يوم دراسي مسافة أكثر من عشرة كيلو مترات في الذهاب ومثلها في الإياب.. كان يتوجب عليّ أن اقوم قبل الفجر، وأسافر كل يوم دراسي مشيا على الاقدام حتى أصل إلى المدرسة، وفي الإياب أيضا كان سفري مضني وجهيد.. مشقة يومية ثقيلة تأتي على حساب الاجتهاد والمثابرة والنتيجة العامة.. كان الانهاك اليومي يفتك بي، وينال ما قدر عليه من الجسد والروح والذاكرة..
كانت أظافر أصابع قدماي دائما ما تشكوا من ارتطامها بالحجارة كل غبش وصباح أسافر فيه.. ويتكرر الحال ظهرا وبعد الظهر عند الإياب وأنا أجر قدماي المثقلة بالإرهاق الشديد والتعب المنهك للروح والجسد..
في بعض الأحيان كان الارتطام بالحجارة يؤدي إلى أن يسيل الدم من مقدمة الأصابع وتحت الأظافر، ومنابتها واحرافها، وأحيانا أنكي الذي يحاول التماثل للشفاء، وأخرى يؤدي إلى خلع الأظافر بسبب قوة أو كثرة الاصطدام.. أشعر بدوامة من العذاب والألم كل يوم أسافر فيه للدراسة، وأحيانا أتمرد ولا أصل إلى المدرسة، وأخرى أغادر فيها المدرسة قبل انتهاء الدوام بحصة أو حصتين..
كنت أشعر أن المسافة إلى المدرسة تطول، واستراحات الطريق ألتذ بها وأنا مرهق حد الإعياء.. أحس أن المشقة أكثر مما يحتملها جسدي المنهك وروحي المتعبة.. هذه المعاناة كانت تجعلني أشعر أن الأحجار هي من صارت تتربص بي، لا أنا من يصطدم بها.. كنت أتجنبها قدر المستطاع، وكانت هي تنال مني ما تستطيع، وتخلِّف لي كثيرا من الألم والوجع.. لازالت أظافر الاصبعين الكبيرتين في القدمين مشوهة إلى اليوم بسبب كثرة ارتطامها بالحجارة..
أتمرد بعض الأيام على المدرسة، فلا أصل إليها.. وبعض الأحيان يبدي أحد أقراني بمقترح ما نسميه "الهفسنة" أو "نهفسن" ونعني به عدم الذهاب إلى المدرسة، ثم نؤيده، ولم نصل إلي المدرسة.. كنّا نصل إلى رأس شعب، وبعض الأيام إلى العيادة الصحية في منطقة شعب، ثم نعود على مهل حتى ينقضي الوقت، ونعود إلى أهلنا في الوقت المعتاد لعودتنا، وفي أيام قليلة كنّا لا نتعدى "طرف الصحبي" ولكن نفعل هذا باختباء وحذر خشية من انكشاف أمرنا لأهلنا..
أحيانا نشتري سجائر "مارب" و"سبأ" و"يمن" من دكان محمد سيف الكائن قرب سوق الخميس،.. تلك السجائر كانت رخيصة ورديئة في نفس الوقت، ثم نتخذ محطات بعيدة في الطريق الطويل، ونشرب السجائر خفية.. كنا "نمورب" ونتمرد على الأهل والمدرسة، أو نمارس بعض التجريب و"الصياعة" سرا عن أهلنا وذوينا..
مادة الإنجليزي كانت دوما هي المادة الأخيرة في جدول الحصص الأسبوعية.. المدرس الذي يقوم بتدريسها كان طيباً للغاية، وفي نفس الوقت مجيدا لمادته، ومتمكنا من تدريسها، ولكن ابتعاد المدرسة عن البيت بأكثر من عشرة كيلومترات كان سبباً يحملنا في معظم الأحيان على العودة دون حضور الحصة الأخيرة، وهي حصة الانجليزي.. أحيانا نعود من الطريق، ولا نصل إلى المدرسة بعد أن يشتد بنا التعب، أو نتشوق للراحة ونتمرد على الأهل والمدرسة..
هذا الانهاك اليومي المصحوب بالتمرد أدَّى إلى فشلي بثلاث مواد دراسية نهاية العام كان من بينها اللغة الإنجليزية، وهو أمر غير مسبوق في دراستي السابقة، ولأن الفشل بثلاث مواد أو أقل منها يمنح النظام المدرسي للطالب فرصة إعادة امتحانها، تم إعادتي لامتحانات تلك المواد في الفرصة المتاحة نهاية العام، وتمكنت من النجاح بصعوبة، وما كنت لأنجح لولا الرجل الطيب الحاج محمود وهو من أبناء شعب الأوسط..
كان في منطقة شعب أصدقاء لوالدي هم الحاج محمود حسن وإخوانه علي حسن وصالح حسن.. ثلاثة إخوان يعيشون في منزل واحد، ومعهم أكثر من ثلاثين نسمة.. كانوا مثال للأخوة والطيبة والمودة وسعة الصدر وطول البال.. كانوا في منتهى الانسجام والتسامح، وقلوبهم أبيض من بياض السحاب..
كنت أدرس مع بعض أبنائهم في نفس المدرسة.. أذكر أنني قضيت مقيما لديهم شهر أو شهرين بعد إلحاح شديد من قبل الإخوان الثلاثة على والدي بأن أقيم لديهم وأجتاز الامتحان نهاية العام..
كانوا يشفقون على تعب أعيشه كل يوم.. أقطع كل يوم مسافة الذهاب والإياب اللذان يستنزفان روحي المتعبة وجسدي المنهك.. ولولا الحاج محمود وإخوانه لما تجاوزت العام الدراسي وفشلت في كل المواد..
يا الله كم هؤلاء الناس طيبين.. بعد أن قُتل أخي علي وتشرد والدي، أقام الوالد عندهم سنوات في دكانهم الذي كان يحاذي الطريق.. احتضنوه خلالها دون أن يجرحوه يوما أو يتململوا من ضيف أطال الإقامة، بل كانوا يفيضون طبية ومودة تكفي لأن تملى هذه الدنيا وتزيد.. ما أطيبهم يا الله.. لقد صنعوا لنا من الجميل والمعروف ما ندان لهم كل العمر أبناء وأحفاد..
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
الصف السادس
(8)
صرت منقولا من الصف الخامس إلى السادس.. لا معنى لدراستك إن لم تجتز الصف السادس.. اجتيازك للصف السادس هو الأهم في الست السنوات الأولى من التعليم الابتدائي.. نجاحك في السادس ابتدائي يعني تتويج لحصيلة جهد ست سنوات دراسية..
الصف السادس امتحانه وزاري.. إعداد أسئلة الامتحانات وتصحيحها أو البت ف
كانت أظافر أصابع قدماي دائما ما تشكوا من ارتطامها بالحجارة كل غبش وصباح أسافر فيه.. ويتكرر الحال ظهرا وبعد الظهر عند الإياب وأنا أجر قدماي المثقلة بالإرهاق الشديد والتعب المنهك للروح والجسد..
في بعض الأحيان كان الارتطام بالحجارة يؤدي إلى أن يسيل الدم من مقدمة الأصابع وتحت الأظافر، ومنابتها واحرافها، وأحيانا أنكي الذي يحاول التماثل للشفاء، وأخرى يؤدي إلى خلع الأظافر بسبب قوة أو كثرة الاصطدام.. أشعر بدوامة من العذاب والألم كل يوم أسافر فيه للدراسة، وأحيانا أتمرد ولا أصل إلى المدرسة، وأخرى أغادر فيها المدرسة قبل انتهاء الدوام بحصة أو حصتين..
كنت أشعر أن المسافة إلى المدرسة تطول، واستراحات الطريق ألتذ بها وأنا مرهق حد الإعياء.. أحس أن المشقة أكثر مما يحتملها جسدي المنهك وروحي المتعبة.. هذه المعاناة كانت تجعلني أشعر أن الأحجار هي من صارت تتربص بي، لا أنا من يصطدم بها.. كنت أتجنبها قدر المستطاع، وكانت هي تنال مني ما تستطيع، وتخلِّف لي كثيرا من الألم والوجع.. لازالت أظافر الاصبعين الكبيرتين في القدمين مشوهة إلى اليوم بسبب كثرة ارتطامها بالحجارة..
أتمرد بعض الأيام على المدرسة، فلا أصل إليها.. وبعض الأحيان يبدي أحد أقراني بمقترح ما نسميه "الهفسنة" أو "نهفسن" ونعني به عدم الذهاب إلى المدرسة، ثم نؤيده، ولم نصل إلي المدرسة.. كنّا نصل إلى رأس شعب، وبعض الأيام إلى العيادة الصحية في منطقة شعب، ثم نعود على مهل حتى ينقضي الوقت، ونعود إلى أهلنا في الوقت المعتاد لعودتنا، وفي أيام قليلة كنّا لا نتعدى "طرف الصحبي" ولكن نفعل هذا باختباء وحذر خشية من انكشاف أمرنا لأهلنا..
أحيانا نشتري سجائر "مارب" و"سبأ" و"يمن" من دكان محمد سيف الكائن قرب سوق الخميس،.. تلك السجائر كانت رخيصة ورديئة في نفس الوقت، ثم نتخذ محطات بعيدة في الطريق الطويل، ونشرب السجائر خفية.. كنا "نمورب" ونتمرد على الأهل والمدرسة، أو نمارس بعض التجريب و"الصياعة" سرا عن أهلنا وذوينا..
مادة الإنجليزي كانت دوما هي المادة الأخيرة في جدول الحصص الأسبوعية.. المدرس الذي يقوم بتدريسها كان طيباً للغاية، وفي نفس الوقت مجيدا لمادته، ومتمكنا من تدريسها، ولكن ابتعاد المدرسة عن البيت بأكثر من عشرة كيلومترات كان سبباً يحملنا في معظم الأحيان على العودة دون حضور الحصة الأخيرة، وهي حصة الانجليزي.. أحيانا نعود من الطريق، ولا نصل إلى المدرسة بعد أن يشتد بنا التعب، أو نتشوق للراحة ونتمرد على الأهل والمدرسة..
هذا الانهاك اليومي المصحوب بالتمرد أدَّى إلى فشلي بثلاث مواد دراسية نهاية العام كان من بينها اللغة الإنجليزية، وهو أمر غير مسبوق في دراستي السابقة، ولأن الفشل بثلاث مواد أو أقل منها يمنح النظام المدرسي للطالب فرصة إعادة امتحانها، تم إعادتي لامتحانات تلك المواد في الفرصة المتاحة نهاية العام، وتمكنت من النجاح بصعوبة، وما كنت لأنجح لولا الرجل الطيب الحاج محمود وهو من أبناء شعب الأوسط..
كان في منطقة شعب أصدقاء لوالدي هم الحاج محمود حسن وإخوانه علي حسن وصالح حسن.. ثلاثة إخوان يعيشون في منزل واحد، ومعهم أكثر من ثلاثين نسمة.. كانوا مثال للأخوة والطيبة والمودة وسعة الصدر وطول البال.. كانوا في منتهى الانسجام والتسامح، وقلوبهم أبيض من بياض السحاب..
كنت أدرس مع بعض أبنائهم في نفس المدرسة.. أذكر أنني قضيت مقيما لديهم شهر أو شهرين بعد إلحاح شديد من قبل الإخوان الثلاثة على والدي بأن أقيم لديهم وأجتاز الامتحان نهاية العام..
كانوا يشفقون على تعب أعيشه كل يوم.. أقطع كل يوم مسافة الذهاب والإياب اللذان يستنزفان روحي المتعبة وجسدي المنهك.. ولولا الحاج محمود وإخوانه لما تجاوزت العام الدراسي وفشلت في كل المواد..
يا الله كم هؤلاء الناس طيبين.. بعد أن قُتل أخي علي وتشرد والدي، أقام الوالد عندهم سنوات في دكانهم الذي كان يحاذي الطريق.. احتضنوه خلالها دون أن يجرحوه يوما أو يتململوا من ضيف أطال الإقامة، بل كانوا يفيضون طبية ومودة تكفي لأن تملى هذه الدنيا وتزيد.. ما أطيبهم يا الله.. لقد صنعوا لنا من الجميل والمعروف ما ندان لهم كل العمر أبناء وأحفاد..
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
الصف السادس
(8)
صرت منقولا من الصف الخامس إلى السادس.. لا معنى لدراستك إن لم تجتز الصف السادس.. اجتيازك للصف السادس هو الأهم في الست السنوات الأولى من التعليم الابتدائي.. نجاحك في السادس ابتدائي يعني تتويج لحصيلة جهد ست سنوات دراسية..
الصف السادس امتحانه وزاري.. إعداد أسئلة الامتحانات وتصحيحها أو البت ف
ي إجاباتها لا دخل ولا شأن فيه للمدرسة أو للمعلمين فيها أو لمديرها.. الأسئلة تأتي من وزارة التربية والتعليم في صنعاء مظروفه ومغلقة لا يعرفها أحد غير من يعدّها في الوزارة، وكذا تصحيح الإجابات يكون حكرا على المختصين بالتصحيح في الوزارة أيضا أو من يمثلونها في المحافظات..
تجاوزك للصف السادس معناه إنك أتممت المرحلة الابتدائية، وانتقلت إلى بداية مرحلة الإعدادية.. اتمام الابتدائية يعني أنك تصنع الفارق الأول في مسار دراستك.. إنه فارق الانتقال من مرحلة أدنى لا تستطيع من دونها الولوج في مرحلة أخرى أكثر شأنا وأهمية.. اكمال المرحلة الابتدائية معناه أنك تسجل انتصارك الأول على جهلك في معركتك الأولى التي تستغرق من عمرك ست سنوات طوال، ومن ثم الإعداد لمرحلة انتصار أخرى تستمر ثلاث سنوات، وهي مرحلة الإعدادية..
شهادة صف سادس تعني لي الشهادة الأهم في الست سنوات من التعليم، وبدونها ستحل الخيبة التي تهدد مستقبلي التعليمي بالضياع والخسران.. ولكن لا يوجد صف سادس في مدرسة الوحدة، ولا يوجد صف سادس في مدرسة شعب، ولا ماء ولا زاد لرحلة ورحال إلى الصين، ولا وسيلة ولا حيلة للوصول.. فكانت وجهتي هذه المرّة إلى مدرسة المعرفة في "ثوجان" مسقط رأس مرشد الإخوان ياسين عبدالعزيز.
كان عليّ أن أقطع مسافة قرابة الثلاثة كيلومترات حتى أصل إلى أسفل الجبل الذي يتعين أن أجتازه بالصعود إلى شاهقه، ثم أنزل منه من الاتجاه الآخر، ثم أقطع بضعة كيلومترات أخرى لأصل إلى مدرسة "المعرفة" في ثوجان، بعد عناء ومشقة، ثم يكون الإياب بإرهاق أكثر، وضنك أشد..
كنت في أول صعود الجبل ابدو كالطفل الذي يريد أن يمتطي جملا يقف على قوائمه.. الفارق بين قامتي وقامته كان أشبه بالمستحيل، ولكن لا خيار أمامي إن أردت إنجاز المرحلة إلا أن أكسر تحدي هذا الجبل كل يوم ذهابا وإيابا.. لابد من الوصول إلى المدرسة والعودة إلى البيت ست أيام في الأسبوع.. كان يذرعني الإنهاك كل يوم في الصعود والهبوط.. يجتاحني التعب طولا وعرضا مع كل يوم دراسي.. الامتحان وزاري، والسنة مفصلية، ولا مجال للتهاون، ولابد أن أقطع مسافة تزيد على الثمانية كيلومتر ذهابا، ومثلها في الإياب..
لابد أن أوطن نفسي بإصرار عنيد يستبسل في وجه كل المحبطات.. خمس سنوات طوال من الدراسة والجهد المبذول ستبدو باليأس مهدرة.. لن أسمح لليأس أن يهد عزيمتي، ومعها خمس سنوات خلت من الجهد والمعاناة الأشد.. لن أسمح للإحباط أن يتسلل إلى روحي المتعبة.. عليك بالجلَد.. التعب أولى بالاختيار عندما يكون البديل أن يستبد بك الجهل، ويضيع منك مستقبلا تنشده.. ربما هكذا حدثت نفسي..
عندما أصل إلى شاهق الجبل كنت أرى المناظر البعيدة التي تحول موانع التضاريس أن تراها من أسفله أو من الأودية التي صرت أراها من شاهقه فجاج وقيعان سحيقة.. من القمة ترى الطبيعة شرقا وغربا على نحو مختلف.. ترى ما لا تراه من أسفله.. كان اجتياز الجبل يحاكي كل يوم الانتقال الدراسي الذي أنشده..
الأشياء من على ظهر الجمل تراها غير ما تراها وأنت تسير على قدميك بحذاء مهتري، وربما من غير حذاء.. الاستراحة في نجد الجبل استمتاع بعد إعياء الصعود.. حدج بنظرك وجول شرقا وغربا من شاهقه.. في قمة الجبل تبدو كالصقر وأنت تحدّق وتمعن النظر في البعيد والقريب، وفي التفاصيل التي باتت تحت قامتك.. في القمة تبدو مكللا بمعاليك، وجلال قدرك، وفخامة هيبتك..
الشعور الذي تمنحك إياه القمة آسر وجميل.. النظر من القمة خرافي وممتع، حتى وإن وصلت إليها وأنت مهدود الحيل.. فسحة قليلة تعيد لك كثير من نشاطك وطاقتك وقوتك طالما ما تروم يستحق الصعود والوصول..
طلبت إدارة المدرسة من كل طالب في الصف السادس صور شخصية للملف والاستمارة والشهادة، وكان الطلب عصيا علينا حيث لا توجد معامل تصوير في قرانا ومناطقنا، ولا حتى في "شعب" و"طور الباحة".. أقرب مكان فيه معمل تصوير كان في "الراهده"..
أبي قلق أن أذهب للتصوير في "الراهده".. هروب أخي من صنعاء عقب أحداث أغسطس نهاية الستينات، والذي كان يومها برتبة نقيب على الأرجح، جعلت أبي يتوجس خيفة من اختطافي إن ذهبت إلى "الراهده" رغم صغر سني..
بعد تفكير طويل وتنسيق سمح لي والدي بمعية بعض الطلبة، وبعد الوصاية والعناية المسندة من والدي للأستاذ عبده أحمد طالب (الطالبي) سمح لي بالذهاب إلى "الراهده" للتصوير والعودة بسرعة دون تأخير، وتم الأمر دون أن يحدث لنا مكروه..
إجمالا كانت سنة مضنية، اجتزت بها مرحلة الابتدائية، وحصلت على نتيجة 302 من 500 درجة.. يومها رأيت في هذه النتيجة إنها جيدة ومرضية.. ثم واصلت دراسة الإعدادية ثلاث سنوات في مدرسة الشهيد نجيب بطور الباحة..
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
يتبع..
بعض تفاصيل حياتي
تجاوزك للصف السادس معناه إنك أتممت المرحلة الابتدائية، وانتقلت إلى بداية مرحلة الإعدادية.. اتمام الابتدائية يعني أنك تصنع الفارق الأول في مسار دراستك.. إنه فارق الانتقال من مرحلة أدنى لا تستطيع من دونها الولوج في مرحلة أخرى أكثر شأنا وأهمية.. اكمال المرحلة الابتدائية معناه أنك تسجل انتصارك الأول على جهلك في معركتك الأولى التي تستغرق من عمرك ست سنوات طوال، ومن ثم الإعداد لمرحلة انتصار أخرى تستمر ثلاث سنوات، وهي مرحلة الإعدادية..
شهادة صف سادس تعني لي الشهادة الأهم في الست سنوات من التعليم، وبدونها ستحل الخيبة التي تهدد مستقبلي التعليمي بالضياع والخسران.. ولكن لا يوجد صف سادس في مدرسة الوحدة، ولا يوجد صف سادس في مدرسة شعب، ولا ماء ولا زاد لرحلة ورحال إلى الصين، ولا وسيلة ولا حيلة للوصول.. فكانت وجهتي هذه المرّة إلى مدرسة المعرفة في "ثوجان" مسقط رأس مرشد الإخوان ياسين عبدالعزيز.
كان عليّ أن أقطع مسافة قرابة الثلاثة كيلومترات حتى أصل إلى أسفل الجبل الذي يتعين أن أجتازه بالصعود إلى شاهقه، ثم أنزل منه من الاتجاه الآخر، ثم أقطع بضعة كيلومترات أخرى لأصل إلى مدرسة "المعرفة" في ثوجان، بعد عناء ومشقة، ثم يكون الإياب بإرهاق أكثر، وضنك أشد..
كنت في أول صعود الجبل ابدو كالطفل الذي يريد أن يمتطي جملا يقف على قوائمه.. الفارق بين قامتي وقامته كان أشبه بالمستحيل، ولكن لا خيار أمامي إن أردت إنجاز المرحلة إلا أن أكسر تحدي هذا الجبل كل يوم ذهابا وإيابا.. لابد من الوصول إلى المدرسة والعودة إلى البيت ست أيام في الأسبوع.. كان يذرعني الإنهاك كل يوم في الصعود والهبوط.. يجتاحني التعب طولا وعرضا مع كل يوم دراسي.. الامتحان وزاري، والسنة مفصلية، ولا مجال للتهاون، ولابد أن أقطع مسافة تزيد على الثمانية كيلومتر ذهابا، ومثلها في الإياب..
لابد أن أوطن نفسي بإصرار عنيد يستبسل في وجه كل المحبطات.. خمس سنوات طوال من الدراسة والجهد المبذول ستبدو باليأس مهدرة.. لن أسمح لليأس أن يهد عزيمتي، ومعها خمس سنوات خلت من الجهد والمعاناة الأشد.. لن أسمح للإحباط أن يتسلل إلى روحي المتعبة.. عليك بالجلَد.. التعب أولى بالاختيار عندما يكون البديل أن يستبد بك الجهل، ويضيع منك مستقبلا تنشده.. ربما هكذا حدثت نفسي..
عندما أصل إلى شاهق الجبل كنت أرى المناظر البعيدة التي تحول موانع التضاريس أن تراها من أسفله أو من الأودية التي صرت أراها من شاهقه فجاج وقيعان سحيقة.. من القمة ترى الطبيعة شرقا وغربا على نحو مختلف.. ترى ما لا تراه من أسفله.. كان اجتياز الجبل يحاكي كل يوم الانتقال الدراسي الذي أنشده..
الأشياء من على ظهر الجمل تراها غير ما تراها وأنت تسير على قدميك بحذاء مهتري، وربما من غير حذاء.. الاستراحة في نجد الجبل استمتاع بعد إعياء الصعود.. حدج بنظرك وجول شرقا وغربا من شاهقه.. في قمة الجبل تبدو كالصقر وأنت تحدّق وتمعن النظر في البعيد والقريب، وفي التفاصيل التي باتت تحت قامتك.. في القمة تبدو مكللا بمعاليك، وجلال قدرك، وفخامة هيبتك..
الشعور الذي تمنحك إياه القمة آسر وجميل.. النظر من القمة خرافي وممتع، حتى وإن وصلت إليها وأنت مهدود الحيل.. فسحة قليلة تعيد لك كثير من نشاطك وطاقتك وقوتك طالما ما تروم يستحق الصعود والوصول..
طلبت إدارة المدرسة من كل طالب في الصف السادس صور شخصية للملف والاستمارة والشهادة، وكان الطلب عصيا علينا حيث لا توجد معامل تصوير في قرانا ومناطقنا، ولا حتى في "شعب" و"طور الباحة".. أقرب مكان فيه معمل تصوير كان في "الراهده"..
أبي قلق أن أذهب للتصوير في "الراهده".. هروب أخي من صنعاء عقب أحداث أغسطس نهاية الستينات، والذي كان يومها برتبة نقيب على الأرجح، جعلت أبي يتوجس خيفة من اختطافي إن ذهبت إلى "الراهده" رغم صغر سني..
بعد تفكير طويل وتنسيق سمح لي والدي بمعية بعض الطلبة، وبعد الوصاية والعناية المسندة من والدي للأستاذ عبده أحمد طالب (الطالبي) سمح لي بالذهاب إلى "الراهده" للتصوير والعودة بسرعة دون تأخير، وتم الأمر دون أن يحدث لنا مكروه..
إجمالا كانت سنة مضنية، اجتزت بها مرحلة الابتدائية، وحصلت على نتيجة 302 من 500 درجة.. يومها رأيت في هذه النتيجة إنها جيدة ومرضية.. ثم واصلت دراسة الإعدادية ثلاث سنوات في مدرسة الشهيد نجيب بطور الباحة..
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
يتبع..
بعض تفاصيل حياتي
اصداء من الوتس:
الوالد احمد سيف حاشد السياسي المخضرم والحقوقي المعروف والبرلماني الذي يحظى باحترام الجميع !!
تابعت سلسلة مقالاتك بإعجاب وحب وشغف وبت انتظر تاليها وأردد ماضيها أحيانا فعشت وأنا أقرأها كأنني صديقك تنقلت معك فيها من القرية الى عدن الى المنزل والحارة التي سكنتها ولا أخفيك أن دموعي نزلت أحيانا وأنا أقرأ عن أبيك عن عمله وحياته وموته ايضا وعن اصدقائك في الجامعة وعن خالتك وعن وعن ... و وددت لو أنك تصدر لنا كتاب ولو الكتروني لأتدارك ما فاتني منها ..
شيخنا الغالي المثقف الكبير وكما لا أخفي عليك اعجابي بك وبسيرتك وبكتاباتك وافتخر كذلك بمتابعتي لك إلا أنني وجدتك اليوم تتكلم عن الحرية والاستقلال وتعرض للإسلام السياسي بما عرضت وكأنك تحمل أخطاء المتأسلمين على الإسلام والاسلام بريء منهم إذ أن معظمهم ومعظم نظرياتهم نتاج مخلفات الاستشراق والاستعمار وإذا كنا نعيب من هذا شيء فبرأي أن نبحث أيضا في الاسلام عن نظرية سياسية جديدة لا اشتراكية ولا رأسمالية تضيء العالم كله وكل حرية ننادي بها أرى أن تكون محدودة بحدود ديننا الاسلامي .
فقد نكون احيانا كما قال الشافعي :
نعيب زماننا والعيب فينا
وما لزماننا عيب سوانا
الوالد احمد سيف حاشد السياسي المخضرم والحقوقي المعروف والبرلماني الذي يحظى باحترام الجميع !!
تابعت سلسلة مقالاتك بإعجاب وحب وشغف وبت انتظر تاليها وأردد ماضيها أحيانا فعشت وأنا أقرأها كأنني صديقك تنقلت معك فيها من القرية الى عدن الى المنزل والحارة التي سكنتها ولا أخفيك أن دموعي نزلت أحيانا وأنا أقرأ عن أبيك عن عمله وحياته وموته ايضا وعن اصدقائك في الجامعة وعن خالتك وعن وعن ... و وددت لو أنك تصدر لنا كتاب ولو الكتروني لأتدارك ما فاتني منها ..
شيخنا الغالي المثقف الكبير وكما لا أخفي عليك اعجابي بك وبسيرتك وبكتاباتك وافتخر كذلك بمتابعتي لك إلا أنني وجدتك اليوم تتكلم عن الحرية والاستقلال وتعرض للإسلام السياسي بما عرضت وكأنك تحمل أخطاء المتأسلمين على الإسلام والاسلام بريء منهم إذ أن معظمهم ومعظم نظرياتهم نتاج مخلفات الاستشراق والاستعمار وإذا كنا نعيب من هذا شيء فبرأي أن نبحث أيضا في الاسلام عن نظرية سياسية جديدة لا اشتراكية ولا رأسمالية تضيء العالم كله وكل حرية ننادي بها أرى أن تكون محدودة بحدود ديننا الاسلامي .
فقد نكون احيانا كما قال الشافعي :
نعيب زماننا والعيب فينا
وما لزماننا عيب سوانا
اصداء.. الايديولوجيا:
محمد اللوزي:
وقفة مهمة مع الايديولوجيا التي أخذت الإنسان الى مواقع قد لايريدها وهو يبحث عن الافضل عن التقدم والتحرر من رأسمالية طاغية تدوس تحت سنابكها ماهو إنساني وبلا رحمة.
وإذا انت في كل هذا التجوال المهم تعطينا بانوراما صادقة عما كان من تطلعات وتضحيات في آن واحد وأن أحدا ليس بمنجاة من أن يقع مضرجا بدمائه أو سجينا رغم مافيه من انتماء صادق الى البسطاء الكادحين.
تفوقك في مواد الفلسفة والاجتماع والنظرية العلمية كما درج على ذلك ان يسميها الاشتراكيون. قد منحك في كل الاحوال فضول المعرفة والبحث على أسس راسخة وقيمة معرفية تجعلك قادرا على التشوف والمقارنة بين ماض ولى وحاضر مغروز فيه الوجع بقوة فينا. كأنا نعيش مزالق الماضي وتراكماته وانفجاراته فينا. ويبقى المهم هو الجواني فينا الإنسان عدالة وحرية وقيم حق وخير وجمال.
لك بالغ احترامي أيها المبدع
محمد اللوزي:
وقفة مهمة مع الايديولوجيا التي أخذت الإنسان الى مواقع قد لايريدها وهو يبحث عن الافضل عن التقدم والتحرر من رأسمالية طاغية تدوس تحت سنابكها ماهو إنساني وبلا رحمة.
وإذا انت في كل هذا التجوال المهم تعطينا بانوراما صادقة عما كان من تطلعات وتضحيات في آن واحد وأن أحدا ليس بمنجاة من أن يقع مضرجا بدمائه أو سجينا رغم مافيه من انتماء صادق الى البسطاء الكادحين.
تفوقك في مواد الفلسفة والاجتماع والنظرية العلمية كما درج على ذلك ان يسميها الاشتراكيون. قد منحك في كل الاحوال فضول المعرفة والبحث على أسس راسخة وقيمة معرفية تجعلك قادرا على التشوف والمقارنة بين ماض ولى وحاضر مغروز فيه الوجع بقوة فينا. كأنا نعيش مزالق الماضي وتراكماته وانفجاراته فينا. ويبقى المهم هو الجواني فينا الإنسان عدالة وحرية وقيم حق وخير وجمال.
لك بالغ احترامي أيها المبدع
كلية الحقوق
(8)
قانون الأسرة في الجنوب..
• درست في كلية الحقوق قانون الأسرة.. كنت ولا زلت معجبا بذلك القانون إلى اليوم.. قانون تم الغدر به كما تم الغدر بالجنوب، ولطالما عبّر هذا القانون عن طفرة اجتماعية حقيقية، تم خنقها بقسوة وانتقام حقود، وبتطرف أسود يشبه الموت، بعد أكثر من ربع قرن من النفاذ..
• باتت المرأة اليوم مثقلة بقانون أثقل من الحديد.. أكثر غلسا وظلاما وقتامة.. تم الإجهاز على جميع ما تحقق للمرأة من حقوق.. نصف المجتمع ضاع حقه في العدالة والمساوة.. من حق الجنوب أن ينتحب حتى ينشج القلب على ضياع بات بحجم وطن.. من حق الجنوب أن يفاخر بما كان، بل ومن حقه أن يستعيد القانون دون نقصان... لكن كيف له أن يستعيده، وقد بات ملغوما ومسموما ومستلبا ومسمول العيون؟!! كيف للجنوب أن يستعيد جنوبه، وقد صيّروه أشتاتا تملكه العنصري والمتخلف والعميل المرتزق؟!! من حقنا وحقهم أن نطالب بوحدة دون ضباع.. يمن تستعاد فيه الحقوق وسيادة القانون والعدالة والمساواة..
• كان ذلك القانون متفردا في عدالته، لا يضاهيه قانون في كل بلاد العرب، غير قانون الأحوال الشخصية التونسي، في عهد الرئيس الراحل بُرقيبة.. صارت المرأة اليوم محكومة بقانون ذكوري صارم، قادم من الزمن الغابر، الغارق في السكون والبلادة والتخلف.. اغتصبوا العدالة، واستباحوا الحقوق، وجعلوا ما كان في الأمس واقعا وحقيقة، شظايا وأضغاث أحلام.. قدر سيء وفادح حاق بنا.. وسيف أُسلط مضيه على النساء يشبه الإعدام، وسوط يقتات بقايا الإنسان.. بين الأمس واليوم ندم فادح ووخيم.
• قانون الأسرة في الجنوب والصادر في 1974 معجزة ومفخرة في واقع مثقل بالتخلف، ومحاط بالنفط والبداوة والتآمر.. كان هذا القانون وتعديلاته مشعل ثورة يشق محيط الظلام الكثيف.. صانعا لتحول حقيقي في الوعي والمجتمع.. كان هو الضوء والمشعل في كل الجزيرة والخليج..
• هذا القانون كان هو الثورة الاجتماعية التي صنعت فارقا خرافيا بين الماضي وذلك العهد المتوّج بالمساواة والعدالة.. اليوم الواقع صادم لما كان.. حال مُبدَّل ومقلوب وحسير يمشي على يديه، وعجب أعجب من محال.. وما يحز في النفس أكثر أن سدنة القومية واليسار يبحثون عن المستقبل المضيء في معطف ليل، أو في جيب أمير أو ملك.. أي نكسة وأي نكبة حلّت بنا يا الهي، وأي لعنة أصابت اليمن، وفي مقدمته جنوبنا الذي أشقاه القتلة واللصوص والمدَّعون أيضا!!
• كان قانون الأسرة في الجنوب وتعديلاته، ثورة اجتماعية مدهشة، لا ينكرها إلا مناكر مُثقل بتعصبه الذكوري الظالم، أو أسير ماضي موغل في القدم والوحشية، يعيش غربة العصر، ويرى في غربته مجدا وحقا لا يزول إلا بقيام الساعة..
• كان الأصل هو الزواج من واحدة، والاستثناء محدود ومحصور، وعلى الزوج الوفاء مع زوجته إلى آخر العُمر دون منازع، ولا تستطيع امرأة أخرى أن تقاسم الزوجة زوجها وحقوقها.. أمّا اليوم فبعضهم يتزوج فوق الواحدة ثلاث، يقاسمن الزوجة الأولى الحياة والميراث والتفاصيل..
• أعرف صديق لوالدي في عدن كان تاجرا، تزوج على زوجته سرا من امرأة أخرى، وأنكشف أمرهما، وتمت محاكمته والحكم عليه بالسجن سنتين مع النفاذ.. اللعنة على من أضاع هذا القانون، والجحيم على من أنقلب عليه..
• كان المهر محدداً في القانون بمائة دينار، ليس فيه تجارة أو بيع، وبعد أكثر من أربعين عام خلت، صارت المرأة في اليمن سلعة أو شبه سلعة ومتاع يباع ويشترى.. على المرأة تمكين زوجها وخدمته وتفقيس العيال كأرنبة، ومن حق الرجل أن يعبث ويتزوج في ليلة واحدة أربعا إن شاء، ويستطيع من هو في أرذل العمر أن يتزوج صبية أو قاصرة لا تجيد جواباً فضلا عن وضع السؤال..
• كان الطلاق ليس في متناول اليد، ولا يتحقق بفلتة لسان، لاسيما إن كان للزوجين أبناء.. كانت اللجان الشعبية تبذل المستحيل للحيلولة دون وقوعه، نزولا عند مصلحة الأطفال.. كان الطلاق أو التفريق لا يقع إلا في المحكمة، وتقف المحكمة أمام مصلحة الأطفال كثيرا؛ لتقرر وتفصل في مترتبات التفريق أو الطلاق.. فيما اليوم بلفظة “طالق” من نزق في لحظة تعسة يتم الطلاق، وتُرمي الزوجة على قارعة الطريق، وإن كان عمرها في الستين عام، وكان لها منه عشرة من البنين أو أكثر، ويعيش الأبناء جحيم الطلاق ومعاناته حتى الِكبَر..
• لازلت أذكر وأنا طالب في كلية الحقوق أثناء التطبيق في محكمة صيرة، والقاضي يحكم للمرأة وأولادها القُصَّر بمعظم منزل الزوج بعد التفريق، وحكم لها بالحضانة والنفقة وأشياء أخرى.. يا سلام على ماضي كم كان جميلا قبل أن يُختطف.
• كان الرجل لا يستبد على المرأة في زواج أو اختيار أو عمل أو طلاق أو حضانة أو نفقة.. كانت المرأة في الجنوب ملكة عندما نقارنها بما آلت إليها الأمور اليوم، وما آل إليه الحال في هذا العهد العبوس.. لم ننس بعد، ولازلنا له ذاكرين.. نذكره حد البكاء والغضب.. لا مناص ولا مفر من استعادة اليمن من مخالب وأنياب الضباع..
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
يتبع..
بعض من تفاصيل حياتي
(8)
قانون الأسرة في الجنوب..
• درست في كلية الحقوق قانون الأسرة.. كنت ولا زلت معجبا بذلك القانون إلى اليوم.. قانون تم الغدر به كما تم الغدر بالجنوب، ولطالما عبّر هذا القانون عن طفرة اجتماعية حقيقية، تم خنقها بقسوة وانتقام حقود، وبتطرف أسود يشبه الموت، بعد أكثر من ربع قرن من النفاذ..
• باتت المرأة اليوم مثقلة بقانون أثقل من الحديد.. أكثر غلسا وظلاما وقتامة.. تم الإجهاز على جميع ما تحقق للمرأة من حقوق.. نصف المجتمع ضاع حقه في العدالة والمساوة.. من حق الجنوب أن ينتحب حتى ينشج القلب على ضياع بات بحجم وطن.. من حق الجنوب أن يفاخر بما كان، بل ومن حقه أن يستعيد القانون دون نقصان... لكن كيف له أن يستعيده، وقد بات ملغوما ومسموما ومستلبا ومسمول العيون؟!! كيف للجنوب أن يستعيد جنوبه، وقد صيّروه أشتاتا تملكه العنصري والمتخلف والعميل المرتزق؟!! من حقنا وحقهم أن نطالب بوحدة دون ضباع.. يمن تستعاد فيه الحقوق وسيادة القانون والعدالة والمساواة..
• كان ذلك القانون متفردا في عدالته، لا يضاهيه قانون في كل بلاد العرب، غير قانون الأحوال الشخصية التونسي، في عهد الرئيس الراحل بُرقيبة.. صارت المرأة اليوم محكومة بقانون ذكوري صارم، قادم من الزمن الغابر، الغارق في السكون والبلادة والتخلف.. اغتصبوا العدالة، واستباحوا الحقوق، وجعلوا ما كان في الأمس واقعا وحقيقة، شظايا وأضغاث أحلام.. قدر سيء وفادح حاق بنا.. وسيف أُسلط مضيه على النساء يشبه الإعدام، وسوط يقتات بقايا الإنسان.. بين الأمس واليوم ندم فادح ووخيم.
• قانون الأسرة في الجنوب والصادر في 1974 معجزة ومفخرة في واقع مثقل بالتخلف، ومحاط بالنفط والبداوة والتآمر.. كان هذا القانون وتعديلاته مشعل ثورة يشق محيط الظلام الكثيف.. صانعا لتحول حقيقي في الوعي والمجتمع.. كان هو الضوء والمشعل في كل الجزيرة والخليج..
• هذا القانون كان هو الثورة الاجتماعية التي صنعت فارقا خرافيا بين الماضي وذلك العهد المتوّج بالمساواة والعدالة.. اليوم الواقع صادم لما كان.. حال مُبدَّل ومقلوب وحسير يمشي على يديه، وعجب أعجب من محال.. وما يحز في النفس أكثر أن سدنة القومية واليسار يبحثون عن المستقبل المضيء في معطف ليل، أو في جيب أمير أو ملك.. أي نكسة وأي نكبة حلّت بنا يا الهي، وأي لعنة أصابت اليمن، وفي مقدمته جنوبنا الذي أشقاه القتلة واللصوص والمدَّعون أيضا!!
• كان قانون الأسرة في الجنوب وتعديلاته، ثورة اجتماعية مدهشة، لا ينكرها إلا مناكر مُثقل بتعصبه الذكوري الظالم، أو أسير ماضي موغل في القدم والوحشية، يعيش غربة العصر، ويرى في غربته مجدا وحقا لا يزول إلا بقيام الساعة..
• كان الأصل هو الزواج من واحدة، والاستثناء محدود ومحصور، وعلى الزوج الوفاء مع زوجته إلى آخر العُمر دون منازع، ولا تستطيع امرأة أخرى أن تقاسم الزوجة زوجها وحقوقها.. أمّا اليوم فبعضهم يتزوج فوق الواحدة ثلاث، يقاسمن الزوجة الأولى الحياة والميراث والتفاصيل..
• أعرف صديق لوالدي في عدن كان تاجرا، تزوج على زوجته سرا من امرأة أخرى، وأنكشف أمرهما، وتمت محاكمته والحكم عليه بالسجن سنتين مع النفاذ.. اللعنة على من أضاع هذا القانون، والجحيم على من أنقلب عليه..
• كان المهر محدداً في القانون بمائة دينار، ليس فيه تجارة أو بيع، وبعد أكثر من أربعين عام خلت، صارت المرأة في اليمن سلعة أو شبه سلعة ومتاع يباع ويشترى.. على المرأة تمكين زوجها وخدمته وتفقيس العيال كأرنبة، ومن حق الرجل أن يعبث ويتزوج في ليلة واحدة أربعا إن شاء، ويستطيع من هو في أرذل العمر أن يتزوج صبية أو قاصرة لا تجيد جواباً فضلا عن وضع السؤال..
• كان الطلاق ليس في متناول اليد، ولا يتحقق بفلتة لسان، لاسيما إن كان للزوجين أبناء.. كانت اللجان الشعبية تبذل المستحيل للحيلولة دون وقوعه، نزولا عند مصلحة الأطفال.. كان الطلاق أو التفريق لا يقع إلا في المحكمة، وتقف المحكمة أمام مصلحة الأطفال كثيرا؛ لتقرر وتفصل في مترتبات التفريق أو الطلاق.. فيما اليوم بلفظة “طالق” من نزق في لحظة تعسة يتم الطلاق، وتُرمي الزوجة على قارعة الطريق، وإن كان عمرها في الستين عام، وكان لها منه عشرة من البنين أو أكثر، ويعيش الأبناء جحيم الطلاق ومعاناته حتى الِكبَر..
• لازلت أذكر وأنا طالب في كلية الحقوق أثناء التطبيق في محكمة صيرة، والقاضي يحكم للمرأة وأولادها القُصَّر بمعظم منزل الزوج بعد التفريق، وحكم لها بالحضانة والنفقة وأشياء أخرى.. يا سلام على ماضي كم كان جميلا قبل أن يُختطف.
• كان الرجل لا يستبد على المرأة في زواج أو اختيار أو عمل أو طلاق أو حضانة أو نفقة.. كانت المرأة في الجنوب ملكة عندما نقارنها بما آلت إليها الأمور اليوم، وما آل إليه الحال في هذا العهد العبوس.. لم ننس بعد، ولازلنا له ذاكرين.. نذكره حد البكاء والغضب.. لا مناص ولا مفر من استعادة اليمن من مخالب وأنياب الضباع..
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
يتبع..
بعض من تفاصيل حياتي
عندما يتكئ أنصار الله على كهل انتهازي
مثل أحمد الحبيشي
اعلموا أن المُلك قد صار عضوض
وان السير يتجه نحو التلاشي والغروب
مثل أحمد الحبيشي
اعلموا أن المُلك قد صار عضوض
وان السير يتجه نحو التلاشي والغروب
عندما يتكئ أنصار الله على كهل انتهازي
مثل أحمد الحبيشي
اعلموا أن المُلك قد صار عضوض
وان السير يتجه نحو التلاشي والغروب
مثل أحمد الحبيشي
اعلموا أن المُلك قد صار عضوض
وان السير يتجه نحو التلاشي والغروب
اصداء من الوتس..
د. خالد عبد الكريم:
ستجد دائما من يخبروك أن هناك أمور شبيهة مرت بهم ، وهنا في السلسلة السادسة وكون عقوبة الضرب في مدارسنا كانت شائعة ولازالت، فإن الكثير يختزنون في ذاكراتهم مواقف و مدرسين مارسوا التنمر بحقهم أو بحق زملائهم.
- تذكرت وأنا أقرأ هذه السلسلة معلما كان يدرسنا في إبتدائية الحكومة في التواهي في مطلع السبعينيات يدعى محمد صالح شطفة، يتميز بشنب كثيف بني اللون، عرف بالقسوة بل والتلذذ بتعذيب تعساء الحظ من الطلاب، يستخدم عصي من خشب مساطر غليظة، ويبتكر أساليب تعذيب غير إعتيادية، في إحدى المرات إستخدم قطعة قماش كانت تستخدم لمسح السبورة في تقييد أيدي طالب كان الأنحف والأقصر في الفصل، يدعى خالد الذهب، وكان يتحمله ويضعه على خشبة رفيعة مثبتة أسفل السبورة لوضع الطباشير، ويتركه يقع منها الى الأرض ومن ثم يحمله مرة أخرى ويكرر العملية. وكان الشطفة يضحك ويقول للطالب أنت طبشور.
لم يستمر المدرس طويلا، وتم إستقطابه من جهاز أمن الدولة وأبتعث الى المانيا الشرقية للدراسة.
أصبح العقيد محمد صالح الشطفة من أكفأ كوادر لجنة أمن الدولة ويلقب باليهودي.
- ميزة جهاز أمن الدولة في الجنوب إستثماره سادية المدرسين الذين ترفع بشأنهم إستفسارات.
د. خالد عبد الكريم:
ستجد دائما من يخبروك أن هناك أمور شبيهة مرت بهم ، وهنا في السلسلة السادسة وكون عقوبة الضرب في مدارسنا كانت شائعة ولازالت، فإن الكثير يختزنون في ذاكراتهم مواقف و مدرسين مارسوا التنمر بحقهم أو بحق زملائهم.
- تذكرت وأنا أقرأ هذه السلسلة معلما كان يدرسنا في إبتدائية الحكومة في التواهي في مطلع السبعينيات يدعى محمد صالح شطفة، يتميز بشنب كثيف بني اللون، عرف بالقسوة بل والتلذذ بتعذيب تعساء الحظ من الطلاب، يستخدم عصي من خشب مساطر غليظة، ويبتكر أساليب تعذيب غير إعتيادية، في إحدى المرات إستخدم قطعة قماش كانت تستخدم لمسح السبورة في تقييد أيدي طالب كان الأنحف والأقصر في الفصل، يدعى خالد الذهب، وكان يتحمله ويضعه على خشبة رفيعة مثبتة أسفل السبورة لوضع الطباشير، ويتركه يقع منها الى الأرض ومن ثم يحمله مرة أخرى ويكرر العملية. وكان الشطفة يضحك ويقول للطالب أنت طبشور.
لم يستمر المدرس طويلا، وتم إستقطابه من جهاز أمن الدولة وأبتعث الى المانيا الشرقية للدراسة.
أصبح العقيد محمد صالح الشطفة من أكفأ كوادر لجنة أمن الدولة ويلقب باليهودي.
- ميزة جهاز أمن الدولة في الجنوب إستثماره سادية المدرسين الذين ترفع بشأنهم إستفسارات.
كلية الحقوق
(9)
قروي بشهادة "دكتوراه"
احمد سيف حاشد
• مررت بأكثر من مائة معلم وأستاذ خلال مراحل دراستي كلها، ولم أجد فيهم أستاذا واحدا، يحمل كل ذاك اللؤم الذي لا يباريه فيه لئيم.. لا يوجد من يفوقه أو يضاهيه أو يحمل ما يحمله.. صدره موغور بغلّ حقود تستعجب أن يحمل رجل كل ذلك داخله.. ليس في صدره دواخل، ولكن داخله كير حداد، يصعد ويهبط ويصنع الخبث والنار الآكلة للحديد.. جسده مربوع كتنكة محشي بكراهية كالسم الزعاف، لا يحتملها وهد ولا جبل.. لا شفاعة له ترجى، ولا عذر يُلتمس.. لديه قدرة فذة لاستخراج أسوأ وأقبح ما فيك..
• من الطبيعي أن يكون الأستاذ مهابا عند طلبته، بل كان ذلك هو السائد أو الغالب في أيامنا.. ومن الوارد أيضا أن يفقد الطالب الكيمياء مع معلم المادة، أو نجد فجوة بين الطالب والمادة الدراسية التي يتعلمها، أما ما أنا بصدده هنا، هو أنّي أستهوي وأحب أحدى المواد، فيما معلمها يبغضني حد الكراهية، وأشعر كأنني آكل شعر رأسي في حضرته..
• أحب المادة إلى الحد الذي أسعد أنها تتملكني أو هي تسعد أنني أتملكها، حب من طرفين لا من طرف واحد، لا يفسده إلا معلم المادة الذي بيني وبينه (ما صنع الحداد).. المادة شيقة، وسلسة، وجاذبه.. وأنا أعي أهميتها، وتتملكني الرغبة بها، ولكن معلمها المثقل بكراهية الوادي والجبل، يفسد العسل بالسم القاطع والمميت.. ويحز في النفس أن من يحمل تلك الكراهية يحمل معها لقب أكاديمي، وشهادة "دكتوراه".
• يريد أن يرضي أنائه ونقصه وتحيزاته وعاهاته المناطقية والجهوية التي باتت عصية على العلاج، ومستعصية الشفاء والحل.. لست وحدي من شعر بكل هذا، ولكن أيضا بعض أصدقائي الأعزاء.. لقد عانى بعضهم مما عانيت.. أحسست بكراهيته لشماليتي، بل ويكره أيضا من يراه ملازما لي من أصدقائي أبناء الجنوب.. بعضهم تعرض للسحق منه، لمجرد أنه شاهدهم فقط برفقتي، وهم المعهودين بالذكاء والفطن والتفوق..
• كان هذا الدكتور يعلم أنني متفوقا في دراستي، وأنني أحرزت المرتبة الأولى ـ بامتياز غير مسبوق ـ في سنة أولى حقوق، ولكنني لم أغتر أو أدَّعي، بل كنت خجولا في كل شيء، فيما أراد هو تعديل هذه النتيجة في السنة الثانية بدافع قرويته، وقد أستطاع بعد أن أفشلني في مادته مستغلا سلطته التي يستبد بها، وجوره الذي يرضي غروره وصغارته ومُركب نقص لا يُسد.
• في حصص “السمنار” ـ المناقشة ـ في مواضيع مادته كنت أحس أنه لا يطيقني، ولا يطيق سماعي، بل ويتدخل لقطع حديثي قبل أن أبدأ في الكلام، ويقطع درتي بساطور جزار، ويداهم أفكاري بسيل جرار لا يجلب إلا الخراب، بعد سؤال يداري تحته لؤمه وخبثه ونار تصطليه..
• إذا ما سألني لا يمهل نفسه نصف دقيقة ليصغي إلى ما أقول، بل يتدخل عسفا وفهلوة، ويقطع حديثي بمدية تشحذ بحقد موغل وموغور، ويضع نهاية لحديثي على غير ما أريد؛ وكأنه يريد إبلاغ زملائي أني لا أفقه شيئا.. ثم يكعكع بلسان تملا فمه معربا عن انتصار توهّمه.. كان بعض أصدقائي يجيدون تمثيل فهلوته، ويقلدون كعكعة ضحكته، غير أن الأهم إنها كانت مملوءة باللؤم والخبث والاحتقار الشديد..
• كان يشعر أنني في أعماق وعيي أقاوم سلطته ومرضه.. أرى من تفاصيل وجهه توعد منه إلى يوم الحساب، وهو يوم الامتحان الذي حولته صغارته إلى محطة انتقام وبرهنة على قرويته، ليرضى مرضه ومركب نقصه وتفاهة غروره..
• وجودي يستفزه كسترة مصارع ثيران.. يتوعدني ويكر بهيجان ثور أغلظ من جذع شجرة “الغريب”.. وقد أستطاع ركضي وركلي لأني كنت في حال أشبه بمكتوف مصفد بالحديد، فيما كان هو معززا بسلطة الأستاذ الذي لا يُرد له قراراً أو قولا في جلسة الامتحان الشفهي.. كان فيها خصما مملوء بالفجور، وليس أستاذ وقورا.. أستحوذ على منصة حكم غير آهل له.. كان هو الخصم والحكم الذي لا يستأنف له قرار، وكان سقوطه في هوة سحيقة ليس لها قاع أو مستقر..
• جهوي ومناطقي بل وقروي، ولكن بشهادة "دكتوراه".. لا يستطيع استيعاب شطرا من اليمن، أو حتى نصف أو بعض من جنوبه.. وأكثر من ذلك كان لا يستحِ.. غير أن المأساة أنه أستطاع يوما الوصول إلى اعتراش منصة القضاء ليس لجدارة أو استحقاق، بل لانتهازية وقروية من عيّنه..
• اليوم هذا الأستاذ يعبث بالقضاء ويحقد عليه، ويسوم القضاة بالجوع والهلاك والمناطقية المُستبدة.. كيف لهذا القضاء أن يتعافى ومثل هذا ينوخ بثقله الثقيل على سدته.. هذا وأمثاله وأمثال من عينه من التافهين هم من أوصلوا شعبنا وأوصلوا اليمن إلى هذا الخراب والدمار والتلاشي..
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
يتبع..
بعض من تفاصيل حياتي
(9)
قروي بشهادة "دكتوراه"
احمد سيف حاشد
• مررت بأكثر من مائة معلم وأستاذ خلال مراحل دراستي كلها، ولم أجد فيهم أستاذا واحدا، يحمل كل ذاك اللؤم الذي لا يباريه فيه لئيم.. لا يوجد من يفوقه أو يضاهيه أو يحمل ما يحمله.. صدره موغور بغلّ حقود تستعجب أن يحمل رجل كل ذلك داخله.. ليس في صدره دواخل، ولكن داخله كير حداد، يصعد ويهبط ويصنع الخبث والنار الآكلة للحديد.. جسده مربوع كتنكة محشي بكراهية كالسم الزعاف، لا يحتملها وهد ولا جبل.. لا شفاعة له ترجى، ولا عذر يُلتمس.. لديه قدرة فذة لاستخراج أسوأ وأقبح ما فيك..
• من الطبيعي أن يكون الأستاذ مهابا عند طلبته، بل كان ذلك هو السائد أو الغالب في أيامنا.. ومن الوارد أيضا أن يفقد الطالب الكيمياء مع معلم المادة، أو نجد فجوة بين الطالب والمادة الدراسية التي يتعلمها، أما ما أنا بصدده هنا، هو أنّي أستهوي وأحب أحدى المواد، فيما معلمها يبغضني حد الكراهية، وأشعر كأنني آكل شعر رأسي في حضرته..
• أحب المادة إلى الحد الذي أسعد أنها تتملكني أو هي تسعد أنني أتملكها، حب من طرفين لا من طرف واحد، لا يفسده إلا معلم المادة الذي بيني وبينه (ما صنع الحداد).. المادة شيقة، وسلسة، وجاذبه.. وأنا أعي أهميتها، وتتملكني الرغبة بها، ولكن معلمها المثقل بكراهية الوادي والجبل، يفسد العسل بالسم القاطع والمميت.. ويحز في النفس أن من يحمل تلك الكراهية يحمل معها لقب أكاديمي، وشهادة "دكتوراه".
• يريد أن يرضي أنائه ونقصه وتحيزاته وعاهاته المناطقية والجهوية التي باتت عصية على العلاج، ومستعصية الشفاء والحل.. لست وحدي من شعر بكل هذا، ولكن أيضا بعض أصدقائي الأعزاء.. لقد عانى بعضهم مما عانيت.. أحسست بكراهيته لشماليتي، بل ويكره أيضا من يراه ملازما لي من أصدقائي أبناء الجنوب.. بعضهم تعرض للسحق منه، لمجرد أنه شاهدهم فقط برفقتي، وهم المعهودين بالذكاء والفطن والتفوق..
• كان هذا الدكتور يعلم أنني متفوقا في دراستي، وأنني أحرزت المرتبة الأولى ـ بامتياز غير مسبوق ـ في سنة أولى حقوق، ولكنني لم أغتر أو أدَّعي، بل كنت خجولا في كل شيء، فيما أراد هو تعديل هذه النتيجة في السنة الثانية بدافع قرويته، وقد أستطاع بعد أن أفشلني في مادته مستغلا سلطته التي يستبد بها، وجوره الذي يرضي غروره وصغارته ومُركب نقص لا يُسد.
• في حصص “السمنار” ـ المناقشة ـ في مواضيع مادته كنت أحس أنه لا يطيقني، ولا يطيق سماعي، بل ويتدخل لقطع حديثي قبل أن أبدأ في الكلام، ويقطع درتي بساطور جزار، ويداهم أفكاري بسيل جرار لا يجلب إلا الخراب، بعد سؤال يداري تحته لؤمه وخبثه ونار تصطليه..
• إذا ما سألني لا يمهل نفسه نصف دقيقة ليصغي إلى ما أقول، بل يتدخل عسفا وفهلوة، ويقطع حديثي بمدية تشحذ بحقد موغل وموغور، ويضع نهاية لحديثي على غير ما أريد؛ وكأنه يريد إبلاغ زملائي أني لا أفقه شيئا.. ثم يكعكع بلسان تملا فمه معربا عن انتصار توهّمه.. كان بعض أصدقائي يجيدون تمثيل فهلوته، ويقلدون كعكعة ضحكته، غير أن الأهم إنها كانت مملوءة باللؤم والخبث والاحتقار الشديد..
• كان يشعر أنني في أعماق وعيي أقاوم سلطته ومرضه.. أرى من تفاصيل وجهه توعد منه إلى يوم الحساب، وهو يوم الامتحان الذي حولته صغارته إلى محطة انتقام وبرهنة على قرويته، ليرضى مرضه ومركب نقصه وتفاهة غروره..
• وجودي يستفزه كسترة مصارع ثيران.. يتوعدني ويكر بهيجان ثور أغلظ من جذع شجرة “الغريب”.. وقد أستطاع ركضي وركلي لأني كنت في حال أشبه بمكتوف مصفد بالحديد، فيما كان هو معززا بسلطة الأستاذ الذي لا يُرد له قراراً أو قولا في جلسة الامتحان الشفهي.. كان فيها خصما مملوء بالفجور، وليس أستاذ وقورا.. أستحوذ على منصة حكم غير آهل له.. كان هو الخصم والحكم الذي لا يستأنف له قرار، وكان سقوطه في هوة سحيقة ليس لها قاع أو مستقر..
• جهوي ومناطقي بل وقروي، ولكن بشهادة "دكتوراه".. لا يستطيع استيعاب شطرا من اليمن، أو حتى نصف أو بعض من جنوبه.. وأكثر من ذلك كان لا يستحِ.. غير أن المأساة أنه أستطاع يوما الوصول إلى اعتراش منصة القضاء ليس لجدارة أو استحقاق، بل لانتهازية وقروية من عيّنه..
• اليوم هذا الأستاذ يعبث بالقضاء ويحقد عليه، ويسوم القضاة بالجوع والهلاك والمناطقية المُستبدة.. كيف لهذا القضاء أن يتعافى ومثل هذا ينوخ بثقله الثقيل على سدته.. هذا وأمثاله وأمثال من عينه من التافهين هم من أوصلوا شعبنا وأوصلوا اليمن إلى هذا الخراب والدمار والتلاشي..
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
يتبع..
بعض من تفاصيل حياتي
تغاريد غير مشفرة
نكد العيد
احمد سيف حاشد
(1)
“إذا لم تستح افعل ما شيئت”
أحمد الحبيشي يقول أنني وغد
إن كنت أنا وغدا..!! بالله عليكم
ماذا سيكون أحمد الحبيشي..؟!!
(2)
عندما يتكئ أنصار الله على كهل انتهازي مثل أحمد الحبيشي
اعلموا أن المُلك قد صار عضوض، و ان السير يتجه نحو التلاشي والغرور..
(3)
تاريخ..
كل عيد يأتي اسوأ من سابقة..
أكثر حلكة وضيقا من الذي قبله..
حقيقة تكشف تراتبية السيئين..
عيدنا اليوم أكثر حزنا وبؤسا وشقاء من كل الأعياد التي مضت..
عيد اجتمعت فيه اعسار الدنيا كلّها..
أشد حدادا وسودا ويتما، وميتما لا عزاء فيه..
أعيادنا باتت دميمة كوجوههم، وغطرسة فاسديهم..
(4)
عندما تتحول الوظيفة العامة والمناصب إلى مكافآت للمناضلين أو المجاهدين أو الثوار
تتلاشى الإدارة وتحل محلّها الفوضى..
وسياسة من قوّى صميله عاش..
والرزق القادم من تحت ظلال السيوف
ويغدو الناهب والفاسد أحمر عين..
والنزيه المحترم يصيره أهبلا وخضعي وجبان..
تنقلب الأخلاق وتتبدل المعايير..
وتنتهي المواطنة والعدالة والمساوة..
وتنتهي الدولة إلى بدد
هكذا لُدغنا من الجحر ثلاث مرات.. ووصلنا إلى ما وصلنا إليه..
أنتهى كل شيء..
رفعت الأقلام وجفت الصحف..
(5)
اكتبوا مذكراتكم و سيركم و تجاربكم .. أنتم أعظم منهم، و الفارق أن الأقدار تواطأت معهم و خانتكم، و لم تأخذ بأيديكم، كما فعلت معهم .. عظمتكم أن حياتكم حافلة بالكثير من الكفاح و العطاء و ما يستحق أن يُقرأ، فيما حياة كثير من نكتب سيرهم أو نقرأ عنها هم مجرد مجرمين قتلة و لصوص و فاسدين و قطاع طرق .. اكتبوا تاريخكم قبل أن يزوروه و يفسدوه .. اعتزوا بتاريخكم و سيرة حياتكم لأنها أعظم من سيرهم و تاريخهم إن استحق تاريخهم المقارنة بتاريخكم و سيركم .. أنتم العظماء لا هم .. هم الأصفار و أنتم الأرقام التي وضعتهم لها قيمة لا يستحقونها..
(6)
أجبوهم قبل أن يموتوا بـ”كورونا”..!!!! بخ بخ يا ابن نشطان..!!
(7)
42 نوع من السموم
مهددون بها..
غير الحقارة التي ورثوها..
حقارة تستحث شجاعتنا إلى أقصى مدى
شجاعة حد الانتحار
قتلوا عبد الحبيب سالم.. فماذا كانت النتيجة؟!
سيقتلوننا اليوم ولكن بنتيجة ستكون أكثر سوءا من تلك
(8)
هل سيستخدم “كورونا”
لتصفية الخصوم السياسيين
من قبل سلطات الأمر الواقع هنا وهناك..؟!!
(9)
حروب الإخضاع لا طائل منها إلا الإنهاك
و خلق حوامل جديدة للمحتل و الأجنبي
و تمكينهما من وطنك الذي يتشظى و يتلاشى
(10)
بإمكانك التكتم عن أي خبر
إلا خبر الوباء
(11)
مبروووووك من القلب
للأستاذة بشرى المقطري
حصولها على جائزة “بالم”
لحرية التعبير و الصحافة .. تستحقها
(12)
خلال أيام قليلة ينتزع الموت 21 كادرا من جامعة عدن
السؤال: هل هذا وباء أم مؤامرة..؟!
ما يحدث في عدن شيء غامض جدا..!!
(13)
بين كورونا و الجبايات
اختاروا الجبايات
بكرة “كورونا” يلهف ما تم جبايته..
(14)
كل يتعلم بالكلفة التي يريد
و بعضهم لا يتعلمون
و بعضهم يتعلمون و لكن بكلفة وطن..
(15)
إذا كانت وثيقة المجلس الانتقالي بصدد فرض غرامات و عقوبات هي وثيقة صحيحة، و التي تستهدف من خلالها الحريات و الحقوق، و منها حق التعبير و الرأي، فإن المجلس بذلك لا يقل خطرا على المستقبل و على حريات و حقوق الإنسان من الحوثيين، مع فارق أن الحوثيين أقل ارتهانا من المجلس الانتقالي، و يقدمون مصلحة الجماعة على غيرها من المصالح، فيما الانتقالي يقدم أجندات الخارج على اجنداته..
(16)
و أنا اكتب و انشر تفاصيل حياتي اخوض ايضا معركة مع المستبدين و قطعانهم الذين يريدون تحديد ماذا نكتب و عما نكتب
و متى و ماذا ايضا نتنفس؟!!!
نكد العيد
احمد سيف حاشد
(1)
“إذا لم تستح افعل ما شيئت”
أحمد الحبيشي يقول أنني وغد
إن كنت أنا وغدا..!! بالله عليكم
ماذا سيكون أحمد الحبيشي..؟!!
(2)
عندما يتكئ أنصار الله على كهل انتهازي مثل أحمد الحبيشي
اعلموا أن المُلك قد صار عضوض، و ان السير يتجه نحو التلاشي والغرور..
(3)
تاريخ..
كل عيد يأتي اسوأ من سابقة..
أكثر حلكة وضيقا من الذي قبله..
حقيقة تكشف تراتبية السيئين..
عيدنا اليوم أكثر حزنا وبؤسا وشقاء من كل الأعياد التي مضت..
عيد اجتمعت فيه اعسار الدنيا كلّها..
أشد حدادا وسودا ويتما، وميتما لا عزاء فيه..
أعيادنا باتت دميمة كوجوههم، وغطرسة فاسديهم..
(4)
عندما تتحول الوظيفة العامة والمناصب إلى مكافآت للمناضلين أو المجاهدين أو الثوار
تتلاشى الإدارة وتحل محلّها الفوضى..
وسياسة من قوّى صميله عاش..
والرزق القادم من تحت ظلال السيوف
ويغدو الناهب والفاسد أحمر عين..
والنزيه المحترم يصيره أهبلا وخضعي وجبان..
تنقلب الأخلاق وتتبدل المعايير..
وتنتهي المواطنة والعدالة والمساوة..
وتنتهي الدولة إلى بدد
هكذا لُدغنا من الجحر ثلاث مرات.. ووصلنا إلى ما وصلنا إليه..
أنتهى كل شيء..
رفعت الأقلام وجفت الصحف..
(5)
اكتبوا مذكراتكم و سيركم و تجاربكم .. أنتم أعظم منهم، و الفارق أن الأقدار تواطأت معهم و خانتكم، و لم تأخذ بأيديكم، كما فعلت معهم .. عظمتكم أن حياتكم حافلة بالكثير من الكفاح و العطاء و ما يستحق أن يُقرأ، فيما حياة كثير من نكتب سيرهم أو نقرأ عنها هم مجرد مجرمين قتلة و لصوص و فاسدين و قطاع طرق .. اكتبوا تاريخكم قبل أن يزوروه و يفسدوه .. اعتزوا بتاريخكم و سيرة حياتكم لأنها أعظم من سيرهم و تاريخهم إن استحق تاريخهم المقارنة بتاريخكم و سيركم .. أنتم العظماء لا هم .. هم الأصفار و أنتم الأرقام التي وضعتهم لها قيمة لا يستحقونها..
(6)
أجبوهم قبل أن يموتوا بـ”كورونا”..!!!! بخ بخ يا ابن نشطان..!!
(7)
42 نوع من السموم
مهددون بها..
غير الحقارة التي ورثوها..
حقارة تستحث شجاعتنا إلى أقصى مدى
شجاعة حد الانتحار
قتلوا عبد الحبيب سالم.. فماذا كانت النتيجة؟!
سيقتلوننا اليوم ولكن بنتيجة ستكون أكثر سوءا من تلك
(8)
هل سيستخدم “كورونا”
لتصفية الخصوم السياسيين
من قبل سلطات الأمر الواقع هنا وهناك..؟!!
(9)
حروب الإخضاع لا طائل منها إلا الإنهاك
و خلق حوامل جديدة للمحتل و الأجنبي
و تمكينهما من وطنك الذي يتشظى و يتلاشى
(10)
بإمكانك التكتم عن أي خبر
إلا خبر الوباء
(11)
مبروووووك من القلب
للأستاذة بشرى المقطري
حصولها على جائزة “بالم”
لحرية التعبير و الصحافة .. تستحقها
(12)
خلال أيام قليلة ينتزع الموت 21 كادرا من جامعة عدن
السؤال: هل هذا وباء أم مؤامرة..؟!
ما يحدث في عدن شيء غامض جدا..!!
(13)
بين كورونا و الجبايات
اختاروا الجبايات
بكرة “كورونا” يلهف ما تم جبايته..
(14)
كل يتعلم بالكلفة التي يريد
و بعضهم لا يتعلمون
و بعضهم يتعلمون و لكن بكلفة وطن..
(15)
إذا كانت وثيقة المجلس الانتقالي بصدد فرض غرامات و عقوبات هي وثيقة صحيحة، و التي تستهدف من خلالها الحريات و الحقوق، و منها حق التعبير و الرأي، فإن المجلس بذلك لا يقل خطرا على المستقبل و على حريات و حقوق الإنسان من الحوثيين، مع فارق أن الحوثيين أقل ارتهانا من المجلس الانتقالي، و يقدمون مصلحة الجماعة على غيرها من المصالح، فيما الانتقالي يقدم أجندات الخارج على اجنداته..
(16)
و أنا اكتب و انشر تفاصيل حياتي اخوض ايضا معركة مع المستبدين و قطعانهم الذين يريدون تحديد ماذا نكتب و عما نكتب
و متى و ماذا ايضا نتنفس؟!!!
كلية الحقوق
(9)
قروي بشهادة "دكتوراه"
• مررت بأكثر من مائة معلم وأستاذ خلال مراحل دراستي كلها، ولم أجد فيهم أستاذا واحدا، يحمل كل ذاك اللؤم الذي لا يباريه فيه لئيم.. لا يوجد من يفوقه أو يضاهيه أو يحمل ما يحمله.. صدره موغور بغلّ حقود تستعجب أن يحمل رجل كل ذلك داخله.. ليس في صدره دواخل، ولكن داخله كير حداد، يصعد ويهبط ويصنع الخبث والنار الآكلة للحديد.. جسده مربوع كتنكة محشي بكراهية كالسم الزعاف، لا يحتملها وهد ولا جبل.. لا شفاعة له ترجى، ولا عذر يُلتمس.. لديه قدرة فذة لاستخراج أسوأ وأقبح ما فيك..
• من الطبيعي أن يكون الأستاذ مهابا عند طلبته، بل كان ذلك هو السائد أو الغالب في أيامنا.. ومن الوارد أيضا أن يفقد الطالب الكيمياء مع معلم المادة، أو نجد فجوة بين الطالب والمادة الدراسية التي يتعلمها، أما ما أنا بصدده هنا، هو أنّي أستهوي وأحب أحدى المواد، فيما معلمها يبغضني حد الكراهية، وأشعر كأنني آكل شعر رأسي في حضرته..
• أحب المادة إلى الحد الذي أسعد أنها تتملكني أو هي تسعد أنني أتملكها، حب من طرفين لا من طرف واحد، لا يفسده إلا معلم المادة الذي بيني وبينه (ما صنع الحداد).. المادة شيقة، وسلسة، وجاذبه.. وأنا أعي أهميتها، وتتملكني الرغبة بها، ولكن معلمها المثقل بكراهية الوادي والجبل، يفسد العسل بالسم القاطع والمميت.. ويحز في النفس أن من يحمل تلك الكراهية يحمل معها لقب أكاديمي، وشهادة "دكتوراه".
• يريد أن يرضي أنائه ونقصه وتحيزاته وعاهاته المناطقية والجهوية التي باتت عصية على العلاج، ومستعصية الشفاء والحل.. لست وحدي من شعر بكل هذا، ولكن أيضا بعض أصدقائي الأعزاء.. لقد عانى بعضهم مما عانيت.. أحسست بكراهيته لشماليتي، بل ويكره أيضا من يراه ملازما لي من أصدقائي أبناء الجنوب.. بعضهم تعرض للسحق منه، لمجرد أنه شاهدهم فقط برفقتي، وهم المعهودين بالذكاء والفطن والتفوق..
• كان هذا الدكتور يعلم أنني متفوقا في دراستي، وأنني أحرزت المرتبة الأولى ـ بامتياز غير مسبوق ـ في سنة أولى حقوق، ولكنني لم أغتر أو أدَّعي، بل كنت خجولا في كل شيء، فيما أراد هو تعديل هذه النتيجة في السنة الثانية بدافع قرويته، وقد أستطاع بعد أن أفشلني في مادته مستغلا سلطته التي يستبد بها، وجوره الذي يرضي غروره وصغارته ومُركب نقص لا يُسد.
• في حصص “السمنار” ـ المناقشة ـ في مواضيع مادته كنت أحس أنه لا يطيقني، ولا يطيق سماعي، بل ويتدخل لقطع حديثي قبل أن أبدأ في الكلام، ويقطع درتي بساطور جزار، ويداهم أفكاري بسيل جرار لا يجلب إلا الخراب، بعد سؤال يداري تحته لؤمه وخبثه ونار تصطليه..
• إذا ما سألني لا يمهل نفسه نصف دقيقة ليصغي إلى ما أقول، بل يتدخل عسفا وفهلوة، ويقطع حديثي بمدية تشحذ بحقد موغل وموغور، ويضع نهاية لحديثي على غير ما أريد؛ وكأنه يريد إبلاغ زملائي أني لا أفقه شيئا.. ثم يكعكع بلسان تملا فمه معربا عن انتصار توهّمه.. كان بعض أصدقائي يجيدون تمثيل فهلوته، ويقلدون كعكعة ضحكته، غير أن الأهم إنها كانت مملوءة باللؤم والخبث والاحتقار الشديد..
• كان يشعر أنني في أعماق وعيي أقاوم سلطته ومرضه.. أرى من تفاصيل وجهه توعد منه إلى يوم الحساب، وهو يوم الامتحان الذي حولته صغارته إلى محطة انتقام وبرهنة على قرويته، ليرضى مرضه ومركب نقصه وتفاهة غروره..
• وجودي يستفزه كسترة مصارع ثيران.. يتوعدني ويكر بهيجان ثور أغلظ من جذع شجرة “الغريب”.. وقد أستطاع ركضي وركلي لأني كنت في حال أشبه بمكتوف مصفد بالحديد، فيما كان هو معززا بسلطة الأستاذ الذي لا يُرد له قراراً أو قولا في جلسة الامتحان الشفهي.. كان فيها خصما مملوء بالفجور، وليس أستاذ وقورا.. أستحوذ على منصة حكم غير آهل له.. كان هو الخصم والحكم الذي لا يستأنف له قرار، وكان سقوطه في هوة سحيقة ليس لها قاع أو مستقر..
• جهوي ومناطقي بل وقروي، ولكن بشهادة "دكتوراه".. لا يستطيع استيعاب شطرا من اليمن، أو حتى نصف أو بعض من جنوبه.. وأكثر من ذلك كان لا يستحِ.. غير أن المأساة أنه أستطاع يوما الوصول إلى اعتراش منصة القضاء ليس لجدارة أو استحقاق، بل لانتهازية وقروية من عيّنه..
• اليوم هذا الأستاذ يعبث بالقضاء ويحقد عليه، ويسوم القضاة بالجوع والهلاك والمناطقية المُستبدة.. كيف لهذا القضاء أن يتعافى ومثل هذا ينوخ بثقله الثقيل على سدته.. هذا وأمثاله وأمثال من عينه من التافهين هم من أوصلوا شعبنا وأوصلوا اليمن إلى هذا الخراب والدمار والتلاشي..
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
يتبع..
بعض من تفاصيل حياتي
(9)
قروي بشهادة "دكتوراه"
• مررت بأكثر من مائة معلم وأستاذ خلال مراحل دراستي كلها، ولم أجد فيهم أستاذا واحدا، يحمل كل ذاك اللؤم الذي لا يباريه فيه لئيم.. لا يوجد من يفوقه أو يضاهيه أو يحمل ما يحمله.. صدره موغور بغلّ حقود تستعجب أن يحمل رجل كل ذلك داخله.. ليس في صدره دواخل، ولكن داخله كير حداد، يصعد ويهبط ويصنع الخبث والنار الآكلة للحديد.. جسده مربوع كتنكة محشي بكراهية كالسم الزعاف، لا يحتملها وهد ولا جبل.. لا شفاعة له ترجى، ولا عذر يُلتمس.. لديه قدرة فذة لاستخراج أسوأ وأقبح ما فيك..
• من الطبيعي أن يكون الأستاذ مهابا عند طلبته، بل كان ذلك هو السائد أو الغالب في أيامنا.. ومن الوارد أيضا أن يفقد الطالب الكيمياء مع معلم المادة، أو نجد فجوة بين الطالب والمادة الدراسية التي يتعلمها، أما ما أنا بصدده هنا، هو أنّي أستهوي وأحب أحدى المواد، فيما معلمها يبغضني حد الكراهية، وأشعر كأنني آكل شعر رأسي في حضرته..
• أحب المادة إلى الحد الذي أسعد أنها تتملكني أو هي تسعد أنني أتملكها، حب من طرفين لا من طرف واحد، لا يفسده إلا معلم المادة الذي بيني وبينه (ما صنع الحداد).. المادة شيقة، وسلسة، وجاذبه.. وأنا أعي أهميتها، وتتملكني الرغبة بها، ولكن معلمها المثقل بكراهية الوادي والجبل، يفسد العسل بالسم القاطع والمميت.. ويحز في النفس أن من يحمل تلك الكراهية يحمل معها لقب أكاديمي، وشهادة "دكتوراه".
• يريد أن يرضي أنائه ونقصه وتحيزاته وعاهاته المناطقية والجهوية التي باتت عصية على العلاج، ومستعصية الشفاء والحل.. لست وحدي من شعر بكل هذا، ولكن أيضا بعض أصدقائي الأعزاء.. لقد عانى بعضهم مما عانيت.. أحسست بكراهيته لشماليتي، بل ويكره أيضا من يراه ملازما لي من أصدقائي أبناء الجنوب.. بعضهم تعرض للسحق منه، لمجرد أنه شاهدهم فقط برفقتي، وهم المعهودين بالذكاء والفطن والتفوق..
• كان هذا الدكتور يعلم أنني متفوقا في دراستي، وأنني أحرزت المرتبة الأولى ـ بامتياز غير مسبوق ـ في سنة أولى حقوق، ولكنني لم أغتر أو أدَّعي، بل كنت خجولا في كل شيء، فيما أراد هو تعديل هذه النتيجة في السنة الثانية بدافع قرويته، وقد أستطاع بعد أن أفشلني في مادته مستغلا سلطته التي يستبد بها، وجوره الذي يرضي غروره وصغارته ومُركب نقص لا يُسد.
• في حصص “السمنار” ـ المناقشة ـ في مواضيع مادته كنت أحس أنه لا يطيقني، ولا يطيق سماعي، بل ويتدخل لقطع حديثي قبل أن أبدأ في الكلام، ويقطع درتي بساطور جزار، ويداهم أفكاري بسيل جرار لا يجلب إلا الخراب، بعد سؤال يداري تحته لؤمه وخبثه ونار تصطليه..
• إذا ما سألني لا يمهل نفسه نصف دقيقة ليصغي إلى ما أقول، بل يتدخل عسفا وفهلوة، ويقطع حديثي بمدية تشحذ بحقد موغل وموغور، ويضع نهاية لحديثي على غير ما أريد؛ وكأنه يريد إبلاغ زملائي أني لا أفقه شيئا.. ثم يكعكع بلسان تملا فمه معربا عن انتصار توهّمه.. كان بعض أصدقائي يجيدون تمثيل فهلوته، ويقلدون كعكعة ضحكته، غير أن الأهم إنها كانت مملوءة باللؤم والخبث والاحتقار الشديد..
• كان يشعر أنني في أعماق وعيي أقاوم سلطته ومرضه.. أرى من تفاصيل وجهه توعد منه إلى يوم الحساب، وهو يوم الامتحان الذي حولته صغارته إلى محطة انتقام وبرهنة على قرويته، ليرضى مرضه ومركب نقصه وتفاهة غروره..
• وجودي يستفزه كسترة مصارع ثيران.. يتوعدني ويكر بهيجان ثور أغلظ من جذع شجرة “الغريب”.. وقد أستطاع ركضي وركلي لأني كنت في حال أشبه بمكتوف مصفد بالحديد، فيما كان هو معززا بسلطة الأستاذ الذي لا يُرد له قراراً أو قولا في جلسة الامتحان الشفهي.. كان فيها خصما مملوء بالفجور، وليس أستاذ وقورا.. أستحوذ على منصة حكم غير آهل له.. كان هو الخصم والحكم الذي لا يستأنف له قرار، وكان سقوطه في هوة سحيقة ليس لها قاع أو مستقر..
• جهوي ومناطقي بل وقروي، ولكن بشهادة "دكتوراه".. لا يستطيع استيعاب شطرا من اليمن، أو حتى نصف أو بعض من جنوبه.. وأكثر من ذلك كان لا يستحِ.. غير أن المأساة أنه أستطاع يوما الوصول إلى اعتراش منصة القضاء ليس لجدارة أو استحقاق، بل لانتهازية وقروية من عيّنه..
• اليوم هذا الأستاذ يعبث بالقضاء ويحقد عليه، ويسوم القضاة بالجوع والهلاك والمناطقية المُستبدة.. كيف لهذا القضاء أن يتعافى ومثل هذا ينوخ بثقله الثقيل على سدته.. هذا وأمثاله وأمثال من عينه من التافهين هم من أوصلوا شعبنا وأوصلوا اليمن إلى هذا الخراب والدمار والتلاشي..
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
يتبع..
بعض من تفاصيل حياتي
تاريخ..
كل عيد يأتي اسوأ من سابقة..
أكثر حلكة وضيقا من الذي قبله..
حقيقة تكشف تراتبية السيئين..
عيدنا اليوم أكثر حزنا وبؤسا وشقاء من كل الأعياد التي مضت..
عيد أجتمعت فيه أعسار الدنيا كلّها..
أشد حدادا وسودا ويتما، وميتما لا عزاء فيه..
أعيادنا باتت دميمة كوجوههم، وغطرسة فاسديهم..
كل عيد يأتي اسوأ من سابقة..
أكثر حلكة وضيقا من الذي قبله..
حقيقة تكشف تراتبية السيئين..
عيدنا اليوم أكثر حزنا وبؤسا وشقاء من كل الأعياد التي مضت..
عيد أجتمعت فيه أعسار الدنيا كلّها..
أشد حدادا وسودا ويتما، وميتما لا عزاء فيه..
أعيادنا باتت دميمة كوجوههم، وغطرسة فاسديهم..
اصداء من الوتس..
خليل الصريمي:
تعليقي بعد اذنكم على حلقات التعذيب:
ولكن دعني اطرح تجربة حصلت معي شخصيا بعد تخرجي من الجامعة عام1985 بعدها كان هناك تدريس الزامي علينا وفعلا اديت هذه الخدمة في مدرسة ستهوعشرين سبتمبر في تعز. علما اني كنت مدرس تربية اسلامية ولا داعي للتعليق
خاصة وقد خمن الطلاب من ظاهر ملبسي وشكلي بقولهم هذا الاستاذ سيدرس اي ماده فالبعض قال رياضيات والاخر قال فنية واخر قال تربية بدنيه وعندما علموا اني مدرس تربية اسلامية صعقوا وكنت اضحك امامهم بصورة غير عادية فقالو يا استاذ نحن نرى مدرس التربية الاسلامية لازم يكون لابس زنه وشال وذقن وانت كل هذه المواصفات لاتوجد فيكك
المهم كنت ادرس اولى تاسع وزميلي يدرس اولى عاشر. كنت ارى طالبا متمردا من طلاب اولى عاشر كانت معظم اوقاته في البوفية خارج المدرسه او في ساحة المدرسة وانا مغتاض لماذا لا يحظر هذا الطالب الحصص كغيره من التلاميذ
المهم جاء الوقت الذي طلب مني ان اجمع الصفين اولى تاسع مع اولى عاشر فدخلت الصف اولي عاشر ولاحظت هذا الطالب واقفا فوق احدي الماسات فقلت لاحد الطلاب روح جيب لي اقوى عصى في الادارة واخرجت هذا الطالب امام السبوره وضربته اربع خبطات في يده اليمني واربع اخرى في يده اليسرى
وقلت له شوف اشتيك تجلس تتذكرني خلال سنوات دراستك كلها وتشعر بالالم كلما تذكرتني لماذا لان اهلك ابوك وامك معتقدين انك طالب مدرسي يحب العلم ولا يعلموا انك صائع طول الوقت وانت اما في البوفية الخارجية او تتسكع في ساحة المدرسة واعلم اني لو رايتك مرة اخرى فسوف يكون العقاب مضروبا في عشرة.
.....
قطعا ان ممارسات التعذيب بهذه الصورة القاسية والتي لا توجد اي مقارنةبين الخطا والعقوبه التي يمارسونها ساديون حتى لو كانو يعلمونا لان المعلم لا يمكن ان يحاسب طلابه بهذا الشكل المخيف بل والمفزع ناهيكم عن الاام الذي يتعرض له الطالب في اماكن مايفكر بها الا الساديون الذين يمارسون التعذيب في معاقل السجون بغية اخذ اعترافات لا وجود لها الا في عقولهم النتنه
ومع ذلك فان ذلك الزمن نلاحظ قساوة بعض الاباء في معاقبة ابنائهم دون اي استفسار بس لان المدرس عاقبه فهو اذن يستحق العقاب
ومع ذلك فعقوبة الاب وقسوته علي ابنه تولد عذابا نفسيا لدى الاب ولكن من العيب في ذاك التاريخ ان يظهر الاب ذلك امام الناس وخاصة الاقرباء
اترك التعليق لفضيلتكم الكريمة
خليل الصريمي:
تعليقي بعد اذنكم على حلقات التعذيب:
ولكن دعني اطرح تجربة حصلت معي شخصيا بعد تخرجي من الجامعة عام1985 بعدها كان هناك تدريس الزامي علينا وفعلا اديت هذه الخدمة في مدرسة ستهوعشرين سبتمبر في تعز. علما اني كنت مدرس تربية اسلامية ولا داعي للتعليق
خاصة وقد خمن الطلاب من ظاهر ملبسي وشكلي بقولهم هذا الاستاذ سيدرس اي ماده فالبعض قال رياضيات والاخر قال فنية واخر قال تربية بدنيه وعندما علموا اني مدرس تربية اسلامية صعقوا وكنت اضحك امامهم بصورة غير عادية فقالو يا استاذ نحن نرى مدرس التربية الاسلامية لازم يكون لابس زنه وشال وذقن وانت كل هذه المواصفات لاتوجد فيكك
المهم كنت ادرس اولى تاسع وزميلي يدرس اولى عاشر. كنت ارى طالبا متمردا من طلاب اولى عاشر كانت معظم اوقاته في البوفية خارج المدرسه او في ساحة المدرسة وانا مغتاض لماذا لا يحظر هذا الطالب الحصص كغيره من التلاميذ
المهم جاء الوقت الذي طلب مني ان اجمع الصفين اولى تاسع مع اولى عاشر فدخلت الصف اولي عاشر ولاحظت هذا الطالب واقفا فوق احدي الماسات فقلت لاحد الطلاب روح جيب لي اقوى عصى في الادارة واخرجت هذا الطالب امام السبوره وضربته اربع خبطات في يده اليمني واربع اخرى في يده اليسرى
وقلت له شوف اشتيك تجلس تتذكرني خلال سنوات دراستك كلها وتشعر بالالم كلما تذكرتني لماذا لان اهلك ابوك وامك معتقدين انك طالب مدرسي يحب العلم ولا يعلموا انك صائع طول الوقت وانت اما في البوفية الخارجية او تتسكع في ساحة المدرسة واعلم اني لو رايتك مرة اخرى فسوف يكون العقاب مضروبا في عشرة.
.....
قطعا ان ممارسات التعذيب بهذه الصورة القاسية والتي لا توجد اي مقارنةبين الخطا والعقوبه التي يمارسونها ساديون حتى لو كانو يعلمونا لان المعلم لا يمكن ان يحاسب طلابه بهذا الشكل المخيف بل والمفزع ناهيكم عن الاام الذي يتعرض له الطالب في اماكن مايفكر بها الا الساديون الذين يمارسون التعذيب في معاقل السجون بغية اخذ اعترافات لا وجود لها الا في عقولهم النتنه
ومع ذلك فان ذلك الزمن نلاحظ قساوة بعض الاباء في معاقبة ابنائهم دون اي استفسار بس لان المدرس عاقبه فهو اذن يستحق العقاب
ومع ذلك فعقوبة الاب وقسوته علي ابنه تولد عذابا نفسيا لدى الاب ولكن من العيب في ذاك التاريخ ان يظهر الاب ذلك امام الناس وخاصة الاقرباء
اترك التعليق لفضيلتكم الكريمة
عندما تتحول الوظيفة العامة والمناصب إلى مكافآت للمناضلين أو المجاهدين أو الثوار
تتلاشى الإدارة وتحل محلّها الفوضى..
وسياسة من قوّى صميله عاش..
والرزق القادم من تحت ظلال السيوف
ويغدو الناهب والفاسد أحمر عين..
والنزيه المحترم يصيره أهبلا وخضعي وجبان..
تنقلب الأخلاق وتتبدل المعايير..
وتنتهي المواطنة والعدالة والمساوة..
وتنتهي الدولة إلى بدد
هكذا لُدغنا من الجحر ثلاث مرات.. ووصلنا إلى ما وصلنا إليه..
أنتهى كل شيء..
رفعت الأقلام وجفت الصحف..
تتلاشى الإدارة وتحل محلّها الفوضى..
وسياسة من قوّى صميله عاش..
والرزق القادم من تحت ظلال السيوف
ويغدو الناهب والفاسد أحمر عين..
والنزيه المحترم يصيره أهبلا وخضعي وجبان..
تنقلب الأخلاق وتتبدل المعايير..
وتنتهي المواطنة والعدالة والمساوة..
وتنتهي الدولة إلى بدد
هكذا لُدغنا من الجحر ثلاث مرات.. ووصلنا إلى ما وصلنا إليه..
أنتهى كل شيء..
رفعت الأقلام وجفت الصحف..
حركة 20 مايو تحذر من مخططات تمزيق الوطن وتؤكد أن ما يجري اليوم على الواقع يؤكد صوابية ما ذهبت وحذرت منه مسبقا
بيان حركة العشرين من مايو في الذكرى الثالثه
يا جماهير شعبنا اليمني العظيم :
هاهي الذكرى الثالثة لإطلاق وانطلاق الحركة تأتي وواقعنا اليوم تخيم عليه اجواء معبأة بالحقائق التي تؤكد عن صحة رؤية الحركة وصدق الحركة ووطنية نشأتها و توجهاتها و وطنية الهدف .
وان الحركة جاءت تعبيرا عن حاجة وطنية ملحة نابع عن وعي كامل بالمؤامرة التي تستهدف وطننا الحبيب واستشعارا للمسؤولية الوطنية في محاولة لدق ناقوس الخطر والتعبئة والمبادرة للعمل والتضحية.
فها هي حقائق اليوم تثبت صوابية رؤية الحركة فيما يتعلق بقضايا وقف صرف المرتبات وتعويم المشتقات النفطية وحكومات أسياد الحرب.
حيث تثبت الحقائق اليوم صوب رؤية الحركة بأن قرار وقف صرف المرتبات هو مؤامرة محلية وإقليمية ودولية هدفها الضغط على شعبنا للمساومة ضمن معادلة الراتب مقابل التنازل عن السيادة وقبول مخطط التمزيق. وهو ما أكدته اتفاقية استوكهولم حيث لا تزال إلى حد اليوم لم يتم تنفيذ وعد صرف المرتبات والسبب هو أن يبقى صرف الراتب حتى تمرير كامل المخطط.
وها هي حقائق اليوم تثبت خطر قرار تعويم المشتقات النفطية وضرورة إلغائه. فاليوم حيث هبطت اسعار النفط إلى أدنى مستوى في التاريخ نجد أن بلادنا هي الوحيدة في الأرض التي لا بزال السعر عند أعلى مستوى في التاريخ. هذا غير ما يمثله القرار من خطر على البلد كون النفط سلعة سيادية تتعلق بالأمن القومي للبلد ولا تتنازل عنه الدول للتجار. بالإضافة إلى أنه جاء ضمن مخطط تدمير الدولة الهادف إلى تصفية اهم مؤسسات الدولة وهي شركة النفط اليمنية.
وها هي حقائق اليوم تثبت صدق رؤية الحركة للحكومات المتقاسمة للبلد بأنها بحق حكومات أسياد حرب ووجوب إسقاطها.
كما تثبت الحقائق خطورة كلما سبق على وحدة اليمن واستقرارها.
يا جماهير شعبنا اليمني العظيم..
وها هي تأتي هذه الذكرى اليوم وسط حدث عالمي هو ما يسمى بجائحة كورونا التي يظهر الإستثمار السياسي لها واضحا من قبل القوى الدولية الإستعمارية لتمرير مخططاتها في العالم وبلدنا جزءا منه ان لم يكن خطرها في بلدنا اكبر .
حيث يراد تمرير مشروع التمزيق لبلدنا بتثبيت الوضع الحالي بمبرر مواجهة جائحة كورونا رغم أن المعلن بعدم القدرة على مواجهة الجائحة.
كما أن الجماعات المحلية المتقاسمة للبلد تستثمر هذه الجائحة للتهرب من التزاماتها واستحقاقات الشعب وفوق ذلك لجباية الأموال بحجة مواجهة الجائحة وفوق ذلك وهو الخطير أيضا هو ان استغلالها دوليا ومحليا للتخلص من الخصوم السياسيين والشخصيات الوطنية وكذلك الكوادر العلمية المؤهلة يظل قائما خصوصاً ما يجري في عدن الحبيبة اليوم ...
يا جماهير شعبنا اليمني.. أن حركة العشرين من مايو في ذكراها الثالثة اذ تذكركم اليوم بالماضي وتحذر من مخططات المستقبل .. فإنها تجدد لكم العهد بمواصلة النضال بكشف المؤامرة و كل مخططاتها والعمل على افشالها ..
عاشت اليمن موحدة حرة أبيه
حركة العشرين من مايو
صنعاء 20 مايو 2020
بيان حركة العشرين من مايو في الذكرى الثالثه
يا جماهير شعبنا اليمني العظيم :
هاهي الذكرى الثالثة لإطلاق وانطلاق الحركة تأتي وواقعنا اليوم تخيم عليه اجواء معبأة بالحقائق التي تؤكد عن صحة رؤية الحركة وصدق الحركة ووطنية نشأتها و توجهاتها و وطنية الهدف .
وان الحركة جاءت تعبيرا عن حاجة وطنية ملحة نابع عن وعي كامل بالمؤامرة التي تستهدف وطننا الحبيب واستشعارا للمسؤولية الوطنية في محاولة لدق ناقوس الخطر والتعبئة والمبادرة للعمل والتضحية.
فها هي حقائق اليوم تثبت صوابية رؤية الحركة فيما يتعلق بقضايا وقف صرف المرتبات وتعويم المشتقات النفطية وحكومات أسياد الحرب.
حيث تثبت الحقائق اليوم صوب رؤية الحركة بأن قرار وقف صرف المرتبات هو مؤامرة محلية وإقليمية ودولية هدفها الضغط على شعبنا للمساومة ضمن معادلة الراتب مقابل التنازل عن السيادة وقبول مخطط التمزيق. وهو ما أكدته اتفاقية استوكهولم حيث لا تزال إلى حد اليوم لم يتم تنفيذ وعد صرف المرتبات والسبب هو أن يبقى صرف الراتب حتى تمرير كامل المخطط.
وها هي حقائق اليوم تثبت خطر قرار تعويم المشتقات النفطية وضرورة إلغائه. فاليوم حيث هبطت اسعار النفط إلى أدنى مستوى في التاريخ نجد أن بلادنا هي الوحيدة في الأرض التي لا بزال السعر عند أعلى مستوى في التاريخ. هذا غير ما يمثله القرار من خطر على البلد كون النفط سلعة سيادية تتعلق بالأمن القومي للبلد ولا تتنازل عنه الدول للتجار. بالإضافة إلى أنه جاء ضمن مخطط تدمير الدولة الهادف إلى تصفية اهم مؤسسات الدولة وهي شركة النفط اليمنية.
وها هي حقائق اليوم تثبت صدق رؤية الحركة للحكومات المتقاسمة للبلد بأنها بحق حكومات أسياد حرب ووجوب إسقاطها.
كما تثبت الحقائق خطورة كلما سبق على وحدة اليمن واستقرارها.
يا جماهير شعبنا اليمني العظيم..
وها هي تأتي هذه الذكرى اليوم وسط حدث عالمي هو ما يسمى بجائحة كورونا التي يظهر الإستثمار السياسي لها واضحا من قبل القوى الدولية الإستعمارية لتمرير مخططاتها في العالم وبلدنا جزءا منه ان لم يكن خطرها في بلدنا اكبر .
حيث يراد تمرير مشروع التمزيق لبلدنا بتثبيت الوضع الحالي بمبرر مواجهة جائحة كورونا رغم أن المعلن بعدم القدرة على مواجهة الجائحة.
كما أن الجماعات المحلية المتقاسمة للبلد تستثمر هذه الجائحة للتهرب من التزاماتها واستحقاقات الشعب وفوق ذلك لجباية الأموال بحجة مواجهة الجائحة وفوق ذلك وهو الخطير أيضا هو ان استغلالها دوليا ومحليا للتخلص من الخصوم السياسيين والشخصيات الوطنية وكذلك الكوادر العلمية المؤهلة يظل قائما خصوصاً ما يجري في عدن الحبيبة اليوم ...
يا جماهير شعبنا اليمني.. أن حركة العشرين من مايو في ذكراها الثالثة اذ تذكركم اليوم بالماضي وتحذر من مخططات المستقبل .. فإنها تجدد لكم العهد بمواصلة النضال بكشف المؤامرة و كل مخططاتها والعمل على افشالها ..
عاشت اليمن موحدة حرة أبيه
حركة العشرين من مايو
صنعاء 20 مايو 2020
كلية الحقوق
(11)
تفوق ومعوقات..
احمد سيف حاشد
أزعم أن حياتي لا تعرف للغرور باب أو طريق، بل أظن أن الخجل الشديد قد طالني بخسران أشد، وقد خسرت في حياتي أشياء كثيرة؛ بسبب هذا الخجل الذي رافق حياتي، وسآتي على ذكرها لاحقا في مواضع عدة، إلا أنني أعتز بنفسي، حيث لازال ذلك الصدى حيا في مسامعي وهو يقول: "أعتز بنفسك. ارفع رأسك أنت قائد"، ولطالما أعجبتني تلك المقولة: "الجندي الذي لا يحلم أن يكون جنرالا فهو جندي خامل" وأعجبتني رواية "الخلود" للكاتب ميلان كونديرا، وهو يحدثنا على معبد المجد والخلود.. ولازالت عظمة المتنبي تستحوذ على كثير من إعجابي، منذ أن قرأت سيرته في عهد باكر من حياتي.. لا يمكن لشاعر أن يدعي النبوة إلا عظيم، وقد كان المتنبي كذلك.. كل محطات حياته كانت تجمع بين العظمة والشموخ والاعتزاز بالنفس والتمرد المستمر على واقعه الثقيل.. لازال وقع البيت الشعري للمتنبي حاضرا في وجداني وذاكرتي:
"إذا غامَرْتَ في شَرَفٍ مَرُومِ.. فَلا تَقنَعْ بما دونَ النّجومِ"
من البذار إلى القطاف كانت رحلتي الأولى في كلية الحقوق.. رحلة تقول بقدر ما تعطي يكون الحصاد.. بقدر الجهد المبذول تكون الثمار.. بقدر اجتهادك ومثابرتك تكون النتيجة.. الحصول على المركز الأول في الدفعة كان هو هدفي الأول.. التفرد يعني لا يوجد من يشبهك، وهو غير متأتي إلا بإحراز المركز الأول.. التميز يمنحك ما تستحق من المكانة، أما التفرد فلا يكون أقل من الأول.. إن تخليت عنه أو تخلى عنك، فستكون أمام الذهاب إلى ما دونه، وربما تصل إلى القاع أن تهاونت أو أرخيت همتك وعزيمتك..
لقد تطلعت إلى المركز الأول في الكلية العسكرية ونلته بجدارة.. وتطلعت في دورة الصاعقة إلى إحراز المركز الأول، وطلته باستحقاق.. والآن المركز الأول ليس بالمكان القصي حد المستحيل.. الأول وحده هو من يُشار له بالبنان.. يجب أن أكون في المقدمة.. أعجبت بذلك الذي قال: " لا احد يذكر من حاز على المركز الثاني في السباق." الأول يمنحك الشعور بالتفرد والتميز والجدارة.. هناك إنسان داخلي يحثني دوما نحو الصعود إلى القمة..
في السنة الدراسية الأولى حقوق بذلت جهد بمستوى التحدّي، وحجم الهدف الذي يليق، وجاءت النتيجة إحرازي للمركز الأول في الدفعة بدرجة لم يطلها أحدا في الدُفع السابقة من عمر الكلية..
ما من أحد لا تعتريه نقاط الضعف، وقد كنت أسد نقاط الضعف بفائض القوة التي احققها في بعض المساقات الدراسية الأخرى.. نقصان الدرجات في بعض المواد كان يدفعني إلى تعويضها في مواد أخرى لأبقى في المقدمة.. كما أعطى البخل والتشدد في منح الدرجات من قبل بعض أساتذة الكلية، تفوق ألذ وأمتع..
عندما تجد مجهودك يثمر ما يساويه من النجاح، من حقك أن تفرح، ومن حق الفرح أن يأخذ مداه ويغمرك بنشوته، ولاسيما عندما تعبر محطات الفشل والإخفاق والمُحبطات، وتتجاوز الصعاب والعقبات التي تعترض سير نجاحك، أو تحول دون أن تحقيق مزيد من النجاح والتفوق..
ومع ذلك أستطيع أن اقول أيضا وفي المقام ذاته، لست ذكيا بما يجعلني مفاخرا بهذه النتيجة إلى ذلك الحد، ولكن استطيع الزعم أنني كنت مجتهدا ومثابرا ومواظبا وموفقا في عنادي لتحقيق مثل تلك النتيجة..
أظن أن من جملة أسباب تحقيق مثل تلك النتيجة هي أنني كنت أحاول اطلّع في جزئية أكثر مما كان الاستاذ مطّلع فيها، أو حتى يكون قد أطلع عليها ولكن كانت في زاوية من ذاكرته، ثم يسمعها منّي أو يقرأها في إجاباتي دون الآخرين.. وبهذا أجد نفسي أتميز عن أقراني، وأضيف شيئا يجعل الاستاذ يعيرني رضى أكثر، أو يشعرني ببعض الإعجاب المعلن أو الكتوم، بسبب ما أحاول أن أميز نفسي فيه، عن زملائي، أو هكذا أظن..
وخلاصة ما تعلمته من هذا التفوق والنجاح أنه بإمكان الفاشل في محطات عديدة أن يعوض هذا الفشل في محطات أخرى تجلب له كثير من النجاح بل والتفوق أيضا.. تعلمت أن الظروف العابسة أو البائسة يمكنها أن تكون أيضا دافعا أو ملهما لكثير من النجاح.. تعلمت أن كل شخص فينا يمكنه أن يجد ما يميزه إن بحث عن هذا التميز واجتهد في الحصول عليه..
كل شخص فينا لديه ما لا يجده عند غيره، ومن يفشل في أمر فهذا الفشل ليس آخر العالم، بل لدى هذا الفاشل القدرة على التفوق في أمر آخر أن سعى إليه واجتهد .. المهم أن نكتشف أنفسنا أولا، ونعمل ونجتهد ثانيا من أجل التفوق في هذا الأمر أو ذاك، ولا نيأس ولا نستسلم للإخفاق والفشل.. والأهم من المهم هو أن هذا النجاح والتفوق يجب أن يقترن بشرف الوسيلة ونبل الهدف.
معضلتي كانت في السنة الأولى حقوق، بل نقطة ضعفي الأهم هي مادة الإنجليزي التي كانت تشدني بقوة وتسحبني إلى الخلف، والتي لم أتجاوز في محصلة نهاية العام في سنة أولى حقوق نسبة الـ 74% ولكنني استطعت أن أعوض ما فقدت فيها من درجات بتفوقي في المواد الأخرى، التي أحرزت فيها أكثر الدرجات..
في السنة الثانية تضافرت ثلاث أسباب لأتراجع للمرتبة الثانية، كانت الأولى وهي الأهم أن الحكم قد أخل بالمساواة بفرص وشروط السباق، عند
(11)
تفوق ومعوقات..
احمد سيف حاشد
أزعم أن حياتي لا تعرف للغرور باب أو طريق، بل أظن أن الخجل الشديد قد طالني بخسران أشد، وقد خسرت في حياتي أشياء كثيرة؛ بسبب هذا الخجل الذي رافق حياتي، وسآتي على ذكرها لاحقا في مواضع عدة، إلا أنني أعتز بنفسي، حيث لازال ذلك الصدى حيا في مسامعي وهو يقول: "أعتز بنفسك. ارفع رأسك أنت قائد"، ولطالما أعجبتني تلك المقولة: "الجندي الذي لا يحلم أن يكون جنرالا فهو جندي خامل" وأعجبتني رواية "الخلود" للكاتب ميلان كونديرا، وهو يحدثنا على معبد المجد والخلود.. ولازالت عظمة المتنبي تستحوذ على كثير من إعجابي، منذ أن قرأت سيرته في عهد باكر من حياتي.. لا يمكن لشاعر أن يدعي النبوة إلا عظيم، وقد كان المتنبي كذلك.. كل محطات حياته كانت تجمع بين العظمة والشموخ والاعتزاز بالنفس والتمرد المستمر على واقعه الثقيل.. لازال وقع البيت الشعري للمتنبي حاضرا في وجداني وذاكرتي:
"إذا غامَرْتَ في شَرَفٍ مَرُومِ.. فَلا تَقنَعْ بما دونَ النّجومِ"
من البذار إلى القطاف كانت رحلتي الأولى في كلية الحقوق.. رحلة تقول بقدر ما تعطي يكون الحصاد.. بقدر الجهد المبذول تكون الثمار.. بقدر اجتهادك ومثابرتك تكون النتيجة.. الحصول على المركز الأول في الدفعة كان هو هدفي الأول.. التفرد يعني لا يوجد من يشبهك، وهو غير متأتي إلا بإحراز المركز الأول.. التميز يمنحك ما تستحق من المكانة، أما التفرد فلا يكون أقل من الأول.. إن تخليت عنه أو تخلى عنك، فستكون أمام الذهاب إلى ما دونه، وربما تصل إلى القاع أن تهاونت أو أرخيت همتك وعزيمتك..
لقد تطلعت إلى المركز الأول في الكلية العسكرية ونلته بجدارة.. وتطلعت في دورة الصاعقة إلى إحراز المركز الأول، وطلته باستحقاق.. والآن المركز الأول ليس بالمكان القصي حد المستحيل.. الأول وحده هو من يُشار له بالبنان.. يجب أن أكون في المقدمة.. أعجبت بذلك الذي قال: " لا احد يذكر من حاز على المركز الثاني في السباق." الأول يمنحك الشعور بالتفرد والتميز والجدارة.. هناك إنسان داخلي يحثني دوما نحو الصعود إلى القمة..
في السنة الدراسية الأولى حقوق بذلت جهد بمستوى التحدّي، وحجم الهدف الذي يليق، وجاءت النتيجة إحرازي للمركز الأول في الدفعة بدرجة لم يطلها أحدا في الدُفع السابقة من عمر الكلية..
ما من أحد لا تعتريه نقاط الضعف، وقد كنت أسد نقاط الضعف بفائض القوة التي احققها في بعض المساقات الدراسية الأخرى.. نقصان الدرجات في بعض المواد كان يدفعني إلى تعويضها في مواد أخرى لأبقى في المقدمة.. كما أعطى البخل والتشدد في منح الدرجات من قبل بعض أساتذة الكلية، تفوق ألذ وأمتع..
عندما تجد مجهودك يثمر ما يساويه من النجاح، من حقك أن تفرح، ومن حق الفرح أن يأخذ مداه ويغمرك بنشوته، ولاسيما عندما تعبر محطات الفشل والإخفاق والمُحبطات، وتتجاوز الصعاب والعقبات التي تعترض سير نجاحك، أو تحول دون أن تحقيق مزيد من النجاح والتفوق..
ومع ذلك أستطيع أن اقول أيضا وفي المقام ذاته، لست ذكيا بما يجعلني مفاخرا بهذه النتيجة إلى ذلك الحد، ولكن استطيع الزعم أنني كنت مجتهدا ومثابرا ومواظبا وموفقا في عنادي لتحقيق مثل تلك النتيجة..
أظن أن من جملة أسباب تحقيق مثل تلك النتيجة هي أنني كنت أحاول اطلّع في جزئية أكثر مما كان الاستاذ مطّلع فيها، أو حتى يكون قد أطلع عليها ولكن كانت في زاوية من ذاكرته، ثم يسمعها منّي أو يقرأها في إجاباتي دون الآخرين.. وبهذا أجد نفسي أتميز عن أقراني، وأضيف شيئا يجعل الاستاذ يعيرني رضى أكثر، أو يشعرني ببعض الإعجاب المعلن أو الكتوم، بسبب ما أحاول أن أميز نفسي فيه، عن زملائي، أو هكذا أظن..
وخلاصة ما تعلمته من هذا التفوق والنجاح أنه بإمكان الفاشل في محطات عديدة أن يعوض هذا الفشل في محطات أخرى تجلب له كثير من النجاح بل والتفوق أيضا.. تعلمت أن الظروف العابسة أو البائسة يمكنها أن تكون أيضا دافعا أو ملهما لكثير من النجاح.. تعلمت أن كل شخص فينا يمكنه أن يجد ما يميزه إن بحث عن هذا التميز واجتهد في الحصول عليه..
كل شخص فينا لديه ما لا يجده عند غيره، ومن يفشل في أمر فهذا الفشل ليس آخر العالم، بل لدى هذا الفاشل القدرة على التفوق في أمر آخر أن سعى إليه واجتهد .. المهم أن نكتشف أنفسنا أولا، ونعمل ونجتهد ثانيا من أجل التفوق في هذا الأمر أو ذاك، ولا نيأس ولا نستسلم للإخفاق والفشل.. والأهم من المهم هو أن هذا النجاح والتفوق يجب أن يقترن بشرف الوسيلة ونبل الهدف.
معضلتي كانت في السنة الأولى حقوق، بل نقطة ضعفي الأهم هي مادة الإنجليزي التي كانت تشدني بقوة وتسحبني إلى الخلف، والتي لم أتجاوز في محصلة نهاية العام في سنة أولى حقوق نسبة الـ 74% ولكنني استطعت أن أعوض ما فقدت فيها من درجات بتفوقي في المواد الأخرى، التي أحرزت فيها أكثر الدرجات..
في السنة الثانية تضافرت ثلاث أسباب لأتراجع للمرتبة الثانية، كانت الأولى وهي الأهم أن الحكم قد أخل بالمساواة بفرص وشروط السباق، عند
ما تعمد إفشالي في مساق "قانون الأسرة" وهو تعمد شعرت أنه كسر ظهري، وأغتال حلمي النّدي، فيما السبب الثاني كان موضوعي أعترف به، وهو ضعفي في مادة اللغة الإنجليزية الذي توارثته من سنوات خلت ترجع للمرحلة الابتدائية والإعدادية، بل وتراجعت في سنة ثانية عن نسبة ما حصلت عليه في السنة السابقة، حيث لم تتعد نتيجتها درجة مقبول بنسبة 61%، وقد أثّرت تلك المواد في المعدل العام في المحصلة النهائية، وأنطبق عليّ مثل "ضربتين في الرأس توجع" ..
هذا بالإضافة لأسباب أخرى أدركتني في سنة ثالثة ورابعة، أهمها خسارة نصفي في الحب، والفشل فيه بامتياز مع مرتبة الشرف، ومع ذلك لم تخرجني كل تلك الأسباب مجتمعة من دائرة مرتبة المنافسة في التفوق، وإن فقدت أو تأخرت في المرتبة إلى الثانية والثالثة والخامسة، ولتنطبق مقولة لتشارلز بوكوفسكي: هناك طرق كثيرة بإمكانك من خلالها أن تخسر السباق، وسبيل واحد لتكسبه".
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
يتبع..
بعض من تفاصيل حياتي
هذا بالإضافة لأسباب أخرى أدركتني في سنة ثالثة ورابعة، أهمها خسارة نصفي في الحب، والفشل فيه بامتياز مع مرتبة الشرف، ومع ذلك لم تخرجني كل تلك الأسباب مجتمعة من دائرة مرتبة المنافسة في التفوق، وإن فقدت أو تأخرت في المرتبة إلى الثانية والثالثة والخامسة، ولتنطبق مقولة لتشارلز بوكوفسكي: هناك طرق كثيرة بإمكانك من خلالها أن تخسر السباق، وسبيل واحد لتكسبه".
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
يتبع..
بعض من تفاصيل حياتي
كلية الحقوق.. بعد التخرج
(11)
عندما الاستخبارات والقضاء يمارسون الجريمة
احمد سيف حاشد
• تخرجت من كلية الحقوق، جامعة عدن، في عام 1989وبحسب تخصصي أحالتني دائرة الكادر في وزارة الدفاع للعمل في دائرة القضاء العسكري بحسب التخصص.. أذكر في أول يوم قدمت فيه للقضاء العسكري، كان برفقتي ابن عمي عبده فريد حاشد.. وفيما كنّا في طريق صعودنا إلى "الفتح" الذي كانت تقع فيه وزارة الدفاع ودائرة القضاء العسكري ودائرة الإستخبارات العسكرية قال لي: الآن أرمي بالشهادة، وكلما تعلمته إلى خلف ظهرك، الحال هنا يختلف.. لم أهتم لحظتها بما قاله، بل أعتبرته من قبيل المبالغة في التوجس، ورديت عليه بعدم معقولية ما قاله، ولكنه علق في ذهني، ثم وجدت مالم أكن أتخيله..
كان يومها محسن حسين مديرا لدائرة القضاء العسكري، ورئيسا للمحكمة العسكرية.. كنت لا أرتاح له، وأشعر بغلظته وتجهمه المستمر نحوي، بل كنت أشعر في بعض الأحيان أن العلاقة بيننا ـ كما أتوهم ـ أشبه بعلاقة مدعي بمتهم لا علاقة رئيس بمرؤوس، على الرغم أنه لم يسيء لي شخصيا، ولم يمارس ضدي ما يبرر هذا الشعور الذي ربما اعتبره متجنياً.
• لا أدري لماذا أفتقد الكيمياء والتفاعل مع البعض، وأنسجم بالمقابل مع آخرين، وأشعر بالدفء والمودة قربهم!! ربما هناك أسباب لما أعانيه ترجع لشيء ما في وعيي الباطن، وربما تتشارك معها أسباب موضوعية؛ مثل غلبة وحدِّية التعامل الرسمي من قبله نحوي، أو لرسمية طاغية ورتيبة في تعامله معي..
• غير إن الأهم في شعوري النافر منه، يرجع في معظمه إلى الأحكام القاسية الذي كان يصدرها بحق المتهمين، وعدم الرضى عن تلك الأحكام التي كنت أرى في بعضها أو جلّها جوراً وقسوة بالغة.. كنت أتعاطف مع المتهمين الذي أحقق معهم، وأبحث عما يخفف عنهم، لأنني أعرف أن هناك أحكام قاسية تنتظرهم، ولا توجد محكمة استئنافية أو عليا تقف أمام تلك الأحكام القاسية، أو تخفف من عقوبات تلك الأحكام المتصفة بالشدة والصرامة المبالغ فيها..
• كان من أكثر الأصدقاء قربا لي في العمل زميلي البدوي الجميل منصر الواحدي، الضابط الإداري الخلوق والممتلئ والشهم، وكذا زميلي ضابط التحقيقات أشرف ولي محمد من عدن، وكان هذا الأخير ينحدر من أصول يبدو أنها باكستانية غير أن ما يميزه كانت طيبته العدنية وحميميته الصادقة..
كانت التحولات السياسية تلقي بضلالها على مستقبل كل واحد منهما، فأشرف ولي محمد هُضم بعد الوحدة حتى اختفى ذكره، ولا أعلم أين هو اليوم! وهل لازال حيا أم أنه غادر إلى العالم الآخر؟! فيما صديقي منصر الواحدي الذي ترك صنعاء وعاد إلى عدن بعد حرب 1994 عاش معاناة الجنوب وأهله حتى تقاعد أو أحيل إلى التقاعد، وهو الكادر المثالي الذي كنت أتوقع له مستقبل قيادي لافت، أو تأهيل إداري عالي إن كانت هناك عدالة في الاستحقاق والفرص، ولكن كانت السياسة تخذل كثير من الكفاءات والأحرار والصادقين الذي لا سند لهم.
• كان صديقي منصر مثال لي في الخلق والعفة والتسامح والاعتدال.. مخلصا لعمله ومهنته والانتماء للوطن الكبير.. كان ودودا وخدوما مع الناس، ولا يفسد الخلاف معه في الرأي للود قضية.. صديقي منصر الواحدي لطالما أختلفت معه، ولكنه كان ولا زال انسان كبيرا وعظيما وحكيما، وقريبا أيضا من الله البهي الغفور الرحيم المتسامح.. منصر الواحدي جاري العزيز في صنعاء الذي أسلفني أو استدان لي يوما قيمة قبر خالتي "سعيدة" عندما كنت لا أملك قيمة قبر!!
• في القضاء العسكري قبل أن أمارس وظيفة ضابط تحقيق وجدت نفسي في غرفة الارشيف القضائي في الدائرة اطلِّع وأتعرّف على دور المحقق، وكيفية التحقيق، وإجراءات المحاكمة.. ورغم الفترة القصيرة التي قضيتها في الأرشيف كانت الاستفادة منه كبيرة، وصنعت لدي أساس معرفي ليس فقط لوظيفة ضابط التحقيق، ولكن احاطة بالقضاء العسكري إجمالا وتفاصيل..
• في الأرشيف وجدت كثير من الخلاصات وايضا كثير من التفاصيل، وكثير من المعارف التي قدمت لي المشهد على نحو أكثر وضوحا.. كانت تجربتي فيه أشبه بالدخول إلى مغارة كبيرة وعميقة لأستكشف وأتعلم وأستزيد معرفة، غير أن الجزء الأهم من رحلتي في الأرشيف كانت لمعرفة المظالم التي مرت من تحت سقف القضاء، أو التي تم تشريعها بأحكام قضائية.. وليس كرحلة سلطان زابن في البحث الجنائي بصنعاء، والذي تم تكريمه على صنائعه من قبل ما يسمّى بـ "مكتب الرئاسة"، وغيره ممن وجدوا أنفسهم قيادات في إدارة ما يسمى "جهاز الأمن القومي" الذي كانوا يطالبون بحله، وباتوا يبحثون فيه عن ذواتهم الصغيرة، ويتطفلون على خصوصيات الناس.. غير أن الأكثر سوء استخدامه في الإخضاع والترهيب وتلفيق الجرائم..
• كان أرشيف القضاء العسكري المسنود عهدته لـ "شمروخ"، منظّم ومبوّب ومرتّب تستطيع أن تحصل على ما تريد في أقل وقت ممكن.. كان النظام الإداري الموروث من بريطانيا في جهاز الدولة في الجنوب ومن ضمنه دوائر وزارة الدفاع دقيقا وتستطيع من خلاله الحصول على المعلومة في وقت قياسي، فيما وجدنا عكس ه
(11)
عندما الاستخبارات والقضاء يمارسون الجريمة
احمد سيف حاشد
• تخرجت من كلية الحقوق، جامعة عدن، في عام 1989وبحسب تخصصي أحالتني دائرة الكادر في وزارة الدفاع للعمل في دائرة القضاء العسكري بحسب التخصص.. أذكر في أول يوم قدمت فيه للقضاء العسكري، كان برفقتي ابن عمي عبده فريد حاشد.. وفيما كنّا في طريق صعودنا إلى "الفتح" الذي كانت تقع فيه وزارة الدفاع ودائرة القضاء العسكري ودائرة الإستخبارات العسكرية قال لي: الآن أرمي بالشهادة، وكلما تعلمته إلى خلف ظهرك، الحال هنا يختلف.. لم أهتم لحظتها بما قاله، بل أعتبرته من قبيل المبالغة في التوجس، ورديت عليه بعدم معقولية ما قاله، ولكنه علق في ذهني، ثم وجدت مالم أكن أتخيله..
كان يومها محسن حسين مديرا لدائرة القضاء العسكري، ورئيسا للمحكمة العسكرية.. كنت لا أرتاح له، وأشعر بغلظته وتجهمه المستمر نحوي، بل كنت أشعر في بعض الأحيان أن العلاقة بيننا ـ كما أتوهم ـ أشبه بعلاقة مدعي بمتهم لا علاقة رئيس بمرؤوس، على الرغم أنه لم يسيء لي شخصيا، ولم يمارس ضدي ما يبرر هذا الشعور الذي ربما اعتبره متجنياً.
• لا أدري لماذا أفتقد الكيمياء والتفاعل مع البعض، وأنسجم بالمقابل مع آخرين، وأشعر بالدفء والمودة قربهم!! ربما هناك أسباب لما أعانيه ترجع لشيء ما في وعيي الباطن، وربما تتشارك معها أسباب موضوعية؛ مثل غلبة وحدِّية التعامل الرسمي من قبله نحوي، أو لرسمية طاغية ورتيبة في تعامله معي..
• غير إن الأهم في شعوري النافر منه، يرجع في معظمه إلى الأحكام القاسية الذي كان يصدرها بحق المتهمين، وعدم الرضى عن تلك الأحكام التي كنت أرى في بعضها أو جلّها جوراً وقسوة بالغة.. كنت أتعاطف مع المتهمين الذي أحقق معهم، وأبحث عما يخفف عنهم، لأنني أعرف أن هناك أحكام قاسية تنتظرهم، ولا توجد محكمة استئنافية أو عليا تقف أمام تلك الأحكام القاسية، أو تخفف من عقوبات تلك الأحكام المتصفة بالشدة والصرامة المبالغ فيها..
• كان من أكثر الأصدقاء قربا لي في العمل زميلي البدوي الجميل منصر الواحدي، الضابط الإداري الخلوق والممتلئ والشهم، وكذا زميلي ضابط التحقيقات أشرف ولي محمد من عدن، وكان هذا الأخير ينحدر من أصول يبدو أنها باكستانية غير أن ما يميزه كانت طيبته العدنية وحميميته الصادقة..
كانت التحولات السياسية تلقي بضلالها على مستقبل كل واحد منهما، فأشرف ولي محمد هُضم بعد الوحدة حتى اختفى ذكره، ولا أعلم أين هو اليوم! وهل لازال حيا أم أنه غادر إلى العالم الآخر؟! فيما صديقي منصر الواحدي الذي ترك صنعاء وعاد إلى عدن بعد حرب 1994 عاش معاناة الجنوب وأهله حتى تقاعد أو أحيل إلى التقاعد، وهو الكادر المثالي الذي كنت أتوقع له مستقبل قيادي لافت، أو تأهيل إداري عالي إن كانت هناك عدالة في الاستحقاق والفرص، ولكن كانت السياسة تخذل كثير من الكفاءات والأحرار والصادقين الذي لا سند لهم.
• كان صديقي منصر مثال لي في الخلق والعفة والتسامح والاعتدال.. مخلصا لعمله ومهنته والانتماء للوطن الكبير.. كان ودودا وخدوما مع الناس، ولا يفسد الخلاف معه في الرأي للود قضية.. صديقي منصر الواحدي لطالما أختلفت معه، ولكنه كان ولا زال انسان كبيرا وعظيما وحكيما، وقريبا أيضا من الله البهي الغفور الرحيم المتسامح.. منصر الواحدي جاري العزيز في صنعاء الذي أسلفني أو استدان لي يوما قيمة قبر خالتي "سعيدة" عندما كنت لا أملك قيمة قبر!!
• في القضاء العسكري قبل أن أمارس وظيفة ضابط تحقيق وجدت نفسي في غرفة الارشيف القضائي في الدائرة اطلِّع وأتعرّف على دور المحقق، وكيفية التحقيق، وإجراءات المحاكمة.. ورغم الفترة القصيرة التي قضيتها في الأرشيف كانت الاستفادة منه كبيرة، وصنعت لدي أساس معرفي ليس فقط لوظيفة ضابط التحقيق، ولكن احاطة بالقضاء العسكري إجمالا وتفاصيل..
• في الأرشيف وجدت كثير من الخلاصات وايضا كثير من التفاصيل، وكثير من المعارف التي قدمت لي المشهد على نحو أكثر وضوحا.. كانت تجربتي فيه أشبه بالدخول إلى مغارة كبيرة وعميقة لأستكشف وأتعلم وأستزيد معرفة، غير أن الجزء الأهم من رحلتي في الأرشيف كانت لمعرفة المظالم التي مرت من تحت سقف القضاء، أو التي تم تشريعها بأحكام قضائية.. وليس كرحلة سلطان زابن في البحث الجنائي بصنعاء، والذي تم تكريمه على صنائعه من قبل ما يسمّى بـ "مكتب الرئاسة"، وغيره ممن وجدوا أنفسهم قيادات في إدارة ما يسمى "جهاز الأمن القومي" الذي كانوا يطالبون بحله، وباتوا يبحثون فيه عن ذواتهم الصغيرة، ويتطفلون على خصوصيات الناس.. غير أن الأكثر سوء استخدامه في الإخضاع والترهيب وتلفيق الجرائم..
• كان أرشيف القضاء العسكري المسنود عهدته لـ "شمروخ"، منظّم ومبوّب ومرتّب تستطيع أن تحصل على ما تريد في أقل وقت ممكن.. كان النظام الإداري الموروث من بريطانيا في جهاز الدولة في الجنوب ومن ضمنه دوائر وزارة الدفاع دقيقا وتستطيع من خلاله الحصول على المعلومة في وقت قياسي، فيما وجدنا عكس ه
ذا في الإدارة العثمانية المورثة في الشمال، مثل أرشيف القضاء العسكري في صنعاء.. لقد بدا لي الفرق بين الإدارة العثمانية والإدارة البريطانية شاسعا شكلا ومضمونا..
• في الارشيف أطلعت على قضية تم إدراجها وتصنيفها في جرائم خيانة الوطن، كان بطلها شاب دون العشرين عاما على الأرجح، وتدور أهم أحداث الواقعة بين المضاربة والوازعيه الحدوديتان أنداك، وأطرافها بين الشاب المقيم في الجنوب وأفراد من أسرته كانوا قد هربوا من الجنوب إلى الوازعية في الشمال، والجهة التي جندت الشاب ليقوم باغتيال قريبه.
• هذا الشاب لم أعد أذكر الاسم الكامل له، ولكن أذكر أن في اسمه الثلاثي اسم “طارش”.. أسندت له جهة استخباراتية في الجنوب مهمة اغتيال قريبه أظنه كان خاله أو عمه.. اعطوه السم ليضعه له في الماء، ولكنه تردد وناور وحاول أن لا يفعل وأخترع الأعذار.. أصروا عليه أن يفعل بالترغيب والترهيب، ولكنه عاد إليهم وقال لهم أنه قام بوضع السم في الماء، ولكنه وجد الماء يتغير للون الرمادي، فأحجم عن الفعل، وعندما شكُّوا في أمره واقتنعوا أنه لن يفعل، وربما افترضوا أنه سيهرب إلى حيث أقربائه، تم التحقيق معه في الاستخبارات وتعرض للتعذيب، وأحيل للمحاكمة بتهمة الخيانة العظمى، وتم الحكم عليه بعشر سنوات سجن.
• هذه القضية بالنسبة لي كانت صادمه.. شككتني بحقيقة العدالة، وشعرت إن الظلم الفادح موجود في كل مكان، وأشعرتني أن العمل الأمني والاستخباراتي في معظمة دميم وخطر على العدالة، ولاسيما إن تم الإنحراف بأهدافه، وأن سدنته وصانعي القرار فيه هم في الأغلب مجرمين كانوا رجال أمن أو رجال سياسة.
************************
يتبع..
قصص حبي الفاشلة..
بعض من تفاصيل حياتي
• في الارشيف أطلعت على قضية تم إدراجها وتصنيفها في جرائم خيانة الوطن، كان بطلها شاب دون العشرين عاما على الأرجح، وتدور أهم أحداث الواقعة بين المضاربة والوازعيه الحدوديتان أنداك، وأطرافها بين الشاب المقيم في الجنوب وأفراد من أسرته كانوا قد هربوا من الجنوب إلى الوازعية في الشمال، والجهة التي جندت الشاب ليقوم باغتيال قريبه.
• هذا الشاب لم أعد أذكر الاسم الكامل له، ولكن أذكر أن في اسمه الثلاثي اسم “طارش”.. أسندت له جهة استخباراتية في الجنوب مهمة اغتيال قريبه أظنه كان خاله أو عمه.. اعطوه السم ليضعه له في الماء، ولكنه تردد وناور وحاول أن لا يفعل وأخترع الأعذار.. أصروا عليه أن يفعل بالترغيب والترهيب، ولكنه عاد إليهم وقال لهم أنه قام بوضع السم في الماء، ولكنه وجد الماء يتغير للون الرمادي، فأحجم عن الفعل، وعندما شكُّوا في أمره واقتنعوا أنه لن يفعل، وربما افترضوا أنه سيهرب إلى حيث أقربائه، تم التحقيق معه في الاستخبارات وتعرض للتعذيب، وأحيل للمحاكمة بتهمة الخيانة العظمى، وتم الحكم عليه بعشر سنوات سجن.
• هذه القضية بالنسبة لي كانت صادمه.. شككتني بحقيقة العدالة، وشعرت إن الظلم الفادح موجود في كل مكان، وأشعرتني أن العمل الأمني والاستخباراتي في معظمة دميم وخطر على العدالة، ولاسيما إن تم الإنحراف بأهدافه، وأن سدنته وصانعي القرار فيه هم في الأغلب مجرمين كانوا رجال أمن أو رجال سياسة.
************************
يتبع..
قصص حبي الفاشلة..
بعض من تفاصيل حياتي
؟؟
فـارس الحميري :
أعضاء في السلك القضائي توفوا منذ مطلع مايو الجاري:
محمد الناخبي، رئيس النيابة الجزائية المتخصصة،عدن.
علي عوض،عضو المحكمة العليا.
عبدالله الجنداري، عضوا بالمحكمة العليا سابقا.
حمد المهدي، عضو النيابة الجزائية بمحافظة اب.
علي قائد العامري،عضو نيابة بنى مطر،صنعاء.
فـارس الحميري :
أعضاء في السلك القضائي توفوا منذ مطلع مايو الجاري:
محمد الناخبي، رئيس النيابة الجزائية المتخصصة،عدن.
علي عوض،عضو المحكمة العليا.
عبدالله الجنداري، عضوا بالمحكمة العليا سابقا.
حمد المهدي، عضو النيابة الجزائية بمحافظة اب.
علي قائد العامري،عضو نيابة بنى مطر،صنعاء.