أحمد سيف حاشد
341 subscribers
2.77K photos
6 videos
5 files
2.86K links
عضو برلمان
Download Telegram
الترشح للبرلمان
(1)
فكرة الترشح للبرلمان
احمد سيف حاشد
يحدث أن غيري يطرح لدي فكرة، ويحدث أيضا أن الفكرة ربما تبدأ تجوس في عقلي ووجداني، ولو بعد حين قد يطول وقد يكون قصير.. ربما تكبر تلك الفكرة وتتنامى حتى تستحوذ على جل تفكيري قبل أن ابدا في تنفيذها، ومن المحتمل أيضا أن تتلاشى كالسراب عندما أقترب منها، وقد لا أشرع في التفكير فيها أصلا، لأنني أمقتها ابتداءا، أو أجدها لا تروقني او تتعارض في جلّها مع قيمي ومبادئي فأطردها من الوهلة الأولى..

الحقيقة أن فكرة الترشح للبرلمان لم تكن فكرتي في الأساس، بل كانت يومها فكرة تفوق تصوري.. ربما استقرت لاحقا في الذهن، ومنعني خجلي أن أبوح بها.. فكرت وأمعنت فيها لاحقا، وأعدت تقدير واقعيتها وصوابها مرات عديدة، حتى بدت لي فكرة تستحق المغامرة..

بذرة فكرة الترشيح لعضوية البرلمان، كانت في الأصل فكرة صديقي مجيد الشعبي، ومعه أحمد محمد سيف، و القاضي نبيل الشعبي، الذين كانت تربطني بهم أواصر صداقة حميمية ومتميزة في ذلك الوقت. وكان لأستاذي القدير محمد عبد الرب ناجي لاحقا دورا مهما في دفع الفكرة إلى الواقع، ولا انسى دور الشيخ محمد هزاع الذي كان مجيد الشعبي يعلق عليه املا كبيرا في دفع الفكرة الى الامام، وهو ما حدث لاحقا..

كان اصراري الاهم وعلى نحو مستمر ان اترشح مستقل.. شرط لم اقبل التنازل عنه، ولم امانع من دعم اي حزب، بل سعيت الى مثل هذا، دون تنازل عن فكرة الاستقلال في العضوية..

الحقيقة حتى فكرة أن أكون أمينا عاما لجمعية التعاون الخيرية لمديرية القبيطة، هي فكرتهم أيضا، و كنتُ في بادئ الأمر مستبعد الفكرة تماما.. إنها فكرتهم في الأساس، وكان صديقي محمد هزاع داعما للفكرة، و له دورا في تحقيقها، وربما ترسخت أكثر في ذهني وتمسكت بها بعد كشف وافشال عملية التزوير في انتخابات الجمعية، وإعلان حصولي على المرتبة الثانية من أصوات الناخبين في الجمعية العمومية..

ربما يبدو الأمر مخططا، و لكن على الأقل بالنسبة لي ليس كذلك، ربما أصدقائي كانت لديهم تلك الوجهة، وهي الوجهة التي تقول: “أولا الجمعية، ثم البرلمان”، ولكن الأكيد أيضا لم تكن من البداية هي وجهتي.. إنها مخطط أصدقائي إن كان يوجد ثمة تخطيط، وأظن تقييم ذلك الرجل (الغامض) فيه مقاربة حين أفصح أنني رجل تنفيذي وعملي لا رجل تخطيط واستراتيجيات.. وأظن أن صديقي مجيد هو رجل التخطيط الأول، إن وجد ثمة تخطيط.

عزمت لرحلة شاقة دون ماء ولا زاد، ولا مقاربة تنهض بفرصتي، في لجة تنافس محموم، لن تكون لصالحي، فيما خجلي يمارس طغيانه، ويمنعني من طلب المال حتى تلميحا، وطلب الدعم المالي من أي جهة له ثمنه، وللداعم شروطه، وأنا اجد نفسي قليل الحيلة، ولا أجيد المناورة والتكتيك، ولن أقبل بهذا أو ذاك.

التفكير بالترشح لعضوية مجلس النواب اليمني دون أن يكون لديك مركزا ماليا، أو داعما ماليا لا يملي عليك شروطه، هو ضرب من الجنون المغامر، بل والمستحيل، لاسيما إن أخذتُ الأمر من البداية على محمل الجد أنك ستمضي إلى النهاية فوزا أو خيبة، مهما كانت الظروف والمعوقات، وليس بغرض البيع أو المساومة أو الابتزاز أو التكتيك الانتخابي الذي يرمي لتشتيت الأصوات لصالح مرشحا آخر، بمقابل مال أو مزية أو وظيفة أو ترقية أو نحو ذلك من المصالح.

نعم .. الحقيقة وقبل البداية، لم تكن فكرة الترشح لعضوية البرلمان واردة البتة حتى في حدود الوسوسة، بل كنت أستبعدها تماما، بنفس قدر ذلك الجنون حيال ذلك المستحيل الذي تشبثت بتحقيقه بعد الإعلان عنه، حتى صيرته بمساندة رفقتي ومن إليهم ممكن التحقيق، ثم واقعا تشهده العيون..

إن تحويل المستحيل إلى ممكن، ثم إلى واقع، هو النجاح الحقيقي الأكثر لذاذة ومتعة ويستحق الفرح والزهو والاحتفال.. هذا ما أحسسته يوم إعلان نتيجة الفوز.. ولكنني لم احتفل به حتى في حدود أقل ما يجب، بل لا أذكر أنني احتفلت اصلا إلا في حدود الشكر والاعراب عن الامتنان، أثناء زيارتي للناخبين في مناطقهم بعد إعلان نتيجة الفوز..

لست ممن يميلون للتوكل، ولكنني عزمت على المغامرة وأعلنت أنني سأترشح للبرلمان.. وعندما أعلن الشيء لا أعود عنه ولا أتراجع إلى الوراء، بل أمضي فيه إلى النهاية بكل طاقتي، إنه أشبه بذلك القائد الذي يركب البحر نحو هدفه ويحرق أشرعته وسفنه حتى لا ينازعه هاجس العودة..

في قضايا شتّى أحرص على المضي فيما عزمت عليه، دون أن أخل في حال اكتشافي ارتكاب ثمة خطأ وخيما أو جسيما، أو يؤدي إلى كلفة باهظة، لا تستحقها النتيجة المرجوة، فتلزمني المراجعة فأما أن أتركها دون ندم، أو ألحق بها بعد تردد، أو أدركها بعد حين، قبل فوات الأوان، ودون أن أسمح لإرادتي بالانكسار، بل أظل أنا وإرادتي نجالد ونقوى ونكبر قدر ما في الجهد والوسع والاحتمال..

المال كان هو المستحيل الأكبر، وكانت البداية عندما بادر عبد الرحيم حسن سعيد، نائب مدير بنك اليمن الدولي، ومجموعة من شخصيات ووجاهات المديرية ـ إلى اللقاء في مقيل تم في منزله، حضره على ما اظن رئيس الج
معية محمد عبد الرب ناجي، وتم في هذا المجلس أول تبرع لصالح دعمي في الانتخابات.. بلغ التبرع يومها في حدود المائتين ألف ريال تقريبا.. وكنت يومها أرى هذا المبلغ كبيرا ومشجعا إلى حد بعيد، رغم تواضعه الجم، إلا أن أهميته الأكبر بالنسبة لي كانت في كونه البداية العملية في تحويل الفكرة إلى ممكن..

***
يتبع..
بعض من تفاصيل حياتي
(2)
نجاح لذيذ وفشل مرير
أحمد سيف حاشد
استوطنت ذهني فكرة الترشح لعضوية البرلمان؛ وكنت قد حدثتُ نفسي:
- ربما تفوت الفرصة من يدي، وتصبح فكرة شاردة وهاربة منّي، وأصير ألهث بعدها، وهي نافرة وكأنني الموت أركض بعدها، وهي تسابق الريح، وقد صار لحاقي بها مُستصعبا، بل أكثر من مستحيل.. ربما تضيع مني دون رجعة، بسبب ترددي إن طال، أو تراخيت في التقاط اللحظة التي إن ذهبت لن تعود.. يجب التقاطها لأنها لا تأتي إلا بندرة تشبه رؤية ليلة القدر.. الفرصة لا تدق على بابنا مرتين.. إن تسربت من يدي ضاعت لحظتي التي أهدرتها، وقطعني الوقت الذي قالوا عنه "إن لم تقطعه قطعك".. ولكني غير جاهز ولا زال يلزمني الكثير..

لازلت أحدث نفسي وأقول:
- الفرصة أيضا تستحق المغامرة، طالما هي مسنودة بتحدي أخلاقي وحقوقي، بل هي فوق ذلك ممارسة لحق أصيل.. ولكن ماذا سيحدث إن أخفقتُ وأدركني الفشل؟! بلا .. يكفيني شرف المحاولة.. حتى خسارتي سأتعلم منها.. لا بأس من أدعم منازعتي مع خجلي بمقولة: “من لا يحلم أن يكون جنرالا فهو جنديا خاملا.” وأنا بطموح من لا يستسلم للهزيمة بسهولة، وأحاول أن أتعلم بسرعة.. الطموح كما قال أوسكار وايلد: "الحل الاخير للتخلص من الفشل" يعجبني طموح المتنبي واعتزازه بنفسه وشعوره بعظمته، وهو المغامر حد بلغ به ادعاء النبوة، وهو القائل أيضا:
"إِذا غامَرتَ في شَرَفٍ مَرومٍ.. فَلا تَقنَع بِما دونَ النُجومِ"

حتى وإن كان يقيني متيقنا من الفشل سأمضي.. سأجرب.. سأحاول.. الفشل أيضا قالوا أنه خطوة في طريق النجاح، وقالوا: "ربما يكون خطوة جريئة نحو العظمة" أما مصطفى السباعي فقد حظنا ونصحنا بقوله: "اتخذ من الفشل سُلّما للنجاح، ومن الهزيمة طريقا الى النصر، ومن الفقر وسيلة الى الكفاح، ومن الآلام بابا الى الخلود، ومن الظلم حافزا للتحرر، ومن القيد باعثا على الانطلاق." واحتمال الفشل كما قال آخر لا تشل إلا إرادة الرجل الضعيف.. وأظن أني معجون بالتحدي والصلابة أو هذا ما يجب أن أكون عليه..

بهذا النفس خضت المغامرة.. عزمت وقررت ومضيتُ في الطريق وغالبتُ المحبطات والمعوقات والكوابح كلها حتى ظفرت بالنجاح وأحرزت الانتصار.. سبحتُ ضد التيار ووصلت إلى مصب النهر.. ولكن ليس هذا كل شيء..

***

فمثلما ذقت طعم النجاح ذقت أيضا طعم الاخفاق المرير، والفشل الذريع، والخيبة المدوية..
ففي مستهل عهدي البرلماني عام 2003 أردت أن أترشح لرئاسة لجنة الحريات وحقوق الإنسان في المجلس، لم ينافس الشيخ محمد ناجي الشايف لرئاسة اللجنة أي عضو في اللجنة، جميعهم كانوا أعلاما بلا سارية، وقامات بلا رؤوس.. كان هو المتفق عليه.. فقررت أن أنافسه وأخرم الإجماع أو المتفق عليه، غير أنني شعرت وكأنني ارتكبت ثمة خطأ جسيم..

حاولوا ارباكي.. بديت كمن أرتكب جريرة أو كبيرة.. كان أهم من أحسست أنه فعل هذا رئيس كتلة المؤتمر سلطان البركاني ورئيس كتلة الإصلاح بافضل.. بديت وكأنني ارتكب حماقة فجة ما كان ينبغي أن أفكر فيها أصلا.. تدخلهم كان أشبه بمن يمارس حالة إنقاذ في لحظة فيها زحمة خطر..

بديتُ مربكا أمام نفسي لعدم درايتي لماذا يشعرون بهلع من أن أنافس الشيخ؟!! استطاعوا ارباكي وثنيي من الترشح والمنافسة لرئاسة اللجنة.. ساعدهم في ذلك ليس فقط قلة خبرتي في الأمر، بل وأيضا إيعاز بافضل أنهم سيقفون معي، ويسندونني لموقع نائب رئيس اللجنة "المقرر"..

لقد تراجعتُ خطوة عما كنت قد عزمت عليه.. خطوة ظلت حوافرها تركل في خوابي النفس إلى اليوم، ليس لأنني أفتقد إلى الروح الرياضية في عملية ديمقراطية تمت، رغم أنها تفتقد لأهم أساس فيها، وهي المنافسة، ولكن لأن فخا نصب لي باحتراف وغد، استجبت إليه بسهولة بلعة ماء، وبراءة طفل صغير، وارباكي كان لا يخلوا من بهلوان تبدّى أمامي وحاصرني، وأنا لستُ معتادا عليه ولم أرَ مثله من قبل..

الشيخ الشايف وقد صار لاحقا صديقي لم ينافسه أحد بل نافس نفسه.. نجح بسهولة وبحسب ما تم الاتفاق عليه من قبل الأحزاب الأربعة، المؤتمر والإصلاح والاشتراكي والناصري، فيما أنا نافست عضوين على موقع النائب "مقرر اللجنة" وهما ابن رشاد العليمي، والشيخ عبدالوهاب أم عوضه، الأول كان متفقا عليه بين الأحزاب، فيما المرشح الثاني بدا لي وكأنه تكتيكيا لضمان فوز المرشح الأول، واحتواء أي أصوات شاردة عما هو متفق عليه
..
كانت النتيجة في محصلتها خذلاني من الجميع، بما فيهم أصوات عضوين من الاشتراكي الذي لم أكن أتصوره، ربما بسبب قلة خبرتي الانتخابية تلك، حيث لم أتوقع أن صوتهما سيذهبان إلى المرشح "الضابط رجل الأمن" أو إلى "الشيخ" اللذان نافسوني، وفي الحقيقة لم أنافس إلا نفسي ولم أحصل غير صوتي.. صوتي فقط وحيدا دون رفيق.. صوت بدا لي كالمذبوح أمامي في وليمة عقد قرانهم.. أحسست أنهم يحتفلون في وليمة انتصارهم على صوتي المذبوح وحشرجاتي التي كانت تختنق..

بدا لي الفشل ذريع والخيبة مدوية، ولكن كما أعتقد أن هذا وذاك أكسبني مزيدا من الصلابة والتحدّي والعند في إثبات الذات، أو إ
ثبات أنني كنت فيما أخوضه جديرا به، وظللت أبذل خلال سنوات خلت ما في الوسع من مشقة وجهد لأثبت لنفسي وللناس أنني أكبر من قوام اللجنة مجتمعه.. لابأس أن تتم هزيمتي، غير أن الأهم لدي أن لا تُهزم إرادتي التي تزأر داخلي..

قررت أن أكون حقوقيا أكثر فاعلية وأوسع تأثيرا من هذه اللجنة التي اعتبرتها "قطيعيه" وغير مهنية، وقد كان بالفعل أغلب أعضاءها مشايخ وضباط أمن وقوات مسلحة.. كان عدد أعضاء تلك اللجنة على ما أظن خمسة عشر عضوا، قررت منازلتهم جميعا في ميدان الحقوق، والذود عن المنتهكة حقوقهم، وأظن أنني نجحت أن أكون بمفردي أكبر من تلك اللجنة مجتمعة..

لا بأس.. إنها تجربة فشل واحدة أضيفت إلى سلسلة تجاربي الفاشلة في الحب والسياسية وغيرها.. داهمتني كثير من خيبات وفشل الحب، ولكن ليس إلى الأبد، فقد طلت مناي يوما وحصدت.. ومثلها كانت خيباتي في الحياه على أصعدة عديدة، ومثلها كانت وستكون في السياسة.. لن يتأت النجاح في كثير من الأحيان دونها..

الفشل كما يقول طاغور: "هو مجموعة التجارب التي تسبق النجاح"، وفي قول لآخر "عدم المحاولة هو الفشل الحقيقي" وهوّن أحدهم منه حالما قال: "مجرد انحناءه على الطريق لا نهايته" أو على حد تعبير المناضل السياسي نيلسون مانديلا: "قمة المجد ليست في عدم الإخفاق أو الفشل.. بل في القيام بعد كل عثرة." أما نيتشه فيرى الشخص الذي لم يذق طعم الفشل في حياته هو من يعيش بلا هدف.

***
يتبع ..
بعض من تفاصيل حياتي
(3)
يوم خذلتني قيادة الإشتراكي ودعمتني قواعده !
أحمد سيف حاشد
استوطنت فكرة البرلمان، وترسخت في بالي كل يوم أكثر من سابقه.. كان هذا يجري بالموازاة مع ما أبذله من جهود مضنية في الوصول إلى الناس بطرق متعددة.. أعرفهم بنفسي من خلال زياراتي لأبناء المديرية، وأبناء دائرتي الانتخابية في مناطقهم، وفي فروع الجمعية في عواصم بعض المحافظات، وكذا من خلال ممارسة حضوري في كتاباتي وأنشطتي في الجمعية والصحيفة، ومن خلال نشطائي اللذين يساندوني، ويفتحون لي أبواب الوصول إلى أبناء دائرتي الانتخابية؛ ومنهم محمد فريد سعيد، وردمان النماري، وعبده فريد حاشد، وآخرون لا يتسع المقام هنا لذكرهم..

عقدتُ العزم، وقلت لنفسي قول الشاعر "عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ".. قدمت استقالتي من القضاء في مطلع 2003 بغرض الترشح للبرلمان.. وفي إطار هذا المسعى ألتقيت بالرفيق جار الله عمر الذي كانت تجمعني به معرفة سابقة، وجميل ومعروف اسداه لي من سنين خلت، حالما ساعدني في التفرغ من السلك العسكري للالتحاق بكلية الحقوق في جامعة عدن.

جار الله عمر كان عندما قصدته في مسعاي هذا، يعتبر الرجل الثاني أو الثالث على الأرجح في الهيكل التنظيمي القيادي للحزب الاشتراكي اليمني، وكان برفقتي يومها عضو اللجنة المركزية للحزب عبد الله بشر جازم، وشخص آخر لم أعد أتذكره.. كان اللقاء في منزل جار الله بعد موعد حدده لنا، إثر طلبي اللقاء به..

طلبت من الأستاذ جار الله أن يبذل مسعاه مع الأخ طاهر علي سيف الذي ينتوي الترشح منافسا لي في الدائرة، وكان سندي الأساس ومبرري أن فرص فوزه هذه المرة في الدائرة الانتخابية ضئيلة، رغم أنه سبق وفاز كمستقل، بمقعد الدائرة، ثلاث مرات متواليات مدعوما من قبل الحزب الاشتراكي..

أتذكر أنني طلبت من جار الله للتثبت من صحة تقديري وهو أن يجري الحزب استبيانا ميدانيا في الدائرة الانتخابية التي تجمعني مع الأستاذ طاهر؛ لمعرفة من يكون حظه أوفر في الفوز، وبديت مراهنا على فوزي، بل واستعدادي للعدول عن الترشيح في حال وجدوا إن الأمر لصالحه.. ولكن خلاصة رأي جار الله عمر كان هو الحث أن نتفق أنا وطاهر.. لم يقطع وعدا لأحد، بل أكد على أن يترشح واحدا منّا دون أن يسميه، وزاد في تأكيده أن لا نتنافس حتى لا يفشل كلانا..

كان الأستاذ طاهر علي سيف هو منافسي في البحث عن دعم الحزب الاشتراكي في الانتخابات البرلمانية، ويعتبر الأستاذ طاهر برلماني مخضرم، ومشهود له بالكفاءة والأداء البرلماني الجيد، ويملك علاقات جيدة مع العديد من الأطراف السياسية المختلفة، ولديه علاقات جيدة حتى على المستوى غير السياسي وتحديدا التجاري، وفي السياسي هو عنصر جيد ومحنك، ويجيد المناورة السياسية والانتخابية على وجه التحديد، وكان يُدعا بالثعلب أو الثعل لمهارته وقدرته على المناورة الفائقة..

فيما كنت أنا أفتقر لكل هذا، حيث أنني حديث عهد في خوض غمار السياسة التي لا تخلوا من الحبكات والمقالب الانتخابية، والمناورات السياسية، ولا أملك حيلة تلك المناورات، فضلا أنني خجول على نحو كبير، وأعاني من الرهاب الاجتماعي، وبعض الانطواء، وأكثر من هذا وذاك أنه ليس لدي أي مركز مالي داعم، ولا أملك غير راتبي المتواضع جدا، والذي أعيش منه بالكاد.. منافسة مختلة ومعتلة إلى حد بعيد من حيث المساواة في تكافؤ فرص التنافس مع الأستاذ طاهر.

ألتقيت بسكرتير أول منظمة الحزب في محافظة تعز محمد حمود الحكيمي بتنسيق وموعد مسبق، وكنت على ما أظن بمعية الأخ الصديق والرفيق الوفي محمد علوان ثابت عضو لجنة محافظة تعز، وكان من المفترض أن يجمعنا اللقاء بالأخ طاهر على سيف، وحضرت إلى المكان و الموعد المقرر، وكانت حجتي الأقوى، هو طلب مسح ميداني في الدائرة، لمعرفة من لديه الفرصة أفضل في الفوز، وعلى أساس ما يسفر عنه هذا المسح من نتائج يتقرر من منّا يبقى، ومن منّا ينسحب لصالح الآخر، وكان يقيني أن فرصتي أقوى وأرجح..

حضرت اللقاء المقرر، وتخلف عنه الأستاذ طاهر، وعندما تم الاتصال به بعد تأخره عن الموعد، أجاب أنه وصل ذمار في طريقه إلى صنعاء.. تذكرت كلمة “ثعلب” وفشل اللقاء وشعرت بالمرارة، ويبدو أن الداعي المستضيف هو الآخر شعر بالخيبة، وأحسست أنه تفهمني، وشعرت بتعاطفه معي، بعد فشل هذا اللقاء..

أكثر من ساندني من قيادة منظمة الحزب في تعز هو الرفيق محمد علوان ثابت عضو لجنة المحافظة.. أذكر في أحد اتصالاته مع أحد قيادي الحزب في صنعاء، سأله هذا القيادي: هل أنت تضمنه؛ فأجابه بحسم ودون تردد: “أضمنه برقبتي”.

عبارة “أضمنه برقبتي” كان لها وقعها الآسر والاستثنائي على مسامعي.. أحسست أنها تستحق الاستغراق بالوفاء الكبير.. لم أنسها إلى اليوم حتى وإن اختلفت مع صاحبها ذات يوم.. دأبت منذ ذلك اليوم إلى اليوم و أنا أحاول الوفاء بما استطيع نحو حزبه الذي خذلتني يوما قيادته، بل وخذلته هو معي أيضا..

لا أريد أن أخذل هذا الرفيق، الذي أنحاز معي يوما بوعي وقناعة وثقة، أظن إن تمرده وانحيازه الواعي معي
ه مصوبا نظري وجهدي نحو الفوز لا أقل منه، وبما يتفق مع تلك المقولة المشهورة: "أما أنجح أو أنجح" وإذا فقدت أفراد من القيادة العليا في الاشتراكي، فهناك متسع للرهان على قواعده وقياداته الدنيا في المديرية، وبعض القيادات الوسطى في محافظة لحج وتعز ..

الضربات القوية كما قالوا: "تهشم الزجاج لكنّها تصقل الحديد" لم أتراجع ولم أُحبط، بل عملت بتلك المقولة التي تقول: "لا تجعل العوائق تُوقف مسيرتك، إذا واجهت حائطًا، فلا تستدر لتعود خائبًا، عليك أن تُحاول تسلُّقه، أو المرور من خلاله، أو حتى الالتفاف من حوله". ظل رهاني مُنعقد على قواعد الأحزاب، وكنت قد شكلت فريق لحملتي الانتخابية جلهم من الاشتراكي، لم يخذلني منهم غير واحد على الأرجح، فيما أوفى معي البقية ودعموني على مرشح حزبهم..

وجدتُ نفسي في دائرتي الانتخابية أخوض منافسة انتخابية مع الحزب ممثلا بمرشحه طاهر على سيف، فيما جل أعضاء وقواعد الحزب وقيادة فريقي الانتخابي المساند، وعلى رأسهم الراحل الوفي أنور هزاع والأفياء محمد علوان ثابت وردمان العبسي والخرباش ونعمان وهزاع وعبدالفتاح الجرادي وغيرهم ممن ساندوني وانحازوا معي، وأوفيت معهم بعهد قطعته لهم مكتوبا أنني سأظل مستقلا، ولن أنظم إلى المؤتمر بأي حال، ولازلت إلى اليوم مستقلا ووفيا لعهد قطعته للأوفياء الرائعين، ولم أنظم إلى أي حزب إلى رغم مرور كل هذه السنين الطوال، وهذه التبدلات المخيفة في المواضع والمواقف والسياسات..

***
يتبع
بعض من تفاصيل حياتي
قد كلفه كثيرا، ومنها عقوبة حزبية تم اتخاذها ضده، وبهذه العقوبة أحسست بالذنب نحو رفيقي، وأحسست أكثر أنه يستحق الوفاء والإخلاص المضاعف، لصالح المُثل الكبيرة التي يحملها هو وحزبه، ومنها الانحياز للفقراء و المعدمين وعموم الكادحين..

زرتُ بعض قيادة الحزب في مقر الحزب بصنعاء أنا وقريبي عبده فريد حاشد، وأعلنت عن عزمي الترشح لمجلس النواب، وأظن أن بعضهم رحب بي، ورفع معنوياتي، فيما ناور البعض، دون الإفصاح عن القناعة الأكيدة، أو ربما التي لم تتبلور بعد..

ساندني بالتواصل، ومحاولات الاقناع، بعض رفاق الحزب القدامى في أكثر من مكان، وأذكر منهم الرفيق أمين المغلس، و يُدعى بـ”أمين تنج”، و كانت تجمعه مع أخي الراحل علي سيف حاشد صداقة حميمية عميقة وصادقة، ترجع إلى ستينات وسبعينات القرن الماضي..

كانت دائرتي الانتخابية مقسومة بين محافظة تعز ولحج.. في كل واحدة منهم سبعة مركز.. الأعبوس تابعة لتعز والقبيطة صارت تتبع لحج.. أقرت منظمتي الحزب في القبيطة والأعبوس دعمي كمرشح مستقل، وأقرت سكرتارية منظمة الحزب في محافظة لحج هذا القرار، والتي كانت المراكز الانتخابية الأربعة عشر تابعة انتخابيا محافظة لحج، وتم الرفع به إلى قيادة الحزب في صنعاء..

ولكن قيادة الحزب في صنعاء بدلا من إقرار ودعم هذا القرار القاعدي، بل والمساند بقرار سكرتارية محافظة لحج، انقلبت عليه قيادة الحزب في صنعاء أو بالأحرى بعض من خاطفين القرار في قيادة الحزب، وأقرت ترشيح طاهر علي سيف عن الحزب الاشتراكي اليمني..

طلبني بعض الرفاق إلى “الراهدة” وكانوا قد كلفوا من قيادة الحزب، لإبلاغي بقرار قيادة الحزب، وطلبوا مني افساح المجال للأستاذ طاهر، بل ودعمه أيضا، ولكنني حسمت قراري إثر هذا الاجتماع، وخرجت مباشرة لأبدأ باتخاذ أول الإجراءات القانونية نحو خيار الترشح لعضوية البرلمان والمنافسة الانتخابية.

كنت أتمنى أن يكون قرار قيادة الحزب على الأقل مسببا على نحو منطقي لأحاول تفهمه، غير أن الأمر جاء على نحو قضي الأمر، و "رفعت الأقلام وجُفت الصحف"، وبالتالي ما يجب عليّ إلا أن أتقبله بصدر رحب.. شهرت بصعوبة القبول ربما لأنني لست متعودا على الطاعة بالإخضاع، ولا بالأوامر التي لا تريد أن تتفهمني، ولا تقف أمام ما أبديه من أسباب وحيثيات..

كان يفترض على قيادة الحزب المعنية بالانتخابات البرلمانية على الأقل أن تحترم قرار قواعدها وقيادتها الوسطية.. كان يفترض أن تجمعنا أنا وطاهر وتسمعنا معا، وتناقش كل منّا، وتحاول أن تتخذ قرارا أثق أنه سيكون صائبا.. الأمر لن يستغرق أكثر من ساعة، وأثق أن القرار سيكون سديدا.. أما إن يتم استصدار قرار خلسة، وبطريقة تنم عن إقصاء وفرض، وتقدير يعتريه كثير من أوجه العور والخلل، ثم يتم فرضه على المعنيين بتنفيذ القرار لمجرد أنه صادر من قيادة الحزب، وفي المقابل ترمى رأي منظمة الحزب في المديرية والمحافظة عرض الحائط،، فذلك لن يحصد إلا الخيبة المريرة والفشل الذريع..

إنها بعض من أزمة قيادة، وفجوة أستمرت بالاتساع بين المستوى الأعلى وما دونه.. إنه بعض الاستفراد بالقرار الأول، أو اختطاف القرارات من قبل بعض أفراد الصف القيادي الأول من القيادات الحزبية الدنيا والوسطى.. إنه الاعتلال التي عانت منه أحزابنا الوطنية بصورة عامة، والتي ذهبت بها اليوم بعيدا، ليس فقط بما يتصادم مع وثائقها وادبياتها وتاريخها الوطني الطويل، بل بلغت بها حد الارتهان، والتماهي مع أجندات غير يمنية، لتصل بالنتيجة إلى تهديد وجودها برمته، وتلاشيها وموتها للأبد إن ظل الحال على ما هو عليه..

استطاع منافسي طاهر أن يستصدر قرارا من قيادة الحزب في صنعاء بترشيحه عن الحزب، وبميزة أنه سينافس انتخابيا باسم الحزب، وتحت شعاره، وهو الذي دُعم من قبل بصفته مرشحا مستقلا ثلاث دورات انتخابية متعاقبة.. فيما أصريتُ أنا رغم كل التجاذبات ومزايا الدعم الحزبي أن لا أكون إلا مرشحا مستقلا، ورفضت أن أكون غير ذلك.. كنت أيضا قد رفضت عرضا آخر وهو أن أترشح عن المؤتمر الشعبي العام.. كان إصراري الأهم هو عدم الترشح باسم أي حزب، وإنما أترشح كمستقل..

وعندما كان الأستاذ طاهر مارا من جوار منزلي في القرية ألتقيت به على نحو سريع، وأذكر أنني أقسمت له لو كان هناك مؤشرات لفوزه أنني سأنسحب لصالحه، وأزعم أن قراءتي للمشهد الانتخابي كانت مقاربة للواقع، فيما يبدو أن رهانه كان على أساس التحالفات السياسية بين الاشتراكي والإصلاح، ولكن كانت "غلطة الشاطر بعشر" حيث تعرض الاشتراكي في الوقت الحرج لطعنة غادرة في ظهره من حليفه الاصلاح، عندما نكث ما تم الاتفاق عليه..

خلافا لاتفاق الاشتراكي والاصلاح، رشح الإصلاح د. عبدالودود هزاع، ومنافسا لمرشح حليفه الاشتراكي طاهر علي سيف، بعد أن بلغ ظن الإصلاح حد المؤكد إن تنافسي مع طاهر سيؤدي إلى خسارتنا معا، وأنه وحزبه سيكون الرابح، وهو من سيظفر بالفوز الأكيد والمؤكد..

وخلال تلك المرحلة لم أفقد الأمل، بل زدتُ إمعانا وإصرارا في المضي على ما أنا في
انقلاب السيارة والحظ السيء
أحمد سيف حاشد
مهمة لا بد من إنجازها على نحو لا يقبل الطعن فيها.. مهمة يجب أن تكون جديرا بها، وهي لا تحتمل التراخي أو التأجيل.. عليك أن تكون في جهوزية من أمرك إن أردت الترشح باعتبارك مرشح مستقل، وخوض غمار المنافسة الانتخابية البرلمانية.. يجب أن تتوخى الحذر؛ فالشك حارس أمين، طالما أنت تخوض معركة من هذا النوع، وبصفة مرشح مستقل، في ظروف ربما تجعلك الأسوأ حظا، وفي واقع تنعدم فيه المساواة بتكافؤ الفرص عند بدء السباق.. عليك لتنجح أن تحتاط كثيرا.. عليك أن تضع في حسبانك واعتبارك أسواء الاحتمالات لتضمن هذا النجاح..

يشترط القانون أن يجمع المرشح المستقل ما لا يقل عن ثلاثمائة توقيع، تزكية من الناخبين في أغلب مراكز الدائرة الانتخابية التي ستخوض المعركة فيها.. رمتُ إلى الحصول على أكثر من ضعف هذا الرقم، تحوطا لأي احتمال، كفخ أو تشكيك أو تزوير أو تراجع أو نحو ذلك مما يمكن أن يُطبخ، أو يفبرك ضدي، بقصد الاطاحة بي قبل الاقتراع، أو اختلاق ذريعة، للحيلولة دون وصولي بالمنافسة إلى هذا اليوم، بل وربما حتى الطعن في شرعيتي بعد اعلان فوزي.. فعندما لا تستحِ السلطة عليك أن تتوقع كل شيء..

السياسة في بلادنا قذرة وموحلة، وطريقها مرصوف بالمكيدة والجريمة والفساد، وأخلاقها ليس غارقا في الرداءة، بل هي بلا أخلاق ولا عفة ولا ذوق.. وجل ساستنا ورجال أمنهم مخادعون، وماكرون، لا تأمن لهم جانب، ولا تغمض نحوهم عين.. ليس لديهم في العفاف مبدأ أو ضمير.. يجب أن تلازمك اليقظة على الدوام.. احذر أن تغفل حتى للحظة، وضع في بالك أسوأ الاحتمالات حتى لا تدركك المكيدة، ويلحق بك الندم بعد فوات الأوان.

وفي إطار مهمة جمع توقيعات التزكية، كلفت أخي عبد الكريم سيف، وأصدقائي محمد فريد، وردمان النماري، للذهاب إلى مراكز ومناطق “الأعبوس” لجمع ما استطاعوا من توقيعات التزكية..

كانت لدى أخي عبد الكريم سيارة شاص موديل 84 متواضعة، واحتمالات عطبها واعطالها وارد في أي لحظة.. حالها لا يسر، ولكن كلفة استئجار بديلا عنها عبء مُكلف واضافي، ونحن لازلنا في أول الطريق، ولا زال مشوار الانتخابات طويل، والحاجة ماسة وملجئه لمال كثير..

شدّينا الحيل، وتمت المغامرة لإنجاز المهمة، أو حتى بعضها.. صالت وجالت السيارة هنا وهناك لجمع توقيعات التزكية، وفي حدود الساعة السابعة والنصف مساء، وبعد تجاوز جامع "قرية العقام" في منطقة “بني علي” أعبوس” أستوقف محمد فريد السيارة، بغرض الاتصال، بعد أن صادف وجود تغطية “سبستل” MTN في ذلك المكان.

وعند محاولة اعادة تشغيل السيارة، لم يقلع المحرك بسبب البطارية، وفي غياب المساعدة، اضطر محمد فريد، وردمان النماري الى دفع السيارة من الخلف، ولكن قواهما خارت قبل أن يقلع محركها.. ذهب محمد فريد وكان يتمتع بالجرأة والحنكة، لإحضار إمام الجامع، وشاب برفقته للمساعدة على دفع السيارة ليتمكنوا من اعادة تشغيل المحرك، فيما اضطر أخي السائق للنزول إلى جانب الباب لمساعدتهم والدفع معهم على أمل العودة الى كرسي السائق، حالما تبدا عجلاتها في الدوران ويشتغل المُحرّك، ولم يلاحظ ان اتجاه العجلات الامامية كانت متجها الى المنحدر..

تفاجأ الجميع أن السيارة هرولة نحو المنحدر، وكان الوقت قد فات للحيلولة دون منعها من الهرولة لمحذور المنحدر، هوت في حدود العشرين مترا لتستقر على مقدمتها في بقعة أرض ومؤخرتها إلى الاعلى، وكأنها تتوسل وتتضرع إلى السماء بالمقلوب، بعد أن صار رأسها وفاها في الطين..

أعتقد الجميع أن أخي السائق على الكرسي قابضا على مقود السيارة أثناء السقوط، ولكنهم تفاجؤوا إنه بينهم؛ وبدهشة سألوه كيف صار بينهم!! فأجابهم أنه كان يدفع السيارة معهم، فأثار نوبة ضحك، فيما كان ردمان النماري وهو الحريص المؤتمن على الكشوفات يصيح: “الكشوفات.. الكشوفات.. الكشوفات في السيارة” يقصد كشوفات توقيعات التزكية، وهي الحصاد الأول.. كانت السيارة في وضع قلق مهددا بقلبة أخرى لأي محاولة تدخّل، وكان الاخ محمد فريد يصرخ في وجه “النماري” “نحن في ايش وانت في ايش؟!”

صار ما من حيلة ولا طريق لإخراج السيارة، وكانت المسافة التي هوت فيها السيارة غير قليلة، فضلا أنها معرضة للانزلاق والانقلاب مرة أخرى..

ذهب عبدالكريم ومحمد فريد نحو القرية القريبة بحثا عن سيارة تقلهم الى طور الباحة لإحضار “شيول”، وهناك وجدا صاحب سيارة اسمة عبدالسلام. هنا بإمكانك أن تستحضر أو تتذكر مقولة شمس التبريزي قد "يأْتيك الحظُّ على هيئة شخص". اخبرهم عبد السلام بصعوبة احضار “الشيول” من طور الباحة لوعورة الطريق، وتحرك بسيارته الى موقع الحادث، وكان متعاونا جدا، ومعه حضر جمع من شباب القرية، وتوافد عدد لا باس به من الناس، وكبر الجمع، وكان ما حدث أشبه بالنكتة المدوية، وإن أخذت مشهد كرنفالي ساخر بامتياز.

كان الناس يتساءلون: اين كان السائق؟!!! فيكون الجواب: كان يدفع السيارة. فيغرقون بالاستغراب والضحك والقهقهة، ويتساءل البعض: كيف تأمنون على أنفسكم
مع هذا السائق؟!! ويكون الجواب هو قهقهة الجميع..

كان الوفي ردمان النماري قد استغل غياب محمد فريد وعبد الكريم، ولا نعرف كيف استطاع اخراج كشوفات التزكية من داخل السيارة المهددة بالانقلاب مرة ثانية، ليتفاجأ الجميع إن الكشوفات بقدرة قادر قد صارت بحوزته.. إنه رجل لا يعرف اليأس، ولا يكف عن المحاولة مدفوعا بإخلاص كبير، وإصرار على أن "ينجح أو ينجح".

ربطوا مؤخرة السيارة الى جذع احدى الاشجار، حتى يتمكنوا من الحفر لإخراج مقدمة السيارة المغروز رأسها في الطين.. اضطروا إلى هدم احد الجدران، واستمر العمل الى وقت متأخر من ليل اليوم الثاني، ثم المبيت ضيوفا منكوبين لدى احد الاهالي هناك.

تبادر السؤال إلى ذهني: هل ما حدث هو نذير شؤم؟! كان أبي إذا خرج ليلا ودعس شوكة يعود على أعقابه، ويكف عن المضي إلى مراده.. ألا يمكن اعتبار ما حدث نذير شؤم يساوي ألف شوكة، غير أن رجلا قويا صرخ داخلي صرخة الرجل القائل: "القلب الجريء يحطم الحظ السيء".. ما حدث مشهد لن يسلمني لخرافة، وتوجسا مسنودا بهشاشة.. ما بذلته من جهد بات إصرارا وعزيمة تملئني.. يستصرخني:"وامعتصماه"، تذكرت قصيدة أبو تمام في فتح عمورية وفيها:
"أينَ الرِوايَةُ بَل أَيـنَ النُجـومُ وَمـا صاغوهُ مِن زُخرُفٍ فيها وَمِن كَـذِبِ"
وكانت الخلاصة لابد من فتح عموريتي..

***
يتبع..
بعض من تفاصيل حياتي
تعديلات قانونية مخيفة يجري تمريرها
من قبل حكومة ومجلس نواب صنعاء
واستبعاد نادي القضاة ونقابة المحامين من مناقشته
(5)
حريص أن لا أكذب على الناخبين
كنت أدرك معنى أن أكون صادقا مع نفسي ومع الناس في واقع يستسيغ الأكاذيب، ويروج فيه النفاق والأباطيل.. واقع لطالما ربح فيه الكاذبون، وخسر فيه الصادقون أقدامهم بعد أن أدركتها الخيبات الكبار.. الصدق كما يقول أفلاطون بالنسبة للجزء الأكبر من البشر هو أقل ربحية من خيانة الأمانة.. وأكثر الناس باتوا مأسورين أيضا بفن الخطابة، وأنا فاشل فيها، وفي الخطابة يقول الشاعر محمود درويش إن الصدق فيها زلة لسان..

كنت وأنا أصدق القول أعرف أن الصدق ربما يكون فيه اقتحام مجازف يجلب على صاحبه جم الفشل، ويعود مع صدقه مثقلا بالخيبة واليأس، ومعه كثيرا من الهم والغم والنكد.. لطالما احتملتُ أن صدقي قد يجلب لي في النتيجة خيبة صادمة، قادرة على ابتلاعي بعجل وسرعة.. ألم يقل عبد الرحمن الكواكبي: "الصدق لا يدخل قصور الملوك"، ومثل هذا أظنه ينطبق أيضا على البرلمان الذي أتحدث عنه..

كنت أدرك أن ثمن الصدق ربما يكون مميتا وقاطعا كالسيف، أو باهض الثمن وبالغ الكلفة حد الهزيمة.. أعلم أن الصدق في حضرة الوعود الكاذبة يصادم أمنيات الأكثرية، وأن أنصار الصدق غير المكلل بالوعود والأمنيات الكاذبة قليلون، وأنصار الصدق المُر أقل من هذا القليل وأندر.

ولكني في نفس الوقت، وبنفس القدر، كنت أدرك، إن الكذب وخيم، وبالغ في السوء وفيه كثيرا من الغدر واللؤم والنذالة.. إنه خبث خبيث، ومن الكبائر، وحبله قصير، ووعده في النتيجة للواثقين بصدقه صادم ومُهلك..

"فوكنر" احد أشهر الكتّاب في الأدب الأمريكي رهن تغيير العالم بالصدق وعدم الخوف، ورفع الصوت من أجل الصدق والحقيقة، وضد الظلم والكذب والطمع.. فيما الروائي واسيني الأعرج يرى كل شيء يحتمل فرصة ثانية, إلا الصدق والثقة, عندما تنهار لن تعود، ولو منحت ألف فرصة.. وأقل ما يمكن أن نقوله بصدد الوعود الكاذبة، ما قاله الشاعر دعبل الخزاعي:

“ولا خيرَ في وعدٍ إِذا كان كاذباً … ولا خيرَ في قول إِذا لم يكن فعلُ”

عندما كان غيري يكيل الوعود كيلا لناخبيه، كنت حذرا جدا من كيل الوعود، وأكثر حذرا من استسهال اطلاقها، لأنني أعرف مهمة عضو مجلس النواب، ومهام المجالس المحلية، وفقا لنصوص الدستور والقانون.. وزائد على هذا أدرك صعوبة تحقيق الوعود في بلاد مثل اليمن، وادرك أيضا أن العضو المستقل لن تسير أموره كما يشتهي ويرتجي إن أصر على استقلاليته، والأرجح أن تجري الأمور معه على نحو معاكس، أو كما قال الشاعر: “تجري الرياح بما لا تشتهي السفن”..

ولذلك كانت وعودي فيما يخص تحقيق المشاريع للأهالي مبنية على قاعدة وافتراض أسوأ الاحتمالات، أو على مقولة نابليون بونابرت “أفضل طريقة للالتزام بالوعد هي ألا تعد بشيء”.

كنت أعي ان الحذر في قطع الوعود للناس ليس تنصل أو تهرب من المسؤولية، بل هو من باب الإحساس المسؤول، والشعور العميق بالمسؤولية، وجسامتها، وادراك مدى أهمية أن يفي المرء بما وعد، وأن يكون المرء جديرا بوعده، ويكون بمستوى تحدي ذلك الوعد.. وتحضرني في هذا الصدد مقولة جان جاك روسو: “أبطا الناس في قطع الوعد، هم دوما الأكثر اخلاصا في الوفاء بالوعد”.

***
يتبع
بعض من تفاصيل حياتي
ربما لن تستطيعوا مقاضاة حكومة صنعاء إن مرت التعديلات.. وإن استطعتم لن تستطيعوا تنفيذ الأحكام ضدها الا بمعجزة
تعديلات قانونية مخيفة يجري تمريرها
من قبل حكومة ومجلس نواب صنعاء
واستبعاد نادي القضاة ونقابة المحامين من مناقشته
ربما لن تستطيعوا مقاضاة حكومة صنعاء إن مرت التعديلات.. وإن استطعتم لن تستطيعوا تنفيذ الأحكام ضدها الا بمعجزة
المساواة في التقاضي مع الحكومة والاختصاص النوعي وكثير مما هو متعلق بالنظام العام بات مهددا بتمرير التعديلات القانونية من مجلس النواب
نظام قضائي تشطيري امام مجلس النواب يهدد وحدة النظام القضائي اليمني وينال من حقوق المواطن في مقاضاة الدولة
اعلن رفضي وبراءتي التامة
من المذبحة القانونية التي يجري تمريرها
من قبل مجلس النواب وحكومة الانقاذ
(6)
وعد وتميز..
وشعار "انتخبوا من يمثلكم لا من يمثل عليكم"

حرصتُ وبذلت ما في الوسع من جهد أن لا أكون حالة مكررة.. الكاذبون والتافهون كثيرون، وهم مكررون ويتكاثرون كالفطر في ظروف وبيئة داعية إلى تكاثرهم حد التزاحم والاكتظاظ... واجهة المسرح يستأثر به الكاذبون.. يستولون على المنابر ويستأثرون بالخطابة ويستولون على وسائل الإعلام التي تصنع نجوميتهم الكاذبة في إطار أجندات تغتال أحلام شعبهم..

وفي المقابل يتم وأد الصادقين قبل أن يبدؤون شق طريقهم الشاق والطويل والملغوم بالاحتمالات السيئة، والنحوس التي تلاحقهم أينما سلكوا.. إنهم متعبين ومنحوسين الطالع أكثر من غيرهم.. يصلون إلى القليل بمشقة بالغة.. يتم إثقالهم بكل ثقيل حتى تُقطع أنفاسهم في أول خطوة من مشوار الألف ميل.. تنعدم أمامهم الفرص المتساوية بغيرهم ممن لا يستحقونها.. وعند وقوعهم أو فشلهم لظروف أكبر منهم تتم المسارعة إلى إهالة التراب عليهم، لتغيب وجودهم حتى يستسلمون أو يرحلون إلى النهاية بحزن ثقيل، وميتم فينا يطول..

أنا حالم إلى أقصى مدى.. متمرد على هذا الواقع السيء الذي يريد أن يفرض شروطه الثقيلة على إرادتي وأحلامي الندية.. لا أرغب في إعادة إنتاج نفس المشهد المكرر والمٌستهلك، أو أكون بعض منه لا حول له ولا قوة.. لا يروقني استجرار الماضي وقولبة الحاضر بالماضي المهترئ والمتهالك.. أسأم التكرار ومحاكات ما صار مملا، أو متأكلا، أو ما "أكل عليه الدهر وشرب"..

منذ البداية تقتُ إلى التميّز والتفرد ، وقول الذي قال:"لا في وجه من قالوا نعم".. أردت أن أكون مستقل بحق وحقيقة، وعيا ووجودا.. عقلا ووجدانا، أو هذا على الأقل ما بحثت عنه، وتطلّعت إليه في واقع فاسد ومفسد.. ترشحت ووعدت إنني سأترشح للبرلمان لمرة واحدة لن أكررها، وقررتها لكسر احتكار طال.. وأكثر من هذا حرصت أن أكون صادقا في واقع كذوب..

***

حملتي الانتخابية والإعلامية أريدها أن تتميز.. أريد شيء مختلف عن الجميع.. التكرار يصيبني بالملل والسأم وفقدان الذات المتميزة.. نعم.. أريد التفرد والتميز في كل شيء، ولكن ما هو متاح وممكن محدود، ولا يوفر شروط ما أروم.. العين بصيرة واليد قصيرة، والمتاح محدود.. ولكن لا بأس.. لدي ما يفتقده الكثير ممن يتسابقون.. لدي ما ليس لدى الآخرين..

لدى الصدق والوفاء والانتماء للناس.. أتطلع إلى ما هو إنساني، وما ينسجم مع المستقيل الذي أنشده.. ولدي القدرة على أن أوظف القليل لتحقيق الكثير.. سأبذل جهدي وأستفيد من القليل وأوظفه إلى أقصى حدود الممكن.. هكذا حدثت نفسي وهكذا كان التحدّي.

أريد أن أصل بكثافة إلى عقول ووجدان الناس.. أريد أن أكسب حبهم إلى أقصى مدى ممكن.. أريد أن أشعرهم بحقيقة انتمائي لهم.. لن أتنكر لهم ما حييت.. أريد أن يشعروا أنني واحد منهم، وسأكون دوما منحازا لهم ولقضاياهم العادلة.. منحازا للفقراء والغلابه والمكدودين.. مناهضا للفساد والإفساد، ولانتهاكات الحقوق، ومدفعا عن الحريات، وقد كانت تلك القضايا من أهم وأبرز ما تضمنه برنامجي الانتخابي المعلن للناخبين..

ترشحت بنية خالصة، وبحب جارف للناس، أريد أن أكون صادقا معهم من البداية.. لا أخدعهم ولا أكذب عليهم، ولا أجازف في كيل الوعود، ولا أوزع لهم الوهم، كما يفعل الكثيرون..
في حملتي الانتخابية، كنت صادقا مع الناخبين، وحريصا أن أقول لهم: أنني لا أوعدكم بشيء، ولكني سأبذل قصار جهدي.. وأستدرك: لا أريد أن أكذب عليكم، ولكني أوعدكم ببذل ما في الوسع من جهد وقدرة..

وعدتهم أني سأخوض المنافسة للمقعد البرلماني مرة واحدة فقط، وأن لا أترشح لهذا المقعد مرة ثانية وأنا جديرا بوعد كهذا.. أريد أن أكسر احتكار تمثيل دام ثلاث دورات نيابية متلاحقة.. لا أريد أن أصل للبرلمان لتكوين ثروة، أو ملك عقار، أو امتلاك المال الوفير يخلعني عن الناس ويلهيني عن معاناتهم.. بل سأكون مديونا يقضي ديونه خلال فترة دورته الانتخابية تلك.. وقد كان هذا ما حدث بالفعل..

وعدتهم أن لا أعاود الترشيح لمجلس النواب مرة ثانية، وهو التزام اخلاقي ثقيل، أعرف تماما ضرورة الالتزام به.. إنه تحدي كبير أدرك معناه، وأهمية الوفاء به.. لا أظن أن هناك نائبا قدم هكذا وعدا، واستعد لخلع نفسه قبل الوصول وبعد الوصول، ولكن كانت للأيام أقدارها..

أما شعاري الانتخابي فكان ملخص ومكثف في عبارة “انتخبوا من يمثلكم لا من يمثل عليكم” وهو على الأرجح عنوان مقالة كتبها صديقي الصحافي عبدالله عبدالإله في عان 2003، والذي عودني الالتقاط الجاذب، والقدرة على مخاطبة وجدان الناس وعقولهم، والغوص في أعماقهم ومعرفة ما يدور في خلدهم.. لقد أخترت هذا الشعار اللافت دون سواه..

“انتخبوا من يمثلكم لا من يمثل عليكم” وعدا لم أستسهله، وكنت أعلم كلفته، ولن أتهاون في تحقيقه، ولن أتراجع عنه مهما كانت متاعبه وكلفته التي قد تصل إلى دفع الروح بسخاء وامتنان.. إنه شعار وجدته بعض مني ينبض فيني، وينسجم مع موقفي الإنساني والحقوقي والضوابط الأخلاقية التي أعتنقها، وأنحاز إل
يها وبما يتماشى مع المستقبل الذي أنشده..

تم توزيع الشعار مقرونا بصورتي التي تحمل المعاناة كلها.. شعار كثيف المعنى طغى على ما عداه .. لقد كان شعارا آسرا إلى حد بعيد.. أحسست أنني أتنفسه، وأنه يعبر عما يجيش في أعماقي، وما ينبض به قلبي، ويستحق الوفاء حد الموت..

***
يتبع
بعض من تفاصيل حياتي
(7)
شريمي ما علس
أخترت “الشريم” أو المنجل رمزي الانتخابي، وآثرته على ما عداه من رموز.. وجدت رمز “الشريم” معبرا عن أوسع طبقة اجتماعية في اليمن، وهي طبقة الفلاحين، ولمعرفتي أن الشريم حاضر جدا في وعي الأهالي، ومحفورا في ذاكرة المجتمع المحلي، بل وأيضا حاضر في تفاصيل الحياة اليومية لسكان قرانا، النساء قبل الرجال.. إنه شعار جاذب وسهل ومعروف جدا، ومناسب إلى حد بعيد ..

"الشريم" بعض من وجداني الذي تشكل معي في طفولتي المثقلة بالعمل والكفاح مع أمي وأبي.. لطالما يدي الصغيرة والرهيفة أمسكت قبضته.. إنها بعض منه، أو هو بعض منها، أو كلاهما جمعتهما حميمية لا تنسى..

صربت وحصدت مع أبي وأمي وأنا لازلت طفلا حدثا ؛ لنعيش مما حصدناه، قبل أن نرى الدقيق الأبيض، الذي بات يشبه السم، وقد صار اليوم هو من يقتاتنا لا نحن من نقتاته، وقد فتك بنا هو والسكر ..

يوم ذاك كان قبل أن نرى القمح إلا لماما يأتينا من خلف البحار البعيدة التي يُكرع إلى قاعها كثيرا منه؛ لاستقرار السوق المحكومة بقوانين الاقتصاد الرأسمالي، وعلى رأسها قانون العرض والطلب..

الرأسمالية وتبعية أنظمتنا المرتهنة له صحّرت أراضينا الخصبة، وزرعت جل ما بقى منها فتنا ودما وقاتا ونارا وارتهان أثقل ظهورنا بالمعاناة الأشد، وقد صارت أعمارنا تتقادم ربما لتدلف بعد أعوام قليلة باب الكهولة..

تنفّخت راحت يدي الصغيرة والرهيفة مع أبي وأمي لنقتات مما نزرع في طفولة كانت علينا قاسية، ولكنها ربما ليست أسوأ مما نعيشه اليوم من تبعية وارتهان وفقدان.. الشريم صديقي القديم الذي لا أنساه.. لا أتنكر له، ولا أدير له الظهر أو المجن.. لم يخذلن، بل وبادلني الوفاء، وطار بي إلى البرلمان..

لا زلت أتذكر تفاصيله.. كان مقبضه من الخشب المحلي، ونصلته الذي صنعها الحداد، وثبتها في مقبض الخشب الذي يناسب يدي.. الشريم الذي صار بعض من سيرتي، وجميل تبادلناه لا ينمحي ولا تزيله السنون الطوال..

في إطار الدعاية الانتخابية أحضر الأستاذ منير عبده ثابت، والأستاذ عبدالرحيم حسن سعيد “شولات” كثيرة من المناجل، قيل لي يومها أن قيمتها مائة ألف ريال، تم توزيعها للأهالي في المناطق التابعة لمركزهم الانتخابي، بل وتعداه إلى الجوار..

إن ينتشر توزيع “الشرمان” بين السكان كان مدعاة للأسئلة والاستغراب، وهذه الأسئلة والاستغراب والفضول كان هو في حد ذاته دعاية انتخابية لافتة وذكية، إن لم تكن دعاية كاملة، ومنتجة لوعي وموقف يتشكل بين الناخبين في إطار العملية الانتخابية التي كنا نعيشها..

شكرا للناخبين.. شكرا للمناجل، والجباه السمر، والأيادي التي لا زالت قابضة على مقابضها تتحدي رداءة الزمان.. شكرا لكل الذي ساندوني.. شكرا لأستاذي الشاعر حسن محمد علي على قصيدته “صباحك والشريم”، وللأخ الجميل الفنان ردمان القباطي الذي غناها وجعلها تصدح في الجبال والأودية في دائرتي الانتخابية..

"لا يشــــترى صوتي ولا يبتاع بــــمال … الـــــــمال مال الله والـــــــــمال الرجـــال
رمز الشريم عازم وحــــاشدكـــم تمــام … ما جاوب الحــــــازم مع زاكي كـــــرام
الصدق للصـــــــــادق ذخيرة للسنين … صدق الشريـــــــم والأرض ميراثه متين"

وشكر لشريمي الذي لم يعلس رغم مرور أكثر من سبعة عشر عام طوال..

***
يتبع..
بعض تفاصيل حياتي