#القاضي_احمد_سيف_حاشد
(1)
العقوبات الجماعية لاسيما الاقتصادية والتجارية لا يقتصر تأثيرها على السلطة أو الدولة التي اُتخذت ضدها تلك العقوبات، بل تطال على نحو أكبر الشعب الضحية، أو الضحايا من المدنيين والأبرياء.. وأكثر منه نجد قد اجتمعا على الضحية العسران أو الطرفان، الدول التي قررت فرض العقوبات من جهة، والدولة أو السلطة التي اتخذت تلك العقوبات ضدها من جهة أخرى، ثم تمعن الدولة أو السلطة المستهدفة من العقوبات في سطوتها وتسلطها وإخضاع شعبها لإرادتها ومشيئتها كيفما كانت، وفي المقابل نجد جل أثار تلك العقوبات قد وقعت على الشعب الضحية أكثر من السلطة أو الدولة المستهدفة..
(1)
العقوبات الجماعية لاسيما الاقتصادية والتجارية لا يقتصر تأثيرها على السلطة أو الدولة التي اُتخذت ضدها تلك العقوبات، بل تطال على نحو أكبر الشعب الضحية، أو الضحايا من المدنيين والأبرياء.. وأكثر منه نجد قد اجتمعا على الضحية العسران أو الطرفان، الدول التي قررت فرض العقوبات من جهة، والدولة أو السلطة التي اتخذت تلك العقوبات ضدها من جهة أخرى، ثم تمعن الدولة أو السلطة المستهدفة من العقوبات في سطوتها وتسلطها وإخضاع شعبها لإرادتها ومشيئتها كيفما كانت، وفي المقابل نجد جل أثار تلك العقوبات قد وقعت على الشعب الضحية أكثر من السلطة أو الدولة المستهدفة..
#القاضي_احمد_سيف_حاشد
(2)
كانت العقوبات التي يجري فرضها حكرا في جلّها على مجلس الأمن، ثم صار بعضها تفرضه الدول الكبرى مع حلفائها من خارجه، وانتقل فرضها إلى الدول التابعة لها برعاية وتفويض معلن أو غير معلن، كما فعلت بريطانيا والولايات المتحدة من خلال الإمارات والمملكة السعودية في إطار ما سمي لاحقا بـ"الرباعية".
(2)
كانت العقوبات التي يجري فرضها حكرا في جلّها على مجلس الأمن، ثم صار بعضها تفرضه الدول الكبرى مع حلفائها من خارجه، وانتقل فرضها إلى الدول التابعة لها برعاية وتفويض معلن أو غير معلن، كما فعلت بريطانيا والولايات المتحدة من خلال الإمارات والمملكة السعودية في إطار ما سمي لاحقا بـ"الرباعية".
#القاضي_احمد_سيف_حاشد
(3)
القانون الدولي لا يعكس إرادة الشعوب ولا يمثل مصالح ما يُسمى بالمجتمع الدولي، بقدر ما يعكس إرادة ورغبة الدول الخمس الكبار دائمة العضوية، ولطالما تحت عنوان حفظ السلم والأمن الدوليين تم فرض عقوبات جمة على العديد من الدول، غير أنها في جلها نالت من الشعوب والأوطان وأصابت بعضها في مقتل، وخلفت أوضاع إنسانية مأساوية، وخراب ودمار كبير، ولاسيما تلك التي جرى فرضها على العراق ويوغوسلافيا وليبيا واليمن..
(3)
القانون الدولي لا يعكس إرادة الشعوب ولا يمثل مصالح ما يُسمى بالمجتمع الدولي، بقدر ما يعكس إرادة ورغبة الدول الخمس الكبار دائمة العضوية، ولطالما تحت عنوان حفظ السلم والأمن الدوليين تم فرض عقوبات جمة على العديد من الدول، غير أنها في جلها نالت من الشعوب والأوطان وأصابت بعضها في مقتل، وخلفت أوضاع إنسانية مأساوية، وخراب ودمار كبير، ولاسيما تلك التي جرى فرضها على العراق ويوغوسلافيا وليبيا واليمن..
#القاضي_احمد_سيف_حاشد
(4)
لم تستهدف "الرباعية" جماعة اغتصبت السلطة، بقدر استهدافها اليمن في وحدته واستقلاله وسيادته وفرض هويات صغيرة مصادمة أو تقف على الضد من هوية ومصلحة اليمن الكبير، من خلال حرب ضروس تمادت آمادها، وعقوبات جماعية خانقة طالت شعبنا في الصميم، فيما باتت تلك الجماعة المعلن ضدها الحرب تساهم بعلم أو بغير علم في تنفيذ أجندات هذه الحرب القذرة، من خلال توفير الذريعة والتسويغ للحرب، وتقسيم وتمزيق اليمن، واحتلال أراضيه وبسط الوصاية والنفوذ الدائم أو الطويل عليها.
(4)
لم تستهدف "الرباعية" جماعة اغتصبت السلطة، بقدر استهدافها اليمن في وحدته واستقلاله وسيادته وفرض هويات صغيرة مصادمة أو تقف على الضد من هوية ومصلحة اليمن الكبير، من خلال حرب ضروس تمادت آمادها، وعقوبات جماعية خانقة طالت شعبنا في الصميم، فيما باتت تلك الجماعة المعلن ضدها الحرب تساهم بعلم أو بغير علم في تنفيذ أجندات هذه الحرب القذرة، من خلال توفير الذريعة والتسويغ للحرب، وتقسيم وتمزيق اليمن، واحتلال أراضيه وبسط الوصاية والنفوذ الدائم أو الطويل عليها.
#القاضي_احمد_سيف_حاشد
(5)
هذا الحصار والعقاب الجماعي والمتعدد الوجوه تضرر منه شعبنا على نحو بالغ وفظيع، أكثر مما تضررت منه "الجماعة" المُعلن ضدها هذا الحصار والعقاب، وقد عانى شعبنا الجوع والمجاعة والموت، وتحول بعض منه إلى محاطب حرب قذرة تستهدفه في مكين.. إنه حصار جائر يتعارض مع كل ما هو أخلاقي وإنساني..
(5)
هذا الحصار والعقاب الجماعي والمتعدد الوجوه تضرر منه شعبنا على نحو بالغ وفظيع، أكثر مما تضررت منه "الجماعة" المُعلن ضدها هذا الحصار والعقاب، وقد عانى شعبنا الجوع والمجاعة والموت، وتحول بعض منه إلى محاطب حرب قذرة تستهدفه في مكين.. إنه حصار جائر يتعارض مع كل ما هو أخلاقي وإنساني..
#القاضي_احمد_سيف_حاشد
(6)
إننا نعيش نظام عالمي ليس معتل ومختل فحسب، بل وغير أخلاقي وغير إنساني البتة، ومتوحش في جوهره، ومحمي ومدعوم بالمال والمصالح.. لقد تأكد لنا مرارا أن مثل هذا الحصار الذي نعيشه، ومثل تلك العقوبات الجماعية التي يتم فرضها وتطال الشعوب هي عقوبات بشعة ومريعة في ظل نظام دولي منعدم الإنسانية والضمير..
(6)
إننا نعيش نظام عالمي ليس معتل ومختل فحسب، بل وغير أخلاقي وغير إنساني البتة، ومتوحش في جوهره، ومحمي ومدعوم بالمال والمصالح.. لقد تأكد لنا مرارا أن مثل هذا الحصار الذي نعيشه، ومثل تلك العقوبات الجماعية التي يتم فرضها وتطال الشعوب هي عقوبات بشعة ومريعة في ظل نظام دولي منعدم الإنسانية والضمير..
#القاضي_احمد_سيف_حاشد
(7)
لقد استغلت أطراف الحرب المحلية وأمراءها هذه الحرب التي تربّحت منها على نحو مهول، وحققت تراكم ووفرة ما كانت تخطر على بال، واستخدمت العقوبات والحصار في إثراء غير مشروع لا سابقة له، وضاعفت الجبايات أضعافا مضاعفة بأثر رجعي لعشر سنين خلت، لتحقق بكل ذلك ممالك من المال والثراء الفاحش..
هذه الوفرة وهذا الثراء الفاحش إنما تحقق على حساب معاناة وعوز وجوع شعبنا الذي صار يهلك ويتلاشى بوجودها وتراكمها الوفير، فيما بات غول الفساد ولوبيهاته المدعومة من أطراف الحرب الخارجية تفترس شعبنا طولا وعرضا، وتنال منه كل منال..
(7)
لقد استغلت أطراف الحرب المحلية وأمراءها هذه الحرب التي تربّحت منها على نحو مهول، وحققت تراكم ووفرة ما كانت تخطر على بال، واستخدمت العقوبات والحصار في إثراء غير مشروع لا سابقة له، وضاعفت الجبايات أضعافا مضاعفة بأثر رجعي لعشر سنين خلت، لتحقق بكل ذلك ممالك من المال والثراء الفاحش..
هذه الوفرة وهذا الثراء الفاحش إنما تحقق على حساب معاناة وعوز وجوع شعبنا الذي صار يهلك ويتلاشى بوجودها وتراكمها الوفير، فيما بات غول الفساد ولوبيهاته المدعومة من أطراف الحرب الخارجية تفترس شعبنا طولا وعرضا، وتنال منه كل منال..
#القاضي_احمد_سيف_حاشد
(8)
وبات الإقليم والدول الرعاة ترعى الفساد وتحميه وتدعمه، وتمدد الفساد من جهة أخرى ليطال الأمم المتحدة والمنظمات الدولية التابعة لها، وجرى صرف كثير من تلك المساعدات بنظر أطراف الحرب ليتم الاستيلاء على جزء كبير منها في دعم الحرب وأطرافها.
ومن المستهدفين الذي جرى حرمانهم من المساعدات المعلمين المقطوعة رواتبهم، فيما جرى ابتزاز المجتمع على نحو فاق كل خيال،وتم تحجيم وتحسير كثير ممن كان مستهدفا من تلك المساعدات في ظل الانقطاع المستمر للمرتبات،واتساع رقعة الفقر على نحو مرعب،وانتشار الجوع والعوز الذي بلغ مداه.
(8)
وبات الإقليم والدول الرعاة ترعى الفساد وتحميه وتدعمه، وتمدد الفساد من جهة أخرى ليطال الأمم المتحدة والمنظمات الدولية التابعة لها، وجرى صرف كثير من تلك المساعدات بنظر أطراف الحرب ليتم الاستيلاء على جزء كبير منها في دعم الحرب وأطرافها.
ومن المستهدفين الذي جرى حرمانهم من المساعدات المعلمين المقطوعة رواتبهم، فيما جرى ابتزاز المجتمع على نحو فاق كل خيال،وتم تحجيم وتحسير كثير ممن كان مستهدفا من تلك المساعدات في ظل الانقطاع المستمر للمرتبات،واتساع رقعة الفقر على نحو مرعب،وانتشار الجوع والعوز الذي بلغ مداه.
#القاضي_احمد_سيف_حاشد
(1)
كنت أستنكر العقوبات الجماعية واستنكر أكثر من يتخذها.. أشعر أنها تهين وجودي وتستفز مشاعري على نحو بالغ وصلف.. تصلب العدالة وتعمم الظلم الغشوم، وتداهمني بعارم من خيبة وكآبة..
العقوبات الجماعية التي تطال الأبرياء تأجج داخلي مشاعر من الرفض والاحتجاج.. كنتُ أقبلها باستنكار وعلى مضض، وربما بأسف يشبه الموت.. أجد نفسي منفذا لها، وتحت طائلتها مُكرها ومرغما، وما أشد الإرغام على حر لا يقبله..
(1)
كنت أستنكر العقوبات الجماعية واستنكر أكثر من يتخذها.. أشعر أنها تهين وجودي وتستفز مشاعري على نحو بالغ وصلف.. تصلب العدالة وتعمم الظلم الغشوم، وتداهمني بعارم من خيبة وكآبة..
العقوبات الجماعية التي تطال الأبرياء تأجج داخلي مشاعر من الرفض والاحتجاج.. كنتُ أقبلها باستنكار وعلى مضض، وربما بأسف يشبه الموت.. أجد نفسي منفذا لها، وتحت طائلتها مُكرها ومرغما، وما أشد الإرغام على حر لا يقبله..
#القاضي_احمد_سيف_حاشد
(2)
وبين الأمس واليوم مفارقة لا تتسع لوصف أو خيال.. اليوم وفي زمن هذه الحرب الباذخة بالدم والموت والابتزاز، أعيش ألم يبلغ حد يشقني، ويشق الأرض التي أقف عليها نصفين.. ألم بالغ يشبه ألم قتلي بوحشية صارخة وسادية مرعبة..
العقوبات الجماعية يتم فرضها على الأبرياء بذنب من يستحق العقاب، فيما القاعدة القانونية المشهورة تقول: "خير للعدالة ان يفلت الف مجرم من ان يدان برئ واحد" غير أن القانون الدولي غاشم وظالم، ويقلب هذه القاعدة القانونية رأسا على عقب، ويحيل الحق إلى باطل ويرحل الأول إلى الأخير..
(2)
وبين الأمس واليوم مفارقة لا تتسع لوصف أو خيال.. اليوم وفي زمن هذه الحرب الباذخة بالدم والموت والابتزاز، أعيش ألم يبلغ حد يشقني، ويشق الأرض التي أقف عليها نصفين.. ألم بالغ يشبه ألم قتلي بوحشية صارخة وسادية مرعبة..
العقوبات الجماعية يتم فرضها على الأبرياء بذنب من يستحق العقاب، فيما القاعدة القانونية المشهورة تقول: "خير للعدالة ان يفلت الف مجرم من ان يدان برئ واحد" غير أن القانون الدولي غاشم وظالم، ويقلب هذه القاعدة القانونية رأسا على عقب، ويحيل الحق إلى باطل ويرحل الأول إلى الأخير..
#القاضي_احمد_سيف_حاشد
(3)
اليوم تصلبنا الحرب والأقدار على جدار الجوع والمجهول وهي تقهقه.. خوازيق تخترقنا من أدبارنا، وتفجر رؤوسنا، فيما هي تستمري ما تشاهد، وتفضل إعادة المشهد مرتين.. تصطلينا بجحيمها وتحرق أشرعتنا وسفننا ومرافئنا، وتزف أحلامنا إلى الجحيم..
في هذه الحرب التي تأكلنا ولا تأكل نفسها، وجدنا شعبنا والوطن الذي نبحث عنه يتعذب ويتمزق ويحترق في نكبة تطاول عهدها.. وطن منكوب بالحرب وأطرافها وإقليمها ورعاتها.. عالم نبحث فيه عن العدالة فنجد في وجوهنا الجحيم كلّه..
(3)
اليوم تصلبنا الحرب والأقدار على جدار الجوع والمجهول وهي تقهقه.. خوازيق تخترقنا من أدبارنا، وتفجر رؤوسنا، فيما هي تستمري ما تشاهد، وتفضل إعادة المشهد مرتين.. تصطلينا بجحيمها وتحرق أشرعتنا وسفننا ومرافئنا، وتزف أحلامنا إلى الجحيم..
في هذه الحرب التي تأكلنا ولا تأكل نفسها، وجدنا شعبنا والوطن الذي نبحث عنه يتعذب ويتمزق ويحترق في نكبة تطاول عهدها.. وطن منكوب بالحرب وأطرافها وإقليمها ورعاتها.. عالم نبحث فيه عن العدالة فنجد في وجوهنا الجحيم كلّه..
#القاضي_احمد_سيف_حاشد
(4)
ما نراه ونعيشه كل يوم، هو إن ثلاثين مليون إنسان يجري حصارهم ومعاقبتهم وقصفهم كل يوم، بدعوى جرم جماعة فيه.. ثلاثين مليون إنسان يجرون إلى الجحيم كل يوم بذنب جماعة ربما لا يتعدى أصحاب القرار فيها إلى عشرة أو عشرين.. ثم يتحدث العالم دون حياء عن القانون والعدالة وعودة الحق إلى أهله، وقد قتلوا الحق وأهله إلى يوم الدين..
(4)
ما نراه ونعيشه كل يوم، هو إن ثلاثين مليون إنسان يجري حصارهم ومعاقبتهم وقصفهم كل يوم، بدعوى جرم جماعة فيه.. ثلاثين مليون إنسان يجرون إلى الجحيم كل يوم بذنب جماعة ربما لا يتعدى أصحاب القرار فيها إلى عشرة أو عشرين.. ثم يتحدث العالم دون حياء عن القانون والعدالة وعودة الحق إلى أهله، وقد قتلوا الحق وأهله إلى يوم الدين..
#القاضي_احمد_سيف_حاشد
يرجى المشاركة والنشر على أوسع نطاق
الوالد صالح علي الشرجي يسكن في حي حزيز ومفقود منذ صباح يوم الثلاثاء الموافق 8/3/2022م
يرجى التعاون مع اهله بالنشر وعلى من وجده التواصل مع الارقام التالية:
772454388
773505524
ونسال الله ان يرجعه لاهله ..
يرجى المشاركة والنشر على أوسع نطاق
الوالد صالح علي الشرجي يسكن في حي حزيز ومفقود منذ صباح يوم الثلاثاء الموافق 8/3/2022م
يرجى التعاون مع اهله بالنشر وعلى من وجده التواصل مع الارقام التالية:
772454388
773505524
ونسال الله ان يرجعه لاهله ..
#القاضي_احمد_سيف_حاشد
(5)
عقوبات جماعية متجهمة لا تفرق بين مجرم وبريء، ولا بين جلاد وضحية.. حصار خانق يشتد ثقلا و وطأة على كواهلنا المتعبة.. قصف يومي طال أطفالنا ومواطنينا الأبرياء أكثر مما طال الخصوم من بعضهم.. حرب ضروس ليس للضحايا فيها ناقة ولا جمل.. أبرياء ليس لهم صلة بما حدث ويحدث وبما أحدثوه من حرب وصراع واحتدام.. إنهم الضحايا التي تأتي عليهم نتائج وتبعات هذه الحرب الظالمة، وبما تحمله من كارثية وأسف..
(5)
عقوبات جماعية متجهمة لا تفرق بين مجرم وبريء، ولا بين جلاد وضحية.. حصار خانق يشتد ثقلا و وطأة على كواهلنا المتعبة.. قصف يومي طال أطفالنا ومواطنينا الأبرياء أكثر مما طال الخصوم من بعضهم.. حرب ضروس ليس للضحايا فيها ناقة ولا جمل.. أبرياء ليس لهم صلة بما حدث ويحدث وبما أحدثوه من حرب وصراع واحتدام.. إنهم الضحايا التي تأتي عليهم نتائج وتبعات هذه الحرب الظالمة، وبما تحمله من كارثية وأسف..
#القاضي_احمد_سيف_حاشد
(6)
بات الحصار اليوم يستبيح حقوقنا من الفها إلى ياءها.. ينتهك وينتعل ما هو أخلاقي وإنساني وممكن، فيما العقوبات الجماعية في جلّها لا تعاقب مغتصب، بل تعاقب شعب وقع ضحية حرب ومؤامرة، وأطماع وأجندات.. حرب يجني مرارتها الضحايا، فيما يفلت من العقاب المجرمون الذين أشعلوها وأججوها، ومدوا في آجالها، وأثروا منها على نحو تجاوز الخيال..
(6)
بات الحصار اليوم يستبيح حقوقنا من الفها إلى ياءها.. ينتهك وينتعل ما هو أخلاقي وإنساني وممكن، فيما العقوبات الجماعية في جلّها لا تعاقب مغتصب، بل تعاقب شعب وقع ضحية حرب ومؤامرة، وأطماع وأجندات.. حرب يجني مرارتها الضحايا، فيما يفلت من العقاب المجرمون الذين أشعلوها وأججوها، ومدوا في آجالها، وأثروا منها على نحو تجاوز الخيال..
#القاضي_احمد_سيف_حاشد
حرب وحصار وعقوبات
أحمد سيف حاشد
كنت أستنكر العقوبات الجماعية واستنكر أكثر من يتخذها.. أشعر أنها تهين وجودي وتستفز مشاعري على نحو صلف وبالغ.. تصلب العدالة وتعمم الظلم الغشوم، وتداهمني بعارم من خيبة وكآبة، وتشعرني إن هذا العالم مرعب وبشع..
العقوبات الجماعية التي تطال الأبرياء تأجج داخلي مشاعر من الرفض العنيد والاحتجاج الجم.. تفرض على وجودي القبول باستنكار ومضض لا حدود له، وربما بأسف يشبه الموت.. أجد نفسي منفذا لها وتحت طائلتها مُكرها ومرغما، وما أشد الإرغام على حر لا يقبله..
هذه العقوبات تزدريني وتهين إنسانيتي على نحو بالغ وقاس.. لا أستطيع نسيانها مهما تقادم عليها الزمن وتباعد.. تصيبني بجرح عميق في أغوار الروح لا يشفى ولا يطيب.. أشعر أنها تستخف بعقلي وتزدري كرامتي، وتسحق ما بقي لي في هذا العالم من احترام أمام نفسي إلى الحد الذي أأثر فيها عدمي على وجودي.. تهدر ما بقي لي في هذا الوجود من منطق ومعقول وممكن.. يغرقني إحساسي وشعوري بأنها تستبيح وجودي وتتملكه وتستعبده..
العقوبات الجماعية تكشف فساد ضمير من يفرضها، وتعرّي همجية متخذها على نحو ليس فيه شك ولا عليه لبس أو غبار.. تكشف عن غرور وكبر وغطرسة.. تُنكل بنا وبالحياة والوجود كله.. تستبيح ما بقي لنا من عزة وكرامة.. تزدري وتهين استحقاقنا هذه الحياة، وحقنا في البقاء الآدمي..
هذه العقوبات تكشف لنا الغابة البشرية التي نعيشها.. تهدر العدالة التي لطالما بحثنا عنها في الآماد والأقاص البعيدة.. تخنق أحلامنا وما نروم من فضاءات الحرية التي تضرب باعها خلف المدى والأكوان البعيدة..
***
بين الأمس واليوم مفارقة لا تتسع لوصف أو خيال.. اليوم وفي زمن هذه الحرب الباذخة بالدم والموت والابتزاز، أعيش ألم بلغ مداه.. يشقني، ويشق الأرض التي أقف عليها نصفين.. ألم بالغ يشبه ألم قتلي بوحشية صارخة وسادية مرعبة..
الحصار الخانق والعقوبات الجماعية يتم فرضها على الأبرياء بذنب من يستحق العقاب، فيما القاعدة القانونية المشهورة تقول: "خير للعدالة ان يفلت الف مجرم من ان يدان برئ واحد" غير أن القانون الدولي غاشم وظالم.. ينقلب على هذه القاعدة القانونية رأسا على عقب، ويحيل الحق البيّن إلى باطل محض وظلم غشوم..
اليوم تصلبنا الحرب وأقدارها على جدار الفاقة والجوع والمجهول وهي تقهقه.. تبقر بطن السماء وتجهض آمالنا قبل الولادة.. تستلذ الرقص على الجراح الغائرة.. خوازيق تخترقنا من أدبارنا وتفجر رؤوسنا بأسنتها الحداد.. تستمري ما ترى، وتفضل إعادة المشهد مرتين..
تصطلينا بجحيمها وتحرق أشرعتنا وسفننا ومرافئنا وظلالنا، وتزف أحلامنا إلى الجحيم..
هذه الحرب لا تأكل نفسها بل تأكل أكبادنا وكل عزيز.. وطن لطالما بحثنا عنه فوجدناه يتمزق ويحترق في نكبة تطاول عهدها، وحرب لا تريد أن تضع أوزارها.. وطن منكوب بالحرب وأطرافها وإقليمها ورعاتها حتّى بات مسرح مرعبا كل يصفّي حساباته فيه.. جسد منهك وممزق يحتاج إلى كثير من الرفق واللين، ولا يحتمل مزيدا من الثقوب والرصاص والأوجاع.. نبحث عن عالم عادل فلا نجد إلا غياب وفقدان.. ظلم على ظلم، وظلمات فوق ظلمات..
***
ما نراه بأم العين أن ثلاثين مليون إنسان يجري حصارهم ومعاقبتهم وقصفهم وتجويعهم كل يوم بدعوى جرم جماعة فيه.. ثلاثين مليون إنسان يجرون كل يوم إلى الجحيم دون ذنب أو جريرة وإنما بتهمة جماعة ربما لا يتعدى أصحاب القرار فيها عشرة أو عشرين..
أي عالم هذا الذي يقتل ثلاثين مليون بريء بذنب عشرين متهم، ثم يتحدث دون خجل أو حياء عن قانون وعدالة هذا العالم المرعب.. عالم يحاصر ويجيع ويوجع ويقتل ثلاثين مليون ضحية بذنب عشرين متهم.. تخيّل وأنت تتحدث عن إعادة الحق إلى أهله فيما أنت في الواقع والحقيقة تقتل الحق وأهله كل يوم..
حصار همجي وعقوبات جماعية عمياء ومتجهمة لا تفرق بين مجرم وبريء، ولا بين جلاد وضحية.. حصار خانق يشتد ثقلا و وطأة على كواهلنا المتعبة.. قصف يومي طال أطفالنا ومواطنينا الأبرياء أكثر مما طال الخصوم من بعضهم..
حرب ضروس ليس للضحايا فيها ناقة ولا جمل.. أبرياء ليس لهم صلة بما حدث ويحدث وبما أحدثوه من حرب وصراع واحتدام.. إنهم الضحايا التي تأتي عليهم نتائج وتبعات هذه الحرب الظالمة، وبما تحمله من كارثية وأسف مميت..
بات الحصار اليوم يستبيح حقوقنا من الفها إلى ياءها.. عقوبات جماعية في جلّها لا تعاقب مُغتصب، بل تعاقب شعب وقع ضحية حرب ومؤامرة، وأطماع وأجندات.. حرب يجني مرارتها الضحايا الأبرياء، فيما يفلت من العقاب المجرمون الذين أشعلوها وأججوها، ومدوا في آجالها، وأثروا منها على نحو تجاوز الخيال..
***
حرب وحصار وعقوبات
أحمد سيف حاشد
كنت أستنكر العقوبات الجماعية واستنكر أكثر من يتخذها.. أشعر أنها تهين وجودي وتستفز مشاعري على نحو صلف وبالغ.. تصلب العدالة وتعمم الظلم الغشوم، وتداهمني بعارم من خيبة وكآبة، وتشعرني إن هذا العالم مرعب وبشع..
العقوبات الجماعية التي تطال الأبرياء تأجج داخلي مشاعر من الرفض العنيد والاحتجاج الجم.. تفرض على وجودي القبول باستنكار ومضض لا حدود له، وربما بأسف يشبه الموت.. أجد نفسي منفذا لها وتحت طائلتها مُكرها ومرغما، وما أشد الإرغام على حر لا يقبله..
هذه العقوبات تزدريني وتهين إنسانيتي على نحو بالغ وقاس.. لا أستطيع نسيانها مهما تقادم عليها الزمن وتباعد.. تصيبني بجرح عميق في أغوار الروح لا يشفى ولا يطيب.. أشعر أنها تستخف بعقلي وتزدري كرامتي، وتسحق ما بقي لي في هذا العالم من احترام أمام نفسي إلى الحد الذي أأثر فيها عدمي على وجودي.. تهدر ما بقي لي في هذا الوجود من منطق ومعقول وممكن.. يغرقني إحساسي وشعوري بأنها تستبيح وجودي وتتملكه وتستعبده..
العقوبات الجماعية تكشف فساد ضمير من يفرضها، وتعرّي همجية متخذها على نحو ليس فيه شك ولا عليه لبس أو غبار.. تكشف عن غرور وكبر وغطرسة.. تُنكل بنا وبالحياة والوجود كله.. تستبيح ما بقي لنا من عزة وكرامة.. تزدري وتهين استحقاقنا هذه الحياة، وحقنا في البقاء الآدمي..
هذه العقوبات تكشف لنا الغابة البشرية التي نعيشها.. تهدر العدالة التي لطالما بحثنا عنها في الآماد والأقاص البعيدة.. تخنق أحلامنا وما نروم من فضاءات الحرية التي تضرب باعها خلف المدى والأكوان البعيدة..
***
بين الأمس واليوم مفارقة لا تتسع لوصف أو خيال.. اليوم وفي زمن هذه الحرب الباذخة بالدم والموت والابتزاز، أعيش ألم بلغ مداه.. يشقني، ويشق الأرض التي أقف عليها نصفين.. ألم بالغ يشبه ألم قتلي بوحشية صارخة وسادية مرعبة..
الحصار الخانق والعقوبات الجماعية يتم فرضها على الأبرياء بذنب من يستحق العقاب، فيما القاعدة القانونية المشهورة تقول: "خير للعدالة ان يفلت الف مجرم من ان يدان برئ واحد" غير أن القانون الدولي غاشم وظالم.. ينقلب على هذه القاعدة القانونية رأسا على عقب، ويحيل الحق البيّن إلى باطل محض وظلم غشوم..
اليوم تصلبنا الحرب وأقدارها على جدار الفاقة والجوع والمجهول وهي تقهقه.. تبقر بطن السماء وتجهض آمالنا قبل الولادة.. تستلذ الرقص على الجراح الغائرة.. خوازيق تخترقنا من أدبارنا وتفجر رؤوسنا بأسنتها الحداد.. تستمري ما ترى، وتفضل إعادة المشهد مرتين..
تصطلينا بجحيمها وتحرق أشرعتنا وسفننا ومرافئنا وظلالنا، وتزف أحلامنا إلى الجحيم..
هذه الحرب لا تأكل نفسها بل تأكل أكبادنا وكل عزيز.. وطن لطالما بحثنا عنه فوجدناه يتمزق ويحترق في نكبة تطاول عهدها، وحرب لا تريد أن تضع أوزارها.. وطن منكوب بالحرب وأطرافها وإقليمها ورعاتها حتّى بات مسرح مرعبا كل يصفّي حساباته فيه.. جسد منهك وممزق يحتاج إلى كثير من الرفق واللين، ولا يحتمل مزيدا من الثقوب والرصاص والأوجاع.. نبحث عن عالم عادل فلا نجد إلا غياب وفقدان.. ظلم على ظلم، وظلمات فوق ظلمات..
***
ما نراه بأم العين أن ثلاثين مليون إنسان يجري حصارهم ومعاقبتهم وقصفهم وتجويعهم كل يوم بدعوى جرم جماعة فيه.. ثلاثين مليون إنسان يجرون كل يوم إلى الجحيم دون ذنب أو جريرة وإنما بتهمة جماعة ربما لا يتعدى أصحاب القرار فيها عشرة أو عشرين..
أي عالم هذا الذي يقتل ثلاثين مليون بريء بذنب عشرين متهم، ثم يتحدث دون خجل أو حياء عن قانون وعدالة هذا العالم المرعب.. عالم يحاصر ويجيع ويوجع ويقتل ثلاثين مليون ضحية بذنب عشرين متهم.. تخيّل وأنت تتحدث عن إعادة الحق إلى أهله فيما أنت في الواقع والحقيقة تقتل الحق وأهله كل يوم..
حصار همجي وعقوبات جماعية عمياء ومتجهمة لا تفرق بين مجرم وبريء، ولا بين جلاد وضحية.. حصار خانق يشتد ثقلا و وطأة على كواهلنا المتعبة.. قصف يومي طال أطفالنا ومواطنينا الأبرياء أكثر مما طال الخصوم من بعضهم..
حرب ضروس ليس للضحايا فيها ناقة ولا جمل.. أبرياء ليس لهم صلة بما حدث ويحدث وبما أحدثوه من حرب وصراع واحتدام.. إنهم الضحايا التي تأتي عليهم نتائج وتبعات هذه الحرب الظالمة، وبما تحمله من كارثية وأسف مميت..
بات الحصار اليوم يستبيح حقوقنا من الفها إلى ياءها.. عقوبات جماعية في جلّها لا تعاقب مُغتصب، بل تعاقب شعب وقع ضحية حرب ومؤامرة، وأطماع وأجندات.. حرب يجني مرارتها الضحايا الأبرياء، فيما يفلت من العقاب المجرمون الذين أشعلوها وأججوها، ومدوا في آجالها، وأثروا منها على نحو تجاوز الخيال..
***
حرب أثقلت شعبنا سبع سنوات طوال.. عقوبات جماعية وحصار خانق فرضته علينا دول غبية ومتوحشة ومتخلفة حتى في أحقادها، فيما تدعمها دول بقفازات تبدو ناعمة، لكنها حارقة كالنار وفتاكة كالحديد، ومن خلف الأقنعة التي تدعي الحضارة والرقي يطل ما هو صاعق ومرعب.. عالم من الرعب والتوحش والهمجية الصادمة كالحقيقة..
مُبتلون بسلطات وقحة ونخاسة أوطان يبيعون وطنهم بحفنة من مال أو مصلحة، ومقامرون فجروا وطنهم بسبب طيش أو حماقة أو اغاظة خصم أو منافس.. وآخرون ارتكبوا الفظائع كلّها من أجل أن يحكمون باستبداد وطغيان، وبعضهم سقط وأرتهن لعمالة تخجل منها الحجر والشجر والجبال..
المال يفعل الكثير عند عبيده والباحثين عنه، والحقوق صارت رهنا للمصالح في عالم عبثي ونفعي وجائر.. حصار خانق وعقوبات جماعية تحتشد علينا من كل حدب وصوب.. ضوار تتألب وتتكالب من كل فجاج، ووطن بات ممزقا بين أنياب وحراب.. وكل منفس كان لنا وجدناه قد تم سده بألف مانع، وما بقي لنا من فُسح صادروها بكل ما ضاق وخنق وثقل..
***
إن الحصار المضروب علينا بأشكاله المتعددة يتم بدعم وغطاء دولي جائر ونفعي ومستبد.. حصار وعقاب جماعي يحملنا على الظن إلى الحد الذي نراه يستهدف الحياة نفسها بقصد الإبادة وما أستطاع منها وقدر.. استهداف حياة شعب بإمعان، لا استهداف لأفراد أو جماعة..
القانون الدولي هنا للأقوياء الذين يستعبدون الشعوب ويستبيحون الحقوق ويقدمون المصالح ويوغلون في الأكاذيب.. يهدرون ما هو أخلاقي وإنساني لصالح غلبة القوة والمال والمصالح والمنافع.. غلبة هنا تستبد بنا، وغلبة تأتي من الخارج لتستبد علينا مرتين.. اجتمع علينا العسران والظلم المضاعف..
لا عدالة هنا .. ما يحدث هنا هو حصار مدعوم بالمال الذي يتم ضخه على خزانات الدول التي تسند وتدعم هذا الحصار أو تتواطأ معه؛ ليتحول إلى أرصدة في بنوكهم، وموارد لشعوب أخرى ربما لا تعلم إنها تقتات من دماءنا وأشلاءنا وحصارنا، فيما يتم إعلانها كمؤشرات لنجاحات اقتصادية لتلك الحكومات في بلدانها..
في الحروب الخاسر والمتضرر الأكبر هي الشعوب المنكوبة بها، والأوطان التي يتم تمزيقها، والمجتمعات التي يجري تشظيها، والقوانين والنظم التي يتم إهدارها أو تحللها لصالح النهب والفساد، وتجار وأمراء الحروب، والمستفيدين من استمرارها، الذين يجدون في الحرب مغنمهم الكبير، وربحهم السريع، وثراءهم الفاحش..
***
من يحتجز السفن المحملة بالمشتقات النفطية في عرض البحر يمارس عقابا جماعيا ضد شعبنا، ومن يحتكر تجارة المشتقات النفطية في الحرب بدافع الجشع والتربّح البالغ في فحشه هو الآخر يمارس ضد شعبنا أو ما وقع منه تحت سلطته عقابا جماعيا مقابلا.. هكذا وجد شعبنا نفسه يعيش مأساة بالغة وحقيقية، وحصارا خانقا تفرضه وتديره أطراف الحرب..
العنصرية والجهوية والمناطقية وما صاحبها من إقصاء وإبعاد وتهجير، وما رافقها من بث سموم الكراهية، تعتبر جرائم حرب لطالما ارتكبتها، ولازالت ترتكبها أطراف الحرب إلى اليوم بحق شعبنا ووحدته، حتّى وإن جرى هذا الفرز أو تلك الممارسات تحت عناوين وأقنعة سياسية مظللة، لكنها في حقيقتها تخبو بوجه ما ممارسة عنصرية مقيتة، وعصبوية منتنة، وعقوبة جماعية فرضتها أطراف الحرب والصراع في مواقع سيطرتها ضد أبناء شعبنا.
إقصاء أبناء شعبنا من الوظيفة العامة أو احتكارها وتوظيفها لصالح طرف من أطراف الحرب، أو ربطها في الواقع بمعايير سلالية أو أسرية أو جهوية أو مناطقية أو حزبية أو غيرها بعيدا عن شروط ومعايير الوظيفة العامة، هي فساد جم، وممارسة عنصرية قذرة، ونيل من استحقاق المواطنة، وإهدار لمبدأ المساواة، واعتداء صارخ على حقنا في العدالة..
مطار صنعاء تم اغلاقه من سبع سنوات طوال ولازال إلى اليوم كعقاب جماعي في وجه شعبنا لا في وجه جماعة يزعم أنه يتم استهدافها به أو من خلاله، فيما الحقيقة تؤكد على نحو مستمر إن الجماعة باتت أكثر قوة بهذا الحصار، وتستند إليه في شعبيتها وتعبئتها، وتعلّق فشلها عليه، وتتربح منه كثيرا، وتجني وفرة لا سابقة لها من قبل.
***
حصار وعقاب جماعي طالنا هنا وهناك من قبل جميع أطراف الحرب.. كل الاطراف مارست ابتزازا صارخا ووقحا للغاية برواتبنا ومستحقاتنا التي كنّا نعتاش عليها، ورمتنا للجوع والمجاعة والمجهول إن لم نكن لها حشدا للموت أو محاطبا لحربها وأهدافها وأجنداتها الصغيرة والعصبوية، والكارثية في الآن نفسه.
جرى الاستيلاء على رواتبنا بأكثر من وجه وطريقة.. تم أهدار قيمة الريال حتى بات الراتب أقل من صدقة، وحتى في حدود الصدقة جرى التخلّي عن دفعها.. تخلّت سلطات الأمر الواقع هنا وهناك عن مسؤوليتها والتزاماتها القانونية، بل والأخلاقية والإنسانية رغم أنها ملزمة بجميعها باعتبارها سلطات أمر واقع.
مُبتلون بسلطات وقحة ونخاسة أوطان يبيعون وطنهم بحفنة من مال أو مصلحة، ومقامرون فجروا وطنهم بسبب طيش أو حماقة أو اغاظة خصم أو منافس.. وآخرون ارتكبوا الفظائع كلّها من أجل أن يحكمون باستبداد وطغيان، وبعضهم سقط وأرتهن لعمالة تخجل منها الحجر والشجر والجبال..
المال يفعل الكثير عند عبيده والباحثين عنه، والحقوق صارت رهنا للمصالح في عالم عبثي ونفعي وجائر.. حصار خانق وعقوبات جماعية تحتشد علينا من كل حدب وصوب.. ضوار تتألب وتتكالب من كل فجاج، ووطن بات ممزقا بين أنياب وحراب.. وكل منفس كان لنا وجدناه قد تم سده بألف مانع، وما بقي لنا من فُسح صادروها بكل ما ضاق وخنق وثقل..
***
إن الحصار المضروب علينا بأشكاله المتعددة يتم بدعم وغطاء دولي جائر ونفعي ومستبد.. حصار وعقاب جماعي يحملنا على الظن إلى الحد الذي نراه يستهدف الحياة نفسها بقصد الإبادة وما أستطاع منها وقدر.. استهداف حياة شعب بإمعان، لا استهداف لأفراد أو جماعة..
القانون الدولي هنا للأقوياء الذين يستعبدون الشعوب ويستبيحون الحقوق ويقدمون المصالح ويوغلون في الأكاذيب.. يهدرون ما هو أخلاقي وإنساني لصالح غلبة القوة والمال والمصالح والمنافع.. غلبة هنا تستبد بنا، وغلبة تأتي من الخارج لتستبد علينا مرتين.. اجتمع علينا العسران والظلم المضاعف..
لا عدالة هنا .. ما يحدث هنا هو حصار مدعوم بالمال الذي يتم ضخه على خزانات الدول التي تسند وتدعم هذا الحصار أو تتواطأ معه؛ ليتحول إلى أرصدة في بنوكهم، وموارد لشعوب أخرى ربما لا تعلم إنها تقتات من دماءنا وأشلاءنا وحصارنا، فيما يتم إعلانها كمؤشرات لنجاحات اقتصادية لتلك الحكومات في بلدانها..
في الحروب الخاسر والمتضرر الأكبر هي الشعوب المنكوبة بها، والأوطان التي يتم تمزيقها، والمجتمعات التي يجري تشظيها، والقوانين والنظم التي يتم إهدارها أو تحللها لصالح النهب والفساد، وتجار وأمراء الحروب، والمستفيدين من استمرارها، الذين يجدون في الحرب مغنمهم الكبير، وربحهم السريع، وثراءهم الفاحش..
***
من يحتجز السفن المحملة بالمشتقات النفطية في عرض البحر يمارس عقابا جماعيا ضد شعبنا، ومن يحتكر تجارة المشتقات النفطية في الحرب بدافع الجشع والتربّح البالغ في فحشه هو الآخر يمارس ضد شعبنا أو ما وقع منه تحت سلطته عقابا جماعيا مقابلا.. هكذا وجد شعبنا نفسه يعيش مأساة بالغة وحقيقية، وحصارا خانقا تفرضه وتديره أطراف الحرب..
العنصرية والجهوية والمناطقية وما صاحبها من إقصاء وإبعاد وتهجير، وما رافقها من بث سموم الكراهية، تعتبر جرائم حرب لطالما ارتكبتها، ولازالت ترتكبها أطراف الحرب إلى اليوم بحق شعبنا ووحدته، حتّى وإن جرى هذا الفرز أو تلك الممارسات تحت عناوين وأقنعة سياسية مظللة، لكنها في حقيقتها تخبو بوجه ما ممارسة عنصرية مقيتة، وعصبوية منتنة، وعقوبة جماعية فرضتها أطراف الحرب والصراع في مواقع سيطرتها ضد أبناء شعبنا.
إقصاء أبناء شعبنا من الوظيفة العامة أو احتكارها وتوظيفها لصالح طرف من أطراف الحرب، أو ربطها في الواقع بمعايير سلالية أو أسرية أو جهوية أو مناطقية أو حزبية أو غيرها بعيدا عن شروط ومعايير الوظيفة العامة، هي فساد جم، وممارسة عنصرية قذرة، ونيل من استحقاق المواطنة، وإهدار لمبدأ المساواة، واعتداء صارخ على حقنا في العدالة..
مطار صنعاء تم اغلاقه من سبع سنوات طوال ولازال إلى اليوم كعقاب جماعي في وجه شعبنا لا في وجه جماعة يزعم أنه يتم استهدافها به أو من خلاله، فيما الحقيقة تؤكد على نحو مستمر إن الجماعة باتت أكثر قوة بهذا الحصار، وتستند إليه في شعبيتها وتعبئتها، وتعلّق فشلها عليه، وتتربح منه كثيرا، وتجني وفرة لا سابقة لها من قبل.
***
حصار وعقاب جماعي طالنا هنا وهناك من قبل جميع أطراف الحرب.. كل الاطراف مارست ابتزازا صارخا ووقحا للغاية برواتبنا ومستحقاتنا التي كنّا نعتاش عليها، ورمتنا للجوع والمجاعة والمجهول إن لم نكن لها حشدا للموت أو محاطبا لحربها وأهدافها وأجنداتها الصغيرة والعصبوية، والكارثية في الآن نفسه.
جرى الاستيلاء على رواتبنا بأكثر من وجه وطريقة.. تم أهدار قيمة الريال حتى بات الراتب أقل من صدقة، وحتى في حدود الصدقة جرى التخلّي عن دفعها.. تخلّت سلطات الأمر الواقع هنا وهناك عن مسؤوليتها والتزاماتها القانونية، بل والأخلاقية والإنسانية رغم أنها ملزمة بجميعها باعتبارها سلطات أمر واقع.
تكايدت أطراف الحرب مع بعضها لتحمل كل منها الطرف الأخر المسؤولية، إلا أن جميعها في الحقيقة استفادت واقتاتت رواتبنا ومستحقاتنا بوجه أو بآخر، وتخلّت عن كل التزاماتها وواجباتها حيال المجتمع فيما أوغلت في وظيفة الجباية التي ضاعفتها ثلاثا ورباعا وعشرا، وأثقلتنا بأحمالها مثل ما أثقلتنا الحرب بأوزارها وتبعاتها..
كل سلطات الأمر الواقع باتت تفرض الجبايات الكبيرة والمتلاحقة وتجني وفرة كبيرة، وفي المقابل تخلت عن كل التزاماتها ليس فقط حيال موظفي الدولة، بل حيال المجتمع وما يحتاجه من خدمات وأولها الصحة والتعليم.. عقاب جماعي فرضته كل أطراف الحرب والصراع في اليمن ومعها من يدعمها ويسندها ويقف خلفها..
***
العقوبات الجماعية لاسيما الاقتصادية والتجارية لا يقتصر تأثيرها على السلطة أو الدولة التي اُتخذت ضدها تلك العقوبات، بل تطال على نحو أكبر الشعب الضحية، أو الضحايا من المدنيين والأبرياء..
اليوم أجتمع على شعبنا الذي بات ضحية وأضحية دول قررت فرض العقوبات عليه من جهة، والسلطة التي اتخذت تلك العقوبات ضدها من جهة أخرى، ثم تمعن تلك السلطة المستهدفة من العقوبات في فرض سطوتها وتسلطها وإخضاع شعبها لإرادتها ومشيئتها كيفما كانت، وفي المقابل نجد جل أثار تلك العقوبات قد وقعت على شعبنا أكثر بأضعاف مضاعفة من أي جماعة أو سلطة مستهدفة..
كانت العقوبات الجماعية التي يجري فرضها حكرا في جلّها على مجلس الأمن، ثم صار بعضها تفرضه الدول الكبرى مع حلفائها من خارجه، وانتقل فرضها إلى الدول التابعة لها برعاية وتفويض معلن أو غير معلن، كما فعلت بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية من خلال الإمارات والمملكة السعودية في إطار ما سمي لاحقا بـ"الرباعية".
القانون الدولي لا يعكس إرادة الشعوب بقدر ما يعكس إرادة الدول أو الأنظمة السياسية، وقبلها إرادة ورغبة الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، ولطالما تحت عنوان حفظ السلم والأمن الدوليين تم فرض عقوبات مرعبة على العديد من الشعوب خلّفت أوضاعا إنسانية مأساوية بحقها، ومن هذه العقوبات تلك التي تم فرضها على العراق ويوغوسلافيا وليبيا واليمن وغيرها..
لم تستهدف "الرباعية" جماعة اغتصبت السلطة، بقدر استهدافها اليمن في وحدته واستقلاله وسيادته وفرض هويات صغيرة مصادمة أو تقف على الضد من هوية ومصلحة اليمن الكبير، من خلال حرب ضروس تمادت آمادها، وعقوبات جماعية ثقيلة طالت شعبنا في الصميم، فيما باتت تلك الجماعة المعلن ضدها الحرب تساهم بعلم أو بغير علم في تنفيذ أجندات هذه الحرب القذرة، من خلال توفير الذريعة والتسويغ للحرب، وتقسيم وتمزيق اليمن، واحتلال أراضيه وبسط الوصاية والنفوذ الدائم أو الطويل عليها.
هذا الحصار والعقاب الجماعي والمتعدد الوجوه تضرر منه شعبنا على نحو بالغ وفظيع، أكثر مما تضررت منه "الجماعة" المُعلن ضدها هذا الحصار والعقاب، وقد عانى شعبنا الجوع والمجاعة والموت، وتحول بعض منه إلى محاطب حرب قذرة تستهدفه في مكين.. إنه حصار جائر يتعارض مع كل ما هو أخلاقي وإنساني..
إننا نعيش نظام عالمي ليس معتل ومختل، ولا هو فقط غير أخلاقي وغير إنساني، بل هو في جوهره متوحش ومريع.. نظام سنده القوة، وغايته المال والمصالح.. لقد تأكد لنا مرارا أن هذه الحرب التي نعيش جحيمها، وهذا الحصار الخانق المطبق كلتا يديه على عنق شعبنا، وهذه العقوبات الجماعية التي يتم فرضها علينا كل يوم، مدى قبح هذا النظام ودمامته، وما يطال الشعوب منها، من جور وظلم وطغيان.
***
لقد استغلت أطراف الحرب المحلية وأمراءها هذه الحرب الملعونة والحصار الخانق والعقوبات الجماعية، وتربّحت منها على نحو مهول، وفرضت الجبايات الغير مسبوقة، وحققت لها تراكم ووفرة مالية كبيرة، وإثراء سريع وفاحش على حساب معاناة وعوز وجوع شعبنا الذي صار يهلك ويتلاشى بوجودها وتراكم ثراءها، وعاش الفساد المدعوم من أطراف الحرب الداخلية والخارجية عهده المزدهر والغير مسبوق.
بات الإقليم والرعاة يرعون الفساد ويحمونه ويدعمونه، وتخطّى تأثير لوبي الفساد الذي ظل يقوى ويكبر بؤرة الحرب إلى الإقليم، بل بات عابرا للحدود والبحار، وطال عدد من المنظمات والهيئات والمنظمات وعلى رأسها الأمم المتحدة..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عقوبات ونفذ ثم ناقش !
كان أي ضابط مناوب أو حتى ضابط عابر في ساحة وحرم الكلية العسكرية، يمكنه أن يوقع عليك العقوبة التي يريدها، ومنها تلك التي كانت شاقة على نفوسنا.. كان أي ضابط مُصدّقا علينا ولا يُرد له قول، بل حتى الطالب من الدفعة السابقة، والتي لم تتخرج بعد، يمكنه أن يوقع عليك العقوبة التي يريدها، وما عليك إلا التنفيذ أولا دون اعتراض أو تردد؛ لأنه المصدّق عليك ابتداء دون شك ولا ظن..
كل سلطات الأمر الواقع باتت تفرض الجبايات الكبيرة والمتلاحقة وتجني وفرة كبيرة، وفي المقابل تخلت عن كل التزاماتها ليس فقط حيال موظفي الدولة، بل حيال المجتمع وما يحتاجه من خدمات وأولها الصحة والتعليم.. عقاب جماعي فرضته كل أطراف الحرب والصراع في اليمن ومعها من يدعمها ويسندها ويقف خلفها..
***
العقوبات الجماعية لاسيما الاقتصادية والتجارية لا يقتصر تأثيرها على السلطة أو الدولة التي اُتخذت ضدها تلك العقوبات، بل تطال على نحو أكبر الشعب الضحية، أو الضحايا من المدنيين والأبرياء..
اليوم أجتمع على شعبنا الذي بات ضحية وأضحية دول قررت فرض العقوبات عليه من جهة، والسلطة التي اتخذت تلك العقوبات ضدها من جهة أخرى، ثم تمعن تلك السلطة المستهدفة من العقوبات في فرض سطوتها وتسلطها وإخضاع شعبها لإرادتها ومشيئتها كيفما كانت، وفي المقابل نجد جل أثار تلك العقوبات قد وقعت على شعبنا أكثر بأضعاف مضاعفة من أي جماعة أو سلطة مستهدفة..
كانت العقوبات الجماعية التي يجري فرضها حكرا في جلّها على مجلس الأمن، ثم صار بعضها تفرضه الدول الكبرى مع حلفائها من خارجه، وانتقل فرضها إلى الدول التابعة لها برعاية وتفويض معلن أو غير معلن، كما فعلت بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية من خلال الإمارات والمملكة السعودية في إطار ما سمي لاحقا بـ"الرباعية".
القانون الدولي لا يعكس إرادة الشعوب بقدر ما يعكس إرادة الدول أو الأنظمة السياسية، وقبلها إرادة ورغبة الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، ولطالما تحت عنوان حفظ السلم والأمن الدوليين تم فرض عقوبات مرعبة على العديد من الشعوب خلّفت أوضاعا إنسانية مأساوية بحقها، ومن هذه العقوبات تلك التي تم فرضها على العراق ويوغوسلافيا وليبيا واليمن وغيرها..
لم تستهدف "الرباعية" جماعة اغتصبت السلطة، بقدر استهدافها اليمن في وحدته واستقلاله وسيادته وفرض هويات صغيرة مصادمة أو تقف على الضد من هوية ومصلحة اليمن الكبير، من خلال حرب ضروس تمادت آمادها، وعقوبات جماعية ثقيلة طالت شعبنا في الصميم، فيما باتت تلك الجماعة المعلن ضدها الحرب تساهم بعلم أو بغير علم في تنفيذ أجندات هذه الحرب القذرة، من خلال توفير الذريعة والتسويغ للحرب، وتقسيم وتمزيق اليمن، واحتلال أراضيه وبسط الوصاية والنفوذ الدائم أو الطويل عليها.
هذا الحصار والعقاب الجماعي والمتعدد الوجوه تضرر منه شعبنا على نحو بالغ وفظيع، أكثر مما تضررت منه "الجماعة" المُعلن ضدها هذا الحصار والعقاب، وقد عانى شعبنا الجوع والمجاعة والموت، وتحول بعض منه إلى محاطب حرب قذرة تستهدفه في مكين.. إنه حصار جائر يتعارض مع كل ما هو أخلاقي وإنساني..
إننا نعيش نظام عالمي ليس معتل ومختل، ولا هو فقط غير أخلاقي وغير إنساني، بل هو في جوهره متوحش ومريع.. نظام سنده القوة، وغايته المال والمصالح.. لقد تأكد لنا مرارا أن هذه الحرب التي نعيش جحيمها، وهذا الحصار الخانق المطبق كلتا يديه على عنق شعبنا، وهذه العقوبات الجماعية التي يتم فرضها علينا كل يوم، مدى قبح هذا النظام ودمامته، وما يطال الشعوب منها، من جور وظلم وطغيان.
***
لقد استغلت أطراف الحرب المحلية وأمراءها هذه الحرب الملعونة والحصار الخانق والعقوبات الجماعية، وتربّحت منها على نحو مهول، وفرضت الجبايات الغير مسبوقة، وحققت لها تراكم ووفرة مالية كبيرة، وإثراء سريع وفاحش على حساب معاناة وعوز وجوع شعبنا الذي صار يهلك ويتلاشى بوجودها وتراكم ثراءها، وعاش الفساد المدعوم من أطراف الحرب الداخلية والخارجية عهده المزدهر والغير مسبوق.
بات الإقليم والرعاة يرعون الفساد ويحمونه ويدعمونه، وتخطّى تأثير لوبي الفساد الذي ظل يقوى ويكبر بؤرة الحرب إلى الإقليم، بل بات عابرا للحدود والبحار، وطال عدد من المنظمات والهيئات والمنظمات وعلى رأسها الأمم المتحدة..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عقوبات ونفذ ثم ناقش !
كان أي ضابط مناوب أو حتى ضابط عابر في ساحة وحرم الكلية العسكرية، يمكنه أن يوقع عليك العقوبة التي يريدها، ومنها تلك التي كانت شاقة على نفوسنا.. كان أي ضابط مُصدّقا علينا ولا يُرد له قول، بل حتى الطالب من الدفعة السابقة، والتي لم تتخرج بعد، يمكنه أن يوقع عليك العقوبة التي يريدها، وما عليك إلا التنفيذ أولا دون اعتراض أو تردد؛ لأنه المصدّق عليك ابتداء دون شك ولا ظن..
كان النظام المتّبع يقوم على مبدأ الأقدمية في الغالب والأعم، وكانت مقولة "نفذ ثم ناقش" تأتي في منزلة شديدة النفاذ والأهمية في فلسفة الأوامر والعقوبات العسكرية، وإذا تظلّمت من إجراء أو عقوبة لدى الأعلى رتبة ومسؤولية عليك أنت أن تثبت صحة ما تدعيه؛ لأنه وفق الأصل هو الصادق وأنت الكذوب إلا أن تثبت صحة ما تدّعيه بالدليل الذي لا يُرد..
كما كان نظام الركض هو الأسلوب الوحيد الذي عليك اتباعه أثناء تحركك في أروقة الكلية.. ممنوع المشي أو السير البطيء في الميادين والساحات الخاصة بالكلية، عليك دائما الركض، فإن توانيت أو تساهلت أو أبطأت فيه، يتم إيقاع العقوبة عليك؛ لأنك خالفت نظام الكلية، ولا يوجد ضوابط للعقوبات بحيث تساوي قدر المخالفات، فالأمر يرجع إلى تقدير من ضبط المخالفة، وبالتالي يتخذ العقوبة التي يراها مناسبة..
أمّا العقوبة المسماة بـ (الخسارة) فكنت أراها خاطئة، لاسيما وهي تطال راتب الطالب؛ لأنها لا تطاله وحده، بل تطال أفراد أسرته في مأكلهم ومشربهم! أمقت كل عقوبة تطال الأبرياء، أو تتعدى مرتكب المخالفة، أو تصل إلى انتزاع شيئا من لقمة عيش أطفاله وأسرته..
***
العقوبات الجماعية كانت شديدة الحضور من قبل بعض الضباط المناوبين.. عقوبات جماعية تتخذ أحيانا لأسباب لا وزن لها ضد سرية أو فصيلة أو حضيرة، أو حتى كتيبة بكاملها، ولا يوجد من يمانعها أو يعترض عليها، غير التمرد المسكون في نفوس بعضنا، والذي نعبّر عنه في ذواتنا بالتململ، أو اللعن في غيبه، ونظرات الازدراء في وجه من أتخذها ضدّنا..
كنتُ أشعر أن العقوبات الجماعية تسحق وجودي، وكان يصدرها بعض الضباط الذين كان يخيل لي بأنهم مرضى بالسادية أكثر من كونهم قادة ينبغي اجلالهم وتقديرهم.. لقد كان لدي القائد الذي يستحق الإجلال هو السوي الذي يفرض احترامه بسلوكه الجيد، ويقدم شخصيته على نحو يصير معها نموذجا ومثالاً وقدوة، يحظى بحب طلابه واحترامهم.
لازلت أذكر عقوبة جماعية أرغمتنا على الصعود إلى قمة الجبل الشاهق والمسمى (a.r) كدت أسقط منه بسبب أن بيادتي علقت بسلك كان ممدودا على ظهر الجبل.. كنت مثقلا بحقيبة الظهر، وخوذة الحديد الثقيلة، والملابس الميدانية، وتوابعها "المجعّبة".. وقعتُ وأنا نازل منه، وكدت أهوى من ظهر الجبل إلى اسفله.. صارت لدي عقدة رهاب أعاني منها، وقد كرّست عقدة رهاب أخرى قديمة، حالما كنت طفلا وتدحرجت من رأس الجبل، حتى حواني نتوء فيه، وكان تحته منحدر شديد، إن هويت فيه، سأتمزق إربا يصعب جمعها..
صار لدي رهاب مكرر من الأماكن المرتفعة، غير أن ما كان لدي أهم، إن الحادث الأخير لم يكن ناتجا عن تدريب عسكري أو حتى اختبار لياقة أو نحو ذلك مما يمكن تسويغه، ولكنه كان ناتجا عن عقوبة جماعية، نالتني دون أن ارتكب مخالفة.. لم استسيغ العقوبات الجماعية إلى اليوم إلا محمولا بالأديان وغضب الرب..
العقوبات الجماعية تطال الأبرياء والأطفال ومن رُفع عنهم القلم.. أره غضب يتم اطلاقه في غير محله.. لا استسيغ تلك العقوبات إلا من باب التسليم الذي يثور فيه جدلا وخلاف، وليس مؤدّى أو نتاج لإعمال العقل والفكر والمنطق..
كان إذا صدر خطأ أو صوت ينم عن احتجاج أو عدم رضا أو تململ ناقد أو صوت مشوش من أحد الطلاب في الطابور الصباحي ولا يستطيع الضابط المناوب معرفة مصدره ولا يرغب صاحب الصوت أو من يحيط به كشفه، لا يعمد الضابط إلى الإقناع ومحاولة إيجاد المنطق أو الطريقة التي تحمل هذا الطالب أو من يحيطون به على الاعتراف أو الشهادة عليه، بل يسارع بحمق إلى عقوبة جماعية كانتقام ثأري؛ فيصدر أمره الجازم الذي لا يخلو من حمق وقلة حيلة، بعقاب الفصيلة، أو السرية أو الدفعة كاملة في بعض الأحيان..
ما ذنب من لا يسمع مصدر الصوت لتناله العقوبة ؟! إذا كانت الجريمة شخصية فما حدث هو دون الجريمة، إنها مخالفة تستحق الجزاء لمرتكبها، أو حتى لمن تواطأ معه، ولكن لا يجب أن تطال الأبرياء أو من لم يعلم، ولم يسمع الصوت الذي صدرت بسببه هذه العقوبة أو تلك، ولطالما تساءلت مع نفسي واغتظت في هذا الأمر…!
كنت أشعر إن العقوبات الجماعية أقرب إلى الانتقام إن لم تكن هي كذلك دون أن تخلو من عوامل تدمير للقيم والأخلاق والحقوق.. تنكيلا انتقاميا ليس له علاقة بالرشد.. أسلوب أقرب إلى الثأر لا يخلو من حمق وعجز وقلة حيلة، وينم عن عُقد متمكنة، ومركب نقص ثقيل، ربما يتحول صاحبها إلى خطر أكبر فداحة في المستقبل، لاسيما إذا أمتلك صاحبها سلطة وقرار أكبر وأخطر.. العقوبات الجماعية أكثر السياسات سوءا ووبالا وتخلفا أو هكذا أعتقد..
اليوم وفي ظل هذه الحرب الضروس ولسبع سنوات طوال يعاني شعبنا من عقوبات جماعية وسياسات تضييق خانقة ومتشددة، وتنكيل متعمدة تنال من شعبنا أكثر من نيلها من أطراف الصراع والحرب الداخلية..
كما كان نظام الركض هو الأسلوب الوحيد الذي عليك اتباعه أثناء تحركك في أروقة الكلية.. ممنوع المشي أو السير البطيء في الميادين والساحات الخاصة بالكلية، عليك دائما الركض، فإن توانيت أو تساهلت أو أبطأت فيه، يتم إيقاع العقوبة عليك؛ لأنك خالفت نظام الكلية، ولا يوجد ضوابط للعقوبات بحيث تساوي قدر المخالفات، فالأمر يرجع إلى تقدير من ضبط المخالفة، وبالتالي يتخذ العقوبة التي يراها مناسبة..
أمّا العقوبة المسماة بـ (الخسارة) فكنت أراها خاطئة، لاسيما وهي تطال راتب الطالب؛ لأنها لا تطاله وحده، بل تطال أفراد أسرته في مأكلهم ومشربهم! أمقت كل عقوبة تطال الأبرياء، أو تتعدى مرتكب المخالفة، أو تصل إلى انتزاع شيئا من لقمة عيش أطفاله وأسرته..
***
العقوبات الجماعية كانت شديدة الحضور من قبل بعض الضباط المناوبين.. عقوبات جماعية تتخذ أحيانا لأسباب لا وزن لها ضد سرية أو فصيلة أو حضيرة، أو حتى كتيبة بكاملها، ولا يوجد من يمانعها أو يعترض عليها، غير التمرد المسكون في نفوس بعضنا، والذي نعبّر عنه في ذواتنا بالتململ، أو اللعن في غيبه، ونظرات الازدراء في وجه من أتخذها ضدّنا..
كنتُ أشعر أن العقوبات الجماعية تسحق وجودي، وكان يصدرها بعض الضباط الذين كان يخيل لي بأنهم مرضى بالسادية أكثر من كونهم قادة ينبغي اجلالهم وتقديرهم.. لقد كان لدي القائد الذي يستحق الإجلال هو السوي الذي يفرض احترامه بسلوكه الجيد، ويقدم شخصيته على نحو يصير معها نموذجا ومثالاً وقدوة، يحظى بحب طلابه واحترامهم.
لازلت أذكر عقوبة جماعية أرغمتنا على الصعود إلى قمة الجبل الشاهق والمسمى (a.r) كدت أسقط منه بسبب أن بيادتي علقت بسلك كان ممدودا على ظهر الجبل.. كنت مثقلا بحقيبة الظهر، وخوذة الحديد الثقيلة، والملابس الميدانية، وتوابعها "المجعّبة".. وقعتُ وأنا نازل منه، وكدت أهوى من ظهر الجبل إلى اسفله.. صارت لدي عقدة رهاب أعاني منها، وقد كرّست عقدة رهاب أخرى قديمة، حالما كنت طفلا وتدحرجت من رأس الجبل، حتى حواني نتوء فيه، وكان تحته منحدر شديد، إن هويت فيه، سأتمزق إربا يصعب جمعها..
صار لدي رهاب مكرر من الأماكن المرتفعة، غير أن ما كان لدي أهم، إن الحادث الأخير لم يكن ناتجا عن تدريب عسكري أو حتى اختبار لياقة أو نحو ذلك مما يمكن تسويغه، ولكنه كان ناتجا عن عقوبة جماعية، نالتني دون أن ارتكب مخالفة.. لم استسيغ العقوبات الجماعية إلى اليوم إلا محمولا بالأديان وغضب الرب..
العقوبات الجماعية تطال الأبرياء والأطفال ومن رُفع عنهم القلم.. أره غضب يتم اطلاقه في غير محله.. لا استسيغ تلك العقوبات إلا من باب التسليم الذي يثور فيه جدلا وخلاف، وليس مؤدّى أو نتاج لإعمال العقل والفكر والمنطق..
كان إذا صدر خطأ أو صوت ينم عن احتجاج أو عدم رضا أو تململ ناقد أو صوت مشوش من أحد الطلاب في الطابور الصباحي ولا يستطيع الضابط المناوب معرفة مصدره ولا يرغب صاحب الصوت أو من يحيط به كشفه، لا يعمد الضابط إلى الإقناع ومحاولة إيجاد المنطق أو الطريقة التي تحمل هذا الطالب أو من يحيطون به على الاعتراف أو الشهادة عليه، بل يسارع بحمق إلى عقوبة جماعية كانتقام ثأري؛ فيصدر أمره الجازم الذي لا يخلو من حمق وقلة حيلة، بعقاب الفصيلة، أو السرية أو الدفعة كاملة في بعض الأحيان..
ما ذنب من لا يسمع مصدر الصوت لتناله العقوبة ؟! إذا كانت الجريمة شخصية فما حدث هو دون الجريمة، إنها مخالفة تستحق الجزاء لمرتكبها، أو حتى لمن تواطأ معه، ولكن لا يجب أن تطال الأبرياء أو من لم يعلم، ولم يسمع الصوت الذي صدرت بسببه هذه العقوبة أو تلك، ولطالما تساءلت مع نفسي واغتظت في هذا الأمر…!
كنت أشعر إن العقوبات الجماعية أقرب إلى الانتقام إن لم تكن هي كذلك دون أن تخلو من عوامل تدمير للقيم والأخلاق والحقوق.. تنكيلا انتقاميا ليس له علاقة بالرشد.. أسلوب أقرب إلى الثأر لا يخلو من حمق وعجز وقلة حيلة، وينم عن عُقد متمكنة، ومركب نقص ثقيل، ربما يتحول صاحبها إلى خطر أكبر فداحة في المستقبل، لاسيما إذا أمتلك صاحبها سلطة وقرار أكبر وأخطر.. العقوبات الجماعية أكثر السياسات سوءا ووبالا وتخلفا أو هكذا أعتقد..
اليوم وفي ظل هذه الحرب الضروس ولسبع سنوات طوال يعاني شعبنا من عقوبات جماعية وسياسات تضييق خانقة ومتشددة، وتنكيل متعمدة تنال من شعبنا أكثر من نيلها من أطراف الصراع والحرب الداخلية..
👍1