة وإما أن يحرفوها بالزيادة والنقص والوضع البشري الفاسد، فتأتي الرسل لتذكرهم بالتشريع الأخلاقي الإلهي وتخلص ما بين أيديهم من ابتداع البشر.
لا يوجد إنسان قط بلا دين أو بقايا دين، وكل منظومة أخلاقية مع الإنسان فحقها من بقايا الدين وباطلها من فساد ابتداع ابن آدم، وليس هناك حق أخلاقي جاء من مصدر غير الدين أو ما أحياه الدين.
عن الجوكر وأرطغرل وممالك الدم وسايكس بيكو وحمل السبحة بلا تسبيح:
علاقة الفن والأدب بالمعرفة علاقة معقدة، فهما ليسا تسجيلًا يُفترض فيه منهجيًا أن يكون أمينًا للمعرفة على نحو ما يقوم به الفيلم الوثائقي أو الرواية المعرفية (عالم صوفي نموذجًا)..
هل كان هوميروس يسجل تاريخًا أم كان يكتب خيالًا محضًا في قصيدتيه العظيمتين؟
حفريات الآثار تقول: أن ثمة تاريخ واقعي في تلك الأشعار الأسطورية، والذي يفهم علاقة الفن بالمعرفة يقول: إن مساحة هذا التاريخ الحقيقي ليست مهمة، فهذا عمل فني وليس فصلًا من تاريخ هيرودوت.
هل هناك مرض نفسي له صفة وتفاصيل ما أصيب به أرثر فليك؟
قد يهتم المتخصصون بذلك حماية للوعي الشعبي من استمداد معرفة من مشوهة من الدراما، لكن في النهاية الفن لا يلام على هذا لأنه لم يدع يومًا أنه وثيقة معرفية.
فالفن والأدب لا يحكم على جودتهما الفنية بمعيار مخالفاتهما للمعرفة أو الدين، بل هذا حكم آخر على شيء آخر..
يقول القاضي الفقيه علي بن عبد العزيز الجرجاني: ((والعَجَب ممن ينتقص أبا الطيب، ويغضّ من شعره لأبيات وجدها تدل على ضعف العقيدة وفساد المذهب في الديانة...فلو كانت الديانة عاراً على الشعر، وكان سوء الاعتقاد سبباً لتأخر الشاعر، لوجب أن يُمحى اسمُ أبي نواس من الدواوين، ويحذف ذكره إذا عُدّت الطبقات، ولَكان أولاهم بذلك أهل الجاهلية، ومن تشهد الأمة عليه بالكفر، ولوجب أن يكون كعب بن زهير وابن الزِّبَعري وأضرابُهما ممن تناول رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وعاب من أصحابه بُكْماً خرساً، وبِكاء مفحمين؛ ولكنّ الأمرين متباينان، والدين بمعزل عن الشعر)).
وهذا يقودنا لمسألة الدقة التاريخية في المنتج الفني والأدبي:
ماركوس أورليوس إمبراطور روماني وفيلسوف عظيم، لكن هل حقًا حصل ما فغرنا أمامه أفواهنا في تحفة ريدلي سكوت جلاديلاتور؟
في الحقيقة لا..
غريب هذا الفن!
كيف يكون ريدلي سكوت في فيلمه: مملكة الجنة، أكثر وفاء للحقيقة التاريخية من مصري عربي (يوسف شاهين) عمل على فيلمه (الناصر صلاح الدين) أساطين الكتابة العربية مثل نجيب محفوظ وعبد الرحمن الشرقاوي؟
على كل حال: حتى هذا الوفاء كان نسبيًا..
لا يمكننا من الناحية المنهجية أن نطالب الدراما بالصدقية التاريخية، لكن يمكننا من نفس الناحية المنهجية أن نبحث عن دوافع عدم الصدقية، هل هي الإغناء الدرامي فقط أم الرؤية الذاتية الحرة للكاتب والمخرج فقط أم الأيدولوجيا الفكرية والسياسية لدائرة أوسع تقف خلف العمل أو على الأقل تراقبه وتتسلط عليه؟
العبقري العظيم عبد السلام أمين، في مسلسلاته التاريخية فارق الصدقية التاريخية مرات كثيرة، لكن معظمها كان للإغناء الدرامي، ومرات نادرة هي تلك التي يمكنك أن تلمح سببًا غيرها.
العبقري الأعظم في نظري وليد سيف، هناك مفارقات للصدق هدفها الإغناء الدرامي لكن هناك مفارقات للأيدولوجيا أيضًا، بمكنك أن ترى ذلك في مسلسل صلاح الدين من خلال: التلميع الرومانسي للخليفة الفاطمي العاضد، وكذلك طمر دور الجيش المصري في فتح حطين (ومكانش دور كبير الحقيقة) وهاتان الخطوتان كانا بتأثير الأيديولوجيا النصيرية التي أنتج المسلسل في ظلها.
مسلسل عمر الذي أنتجته (MBC) دراما لخدمة المرقعة التنويرية وتصوراتها عن الإسلام ودوره كدين، قارنه بعمر بن عبد العزيز لتعلم لماذا قلت إن عبد السلام أمين كان عظيما وعشان برضه تعرف إن أيديولوجيا العلمنة القومية المصرية مكانتش بتدخل كتير وقتها.
أرطغرل، في الحقيقة، التوظيف الأيديولوجي للدراما التاريخية التركية من أجل العثمنة الجديدة= يحتاج لكتاب خاص، لكن هذا المسلسل بالذات ظريف في أنه أوجد تاريخًا معظمه ليس له وجود، لدرجة أنه لا يوجد أي دليل تاريخي (مصدر تقليدي مباشر أو مصدر غير تقليدي) يثبت أن أرطغرل كان مسلمًا، والذي يمكن الركون إليه من الأدلة لا يفيد أكثر من دخول الإسلام لهذه القبيلة في زمن الابن عثمان، والباقي روايات غامضة ومتعارضة، وكثير من الوقائع والنزاعات التاريخية التي أوردها المسلسل إما لا أساس لها وإما مغيرة المعالم لخدمة الغرض الدرامي ومن ورائه الأيديولجيا التركية. وهذا لا ينفي لا وجود تقييم فني ولا أيضًا تقييم أخلاقي أو ديني آخر للعمل
أما تلك المسخرة المعروضة باسم ممالك الدم، فلا هي فالحة دراما ولا هي فالحة تاريخ، ومؤلفها يعرفه القراء القدامى لروايات مصرية للجيب كشخص متوسط الموهبة متسلق وصولي وبيوجه بوصلته للي بيدفع عادي، وكان له قصة مشهورة أيام خناقة حقوق البيع الإلكتروني للروايات، وما صدر من المسلسل حتى الآن فضيحة سواء على مستوى العدول عن التاريخ لتوظيف أيديولوجي رخيص أو على مستوى تصميم الإنتاج والجودة الفنية.
علاقة الفن والأدب بالمعرفة علاقة معقدة، فهما ليسا تسجيلًا يُفترض فيه منهجيًا أن يكون أمينًا للمعرفة على نحو ما يقوم به الفيلم الوثائقي أو الرواية المعرفية (عالم صوفي نموذجًا)..
هل كان هوميروس يسجل تاريخًا أم كان يكتب خيالًا محضًا في قصيدتيه العظيمتين؟
حفريات الآثار تقول: أن ثمة تاريخ واقعي في تلك الأشعار الأسطورية، والذي يفهم علاقة الفن بالمعرفة يقول: إن مساحة هذا التاريخ الحقيقي ليست مهمة، فهذا عمل فني وليس فصلًا من تاريخ هيرودوت.
هل هناك مرض نفسي له صفة وتفاصيل ما أصيب به أرثر فليك؟
قد يهتم المتخصصون بذلك حماية للوعي الشعبي من استمداد معرفة من مشوهة من الدراما، لكن في النهاية الفن لا يلام على هذا لأنه لم يدع يومًا أنه وثيقة معرفية.
فالفن والأدب لا يحكم على جودتهما الفنية بمعيار مخالفاتهما للمعرفة أو الدين، بل هذا حكم آخر على شيء آخر..
يقول القاضي الفقيه علي بن عبد العزيز الجرجاني: ((والعَجَب ممن ينتقص أبا الطيب، ويغضّ من شعره لأبيات وجدها تدل على ضعف العقيدة وفساد المذهب في الديانة...فلو كانت الديانة عاراً على الشعر، وكان سوء الاعتقاد سبباً لتأخر الشاعر، لوجب أن يُمحى اسمُ أبي نواس من الدواوين، ويحذف ذكره إذا عُدّت الطبقات، ولَكان أولاهم بذلك أهل الجاهلية، ومن تشهد الأمة عليه بالكفر، ولوجب أن يكون كعب بن زهير وابن الزِّبَعري وأضرابُهما ممن تناول رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وعاب من أصحابه بُكْماً خرساً، وبِكاء مفحمين؛ ولكنّ الأمرين متباينان، والدين بمعزل عن الشعر)).
وهذا يقودنا لمسألة الدقة التاريخية في المنتج الفني والأدبي:
ماركوس أورليوس إمبراطور روماني وفيلسوف عظيم، لكن هل حقًا حصل ما فغرنا أمامه أفواهنا في تحفة ريدلي سكوت جلاديلاتور؟
في الحقيقة لا..
غريب هذا الفن!
كيف يكون ريدلي سكوت في فيلمه: مملكة الجنة، أكثر وفاء للحقيقة التاريخية من مصري عربي (يوسف شاهين) عمل على فيلمه (الناصر صلاح الدين) أساطين الكتابة العربية مثل نجيب محفوظ وعبد الرحمن الشرقاوي؟
على كل حال: حتى هذا الوفاء كان نسبيًا..
لا يمكننا من الناحية المنهجية أن نطالب الدراما بالصدقية التاريخية، لكن يمكننا من نفس الناحية المنهجية أن نبحث عن دوافع عدم الصدقية، هل هي الإغناء الدرامي فقط أم الرؤية الذاتية الحرة للكاتب والمخرج فقط أم الأيدولوجيا الفكرية والسياسية لدائرة أوسع تقف خلف العمل أو على الأقل تراقبه وتتسلط عليه؟
العبقري العظيم عبد السلام أمين، في مسلسلاته التاريخية فارق الصدقية التاريخية مرات كثيرة، لكن معظمها كان للإغناء الدرامي، ومرات نادرة هي تلك التي يمكنك أن تلمح سببًا غيرها.
العبقري الأعظم في نظري وليد سيف، هناك مفارقات للصدق هدفها الإغناء الدرامي لكن هناك مفارقات للأيدولوجيا أيضًا، بمكنك أن ترى ذلك في مسلسل صلاح الدين من خلال: التلميع الرومانسي للخليفة الفاطمي العاضد، وكذلك طمر دور الجيش المصري في فتح حطين (ومكانش دور كبير الحقيقة) وهاتان الخطوتان كانا بتأثير الأيديولوجيا النصيرية التي أنتج المسلسل في ظلها.
مسلسل عمر الذي أنتجته (MBC) دراما لخدمة المرقعة التنويرية وتصوراتها عن الإسلام ودوره كدين، قارنه بعمر بن عبد العزيز لتعلم لماذا قلت إن عبد السلام أمين كان عظيما وعشان برضه تعرف إن أيديولوجيا العلمنة القومية المصرية مكانتش بتدخل كتير وقتها.
أرطغرل، في الحقيقة، التوظيف الأيديولوجي للدراما التاريخية التركية من أجل العثمنة الجديدة= يحتاج لكتاب خاص، لكن هذا المسلسل بالذات ظريف في أنه أوجد تاريخًا معظمه ليس له وجود، لدرجة أنه لا يوجد أي دليل تاريخي (مصدر تقليدي مباشر أو مصدر غير تقليدي) يثبت أن أرطغرل كان مسلمًا، والذي يمكن الركون إليه من الأدلة لا يفيد أكثر من دخول الإسلام لهذه القبيلة في زمن الابن عثمان، والباقي روايات غامضة ومتعارضة، وكثير من الوقائع والنزاعات التاريخية التي أوردها المسلسل إما لا أساس لها وإما مغيرة المعالم لخدمة الغرض الدرامي ومن ورائه الأيديولجيا التركية. وهذا لا ينفي لا وجود تقييم فني ولا أيضًا تقييم أخلاقي أو ديني آخر للعمل
أما تلك المسخرة المعروضة باسم ممالك الدم، فلا هي فالحة دراما ولا هي فالحة تاريخ، ومؤلفها يعرفه القراء القدامى لروايات مصرية للجيب كشخص متوسط الموهبة متسلق وصولي وبيوجه بوصلته للي بيدفع عادي، وكان له قصة مشهورة أيام خناقة حقوق البيع الإلكتروني للروايات، وما صدر من المسلسل حتى الآن فضيحة سواء على مستوى العدول عن التاريخ لتوظيف أيديولوجي رخيص أو على مستوى تصميم الإنتاج والجودة الفنية.
ملحوظة: لا يوجد فتح لبلد مسلم وأهله وحكامه كانوا مسلمين، إنما هي صراعات دم وغلبة، بين حكام ينتمون للإسلام، يفعلون ما يفعله غير المنتمين للإسلام من صراعات الأرض والمال وكله كان عنده دافع ديني ومقيدات دينية باختلاف أديانهم، لكنها في الإجمال مدعكة فتوات حارات، والمماليك كان بيروحوا يأخذوا بالحرب والدم أجزاء خاضعة للعثمانيين عادي، ومحدش فيهم كان يعرف حدود سايكس بيكو المخترعة عشان يفكر على أساسها فتح ده ولا احتلال، فبلاش عبط.
لكن المقصود من هذا كله:
(1) الدراما والرواية والأدب والفن عموما= يحكم عليه فنيًا بمعاييره هو، أما معرفيًا فليس هو من مصادر المعرفة عمومًا والمعرفة التاريخية خصوصًا.
(2) اندماجها بالترفيه يجعلها مصدرًا عند العامة ومن لا فقه له.
(3) هذا يحمل المتخصصين جزءًا من المسؤولية في البيان، وظيفة هذه المسؤولية ليست مطالبة الفن بالأمانة التاريخية ولا هي إسقاط الجودة الفنية لوجود المشاكل المعرفية، وإنما وظيفتها بيان مناطق عدم الأمانة ودوافعها الدرامية والذاتية والأيديولوجية.
(4) يقوم المتخصص بدوره هذا بعدل فليست وظيفته أن يكون مثقف تيار يطبل للعثمانيين أو يطبل للمماليك عشان كلهم كان جزارين دم حرام ومكانش حد فيهم حد بيبيع سبح، أكتر من سبحة زكي رستم، فيتفاوتون في الجرم ويتحدون في الإجرام، وما من مجرم لا يحسن، فكذلك الناس يحسنون ويسيئون فمستقل ومستكثر.
(5) الفن توظيف لعدسة الكاميرا لترى ما يريدك صانعه أن تراه، يمكنك أن تستمتع به كفن، لكن في مرحلة ما لابد أن تسأل: لماذا أراك هذا فقط، وهل أراك إياه كما كان، وما الذي يخفيه، ولماذا؟
لكن المقصود من هذا كله:
(1) الدراما والرواية والأدب والفن عموما= يحكم عليه فنيًا بمعاييره هو، أما معرفيًا فليس هو من مصادر المعرفة عمومًا والمعرفة التاريخية خصوصًا.
(2) اندماجها بالترفيه يجعلها مصدرًا عند العامة ومن لا فقه له.
(3) هذا يحمل المتخصصين جزءًا من المسؤولية في البيان، وظيفة هذه المسؤولية ليست مطالبة الفن بالأمانة التاريخية ولا هي إسقاط الجودة الفنية لوجود المشاكل المعرفية، وإنما وظيفتها بيان مناطق عدم الأمانة ودوافعها الدرامية والذاتية والأيديولوجية.
(4) يقوم المتخصص بدوره هذا بعدل فليست وظيفته أن يكون مثقف تيار يطبل للعثمانيين أو يطبل للمماليك عشان كلهم كان جزارين دم حرام ومكانش حد فيهم حد بيبيع سبح، أكتر من سبحة زكي رستم، فيتفاوتون في الجرم ويتحدون في الإجرام، وما من مجرم لا يحسن، فكذلك الناس يحسنون ويسيئون فمستقل ومستكثر.
(5) الفن توظيف لعدسة الكاميرا لترى ما يريدك صانعه أن تراه، يمكنك أن تستمتع به كفن، لكن في مرحلة ما لابد أن تسأل: لماذا أراك هذا فقط، وهل أراك إياه كما كان، وما الذي يخفيه، ولماذا؟
مشكلة الذين لم يجدوا الحب من والديهم أنهم يفقدون المرجعية التعريفية والتمييزية للحب؛ لأجل ذلك يسهل خداعهم، فالذي يقدم لهم في تجارب الخداع يُسمى حبًا، وهم لم يتلقوه من قبل ليستطيعوا تمييزه، فيتورطوا في رحلة طويلة ومتكررة من السعي خلف السراب لكن سالك الصحراء يعرف الماء أما هم فيلعقون التراب يحسبونه ماءًا.