أحمد سيف حاشد
341 subscribers
2.77K photos
6 videos
5 files
2.86K links
عضو برلمان
Download Telegram
تعامل سلطة صنعاء مع حاشد كشف نواياها ومصير الحل والتسوية
صلاح القرشي
فإذا كانت هذه السلطة الى اليوم لم تقتنع وتستوعب وجود النائب حاشد في صنعاء، وضاقت ذرعا بما يبديه من معارضة ونقد لأخطائها وانحرافاتها او للإنتصار للمظلوميات التي تحدث داخل المؤسسات والمناطق التي تقع تحت سيطرتها، فمبالكم بوجود كل المكونات السياسية والعسكرية في صنعاء بعد عودتها بموجب ابرام التسوية السياسية التي ستنهي الحرب في اليمن. فكيف ستتعامل مع ذلك..؟

إذاكانت سلطة الحوثيين لم يتسع صدرها وتتعامل ووفقا للقانون والنظام الديمقراطي ودستور الجمهورية اليمنية مع النائب حاشد، الذي لايمتلك لا مليشيات مسلحة اوكادر كبير من القواعد الحزبية والسياسية.
بعض من تفاصيل حياتي
(7)
الفشل في ثلاث مواد
انتقلت إلى مدرسة "شعب" للدراسة، وكان علي أن أقطع كل يوم دراسي مسافة أكثر من عشرة كيلو متر في الذهاب ومثلها في الإياب.. كان يتوجب عليّ أن اقوم قبل الفجر، وأسافر كل يوم دراسي مشيا على الاقدام حتى أصل إلى المدرسة، وفي الإياب أيضا كان سفري مضني وجهيد.. مشقة يومية ثقيلة تأتي على حساب الاجتهاد والمثابرة.. كان الانهاك اليومي يفتك بي، وينال ما قدر عليه من الجسد والروح والذاكرة..

كانت أظافر أصابع قدماي دائما ما تشكوا من ارتطامها بالحجارة كل غبش وصباح أسافر فيه.. ويتكرر الحال ظهرا وبعد الظهر عند الإياب، وأنا أجر قدماي المثقلة بالإرهاق الشديد، والتعب المنهك للروح والجسد..

في بعض الأحيان كان الارتطام بالحجارة يؤدي إلى أن يسيل الدم من مقدمة الأصابع وتحت الأظافر وأحرافها، وأحيانا أنكي ما كان يحاول أن يتماثل للشفاء، وأخرى يؤدي إلى خلع الأظافر بسبب قوة أو كثرة الارتطام.. كنت أشعر بدوامة من العذاب والألم كل يوم أسافر فيه للدراسة، وأحيانا أتمرد ولا أصل إلى المدرسة، وأخرى أغادر فيها المدرسة قبل انتهاء الدوام بحصة أو حصتين..

كنت أشعر أن المسافة إلى المدرسة تطول، واستراحات الطريق ألتذ بها وأنا مرهق حد الإعياء.. كنت أحس أن المشقة أكثر مما يحتملها جسدي المنهك وروحي المتعبة.. هذه المعاناة كانت تجعلني أشعر أن الأحجار هي من صارت تتربص بي، لا أنا من يصطدم بها.. كنت أتجنبها قدر المستطاع، وكانت هي تنال مني ما تستطيع، وكانت تخلِّف لي كثيرا من الألم والوجع.. لازالت أظافر الاصبعين الكبيرتين في القدمين مشوهة إلى اليوم بسبب كثرة ارتطامها بالحجارة..

كنت أتمرد بعض الأيام على المدرسة، فلا أصل إليها.. وبعض الأحيان يبدي أحد أقراني بمقترح ما نسميه "الهفسنة" أو "نهفسن" ونعني به عدم الذهاب إلى المدرسة، ثم نؤيده، ولم نصل إلي المدرسة.. كنا نصل إلى رأس شعب، وبعض الأيام إلى العيادة الصحية في منطقة شعب، ثم نعود على مهل حتى ينقضي الوقت، ونعود إلى أهلنا في الوقت المعتاد لعودتنا، وفي أيام قليلة كنّا لا نتعدى "طرف الصحبي" ولكن نفعل هذا باختباء وحذر خشية من انكشاف أمرنا لأهلنا..

كنّا أحيانا نشتري سجائر مارب وسبأ ويمن من دكان محمد سيف الكائن قرب سوق الخميس، وكانت تلك السجائر رخيصة ورديئة في نفس الوقت، ثم نتخذ محطات بعيدة في الطريق الطويل، ونشرب السجائر خفية.. كنا "نمورب" ونتمرد على الأهل والمدرسة، ونتعلم أيضا نوعا من "الصياعة" سرا من أهلنا وذوينا..

كانت مادة الإنجليزي دوما هي المادة الأخيرة في جدول الحصص الأسبوعية.. كان المدرس المُكلف بتدريسها طيباً للغاية، وفي نفس الوقت مجيدا لمادته ومتمكنا من تدريسها، ولكن ابتعاد المدرسة عن البيت بأكثر من عشرة كيلومترات كان سبباً يحملنا في معظم الأحيان على العودة دون حضور الحصة الأخيرة، وهي حصة الانجليزي.. وأحيانا نعود من الطريق، ولا نصل إلى المدرسة بعد أن يشتد بنا التعب، أو نتشوق للراحة ونتمرد على الأهل والمدرسة..

هذا الانهاك اليومي المصحوب بالتمرد أدَّى إلى فشلي بثلاث مواد دراسية نهاية العام كان من بينها اللغة الإنجليزية، وهو أمر غير مسبوق في دراستي السابقة، ولأن الفشل بثلاث مواد أو قل منها يمنح النظام المدرسي للطالب فرصة إعادة امتحانها، تم إعادتي لامتحانات تلك المواد في الفرصة المتاحة نهاية العام، وتمكنت من النجاح بصعوبة، وما كنت لأنجح لولا الرجل الطيب الحاج محمود من أبناء شعب..

كان في منطقة شعب أصدقاء للوالد هم الحاج محمود حسن وإخوانه علي وصالح.. كانوا ثلاثة اخوان يعيشون في منزل واحد، ومعهم أكثر من ثلاثين نسمة.. كانوا مثال للأخوة والطيبة والمودة.. كانوا في منتهى الانسجام والتسامح، وقلوبهم أبيض من بياض السحاب..

كنت أدرس مع بعض أبنائهم في نفس المدرسة.. أذكر أنني قضيت مقيما لديهم شهر أو شهرين بعد إلحاح شديد من قبل الإخوان الثلاثة على والدي بأن أقيم لديهم وأجتاز الامتحان نهاية العام..

كانوا يشفقون على تعب أعيشه كل يوم.. كنت أقطع كل يوم مسافة الذهاب والإياب التي تستنزف روحي وجسدي المتعب.. ولولا هم لما تجاوزت العام الدراسي وفشلت في كل المواد..

يا الله كم هؤلاء الناس طيبين.. بعد أن قُتل أخي علي وتشرد والدي أقام عندهم سنوات في دكانهم الذي كان يحاذي الطريق.. احتضنوه خلالها دون أن يجرحوه يوما أو يتململوا من ضيف أطال الإقامة، بل كانوا يفيضون طبية ومودة تكفي لأن تملى هذه الدنيا وتزيد.. ما أطيبهم يا الله.. لقد صنعوا لنا من الجميل والمعروف ما ندان لهم كل العمر أبناء وأحفاد..

***
يتبع..
بعض من تفاصيل حياتي
المعلم والتعليم
الصف السادس
(8)
صرت منقولا من الصف الخامس إلى السادس.. لا معنى لدراستك إن لم تجتز الصف السادس.. اجتيازك للصف السادس هو الأهم في الست السنوات الأولى من التعليم الابتدائي.. نجاحك في السادس ابتدائي يعني تتويج لحصيلة جهد ست سنوات دراسية..

الصف السادس امتحانه وزاري.. إعداد أسئلة الامتحانات وتصحيحها أو البت في إجاباتها لا دخل ولا شأن فيه للمدرسة أو للمعلمين فيها أو لمديرها.. الأسئلة تأتي من وزارة التربية والتعليم في صنعاء مظروفه ومغلقة لا يعرفها أحد غير من يعدّها في الوزارة، وكذا تصحيح الإجابات يكون حكرا على المختصين بالتصحيح في الوزارة أيضا..

تجاوزك للصف السادس معناه إنك أتممت المرحلة الابتدائية، وانتقلت إلى بداية مرحلة الإعدادية.. اتمام الابتدائية يعني أنك تصنع الفارق الأول في مسار دراستك.. إنه فارق الانتقال من مرحلة أدنى لا تستطيع من دونها الولوج في مرحلة أخرى أكثر شأنا وأهمية.. اكمال المرحلة الابتدائية معناه أنك تسجل انتصارك الأول على جهلك في معركتك الأولى التي تستغرق من عمرك ست سنوات طوال، ومن ثم الإعداد لمرحلة انتصار أخرى تستمر ثلاث سنوات، وهي مرحلة الإعدادية..

كانت شهادة صف سادس تعني لي الشهادة الأهم في الست سنوات من التعليم، وبدونها ستحل الخيبة التي تهدد مستقبلي التعليمي بالضياع والخسران.. ولكن لا يوجد صف سادس في مدرسة الوحدة، ولا يوجد صف سادس في مدرسة شعب، ولا ماء ولا زاد لرحلة ورحال إلى الصين، ولا وسيلة ولا حيلة للوصول.. فكانت وجهتي هذه المرّة إلى مدرسة المعرفة في "ثوجان" مسقط رأس مرشد الإخوان ياسين عبدالعزيز.

كان عليّ أن أقطع مسافة قرابة الثلاثة كيلومترات حتى أصل إلى أسفل الجبل الذي يتعين أن أجتازه بالصعود إلى شاهقه، ثم أنزل منه من الاتجاه الآخر، ثم أقطع بضعة كيلومترات أخرى لأصل إلى مدرسة "المعرفة" في ثوجان، بعد عناء ومشقة، ثم يكون الإياب بإرهاق أكثر، وضنك أشد..

كنت في أول صعود الجبل ابدو كالطفل الذي يريد أن يمتطي جملا يقف على قوائمه.. الفارق بين قامتي وقامته كان أشبه بالمستحيل، ولكن لا خيار أمامي إن أردت إنجاز المرحلة إلا أن أكسر تحدي هذا الجبل كل يوم ذهابا وإيابا.. لابد من الوصول إلى المدرسة والعودة إلى البيت ست أيام في الأسبوع.. كان يذرعني الإنهاك كل يوم في الصعود والهبوط.. يجتاحني التعب طولا وعرضا مع كل يوم دراسي.. كان لابد من أن أقطع مسافة تزيد على الثمانية كيلومتر ذهابا، ومثلها في الإياب..

كان لابد أن أوطن نفسي بإصرار عنيد يستبسل في وجه كل المحبطات.. خمس سنوات طوال من الدراسة والجهد المبذول ستبدو باليأس مهدرة.. لن أسمح لليأس أن يهد عزيمتي، ومعها خمس سنوات خلت من الجهد والمعاناة الأشد.. لن أسمح للإحباط أن يتسلل إلى روحي المتعبة.. عليك بالجلَد.. التعب أولى بالاختيار عندما يكون البديل أن يستبد بك الجهل، ويضيع منك مستقبلا تنشده.. ربما هكذا حدثت نفسي..

عندما أصل إلى شاهق الجبل كنت أرى المناظر البعيدة التي تحول موانع التضاريس أن تراها من أسفله أو من الأودية التي صرت أراها من شاهقه فجاج وقيعان سحيقة.. من القمة ترى الطبيعة شرقا وغربا على نحو مختلف.. ترى ما لا تراه من أسفله.. كان اجتياز الجبل يحاكي كل يوم الانتقال الدراسي الذي أنشده..

الأشياء من على ظهر الجمل تراها غير ما تراها وأنت تسير على قدميك بحذاء مهتري، وربما من غير حذاء.. الاستراحة في نجد الجبل استمتاع بعد إعياء الصعود.. حدج بنظرك وجول شرقا وغربا من شاهقه.. في قمة الجبل تبدو كالصقر وأنت تحدّق وتمعن النظر في البعيد والقريب، وفي التفاصيل التي باتت تحت قامتك.. في القمة تبدو مكللا بمعاليك، وجلال قدرك، وفخامة هيبتك..

الشعور الذي تمنحك إياه القمة آسر وجميل.. النظر من القمة خرافي وممتع، حتى وإن وصلت إليها وأنت مهدود الحيل.. فسحة قليلة تعيد لك كثير من نشاطك وطاقتك وقوتك طالما ما تروم يستحق الصعود والوصول..

طلبت إدارة المدرسة من كل طالب في الصف السادس صور شخصية للملف والاستمارة والشهادة، وكان الطلب عصيا علينا حيث لا توجد معامل تصوير في قرانا ومناطقنا، ولا حتى في "شعب" و"طور الباحة".. أقرب مكان فيه معمل تصوير كان في "الراهده"..

كان أبي قلقا أن أذهب للتصوير في "الراهده".. هروب أخي من صنعاء نهاية الستينات، والذي كان يومها برتبة نقيب على الأرجح، جعلت أبي يتوجس خيفة من اختطافي إن ذهبت إلى "الراهده" رغم صغر سني..

بعد تفكير طويل وتنسيق سمح لي والدي بمعية بعض الطلبة، وبعد الوصاية والعناية المسندة من والدي للأستاذ عبده أحمد طالب (الطالبي) سمح لي بالذهاب إلى "الراهده" للتصوير والعودة بسرعة دون تأخير، وتم الأمر دون أن يحدث لنا مكروه..

إجمالا كانت سنة مضنية، اجتزت بها مرحلة الابتدائية، وحصلت على نتيجة 302 من 500 درجة.. يومها رأيت في هذه النتيجة إنها جيدة ومرضية.. ثم واصلت دراسة الإعدادية ثلاث سنوات في مدرسة الشهيد نجيب في ط
ور الباحة..

***
يتبع..
بعض من تفاصيل حياتي
المعلم والتعليم
(8)
في طور الباحة مدرسة أعزتنا من الجهل
عندما انتهيتُ من المرحلة الدراسية الابتدائية كان لابد أن التحق بالمدرسة الاعدادية.. لا توجد مدرسة اعدادية في منطقتنا النائية الواقعة في أقصى الأطراف الجنوبية، والتي كانت تسمي نفسها دولة وكنّا نسميها السلطة في الشمال..

كانت منطقتنا وقريتنا بعيدة ومحرومة من أبسط الخدمات.. لا مواصلات ولا اتصالات ولا صحة ولا رعاية اجتماعية ولا نجد أدنى اهتمام من قبل تلك السلطة.. لا نجد لها أثرا في حياتنا إلا بما يزيد من وطأة المعاناة التي تثقل كواهل أهلنا مثل (التنافيذ) والملاحقات الأمنية والجبايات الزكوية..

خدمات الدولة نحونا لا نلمسها ولا نحس بها، وهي بمثابة صفرا كبيرا بحجم غياب وطن.. حتى التعليم وبناء الفصول الدراسية الابتدائية كانت تقع نفقات بناءها على كاهل آباءنا.. حتى المطر إن عز علينا، كان آباءنا يفرقون لنشتريه من "صراف المطر".. كانت الدولة في حقيقتها مجرد سلطة ليس عليها واجبا لنا، ولها علينا كل الحقوق والواجبات.. كان الجهل يعترش حالنا ويتسيد العقول، وكنّا نحاول انتزاع ما أمكن انتزاعه من المستحيل.. كنّا نحاول أن نشق لنا طريقا للنور وسط ذلك الظلام الكثيف..

لم يكن لنا مناص من جور جهل محتوم، إلا دولة الجنوب حيث كانت توجد مدرسة إعدادية في مركز طور الباحة الذي كنا نرتاد سوقه يوم السبت من كل أسبوع إن دعت الحاجة.. وتبعد هذه المدرسة عن قريتنا مسافة تزيد عن العشرين كيلو متر، ولحسن حظنا أنه كان يوجد قسما داخليا ملحقا بالمدرسة، يُوفر فيه لأمثالنا المسكن والغذاء.

كانت (مدرسة الشهيد نجيب) الإعدادية في طور الباحة هي عاصمنا من جهل, وكان كثير من طلاب المناطق المجاورة في الشمال والمهددين بالجهل والضياع أو انقطاع الدراسة يجدون في هذه المدرسة مُنقذا وملاذا من جهل مُحقق..

كانت مدرسة كبيرة مقارنة مع ما مررنا به وما عرفناه حينها من مدارس، فضلا عن كونها نظيفة ومرتّبة ومدرسيها أكفَاء.. غمرتني السعادة وأنا أجد حجرات دراسية فسيحة، وطريقة هندسية في البناء حديثة وزاهية، ونوافذها من زجاج، وكراسي تليق بمن هم أرفع منّا مقاما ومستوى.. اجمالا لم أعهد مدرسة مثلها من قبل، وكان قسمها الداخلي جديدا أو حديث بناء..

غمرتنا السعادة ونحن نستلم في أول يوم من التحاقنا بهذه المدرسة أغطية ومفارش جديدة وأدوات أكل نظيفة.. كل شيء مجانا ودون نقائص أو معايب غير أن التغذية فقط لم تكن تكفينا أو أن شهيتنا للأكل كانت أكثر مما يقدم لنا، وإجمالا كان سوء التغذية يلازمني خلال فترة دراستي الإعدادية في هذه المدرسة التي أعزتنا من جهل أكيد..

كانت الحمى كثيرا ما تداهمني وتجتاحني، وكنت أستلذ الشمس كلما اعترتني عروة الحمى.. كان فقر الدم وسوء التغذية ملازمين لي، وثقيلين على صحتي.. وكنت أعاني أحيانا من الفاقة والعوز، وكانت أمي أكثر من تساعدني في تجاوز هذه المرحلة..

كان مسموحا لمن أراد منّا أن يغادر ظهر الخميس ويقضي إجازة الجمعة بين أهله، على أن يعود للمدرسة صباح السبت.. كانت السيارات تقلني إلى (رأس وادي شعب) وبعدها أكمل العودة إلى القرية مشياً على الأقدام ومثله الذهاب..

أحيانا كنت امشي سيرا على الأقدام من البيت حتى (طور الباحة) لأستفيد من مصروف المواصلات التي كان يعطيها لي والدي، وأحيانا أفعلها أيضا عند الإياب.. وعند المشي كنا نبحث عن الطرق المختصرة مثل "طريق نفاخة" وأحيانا نتسلق السيارات في واسط الطريق مجاناً، نطلق عليها (تعبيرة)، في إشارة إلى نقلنا بدون مقابل..

يا لنبل وروعة مالكي السيارات الذين كانوا يقدِرون ظروفنا، ولا يأخذون منا أجراً مقابل نقلنا !! يا لنبل أبو شنب صاحب السيارة المكرضح، الإنسان الذي كان أكثر من يغرقنا بالمعروف والجميل الباقي إلى اليوم.. يا لجمال روح راجح الإنسان الفقير الذي ينبجس بغناء النفس، ويتدفق جمالا وإنسانية وعطاء.. يا لجمال عبدالنور وصالح سعيد وغيرهم ممن تعلمت منهم أهمية أن يصنع المرء الجميل في حياته مع من يحتاجون إليه.. جميعهم رحلوا ولم ترحل عنّا معانيهم الإنسانية السامية..

***
يتبع..
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=507912140163717&id=100028348056925&sfnsn=mo
لا تقبلوا حياة دون صهيل، أو كيكم بختمهم على جلودكم كالمواشي

"كنت دوما كالفرس البرية، أريد يدا تحنو عليّ دون أن يعقب ذلك وضع اللجام والسرج، وبقية القيود، وربما ختم اسم صاحبها بالنار فوق جلدي كالمواشي.."
- غادة السمان ـ القبيلة تستجوب القتيلة
دراسة في هذه المدرسة الجنوبية التي لا ننسى معروفها علينا مهما تقادمت الأيام والسنون..

إجمالا كان لدولة الجنوب ـ جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ـ الفضل الذي لم ولن ننساه ولن نجحده، لقد كنّا بأمس الحاجة للتعليم، ودونها كان افترسنا الجهل ونهبنا الغياب، وربما ضياعنا كان احتمالا واردا، إن لم يكن بحكم المحقق والأكيد.. وفي هذا المقام لا بأس من استحضار قول الشاعر المتنبي:
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته*** وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا.

***
يتبع
فصلي من مدرسة الشهيد نجيب..
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=508291240125807&id=100028348056925&sfnsn=mo
وزارة عقوق الإنسان
ماذا قدمت لحقوق الإنسان في صنعاء خلال خمس سنوات من الانتهاكات والبشاعات
غير حوار بائس، وشكر أكثر بؤسا من صاحبة، لقناة انتجها الفساد المربب..؟.!!
إنه زمن التفاهة والتافهون..
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=508296680125263&id=100028348056925&sfnsn=mo
صنعاء تحول المدرسين إلى شحاتين
شهرين معاش في الشهر
و 25 ألف يريدون إحلالهم
بدلا عن 25 ألف مدرس من ذوي الخدمة
احمد سيف حاشد:
بعض من تفاصيل حياتي
المعلم والتعليم
(10)
في أوج التطرف الثوري واليساري
كانت المرحلة التي يعيشها الجنوب في تلك الفترة يسارية وثورية متشددة، وفي أفضل الأحوال لا تخلو من نزعات الطيش والتطرف والحماس الفائض.. كان طلاب "الترحيلات" أثناء ما تقلهم سيارات (اللاندرفر) المكشوفة إلى المدرسة في طور الباحة، أو عند إيابهم، ومعهم بعض المواطنين، يرددون هتافات ثورية، ولكن بعضها كان ذات طابع تحريضي لا يخلو من ممارسة الإكراه ضد من هو متحفظ مما يحدث، أو له رأي مختلف فيه.. هتافات لا تخلو من قمع معنوي، ولي ذراع، بل وإرهاب ضد من لا يعلن تأييده لمسار التوجه السياسي الثوري المعلن..

كانت بعض تلك الهتافات تدعي لنفسها أو لأصحابها الحق والصواب واحتكار الحقيقة، وتمارس الإقصاء بحق المختلف معها.. هتافات لا تقبل التنوع والتعدد في الرأي، ولا تتعاطى مع الرأي الآخر، وتأنس إلى تقسيم الناس إلى "مع وضد"، وبالتالي تمارس تحريضها الذي يصل حد إرهاب الصامتين، الذين تصفهم بالسلبيين.. إنه موقف شمولي ومتطرف خلاصته "أما تكون معنا أو أنت ضدنا" موقف الصامتين او المترددين كان موصوفا بالسلبي، وهو موقف لا يروق لبعض من يعتبروا أنفسهم ثوريين مؤججين بالوعي الثوري، ويتم إرهاب وتوعد السلبين بضربهم في المستقبل بيد من حديد..

ومن تلك الهتافات التي مازالت عالقة في ذاكرتي:
“يا ويلك ويل يا سلبي من ضربتنا العنيفة
والمتستر بيُكشف والمراحل طويلة”

هتاف آخر كان يحزُ في نفسي، ويترك أثرا أداريه عمِّن كانوا حولي يقول: “دقوا المشايخ.. دقوهم”، ربما كان السبب يرجع إلى أن إخوة أمي في الشمال محسوبين على فئة “المشايخ” رغم ان ظروفهم كانت متواضعة للغاية وربما بائسة.. لم تكن ثمة فروق اجتماعية مهمة تُميزهم عن عامة الناس، أو على الأقل بالنسبة للوسط فيهم..

اتذَكر أن خالي أخ أمي (علي سالم ـ دعبل) كان يقترض ويستدين بعض المال من والدي الذي هو أيضا في حال ضيق وغير ميسور.. وكان جدي، والد أمِّي، معروفاً بزهده وتواضعه، وكان يعمل لآخرته على حساب دنياه، وأغلب وقته كان معتكفا يتلو القرآن في ديوانه أو حجرته تقرُّبا إلى ربه، راجيا رحمته وجنته، غير أن هذا لم يعفه من ممارسات تطرف وطيش اليسار في الجنوب، عندما ذهب إلى عدن بغرض تلقِّي العلاج؛ أخفي قسرياً، وانقطعت أخباره مذ ذلك الحين، ولم نعد نعرف شيئا عنه إلى اليوم..

وبين الماضي والحاضر تشابه المتطرفون بفيض حماسهم الزائد، وادعاءهم باحتكار الحقيقة والصواب، وما عشناه في سنوات الحرب بعد 2015 وما عانيناه من تطرف، كان يذكرنا بكل من يرى أن الحياة بلونين فقط أبيضا وأسودا.. الحياة لديهم لا تقبل أن تكون محايدا أو بموقف مختلف، أو تكون حتى ضد أطراف الصراع مجتمعين.. ومثل هذا يقال أيضا حيال موقف اطراف الحرب والصراع من قضايا وحقوق الرأي والتعبير..

يخنقنا مثل هذا التطرف المغلق في وجه التعدد والتنوع.. كل طرف في الحرب كان يريد أن يجرّنا إلى مستنقعه القذر والملوث، بل ويريد أن يحملنا أو يغمسنا في مستنقعه حتى يصل بنا إلى حضيضه وقيعانه السحيقة.. كل يريد أن تكون في خندقه واصطفافه.. كل يرى أن الوطن جربة أبوه، بل ويرى ذاته هو الوطن كما يتصور ويعتقد..

ومع السنين بدأت تتكشف كثير من الأوهام، ولكن كانت بكلفة وطن بات ممزقا ومبددا.. إنه زمن التافهين والمتطرفين والمخرجات الرديئة لهذه الحرب المكتظة بالبشاعات والمؤامرات والكراهية، والمثقلة بالدمار والخراب الوخيم..

التطرف خطر ليس على المغاير والمختلف فحسب، ولكن على العقل والحكمة والتعدد والتنوع والسوية.. خطر على الشعب والمجتمع والمستقبل.. سياسية "من ليس معنا فهو ضدنا" سياسة مرعبة ومدمرة للشعوب والأوطان والمستقبل الذي ننشده..

الجماعات الدينية المتطرفة تقسم الناس إلى فسطاتين فقط، وبعض الحركات الدينية كالحوثيين توحشت وصارت بعد تمكين تستعدي من ليس معها، وتصفه بالخائن والمرتزق أو المنافق الذي يتعين اخضاعه لمشروعها الخاص والصغير، أو سحقه ببأسها وقمعها وسطوتها المرعبة، فيما جماعات سياسية أخرى في المقابل تطرفت، وتماهت مع العدوان والاحتلال حتى صارت حاملة لأجنداته ومُنفّذا لها على حساب الوطن ومستقبله..

وعودة إلى ما كنت بصدده: درست المرحلة الإعدادية في مدرسة الشهيد نجيب في طور الباحة في اواسط السبعينات وتحديدا من العام (1976 ـ 1978) إن لم تخنِ الذاكرة..

أقمت في (القسم الداخلي) وكان عدد غير قليل من أبناء المناطق الشمالية المجاورة يلتحقون بهذه المدرسة ويقيمون في قسمها الداخلي، وتوفر لهم دولة الجنوب التغذية إضافة إلى السكن.. بل كان مدير المدرسة من الشمال هو عبده علي من قبيطة الأكروب، وكان حسن محمد علي نائبها السياسي من قبيطة صبيح في الشمال، وكذا مسؤول المركز الثقافي كان من معبق وصوالحة الشمال ..

كان سبب توجهنا إلى الجنوب للدراسة إما بسبب عدم وجود مدارس إعدادية في أريافنا المُتعبة، وإما لأسباب سياسية واجتماعية حملتنا على التوجه لل
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=508304793457785&id=100028348056925&sfnsn=mo
راتب المدّرس يعني كرامته
عن أي كرامة تتحدثون؟!
اعرفوا أولا ماهي الكرامة
هل الكرامة تحويل المعلّم إلى شحّات؟!!
لو تحرروا تل ابيب
لن تتغير وجهة نظرنا فيكم
نهابة وفاسدين ولصوص ومستبدين
ومشروعكم خاص وصغير
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=508306090124322&id=100028348056925&sfnsn=mo
تغاريد غير مشفّرة
(1)
وزارة عقوق الإنسان
ماذا قدمت لحقوق الإنسان في صنعاء خلال خمس سنوات من الانتهاكات والبشاعات
غير حوار بائس، وشكر أكثر بؤسا من صاحبة، لقناة انتجها الفساد المربب..؟.!!
إنه زمن التفاهة والتافهون..
(2)
لو تحرروا تلابيب
لن تتغير وجهة نظرنا فيكم
نهابة وفاسدين ولصوص ومستبدين
ومشروعكم خاص وصغير
(4)
صنعاء تحول المدرسين إلى شحاتين
شهرين معاش في الشهر
و 25 ألف يريدون إحلالهم
بدلا عن 25 ألف مدرس آخرين

(5)
راتب المدّرس يعني كرامته
عن أي كرامة تتحدثون؟!
اعرفوا أولا ماهي الكرامة
هل الكرامة تحويل المعلّم إلى شحّات؟!!
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=508364283451836&id=100028348056925&sfnsn=mo
احمد سيف حاشد:
بعض من تفاصيل حياتي
المعلم والتعليم
(11)
فصلي من مدرسة طور الباحة
تحدثتُ مسبقا عن طردي من مدرسة الوحدة، وفي الإعدادية تم فصلي من مدرسة الشهيد نجيب في مركز طور الباحة مدة أسبوعين، وكان قرار الفصل هذا غير محدد في البداية، وتداخل مع ضغط أداري ونفسي لحملي على الاعتراف بما جنيت، ولكنني لم اعترف، رغم دمغي بالدليل..

في قصة طردي الأولى ربما بديت مستهترا، وأطلقت لعنتي على المدرسة، فاستثرت غضب مديري الذي ترك الطاولة التي أمامه، وحاول اللحاق بي، ولكن كانت سيقاني أخف منه، وعوضا عن ذلك أدركني بقرار الطرد، فيما لعنتي التي أطلقتها على المدرسة في ذروة انفعالي، أصابتني وحدي ولم تُصب أحد سواي.. الفارق أن طردي الأول كان للانفعال اللحظي دورة الأهم، وكانت للمكابرة أيضا دورها في عدم طلب المراجعة، وعدم تحمس والدي للعودة، وقد آثر أن أدرس في شعب بدلا من مراجعة مدير المدرسة.. كانت المدرسة المطرود منها قريبة من بيتنا، أو تكاد تكون على مرمى حجر منها..

أما فصلي لأسبوعين من مدرسة الشهيد نجيب، في السنة الأولى إعدادي من قبل مدير المدرسة عبده علي الزغير، فقد جاء دعما للضغط النفسي، من أجل دفعي إلى أن أقر وأعترف على نفسي ومن معي، والأهم أن الاتهام والفصل جاء بعد صبر وتحري وتحقيق لا يخلو من مكر ودهاء..

جميل قائد صالح كان من أعز أصدقائي، وكانت بيننا حميمية كبيرة وانسجام أبراج وطوالع.. اتفقنا على صياغة منشور، وتم شراء أوراق بيضاء، وتم تقسيمها إلى قصاصات متساوية ولافتة، ولأن خطي كان أجمل من صديقي توليت أنا كتابته.. كتبت ما أتفقنا عليه.. دافعنا كان محترما، وما كتبناه كان غير محترم، وقد تضمن تشهير وإساءة، وتم توزيع تلك القصاصات سرا من كلينا في السوق وأروقة المدرسة.

تم إبلاغ مدير المدرسة ببعض تلك القصاصات التي تم العثور عليها، وربما أرسل هو من يقوم بجمع ما تبقى مرميا منها.. تم الاستغراق فيما ورد فيها، وتفحص حروفها وكلماتها وخطها وطريقة كتابتها، وبُذل الجهد للوصول إلى معرفة كاتبها.. أستمر الأمر أياما لا أذكر عددها أو ربما مر أسبوعا أو أكثر..

ظل التحري يجري باهتمام وكتمان شديد، فيما كنّا أنا وصديقي جميل نعتقد إن الأمر قد تم تجاوزه، ولم يحدث حتى الضجيج الذي أردناه للوقوف أمام ما أوردناه في المنشور، ولم نعلم بأي إجراءات مما كنّا نتوخاها من توزيعه..

ربما ما فعلناه أنا وزميلي كان عملا طائشا بل وصبيانيا، وأظن إن المدير كان أكثر حكمة، وتعاطى بمسؤولية جمّه حيال ما حدث، وأظهر تحريه وكتمانه عن حس عالي ومسؤولية لدى المدير تستحق التقدير، وإذا كان هناك من مأخذ عليه، فهو أنه لم يجر التحقيق بحقيقة ما ورد في المنشور، حتى وإن كان ما فعلناه لا يخلوا من سخافة، وربما تم شيئا من ذلك، ولكن لم يتنام إلى علمنا، وكان تصرفه قد جرى على نحو صائب وحكيم، وبكلفة أقل، ومن دون ضجيج.. ربما كان الحق كله لدى الأستاذ المدير..

ولكن كيف أكتشف المدير بأنني كاتب هذا المنشور؟! هذا السؤال الذي كان يجوس داخلي!! حيرة ظلت تتملكني قبل أن أعرف ما بدد بعضها، وبقي بعضها شاخصا إلى اليوم..

لقد درجت في كتابة الدروس والإجابة على أسئلة الواجبات بتقليد خط زميلي مصطفى الفاضلي.. كان خطة جميل وذو رونق جاذب وأخاذ.. كنت أحاول أن أحاكي وأقلد خطه البديع والساحر.. كان زميلي مصطفى يكتب حرف (هـ) بطريقة مميزة تبدو كحلقتين متداخلتين إحداهما كبيرة والأخرى صغيرة.. كان يكتبها بتميز مختلف.. صرت أقلده في كتابتها، وكانت هي الثغرة التي كشفت ما أداريه، أو كانت هي الخيط الذي قاد إلى الدليل، إن لم يكن هو الدليل ذاته..

وفيما كنتُ الساعة السابعة مساء منكبا على كتابة الواجبات المدرسية في القسم الداخلي، تخاتل مدير المدرسة بخطوات مهموسة لم أسمع وقعها، وما أن رفعت رأسي بعد دقائق، وتطلعت إلى أعلى حتى شاهدته وهو واقفا يتفرس ما أكتب.. الحقيقة لم يخطر على بالي إن الأمر يتعلق في البحث عن كاتب المنشور!! لا أدري لماذا قصدني أنا بالذات دون البقية؟! لا أظنها صدفة!! لا أدري كيف قادته قدماه إلى عندي دون غيري!! تلك كانت حيرتي طيلة محنتي تلك..

وبعد تصفح عجول للدفتر الذي كنت أكتب فيه، أخذه معه؛ وقال لي وهو مقفلا: ألحقني الى الإدارة؟! الحقيقة لم أكن أعلم إن الأمر يتعلق بالمنشور، وكانت الدهشة تتلبس وجهي، ولم أكن أعلم إن أحد سيهتدي إلى خطي من بين مئات الطلاب!! لا أدري كيف اختارني من عشرات الطلاب الذين كانوا لحظتها يراجعون دروسهم في القسم الداخلي.. لا أدري كيف اهتدى ليصل لكاتب المنشور خلال أيام أو أسبوع، ودون أن أعلم أو يعلم أحد من اصدقائي إنه يبحث عن شخص ما!! كان الأمر بالنسبة لي مثار حيرة وسؤال..

وصلت إلى مقر الإدارة، واستقبلني المدير استقبال المحقق الرزين والحازم.. كان هادئا وواثقا جدا من أنني أنا من كتبت المنشور، لا أحد سواي! ولكنه يريد فقط أن يعرف من شاركني ودفعني وحرضني على كتابته؟! كان يحمل يقينية كبيرة أنني كاتب المنشور، فيما ك
هل هناك إذلال أكثر ثقلا
من أن تحوّل المعلم إلى شحات
عهد منحط
إنه عهد التافهين بإمتياز
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=509769679977963&id=100028348056925&sfnsn=mo
ظلمكم الوخيم والساحق
جعلنا لم نأبه لانتصاراتكم
ظلمكم صار اكبر من كل انتصارتكم
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=510004146621183&id=100028348056925&sfnsn=mo