أحمد سيف حاشد
341 subscribers
2.77K photos
6 videos
5 files
2.86K links
عضو برلمان
Download Telegram
تغاريد غير مشفّره 1 - 12
اعتذار لفلسطين
احمد سيف حاشد
(1)
اعتذر يا فلسطين:
كان بودي أن أوقف الحرب في اليمن وأرسل إليك يا فلسطين جيش جرار من مليون مقاتل منهمكين اليوم بقتال بعضهم..
للأسف يا فلسطين هم من يملكون المقاتلين وبيوت أموال المسلمين وحتى مرتبات وحقوق الجياع تملكونها..
الذين يتقاتلون اليوم ينهبوا شعبنا ولا يتبرعوا له مما يكنزوه، ويستعيضون عن ذلك بخلس ما بقي من بقايا ظهورنا..
اعتذر عن نفسي وعن شعبي الذي "ملطاطوه وخلسسوه" سبع سنوات حرب متواصلة دون فسحة من غفلة حرب، أو استراحة محارب..

(2)
تضامني النزيه والكامل مع شعب فلسطين الأبي والحر والبطل..
تضامني النزيه مع شعب جورج حبش، ومروان البرغوثي، وأبو جهاد، وياسر عرفات، وغسان كنفاني، وأحمد سعدات ومن إليهم من الأحرار الكبار.. منهم من رحل، ومنهم من أستشهد، ومنهم من لازال قيد الاعتقال والنضال في درب الحرية والتحرير ..
ولا عزاء لأرباب الفساد والتعذيب والمنتهكين للحريات والحقوق..
وأولئك الذين يخطفون لقمة العيش من أفواه الجياع..

(3)
يزايدون باسم فلسطين والقدس..
فيما يمكرون بشعبهم ويجوعونه ويستبدونه ويمارسون طغيانهم عليه
باسم فلسطين والأقصى وقضايا الأمة يستمدون شرعية قمعنا مستقبلا
سيتهموننا غدا بالحرب الناعمة.. تهمة جاهزة لمن لا يوفقهم سياساتهم أو يناهض استبدادهم..
سيتهموننا إننا نوالي اليهود والنصارى في حروبهم السياسية التي يضفون عليها مسحة الدين..
سيتهموننا بمولاة أمريكا وإسرائيل مع إننا ضدهما منذ نعومة أضافرنا لا تكتيك فيه ولا سياسة..
سيرموننا بتهم ما أنزل الله بها من سلطان كما يفعل اليوم ذبابهم الإلكتروني وحملة مباخرهم..
إنهم يستغلون القضايا العادلة للشعوب من أجل مزيدا من حصارنا وقمعنا وإخضاعنا لاستبدادهم ومشيئتهم وطغيانهم..
نحن نبحث عن وطن ومواطنة بعيدا عن الزيف والادعاء والمزايدة .. وبعيدا عن أجنداتهم السياسية التي سيقمعوننا بها غدا، وباسم الموت لأمريكا الموت لإسرائيل..

(4)
يسيرون مسيرات من أجل القدس والتضامن مع فلسطين فيما نجد 95% من الشعارات واللافتات خاصة بهم.. علم واحد لفلسطين وألف لافتة لهم.. حتى أعلام اليمن قليلة، وأقل من شعارات الحركة بنصف وثلث، بل وأحيانا لا نرى لها أثرا أو وجود..!!
يستخدمون قضايا الأمة لترسيخ سلطانهم في وجدان الناس والتحشيد لدعم أجنداتهم ومحاولة اكتساب شرعية ما وذلك أكثر من تلك المناسبات التي يعلنون مساندتها..
إنه تغرير وتضليل واستغلال للجهل والعاطفة..
"مصائب قوم عند قوم فوائد"

(5)
تبرعوا لشعبكم أولا بمرتبات موظفيه والتي صارت من الضآلة بحكم الصدقة
قوميون وإسلاميون هناك وطغاة ومستبدون هنا
شعبنا هنا بلا وطن

(6)
ما يقترفه حكامنا اليوم من جرائم أكثر ترويعا وبشاعة بحق شعوبهم، واستخدام قضية فلسطين من قبلهم إنما هي ملهاة واستعاضة عن فشلهم الاقتصادي والاجتماعي، وإخفاقاتهم الشاملة والمتكررة حيال استحقاقات أوطانهم وشعوبهم في الداخل، والتالي الهروب منها إلى القضايا الخارجية لا ضفاء شرعية ما على استبدادهم وطغيانهم في الداخل..

(7)
سأظل أصارحكم بحقيقتكم :
من يفعل هذا بشعبه لا ينبغي له أن يزايد على قضايا الأمة في الحرية والعدالة والنضال..
لا يحق له أن يزايد ويتحدث عن حريات ونضال الشعوب التي تناضل لانتزاع حقوقها لأنه ببساطة يفعل ما تفعله تلك السلطات بشعب يرفض الإذعان للاستبداد والطغيان..
أجسادنا ليست فلسطين التي تزايدون باسمها..
بصماتكم على أجسادنا لازالت آثارها تدينكم..
لمجرد عمل احتجاجي سلمي بسيط وهو المطالبة برواتب الموظفين؛ فعلتم بنا هذا وأكثر منه إنكم اتهمتمونا بالخيانة ومساندة العدوان في إعلامكم وبيان وزارة داخليتكم..!!
ماذا ستفعلون بنا إن قاومناكم كم يقاوم ويفعل الشعب الفلسطيني في غزة والقدس..؟!!
ماذا ستفعلون بنا إن احتجينا كما يحتج الفلسطينيين..!!

(8)
من أوجب الواجب دفع رواتب العاملين والموظفين في الجهاز الإداري للدولة، والمتقاعدين أيضا، والمستفيدين من الضمان الاجتماعي، وكل من تطولهم المجاعة والجوع في هذه الحرب البشعة والدميمة، غير أن الأكثر من كارثة أن تلك الجماعات كانت دينية أو سياسية أو كلاهما معا، باتت تتخلى عن وظائف الدولة إلا من دفع الجبايات، وفوق ذلك تمارس إذلال شعبها وتهدر كلما هو من صميم حقوقه.. وأكثر من هذا يتاجرون بالوطن والدم، ويتسولون العالم، ويحاولون التكسّب والتربُّح والاستفادة من ذلك التسول، ومن دون حياء نجدها تتحدث عن الكرامة والعزّة والاخلاق والقيم ..

(9)
صحيفة "المستقلة" في حضورها وغيابها كشفت إن الجماعات الدينية بمختلف توجهاتها واحدة، لاسيما في سلطتها المستبدة لفرض وصايتها الأخلاقية على المجتمع ومحاولة إخضاعه وتدجينه، بل وابتلاعه إن أمكن.. إنها خطرا عميم..
(10)
لن ننال من الصبية عندما يرموننا بالحجارة
سنرمي شيوخهم وقيادتهم بالحق لأنها لم تحسن تربيتهم
سنرميهم بالحق لا غيره
وستكتشفون كم هي هشة
بل وسترون إن فكرها أكثر وهنا وهشاشة..
وبإمكان رجل واحد إن أتيح له هامش حرية أن يهزمها جمعا وفرادا رغم ما تمتلكه من سلطة ومال وإعلام وجنود مجندة..

(11)
بصدد انتصار الحمادي
كانوا يحققون في الجريمة ثم يتم القبض وتوجيه الاتهام..
في هذا العهد يعتقلوك اولا ثم يبحثون لك عن تهمة ويقع عليك ان تبحث عن ادلة براءتك على قاعدة انت متهم حتى تثبت براءتك.. كانوا يبحثون على الادلة ثم يقبضون عليك اما اليوم يعتقلوك ثم يبحثون على ادلة يدينوك بها حتى وإن كنت بريئا.. واكثر منه ينتهكون حقوق محاميك والدفاع عنك..
باتت كل المبادئ القانونية في هذا العهد مهدرة ولا يتم العمل بها من قبل الجهات المعنية بتطبيق القانون..

(12)
من مذكراتي:
- اليوم كبرنا وصرنا والوطن نصرخ بكل صوت.. السيارة التي تقلنا بلا كابح أو فرامل.. سيارة يعترك على مقودها من لا يجيد فنا أو قيادة.. مجانين حرب لا يجيدون حتى حساب الربح من الخسارة.. السيارة تمرق بأقصى سرعة وجنون.. أستحال علينا حتى القفز منها.. باتت تهرول نحو المنحدر.. بات مصيرنا والوطن مجهولا ومرعب..

- أخوض مع الواقع صراعا صبوراً كـ "سيزيف" رمز العذاب الأبدي مع الصخرة، أو كأبليس الذي شق عصا الجماعة، وعصي ربه منفردا أو شاذا؛ لإنفاذ مشيئة الرب.. أحاول أن أوصل صوتي المضطهد إلى أقصى مدى ممكن، حتى وإن أكلته الدود، فأنني على الدوام أحاول أن أجد نفسي مصطفا مع المضطهدين في قضاياهم، وفي مقاومة من يصنع ذلك الظلم والاضطهاد، بل والاستعباد أي كان صاحبه..

- كثير ما يستفزني الفقر والجوع والظلم والفساد، والاستبداد بكل صنوفه حتى وإن لبس ثوب الأب أو المعلم أو القائد أو القديس أو الكاهن.. ويستفزني أكثر غرور السلطة وعنادها وخواء التعالي والاستكبار في وجه الحق، ولم اعتد الظلم لأهوّن منه، وأتصالح معه، مهما طالت سنينه، ولا أتسامح معه، وأنا المجبول على النسيان، حتى يتم كسره أو اسقاطه أو التحرر من ربقته..
#القاضي_احمد_سيف_حاشد
الكرار المراني:
صورة بدون تحية للرئيس المشاط المنحاز للمظلومين وأخرى لمدير مكتب الرئيس محارب الفساد والفاسدين.
صباحكم ثورة تقلع الجميع ولا تستثني أحد.
..........................
- Rami Ali :الموظفين بدون رواتب وهم يتقاضون مبالغ طائله تحت مسميات و بنود ليس لها وجود في قوانين العالم اجمع
- Abdulah Abdulelah: ياستار استر ونحن نموت من الجوع
هشام عبدالله: هذا مستحقاتهم ايام اﻹجازه كم عتطلع مستحقاتهم أيام الدوام الرسمي أكيد بالمليار
#القاضي_احمد_سيف_حاشد
انظروا الوثيقة..
انظروا مدى ما بلغه الفساد من استهتار..
صرف ملايين ومئات الآلاف بأسم مفرد أو اثنين من مال شعب منكوب بحكامه..
الشعب الذي لا يتقاضى موظفيه ومعلميه رواتبهم..
انظروا الوثيقة، وأسماء المصروف لهم وكأن فاسد يصرف لعياله "جعالة" العيد!!
حتى التوقيعات دون أسماء.. !!
والضرائب تخصم حصتها من الفساد المربرب..
أنا لي تسعة أشهر أطالب تصحيح اسمي الرباعي من أجل راتبي لدى الخدمة المدنية ليستفيد منه عيالي إن أستمر بعد قتلي أو وفاتي، ولكني لم أستطع بسبب دولة مصلحىة الأحوال الشخصية في عصر..
لدينا سلطة فاسدة وعبثة تقتلك حيا في الدنيا وتقتل روحك بعد موتك مرة ثانية..
#القاضي_احمد_سيف_حاشد
من مذكراتي:
تخرجت من الكلية العسكرية.. ولكن إلى أين ؟! بين الأمنية والواقع مسافات شتّى.. رغبتي جارفة للإلتحاق بالجامعة، فيما ظروفي المادية عاثرة ومتعسرة، و(راتبي) الذي كنت أتقاضاه في الكلية سينقطع بصارم، وأنا لم أحتال على حاجة أو عوز، ولم أدخر منه شيئا لأيامي القادمات..

كنت ما أحصل عليه أصرفه أول بأول، وكأن شرطي عنيد يلاحقه، فيتلاشى بسرعة قبل أن يدركه.. أصرف بعضه، وأساعد آخرين، وأسلف البعض دون أن أنتظر عودة ما أُسلفه، بل وارفض استعادته في معظم الأحيان، ولإحساسك الإنساني ثمنا يجب أن تدفعه، وانعدام المال ينتقص من استقلاليتك، وينال من حريتك، ويمكن أن يكون عوزك مصدرا لابتزازك ممن يملكون المال، ويبخلونه عليك..
👆👆👆👆👆👆👆
كما أن المال يمكن أن يكون أيضا معضلة تحول دون تحقيق بعض أحلامك وأمنياتك حتى المتواضعة منها، أو على الأقل يعمل على تأجيل تحقيقها، أو كما قال الكاتب والمحاضر في التنمية البشرية روبرت آشتون: "إن مقارنة مصاريفك الشهرية في مقابل دخلك سوف تكشف الحجم الحقيقي لوقوف المال عقبة أمامك." فما بالي أنا الفاضي اليدين، الذي لا أملك حتى التصدّي لما هو ضروري ينقذني من الجوع..

وحتى على افتراض وجدت بعض من حل لهذه المعضلة أو جلّها؛ فسأظل في عوز وحاجة، واستقلال وحرية أقل؛ ولذلك آثرت تأجيل حلم الالتحاق بالجامعة، واستمرار العمل في السلك العسكري، طالما هذا سيمنحني فرصة تحقيق حلمي في الدراسة الجامعية باقتدار، ولو بعد عامين أو أكثر.. هكذا نظرت للأمر أو هكذا حسبتها..

الصورة لي.. أنشرها لأول مرة.. تم إلتقاطها في النصف الأول من الثمانينات
#القاضي_احمد_سيف_حاشد
من مذكراتي:
بين الأمس واليوم مدى من التشظي، وتغييب العقل عن الفعل، واطلاق العنان للحماقة لتفعل ما تشتهي وتريد، ثم يتنافس الحمقى على البيع والارتهان، ليتحول بعضهم إلى بيادق سكوتة صمّا، والبعض الآخر إلى حوامل سياسية مرتهنة لأجندات غير وطنية، ينفّذ بهم الأجنبي ما يشتهي ويريد، ويدفع الشعب الثمن دما ودموعا ومآسي عراض.. إنه الحصاد المُر والخيبة القاتلة..

تزداد المعاناة، ويستمر التيه والضياع، وتستمر الحروب وآلام الانقسام والتشظي وتفتيت الوطن، فيما يحصد الحمقى فتات الفتات، ومعه مزيد من السقوط المريع، فيما الأجنبي يتمكن من الوصاية على شعبنا واحتلال أراضيه، وينفذ ما يريد من الأجندات على حساب يمن يضيع، ويتلاشى إلى الأبد، إن لم توجد في الأفق معجزة..
#القاضي_احمد_سيف_حاشد
أمة وشعب مهزوم..
البعض يهرب إلى الجنوب العربي ويحن للاستعمار البريطاني..
البعض يهرب إلى عهد صالح..
وبعضهم يريدون أن يستعيدون التشطير والمجد الضائع..
وهناك يريد أن يذهب إلى عهد الخلفاء الراشدين والخلافة ليستجلب نموذجه، ويكتسب منه شرعيته..
وبعض آخر يهرب إلى علي بن أبي طالب والحسن والحسين والولاية ليستعيد ولايته..
وبعضنا يذهب إلى حمير والقومية اليمنية وعهد الأقيال في مواجهة العصبيات الأخرى كانت قرشية أو هاشمية..
المهزومين يجبنون أن يخوضوا معارك الحاضر والمستقبل..
لا يفكرون بدلف الباب نحو المستقبل، أو هم في طبيعتهم وتكوينهم لا يستطيعون أن يخوضون تحديات الحاضر والمستقبل لأنهم بعض من هذا الماضي ووعيه وذهنيته..
يستعيضون عن المستقبل والبحث عنه، بالذهاب إلى الماضي والإنكفاء عليه يقتاتون منه ويعتاشون على بقاياه..
كل منهم يعود إلى الماضي ليصنع المستقبل الخاص به..
الهروب إلى الماضي ينم عن عجز وهزيمة وفشل من الانتفال للمستقبل..
نحن الأمم المهزومة..
جميعنا مهزومين..
نحمل عاهاتنا على كواهلنا، وبدلا من البحث عن المستقبل نثب إلى الماضي ونعشقه.. ننتحر من أجله، ونرفض مغادرته حتى وإن عشنا ألف حرب وكارثة..
مت ولكن دون ضجيج
احمد سيف حاشد
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=823485738606354&id=100028348056925
عليك أن تموت دون أن تحتج ببنت شفة!!
تضور جوعا دون أن يطلع لك صوتا أو حشرجة.. مت دون انين أو غرغرة..!!
أنت المواطن المغلوب والمقموع في صنعاء وعدن ومارب وشبوه والحديدة وغيرها من يمن مستباح أرضه وعرضه..!!
ثروتنا تُنهب طولا وعرضا، وشعبنا تقاسموه كغنيمة حرب. ومنعوا عليه حتى التوجع والأنين..
يريدون من هذا الشعب أن يموت إلى الأبد، ولكن دون إزعاج أو ضجيج..!!
يريدونه أن يموت ولكن بسكون مطبق، وصمت يشبه صمت المقابر..!!

ممنوع من التظاهر أو الاحتجاج أو الاعتصام في عدن من أجل الكهرباء..
فإذا فعلت تم اتهامك بالحوثية والإخوانيه بل والإرهاب أيضا..
لن يسمحوا لك في عدن إن تتظاهر وتستعيض عن علم الجنوب بـ "المناوف" احتجاجا على قطع الكهرباء..
يركبون الموجة، ويصادرون احتجاج "المناوف" حتى لا يُسحب منهم بساط.، ويرفعون العلم الجنوبي، ويطالبون بتنفيذ اتفاق الرياض.. من كان يظن أن شيئا من هذا سيحدث يا اشتراكي زمان؟!!

وإذا أردت أن تتظاهر أو تحتج أو تعتصم في صنعاء ضد الفساد المتوحش فيها، أو من أجل استعادة الرواتب المقطوعة، أو ضد احتكار وتسليل الوظيفة العامة، أو احتجاجا على رعاية السلطة للسوق السوداء، أو ضد الجبابات والانتهاكات اليومية للحقوق والحريات فلن يكتفون برميك بتهم الخيانة والارتزاق والعدوان، بل وسيتم قمعك بعنف ووحشية..

لا أقول هذا جزافا بل عشناه مرارا وجربناه في 25 مايو 2017 عندما تم قمعنا، والاعتداء علينا وعلى أسرنا التي شاركت في الاحتجاج من أجل الرواتب المقطوعة، والجُرع التي يتم فرضها على أسعار المشتقات النفطية كل يوم..
كثيرا مما نشاهده في فلسطين يتم ارتكاب ما هو أفظع منه في اليمن مع فارق إن احتجاجنا كان محدودا جدا ومتواضعا إلى حد بعيد..

في صنعاء احتكروا حتى الشرف، حالما كانوا يقذفون أسرنا المشاركة بالاحتجاج بما لا ننساه..
فيما أتهمتنا وزارة الداخلية ومعها الإعلام الموالي لسلطة صنعاء بالخيانة والعمالة والارتزاق، وأكثر من هذا تم اختطاف نايف المشرع المغترب والده في السعودية وتعذيبه لإرغامه على الاعتراف كذبا وبهتانا إن احتجاجنا ممول من السعودية..
ما أبشعهم وما أجرأهم وكم هم مرعبين..

والغريب والمريب أن كل المنظمات الحقوقية الدولية والمحلية من أكبرها حتى أصغرها توأطات مع هذا القمع، وسكتت عنه، ولم تشير إليه في تقاريرها رغم توثيقنا لما حدث، ومراسلتنا لها، وأهم تلك المنظمات: منظمة العفو الدولية، واتحاد البرلمان الدولي، ومنظمة مراقبة حقوق الإنسان (هيومن رايتس ووتش ) وغيرها بما فيها الأمم المتحدة.. حتى ظننا دون إثم إن العالم كله متفق علينا ومحتشد، وقد كان ذلك.

يتم تلفيق التهم، وممارسة الإرهاب علينا في عدن و صنعاء وغيرها من مدن ومناطق اليمن.. يتوافقون على جباية شعبنا وخلس جِلده وهرس عظمه..
يتقاسمون ثروته وينهبونها ولا يحيطوننا علما حتى بما يأخذونه!!
يريدون أن نخضع ونستكين لطغيانهم واستبدادهم وقمعهم غير المستمد من أي شرعية عدا شرعية القوة والغلبة والأمر الواقع..
يمارسون سياسة الإفقار والتجويع بمنهجية وإمعان..
يريدونك أن تتضور جوعا في صنعاء وتموت بصمت وكمد دون أن تعترض حتّى بأصبعك..
ويريدونك في عدن أن تموت حمأ وظمأ واختناق دون أن تتنفس أو تحتج بـ "منوفه"..

في صنعاء يريدونك أن تخرج تتظاهر معهم ضد إسرائيل، ولكن تحت شعارهم وأجندات حركتهم، وموالاتهم، وإلا ارتابوا في أمرك وولائك بل وهويتك الإيمانية.. وسوف تتهم بالتطبيع والعمالة لأمريكا وإسرائيل..

أريد أن أخرج في صنعاء وأهتف مع فلسطين:
"صبراً صبراً يا فلسطين
نحن كماكم مدعوسين"
هل ستسمح لنا سلطة صنعاء أن نحتج وتتظاهر ونهتف بهذا الهتاف..؟!!
في صنعاء اتظاهر من أجل فلسطين، ولكن ممنوعا عليك أن تتظاهر بنتفة هتاف من أجلك على هامش تظاهرتك من أجل فلسطين..
فيما حركتهم تمول من المال العام وتتظاهر من أجل نفسها أكثر من فلسطين.. توطد حكمها، وتروج لشعارها، وتحشد العوطف وتستغلها لمصلحتها لتغدوا أكثر رسوخا وثباتا على حساب شعبنا المُنسحق هنا، وشعب فلسطين المسحوق هناك..

في صنعاء يدعون إلى التبرع من أجل فلسطين، ولكن ممنوع عليك أن تسأل عن مصير أكثر من اثنين مليار ريال تؤول لجمعية كنعان فلسطين (اليمن) الذي غيروا اسمها واستولوا على أموالها دون أن يعلم الشعب عن أموالها شيئا..
يمنعون عليك التساؤل والمطالبة بالتحقيق عن سبائك الذهب والأموال التي أعلنوا عنها دون تحديد أو استولوا عليها بعد أحداث الثاني من ديسمبر، والتي قالوا عنها أنها تكفي مرتبات للموظفين لأربع سنوات طوال، وقيل إنها ستورد للبنك المركزي، ولا نعلم عن مصيرها شيئا، وعجز مجلس النواب الذي يتقاسموه أن يحصل على أي معلومة عنها.. وهو ما يجعلنا نحجم عن اتهام سلطة صنعاء بعدم الشفافية أو بحجب المعلومة، بل نتهمها باللصوصية والنهب وتجريف أموال الشعب..
وفي مارب وشبوه الجمهورية والشرعية المزيفة تدار سياسة الإفقار النقدية بطبع حاويات من الورق النقدية التي تصل تباعا دون أن تحفف من وزر أو تحل مشكلة، بل باتت نثقل كواهلنا وتسحقنا بها كل يوم..
وفي المقابل تبيع يوميا نفط وغاز اليمن، ولا نعلم شيئا عن العائدات ومصيرها وإنفاقها، وقليل أن نتهم تحالف الاحتلال وسلطات الأمر الواقع هناك باللصوصية والنهب المنظم لشعبنا وثروته، بل ما يحدث هو جريمة إبادة وقتل وتجويع واستباحة لحقوق شعب ممنوع حتى من التوجع والانين على ثروة تنهب دون فتات، وهو يتضور جوعا ويموت مجاعة..

وضمير العالم الميت يحاصرنا برا وبحرا وجوا، وتاركا الحبل على غاربه لسلطات الأمر الواقع هنا وهناك لتفعل فينا ما تريد وما تشاء مقابل ضمان مصالحه الجشعة وغير العادلة وغير المشروعة في جلّها..
العالم متفق على حصارنا، بل ويعتاش على حربنا ومآسينا ودمنا، ويطمع بأرضنا وجزرنا وبحارنا وثرواتنا..
إنه عالم بشع ومتوحش ومرعب وعبثي بلا مهل أو حدود..

الصور تراجع إلى مايو 2017 صنعاء
#القاضي_احمد_سيف_حاشد
بمناسبة 22 مايو أعيد نشر بعض مما كتبته في مذكراتي عن الوحدة:
الوحدة بين أمس واليوم
تعلمتُ أن "الوطن العربي" واحد من أقصاه إلى أدناه.. ربما كان هذا أجمل ما تعلمته، وبات له اليوم وحشة الغياب الذي طال، والفقدان الذي يشبه الموت، في عهد سادهُ المتوحشون وأنتشى فيه التافهون، ومات أحراره كمدا وقهرا..

تعلمتُ أن يكون المرء إنسانا ضد كل ما ينال من إنسانية، في أي مكان من هذا العالم، أو ينتقص من حقوقه بظلم أو بطغيان، والانتصار له في عصر دميم، موسوم بالتفاهة وتوحش رأس المال..

رغم كل هذا التوحش الذي يسود، يجب أن لا نيأس؛ لأن في اليأس موت.. يجب أن لا نستسلم لهذا الموت الباذخ والتوحش المنتشر، بل والأكثر وجوبا مقاومته على نحو لا يعرف الاستسلام، وبأمل لا يعرف التلاشي.. الحياة ولاّدة، ولعل في هذا وذاك مخاض ولادة جديدة، وبداية عهد جديد، والمثل المشهور يقول: "دوام الحال من المحال"، ولنا في التاريخ ألف عضة وعبرة ومثال.

*

حالما كنت صغيرا تعلقتُ بما كانت تُعرفُ بخارطة "الوطن العربي".. شاهدتها في إدارة المدرسة، وشاهدتها في بعض المناهج الدراسية المقررة، وتكررت أمام عيوني في أكثر من مشهد ومكان.. استهوتني جغرافية وتاريخ وامتدادات هذا الوطن، والانتماء إليه، دون تعصب أو انتقاص من الآخر..

ورغم الحدود التجزيئية والأنظمة العربية القمعية المستبدة الجاثمة على أنفاس هذا الوطن الذي ننشده، ورغم الواقع العربي الثقيل بكل تعقيداته، كانت أحلامنا في ذلك الزمن كبيرة وعابرة للحدود..

كان لدينا أحساس كثيف بالانتماء العميق لهذا الوطن الذي نبحث عنه، ونشتاقُ إليه.. كان هذا الوطن في وجداننا شديد الحضور.. أحلامنا ومشاريعنا كبيرة.. كنّا نحلم بالوحدة العربية الكبرى، ونفكر بمستقبل طموح..

عندما تراجعت الأحلام الكبيرة صغرت وانحسرت المشاريع، حتى بات أكبرها أصغر من عين الذبابة.. الوحدة اليمنية التي كان يفترض أن تكون بداية انطلاق أو جسر عبور إلى حلم الوطن العربي الكبير، صارت تعاني من التشرذم والتلاشي حتى صرنا نُقتل ونُعتقل في الحدود الصغيرة بين المناطق، ونقاط العبور، ومسميات أمراء الحرب، ووكلاء الخارج المدعومين بأموال النفط المسمومة، ورضى وتواطؤ مراكز راس المال الجهنمية..

*


كانت الوحدة اليمنية في يوم ما، أملنا وحلمنا وقد تبدد ما هو أكبر منها.. كنّا كلما بدأنا نرى هذه الوحدة تدنوا وتقترب منّا، نتفاجأ بأحداث وظروف تغيّبها عنّا مرة أخرى نحو المجهول، أو ترجيها إلى موعد غير معلوم، أو تجعل من أمر تحقيقها ما يشبه المستحيل..

في آخر أيام الرئيس إبراهيم الحمدي كانت الوحدة اليمنية قد بدت وشيكة التحقيق، وربما دنت على مسافة مدت يد أو مرمى حجر، أو هذا ما خلناه، ثم أصبحنا على خبر فاجعة اغتياله.. تبدد الحلم الذي كان ينمو ويكبر أمام عيوننا ببيان نعي..

أذكر يومها وأنا استمع المذياع في مفرج بيتنا القديم بالقرية أجهشت بالبكاء بحرقة ومرارة وألم.. شعرت بقهر وانسحاق لا مثيل له، رغم أن عمري يومها كان دون البلوغ.. كنّا في تلك الأيام كبارا، وإن كانت أعمارنا لا تزال صغيرة..

كان حُلم الوحدة اليمنية بعض من تكويننا.. تعلقنا به من نعومة أظفارنا.. تنشّئنا عليه.. عانينا من أجله.. صار جزء من وجداننا العميق.. الوحدة ظلت لعهد طويل حُلمنا وهدفنا وخيارا لا نحيد عنه..

***

ظلت الوحدة هاجسنا وشعارنا الذي لا نتخلى عنه.. كان شعار “لندافع عن الثورة اليمنية وتنفيذ الخطة الخمسية وتحقيق الوحدة اليمنية.” شعارا لطالما رفعناه وردّدنا وتعلقنا به.. كان حاضرا في ترويسة جل المراسلات الرسمية والحزبية في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية..

ظلّت الوحدة اليمنية في دولة الجنوب هتافا وشعارا وقسما وتحية للعلم.. عرضا مكتوبا على الجداران وواجهات ميادين الاستعراضات والتدريبات العسكرية.. في الساحات والشوارع العامة.. حاضرة في كل ما هو رئيسي، وفي كثير من التفاصيل..

صار شعار الوحدة متصدرا للكثير، أشبه بتصدر البسملة لسور "القرآن الكريم".. الرسالة التي لا تحمل في رأسها الشعار تبدو مبتورة، شأنها شأن البسملة.. أما في القلوب كانت الوحدة حاضرة لدى أبناء الجنوب وأبناء الشمال على السواء.. لا فرق بينهما.. كانت الوحدة حلما شعبيا عريضا ومحل شغف يتعلق به الجميع..

بعد كل إخفاق وفشل وضياع فرصة تحقيق الوحدة اليمنية، كنت أشعر أنها لازالت حلماً بعيد المنال، وأن تحول هذا الحلم إلى واقع يحتاج إلى فترة غير قصيرة، بل ويلزمها أيضا تغيير أحد النظامين.. وعندما تحققت الوحدة في 22 مايو 1990 فرحت بتحقيقها فرحا كبيرا، غير أني وبالقدر ذاته كنت متوجسا وقلقا وخائفا من المجهول..
لازلت أذكر قبل الوحدة بفترة وجيزة تم اختياري لألقي محاضرة على ضباط وصف وجنود معسكر 20 بكرتير عن سلبيات وإيجابيات "دستور دولة الوحدة"، كشفت فيها عن المخاوف والمحاذير.. انتقدت أهم مواد هذا الدستور، والتي لا تهدد فقط المنجزات التي تحققت على الصعيد الاجتماعي والتشريعي في الجنوب، بل وأيضا ما يتهدد مستقبل الوحدة برمته..

بلغ التوجس مبلغة ليس فقط لأن علي سالم البيض صار الرجل الثاني لا الأول، والعملة صارت الريال لا الدينار، والعاصمة صنعاء لا عدن، بل أيضا لأن هناك ما هو أهم؛ وهو الأساس التشريعي التي قامت عليه دولة الوحدة، ووجود بعض الثغرات الكبيرة في الدستور، مثل تلك التي أتاحت للرئيس إصدار قوانين أثناء إجازة البرلمان.. لقد كان هذا بمفردة مدعاة لقلق أشد.. وبالفعل ظلت النوايا السياسية والتشريعية تتكشف تباعا، حتى انتهت بإقصاء شريك الوحدة على كل المستويات، وبحرب كارثية على مستقبل الوحدة والوطن..

تمت جل التنازلات من طرف واحد هو الجنوب الذي كان أضعاف مساحات الشمال، ومن دون ضمانات تُذكر لتلك الوحدة واستمرارها.. لقد تم تحقيق الوحدة دفعة واحدة، وبقفزة واحدة غير آمنة من المخاطر، ودون العمل بالمحاذير.. أحسست مع كل فترة كانت تمر ما يؤكد أن الوحدة مُهددة، وأن مستقبلها قد بات بكف عفريت..

كان يجري التراجع على مختلف الصُعد، وفي مقدمتها ما يمكن تسميته بالتراجع لصالح الماضي وقواه التقليدية، وما رافق ذلك من انقلاب تشريعي مستمر ظل يقوّض ما كان يجب أن يستمر، لقد كان يجري التخلي عن الإيجابيات في نظام الشطرين، ويتم استصدار القوانين بقرارات جمهورية لصالح القوى التقليدية الأكثر تخلفا ورجعية..

لازلتُ أذكر كيف جرى تخلي نظام ما بعد الوحدة عن إيجابيات النظامين في الشمال والجنوب، والتي كان يفترض أن يؤسس عليها نظام دولة الوحدة، وكيف جرى استصدار القوانين الصدئة والمتخلفة بما تسمى قوانين بقرارات جمهورية حال ما كان برلمان دولة الوحدة في إجازة رسمية!! وكيف جرى تعديل الدستور لاحقا بعد الحرب لصالح ائتلاف قوى الحرب المؤتلفة، وكيف تم تقويض هامش الحريات الذي تحقق بعد الوحدة، وتقويض القطاع العام وبيعه وخصصته بصفقات بيع لا تخلوا من مؤامرة وفساد لصالح أرباب الفساد والقطاع الخاص، كما تم تسريح وتعسف موظفي القطاع العام والمختلط..

أتذكر كيف كان تم خلخلة واستقطاب بعض قادة وكوادر الجنوب واليسار عموما، وممارسة الترهيب والترغيب حيالهم بعد الوحدة، وإذكاء وتسعير الانقسامات بين صفوفهم وصفوف من جاء قبلهم من الجنوب..

لازلت أتذكر أيضا كيف سقط بعض القادة الجنوبين أمام المغريات، والتخلي عن رفاقهم والوطن، وكيف هرع بعضهم للتخلي عن المبادئ، وذهبوا يبحثون ببرجماتية عن الأموال والعقارات والامتيازات، فيما وجدنا أنفسنا نحن ذوي الرتب الصغيرة نعاني ونكابد ما نتج عنها من نتائج..

بدأت المماطلات وتأخير نيل حقوقنا واستحقاقاتنا - نحن الذي جئنا من عدن إلى صنعاء - وانتهى الأمر بتقليصها أو تعطيلها أو مصادرتها.. بدينا أمام أنفسنا كمتسولين عند السلطات من أجل هذه الحقوق والمستحقات.. كما أن كثير من وعود تسوية أوضاع أعضاء الحزب والجبهة الوطنية في الشمال لم تتم، وجرى التخلي عنها على نحو غير متوقع، وبتذاكي ومخاتلة تنم عن عدم التعاطي مع القضايا بمسؤولية..

ليس بعض القادة الشمالين فقط من كان ينهبون حقوقنا، بل أذكر أن بعض القادة الجنوبيين أيضا كانوا يقلِّصونها ليعيدوها وفرا ويحصلون على نسبة منها من رب نعمتهم..

أتذكر أن بعض القادة الجنوبيين الذين كنّا نقصدهم من أجل حقنا في إيجار السكن وغيره لم نعد نتمكن من الوصول إليهم أو اللقاء بهم.. أتذكر أن أحدهم جلسنا منتظرين له ساعات في غرفة حراسته لنقابله ولم نتمكن، فيما كان هو في مقيل مع بعض قادة الشمال يجاملون بعض ويمزحون ويتبادلون ود المقيل، بينما كنا نحن في بوابته نغتلي وننسحق من القهر.. لازلت أذكر وأنا أقول لمن حولي في غرفة الحراسة: “سيأتي يوما يخرجونهم من هذه البيوت كبّا على الأنوف.. هؤلاء الذين يتنكرون لنا، ويتعالون علينا، ولم نعد نستطيع أن نصل لهم بشكوى أو مظلمة.."

ثم تم الاستقواء بالأغلبية في نتائج الانتخابات البرلمانية، وممارسة الإقصاء لبعض الكوادر الجنوبية، واليسارية بشكل عام من الشمال والجنوب، والتعسف ضدها، والتضييق عليها في حقوقها، بل ووصل الأمر إلى ممارسة الإرهاب، وتصفية حوالي مائة وخمسين كادرا من يسار الجنوب والشمال أو المحسوبين عليه من قبل جماعات مرتبطة بائتلاف القوى التقليدية لتنتهي الأمور إلى الحرب والإقصاء، واستباحة الجنوب بطوله وعرضه كغنيمة حرب، ثم صارت اليمن كلها مستباحة من قبل المنتصرين، وتم استبدال شريك الوحدة بخصومهم الجنوبين الذين قدموا إلى الشمال في مراحل سابقة، وهي مشاركة في حقيقتها محدودة، وتغلب عليها التبعية والانتقاص..
لقد عانينا واليسار في الشمال والجنوب من تبعات حرب 1994 وتداعياتها في السنوات اللاحقة، وتم تسريح الكثير من قادة وكوادر وضباط جيش الجنوب والمنتمين لليسار عموما، وكدت أكون واحدا منهم، حيث تم احالتي الى الشعبة البرية على طريق التقاعد المبكر أو التسريح، لولا مدير القضاء العسكري الدكتور عبدالله العلفي الذي أستعاد مرتبي ووضعي من الشعبة البرية بعد شهرين، وذلك على ضمانته ومسؤوليته..

*

بين الأمس واليوم مفارقات مهولة تصل بنا أحيانا حد الفجيعة.. اليوم لم نعد نتحدث عن ذاك الوطن الذي كنّا ننشده أو نبحث عنه، وقد أنقلب الحال رأسا على عقب.. ما حدث فيه تحوّل مريع بكل المقاييس، بل ويتعدّى أحيانا كل معقول ومقياس..

بعض الساسة والمدّعون بلغوا بالتفاهة مبلغا لم يتم بلوغها من قبل.. بلغ الأمر ببعضهم في الابتذال أن يكونوا مجرد قفازات و واقيات ذكرية للمغتصب والمحتل.. الكبير فيهم أصغر من حشرة.. وبعضهم مجرد مدعون وهم في الحقيقة أقزام صغار ليس لهم وزن أو بطولة، ويستصعب رؤيتهم حتى بأحدث وأكبر العدسات والمُكبرات..

*


اليوم لم تعد لنا وحدة أو وطن.. تمزق كل شيء شر ممزق.. أكبر جزء في الوطن بات على الخارطة لا يُرى بالعين المجردة.. بدلا من الحديث عن الوحدة اليمنية بتنا نتحدث عن "البعرارة" و"شارع جمال" و"القصر" و"الدرهيمي" و"شقرة" و"الشيخ سالم" وغيرها من المسميات الصغيرة المتكاثرة.. بات المشهد أكبر من كارثة، وأكثر من مأساة، وندم لا حدود له.

خونة صاروا أكبر من الخيانة.. تجار حروب باتوا أبشع من الحروب ذاتها.. أمراء حرب وعملاء باعوا الوطن بالجملة والتجزئة.. أما المواطن فصار الضحية الأولى لكل هذا الذي حدث، ولم يعد له موطن أو بقايا وطن.. الوطن افترسته ونهشته الضباع من كل جانب.. صار الوطن فريسة بين أنياب ومخالب، أو بين محتل وسمسار..

صرنا اليوم نشكو التمزق والتآكل في مجتمع تشظى وتضائل حتى صار أكبر كتلة فيه أصغر من جرة الفول.. وفي المقابل تغوّلت وتضخمت الكراهية المتأججة بالحرب والمال، وعلى نحو غير مسبوق..

تفجرت مستنقعات العصبيات القروية والمناطقية والعنصرية والطائفية وغيرها مما هو مسموم ومنتن.. تم تلويث كل شيء نقي، بما فيه ما بقي لنا من هواء نتنفسه.. ما تم شحنه وضخه من الكراهية كان مهولا ومريعا وكافيا لابتلاع مجرّة..

صارت حدودنا هي حدود المناطق الصغيرة والقبائل والعشائر الأصغر منها.. أمراء الحرب أهانوا كل شيء كبير، وأولهم الوطن، تنفيذا لمخططات وأجندات وأطماع الخارج في اليمن..

وعلى صعيد أخر صار طيران العدوان والاحتلال يقصف الجميع لإضعاف الجميع، وأكثر من هذا يقصف من يتعدى حدود "الكنتونات" الذي صنعها، ويقوم برسم الحدود الداخلية على طريق تقسيم الوطن، وتقاسمه كغنيمة حرب لدول "الرباعية" بريطانيا وامريكا والسعودية والإمارات..

أطراف الحرب الداخلية وبتواطؤ دولي وضيع تأمروا على شعبنا وأنهكوه ودمروه.. تعاونوا على نحو ممنهج لإفقاره حد الموت.. تم قطع رواتب موظفيه، وتدمير اقتصاده، وتحويل شعبنا إلى محاطب حرب بين أطراف الصراع..

وأكثر من هذا نحرس حدود المحتل، بل ونشاركه أيضا في غزونا، واحتلال أراضينا، وإقامة قواعده العسكرية في جزرنا وسواحلنا، وتعطيل موانئنا ومنافذنا، والتحكم والوصاية على شعبنا ومستقبله، وتسهيل كل مستصعب أمامه، وتمكينه من استغلال حالة العوز والفقر والمجاعة في خدمة حربه على شعبنا.

***

- الصورة لي ولزميلي الجنوبي في صنعاء بعد شهور قليلة من 22 مايو 1990
تصدعت الوحدة ولم نتصدع..
أفترقوا ولم نفترق..
لماذا ؟!!
سؤال صغير ربما يكشف كثير مما حدث؟!
في الصورة صديقي الحميم منصر الواحدي
#القاضي_احمد_سيف_حاشد
اطلقوا سراح
انتصار الحمادي
مايحدث مروع!!
#القاضي_احمد_سيف_حاشد
الله يلعن القات الحرامي..
الان في قسم شميله احتجاج على عدم قدرة وزارة الداخلية التمييز بين الايذاء الجسماني البسيط والشروع في القتل وعدم حيادية اقسامها في جمع الاستدلالات
#القاضي_احمد_سيف_حاشد
من صفحة #القاضي_عبدالوهاب_قطران
قالوا لها الشرب والجنس يجوز في سبيل الوطن:

ذهبنا صباح اليوم ،للسجن المركزي بصنعاء ،لزيارة الشابة الشجاعة المسجونة ظلما وعسفا وقهرا ،انتصار الحمادي ،انا وكوكبة من الادباء والمثقفين والصحفيين والصحفيات والمحامين والمحاميات ،منهم القاضي احمد سيف حاشد ،والاساتذة عبدالباري طاهر ،واحمد ناجي النبهاني, وحسن الدولة ،والمحامية نادية الخليفي ،ومحاميها خالد الكمال ،والاستاذة وداد البدوي،واخرين ..

وشرحت لنا الحمادي بشجاعة وشموخ ،ماتعرضت له من قهر وعسف وظلم ،وتلفيقات للتهم ،ابتداء من اتهامها بترويج المخدرات بدون اي دليل بالنيابة الجزائية المتخصصة ،ثم عندما لم يجدوا دليل ضدها احالتها النيابة الجزائية المتخصصة لنيابة غرب الامانة ،واتهموها بممارست الدعارة ،بدون دليل يذكر ،وقالت لنا ان الاستاذ رياض الارياني حقق معها ولم يجد دليل ضدها فقرر الافراج عنها ،فرفض تنفيذ قرار الافراج وكيل النيابة ،واحال القضية لعضو اخر ،ورفضوا بالنيابة حتى تصوير ملف القضية لها،صادروا كل حقوقها الادمية في محاكمة عادلة امام قاضيها الطبيعي ..

سئلتها هل حرر محظر ضبط،قالت نعم ،ضبطوا بالنقطة التى اعتقلتني بشملان شنطتي الصغيرة البيضاء،وتلفوني فقط ،وقلت لها كيف يعاملوك هنا قالت معاملتهم جيدة ،ولكن عندما اعتقلونا عصبوا عيوني ،وبصمونا على اوراق لانعرف ماهي ،واخذونا لمشاهدة عدة بيوت ،قالوا لنا اشربوا وارتاحوا مع اهل تلك البيوت، فقلت لهم هذه دعارة ردوا علينا يجوز ذلك في سبيل خدمة الوطن!!

وعندما سمعنا منها العبارة الاخيرة ،صدمنا جميعا واصبنا بحالة ذهول ،معقول وصل الانحطاط الاخلاقي الى هذا الحد؟!

هل فعلا كل شيء جائز لدى الجماعة في سبيل تحقيق مصالح ومكاسب وثروات ملوثة ؟!

انتصار الحمادي مسجونة منذ ٩٤ يوما دون اي مسوغ قانوني سوى البلطجة والعسف والعنصرية لان امها اثيوبية ..

#الحرية_لانتصار_الحمادي
#القاضي_احمد_سيف_حاشد
يبحثون عن دعاره
من اجل الوطن
#القاضي_احمد_سيف_حاشد
على التجار ان يحذروا
من دعاره من اجل الوطن
حتى لا يصالحوا السفهاء بنصف اموالهم
#القاضي_احمد_سيف_حاشد
94 يوم والنيابة ترفض منح محامي المعتقلة أنتصار الحمادي صورة من ملف القضية
حطوا ألف خط وتعجب وسؤال؟؟؟؟؟!!!