#القاضي_احمد_سيف_حاشد
8
اطلق صوتك يا مواطن في العنان.لا تستكين لطغيان الطغاة المجرمين.وإن كان القدر قد قضاء أن تذرع المحبس المسيج بالحديد، اطلق زئيرك في المدى،واعلن أنك حراً ابن حر وإن كنت السجين.ايقظ الشعب بزئير أسد لا يضام.اطلق صوتك الجلل المهاب..أكد وجودك واحتجاجك، وابلغ العالم أنك لازلت حيا لم تمت
https://twitter.com/CivicCoalition?s=09
8
اطلق صوتك يا مواطن في العنان.لا تستكين لطغيان الطغاة المجرمين.وإن كان القدر قد قضاء أن تذرع المحبس المسيج بالحديد، اطلق زئيرك في المدى،واعلن أنك حراً ابن حر وإن كنت السجين.ايقظ الشعب بزئير أسد لا يضام.اطلق صوتك الجلل المهاب..أكد وجودك واحتجاجك، وابلغ العالم أنك لازلت حيا لم تمت
https://twitter.com/CivicCoalition?s=09
Twitter
أحمد سيف حاشد هاشم (@CivicCoalition) | Twitter
The latest Tweets from أحمد سيف حاشد هاشم (@CivicCoalition). أحمد سيف حاشد، برلماني يمني وناشر صحيفة المستقلة وموقع يمنات الإخباري. Yemen
#القاضي_احمد_سيف_حاشد
9
أشرب الماء بنكهة ما تريد.أعشق الحياة المملّحة بطعم التمرد والنضال.والإنجاز الشهي بالتميز،والتفرد باللذاذة.حرر معالي الوعي من سراديب الظلام.من اغتيال الطفولة في الحضانة.تمرد على وصفات الغباء الجاهزة في معالي الجامعة والمدرسة.تمرد على الوهم الكبير،حتى لا تعيش مستلبا أومقهورا ذليل
https://twitter.com/CivicCoalition?s=09
9
أشرب الماء بنكهة ما تريد.أعشق الحياة المملّحة بطعم التمرد والنضال.والإنجاز الشهي بالتميز،والتفرد باللذاذة.حرر معالي الوعي من سراديب الظلام.من اغتيال الطفولة في الحضانة.تمرد على وصفات الغباء الجاهزة في معالي الجامعة والمدرسة.تمرد على الوهم الكبير،حتى لا تعيش مستلبا أومقهورا ذليل
https://twitter.com/CivicCoalition?s=09
Twitter
أحمد سيف حاشد هاشم (@CivicCoalition) | Twitter
The latest Tweets from أحمد سيف حاشد هاشم (@CivicCoalition). أحمد سيف حاشد، برلماني يمني وناشر صحيفة المستقلة وموقع يمنات الإخباري. Yemen
#القاضي_احمد_سيف_حاشد
10
إن وجدت الحق بيّن وواضح، أمسك به واستميت كالغريق.. اقبض عليه باليدين.. عض عليه بأسنانك والنواجذ.. كابر كالسماء ولا تنحني لظالم.. لا تقبل الذل حتّى وإن صعد بك إلى عرش روما وفارس.. لا تقبل لقمة العيش المُغمسة بالنذالة.. قاوم من يريد أن يلغي من الوجود وجودك..
https://twitter.com/CivicCoalition?s=09
10
إن وجدت الحق بيّن وواضح، أمسك به واستميت كالغريق.. اقبض عليه باليدين.. عض عليه بأسنانك والنواجذ.. كابر كالسماء ولا تنحني لظالم.. لا تقبل الذل حتّى وإن صعد بك إلى عرش روما وفارس.. لا تقبل لقمة العيش المُغمسة بالنذالة.. قاوم من يريد أن يلغي من الوجود وجودك..
https://twitter.com/CivicCoalition?s=09
Twitter
أحمد سيف حاشد هاشم (@CivicCoalition) | Twitter
The latest Tweets from أحمد سيف حاشد هاشم (@CivicCoalition). أحمد سيف حاشد، برلماني يمني وناشر صحيفة المستقلة وموقع يمنات الإخباري. Yemen
تمرد حتى اللحظة الأخيرة
أحمد سيف حاشد
بدأتُ متمردا وعشت ولا زلت متمردا إلى اليوم، وقد بات عمري يذوي إلى أفول وزوال.. الدنيا تدور، وعلى الباغي تدور الدوائر.. غدا أعود من جديد فارسا غير نادم.. أعلّم الأجيال كيف تقاوم.. حافل بالرفض أنا، والتمرد ما حييت.. أنا موجود وحي طالما لازلت أقاوم.
ربما الواقع يملي التريث، أو أنحني للعاصفة حتى تمر.. ربما أهدأ قليلا فسحة لا تطول، أو أنتزع من حرب طويلة استراحة من يحارب، ثم أعود أكمل ما بدأته.. لا أسلّم أمري لطاغٍ يريد تدجيني كنعجة، أو امتطائي كالدواب.. لازلتُ أقاوم بوعيي والنواجذ واليدين..
عندما يريد الظلم صمتي أقول له "الصمت عار"، وعندما يسألني الليل من نحن؟! أجيبه "نحن عشّاق النهار" وحينما يريد الغياب أن أغيب عن العيون أكون أكثف في الحضور.. لمّا تداهمني جحافل النوم العميق، يقرع صحوي أجراس الضمير، وتثور نفسي على صمتي ونومي.. الصمتُ موت.. لا استطيع الموت صمتا دون ضجيج.. لا أستطيع الموت مكبودا أو مُختنق..
أرفض أن يعترشني الظلم مهما أغراني برغد أو نفائس.. قلق التحدّي يجوس داخلي كالأسد في محبسه.. أقاوم الموت في محبس الصمت المسيّج بالحديد.. أرفض كواتم الصوت وإن كانت من زجاج يشرب من التماعات الشموس.. أرفض خوانق صهيل الخيل، وألجمة الجموح حتى وإن صنعها ماهر من كرستال وماس، وصيّرها زاهية كالنجف..
وإن أُرغمتُ على الصمتِ هنيهة، فالمدى داخلي يكتظ صخبا وجلبة.. وإن انزلقتُ إلى ذاتي في لّحظة ضعفٍ أو وهن، لا يستريح ضميري من حرب ضروس تحتدم في أعماقي السحيقة، حتى يدوّي إنتصاره في أرجاء واطرف المدى، ويبلغ الصوت المزمجر أعنان السماء..
قالوا مريض.. قلتُ أنا مَلِك نفسي أينما كنت وولّيت، لا أقبل أن أكون عبدا لأحد حتى نفسي.. أرفض مستميتا أن أكون في قطيع، أو أكون في الجموع مطيّة.. أنا حر ابن حر، ليس من ديني وعهدي عبد وسيد.. لم أكن في يوم عبدا أُجرُّ إلى سوق النخاسة.. لن أكون عبدا حتّى إن دعاء للرق ألف نبي، ودعت للنخاسة ألف آية..
في الظلام المدلهم ضميري كان نجمي، وفي رأس المحيط كان ضميري البوصلة.. ضميري أولا قبل الأنا.. قبل الجميع وإن كنتُ فيهم أنا.. ضميري يستصعب الصمت الجبان في وجه طغيان عرمرم.. عالم عبثي يموج بالمرارة والألم، ويوغل في التوحش كل يوم..
*
اطلق صوتك يا مواطن في العنان.. لا تستكين لطغيان الطغاة المجرمين.. وإن كان القدر قد قضاء أن تذرع المحبس المسيج بالحديد، اطلق زئيرك في المدى، واعلن أنك حراً ابن حر وإن كنت سجين.. ايقظ الشعب بزئير أسد لا يضام.. اطلق صوتك الجلل المهاب.. أكد وجودك واحتجاجك، وابلغ العالم أنك لازلت حيا لم تمت..
أشرب الماء زلال، أو بنكهة ما تريد.. اعشق الحياة المملّحة بطعم التمرد والنضال.. والإنجاز الشهي بالتميز، والتفرد باللذاذة.. حرر معالي الوعي من سراديب الظلام.. من اغتيال الطفولة في سن الحضانة.. تمرد على وصفات الغباء الجاهزة في الجامعة والمدرسة.. تمرد على الوهم الكبير، حتّى لا تعيش مستلبا أو مقهورا ذليل..
إن وجدت الحق بيّن وواضح، أمسك به واستميت كالغريق.. اقبض عليه باليدين.. عض عليه بأسنانك والنواجذ.. كابر كالسماء ولا تنحني لظالم.. لا تقبل الذل حتّى وإن صعد بك إلى عرش روما وفارس.. لا تقبل لقمة العيش المُغمسة بالنذالة.. قاوم من يريد أن يلغي من الوجود وجودك..
لا تخاتل.. لا تساوم.. لا تنازُل عن حقوقك.. لا تستمرئ الظلم يوما، حتى وإن حُشي بجنة من عسل أو نعيم.. تمرد في شروقك وغروبك.. تمرد وإن كنت تعيش اللحظة الأخيرة من حياتك أو أفولك.. تمرد على هذا العبث في كل حين..
*
أحمد سيف حاشد
بدأتُ متمردا وعشت ولا زلت متمردا إلى اليوم، وقد بات عمري يذوي إلى أفول وزوال.. الدنيا تدور، وعلى الباغي تدور الدوائر.. غدا أعود من جديد فارسا غير نادم.. أعلّم الأجيال كيف تقاوم.. حافل بالرفض أنا، والتمرد ما حييت.. أنا موجود وحي طالما لازلت أقاوم.
ربما الواقع يملي التريث، أو أنحني للعاصفة حتى تمر.. ربما أهدأ قليلا فسحة لا تطول، أو أنتزع من حرب طويلة استراحة من يحارب، ثم أعود أكمل ما بدأته.. لا أسلّم أمري لطاغٍ يريد تدجيني كنعجة، أو امتطائي كالدواب.. لازلتُ أقاوم بوعيي والنواجذ واليدين..
عندما يريد الظلم صمتي أقول له "الصمت عار"، وعندما يسألني الليل من نحن؟! أجيبه "نحن عشّاق النهار" وحينما يريد الغياب أن أغيب عن العيون أكون أكثف في الحضور.. لمّا تداهمني جحافل النوم العميق، يقرع صحوي أجراس الضمير، وتثور نفسي على صمتي ونومي.. الصمتُ موت.. لا استطيع الموت صمتا دون ضجيج.. لا أستطيع الموت مكبودا أو مُختنق..
أرفض أن يعترشني الظلم مهما أغراني برغد أو نفائس.. قلق التحدّي يجوس داخلي كالأسد في محبسه.. أقاوم الموت في محبس الصمت المسيّج بالحديد.. أرفض كواتم الصوت وإن كانت من زجاج يشرب من التماعات الشموس.. أرفض خوانق صهيل الخيل، وألجمة الجموح حتى وإن صنعها ماهر من كرستال وماس، وصيّرها زاهية كالنجف..
وإن أُرغمتُ على الصمتِ هنيهة، فالمدى داخلي يكتظ صخبا وجلبة.. وإن انزلقتُ إلى ذاتي في لّحظة ضعفٍ أو وهن، لا يستريح ضميري من حرب ضروس تحتدم في أعماقي السحيقة، حتى يدوّي إنتصاره في أرجاء واطرف المدى، ويبلغ الصوت المزمجر أعنان السماء..
قالوا مريض.. قلتُ أنا مَلِك نفسي أينما كنت وولّيت، لا أقبل أن أكون عبدا لأحد حتى نفسي.. أرفض مستميتا أن أكون في قطيع، أو أكون في الجموع مطيّة.. أنا حر ابن حر، ليس من ديني وعهدي عبد وسيد.. لم أكن في يوم عبدا أُجرُّ إلى سوق النخاسة.. لن أكون عبدا حتّى إن دعاء للرق ألف نبي، ودعت للنخاسة ألف آية..
في الظلام المدلهم ضميري كان نجمي، وفي رأس المحيط كان ضميري البوصلة.. ضميري أولا قبل الأنا.. قبل الجميع وإن كنتُ فيهم أنا.. ضميري يستصعب الصمت الجبان في وجه طغيان عرمرم.. عالم عبثي يموج بالمرارة والألم، ويوغل في التوحش كل يوم..
*
اطلق صوتك يا مواطن في العنان.. لا تستكين لطغيان الطغاة المجرمين.. وإن كان القدر قد قضاء أن تذرع المحبس المسيج بالحديد، اطلق زئيرك في المدى، واعلن أنك حراً ابن حر وإن كنت سجين.. ايقظ الشعب بزئير أسد لا يضام.. اطلق صوتك الجلل المهاب.. أكد وجودك واحتجاجك، وابلغ العالم أنك لازلت حيا لم تمت..
أشرب الماء زلال، أو بنكهة ما تريد.. اعشق الحياة المملّحة بطعم التمرد والنضال.. والإنجاز الشهي بالتميز، والتفرد باللذاذة.. حرر معالي الوعي من سراديب الظلام.. من اغتيال الطفولة في سن الحضانة.. تمرد على وصفات الغباء الجاهزة في الجامعة والمدرسة.. تمرد على الوهم الكبير، حتّى لا تعيش مستلبا أو مقهورا ذليل..
إن وجدت الحق بيّن وواضح، أمسك به واستميت كالغريق.. اقبض عليه باليدين.. عض عليه بأسنانك والنواجذ.. كابر كالسماء ولا تنحني لظالم.. لا تقبل الذل حتّى وإن صعد بك إلى عرش روما وفارس.. لا تقبل لقمة العيش المُغمسة بالنذالة.. قاوم من يريد أن يلغي من الوجود وجودك..
لا تخاتل.. لا تساوم.. لا تنازُل عن حقوقك.. لا تستمرئ الظلم يوما، حتى وإن حُشي بجنة من عسل أو نعيم.. تمرد في شروقك وغروبك.. تمرد وإن كنت تعيش اللحظة الأخيرة من حياتك أو أفولك.. تمرد على هذا العبث في كل حين..
*
#القاضي_احمد_سيف_حاشد
11
لا تخاتل.. لا تساوم.. لا تنازُل عن حقوقك.. لا تستمرئ الظلم يوما، حتى وإن حُشي بجنة من عسل أو نعيم.. تمرد في شروقك وغروبك.. تمرد وإن كنت تعيش اللحظة الأخيرة من حياتك أو أفولك.. تمرد على هذا العبث في كل حين..
https://twitter.com/CivicCoalition?s=09
11
لا تخاتل.. لا تساوم.. لا تنازُل عن حقوقك.. لا تستمرئ الظلم يوما، حتى وإن حُشي بجنة من عسل أو نعيم.. تمرد في شروقك وغروبك.. تمرد وإن كنت تعيش اللحظة الأخيرة من حياتك أو أفولك.. تمرد على هذا العبث في كل حين..
https://twitter.com/CivicCoalition?s=09
Twitter
أحمد سيف حاشد هاشم (@CivicCoalition) | Twitter
The latest Tweets from أحمد سيف حاشد هاشم (@CivicCoalition). أحمد سيف حاشد، برلماني يمني وناشر صحيفة المستقلة وموقع يمنات الإخباري. Yemen
#القاضي_احمد_سيف_حاشد
هل معقول ما سمعناه ؟ّ!!!!!
عن فحص عذرية عارضة أزياء
إن صح فهو عار وسقوط بلا قرار
هل معقول ما سمعناه ؟ّ!!!!!
عن فحص عذرية عارضة أزياء
إن صح فهو عار وسقوط بلا قرار
#القاضي_احمد_سيف_حاشد
بسبب عدم القدرة على تغطية نفقات موقع يمنات الإخباري، وإزدياد ديوني على نحو مستمر، ولإستمرار الحرب والتضييق والحصار، وممارسة مزيد من سياسة التضييق وإفقار المجتمع من قبل سلطات الأمر الواقع أجد نفسي مضطرا إلى توقيف الموقع خلال الفترة القادمة بعد 14 سنة من العطاء والصمود والمكابدة..
ويأتي هذا الإغلاق بعد إغلاق صحيفة "المستقلة" التي أملكها، وصحيفة "يمنات" الورقية، وخدمة "المستقلة موبايل" التي تم إغلاقها مؤخرا من قبل سلطات صنعاء.. واليوم يؤول موقع يمنات إلى نفس المصير طالما أستمر الحال في التدهور وصعوبة الاستمرار..
أشعر بغصة ذابحة في حلقي ومرارة لا حدود لها وأنا أودع من ساعدوني واحدا تلو الآخر مكرها ومرغما لينتهي بي المطاف برئيس تحرير موقع يمنات رفيقي وصديقي المحب أنس القباطي.. بعد 14 عاما من الصمود والمقاومة وأكثر من مائة ألف مادة في الموقع المذكور وقد وجدت نفسي محنوقا ومضطرا لما أفعل..
وفي الأخير رسالتي للجميع أنني لن أخضع حتى آخر رمق في حياتي مهما كانت الكلفة التي دفعتها وسأدفعها بما فيها حياتي..
لن أخضع.. لن أخضع.. لن أخضع وإن قطعتم عني الهواء، قلتها لكم مرارا، وسأقولها للمرة الألف، وحتى الرمق الأخير في حياتي.. لقد خُلقتُ لهذا لا لغيره.
بسبب عدم القدرة على تغطية نفقات موقع يمنات الإخباري، وإزدياد ديوني على نحو مستمر، ولإستمرار الحرب والتضييق والحصار، وممارسة مزيد من سياسة التضييق وإفقار المجتمع من قبل سلطات الأمر الواقع أجد نفسي مضطرا إلى توقيف الموقع خلال الفترة القادمة بعد 14 سنة من العطاء والصمود والمكابدة..
ويأتي هذا الإغلاق بعد إغلاق صحيفة "المستقلة" التي أملكها، وصحيفة "يمنات" الورقية، وخدمة "المستقلة موبايل" التي تم إغلاقها مؤخرا من قبل سلطات صنعاء.. واليوم يؤول موقع يمنات إلى نفس المصير طالما أستمر الحال في التدهور وصعوبة الاستمرار..
أشعر بغصة ذابحة في حلقي ومرارة لا حدود لها وأنا أودع من ساعدوني واحدا تلو الآخر مكرها ومرغما لينتهي بي المطاف برئيس تحرير موقع يمنات رفيقي وصديقي المحب أنس القباطي.. بعد 14 عاما من الصمود والمقاومة وأكثر من مائة ألف مادة في الموقع المذكور وقد وجدت نفسي محنوقا ومضطرا لما أفعل..
وفي الأخير رسالتي للجميع أنني لن أخضع حتى آخر رمق في حياتي مهما كانت الكلفة التي دفعتها وسأدفعها بما فيها حياتي..
لن أخضع.. لن أخضع.. لن أخضع وإن قطعتم عني الهواء، قلتها لكم مرارا، وسأقولها للمرة الألف، وحتى الرمق الأخير في حياتي.. لقد خُلقتُ لهذا لا لغيره.
#القاضي_احمد_سيف_حاشد
عليكم ما تستحوا.. كشف عذرية
ألم أقل لكم أنكم أسوأ من حكم اليمن
على ماذا أو ماذا نسكت؟! المستقبل في عهدكم أسوأ
عليكم ما تستحوا.. كشف عذرية
ألم أقل لكم أنكم أسوأ من حكم اليمن
على ماذا أو ماذا نسكت؟! المستقبل في عهدكم أسوأ
#القاضي_احمد_سيف_حاشد
جلال حنداد:
تتعثر المنابر الرؤيويه الهادفه التي تجسد خطاب صحفي وطني موضوغي يقارع توحش امراء الحرب ويكشف مشاريعهم السياسيه المرعبه وخطورتها على الدوله والمجتمع!!! بينما تتعاظم وتستفحل وتتسيد وتطغى المنابر والاصوات الصحفيه والاعلاميه الغوغائيه التي تسبح بحمد الحرب وامرائها وتدعم مشاريع التفككيك والهدم وتعمل على تسطيح الهم الوطني وتسفيه الوعي الجمعي لصالح انتاج وعي وثقافه منفصله عن القضايا الوطنيه ..!!
هه نتيجه طبيعيه لتسيد العوغائيه وادوات الهدم على الدوله والمجتمع!!
الى كل كتاب ومتابعي يمنات الاخباري ..اخر حنجره صادحه بالصدق... ليكون كل واحد منا على صفحته وفي كل انشطته التوعويه والكتابيه والاعلاميه -يمنات اخر_ !!
جلال حنداد:
تتعثر المنابر الرؤيويه الهادفه التي تجسد خطاب صحفي وطني موضوغي يقارع توحش امراء الحرب ويكشف مشاريعهم السياسيه المرعبه وخطورتها على الدوله والمجتمع!!! بينما تتعاظم وتستفحل وتتسيد وتطغى المنابر والاصوات الصحفيه والاعلاميه الغوغائيه التي تسبح بحمد الحرب وامرائها وتدعم مشاريع التفككيك والهدم وتعمل على تسطيح الهم الوطني وتسفيه الوعي الجمعي لصالح انتاج وعي وثقافه منفصله عن القضايا الوطنيه ..!!
هه نتيجه طبيعيه لتسيد العوغائيه وادوات الهدم على الدوله والمجتمع!!
الى كل كتاب ومتابعي يمنات الاخباري ..اخر حنجره صادحه بالصدق... ليكون كل واحد منا على صفحته وفي كل انشطته التوعويه والكتابيه والاعلاميه -يمنات اخر_ !!
تحديد موعد سقوط الصاروخ الصيني .. وبث مباشر لتتبع لحظاته الأخيرة
https://yemenat.net/2021/05/386569/
https://yemenat.net/2021/05/386569/
زمن الأوغاد الإنتهازيون ومن سار على أهواءهم..
https://yemenat.net/2021/05/386577/
https://yemenat.net/2021/05/386577/
من صفحة
#ماجد_زايد على الفيس بوك
أعلن القاضي احمد سيف حاشد اليوم عن إيقاف موقع يمنات الإخباري، نتيجة عجز مادي، موفع يمنات الذي بدأنا فيه وكتبنا فيه وصرخنا فيه وخرجنا للعالم من بين يديه، أصبح اليوم عاجزًا أيضًا عن البقاء..! يحدث هذا في زمن إمتلك فيه هوامير الزيف مكائن إعلامية مهولة ومخيفة وكبيرة من ضخامتها، مكائن وقنوات وصحف ومواقع ووسائل تدار بملايين الدولارات، ونحن في مقابلهم عاجزون عن إستمرارية موقع تكاليفة لا تتجاوز تكاليف مناديل توكل كرمان ووسيم القرشي، لكنه زمن الغرابة والبشاعة والمزيفين، زمن اللاعدالة واللا إنصاف، زمن الأوغاد الإنتهازيون ومن سار على أهواءهم..
هذا الموقع الشجاع كان المتبقي الوحيد في عاصمتنا، كان الصوت القديم والأخير والمدونة الحصرية لمئات الكتاب المغمورين والمجهولين والمنسيين من الواجهة، الكتاب السياسيين الذين لم يتمرغوا أبدًا في جوانب وزوايا الدفع المسبق، كنا نطمع لأن يصبح صحيفة مع الأيام، لكننا عجزنا عن بقائه ليس الاّ، يمنات، كان مدونتي الوحيدة، وصرحي الأول، وكل كتاباتي ومقالاتي وتقاريري محفورة. فيه، كان صوتًا عظيمًا من واقع الناس المغمورين في ثنايا الأموال المهبورة، كان وكان، لكنه لن يذهب، وسيبقى وسيعود، هذا ما يجب علينا فعله..
نتمنى أن يبقى وأن يعود..
#ماجد_زايد على الفيس بوك
أعلن القاضي احمد سيف حاشد اليوم عن إيقاف موقع يمنات الإخباري، نتيجة عجز مادي، موفع يمنات الذي بدأنا فيه وكتبنا فيه وصرخنا فيه وخرجنا للعالم من بين يديه، أصبح اليوم عاجزًا أيضًا عن البقاء..! يحدث هذا في زمن إمتلك فيه هوامير الزيف مكائن إعلامية مهولة ومخيفة وكبيرة من ضخامتها، مكائن وقنوات وصحف ومواقع ووسائل تدار بملايين الدولارات، ونحن في مقابلهم عاجزون عن إستمرارية موقع تكاليفة لا تتجاوز تكاليف مناديل توكل كرمان ووسيم القرشي، لكنه زمن الغرابة والبشاعة والمزيفين، زمن اللاعدالة واللا إنصاف، زمن الأوغاد الإنتهازيون ومن سار على أهواءهم..
هذا الموقع الشجاع كان المتبقي الوحيد في عاصمتنا، كان الصوت القديم والأخير والمدونة الحصرية لمئات الكتاب المغمورين والمجهولين والمنسيين من الواجهة، الكتاب السياسيين الذين لم يتمرغوا أبدًا في جوانب وزوايا الدفع المسبق، كنا نطمع لأن يصبح صحيفة مع الأيام، لكننا عجزنا عن بقائه ليس الاّ، يمنات، كان مدونتي الوحيدة، وصرحي الأول، وكل كتاباتي ومقالاتي وتقاريري محفورة. فيه، كان صوتًا عظيمًا من واقع الناس المغمورين في ثنايا الأموال المهبورة، كان وكان، لكنه لن يذهب، وسيبقى وسيعود، هذا ما يجب علينا فعله..
نتمنى أن يبقى وأن يعود..
#احمد_سيف_حاشد
تمارض ومقلب
وحاجة الشعوب لأن تصفع وجه حكامها !!
كنت على الدوام أشعر بقلق ورعب شديد من العقاب.. الخوف يتملكني.. سلطة الخوف لها وطأتها على نفسي.. لم يكن هناك مكان لصنع القناعات الذي يؤسسها الوعي لا في البيت ولا في المدرسة.. مدرسة العقاب هي من تحكمنا، ولها الكلمة العليا.. كانت أو تكاد تكون "مدرسة" بصلاحية عقاب يشعرنا الآباء والأستاذ إنها مطلقة..
لا يمكن للأب أن يقول للأستاذ أرفق بابني عند العقاب، بل كان الأب هو من يحث ويشجّع الأستاذ على عقاب ابنه، وأكثر من ذلك يفوّضه بمزيد من الشدة والصلاحية.. الأب يستريح ويشعر بالامتنان للمعلم إذا أنزل بابنه عقوبة مهما كانت شديدة ومؤلمة.. وضع ربما يشعرك وكأن رغبة سادية نحوك تجتمع من الطرفين.. وتجد نفسك محشورا بينهما في زاوية ضيقة، لا مهرب أمامك ولا مفر منها وراءك..
كنّا محكومين بسلطة الخوف من الأب في البيت، ومن الاستاذ في المدرسة.. كان يخامرني أحساس عميق إن عقوبات الأستاذ والأب قاسية ومنفِّرة وغير إنسانية، ومؤلمة للجسد والروح!
كنتُ نحيلا ومُنهكا.. وجهي شاحب ومصفر.. لازلت أذكر بعض التقاطيع التي كانت تغزو وجهي في طفولتي الباكرة، والتي يفترض أن تأتي في وقت متأخر من العمر.. الخطوط العمودية التي كنتُ أشاهدها بين العينين، وهي تفترس وجه طفولتي، لازالت محفورة ومطبوعة في ذاكرتي كوشم قديم لا يزول ولا يُنسى..
***
حاولتُ التمارض حتى لا أذهب إلى المدرسة.. كان عدم الذهاب إلى المدرسة يعني بالنسبة لي أن همّا كبيرا ينزاح عن كاهلي.. غياب يوم من المدرسة لأي سبب، يجعلني سعيدا، حتى وإن كنتُ أعاني من المرض، وربما أتمنى هذا المرض أن يطول أكبر فترة متاحة أو ممكنة.. أشعر براحة لا مثيل لها رغم وطأة المرض.. أتحرر من هم المدرسة يوم أو اثنين وهو المدى المتاح لي أن أفعله.. كان غياب أي يوم لأي سبب يعني لي فسحة تخفف من مخاوفي وأنجو فيها من الأستاذ والمدرسة والعقاب..
في إحدى الأيام قلت ببراءة طفولية لأخي الكبير علي الذي كنت أحبه كثيرا: "سوف أقول لك سرا، ولكن بشرط أن لا تقوله لأحد" فوافق وأعطاني الأمان ومنحني الثقة بيمين؛ فأخبرته أنني في الغد سأمرض حتى لا أذهب إلى المدرسة؛ فوافق، وزاد على موافقته نصيحته لي أن أقسم رأس بصل، وأضعه قبل النوم تحت الإبطين، لأبدوا محموما في الصباح.. قال لي أنهم كانوا يفعلون هذا عندما يريدون أن يتمارضون في العسكرة..
فعلت بنصيحته أخي وحكمته، ولم أنام تلك الليلة إلا قليلا حرصا على قطعتي البصل المحشورة بين الإبطين حتى لا تتفلت أو تسقط من موضعها أثناء النوم أو الحركة.. كانت رائحة البصل نفاذة وكريهة وتضايقني جدا، إلا إنها كانت في كل حال أهون لدي من المدرسة..
أخي الذي كان يفترض أن يفي بوعده، ويكتم السر وتحديدا عن أبي، أو على الأقل كان يُفترض أن لا يوافق على ما أنتوي فعله، ذهب إلى أبي وأبلغه سرا بنيتي، وبات المقلب جاهزا لي، ووقعتُ في فخه وشرّه، وهو مقلب لم أكن أتوقعه..
وعندما نادني أبي في الصباح أن أذهب إلى المدرسة، قمتُ بالتمثيل عليه والتذرع بأنني مريضا جدا، وحاولت أن أوهمه أنني لا أستطيع النهوض من الفراش بسبب شدة المرض.. كنت أتثاقل وأتعثر أثناء محاولاتي النهوض، لوطأة المرض الذي أحاول تقمصه..
كنتُ أفترض أو أتوقع أن أبي سيهتم لأمري بمجرد أن يشاهدني مريضا لا أقوى على النهوض وحمل نفسي.. توقعتُ أن يضع قلب كفه على جبهتي ليتأكد أنني ساخنا ومحموما، أو ربما لا يهتم ويتركني أمرض بسلام يوم أو يومين، وهو المتاح الذي بإمكاني أن أسرقه خلسة من أيام المدرسة، تقديرا للحالة المرضية التي أدعيها، أو أبدو أمامه فيها.. ربما توقعت أن يصرخ في وجهي لأن أذهب إلى المدرسة، دون أن يحملني مرغما عليها، لاسيما وهو يراني متهالكا لا أقوى على الوقوف، فيتركني ذلك اليوم بعذر المرض، ولكن الذي حدث كان صادما لي..!
فبدلا من يهتم أبي لأمري، أو يتركني لمرضي الذي أدعيه، وجدته بخفة ساحر يمد يده إلى إحدى فردتي حذائه التي ينتعلها، وهوى على وجهي ورأسي صفعا وضربا، لأجد نفسي أنهض مذعورا وصارخا بأعلى صوتي، وراكضا مثل لص تلاحقه كتيبة من الرجال الذين يريدون القبض عليه.. لقد أدركتُ من أول صفعه تقع على رأسي أنني وقعت ضحية خيانة قصد منها التربية، أو الوقوع بفخ بلاغ غير كاذب.
هذه الواقعة ربما صارت عقدة في حياتي، لاسيما فيما قد يخامرني غالبا من شك وارتياب نحو الآخر، وربما هي السبب الذي جعلني أفشل مرارا في أي دور أمثّله لاحقا حتّى وإن كان تحت إلحاح مسيس الحاجة والضرورة، وكذا أيضا فشلي الذريع في تقمص أي شخصية أخرى غير شخصيتي الحقيقة وطباعها الصارخة، بل وحتّى الكذب أجد إتيانه من قبلي محل صعوبة أو استحالة، وربما لأهل الاختصاص والاطباء النفسيين في هذا رأي آخر..
تمارض ومقلب
وحاجة الشعوب لأن تصفع وجه حكامها !!
كنت على الدوام أشعر بقلق ورعب شديد من العقاب.. الخوف يتملكني.. سلطة الخوف لها وطأتها على نفسي.. لم يكن هناك مكان لصنع القناعات الذي يؤسسها الوعي لا في البيت ولا في المدرسة.. مدرسة العقاب هي من تحكمنا، ولها الكلمة العليا.. كانت أو تكاد تكون "مدرسة" بصلاحية عقاب يشعرنا الآباء والأستاذ إنها مطلقة..
لا يمكن للأب أن يقول للأستاذ أرفق بابني عند العقاب، بل كان الأب هو من يحث ويشجّع الأستاذ على عقاب ابنه، وأكثر من ذلك يفوّضه بمزيد من الشدة والصلاحية.. الأب يستريح ويشعر بالامتنان للمعلم إذا أنزل بابنه عقوبة مهما كانت شديدة ومؤلمة.. وضع ربما يشعرك وكأن رغبة سادية نحوك تجتمع من الطرفين.. وتجد نفسك محشورا بينهما في زاوية ضيقة، لا مهرب أمامك ولا مفر منها وراءك..
كنّا محكومين بسلطة الخوف من الأب في البيت، ومن الاستاذ في المدرسة.. كان يخامرني أحساس عميق إن عقوبات الأستاذ والأب قاسية ومنفِّرة وغير إنسانية، ومؤلمة للجسد والروح!
كنتُ نحيلا ومُنهكا.. وجهي شاحب ومصفر.. لازلت أذكر بعض التقاطيع التي كانت تغزو وجهي في طفولتي الباكرة، والتي يفترض أن تأتي في وقت متأخر من العمر.. الخطوط العمودية التي كنتُ أشاهدها بين العينين، وهي تفترس وجه طفولتي، لازالت محفورة ومطبوعة في ذاكرتي كوشم قديم لا يزول ولا يُنسى..
***
حاولتُ التمارض حتى لا أذهب إلى المدرسة.. كان عدم الذهاب إلى المدرسة يعني بالنسبة لي أن همّا كبيرا ينزاح عن كاهلي.. غياب يوم من المدرسة لأي سبب، يجعلني سعيدا، حتى وإن كنتُ أعاني من المرض، وربما أتمنى هذا المرض أن يطول أكبر فترة متاحة أو ممكنة.. أشعر براحة لا مثيل لها رغم وطأة المرض.. أتحرر من هم المدرسة يوم أو اثنين وهو المدى المتاح لي أن أفعله.. كان غياب أي يوم لأي سبب يعني لي فسحة تخفف من مخاوفي وأنجو فيها من الأستاذ والمدرسة والعقاب..
في إحدى الأيام قلت ببراءة طفولية لأخي الكبير علي الذي كنت أحبه كثيرا: "سوف أقول لك سرا، ولكن بشرط أن لا تقوله لأحد" فوافق وأعطاني الأمان ومنحني الثقة بيمين؛ فأخبرته أنني في الغد سأمرض حتى لا أذهب إلى المدرسة؛ فوافق، وزاد على موافقته نصيحته لي أن أقسم رأس بصل، وأضعه قبل النوم تحت الإبطين، لأبدوا محموما في الصباح.. قال لي أنهم كانوا يفعلون هذا عندما يريدون أن يتمارضون في العسكرة..
فعلت بنصيحته أخي وحكمته، ولم أنام تلك الليلة إلا قليلا حرصا على قطعتي البصل المحشورة بين الإبطين حتى لا تتفلت أو تسقط من موضعها أثناء النوم أو الحركة.. كانت رائحة البصل نفاذة وكريهة وتضايقني جدا، إلا إنها كانت في كل حال أهون لدي من المدرسة..
أخي الذي كان يفترض أن يفي بوعده، ويكتم السر وتحديدا عن أبي، أو على الأقل كان يُفترض أن لا يوافق على ما أنتوي فعله، ذهب إلى أبي وأبلغه سرا بنيتي، وبات المقلب جاهزا لي، ووقعتُ في فخه وشرّه، وهو مقلب لم أكن أتوقعه..
وعندما نادني أبي في الصباح أن أذهب إلى المدرسة، قمتُ بالتمثيل عليه والتذرع بأنني مريضا جدا، وحاولت أن أوهمه أنني لا أستطيع النهوض من الفراش بسبب شدة المرض.. كنت أتثاقل وأتعثر أثناء محاولاتي النهوض، لوطأة المرض الذي أحاول تقمصه..
كنتُ أفترض أو أتوقع أن أبي سيهتم لأمري بمجرد أن يشاهدني مريضا لا أقوى على النهوض وحمل نفسي.. توقعتُ أن يضع قلب كفه على جبهتي ليتأكد أنني ساخنا ومحموما، أو ربما لا يهتم ويتركني أمرض بسلام يوم أو يومين، وهو المتاح الذي بإمكاني أن أسرقه خلسة من أيام المدرسة، تقديرا للحالة المرضية التي أدعيها، أو أبدو أمامه فيها.. ربما توقعت أن يصرخ في وجهي لأن أذهب إلى المدرسة، دون أن يحملني مرغما عليها، لاسيما وهو يراني متهالكا لا أقوى على الوقوف، فيتركني ذلك اليوم بعذر المرض، ولكن الذي حدث كان صادما لي..!
فبدلا من يهتم أبي لأمري، أو يتركني لمرضي الذي أدعيه، وجدته بخفة ساحر يمد يده إلى إحدى فردتي حذائه التي ينتعلها، وهوى على وجهي ورأسي صفعا وضربا، لأجد نفسي أنهض مذعورا وصارخا بأعلى صوتي، وراكضا مثل لص تلاحقه كتيبة من الرجال الذين يريدون القبض عليه.. لقد أدركتُ من أول صفعه تقع على رأسي أنني وقعت ضحية خيانة قصد منها التربية، أو الوقوع بفخ بلاغ غير كاذب.
هذه الواقعة ربما صارت عقدة في حياتي، لاسيما فيما قد يخامرني غالبا من شك وارتياب نحو الآخر، وربما هي السبب الذي جعلني أفشل مرارا في أي دور أمثّله لاحقا حتّى وإن كان تحت إلحاح مسيس الحاجة والضرورة، وكذا أيضا فشلي الذريع في تقمص أي شخصية أخرى غير شخصيتي الحقيقة وطباعها الصارخة، بل وحتّى الكذب أجد إتيانه من قبلي محل صعوبة أو استحالة، وربما لأهل الاختصاص والاطباء النفسيين في هذا رأي آخر..
تذكرتُ هذه القصة وأنا أستمع إلى كتاب "وعاظ السلاطين" لعالم الاجتماع العراقي الدكتور على الوردي وهو يتحدث عن وعّاظ السلطان، وتحالف الوعّاظ مع الطغاة.. الأزمة النفسية بين الواعظ الذي يحض فيها الناس على ترك الدنيا وودّه الاغتراف من مناهلها بكلتا يديه.. توظيف الوعظ المثالي في خطاب إيديولوجي وسياسي وتكفيري صارخ.. التفكير الخبيث الذي نشاء في أحضان الطغاة، وترعرع على فضلات موائدهم.. التصفيق للظالم، والبصق في وجه المظلوم.. الصيغة الماكرة بين ما نعلنه للناس وما نحفيه عنهم ونضمره.. العلاقة بين اشتداد الظلم الاجتماعي وازدياد الوعظ أكثر.. المغالاة الذي يتسم به خطاب الوعظ، وما هم عليه في حقيقة الواقع..
قصتي تلك تذكرتها وأنا أرى من يدين الجرائم التي تحدث في فلسطين ـ وهي جرائم مدانة دون شك ـ وبين ما يقترفه حكامنا اليوم من جرائم أكثر ترويعا وبشاعة بحق شعوبهم، وتوظيفهم لما يحدث في فلسطين لإضفاء شرعية ما على حكمهم باسم فلسطين، وترسيخ سلطاتهم وطغيانهم على شعوبهم.. أحسست أننا بحاجة لألف حذاء، ومليون صفعة تصلح شأننا..
تذكرت قصتي تلك وأنا أرى التناقض الصارخ الذي نعيشه اليوم بين ما يُقال وما يتم قعله.. المفارقة التي أشاهدها بين الحقيقة وما يتم إدعائه.. بين الواقع والوهم.. مزاوجة السياسية بالدين أو توظيف الدين لخدمة السياسية، أو لخدمة أجندات السلطة ومصالح وأطماع الدول.. وقد قيل ”إن السياسة ما دخلت في شيء إلا أفسدته“.
تذكرتُ قصتي تلك وأنا أرى الدجالين المدعيين يدّعون لأنفسهم الصلاح والتقوى والورع، ويحظون الناس عليها وعلى العدل والقسط، وتأكيدهم لرفض الظلم، بل والدعوة إلى مقاومته، ولكن بشرط أن يكون هذا بعيدا عن الشعوب التي يحكمونها، فيما ترتكب هذه السلطات في واقعنا وبحقنا وبحق شعوبنا كل مرعب ومروّع ومستبد..
يدينون تعصب الأخر فيما هم يمارسون العصبيات المنتنة كلها.. يتشرّبونها منذ نعومة أظافرهم.. يغرقون في وحولها، ويسقطون إلى قيعانها السحيقة، أو تهوي فيهم إلى قاع الجحيم..
يدعون إلى العلم والتفكير العميق، فيما هم في الحقيقة يشبعون مناهجنا التعليمية بالتعصب المقيت، والجهل الثقيل، ويعمدون إلى تكريسه في المؤسسات التعليمية من الروضة إلى المدرسة إلى الجامعة إلى ما شاء الله، وقد نجحوا في تحويلها إلى مؤسسات ترويض وتدجين وإحتواء، يطفئون بها مشاعل العقل، ويوؤدوا التفكير الحر، ويلجمون البحث العلمي ومناهجه بألف قيد وقيد..
***
بعض من تفاصيل حياتي ـ معدل
قصتي تلك تذكرتها وأنا أرى من يدين الجرائم التي تحدث في فلسطين ـ وهي جرائم مدانة دون شك ـ وبين ما يقترفه حكامنا اليوم من جرائم أكثر ترويعا وبشاعة بحق شعوبهم، وتوظيفهم لما يحدث في فلسطين لإضفاء شرعية ما على حكمهم باسم فلسطين، وترسيخ سلطاتهم وطغيانهم على شعوبهم.. أحسست أننا بحاجة لألف حذاء، ومليون صفعة تصلح شأننا..
تذكرت قصتي تلك وأنا أرى التناقض الصارخ الذي نعيشه اليوم بين ما يُقال وما يتم قعله.. المفارقة التي أشاهدها بين الحقيقة وما يتم إدعائه.. بين الواقع والوهم.. مزاوجة السياسية بالدين أو توظيف الدين لخدمة السياسية، أو لخدمة أجندات السلطة ومصالح وأطماع الدول.. وقد قيل ”إن السياسة ما دخلت في شيء إلا أفسدته“.
تذكرتُ قصتي تلك وأنا أرى الدجالين المدعيين يدّعون لأنفسهم الصلاح والتقوى والورع، ويحظون الناس عليها وعلى العدل والقسط، وتأكيدهم لرفض الظلم، بل والدعوة إلى مقاومته، ولكن بشرط أن يكون هذا بعيدا عن الشعوب التي يحكمونها، فيما ترتكب هذه السلطات في واقعنا وبحقنا وبحق شعوبنا كل مرعب ومروّع ومستبد..
يدينون تعصب الأخر فيما هم يمارسون العصبيات المنتنة كلها.. يتشرّبونها منذ نعومة أظافرهم.. يغرقون في وحولها، ويسقطون إلى قيعانها السحيقة، أو تهوي فيهم إلى قاع الجحيم..
يدعون إلى العلم والتفكير العميق، فيما هم في الحقيقة يشبعون مناهجنا التعليمية بالتعصب المقيت، والجهل الثقيل، ويعمدون إلى تكريسه في المؤسسات التعليمية من الروضة إلى المدرسة إلى الجامعة إلى ما شاء الله، وقد نجحوا في تحويلها إلى مؤسسات ترويض وتدجين وإحتواء، يطفئون بها مشاعل العقل، ويوؤدوا التفكير الحر، ويلجمون البحث العلمي ومناهجه بألف قيد وقيد..
***
بعض من تفاصيل حياتي ـ معدل
#القاضي_احمد_سيف_حاشد
أرى من يدين الجرائم التي تحدث في فلسطين ـ وهي جرائم مدانة دون شك ـ وبين ما يقترفه حكامنا من جرائم أكثر ترويعا وبشاعة بحق شعوبهم، وتوظيفهم لما يحدث في فلسطين لإضفاء شرعية ما على حكمهم باسم فلسطين،وترسيخ سلطاتهم وطغيانهم على شعوبهم.أحسست أننا بحاجة لألف حذاء، ومليون صفعة تصلح شأننا.
https://twitter.com/CivicCoalition?s=09
أرى من يدين الجرائم التي تحدث في فلسطين ـ وهي جرائم مدانة دون شك ـ وبين ما يقترفه حكامنا من جرائم أكثر ترويعا وبشاعة بحق شعوبهم، وتوظيفهم لما يحدث في فلسطين لإضفاء شرعية ما على حكمهم باسم فلسطين،وترسيخ سلطاتهم وطغيانهم على شعوبهم.أحسست أننا بحاجة لألف حذاء، ومليون صفعة تصلح شأننا.
https://twitter.com/CivicCoalition?s=09
Twitter
أحمد سيف حاشد هاشم (@CivicCoalition) | Twitter
The latest Tweets from أحمد سيف حاشد هاشم (@CivicCoalition). أحمد سيف حاشد، برلماني يمني وناشر صحيفة المستقلة وموقع يمنات الإخباري. Yemen
#القاضي_احمد_سيف_حاشد
يدّعون لأنفسهم التقوى والصلاح والعدل،بل ورفض الظلم ومقاومته بشرط أن يكون هذا بعيدا عن الشعوب التي يحكمونها،فيما يرتكبون بحق شعوبهم كل مرعب ومروع ومستبد.يدينون تعصب الأخر فيما هم يمارسون العصبيات المنتنة كلها.يتشرّبونها منذ نعومة أظافرهم.يغرقون في وحولها،ويسقطون إلى قيعانهاالسحيقة
https://twitter.com/CivicCoalition?s=09
يدّعون لأنفسهم التقوى والصلاح والعدل،بل ورفض الظلم ومقاومته بشرط أن يكون هذا بعيدا عن الشعوب التي يحكمونها،فيما يرتكبون بحق شعوبهم كل مرعب ومروع ومستبد.يدينون تعصب الأخر فيما هم يمارسون العصبيات المنتنة كلها.يتشرّبونها منذ نعومة أظافرهم.يغرقون في وحولها،ويسقطون إلى قيعانهاالسحيقة
https://twitter.com/CivicCoalition?s=09
Twitter
أحمد سيف حاشد هاشم (@CivicCoalition) | Twitter
The latest Tweets from أحمد سيف حاشد هاشم (@CivicCoalition). أحمد سيف حاشد، برلماني يمني وناشر صحيفة المستقلة وموقع يمنات الإخباري. Yemen
#القاضي_احمد_سيف_حاشد
اتركوا التيس واربطوا جمعة !
في إحدى أيام مستهل عهد دراستي الأول، تأخرتُ عن الطابور المدرسي، وخشيتُ من العقوبة التي سيتخذها أستاذ المدرسة ضدي، وبدلا من أن أذهب إلى المدرسة، ذهبتُ إلى حجرة فوق زريبة بقرة جارنا مانع سعيد..
كانت تلك الحُجرة بمثابة نُزُل مخصص لاستقبال الباعة المتجولين الغرباء، والذين يقضون فيها يوم، أو يومين إن طال بهم المقام، وأغلب الأحيان تظل فارغة لأسابيع دون نزيل..
هربتُ من عقوبة التأخير من الطابور الصباحي إلى ورطة أشد منها، وهي الغياب عن المدرسة كلها ليوم كامل.. هكذا وجدتُ نفسي أوغل أكثر في ورطتي تلك، أو أنتقل من ورطة إلى أخرى أكبر منها..
في اليوم الثاني، ذهبتُ إلى نفس الحُجرة، وتكرر المشهد في اليوم الثالث والرابع، لأجد نفسي كل يوم أدخل في ورطة أكبر وأشد وخامة عمّا قبلها..
كل يوم يمر أشعر أن ورطتي تتعاظم، وتوقّعي للعقاب يكبر بالموازاة مع استمرار غيابي من المدرسة.. وكلّما زاد تغيُّبي انتابني خوف وهلع، واعترتني خشية كبيرة من عقوبة أشد إيلاماً، حتّى تبدّت لي في اليوم الرابع أنها ستكون فادحة..
لقد افتقدتُ إلى الشجاعة من اليوم الأول في تحمُّل مسؤولية ونتيجة الخطأ الأول، فظل هذا الخطاء يكبر ويتسع، ومعه كانت العقوبة المؤجلة تكبر على نحو موازي للخطأ..
ست ساعات في اليوم أقضيها في تلك الحُجرة الكئيبة.. كان الحال عصيباً والساعات ثقيلة، وقد أحسست بوزنها القاتل، وأنا أنسحق تحت دواليبها، وكأن قطارا يمر على جسدي المُنهك..
كانت الساعات تمر بطيئة بطء السلحفاة في أرض لا تخلو من وعورة.. ساعات مملة ورتيبة.. لم أكن أعرف مسبقا أن تلك الساعات ستكون على تلك الصورة، أو على ذلك النحو من البطيء والرتابة، حتّى وإن كنت أراها في الوقت نفسه أقل وطأة من عقاب ينتظرني ظل يشتد، ويزداد مع كل يوم يمر، وربما صار يفوق احتمالي.. إنه الهروب إلى الأمام، ومن فادح إلى أفدح..
كنتُ أحاول أن أخفف من وطأة رتابة تلك الساعات بالنظر إلى الفضاء المقابل والمحصور بزوايا النافذة الصغيرة الذي يطل منها نظري بحذر وتخفّي.. كل يوم يمر في تلك الحجرة التي أخترتها حبساً اختيارياً، أعاني منها وأُنهك لمدة ست ساعات من الانتظار والنزيف..
أشاهد جزءا صغيرا من الوادي الذي تشرف عليه تلك النافذة.. أمعن النظر في الذاهبين والآيبين فيه، وكلما سمعت صوتا ما في الجوار القريب انتفض مرتاباً لأرقب من شقوق الباب ماذا يحدث خارجه! وكلّي توجّس وقلق من انكشاف أمري ومخبئي..!!
ربما أيضا في بعض الأحيان وبدافع الفضول وحب استطلاع للجهة المقابلة لباب الحجرة المصنوع من الألواح والصفيح، يطل نظري المحبوس من شقوق الباب، وأحيانا بدافع التنزه وتفريج الضيق أجد نظري يجول بحذر هنا وهناك، ويشتد محبسي مع مرور الوقت الزاحف ببطيء، ويشتد الوقت بطئا كلما طال وقت الانتظار.
في اليوم الخامس انكشف أمري وفضحني السؤال، حيث سمعت الأستاذ يسأل أبي عن سبب غيابي المتكرر.. فأجابه والدي بدهشة مصدوم أنني أذهب كل يوم للمدرسة، وما أن تنامى هذا إلى مسمعي هرعتُ إلى المدرسة هرولة، وأدركتُ حينها أن الفأس قد وقع في رأسي، وأن أمري قد انكشف وأفتضح، ولابد أن أستعد لدفع ثمن باهض من الألم دفعة واحدة لا أعلم مقدارها، ولا أعلم قدرة تحمّلي لها.
***
ربما كنتُ يومها معذورا لأني لازلت طفلا لم أرشد، بل لم أصر حدثا بعد في بيئة شديدة القساوة، وتفتقر للحد الأدنى من الثقافة التربوية و وسائلها المصاحبة، بل كانت جلّها معكوسة، ووسائلها جافة أو مشوهة أو غير متوفرة أصلا..
اليوم الهاربون إلى الأمام باتوا أفرادا وأرتالا وجماعات.. تبدّل الحال عن أمسه وأنقلب رأسا على عقب.. بات الهروب إلى الأمام مألوفا ومعتادا.. صار الهروب من ورطة إلى أشد لا تقتصر على طفل مثلي، بل وتتمدد إلى الأحزاب والقوى السياسية والثورات بل والشعوب أيضا..
إنها ليست قصتي فحسب، بل هي قصة اليمن كلّها، وشعبها برمته.. قصة القوى والنخب والأحزاب التي هربت إلى الأمام من سيء إلى أسوأ، ومن الأسوأ إلى الكارثة، ومن الكارثة إلى الأكثر كارثية.. من صراع داخلي، إلى إقليمي، ثم إلى دولي شديد التعقيد..!
ما حدث كان ردة فاجعة من حلم واستحقاق الدولة إلى اللادولة.. هروبا حد الذعر من استحقاق وحلم الدولة المدنية الحديثة والديمقراطية إلى حرب لا تريد أن تضع أوزارها، ونحن نعيش عامها السابع من العبث والنزيف..
أستمر التراجع والنكوص من شبه الدولة، إلى الدولة الفاشلة، ثم إلى بقايا الدولة، ووصولا إلى ألا دولة.. تقزمت أحلامنا وتلاشت إلى ما لا كان يخطر على عقل ولا بال..
انتقلنا من الاختلاف إلى الخلاف إلى الصراع ودورات العنف المتكررة، ثم إلى حرب ضروس، تماشجت مع حروب داخلية وخارجية مريعة وفاجعة..
أنتقلنا من الاحتجاج السلمي إلى معارك شتّى، ثم إلى حرب طويلة، أو من لا حرب إلى حرب ضروس، ثم إلى حروب متعددة لا تبقي ولا تذر..
اتركوا التيس واربطوا جمعة !
في إحدى أيام مستهل عهد دراستي الأول، تأخرتُ عن الطابور المدرسي، وخشيتُ من العقوبة التي سيتخذها أستاذ المدرسة ضدي، وبدلا من أن أذهب إلى المدرسة، ذهبتُ إلى حجرة فوق زريبة بقرة جارنا مانع سعيد..
كانت تلك الحُجرة بمثابة نُزُل مخصص لاستقبال الباعة المتجولين الغرباء، والذين يقضون فيها يوم، أو يومين إن طال بهم المقام، وأغلب الأحيان تظل فارغة لأسابيع دون نزيل..
هربتُ من عقوبة التأخير من الطابور الصباحي إلى ورطة أشد منها، وهي الغياب عن المدرسة كلها ليوم كامل.. هكذا وجدتُ نفسي أوغل أكثر في ورطتي تلك، أو أنتقل من ورطة إلى أخرى أكبر منها..
في اليوم الثاني، ذهبتُ إلى نفس الحُجرة، وتكرر المشهد في اليوم الثالث والرابع، لأجد نفسي كل يوم أدخل في ورطة أكبر وأشد وخامة عمّا قبلها..
كل يوم يمر أشعر أن ورطتي تتعاظم، وتوقّعي للعقاب يكبر بالموازاة مع استمرار غيابي من المدرسة.. وكلّما زاد تغيُّبي انتابني خوف وهلع، واعترتني خشية كبيرة من عقوبة أشد إيلاماً، حتّى تبدّت لي في اليوم الرابع أنها ستكون فادحة..
لقد افتقدتُ إلى الشجاعة من اليوم الأول في تحمُّل مسؤولية ونتيجة الخطأ الأول، فظل هذا الخطاء يكبر ويتسع، ومعه كانت العقوبة المؤجلة تكبر على نحو موازي للخطأ..
ست ساعات في اليوم أقضيها في تلك الحُجرة الكئيبة.. كان الحال عصيباً والساعات ثقيلة، وقد أحسست بوزنها القاتل، وأنا أنسحق تحت دواليبها، وكأن قطارا يمر على جسدي المُنهك..
كانت الساعات تمر بطيئة بطء السلحفاة في أرض لا تخلو من وعورة.. ساعات مملة ورتيبة.. لم أكن أعرف مسبقا أن تلك الساعات ستكون على تلك الصورة، أو على ذلك النحو من البطيء والرتابة، حتّى وإن كنت أراها في الوقت نفسه أقل وطأة من عقاب ينتظرني ظل يشتد، ويزداد مع كل يوم يمر، وربما صار يفوق احتمالي.. إنه الهروب إلى الأمام، ومن فادح إلى أفدح..
كنتُ أحاول أن أخفف من وطأة رتابة تلك الساعات بالنظر إلى الفضاء المقابل والمحصور بزوايا النافذة الصغيرة الذي يطل منها نظري بحذر وتخفّي.. كل يوم يمر في تلك الحجرة التي أخترتها حبساً اختيارياً، أعاني منها وأُنهك لمدة ست ساعات من الانتظار والنزيف..
أشاهد جزءا صغيرا من الوادي الذي تشرف عليه تلك النافذة.. أمعن النظر في الذاهبين والآيبين فيه، وكلما سمعت صوتا ما في الجوار القريب انتفض مرتاباً لأرقب من شقوق الباب ماذا يحدث خارجه! وكلّي توجّس وقلق من انكشاف أمري ومخبئي..!!
ربما أيضا في بعض الأحيان وبدافع الفضول وحب استطلاع للجهة المقابلة لباب الحجرة المصنوع من الألواح والصفيح، يطل نظري المحبوس من شقوق الباب، وأحيانا بدافع التنزه وتفريج الضيق أجد نظري يجول بحذر هنا وهناك، ويشتد محبسي مع مرور الوقت الزاحف ببطيء، ويشتد الوقت بطئا كلما طال وقت الانتظار.
في اليوم الخامس انكشف أمري وفضحني السؤال، حيث سمعت الأستاذ يسأل أبي عن سبب غيابي المتكرر.. فأجابه والدي بدهشة مصدوم أنني أذهب كل يوم للمدرسة، وما أن تنامى هذا إلى مسمعي هرعتُ إلى المدرسة هرولة، وأدركتُ حينها أن الفأس قد وقع في رأسي، وأن أمري قد انكشف وأفتضح، ولابد أن أستعد لدفع ثمن باهض من الألم دفعة واحدة لا أعلم مقدارها، ولا أعلم قدرة تحمّلي لها.
***
ربما كنتُ يومها معذورا لأني لازلت طفلا لم أرشد، بل لم أصر حدثا بعد في بيئة شديدة القساوة، وتفتقر للحد الأدنى من الثقافة التربوية و وسائلها المصاحبة، بل كانت جلّها معكوسة، ووسائلها جافة أو مشوهة أو غير متوفرة أصلا..
اليوم الهاربون إلى الأمام باتوا أفرادا وأرتالا وجماعات.. تبدّل الحال عن أمسه وأنقلب رأسا على عقب.. بات الهروب إلى الأمام مألوفا ومعتادا.. صار الهروب من ورطة إلى أشد لا تقتصر على طفل مثلي، بل وتتمدد إلى الأحزاب والقوى السياسية والثورات بل والشعوب أيضا..
إنها ليست قصتي فحسب، بل هي قصة اليمن كلّها، وشعبها برمته.. قصة القوى والنخب والأحزاب التي هربت إلى الأمام من سيء إلى أسوأ، ومن الأسوأ إلى الكارثة، ومن الكارثة إلى الأكثر كارثية.. من صراع داخلي، إلى إقليمي، ثم إلى دولي شديد التعقيد..!
ما حدث كان ردة فاجعة من حلم واستحقاق الدولة إلى اللادولة.. هروبا حد الذعر من استحقاق وحلم الدولة المدنية الحديثة والديمقراطية إلى حرب لا تريد أن تضع أوزارها، ونحن نعيش عامها السابع من العبث والنزيف..
أستمر التراجع والنكوص من شبه الدولة، إلى الدولة الفاشلة، ثم إلى بقايا الدولة، ووصولا إلى ألا دولة.. تقزمت أحلامنا وتلاشت إلى ما لا كان يخطر على عقل ولا بال..
انتقلنا من الاختلاف إلى الخلاف إلى الصراع ودورات العنف المتكررة، ثم إلى حرب ضروس، تماشجت مع حروب داخلية وخارجية مريعة وفاجعة..
أنتقلنا من الاحتجاج السلمي إلى معارك شتّى، ثم إلى حرب طويلة، أو من لا حرب إلى حرب ضروس، ثم إلى حروب متعددة لا تبقي ولا تذر..