والرأي القائل بأنه لا يمكن الاجتهاد خارج نطاق المذاهب الفقهية الأربعة= هو في الحقيقة انحراف عن دين الله.
المفكر الإسلامي الهندي، وحيد الدين خان.
المفكر الإسلامي الهندي، وحيد الدين خان.
تملك العربية كلمتين عظيمتين جدًا للتعامل مع معاناة الآخرين:
التعزية والمواساة، ويمكن التفرقة بينهما بأن التعزية تكون باللسان، أما المواساة فتكون بالقلب واللسان والجوارح، فالتعزية بالقول الطيب، وأما المواساة: فإن القول فيها يقترن بالسعي من أجل إزالة المعاناة وتخفيف مصابها ومداواة ألمها.
وإذا ازدادات معرفتك وخبراتك وانتفعت بها= ستكتشف أنك كنت سيئًا جدًا في التعامل مع معاناة الآخرين، لا أبرئ نفسي، ولا أعرف أحدًا يبرأ هاهنا إلا من رحم الله.
إن وعظ التعنيف أسبق عندنا من إشارة التفهم، وعذل اللائم يغلب لدينا دعم المحب، وسوط الجلاد أسرع إلى أيدينا من دهن المداواة.
إن أكثرنا يصب السم فيقتل الزرع ويزعم أنه يداوي آفته.
وإن أحسننا في عين نفسه من لا ينزع مبضع الجراح من يده يريد أن يداوي كل شيء بالبتر والألم.
مع ذلك كله: فالمصيبة الأكبر أن تعيش مدة عمرك جاهلًا بحقيقة حالك تلك، فلا تكتشف أصلًا أن الذي تصبه على جروح الناس ملح حارق ولم يكن فيه يوما من الدهر قط تعزية لحبيب أو مواساة لصاحب.
التعزية والمواساة، ويمكن التفرقة بينهما بأن التعزية تكون باللسان، أما المواساة فتكون بالقلب واللسان والجوارح، فالتعزية بالقول الطيب، وأما المواساة: فإن القول فيها يقترن بالسعي من أجل إزالة المعاناة وتخفيف مصابها ومداواة ألمها.
وإذا ازدادات معرفتك وخبراتك وانتفعت بها= ستكتشف أنك كنت سيئًا جدًا في التعامل مع معاناة الآخرين، لا أبرئ نفسي، ولا أعرف أحدًا يبرأ هاهنا إلا من رحم الله.
إن وعظ التعنيف أسبق عندنا من إشارة التفهم، وعذل اللائم يغلب لدينا دعم المحب، وسوط الجلاد أسرع إلى أيدينا من دهن المداواة.
إن أكثرنا يصب السم فيقتل الزرع ويزعم أنه يداوي آفته.
وإن أحسننا في عين نفسه من لا ينزع مبضع الجراح من يده يريد أن يداوي كل شيء بالبتر والألم.
مع ذلك كله: فالمصيبة الأكبر أن تعيش مدة عمرك جاهلًا بحقيقة حالك تلك، فلا تكتشف أصلًا أن الذي تصبه على جروح الناس ملح حارق ولم يكن فيه يوما من الدهر قط تعزية لحبيب أو مواساة لصاحب.
من الأفكار البسيطة جدا اللي مينفعش واحد يكون بيتكلم في أي موضوعات فلسفية أو دينية وهو جاهل بيها، أو مش عارف تداعيتها وتطبيقاتها:
إن نظريتك عن المعرفة ومصدر المعرفة، والأسس التي بها تكون رؤيتك الكونية وفلسفتك الأخلاقية= هو الذي ينعكس على جميع تفاصيل رؤاك وتصرفاتك.
يعني أنا بعتقد إن فيه دين حق، وإن هذا الدين الحق لا يستوي مع غيره، ولا يستوي أتباعه مع غيرهم، وهو المقدس الحق وغيره من الأديان المحرفة والفلسفات الوضعية لا يمكن الحكم على ما فيها بأنه حق إلا حكمًا تابعًا لمعيارية الدين الحق الذي أؤمن به.
ممتاز، ده هينعكس على كل حاجة، فهعتقد إن فيه حاجات تجوز لي من حيث كوني مسلما(مثلا)، وإن المصدر المقدس بتاعي أعطاني الحق فيها ولم يعطه لغيري، ونفس التصرفات دي هي هي في الصورة: هعتقد إنها لا تجوز لغيري؛ لأن دينه محرف، وليس معه مصدر مقدس يعطيه الحق فيها، وهو كمان هيعتقد العكس= بالضبط كده هو ده مجرى الحياة منذ خلق الله الناس وإلى أن تقوم الساعة.
فيه حاجات هي ممنوعة مطلقًا لا يجوز لي فعلها حتى لو هو كان بيعملها وحتى لو كنت أقوى منه وحتى لو كان هو كافر وأنا مسلم؛ لأن ديني منعني منها= زي إكراهه على الإيمان أو إفنائه مثلًا، وتنشأ الانحرافات بين أتباع الحق من تضييعهم لهذه الحدود واعتدائهم على أتباع الباطل بما لم يأذن به الله، ولذلك تبقى انحرافات يجب رفضها وقمعها لكنها لا تلغي مساحة التمييز التي للحق وأتباعه على الباطل وأتباعه.
لكن فيه حاجات أبيحت لي أمرت ألا أسوي فيها بينه وبين المؤمنين.
هتكون حربي العادلة عادلة وحربه هو اللي فاكرها عادلة= آثام وجرايم هتدخله النار.
وهيدخل معاه النار المسلم المنحرف الذي يستغل مفهوم الحرب العادلة ليعلو في الأرض ويفسد فيها، عادي مفيش صك غفران ليك عشان انت مسلم.
هتكون سلطتي في منعه من بعض الأشياء سلطة مقدسة وحقي= وهذه السلطة لو اعتقدها هتكون سلطة ظالمة آثمة لأن ممعاهوش مصدر مقدس بيها.
أنا جهاد وفتح وهما احتلال وعدوان.
آه لأن الأرض لله ومحدش معاه سلطة من الله على الأرض إلا من معهم دين مقدس سالم من التحريف.
قتلانا في الجنة.
قتلاهم في النار.
كونك بأه ممكن تكون ضعيف متعرفش تستخدم التصرفات دي، وهو يقدر= فدي برضه سنة الله في الأرض، ممكن تسكت وتعفو وتفوت، وتسيب الكفار يعبدوا الأصنام في الكعبة وانت تروح تطوف جنبها عادي= وأول ما تقدر بتدخل وبتكسرها من حوالين الكعبة، رغم إنك لما منعوك من العبادة= وصفتهم بالصد عن سبيل الله .
آه: فعلهم هم صد عن سبيل الله.
هدمي لأصنامهم: هو تدمير للشرك بالله رغم إنهم هما بيعتقدوه صد عن سبيل الله.
ده الطبيعي.
ببساطة: الله مولانا ولا مولى لهم.
وهنا السلطة القيمية في الأفعال والتصرفات مش هتكون راجعة لمين يقدر ينفذ وإنما ببساطة: لمين شايف إن معاه مصدر مقدس أباح له هذا التصرف، الفعل والقوة في تفعيل القيمة= هو اللي هيكون راجع للقدرة من عدمها مش سلطة صوابية الفعل هي اللي راجعة للقدرة، ومينفعش ترغي في الكلام ده وانت مش قادر تفهم الفرق بين الاتنين.
طيب ما كله شايف إن معاه السلطة دي ومصدره صح؟
آه. وده الطبيعي 🙂
وعشان كده فيه آخرة هتقول للي كانوا شايفين كده وهما هُبل: أهلا وسهلا بحضراتكم انتم لبستم في الحيطة وهتخشوا النار.
ييجي واحد بأه يريد إنه يحاكم التطبيقات المبنية على اللي فات ده على أساس منظومة تانية شايفة كل الناس حلوين وسواسية ويلا حبوا بعض، ولا يوجد حد معه الحق، ولا يوجد مقدس يستحق اسم المقدس، ومحدش عارف الصح فين، وربنا يولي من يصلح= ده ببساطة يبقى مش فاهم هو بيحكي في إيه أصلا.
إن نظريتك عن المعرفة ومصدر المعرفة، والأسس التي بها تكون رؤيتك الكونية وفلسفتك الأخلاقية= هو الذي ينعكس على جميع تفاصيل رؤاك وتصرفاتك.
يعني أنا بعتقد إن فيه دين حق، وإن هذا الدين الحق لا يستوي مع غيره، ولا يستوي أتباعه مع غيرهم، وهو المقدس الحق وغيره من الأديان المحرفة والفلسفات الوضعية لا يمكن الحكم على ما فيها بأنه حق إلا حكمًا تابعًا لمعيارية الدين الحق الذي أؤمن به.
ممتاز، ده هينعكس على كل حاجة، فهعتقد إن فيه حاجات تجوز لي من حيث كوني مسلما(مثلا)، وإن المصدر المقدس بتاعي أعطاني الحق فيها ولم يعطه لغيري، ونفس التصرفات دي هي هي في الصورة: هعتقد إنها لا تجوز لغيري؛ لأن دينه محرف، وليس معه مصدر مقدس يعطيه الحق فيها، وهو كمان هيعتقد العكس= بالضبط كده هو ده مجرى الحياة منذ خلق الله الناس وإلى أن تقوم الساعة.
فيه حاجات هي ممنوعة مطلقًا لا يجوز لي فعلها حتى لو هو كان بيعملها وحتى لو كنت أقوى منه وحتى لو كان هو كافر وأنا مسلم؛ لأن ديني منعني منها= زي إكراهه على الإيمان أو إفنائه مثلًا، وتنشأ الانحرافات بين أتباع الحق من تضييعهم لهذه الحدود واعتدائهم على أتباع الباطل بما لم يأذن به الله، ولذلك تبقى انحرافات يجب رفضها وقمعها لكنها لا تلغي مساحة التمييز التي للحق وأتباعه على الباطل وأتباعه.
لكن فيه حاجات أبيحت لي أمرت ألا أسوي فيها بينه وبين المؤمنين.
هتكون حربي العادلة عادلة وحربه هو اللي فاكرها عادلة= آثام وجرايم هتدخله النار.
وهيدخل معاه النار المسلم المنحرف الذي يستغل مفهوم الحرب العادلة ليعلو في الأرض ويفسد فيها، عادي مفيش صك غفران ليك عشان انت مسلم.
هتكون سلطتي في منعه من بعض الأشياء سلطة مقدسة وحقي= وهذه السلطة لو اعتقدها هتكون سلطة ظالمة آثمة لأن ممعاهوش مصدر مقدس بيها.
أنا جهاد وفتح وهما احتلال وعدوان.
آه لأن الأرض لله ومحدش معاه سلطة من الله على الأرض إلا من معهم دين مقدس سالم من التحريف.
قتلانا في الجنة.
قتلاهم في النار.
كونك بأه ممكن تكون ضعيف متعرفش تستخدم التصرفات دي، وهو يقدر= فدي برضه سنة الله في الأرض، ممكن تسكت وتعفو وتفوت، وتسيب الكفار يعبدوا الأصنام في الكعبة وانت تروح تطوف جنبها عادي= وأول ما تقدر بتدخل وبتكسرها من حوالين الكعبة، رغم إنك لما منعوك من العبادة= وصفتهم بالصد عن سبيل الله .
آه: فعلهم هم صد عن سبيل الله.
هدمي لأصنامهم: هو تدمير للشرك بالله رغم إنهم هما بيعتقدوه صد عن سبيل الله.
ده الطبيعي.
ببساطة: الله مولانا ولا مولى لهم.
وهنا السلطة القيمية في الأفعال والتصرفات مش هتكون راجعة لمين يقدر ينفذ وإنما ببساطة: لمين شايف إن معاه مصدر مقدس أباح له هذا التصرف، الفعل والقوة في تفعيل القيمة= هو اللي هيكون راجع للقدرة من عدمها مش سلطة صوابية الفعل هي اللي راجعة للقدرة، ومينفعش ترغي في الكلام ده وانت مش قادر تفهم الفرق بين الاتنين.
طيب ما كله شايف إن معاه السلطة دي ومصدره صح؟
آه. وده الطبيعي 🙂
وعشان كده فيه آخرة هتقول للي كانوا شايفين كده وهما هُبل: أهلا وسهلا بحضراتكم انتم لبستم في الحيطة وهتخشوا النار.
ييجي واحد بأه يريد إنه يحاكم التطبيقات المبنية على اللي فات ده على أساس منظومة تانية شايفة كل الناس حلوين وسواسية ويلا حبوا بعض، ولا يوجد حد معه الحق، ولا يوجد مقدس يستحق اسم المقدس، ومحدش عارف الصح فين، وربنا يولي من يصلح= ده ببساطة يبقى مش فاهم هو بيحكي في إيه أصلا.
((إن ثمن اكتمال الإنسان باهظ جداً، وقليلون من يتوفر لهم الوعي والشجاعة لدفع ذلك الثمن؛ على الإنسان أن يوقف البحث عن ضمانات لنفسه.
عليك أن تغرف من الحياة بملء كفيه، وعليك مع ذلك أن تتقبل الألم كشرط من شروط الحياة)).
جون باول اليسوعي.
عليك أن تغرف من الحياة بملء كفيه، وعليك مع ذلك أن تتقبل الألم كشرط من شروط الحياة)).
جون باول اليسوعي.
إدمان القراءة وطغيانها على الإنسان= له أثر جانبي شديد السوء: أن تظن أنها تكفيك لفهم العالم والناس، وأن تظن أنها فعل خلاصي تملك به كل الحلول، ويغنيك عن الخبرات والتجارب وملابسة الحياة.
الكتب تخبرك عن العالم، وليس الخبر كالمعاينة، وألف كتاب عن البحر لا يعدل صدمة موج لقارب يلتطم بك.
الكتب تخبرك عن العالم، وليس الخبر كالمعاينة، وألف كتاب عن البحر لا يعدل صدمة موج لقارب يلتطم بك.
كثيرًا ما يجب على الإنسان أن يكون وأن يذهب إلى حيث لا يرغب.
لماذا؟
لأن هذا هو حيث ينبغي أن يكون.
المسؤولية لا ترتبط بما نهوى، بل بما هو صائب، سواء رغبناه أم لا.
لماذا؟
لأن هذا هو حيث ينبغي أن يكون.
المسؤولية لا ترتبط بما نهوى، بل بما هو صائب، سواء رغبناه أم لا.
درجات السلم نحو الحب الحقيقي في الزواج إيه؟
ج/ (1) العلاقة الخاصة المنتظمة المتفاهمة.
(2) تبادل ألفاظ الحب والتقدير والثناء والفخر.
(3) تبادل تقديم الخدمات والتعاون المشترك في تحمل ما يمكن تحمله من مسؤوليات كل طرف.
(4) تبادل العطاء والهدايا.
(5) التخطيط الواعي والتنفيذ المنتظم لما يؤدي إلى وجود أوقات ممتعة خاصة بينكما غير العلاقة الخاصة، جلسات يومية، رحلات خاصة، فسح.
(6) تجويد القدرة على إدارة الخلافات وإتقان فن الاعتذار.
(7) إتقان فن الحدود والحقوق ومهارة التنازل الواعي عن بعضها، واحترام هذا التنازل وتقديم مثيله عند الحاجة من الطرف الآخر.
ج/ (1) العلاقة الخاصة المنتظمة المتفاهمة.
(2) تبادل ألفاظ الحب والتقدير والثناء والفخر.
(3) تبادل تقديم الخدمات والتعاون المشترك في تحمل ما يمكن تحمله من مسؤوليات كل طرف.
(4) تبادل العطاء والهدايا.
(5) التخطيط الواعي والتنفيذ المنتظم لما يؤدي إلى وجود أوقات ممتعة خاصة بينكما غير العلاقة الخاصة، جلسات يومية، رحلات خاصة، فسح.
(6) تجويد القدرة على إدارة الخلافات وإتقان فن الاعتذار.
(7) إتقان فن الحدود والحقوق ومهارة التنازل الواعي عن بعضها، واحترام هذا التنازل وتقديم مثيله عند الحاجة من الطرف الآخر.
هناك شغف خاص لدى الإنسان بنموذج السفول والانحطاط، حيث ينقلب مخلوق من أقصى يمين الخير إلى أقصى يسار الشر، كيف، ولماذا، هناك رغبة تلصصية حارقة للتدسس خلف أعطاف القصص من هذا النوع.
لأجل ذلك شغل التصور الخاص بإبليس من طاووس الملائكة إلى الشر الخالص الأعظم= عقول الناس عبر التاريخ.
هناك أعمال فنية قائمة كليًا على حبكة من هذا النوع.
أعمال فنية أجنبية مثل :
The godfather
Breaking bad
وعربية مثل: الفتوة، الفيلم الذي لا تخلو منه قائمة لأفضل عشرة أفلام عربية، خاصة مع نهايته الدائرية العبقرية.
هناك سؤال ثابت ومكون ثابت في كل هذه القصص:
المكون الثابت: هو القدرة غير النهائية للشخص على تبرير انحطاطه وسفوله، وعلى إلباس ضلاله ثوب الهدى، وجنايته لباس البراءة.
لأجل ذلك يعتبر البعض أن أعظم مشاهد مسلسل ((Breaking bad)) على الإطلاق هو مشهد أواخر الموسم الخامس حين يتخلص والتر وايت من طبقات التبرير الكثيفة التي استمر يغطي بها تصرفاته البشعة عبر حلقات ومواسم المسلسل؛ ليصل للمرة الأولى لاعتراف واضح وصريح بالدوافع الحقيقة لتصرفاته، والتي ليست أبدا مصلحة عائلته أو تأمين مستقبل أولاده، وإنما وفقط هذا السبب: نفسه، أنه واجد حياته في ذلك، وأنه وجد فيما يفعله قيمة ترضي كبره وغروره.
قدرة الإنسان اللامحدودة على التبرير الذي يداري به دوافعه الحقيقة، جهاز التأويل المعقد والضخم الذي يملكه كل منا؛ ويستطيع به أن يطمر شهواته ونزواته وتحكم نوازع السوء داخله في أفعاله، هذه المداراة وذلك الكتمان الذي يصل في تعقيده وتركيبه حتى يخدع به الإنسان ذاته أحيانًا.
أما السؤال الثابت الذي نادرًا ما نجد له جوابًا فهو: هل زلت قدمه بعد ثبوتها، أم كان يعبد الله على حرف فلما أصابته فتنة انقلب على عقبيه؟
أما الفائدة الكبرى التي ينبغي ألا تفوتك هنا فهي: إن العقل رغم زهوه وخيلائه ليس إلا خادمًا لأهوائنا، يقدم لها الحجج المسوغة لرغباتها كمفتي السوء وحبر السلطان، خادم وضيع وإن استطال.
لأجل ذلك شغل التصور الخاص بإبليس من طاووس الملائكة إلى الشر الخالص الأعظم= عقول الناس عبر التاريخ.
هناك أعمال فنية قائمة كليًا على حبكة من هذا النوع.
أعمال فنية أجنبية مثل :
The godfather
Breaking bad
وعربية مثل: الفتوة، الفيلم الذي لا تخلو منه قائمة لأفضل عشرة أفلام عربية، خاصة مع نهايته الدائرية العبقرية.
هناك سؤال ثابت ومكون ثابت في كل هذه القصص:
المكون الثابت: هو القدرة غير النهائية للشخص على تبرير انحطاطه وسفوله، وعلى إلباس ضلاله ثوب الهدى، وجنايته لباس البراءة.
لأجل ذلك يعتبر البعض أن أعظم مشاهد مسلسل ((Breaking bad)) على الإطلاق هو مشهد أواخر الموسم الخامس حين يتخلص والتر وايت من طبقات التبرير الكثيفة التي استمر يغطي بها تصرفاته البشعة عبر حلقات ومواسم المسلسل؛ ليصل للمرة الأولى لاعتراف واضح وصريح بالدوافع الحقيقة لتصرفاته، والتي ليست أبدا مصلحة عائلته أو تأمين مستقبل أولاده، وإنما وفقط هذا السبب: نفسه، أنه واجد حياته في ذلك، وأنه وجد فيما يفعله قيمة ترضي كبره وغروره.
قدرة الإنسان اللامحدودة على التبرير الذي يداري به دوافعه الحقيقة، جهاز التأويل المعقد والضخم الذي يملكه كل منا؛ ويستطيع به أن يطمر شهواته ونزواته وتحكم نوازع السوء داخله في أفعاله، هذه المداراة وذلك الكتمان الذي يصل في تعقيده وتركيبه حتى يخدع به الإنسان ذاته أحيانًا.
أما السؤال الثابت الذي نادرًا ما نجد له جوابًا فهو: هل زلت قدمه بعد ثبوتها، أم كان يعبد الله على حرف فلما أصابته فتنة انقلب على عقبيه؟
أما الفائدة الكبرى التي ينبغي ألا تفوتك هنا فهي: إن العقل رغم زهوه وخيلائه ليس إلا خادمًا لأهوائنا، يقدم لها الحجج المسوغة لرغباتها كمفتي السوء وحبر السلطان، خادم وضيع وإن استطال.
الحياة تيار من الألم لا ينتهي أبدًا، والنضج هو الغوص في ذلك التيار واستكشاف الطريق في أعماقه، لا أن تتجنب هذا التيار.
أن تعيش الحياة وألمها وأن تتقبل المعاناة لكن تحاول أن تعاني لأجل ما يستحق فحسب.
مارك مانسون.
أن تعيش الحياة وألمها وأن تتقبل المعاناة لكن تحاول أن تعاني لأجل ما يستحق فحسب.
مارك مانسون.
تكمن صعوبة الحياة في تعقيدها، واستعصائها على التوقع، وافتقادها في معظم الأحيان للقواعد، والإنسان محدود المعرفة والقدرة ورغم غروره الكبير وأوهام التملك والسيطرة التي يعيشها= ما زال عاجزًا عن فهم هذا التعقيد المُراوغ.
ربما لأجل ذلك يشيع إدمان الألعاب الإلكترونية في مراحل المراهقة والشباب؛ لأنها تعطيك إحساسًا بالسيطرة والتحكم، توفر لك نعمة الفهم التي تفتقدها في التعامل مع الحياة الواقعية، حتى عندما تنهزم فأنت تفهم أنك انهزمت وفقًا للقوانين، بينما في الحياة الحقيقية لا يمكنك معرفة القوانين التي على أساسها تتلقى كل هذه الهزائم.
الشعور بالذنب، وشهوة تحمل مسؤولية الأخطاء حتى التي لا يد لنا فيها= إنما هو محاولة منا لإضفاء المعنى على ما يحدث، نحن نحمل أنفسنا مسؤولية موت عزيز علينا؛ لأن هذا في الواقع أكثر راحة من أن نقبل الواقع الحقيقي، وهو أننا لسنا المتحكمين، وأنه لا سيطرة لنا على ما يحصل حولنا.
ومن هذا كله تنبع قيمة القوانين الإلهية، التي تربط ما يجري في الدنيا بجزاءات يوم القيامة، وتُعطيك فرصة ذهبية لأن ترد للحياة لكماتها؛ فأنت لا تتحكم في الموجة التي تصدع بها الحياةُ روحك، لكنك تملك القدرة على تحديد الاستجابة، والاستجابة تحت سيطرتك، والاستجابة هي محل النظر الإلهي: إن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له، وإن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له.
ربما لأجل ذلك يشيع إدمان الألعاب الإلكترونية في مراحل المراهقة والشباب؛ لأنها تعطيك إحساسًا بالسيطرة والتحكم، توفر لك نعمة الفهم التي تفتقدها في التعامل مع الحياة الواقعية، حتى عندما تنهزم فأنت تفهم أنك انهزمت وفقًا للقوانين، بينما في الحياة الحقيقية لا يمكنك معرفة القوانين التي على أساسها تتلقى كل هذه الهزائم.
الشعور بالذنب، وشهوة تحمل مسؤولية الأخطاء حتى التي لا يد لنا فيها= إنما هو محاولة منا لإضفاء المعنى على ما يحدث، نحن نحمل أنفسنا مسؤولية موت عزيز علينا؛ لأن هذا في الواقع أكثر راحة من أن نقبل الواقع الحقيقي، وهو أننا لسنا المتحكمين، وأنه لا سيطرة لنا على ما يحصل حولنا.
ومن هذا كله تنبع قيمة القوانين الإلهية، التي تربط ما يجري في الدنيا بجزاءات يوم القيامة، وتُعطيك فرصة ذهبية لأن ترد للحياة لكماتها؛ فأنت لا تتحكم في الموجة التي تصدع بها الحياةُ روحك، لكنك تملك القدرة على تحديد الاستجابة، والاستجابة تحت سيطرتك، والاستجابة هي محل النظر الإلهي: إن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له، وإن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له.
(1) باين كده داخلة على حب من طرف واحد وحاجة نيلة على دماغي اعمل ايه؟
ج/ ما تتنيليش
.. ..
(2) غ.س استغربت الإجابة، اللي هو بايدينا نتنيل ولا لا ؟!
ج/ نفسك في الشاورما= ده مش بإيدك.
أي خطوة في الطريق نحو أبو حيدر= دي بإيدك.
ما تتنيليش تعملي أي خطوة في اتجاه أبو حيدر.
.. ..
(3) طب إن كان غصب عننا أبو حيدر هو اللي لازق فينا
ج/ مهما بلغ الاقتراب سيحتاج إلى خطوة منك، ببساطة: لا تفعلي.
.. ..
(4) طب الي شايف تلاميح كده انه مش من طرف واحد؟
ج/ دي ريحة الشاورما.
ابعدي.
.. ..
(5) تبعد ليه مش يمكن يتقدم في الحلال؟
ج/ معظم الألم والفساد يتسبب فيه هذا الأمل الكاذب.
.. ..
(6) الكلام في الثريد حقيقي جدا ... وأنا فعلا مش باخد خطوات أو ما بقاش ينفع أقرب قطعت الطريق ده على نفسي .. بس برضه هموت ع الشاورما والجوع وحش أعمل ايه؟
ج/ (وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ).
.. ..
(7) ولو القفلة ديه هتتسبب انه يبقى مفيش حد خالص ولا حتى امل سواء كاذب او حقيقي، نعيش لوحدنا ونموت لوحدنا صح؟
ج/ القفلة أمام الآمال الكاذبة؟
عمرها ما تسببت في أي حاجة سلبية.
أسباب تأخر الزواج تكاد تنحصر في سببين:
١) ضعف العلاقات الاجتماعية بمعنى عدم وجود دوائر صداقة وعمل ودوائر عائلية ومهارات اجتماعية كفاية.
٢) عدم واقعية الأسرة في مطالبها من المتقدم.
.. ..
(8) طب أنا حبيته وحبني واتخطبنا وهنجوز خلاص الحمد لله
ج/ طب أنا عملت حادثة ونقلوا لي دم فريش من غير تحليل والحمد لله مجاليش إيدز ولا فيروس سي.
مبروك يا حاجة بس صدقيني قصتك الخاصة لا تصلح أداة لفهم العالم، ومش هيلغوا بسببها نظام فحص الدم قبل تخزينه ونقله رغم إنه نظام بيكلف مليارات على فكرة.
من أهم عيوب التفكير الإنساني إنه مستعد يسيب الأرقام والإحصائيات والأدلة العقلية والطبية والدينية= عشان مجموعة قصص محدودة لا تقارن بملايين القصص المخالفة لها.
.. ..
(9) طب أنا حبيت حد سنين واتعقدت وحاسة نفسي اتسدت عالأخر ومش هقدر أحب اللي هيكون جوزي وخايفه تكون مشاعري خلصت فعلا ايه الحل؟
ج/ ده الوش التاني للأخت اللي حبت، أنا اتوجعت وهعيش محملة بوجعي ومش هعرف أحب ولا أثق وكلكم أبو حجر حتى يثبت العكس،
والمشكلة إن العكس مش هيثبت لأنك حتى مع الكويس هتفضلي تختاري من مواقفه وغلطاته ما يؤكد لك انحيازك الأولاني إن كلهم أبو حجر.
إحنا بنستخلص قيمنا من القصص اللي بنمر بيها، وللأسف صعب تغيير الآفة دي بسهولة، لو ما وقفتيش ده هتلبسي في الحيطة.
ج/ ما تتنيليش
.. ..
(2) غ.س استغربت الإجابة، اللي هو بايدينا نتنيل ولا لا ؟!
ج/ نفسك في الشاورما= ده مش بإيدك.
أي خطوة في الطريق نحو أبو حيدر= دي بإيدك.
ما تتنيليش تعملي أي خطوة في اتجاه أبو حيدر.
.. ..
(3) طب إن كان غصب عننا أبو حيدر هو اللي لازق فينا
ج/ مهما بلغ الاقتراب سيحتاج إلى خطوة منك، ببساطة: لا تفعلي.
.. ..
(4) طب الي شايف تلاميح كده انه مش من طرف واحد؟
ج/ دي ريحة الشاورما.
ابعدي.
.. ..
(5) تبعد ليه مش يمكن يتقدم في الحلال؟
ج/ معظم الألم والفساد يتسبب فيه هذا الأمل الكاذب.
.. ..
(6) الكلام في الثريد حقيقي جدا ... وأنا فعلا مش باخد خطوات أو ما بقاش ينفع أقرب قطعت الطريق ده على نفسي .. بس برضه هموت ع الشاورما والجوع وحش أعمل ايه؟
ج/ (وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ).
.. ..
(7) ولو القفلة ديه هتتسبب انه يبقى مفيش حد خالص ولا حتى امل سواء كاذب او حقيقي، نعيش لوحدنا ونموت لوحدنا صح؟
ج/ القفلة أمام الآمال الكاذبة؟
عمرها ما تسببت في أي حاجة سلبية.
أسباب تأخر الزواج تكاد تنحصر في سببين:
١) ضعف العلاقات الاجتماعية بمعنى عدم وجود دوائر صداقة وعمل ودوائر عائلية ومهارات اجتماعية كفاية.
٢) عدم واقعية الأسرة في مطالبها من المتقدم.
.. ..
(8) طب أنا حبيته وحبني واتخطبنا وهنجوز خلاص الحمد لله
ج/ طب أنا عملت حادثة ونقلوا لي دم فريش من غير تحليل والحمد لله مجاليش إيدز ولا فيروس سي.
مبروك يا حاجة بس صدقيني قصتك الخاصة لا تصلح أداة لفهم العالم، ومش هيلغوا بسببها نظام فحص الدم قبل تخزينه ونقله رغم إنه نظام بيكلف مليارات على فكرة.
من أهم عيوب التفكير الإنساني إنه مستعد يسيب الأرقام والإحصائيات والأدلة العقلية والطبية والدينية= عشان مجموعة قصص محدودة لا تقارن بملايين القصص المخالفة لها.
.. ..
(9) طب أنا حبيت حد سنين واتعقدت وحاسة نفسي اتسدت عالأخر ومش هقدر أحب اللي هيكون جوزي وخايفه تكون مشاعري خلصت فعلا ايه الحل؟
ج/ ده الوش التاني للأخت اللي حبت، أنا اتوجعت وهعيش محملة بوجعي ومش هعرف أحب ولا أثق وكلكم أبو حجر حتى يثبت العكس،
والمشكلة إن العكس مش هيثبت لأنك حتى مع الكويس هتفضلي تختاري من مواقفه وغلطاته ما يؤكد لك انحيازك الأولاني إن كلهم أبو حجر.
إحنا بنستخلص قيمنا من القصص اللي بنمر بيها، وللأسف صعب تغيير الآفة دي بسهولة، لو ما وقفتيش ده هتلبسي في الحيطة.
أعزك الله ما هي ضوابط الاختلاط ؟
ج)
في البخاري: قال: ابن جريج، أخبرني عطاء: إذ منع ابن هشام النساء الطواف مع الرجال، قال: كيف يمنعهن؟ وقد طاف نساء النبي صلى الله عليه وسلم مع الرجال؟ قلت: أبعد الحجاب أو قبل؟ قال: إي لعمري، لقد أدركته بعد الحجاب، قلت: كيف يخالطن الرجال؟ قال: ((لم يكن يخالطن، كانت عائشة رضي الله عنها تطوف حجرة من الرجال (أي: تحجز نفسها عنهم)، لا تخالطهم، فقالت امرأة: انطلقي نستلم يا أم المؤمنين، قالت: «انطلقي عنك»، وأبت)).
فهذ الحديث أصل يدل على وجوب تجنب المرأة لمخالطة الرجال الممنوعة، ويمكننا توضيح فقه هذا الموضوع عن طريق النقاط التالية:
(1) تحرم الخلوة (وجود المرأة مع الرجل في مكان مغلق لا يراه الناس وكل اجتماع بين رجل وامرأة يراه الناس فليس خلوة ومن ذلك ركوب التاكسي مثلا) وبالتالي لو معهما ثالث ولو رجلا آخر أو امرأة أخرى أو كان المكان من زجاج يطلع عليه الناس فليس خلوة، قال الإمام أحمد – رحمه الله -: وقد سأله المَرّوذِي عن الكحال (من يداوي العين بالكحل)يخلو بالمرأة وقد انصرف من عنده: هل هي منهي عنها ؟ قال : أليس هي على ظهر الطريق ؟ قيل : نعم، قال : إنما الخلوة في البيوت.”
(2) يحرم تعمد المس بين الرجل والمرأة كالمصافحة ونحوها، ويستثنى من ذلك المس بلا قصد. ولبعض الفقهاء مذاهب تبيح مصافحة المرأة الكبيرة أو الشيخ العجوز أو المصافحة بحائل عند أمن الفتنة، أما مصافحة الشاب للشابة بلا حائل فمجمع على تحريمها ولا يلتفت عندي للفتاوى الشاذة لبعض المعاصرين فيها.
(3) يحرم الكلام لغير حاجة، والحاجة كمصلحة دينية أو دنيوية أو مصلحة تستدعيها طبيعة العمل، ولا يحرم الكلام الدنيوي العارض كالسؤال عن الحال ونحوه طالما ليس بإسراف، وحديث السمر والدردشة بغير هدف= محرم، وكذلك الاسترسال في المزاح أما ما يأتي عفوا بلا استرسال فيعفى عنه.
الاختلاط الذي يخلو من كل ما مضى له ثلاث صور:
الأولى: اختلاط راتب متكرر في مكان محدود، مثلا: غرفة مكتب فيها أربعة أو ثلاثة (فيهم نساء)، وجودهم يوميا مع بعضهم ثابت ومتكرر مدة الدوام كاملة= وهذا الاختلاط عندي محرم، فهذه الصورة محرمة لأن فيها اجتماعا راتبا متكررا مع فرص شتى للاتصال على صورة تؤدي عادة لوقوع محرمات، والشريعة هنا لا تنظر لإمكان عدم وقوع المحرمات وإنما تنظر لوجود ظروف تزيد من احتمالات وقوعها، بالضبط كالنهي عن الذهاب لبلد ينتشر فيه مرض معين مع أن هناك احتمالات كثيرة للذهاب وعدم الإصابة بالمرض.
ويفتي بعض المعاصرين بأن هذه الدرجة من الاختلاط مكروهة ليست حراما، منهم الشيخ مصطفى العدوي فمن ضاق الأمر عليه وعرف من نفسه انضباطه بالشرع= وسعه تقليد الشيخ.
الثانية: مكان العمل لا يجتمع فيه الرجال مع النساء إلا بصورة عارضة لطبيعة العمل أما الأصل فالمكاتب وأماكن التجمع منفصلة، كغرف المدرسين المفصولة عن المدرسات مثلا، مع اجتماع المدرسين مع المدرسات وتبادل الكلام عند الحاجة= هذا عندي مباح بلا إشكال، ومنه الأعمال التطوعية التي تراعي هذا.
الثالثة: وهي وأوضح في الإباحة وأظهر: الاختلاط العارض مثل المحاضرات الجماعية مع عدم التلامس أو مثل الاجتماعات العائلية أو الذهاب للمساجد وللأسواق، فهذا أكثر أنواع الاختلاط دخولا في الحلال والاحتياج الإنساني.
ومن أمثلته ما في الحديث الصحيح: عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: بينما أبو بكر، وعمر رضي الله عنهما، جالسان جاءهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «ما أجلسكما ههنا؟» قالا: والذي بعثك بالحق، ما أخرجنا من بيوتنا، إلا الجوع، قال: «والذي بعثني بالحق ما أخرجني غيره» ، فانطلقوا، حتى أتوا بيت رجل من الأنصار، فاستقبلتهم المرأة، فقال: لها النبي صلى الله عليه وسلم: «أين فلان؟» ، قالت: ذهب يستعذب لنا من ماء، فجاء صاحبهم حاملا قربته، فقال: مرحبا، ما زار العباد شيء أفضل من شيء زارني اليوم.
والحمد لله وحده هو أعلى وأعلم.
ج)
في البخاري: قال: ابن جريج، أخبرني عطاء: إذ منع ابن هشام النساء الطواف مع الرجال، قال: كيف يمنعهن؟ وقد طاف نساء النبي صلى الله عليه وسلم مع الرجال؟ قلت: أبعد الحجاب أو قبل؟ قال: إي لعمري، لقد أدركته بعد الحجاب، قلت: كيف يخالطن الرجال؟ قال: ((لم يكن يخالطن، كانت عائشة رضي الله عنها تطوف حجرة من الرجال (أي: تحجز نفسها عنهم)، لا تخالطهم، فقالت امرأة: انطلقي نستلم يا أم المؤمنين، قالت: «انطلقي عنك»، وأبت)).
فهذ الحديث أصل يدل على وجوب تجنب المرأة لمخالطة الرجال الممنوعة، ويمكننا توضيح فقه هذا الموضوع عن طريق النقاط التالية:
(1) تحرم الخلوة (وجود المرأة مع الرجل في مكان مغلق لا يراه الناس وكل اجتماع بين رجل وامرأة يراه الناس فليس خلوة ومن ذلك ركوب التاكسي مثلا) وبالتالي لو معهما ثالث ولو رجلا آخر أو امرأة أخرى أو كان المكان من زجاج يطلع عليه الناس فليس خلوة، قال الإمام أحمد – رحمه الله -: وقد سأله المَرّوذِي عن الكحال (من يداوي العين بالكحل)يخلو بالمرأة وقد انصرف من عنده: هل هي منهي عنها ؟ قال : أليس هي على ظهر الطريق ؟ قيل : نعم، قال : إنما الخلوة في البيوت.”
(2) يحرم تعمد المس بين الرجل والمرأة كالمصافحة ونحوها، ويستثنى من ذلك المس بلا قصد. ولبعض الفقهاء مذاهب تبيح مصافحة المرأة الكبيرة أو الشيخ العجوز أو المصافحة بحائل عند أمن الفتنة، أما مصافحة الشاب للشابة بلا حائل فمجمع على تحريمها ولا يلتفت عندي للفتاوى الشاذة لبعض المعاصرين فيها.
(3) يحرم الكلام لغير حاجة، والحاجة كمصلحة دينية أو دنيوية أو مصلحة تستدعيها طبيعة العمل، ولا يحرم الكلام الدنيوي العارض كالسؤال عن الحال ونحوه طالما ليس بإسراف، وحديث السمر والدردشة بغير هدف= محرم، وكذلك الاسترسال في المزاح أما ما يأتي عفوا بلا استرسال فيعفى عنه.
الاختلاط الذي يخلو من كل ما مضى له ثلاث صور:
الأولى: اختلاط راتب متكرر في مكان محدود، مثلا: غرفة مكتب فيها أربعة أو ثلاثة (فيهم نساء)، وجودهم يوميا مع بعضهم ثابت ومتكرر مدة الدوام كاملة= وهذا الاختلاط عندي محرم، فهذه الصورة محرمة لأن فيها اجتماعا راتبا متكررا مع فرص شتى للاتصال على صورة تؤدي عادة لوقوع محرمات، والشريعة هنا لا تنظر لإمكان عدم وقوع المحرمات وإنما تنظر لوجود ظروف تزيد من احتمالات وقوعها، بالضبط كالنهي عن الذهاب لبلد ينتشر فيه مرض معين مع أن هناك احتمالات كثيرة للذهاب وعدم الإصابة بالمرض.
ويفتي بعض المعاصرين بأن هذه الدرجة من الاختلاط مكروهة ليست حراما، منهم الشيخ مصطفى العدوي فمن ضاق الأمر عليه وعرف من نفسه انضباطه بالشرع= وسعه تقليد الشيخ.
الثانية: مكان العمل لا يجتمع فيه الرجال مع النساء إلا بصورة عارضة لطبيعة العمل أما الأصل فالمكاتب وأماكن التجمع منفصلة، كغرف المدرسين المفصولة عن المدرسات مثلا، مع اجتماع المدرسين مع المدرسات وتبادل الكلام عند الحاجة= هذا عندي مباح بلا إشكال، ومنه الأعمال التطوعية التي تراعي هذا.
الثالثة: وهي وأوضح في الإباحة وأظهر: الاختلاط العارض مثل المحاضرات الجماعية مع عدم التلامس أو مثل الاجتماعات العائلية أو الذهاب للمساجد وللأسواق، فهذا أكثر أنواع الاختلاط دخولا في الحلال والاحتياج الإنساني.
ومن أمثلته ما في الحديث الصحيح: عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: بينما أبو بكر، وعمر رضي الله عنهما، جالسان جاءهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «ما أجلسكما ههنا؟» قالا: والذي بعثك بالحق، ما أخرجنا من بيوتنا، إلا الجوع، قال: «والذي بعثني بالحق ما أخرجني غيره» ، فانطلقوا، حتى أتوا بيت رجل من الأنصار، فاستقبلتهم المرأة، فقال: لها النبي صلى الله عليه وسلم: «أين فلان؟» ، قالت: ذهب يستعذب لنا من ماء، فجاء صاحبهم حاملا قربته، فقال: مرحبا، ما زار العباد شيء أفضل من شيء زارني اليوم.
والحمد لله وحده هو أعلى وأعلم.
هناك خيار سيء اختارته الصحوة الإسلامية بشقيها السلفي والإخواني بقصد حسن أحيانًا وبقصد شغل أذهان جندها أحيانًا أخرى، أعني خيار إسلام عقول وقلوب أتباعها لسيل الأخبار اليومي تحت ذرائع فهم الواقع تارة، والاهتمام بأمر المسلمين أخرى، وكان لهذا الخيار السيء ثلاثة آثار سلبية أساسية:
الأول: انشغال الناس وهدر مواردهم فيما هو خارج دائرة تحكمهم وتأثيرهم.
الثاني: ضعف القلب والنفس والشعور المميت بالعجز وقلة الحيلة، بحيث يؤول كل ذلك إلى نوع مقيت من البطالة وفقد الفاعلية والإحساس بفقدان الجدوى.
الثالث: تصدر من شغل قلبه بهذا للتحليل والتنظير والقول بغير علم بل شعوره بالاستعلاء بما بين يديه من قصاصات الأخبار.
إن الأمم القوية أو التي تريد أن تمهد لقوتها لا تصنع هذا، إنما تسلك الأمم مسلك التوزيع المنضبط للكوادر والكفاءات والمواهب بحيث تشغل ثغور حاجتها الصانعة لمواطن قوتها، ويكون حظ كل فرد منها مما هو خارج موطن إتقانه وقوته= حظًا لا يعود بالنقص أو التقصير على عمله الذي يحسنه ويتقنه.
نعم لا يخلو صاحب العزيمة من أن يكون طالب آخرة أو طالب دنيا، ولا يخلو واحد منهما من الهم أبدًا، فمن استعاذ بالله من هم الدنيا، وجعل الآخرة أكبر همه، واستعان بالله ولم يعجز وتوكل عليه سبحانه = كان أسعد الناس حقًا، وليس موضع سعادته أنه لا يهتم، وإنما موضع سعادته أنه يهتم لأمر آخرته وما يتصل بها من أمر دنياه، ثم ينزل همه بالله ويتوكل عليه ويستعين به، وما يكون في ذلك من مشقة هو ألم الطلب الذي لا تخلو منه الدنيا، والذي على قدره يكون جزاء الآخرة.
وإن من حمل الهم أن يحمل الإنسان هم إخوانه من المسلمين؛ فإن المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا، ومثل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
ورغم أن حديث من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم حديث منكر شديد الضعف لا يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم= إلا أن النصين الأخيرين هنا كلاهما صحيح ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يغنيان عنه، والاهتمام بأمر المسلمين شعبة إيمانية ثابتة لا تحتاج لهذا الحديث، لكن هذا الاهتمام لم يُقصد به أصالة في كلامه صلى الله عليه وسلم تتبع أخبار المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، بل رأس هذا الاهتمام هو ثغوره المشهودة التي تستطيع أن تؤثر فيها وتصلح فسادها وتجبر كسرها وتعوض نقصها أعني: بر الوالدين وصلة الرحم والسعي على الأرملة والمسكين والصدقة على الفقير وابن السبيل وتعليم العلم ونفع الناس، فكل هذا من الاهتمام بأمر المسلمين، ومن ضيعه وظن أن تتبع الأخبار في القنوات وعصر العين تباكيًا ثم التولي عن الواجبات والمندوبات التي تحت يديه بالفعل= فهو آثم مهدر لعمره، وقليل يزعم أنه يحسن الجمع ويوفي القريب والبعيد حقه، وقليل من هذا القليل يصدق زعمه، وقد خبرنا أحوال من نعرفه فوجدنا أكثرهم يحرق عمره وربما أضاع أهله.
هو يظن أنه منشغل بأمر عظيم ما دام يتابع أخبار كوارث المسلمين الكبرى، والواقع أنه بطال ليس له من المتابعة إلا أجر ما يقع في قلبه من التأذي لضر المسلمين، لكنه بعد ذلك يظل فارغًا لم يصنع شيئا يثقل ميزانه ويجيب به عن سؤال العمر الفاني.
الأول: انشغال الناس وهدر مواردهم فيما هو خارج دائرة تحكمهم وتأثيرهم.
الثاني: ضعف القلب والنفس والشعور المميت بالعجز وقلة الحيلة، بحيث يؤول كل ذلك إلى نوع مقيت من البطالة وفقد الفاعلية والإحساس بفقدان الجدوى.
الثالث: تصدر من شغل قلبه بهذا للتحليل والتنظير والقول بغير علم بل شعوره بالاستعلاء بما بين يديه من قصاصات الأخبار.
إن الأمم القوية أو التي تريد أن تمهد لقوتها لا تصنع هذا، إنما تسلك الأمم مسلك التوزيع المنضبط للكوادر والكفاءات والمواهب بحيث تشغل ثغور حاجتها الصانعة لمواطن قوتها، ويكون حظ كل فرد منها مما هو خارج موطن إتقانه وقوته= حظًا لا يعود بالنقص أو التقصير على عمله الذي يحسنه ويتقنه.
نعم لا يخلو صاحب العزيمة من أن يكون طالب آخرة أو طالب دنيا، ولا يخلو واحد منهما من الهم أبدًا، فمن استعاذ بالله من هم الدنيا، وجعل الآخرة أكبر همه، واستعان بالله ولم يعجز وتوكل عليه سبحانه = كان أسعد الناس حقًا، وليس موضع سعادته أنه لا يهتم، وإنما موضع سعادته أنه يهتم لأمر آخرته وما يتصل بها من أمر دنياه، ثم ينزل همه بالله ويتوكل عليه ويستعين به، وما يكون في ذلك من مشقة هو ألم الطلب الذي لا تخلو منه الدنيا، والذي على قدره يكون جزاء الآخرة.
وإن من حمل الهم أن يحمل الإنسان هم إخوانه من المسلمين؛ فإن المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا، ومثل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
ورغم أن حديث من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم حديث منكر شديد الضعف لا يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم= إلا أن النصين الأخيرين هنا كلاهما صحيح ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يغنيان عنه، والاهتمام بأمر المسلمين شعبة إيمانية ثابتة لا تحتاج لهذا الحديث، لكن هذا الاهتمام لم يُقصد به أصالة في كلامه صلى الله عليه وسلم تتبع أخبار المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، بل رأس هذا الاهتمام هو ثغوره المشهودة التي تستطيع أن تؤثر فيها وتصلح فسادها وتجبر كسرها وتعوض نقصها أعني: بر الوالدين وصلة الرحم والسعي على الأرملة والمسكين والصدقة على الفقير وابن السبيل وتعليم العلم ونفع الناس، فكل هذا من الاهتمام بأمر المسلمين، ومن ضيعه وظن أن تتبع الأخبار في القنوات وعصر العين تباكيًا ثم التولي عن الواجبات والمندوبات التي تحت يديه بالفعل= فهو آثم مهدر لعمره، وقليل يزعم أنه يحسن الجمع ويوفي القريب والبعيد حقه، وقليل من هذا القليل يصدق زعمه، وقد خبرنا أحوال من نعرفه فوجدنا أكثرهم يحرق عمره وربما أضاع أهله.
هو يظن أنه منشغل بأمر عظيم ما دام يتابع أخبار كوارث المسلمين الكبرى، والواقع أنه بطال ليس له من المتابعة إلا أجر ما يقع في قلبه من التأذي لضر المسلمين، لكنه بعد ذلك يظل فارغًا لم يصنع شيئا يثقل ميزانه ويجيب به عن سؤال العمر الفاني.
س: هل كون ان الانسان مسلم يخلي حياته مملة ، ليه حاجات كتير حرام؟
ج/ وفيه حاجات كتير حلال :)
في الواقع اختيار أية منظومة قيمية وأخلاقية يعني تقييد اللذة، وتقييد اللذة هو الفارق الحقيقي بين الإنسان والحيوان.
مارك مانسون (وهو ملحد بالمناسبة)، يقول: ((مزيد من التسلية يجعلنا أكثر هشاشة وضعفًا، كلما زادت مباحات الاختيار تناقص الرضا، لا يجعلك توفر المباحات أكثر حرية بل يجعلك قلقًا، هذه ليست حرية، إن الشكل الأخلاقي الوحيد للحرية يأتي عبر وضع حدود للنفس، ليست المزية في اختيار كل ما تريده من الحياة، ولكن المزية هي اختيار ما أنت مستعد للتخلي عنه، كثرة الخيارات تفقد الحرية معناها، الحرية هي أن تظل على الدوام قادرًا على اختيار ما أنت مستعد للتضحية به، وللتخلي عنه)).
في الحقيقة: جودة الحياة تكمن في توازن اللذة مع القيمة، فليست المسألة هي الإسلام أو غيره، وإنما هي في جودة الحياة أو سوئها، الحياة الجيدة هي التي تحتوي على قدر ضروري من الالتزامات الأخلاقية المقيدة للذة.
الإسلام فقط فيما ندعي: هوالذي يقدم أصح قوائم الالتزامات الأخلاقية وأكثرها اتزانًا.
ج/ وفيه حاجات كتير حلال :)
في الواقع اختيار أية منظومة قيمية وأخلاقية يعني تقييد اللذة، وتقييد اللذة هو الفارق الحقيقي بين الإنسان والحيوان.
مارك مانسون (وهو ملحد بالمناسبة)، يقول: ((مزيد من التسلية يجعلنا أكثر هشاشة وضعفًا، كلما زادت مباحات الاختيار تناقص الرضا، لا يجعلك توفر المباحات أكثر حرية بل يجعلك قلقًا، هذه ليست حرية، إن الشكل الأخلاقي الوحيد للحرية يأتي عبر وضع حدود للنفس، ليست المزية في اختيار كل ما تريده من الحياة، ولكن المزية هي اختيار ما أنت مستعد للتخلي عنه، كثرة الخيارات تفقد الحرية معناها، الحرية هي أن تظل على الدوام قادرًا على اختيار ما أنت مستعد للتضحية به، وللتخلي عنه)).
في الحقيقة: جودة الحياة تكمن في توازن اللذة مع القيمة، فليست المسألة هي الإسلام أو غيره، وإنما هي في جودة الحياة أو سوئها، الحياة الجيدة هي التي تحتوي على قدر ضروري من الالتزامات الأخلاقية المقيدة للذة.
الإسلام فقط فيما ندعي: هوالذي يقدم أصح قوائم الالتزامات الأخلاقية وأكثرها اتزانًا.