قناة الأستاذ / أحمد سالم
57.3K subscribers
333 photos
62 videos
231 files
393 links
قناة خاصة بالأستاذ أحمد سالم، يتولى هو إدارتها، وينشر فيها محتواه الثقافي، متنوع المجالات.
رقم الحجز للدورات والاستشارات: 00201272632921
Download Telegram
معايير اختيار الزوج الصالح والزوجة الصالحة= تتحكم فيها عوامل شتى، فمنها ما هو متعلق بالدين والخلق، ومنها ما هو متعلق بالقبول الشكلي، ومنها ما هو متعلق بالقبول النفسي، ومنها ما هو متعلق بمدى تناسب الطباع وتوافقها، ومنها ما قد يتعلق بكفاءة النسب والوسط الاجتماعي والتعليم والقدرة المادية.

وبالتالي: فما يشيع عند بعض الناس بأن رضا الدين والخلق يكفي وأن رفض الرجل الدين الخلوق أو المرأة الدينة ىالخلوقة= بطر، ليس صحيحا، وما يحتجون به على ذلك مما ينسب للنبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)).

فالحديث ضعيف لا يثبت، وممن ضعفه البخاري، وتصحيح بعض العلماء المعاصرين له خطأ.

ومع ذلك فعلى فرض صحة الحديث فإنما هو كقول النبي صلى الله عليه وسلم: الحج عرفة.

وهذه الأساليب العربية يراد منها تعظيم ما ذُكر فيها، وبيان أنه الركن الأعظم، وليس إهدار اعتبار غيره، وبالتالي الاستدلال به على كفاية هذين المعيارين= استدلال غير صحيح.

والنبي صلى الله عليه وسلم ذكرت له صحابية أن صحابيا تقدم لها، فحثها على رفضه وكان السبب: إنه صعلوك لا مال له.

لماذا رفض النبي لهذا السبب رغم إن في الوحي: إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ.

الجواب: لأنه لا رياضيات في الشرع، الآية تذكر الأصل الغالب على الناس، لكن الحالة التي حكم فيها النبي صلى الله عليه وسلم فيها امرأة شريفة نسيبة من بيت غنى، ومثل هذه يفسدها زواج الفقير غالبا، فحثها النبي صلى الله عليه وسلم على ما هو أصلح لها..

إذا رجعنا للمعايير= فنقرر أولًا أن من حق المرأة الرفض مهما بدا السبب هينًا أو تافهًا وكذلك الرجل، وبالتالي سؤال: هل يجوز أن أرفض خاطبًا لمجرد كونه قصيرًا أو طويلا وأبيض أو أسمر أو تعليمه كذا أو بلدته كذا= كل هذه الأسئلة لا داعي لها، فالقبول أو الرفض حق أصيل لك، والمعايير التي ذكرناها فيها أشياء شديدة النسبية وبالتالي لا يمكن أن نكون حكمًا على الآخرين في مدى تحققها أو في مبرر رفضهم وادعائهم غياب المعيار.

واحدة بتقول مفيش قبول نفسي، هتقولها ده حلو ومتعلم وبيقبض كويس= كل هذا لا داعي له؛ لأنها بنت حكمها على شيء صعب قياسه ولا يمكن ادعاء أنك أصوب منها فيه.
الذي نحث الناس عليه هو جودة بناء وعيهم بذاتهم وأدوات التفكير عندهم، وبعد ذلك:

الشيء الذي يمكن فقط أن نقوله لطالبي الزواج: أن هناك عدة أسئلة ينبغي أن تبني عليها قرارك عند غياب شيء من المعايير في الشخص المتقدم أو المتقدَم له:

هل الجزء الغائب يمكنك تحمله والتعايش معه؟

هل الجزء الغائب لدى الشخص ما يعوضه ويغلب عليه؟

هل الفرص المتاحة لي في الزواج تتيح لي رفاهية الاختيار لدرجة رفض زوج بناء على هذا المعيار وحده؟

ملحوظة: موضوع الفرص الناس حساسة منه وأصل ده نصيب، ومينفعش نقول واحدة فرصها أكتر من واحدة.

والكلام ده غير صحيح، الناس لازم يكونوا واقعيين شوية، الحياة فيها مساحة نصيب مغيبة وفيها مساحة اختيار مشهودة، ومساحة الاختيار محتاجة نوع من العقلانية، وعدم معاندة الأسباب اتكالا على إن فيه واحدة فضلت مستنية لحد ما بقى عندها 35 سنة وما شاء الله اتجوزت طيار.

أمر أخير فيما يتعلق بمعيار الحب:

القاعدة الأساسية: إن لا بد من حد أدنى من القبول الذي هو عكس النفور.

القبول إذا متوفر لكن مفيش حب ففيه خياران:

الأول: النظر لمدى توفر باقي المعايير مثل تدين الشخص وأخلاقه وصفاته الحسنة والمضي قدما في مشروع الزواج إن كانت متوفرة بصورة مغرية= فإن أتى الحب بعد ذلك فخير، وإن لم يأت يبقى فيه عشرة طيبة وزواج ناجح ومجاهدة لتجاوز عدم ميل القلب له أو لتجاوز ميل القلب لغيره.

الثانية: إلغاء مشروع الزواج وانتظار من يميل له القلب مع وجود مخاطرة في ألا نجده أو أن نجده ويكون أقل دينا وأخلاقا بصورة تصل للأذى وفشل مشروع الزواج أو تنغيص العيش.

العقل هو: الخيار الأول، ما دامت المعايير متوفرة بصورة مغرية ومفيش غلبة ظن إن فرصك تشجع على انتظار ما هو أحسن.

لكن ليس كل الناس يطيق الخيارات ‍العقلانية ويطيق تحمل تبعاتها.
أنا دايما محتار يا شيخ والله ومشتت وده مأثر ع حياتي بشكل كبير ، ودا نتيجة تعب نفسي قديم ،
لو ممكن تنصحني بأي خطوات اعملها عشان اقلل من موضوع الحيرة والشتات دا يبقى كتر خيرك

ج/ اتخاذ القرارات فن يا مولانا.

تحتاج أولًا لجمع معلومات كافية عن الموضوع الذي تريد اتخاذ قرار بشأنه.

تحتاج لتحديد أهدافك وقيمك الأساسية في الحياة فتستبعد كل قرار يضرها.

تحتاج لتفكيك الموضوع لأجزاء صغيرة والتفكير في كل جزء ثم تعيد تركيبه والتفكير فيه مرة أخرى كمجموع.

قياس الإيجابيات والسلبيات والمخاطر والمحفزات وكذلك التداعيات المعقولة الحدوث لا البعيدة لكل قرار.

لا أحد يضمن المستقبل.

ولا يوجد قرار مثالي خالي من العواقب السيئة، اتخاذ القرارات هو عملية موازنة سيبقى في نتائجها دائما جانب سلبي.

استخر الله، واستشر من تثق بعقولهم.
إزاي أؤهل نفسي للمطحنة اللي بعد الجامعة ؟

ج/ كل المهارات المكملة لسوق العمل مهما كان تخصصك:

1- اللغة.

2- مهارات الحاسب كلها.

3- تكوين شبكة علاقات في المجال الذي تريد العمل فيه بعد تخصصك.

4- أن تعمل خلال الدراسة ولو بصورة جزئية في أية مهنة وحبذا لو قريبة من المجال الذي تريد العمل فيه بعد تخصصك.
قل لي قاعدة يجب أن أتمسك بها ؟

ج/ هتختلف أكيد باختلاف المجالات والمواقف لكن القواعد الأساسية يمكن تلخيصها فيما يلي:

❶ أن يكون الله، وأن تكون النجاة في الآخرة هي المحور المركزي الذي على أساسه يتم ترتيب أولويات الحياة، وتتحدد بواسطه الخيارات الأخلاقية.

❷ أن يكون النفع الذي يحبه الله، سواء نفع الذات أو المحتاجين، أو النفع بما يصلح الدنيا، والنفع بما ينجي يوم القيامة= هو المحور المركزي الذي نقيس به فعالية وجدوى وقيمة الأشياء والتصرفات والعلاقات.

❸ العلم والمعرفة وجمع المعلومات الأساسية وتحصيل المهارات الفعالة واكتساب الخبرات الضرورية فيما يتعلق بأمر الدنيا أو أمر الآخرة= كل ذلك ينبغي أن يشغل مساحة مهمة من أولويات يومك، وهو شحذ السكين الذي يسهل القطع.

❹ العبادة، والذكر، والقرآن، وأداء الحقوق لأهلها، ومساعدة المحتاجين، والصبر في الضراء، والشكر في السراء، والاستغفار عند التقصير، وألا تفرغ يدك من صالحة تعملها لدنياك وآخرتك= هذا كله هو وقود الاستمرار في الحياة.

❺ المراقبة والمراجعة المستمرة للعلاقة التبادلية بين العلم والعمل، ومعالجة أي اتساع يظهر في الفجوة بينهما، والصبر على مداواة العيوب وتخفيف آثارها وتقبل الذات وحسن تقديرها في الوقت نفسه.

❻ تحمل مسؤولية الخطأ بشجاعة، والحذر البالغ والمعالجة الجادة السريعة لعلامات الاستسلام وبوادر اليأس ومشاعر الإحباط عند وجود القصور أو الفشل أو السقوط، وألا نستغرق في جلسة السقوط إلا بقدر ارتكاز الأيدي على الأرض والعودة للقيام.

❼ جودة اختيار الأصحاب، وشبكات العلاقات، والاستثمار في ذلك، وحسن إدارة التعامل مع المواقف الحرجة والأشخاص السيئين، وتعلم مهارات ذلك.
انا هموت من الحزن.

ج / شعور الحزن استجابة نفسية لمؤثرات يمر بها الإنسان، وعلى الرغم من هذه الاستجابة مؤلمة وتُعارض حالة السكينة والفرح التي يحبها الإنسان= إلا أن تقبل هذا الشعور وعدم الفزع منه ضروري في كثير من الأحيان.

تجاوز الأحزان هو ما نطمح له، لكن لو قلت لك: لا تحزن فهذا لن يزيل حزنك، الحزن ليس مطلوبًا ولا يحبه الله، لكن الله لا يؤاخذنا عليه لأنه شعور قلبي لا نملك دفعه في غالب الأحيان، لذلك كره الله لنا أن نجدد الأحزان ونثيرها.

إذا تقبلت أن الحزن شعور طبيعي، وأنه في غالب الأحيان يكون مبررًا، وتصالحت معه بحيث لم تصارعه= غالبًا سيمر بسلام طالما لم تستسلم لأمرين:

الفراغ، والوحدة.

هذان الشيطانان كفيلان بأن يُمكنا الحزن من قلبك حتى يعصره ويخنق روحك.

كما كان الأستاذ رحمه الله يحب أن يكرر: لا تكن فارغًا، لا تكن وحيدًا.

وإذا استمر الحزن مدة أكبر أو صار إلى درجة كالتي تصف في سؤالك= فمن الضروري أن تسعى لاستشارة نفسية متخصصة.
كتب صديقنا الفاضل الشيخ محمد محمود عبده:

١. الحب شعور نبيل اختطفه الفاسدون، وأدخلوا فيه صورا ليست منه، ثم قدموها للجيل على أنها هي الحب الذي لا حب سواه.

٢. يشكو قطاع كبير من المتدينين من الجفاف العاطفي ربما بسبب ضعف فهم البدايات وطبيعة الانعتاق من ردغة خبال الواقع.. مما ولد ردة فعل عكسية بظهور نفر من جيل جديد جعل من قضية الحب قضية القضايا؛ فنصب فيها خيمته، وأناخ في ساحها ناقته، فلم يعد يبرحها إلى غيرها، حتى نسب إليها، فصار بها يعرف، وعنها يتكلم، فلا يصدر إلا عنها، ولا ينطلق إلا منها.

٣.ومع ذلك ليس الحب قضية محورية؛ بحيث يتمحور حولها الإنسان، فلا يكاد يكتب إلا فيها، بدعوى أنه لا يجيد سواها؛ فمن امتلك ناصية البيان توجه به في كل ميدان.

٤. قضايا المسلمين الملحة أكثر من أن تحصر، ومن عجز عن ارتياد قضاياها السياسية و الفقهية العلمية فلا تثريب عليه في تركها إلى أخرى لا تقل عنها؛ فهاك الميدان الوسيع الفسيح: ميدان تربية الأمة على الإيمان، وحبه، و حب أهله، وتوجيه الناشئة لمعالي الأمور، وتناول قضاياها الاجتماعية، وعللها المتأصلة.. إلخ وهي قضايا يجيد السباحة فيها كل من عرك القلم، وامتلك زمام الحرف، ولا يعذر أحد - ممن هذا وصفه - في القعود عن هذا الواجب المحتم.

٥.لا مانع من ارتياد جوانب المشاعر بقدر، لكن بحروف مستقيمة من خبير، وأساليب محكمة من مجرب، وطرائق منضبطة من حكيم.. وكلما كان عمر الكاتب كبيرا كان أبعد عن مواطن الفتنة والريبة، وأدعى لطول التجربة والحكمة والتأثير الإيجابي؛ ففي تلك الجوانب مسالك ردية، وأساليب ملتوية، ثم هناك فخاخ ومزالق قد لا يبصرها المرء إلا وهو واقع فيها.
ولا يكون المرء كمن ضيع نفسه لأجل تقريب محبين، أو دغدغة مشاعر مراهقين.

٦. وعلى ذكر المراهقين والمراهقات، فينبغي الحذر أكثر وأكثر عند التعامل مع هؤلاء؛ إذ الكلام له أبعاد في مخيلاتهم لا يكاد يدركها الكاتب نفسه، إنهم يجسدون كل الحروف في صورة ذلك الكاتب، فيكون هو البطل الرومانسي، وفتى الأحلام الجميل، فيبدأ التعلق به، والذوبان فيه، ثم تنحدر كرة الثلج من قمة الجبل إلى سفح سفول ما له من قرار.

٧. ينبغي للكاتب أن يكون للشباب جسرا يصلهم بالينابيع الأولى من الكتاب والسنة؛ ليربطهم بها لا بشخصه.. وذلك بكثرة إيرادها، والطرق على معانيها، وارتياد آفاقها، خروجا بهم من نفق ثقافة الواقع الفاسد العفن، وتصحيحا للصورة المغلوطة المستوردة عن الحب.
أشغلوا الناس بمعالي الأمور لا بسفاسفها.

٨. إن وظيفة الكاتب المسلم أن يحلق بالناس - كل الناس و الشباب خاصة- إلى فضاءات الإسلام وأوافيقه الرحيبة الفسيحة، لا أن يتدنى بهم في حضيضهم، وينهك نفسه في معالجة أعراض لا تنتهي لمرض واحد هو غياب التربية الإسلامية.
إن معالجة العرض دون المرض ضرب من العبث.

٩. منذ جيل الأربعينات - وربما قبلها - والأمة في سكرة الحب و الهيام و عذابتهما، ومفردات قاموس الحب لا تنفد على ألسنة المغنين، وسيناريوهات أفلامه لا تنضب من قرائح المؤلفين، وليست الأمة في حاجة لمزيد سكرة إلى سكرتها ، بل في مسيس الحاجة لطرقة إفاقة تستنهضها من سكرتها، وتقيمها من كبوتها.. و الإغراق في هذا السبيل أقله أن يشوش على المصلحين وأهل الوعي بسحب البساط منهم إلى أولئك الذين يعزفون على أوتار الحب، ويدغدغون مشاعر المحبين.
وبينما تكتظ صفحاتهم بآلاف الإعجابات من أول ثوان، إذا بالأخرى تشكو قلة العابرين ومعظمهم من الشيبان و العواجيز!

١٠. الإغراق في أمر المشاعر والحب شيء مرضي وخلل اجتماعي، فإن الهوامش إذا تحولت إلى متن وشرح فسد الكتاب، وإذا زاد الملح فسدت الطبخة، وكل شيء نافع له قدر، فكيف بحب المراهقين والمراهقات الذي ليس من ورائه كبير طائل؟

١١. أحب النصيحة في السر، وأكره التعيين إلا بفاسق بين الفسق، ومن رأيتموه حاد عن الجادة فلا تعينوا الشيطان عليه بكثرة جلده، والاجتماع عليه بالتشنيع، فلو اجتمعتم عليه بالنصيحة سرا لكان خيرا وأدعى للقبول.
هجر القرآن.

هجر الجماعة في المسجد.

تضييع رواتب الصلاة والصيام.

غياب الصدقة كممارسة متكررة ومنهجية.

جفاف اللسان من الذكر.

سوء الصحبة أو الخلو من الصحبة الصالحة.

من العبث بعد هذا أن تشتكي هماً، أو ضيقاً في الصدر، أو حرماناً للتوفيق، أو معصية غالبة.

أنت من فتحت نوافذ قلبك للهوام تعشش فيه.

عندما يقع البلاء أو تُقبل الفتنة= ينتصب الشيطان؛ فهي ساحة معركته معك، فإما أن يجدك آخذاً للأهبة معداً للعدة= وإما أن يجد خصماً سهلاً قد بدت مقاتله.

الطاعة درع القلب.
هناك من يزرعون السعادة أينما ذهبوا، وغيرهم يزرعونها متى ذهبوا.

أوسكار وايلد.
قناة الأستاذ / أحمد سالم pinned «جميع قوائم الكتب التي تم ترشيحها مقسّمة: https://drive.google.com/drive/folders/1k41V0fII4dI6SSq7NNVt_3JrZI9mj8Sy»
لايف فيسبوك بعد ربع ساعة بإذن الله.
ليه بتركز في أجوبتك على فعل الطاعات وما بتحبش الناس تقف مع ذنوبها ؟

ج/ لأن الوقوف إذا زاد عن الحد الواجب= أضر ولم ينفع، وكان بابًا من أبواب الشيطان، يُقعد به الإنسان ويُضعف عزيمته.

الواجب أن تندم وتتوب وتذكر ذنبك إذا أسرفت في الرجاء أو اعجبتك طاعتك أو وجدت في قلبك كبرًا على الناس، أي ذكر للذنب خارج هذه الحدود= هو نوع من النواح والعويل لا يفيد.

أينشتاين له عبارة جميلة ذكرها والتر إيزاكسون في سيرته، يقول فيها: الحياة مثل ركوب الدراجة، لكي تحافظ على اتزانك= لابد أن تستمر في الحركة.

لو توقفت عن الحركة ستسقط، وكثير من نواح الماضي وجلد الذات يقود للسقوط المريع.

قاعدة الشريعة واضحة: إن الحسنات يذهبن السيئات، ولذلك كان ترك الطاعة أعظم من فعل الذنب كما بينه وأبدع فيه شيخ الإسلام رحمه الله.

والشيخ نفسه يقول: ((النفسُ مثل الباطُوس - وهو جُب القَذَر- كلما نبشتَه ظهر وخرج. ولكن إن أمكنك أن تَسقُف عليه، وتعبره وتَجوزُه= فافعل، ولا تشتغل بنبشه؛ فإنك لن تصل إلى قراره، وكلما نبشت شيئا ظهر غيرُه))

إن التوسع في نبش النفس باسم الصدق معها أو المحاسبة قلما ينفع، وإن القدر الضروري من الصدق والمحاسبة أقل بكثير مما يبذله الناس من الحفر المُدمي مع ما يعقبه من العويل والشكوى على ضعف نفوسهم،

والعاقل من تفكر في عيبه بقدر ما يقوده ذلك للمداواة، لا بقدر ما يقعده ويجعله يبغض نفسه ويحقرها حتى يقنط من نفسه قنوطًا ينتهي غالبا بأن يقنط من رحمة ربه، وهذا من الأبواب العظيمة للفرق بين الأحوال النبوية والأحوال الصوفية.

إن ما فات لا يعود، والندم الذي يحبه الله هو ندم يُتخذ وقودًا للحسنات، وخوف الذنب الذي يرضاه الله، هو خوف تستعين به إن أعجبك عملك أو غرتك نفسك بحسنة وفقك الله إليها، وليس أشفى للنفس بعد ذلك من نسيان يحملها على العمل، ولا أضر عليها من ذكرى تؤرقها فتقعدها فتكسرها فتقتلها.

ولقد رأيت كثيرًا مما يُقعد الناس عن العمل يرجع إلى باب ذكرى عيب النفس ونقصها، ونبش ماضيها وبقعها المظلمة، ثم لوم النفس وجلدها، واحتقار أن تأتي خيرًا أو يُرجى منها نفع، أو حتى-وذلك مسلك قوم آخرين- تحويل الماضي إن كان من جناية الناسِ عليك= إلى مشجب يُعلق الإنسانُ عليه قعود نفسه وتضييعها لعمرها وتبديدها لطاقاتها
يا شيخنا حكم الختان ايه للبنات؟ هل في فعلا حديث على كده او هو مستحب))أرجو الرد يا شيخنا الفاضل
ج)
أما الختان الذي فيه إزالة البظر كله أو معظمه = فحرام.
وأما الختان بمعنى إزالة شيء قليل يقلل غلمة المرأة بدرجة يسيرة فالأصل أنه مباح، ولولا عدم ورود أدلة بتحريمه مع كون العرب كانوا يعرفونه= لكان القول بأن الأصل حرمته متوجهاً؛ لما فيه من كشف للعورة واعتداء على البدن بلا حاجة، والواقع إنه تأثيره في تقليل الغلمة تأثير ضعيف مرتبط بلو كان حجمه كبير يحتك بالثوب فقط، لأن الواقع إن غالب الغلمة تنبع من نفس الإنسان أكثر من كونها تنبع من تعرضه لإثارة، لذلك تنكسر بالصبر على الصيام.
لكن الظاهر الإباحة، ولا دليل يرفعه عن الإباحة إلى الاستحباب فضلا عن الوجوب، وهذه الإباحة قد تنتقل إلى حكم آخر لأسباب خارجية، والفتوى العامة ينبغي أن تكون بمنعه إلا عند الحاجة إليه وبإذن الطبيب وتحت إشرافه؛ نظرا لغلبة الجهل على من يمارسه خاصة في الريف.
وعدم فعله أحب إلي فيُترك القرار فيه للمرأة إذا أحست بحاجة إليه ووافقها الطبيب، أما التساهل في إجرائه للصغيرات فمع إقراري بتماشيه مع أقوال كثير من الفقهاء إلا أني أرى أن للموروث البيئي أثر في ذلك والحجج الشرعية لا تساعد عليه.
وقول النبي صلى الله عليه وسلم إذا التقى الختانان: غاية ما يدل عليه الإباحة، أي هنا موضعان يختنان عادة، لا أن هذا الختان مأمور به، الأمر به يحتاج لدليل آخر، وهو غير متوفر في ختان الإناث.
وحديث أم عطية أخفضي ولا تنهكي ضعيف لا يثبت، ولا يثبت بعد ذلك في الختان حديث.
وذكرالختان في سنن الفطرة المقصود به ختان الرجال؛ لأنه هو الذي من جنس الطهارة، والتوقي من النجاسة ، ومن جنس تزيين الهيئة وتحسينها وهو سياق سنن الفطرة كلها، وقد أشار الإمام أحمد رحمه الله لهذا المعنى في الفرق بين الختانين.
أما ختان النساء فنوع آخر لا يستفاد منه شيء من هذا، ومعنى قول بعض الفقهاء أنه مكرمة= إشارة منهم إى أنه ليس سنة، وإنما شيء يستصلح به حال المرأة، وهذا كما هو ظاهر متعلق بحاجة اعتادوها في أزمنتهم لا بينة على كونها وحيًا مندوبًا.
وقال ابن عبد البر: (( عن شداد بن أوس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الختان سنة للرجال مكرمة للنساء واحتج من جعل الختان سنة بحديث أبي المليح هذا وهو يدور على حجاج بن أرطاة وليس ممن يحتج بما انفرد به والذي أجمع المسلمون عليه الختان في الرجال على ما وصفنا)).
وهل الختان مضر؟
الضرر المقصود هنا هو الضرر الذي يلحق عملية الاستمتاع الجنسي لدى المرأة..
الختان غير اليسير مضر بلا شك، أما اليسير ففيه مخاطرة، قد يضر وقد لا يضر بحسب عدة عوامل تتدخل في التحكم الذهني والجسدي بالشهوة عند المرأة ولو كان مضر يقينا لما كان ينبغي الشك في منعه، لكن ضرره احتمالي فتجنبه من باب الوقاية لا من باب تيقن الضرر، وفي النساء من تجريه وتكون أسرع غلمة وأحسن استجابة ممن لم تجره؛ لوجود عوامل أخرى، وقد لا توجد هذه العوامل الأخرى فيكون إجراؤه مقلل لغلمة بعض النساء، فالحاصل: أنه تدخل غير مفيد في غالب الأحوال، وتركه أحسن.
وللفائدة:
https://ask.fm/HosamEldinHamed/answers/132701237651