أحمد سيف حاشد
341 subscribers
2.77K photos
6 videos
5 files
2.86K links
عضو برلمان
Download Telegram
#محمد_المقالح:
(1)
نكتة اليوم: كسرتُ التلفون وانا فوق الكمبيوتر واشتي اضحك واشتي اجوب التلفون، قلنا لكم اوليا الله دعوتهم مستجابة لكن فوق راسي بس، لكن ما المطر والله ما قطرة هههههههه

(2)
ستخرج كل المدن اليمنية للمطالبة بحقوقها ولكن صنعاء ستتأخر عنها قليلا
ولكن عندما تخرج صنعاء لن يبقى هناك حاجة للخروج خارج صنعاء
صنعاء عاصمة اليمن التاريخية واذا تغيرت، تغيرت اليمن

(3)
افتحوا الطرقات يا قطاع الطرق اصرفوا المرتبات يا قطاع الارزاق

(4)
عندما تصبح الجبهة مكانا لغسيل الفارين من العدالة تكون قد خسرت الجبهة
وعندما تصبح دماء الشهداء سوطا لتهديد من يقول كلمة الحق تكون قد خسرت اسر الشهداء ومحبيهم
سيأتيك الخطر من مأمنك يا ولي فلا تعتقد انك تتحايل على الله والله يعرف نواياك اكثر منك

(5)
لا تخاف السلطة م النقد الا اذا كانت مصرة ع المضي في اخطائها الى النهاية والا فالنقد يبصرها بالأخطاء ان ارادت ان تتراجع عنها
ولا يؤثر النقد الا اذا كان صحيحا وموضوعيا اما الكذب فيضر صاحبه لا منقوده
فاذا لماذا كل هذا الخوف لولا انكم مصرون على المضي الى الهاوية ولولا اننا لا نكذب عليكم

(6)
كل يوم يثبت فشل وعجز الاقلية (النخبة) السياسية في اليمن
انها طبقة مهزومة وكل واحد من فروعها يبحث عن نفسه بالفلوس ولا يجدها
والشعب لم يعمل لضرورة قائد وطني بديلا لكل هذا العفن، ولذلك سننتظر طويلا وسنخوض حروبا دموية جديدة ولكن هذه المرة داخل كل فصيل على حدة، وسيفتك احدهما بنفسه اكثر م خصمه

(7)
رجاء لا عد احد يعير الثاني بالارتزاق قد كلنا مرتزقة ايشوه الارتزاق غير الزلط والتخلي عن المسؤلية تجاه الشعب والوطن

(8)
سلطة صنعاء لا تشرف احدا وكل محترم يخجل ان ينتسب اليها
لأنها مجموعة م اللصوص والمتهبشين بغطاء الله
ولكن وما ان تنتقد حتى يدافع عنها الصالحون والفاسدون معا
انها القبلية التي ترى السلطة ملكا لأفراد القبيلة وكلما ظهر من ينتقدها م خارجها هب الجميع بدافع العنصرية لا بدافع الحق والباطل.

(9)
عندما تسمع وسائل اعلام صنعاء تجدها تتحدث ع ابناء المحافظات الشرقية والجنوبية كانه يتحدث عن وطن اخر وجار شقيق
قال السياسي الجنوبي قالت الجنوبية العربية فلانة
استحوا انتم وباء الانفصال لا غيركم
خطابكم بلا وطنية وسياستكم انفصالية ومن يقول غير ذلك كذاب، وهذا اكثر ما يغيظني فيكم يا حق الزلط

(10)
من يقبضون على زمام الامر في صنعاء يخافون من مظاهرات عدن اكثر ممن يحكمون عدن هههههههههههه
عدم الثقة بالنفس وعدم يقين القضية يجعلك تحسب كل صيحة عليك

(11)
انا لا انافس احدا
انا انافس نفسي ولن أخذ مكان احدا سأبقى في مكاني
من يشعر بان هناك من سيأخذ مكانه هو في الاصل لا مكان له
الكبار يظهرون مع الكبار لا مع الاقزام واحمد سيف كبير

(12)
كل بضائع العالم موجودة في صنعاء ولكننا تشعر بالحصار !
الحصار داخلي ومعنوي .
انه حصار الروح حصار الشعور بالقهر والاذلال ممن لا يرقبون فيكم الا ولا ذمة

()
الذين طالبوا بفتح المطار والميناء تبين لهم انهم جنبوا السعودية تهمة الحصار وتحملوها نيابة عنها في الطرقات بين المدن والمحافظات
........هل تغير شيء في حياتك ايها اليمني بفتح المطار ؟

(13)
عندما يذهب نصف من لقنتهم لمدة ثلاث سنوات في الكلية قسم الولاء الى من تعتبره عدوك اعلم انك تحرث في البحر

(14)
قالت له ليش ما تصلي يا جدوه قال قد صليت اكثر من محمد ابن عبد الله هو صلى من سن الاربعين وانا صليت من سن ال15
.............. اتحدث عن الاستاذ النعمان وطرائفه ههههههههههه

(15)
لا تصدقوا أن من قاتل معكم كان يقاتل م اجل الولاية بل من اجل اليمن ولو دعيت الناس للقتال من اجل الولاية لما اتى الى المعسكر مجند واحد
ما يحدث هو انك تدعو الناس باسم اليمن ثم تلقنهم كلام اخر ليقتنعوا بأمر لم يأتوا من اجله وعليك ان تلاحظ انك تمارس التدليس والتغرير بالناس وهذا حرام

(16)
لا اتحدث عن اشخاصكم ولا عن اسمائكم ولكنني اتحدث عن مفاسدكم والاخير قابل للتصحيح ان اردتم فلا تنشغلوا بمن قال بل بماذا قال

(17)
الا تخجل ان يوصم عهدك بعهد التهباش على زلط واراضي الناس ؟
#القاضي_احمد_سيف_حاشد
قضية أسرة إقبال الحكيمي كانت امتحانا لكم
لأخلاق لطالما أدعتمونها
سقطتم سقوط مريع ولآخر ما تدعون
#القاضي_احمد_سيف_حاشد
هناك تماثيل من البرونز لجبناء و لصوص ، نصب تذكارية لبغايا، أسوار من اللؤلؤ و الياسمين لجواسيس يحملون وطنهم في محافظهم .. فرسان بعمر الورد دخلوا روما و خرجوا منها بأحشائهم المعلقة من أطراف سيوفهم في طريقهم إلى المنفى.. رجال تافهين دخلوا دورات المياه و خرجوا منها في طريقهم إلى العرش.
#محمد_الماغوط
#مسرحية_العصفور_الأحدب
#القاضي_احمد_سيف_حاشد
إعتبار ارض الحديدة أو اقتطاع مساحة شاسعة منها واعتبارها تابعة للدولة من البحر إلى الجبل لا يمكن أن يحدث في اي محافظة أخرى غير الحديدة، ربما لأن ناسها طيبين وقنوعين..

مؤلم جدا أن تدفع ثمن طيبتك أرضك وحقك.. ومؤلم أكثر حينما تتحدث السلطة عن نفسها بأنها دولة.

إذا نحن لم نجد دولة في صنعاء، فكيف سنجدها في الحديدة.؟؟!! "فاقد الشيء لا يعطيه"..

نريد دولة اولا في صنعاء تعيد حقوق المواطن ثم يأتي دورها في البحث بما تدعي.
#القاضي_احمد_سيف_حاشد
الجرائم التي ارتكبت بحق أسرة إقبال الحكيمي وغيرها لا عد لها ولا حصر..
تلك الجرائم لم يتم إحالة جريمة واحدة منها إلى القضاء، بعضها تدمي القلب وتفقؤ العين..
ما تمت إحالته تم انتقائها لطمس بقية الجرائم كوسيلة إخضاع سلطة لأسرة كانت تبحث لدى السلطة عن عدالة تبين فقدانها تماما.
#القاضي_احمد_سيف_حاشد
كنت لا أعرف إلا الحصانة التي تمنح لحماية المهنة أو الجهة التي يعمل فيها الشخص، أو تحمي الشخص الذي يعمل فيها بالتبعية لتلك الجهة أو المهنة التي تستلزم الحصانة من أي تلفيق أو ادعاء كذوب..

ثم عرفت الحصانة التي حصنت الفاسدين من المساءلة، ولا يوجد من مسّها إلى اليوم بتعديل أو انتقاص.. كل الفاسدون مروا عليها أو مرّوا منها دون سؤال أو مأخذ.

غير أن الأسوأ والوبال اليوم أن صفة المؤمن والمجاهد التي صارت بذاتها حصانة كاملة لمجرمين من المساءلة الجنائية، وهي حصانة غير معلنة، ولا تُستمد قوتها من دستور أو قانون، بل تستمد قوتها - كما يزعمون - من الرب والجهاد والقرآن. ولذلك لم نر مجرما أو فاسدا واحدا منهم يمثل أمام القضاء أو بقاياه..

اليوم أسرة إقبال الحكيمي تدفع ثمنا باهضا لأن خصومها محصنين ومتلبسين بالجهاد والإيمان.. إنها الحقيقة المُرّة التي يريدون طمسها، ولن يستطيعوا. ولدي ثقة راسخة ومؤكدة في نهاية المطاف ستنتصر الحقيقة حتما، ولو بعد حين، على كل من أراد وأدها يوما إلى الأبد، وسيذهب الباطل حقيرا ودميما ومهزوما، وغدا لناظره قريب.
👍1
#Hesham_Al-Noman:
‏يقول الأستاذ النعمان : « كان القبيلي المجند الذي قدم من شمال صنعاء إلى سهول تهامة وإب وتعز والبيضاء لا يسمى جندياً بل مجاهداً في سبيل الله وعلى هذا الأساس أبيح له أن يسكن في مساكن الأهالي بالقوة حتى لو أدى الأمر "وكثيراً ما كان يؤدي" إلى خروج رب المسكن ليسكنه المجاهد في سبيل الله ويفرض على الزوجة أن تتولى خدمته وإطعامه ما يختار من طعام ، وكم أكواخ وبيوت هدمت وأحرقت لأن فلاحاً أو فلاحة اعتذرت بالفقر عن تلبية الرغبات المسعورة للجنود » .. والكلام مازال للأستاذ النعمان الذي يؤكد بقوله : « لقد وجه الإمام يحي قبائل الشمال التي حاربت تحت قيادته الأتراك نحو الجنوب " تعز وإب " وتهامة بدعوى المحافظة على الراية المحمدية في بلاد « كفار التأويل » و « إخوان النصارى » إنتهى كلام الأستاذ النعمان .
👍1
#محمد_المقالح:
لا يجوز شرعا وعرفا ان تصلّي جمعة لدى خطباء الشتيمة واللعن
والتهديد لعباد الله
👍3
#القاضي_احمد_سيف_حاشد
أحيانا لا نجد تفسيرا لبعض ما يحدث!
يعلنون عن توقيع اتفاق مع إيران لإنشاء بورصة في صنعاء، وفي اليوم الثاني يتم تقديم مشروع قانون إلى مجلس نواب صنعاء لمنع ما يصطلحون عليه "المعاملات الربوية".

أنشأوا في وقت سابق هيئة مصالحة، وفي اليوم التالي تم إسقاط عضوية 44 نائب..

زعيم أنصار الله في خطاب يدعوا إلى التخفيف والاهتمام بأحوال الناس، وفي اليوم الثاني نشاهد مشاريع قوانين جبايات جديدة في مجلس النواب، وجرع ثقيلة تمشي في الشارع على قدمين..

كثير هي الأمثلة والمتناقضات، ونادراً ما نجد لها تفسيراً، وكثيراً لا نجد لها تفسير أو حتى ظن.

غريبة هذه البلاد حتى على أهلها !!
2
#القاضي_احمد_سيف_حاشد
السعودية تعطِّف ونحن عادنا بدأنا نفرش.

السعودية مملكة تشهد ثورة اجتماعية عارمة في المجتمع الذي بات يغادر كوابحه وماضية، ويعيد صياغة وعيه من جديد، فكر وثقافة وتعليم وعادات وتقاليد..

فيما اليمن جمهورية تشهد تراجع حضاري صادم ومريع على كل الصعد والمستويات، وتكريس النفايات التي ثارت عليها المملكة نفسها.

شيء لا يصدّق..!!
مفارقة تحكي مدى المأساة التي نعيشها وتعيشها نخبنا البائسة..
👍3
صنعاء .. “يمنات” ينفرد بنشر نص مشروع قانون لمنع المعاملات الربوية قدمته الحكومة لمجلس النواب

يمنات – خاص

قدمت حكومة الانقاذ بصنعاء مشروع قانون جديد إلى مجلس النواب لاقراره.

ومشروع القانون المقدم والذي حصل “يمنات” على نسخة منه يحمل اسم (منع المعاملات الربوية) ويتكون من ١٤ مادة.

كم يتضمن المشروع المقدم شرح حول أسباب تقديمه مكون من ١٦ صفحة.

يرى قانونيون ان مشروع هذا القانون سيسبب ارباك للجهاز المصرفي في اليمن، نظرا لتناقض بعض مواده مع قانون البنوك والقوانين ذات الصلة. مشيرين إلى ان المشروع بحاجة لدراسة مستفيضة من قبل فقهاء القانون وموأمته مع المنظومة القانونية، منعا لأي تعارض. مبدين مخاوفهم من حصول انتكاسة اقتصادية في حال تم اقرار القانون بصورته الحالية، لأن ذلك سيؤدي إلى تعطيل أعمال البنوك. متسائلين عن الجدوى من تقديم هذا المشروع في ظل وضع اقتصادي شبه منهار تعيشه البلاد، وانقسام النظام المصرفي بين صنعاء وعدن.
👍4
من مذكراتي
قصتي مع القات
(4)
أنا والمجنون !!
أحمد سيف حاشد
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=pfbid0nYSxcUZX4TmFCxSd9R9dSaigyT94jJLeo7Jp1oj4qvQ9gX3n8534fJHXW9AaoDRRl&id=100000484269812&mibextid=Nif5oz
فتحت الباب لأرى من طارقه؛ فرأيت صديقي وزميلي العزيز صالح عبدالله، والمشهور باسم "الشرعية"، بقامته الفارعة وابتسامته التي تشعرك بألفة عذبة، ودفقة من محبة.. جمعتنا صداقة لا تخلوا من حميمية، فيها انسجام أرواح وطبائع.. لطالما شدّتني إليه طيبته الخالصة، وبعض من نقاء نادر.. هو من محافظة أبين التي أقمتُ فيها عامين ولم أعرفه فيها، ولم أعرفه في عدن التي سكنتها وسكنتني، وإنما عرفته وزاملته وجاورته لفترة في العاصمة صنعاء.

كان يومها هو رئيسا للنيابة العسكرية في المنطقة الشرقية، والتي يشمل نطاق اختصاصها محافظتي حضرموت و"المهره" فيما كنتُ يومها رئيساً للمحكمة العسكرية المركزية في صنعاء.. كان هذا على الأرجح عام 1997.

فاجأني صديقي صالح بزيارته المباغتة دون موعد سابق.. جاء بغرض المقيل معي فيما لازالت علاقتي مع القات في غير وئام، لا أنجر إليه إلا محرجاً أو فيما هو مُلِح، وأول ما أنتهي منه أشعر بكدر وقرف وكآبة.

أهمية لقائي بصديقي صالح هو في كونه يأتي بعد غياب أمتد لشهور طويلة على غير ما أعتدنا عليه، وما يحمله من أخبار المحافظات البعيدة يستحق المقيل؛ وقبل هذا هو عز ونعم الصديق، وما بيننا من شجن يستحق الحفاوة والاهتمام.. رفضتُ عرضه بمقاسمة قاته أو فائضه، فالسوق قريب منّا إن لم يكن على مرمى حجر.. هرعتُ إلى السوق دون مهل.

كنتُ يومها أقيم في منزل واقع بين نهاية شارع "مزدا" وسور الهيئة العامة للمياه المجاورة لسلاح الصيانة في "الحصبة".. كانت الساعة قد تجاوزت الرابعة والنصف بعد العصر.. وجدت القات قد نفذ، والبائعون قد غادروا المكان، ولكنني شاهدت رجل متكوم يمضغ القات في زاوية من الرصيف في "الجولة التي يباع فيها القات.. خلته من بائعي القات.. قلتُ لنفسي: إن القدر لا يريد أن يخذلني مع ضيفي، أو يعيدني من السوق خالي الوفاض، وأعود إلى عرضٍ رفضته.

شاهدتُ أمام الرجل كيس غامق اللون، مصنوع من مادة "النايلون" محشواً بأوراق القات.. ولظنّي أنه أحد بائعي القات، اتجهت نحوه بخطوات حثيثة، وقد أحسست أنني لن أعود من السوق بخيبتي مكسوراً، بل شعرتُ أن لي في الحظ بقية ونصيب.

جلست أمامه القرفصاء، ولكن على نحو لا يخلو من ملامح الاستعجال.
قلت له:
- اقطب.. بكم هذا القات يا حاج؟!
فأجاب دون تردد: بسبعين ريال.

لم أفكر بمساومته، فالسعر "عرطة العرطات" تجعل من المساومة عبثاً وغبناً فاحشاً بحق البائع الطيب. سبعون ريالاً مبلغ لا يقبل المساومة، فهو يكاد يكون مجاناً، والقات في تلك الساعة المتأخرة لا يوجد عند رجل آخر غيره.

شعرتُ أن الرجل أنقذني من إحراج صديقي، وجنبني مقاسمة قات ضيفي، وأخرجني من ورطة العودة بخفي حنين.. أحسست بالامتنان للرجل الذي أغرقني بطيبته.. أعطيته مائة ريال، واستدركت بالقول له: الباقي على شأنك. فيما هو كان قد دسّها في جيبه، دون أن يهتم بإعادة أي شيء.

كان يفترض أن الرخص الباذخ للقات ـ حتى وإن كان السوق بواراً ـ وكثرته اللافتة تثير استغرابي وسؤالي، غير أن هذا لم يحدث ربما بسبب عجلي وغربتي في أمور القات، وأكثر منها سبب أهم يجعلني لا أكترث ولا أهتم بما يهتم به الآخرون من ماضغي القات، حيث يكفيني أنّي أنا من سيمضغ القات لا أحد سواي، وطالما هو يؤدي دوره في المقيل، ويثبت أنّي مخزّن مع من معي، فهو أمر يكفيني، ولا أحتاج أكثر من هذا.

أجفلتُ راضياً عن البائع إلى حد بعيد، ومتجمل منه كمنقذ في توفير حاجتي التي بدت لي ماسة، وفي وقت بدا لي عصيباً.. لم أكن أعلم أنه مجنوناً، وأن كيس القات الذي أمامه، إنما هو نفايات وتوالف قات لا يُشترى ولا يُمضغ، وغير صالح للاستخدام الآدمي، بل ربما تعافه أيضاً الأغنام وتأبى أن تأكله.. أوراق قات متهالكة وتالفة، وبعضها قاسٍ يُستصعب مضغه.. أوراق قات لفلفها الرجل من أمكنة بيع القات وزوايا وحواف الرصيف.. بعض الأوراق ربما مرت عليه الأقدام والأحذية.. حشاها في الكيس، وتعاطى منه، وجلب له الحظ زبون طيب مثلي، ليشتري منه ويمتن له.

بدأنا المقيل أنا وصديقي وبيننا جسر من المودة والشجون.. لأول وهلة لفت كيس القات الكبير نظر زميلي.. كان القات الذي يحتويه يكفي قرية، ولكنه أحجم عن الفضول والسؤال تأدباً وتحاشياً لإي إحراج.

بدأتُ بإخراج بعض وريقات القات من الكيس.. كانت أوراق مفلطحة وعريضة.. بعضها مهترئ، وبعضها قاس وسميك ومتسخ.. كنت أضع الورقة على سروالي فوق فخضي، وأمسحها براحة يدي، ثم أعطفها أربعا أو خمسا، قبل أن أحشيها في فمي.. أول مرة أشعر إن ذلك القات يستقر في فمي وقت أطول قبل أن يغادر إلى بلعومي ومعدتي، غير أن ما كان عالقا بالقات من تراب وغيره ترك أثره المغبر على سروالي على نحو واضح ولافت.
ذكّرني مشهد ما أفعله، برجل في "طور الباحة" كان معه بعير، كان الرجل يقوم بتعطيف أورق اشجار الموز وأحيانا زرع ذو أوراق عريضة، حتى يصيُّرها بشكل حزمة صغيرة، ثم يحشيها في فم البعير.. نعم، إنه تشبيه مع الفارق، والفارق هنا أنني كنتُ أعتمد على نفسي، فأنا من يعطّف أوراق القات، وأحشيها في فمي، دون مساعدة من أحد.

بدأ صديقي يلحظ أن ما أفعله غير طبيعي، وبدأ يشعر بحالة احتدام داخلي مع فضوله يخامره إحراج اللحظة، فيما كنت أنا أتصرف على نحو بارد وغير مبالٍ، ولا يبدو عليّ أي استغراب أو دهشة وكأني أمتحن أعصاب صديقي.. حاشا أن أفعل هذا، ولكن جرت الأمور على ذلك النحو دون علمي وإدراكي أن طريقتي وما أفعله كان مستفزاً إلى حدٍ بعيد.

بدأتُ أعثر في كيس القات على ربلات ومرابط.. أغطية متهتكة لقناني مياه معدنية.. كنتُ ما أجده أرمي به ارضاً دون مبالاة، واستأنفت مضغ القات، وأبدو أمام صديقي مهتماً ومندمجاً بحديث أخباره الحافلة، والتي لا تعكر انسيابها وتدفقها غير المطبات التي كانت تنقله شارداً إلى ما أفعله أمامه.. ما أفعله كان يخرجه من سياقه وانهماكه في الحديث لينشغل بدلا عنه بحركاتي المقرونة ببرود رجل كأنه يقصد استفزاز صاحبه.

لقد كان صديقي يعاني ويغتلي في جواري، ولم يعد يستطع ان يتمالك أعصابه، أو يمنع فضوله من التدخل والسؤال.. كل شيء كان يحدث يثيره ويستفزه فيما هو يحاول قمع ردود فعله بأعصاب تحاول أن تلوذ بثبات لا يخلوا من هشاشة.

ما أخرجه من الكيس من توالف وبقايا أشياء كان يشد الانتباه والنظر دون أن أحاول مداراة ما أفعله، بديتُ وكأنني جريئا بما أفعله، ابتدأ بإخراج أوراق القات من الكيس، ورمي ما أعثر عليه من أشياء في كيس القات، وطريقتي في التعاطي مع كل ذلك، والتي لا تخلوا من براءة وتلقائية، وأكثر من ذلك هدوئي وبرودي في طريقة تنظيفي لأوراق القات، وتعطيفها، قبل أن أحشيها في فمي.. بديت في هيئة رجل أبله لا يكترث ولا يبالي بمن حوله، وبما يفعل.

بعد معاناة زميلي مما يحدث، لم يستطع حبس فضوله أكثر، وأفلت سؤاله عن لجامه بعد معاناة وصبر ثقيل:
- بكم اشتريت القات؟!!
فأجبته بتلقائية وبرود أعصاب: هو طلب سبعين ريال، وأنا أعطيته مائة ريال.. ما كان باقي قات في "المقوت" إلا عنده.. السعر والله "عرطة العرطات"..

ما كان يطفح به صديقي من فضول مكتوم داخله أنني أتحدث بتلقائية وبساطة، ودون أي تكلّف أو مراعاة لأصول المقيل، ولضيفي الذي فاض به الكيل دون أن أعلم.. كانت المفارقة كبيرة بين ما أفعله في تلك اللحظة، وما لدى زميلي من حيرة واستفزاز وفضول مقموع بحيائه.. إنه مشهداً يستحق أن يكون بعض من عمل مسرحي كوميدي بامتياز.

كابد صديقي كثيراً ولم يعد يتحمل مزيداً من إطرائي على بايع القات، وسعره "العرطة" التي ظفرت به.. نفذ صبره وفاض تحمّله، وصار كبح فضوله غير ممكن؛ فمد يده وخطف من أمامي كيس القات كصقر وكأنه كان يرصده من أول المقيل.. أخذ يفتش في داخله بيده وأصابعه المتحفزّة.. ويخرج أشياء ومخلفات وقراطيس وأغطية، وفي كل مرة يخرج شيئا من الكيس كان يردد بدهشة وعجب: الله الله.. الله الله ويرمي به، ثم رمى بالكيس بما فيه إلى باب غرفة مقيلنا، وهو يقول: كل شيء موجود في الكيس.. ما عاد شيء إلا الحنشان.. ثم قسم قاته، وحلف يمين أن لا أخزّن إلا من قاته.. فبرّيت بيمينه وتجنبت سجاله، غير أن ذلك لم يمنع من قهقهتي كمجنون بين حين وآخر، بعد أن بدأت أدرك سوء ما فعلت.

بعد يومين مررت أنا وصديقي في رصيف الشارع الذي يباع فيه القات، وشاهدت الرجل الذي باع لي القات.. شهقتُ ثم قلت:
- هذا هو.. هذا هو الذي باع لي القات.. هذا الذي باع لي القات!!
فرد صديقي:
هذا مجنون!! ما تشوف القراطيس الذي فوق رأسه!!
كان رأسه معصوباً بقراطيس "النايلون" الملونة، ومرابط أخرى، ومشقّر بشرايح قراطيس سجائر محلية.

فأجبت وقد أدركتُ ورطتي:
- يا أخي أنا أصلاً ما كنتُ مركّز على رأس الرجال.. أنا كنت مركّز على القات.

فانطلقت قهقهتنا رغم إرادتنا كصوت رشاش، استرعت انتباه المارة.. ألتفت البعض إلى مصدر الصوت مستغرباً، ومنهم من توقف يبحث عن سبب القهقهة..!!

***
من مذكراتي
قصتي مع القات
(4)
أنا والمجنون !!
أحمد سيف حاشد
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=pfbid0nYSxcUZX4TmFCxSd9R9dSaigyT94jJLeo7Jp1oj4qvQ9gX3n8534fJHXW9AaoDRRl&id=100000484269812&mibextid=Nif5oz
فتحت الباب لأرى من طارقه؛ فرأيت صديقي وزميلي العزيز صالح عبدالله، والمشهور باسم "الشرعية"، بقامته الفارعة وابتسامته التي تشعرك بألفة عذبة، ودفقة من محبة.. جمعتنا صداقة لا تخلوا من حميمية، فيها انسجام أرواح وطبائع.. لطالما شدّتني إليه طيبته الخالصة، وبعض من نقاء نادر.. هو من محافظة أبين التي أقمتُ فيها عامين ولم أعرفه فيها، ولم أعرفه في عدن التي سكنتها وسكنتني، وإنما عرفته وزاملته وجاورته لفترة في العاصمة صنعاء.

كان يومها هو رئيسا للنيابة العسكرية في المنطقة الشرقية، والتي يشمل نطاق اختصاصها محافظتي حضرموت و"المهره" فيما كنتُ يومها رئيساً للمحكمة العسكرية المركزية في صنعاء.. كان هذا على الأرجح عام 1997.

فاجأني صديقي صالح بزيارته المباغتة دون موعد سابق.. جاء بغرض المقيل معي فيما لازالت علاقتي مع القات في غير وئام، لا أنجر إليه إلا محرجاً أو فيما هو مُلِح، وأول ما أنتهي منه أشعر بكدر وقرف وكآبة.

أهمية لقائي بصديقي صالح هو في كونه يأتي بعد غياب أمتد لشهور طويلة على غير ما أعتدنا عليه، وما يحمله من أخبار المحافظات البعيدة يستحق المقيل؛ وقبل هذا هو عز ونعم الصديق، وما بيننا من شجن يستحق الحفاوة والاهتمام.. رفضتُ عرضه بمقاسمة قاته أو فائضه، فالسوق قريب منّا إن لم يكن على مرمى حجر.. هرعتُ إلى السوق دون مهل.

كنتُ يومها أقيم في منزل واقع بين نهاية شارع "مزدا" وسور الهيئة العامة للمياه المجاورة لسلاح الصيانة في "الحصبة".. كانت الساعة قد تجاوزت الرابعة والنصف بعد العصر.. وجدت القات قد نفذ، والبائعون قد غادروا المكان، ولكنني شاهدت رجل متكوم يمضغ القات في زاوية من الرصيف في "الجولة التي يباع فيها القات.. خلته من بائعي القات.. قلتُ لنفسي: إن القدر لا يريد أن يخذلني مع ضيفي، أو يعيدني من السوق خالي الوفاض، وأعود إلى عرضٍ رفضته.

شاهدتُ أمام الرجل كيس غامق اللون، مصنوع من مادة "النايلون" محشواً بأوراق القات.. ولظنّي أنه أحد بائعي القات، اتجهت نحوه بخطوات حثيثة، وقد أحسست أنني لن أعود من السوق بخيبتي مكسوراً، بل شعرتُ أن لي في الحظ بقية ونصيب.

جلست أمامه القرفصاء، ولكن على نحو لا يخلو من ملامح الاستعجال.
قلت له:
- اقطب.. بكم هذا القات يا حاج؟!
فأجاب دون تردد: بسبعين ريال.

لم أفكر بمساومته، فالسعر "عرطة العرطات" تجعل من المساومة عبثاً وغبناً فاحشاً بحق البائع الطيب. سبعون ريالاً مبلغ لا يقبل المساومة، فهو يكاد يكون مجاناً، والقات في تلك الساعة المتأخرة لا يوجد عند رجل آخر غيره.

شعرتُ أن الرجل أنقذني من إحراج صديقي، وجنبني مقاسمة قات ضيفي، وأخرجني من ورطة العودة بخفي حنين.. أحسست بالامتنان للرجل الذي أغرقني بطيبته.. أعطيته مائة ريال، واستدركت بالقول له: الباقي على شأنك. فيما هو كان قد دسّها في جيبه، دون أن يهتم بإعادة أي شيء.

كان يفترض أن الرخص الباذخ للقات ـ حتى وإن كان السوق بواراً ـ وكثرته اللافتة تثير استغرابي وسؤالي، غير أن هذا لم يحدث ربما بسبب عجلي وغربتي في أمور القات، وأكثر منها سبب أهم يجعلني لا أكترث ولا أهتم بما يهتم به الآخرون من ماضغي القات، حيث يكفيني أنّي أنا من سيمضغ القات لا أحد سواي، وطالما هو يؤدي دوره في المقيل، ويثبت أنّي مخزّن مع من معي، فهو أمر يكفيني، ولا أحتاج أكثر من هذا.

أجفلتُ راضياً عن البائع إلى حد بعيد، ومتجمل منه كمنقذ في توفير حاجتي التي بدت لي ماسة، وفي وقت بدا لي عصيباً.. لم أكن أعلم أنه مجنوناً، وأن كيس القات الذي أمامه، إنما هو نفايات وتوالف قات لا يُشترى ولا يُمضغ، وغير صالح للاستخدام الآدمي، بل ربما تعافه أيضاً الأغنام وتأبى أن تأكله.. أوراق قات متهالكة وتالفة، وبعضها قاسٍ يُستصعب مضغه.. أوراق قات لفلفها الرجل من أمكنة بيع القات وزوايا وحواف الرصيف.. بعض الأوراق ربما مرت عليه الأقدام والأحذية.. حشاها في الكيس، وتعاطى منه، وجلب له الحظ زبون طيب مثلي، ليشتري منه ويمتن له.

بدأنا المقيل أنا وصديقي وبيننا جسر من المودة والشجون.. لأول وهلة لفت كيس القات الكبير نظر زميلي.. كان القات الذي يحتويه يكفي قرية، ولكنه أحجم عن الفضول والسؤال تأدباً وتحاشياً لإي إحراج.

بدأتُ بإخراج بعض وريقات القات من الكيس.. كانت أوراق مفلطحة وعريضة.. بعضها مهترئ، وبعضها قاس وسميك ومتسخ.. كنت أضع الورقة على سروالي فوق فخضي، وأمسحها براحة يدي، ثم أعطفها أربعا أو خمسا، قبل أن أحشيها في فمي.. أول مرة أشعر إن ذلك القات يستقر في فمي وقت أطول قبل أن يغادر إلى بلعومي ومعدتي، غير أن ما كان عالقا بالقات من تراب وغيره ترك أثره المغبر على سروالي على نحو واضح ولافت.
ذكّرني مشهد ما أفعله، برجل في "طور الباحة" كان معه بعير، كان الرجل يقوم بتعطيف أورق اشجار الموز وأحيانا زرع ذو أوراق عريضة، حتى يصيُّرها بشكل حزمة صغيرة، ثم يحشيها في فم البعير.. نعم، إنه تشبيه مع الفارق، والفارق هنا أنني كنتُ أعتمد على نفسي، فأنا من يعطّف أوراق القات، وأحشيها في فمي، دون مساعدة من أحد.

بدأ صديقي يلحظ أن ما أفعله غير طبيعي، وبدأ يشعر بحالة احتدام داخلي مع فضوله يخامره إحراج اللحظة، فيما كنت أنا أتصرف على نحو بارد وغير مبالٍ، ولا يبدو عليّ أي استغراب أو دهشة وكأني أمتحن أعصاب صديقي.. حاشا أن أفعل هذا، ولكن جرت الأمور على ذلك النحو دون علمي وإدراكي أن طريقتي وما أفعله كان مستفزاً إلى حدٍ بعيد.

بدأتُ أعثر في كيس القات على ربلات ومرابط.. أغطية متهتكة لقناني مياه معدنية.. كنتُ ما أجده أرمي به ارضاً دون مبالاة، واستأنفت مضغ القات، وأبدو أمام صديقي مهتماً ومندمجاً بحديث أخباره الحافلة، والتي لا تعكر انسيابها وتدفقها غير المطبات التي كانت تنقله شارداً إلى ما أفعله أمامه.. ما أفعله كان يخرجه من سياقه وانهماكه في الحديث لينشغل بدلا عنه بحركاتي المقرونة ببرود رجل كأنه يقصد استفزاز صاحبه.

لقد كان صديقي يعاني ويغتلي في جواري، ولم يعد يستطع ان يتمالك أعصابه، أو يمنع فضوله من التدخل والسؤال.. كل شيء كان يحدث يثيره ويستفزه فيما هو يحاول قمع ردود فعله بأعصاب تحاول أن تلوذ بثبات لا يخلوا من هشاشة.

ما أخرجه من الكيس من توالف وبقايا أشياء كان يشد الانتباه والنظر دون أن أحاول مداراة ما أفعله، بديتُ وكأنني جريئا بما أفعله، ابتدأ بإخراج أوراق القات من الكيس، ورمي ما أعثر عليه من أشياء في كيس القات، وطريقتي في التعاطي مع كل ذلك، والتي لا تخلوا من براءة وتلقائية، وأكثر من ذلك هدوئي وبرودي في طريقة تنظيفي لأوراق القات، وتعطيفها، قبل أن أحشيها في فمي.. بديت في هيئة رجل أبله لا يكترث ولا يبالي بمن حوله، وبما يفعل.

بعد معاناة زميلي مما يحدث، لم يستطع حبس فضوله أكثر، وأفلت سؤاله عن لجامه بعد معاناة وصبر ثقيل:
- بكم اشتريت القات؟!!
فأجبته بتلقائية وبرود أعصاب: هو طلب سبعين ريال، وأنا أعطيته مائة ريال.. ما كان باقي قات في "المقوت" إلا عنده.. السعر والله "عرطة العرطات"..

ما كان يطفح به صديقي من فضول مكتوم داخله أنني أتحدث بتلقائية وبساطة، ودون أي تكلّف أو مراعاة لأصول المقيل، ولضيفي الذي فاض به الكيل دون أن أعلم.. كانت المفارقة كبيرة بين ما أفعله في تلك اللحظة، وما لدى زميلي من حيرة واستفزاز وفضول مقموع بحيائه.. إنه مشهداً يستحق أن يكون بعض من عمل مسرحي كوميدي بامتياز.

كابد صديقي كثيراً ولم يعد يتحمل مزيداً من إطرائي على بايع القات، وسعره "العرطة" التي ظفرت به.. نفذ صبره وفاض تحمّله، وصار كبح فضوله غير ممكن؛ فمد يده وخطف من أمامي كيس القات كصقر وكأنه كان يرصده من أول المقيل.. أخذ يفتش في داخله بيده وأصابعه المتحفزّة.. ويخرج أشياء ومخلفات وقراطيس وأغطية، وفي كل مرة يخرج شيئا من الكيس كان يردد بدهشة وعجب: الله الله.. الله الله ويرمي به، ثم رمى بالكيس بما فيه إلى باب غرفة مقيلنا، وهو يقول: كل شيء موجود في الكيس.. ما عاد شيء إلا الحنشان.. ثم قسم قاته، وحلف يمين أن لا أخزّن إلا من قاته.. فبرّيت بيمينه وتجنبت سجاله، غير أن ذلك لم يمنع من قهقهتي كمجنون بين حين وآخر، بعد أن بدأت أدرك سوء ما فعلت.

بعد يومين مررت أنا وصديقي في رصيف الشارع الذي يباع فيه القات، وشاهدت الرجل الذي باع لي القات.. شهقتُ ثم قلت:
- هذا هو.. هذا هو الذي باع لي القات.. هذا الذي باع لي القات!!
فرد صديقي:
هذا مجنون!! ما تشوف القراطيس الذي فوق رأسه!!
كان رأسه معصوباً بقراطيس "النايلون" الملونة، ومرابط أخرى، ومشقّر بشرايح قراطيس سجائر محلية.

فأجبت وقد أدركتُ ورطتي:
- يا أخي أنا أصلاً ما كنتُ مركّز على رأس الرجال.. أنا كنت مركّز على القات.

فانطلقت قهقهتنا رغم إرادتنا كصوت رشاش، استرعت انتباه المارة.. ألتفت البعض إلى مصدر الصوت مستغرباً، ومنهم من توقف يبحث عن سبب القهقهة..!!

***
من مذكراتي..
(8)
قضاة.. وقضاء وقدر!!
أحمد سيف حاشد
بعد عودتي من مجلس العزاء، والذي وجدت نفسي فيه أحوج للعزاء؛ طلبت من أحد أولادي على الفور أن يغير الأغنية "أنا يا بوي أنا" التي فضحتني في مجلس العزاء، ويستبدلها برنة عادية، أو أي شيء يليق بقاضي وعضو مجلس نواب لازال في مستهل عهده.. ولكن بدلاً من أن يغيرها برنة تليق بأبوه، غيّرها بأغنية لم أفهم من كلماتها غير "عبد القادر يا بو علم" ولم أفهم شيئاً من كلماتها، ولا اسم الفنان الذي يغنيها، ولا جنسيته، ولكنها كانت أغنية شبابية مشهورة ومنتشرة في تلك الأيام.

أنا في الحقيقة وغالبا لا أفرق بين الأغاني التي تليق والأغاني التي لا تليق.. لا أفرق بين أغاني الشباب وأغاني العجائز.. أكثر الأغاني تنال اعجابي واستحساني غالبا بسبب ايقاعاتها واللحن والموسيقى فيها أو العود، بل وأجد نفسي أحيانا استمتع بسماع الأغاني الكردية..

غالبا أنا لا أفهم ما يقول الفنان في الأغنية إلا إذا استعنت بصديق، أو سعيت إلى معرفة كلماتها سعياً، ويكفيني في جل الأغاني إن إيقاعها يأسرني، وترقص معه الروح والقلب والوجدان.. لازالت في ذاكرتي أغنية "بين الدوالي والكرم العالي" الذي كنت اسمعها وأنا صغير من الراديو، وأرددها مع صوت الفنان بكلمات "بين الزاوالي والدرب العالي" وشتان بين المعنيين.

زرتُ تعز.. تواصلت بالقاضي خالد محمد يحيى لأخزن عنده، وهو زميل لي من أيام المعهد العالي للقضاء.. وفي مجلسه، وجدت كثير من القضاة المعممين، والذين تبدو عليهم الهيبة والوقار.. كما أن والد زميلي هذا أعرف أنه قاضي وفقيه ومؤلف.. إنه محمد بن يحيي المطهر.. كان له في أيامه شأنا، ومؤلفات عدة، ومنها مجلدين في الأحوال الشخصية التي اقتنيتها حالما كنت طالباً في المعهد العالي للقضاء.. لا زلتُ أذكر أنني أحترت كثيرا فيما يتعلق بشروط صحة عقد الزواج، ومانع زواج الإنسي من جنية.

زميلي القاضي ومن خلال زمالة المعهد الذي دامت ثلاث سنوات، انطباعي الإجمالي عنه، أنه كان ذكياً في الدراسة، ومتوقد الذهن، ودمث الأخلاق، وذو وقار وكياسة ودين.. يحرص على أهمية مسلك القاضي وسلوكه والحرص حيال ما يجرح عدالة القاضي، وهي تفاصيل مررنا عليها في المعهد العالي للقضاء.

وفيما كان الحديث المحترم في حضرة جلالة القضاء وهيبة القضاة في المجلس الوقور، رن تلفوني، ولكن ليس برنة، وإنما بأغنية "عبد القادر يا ابو علم" أنفجر القضاة بالضحك، وغرقتُ أنا معهم في نوبته، وأدركت أن الفضيحة الثانية قد حلت بي، وزميلي القاضي يقول:
- ما هذه يا قاضي؟!! شبابي هه.. من عمل لك هذه النغمة؟!
- وأنا أرد: هؤلاء العيال اللذين عملوها.. وأنا معرفش أغيرها.

مد القاضي يده، وأخذ منّي التلفون، وبدأ يتعامل معه حتى غيرها إلى رنة قاضي بحق وحقيقة.
الحقيقة لم أخرج من المجلس إلا بعد أن عرفت أن تلفوني اسمه "الرنان" وعرفت كيف أتعامل مع التلفون، وكيف أغير نغماته، وعرفت أيضاً إن الأغنية جزائرية، واسم الأغنية (عبد القادر)، وأن الأغنية شبابية جدا، وأن الفنان اسمه الشاب خالد.. وعرفت أيضاً بعض كلمات الأغنية التي تقول:
عبدالقادر يا بو علم ضاق الحال عليّ
داوي حالي يا بو علم سيدي إرأف عليّ
دعوتي القلّيلة... يانا... ذيك المبلية
خليتني في حيره... يانا... العشرة طويلة

الحقيقة كانت جلستنا رائعة و ودوده، وفيها فائدة ومعرفة لم أسبق إليها من قبل، ابتداء بالتلفون وانتهاء بكلمات الأغنية التي أستصعبتها في البداية.. شُغفتُ بالمعرفة وصرت أشبه بالعربي الذي يتوق ليتعلم اللغة العبرية.

خرجت من المجلس بعد المقيل، وأنا أضحك على نفسي وأحدثها كمجنون: "بعض القضاة خطيرون.. يفهمون في كل شيء" وأنا لا أعرف حتى اسم تلفوني.

وخلال سنوات هذه الحرب اللعينة وما تلاها من هدن ومراوحة، تعرفت على قليل من القضاة المتجاوزين لواقعهم الاستبدادي المريض، وبدوا أكثر انفتاحاً على المرأة وعلى العدالة، ولهم اضطلاع ومعارف في كل الفنون، ولهم أيضاً عالمهم الجميل الغير معلن عنه في الحب والغناء والشعر والحكايات التي لا تُنسي، ولدى بعضهم قلوب مرهفة، وبإمكانك أن تسمع منهم ما لا تعرفه ولا تسمع به من قبل.. فيما بعضهم مأسوف عليه، لازال يعتقد إن النجم سهيل كان عشاراً في اليمن؛ فمسخه الله نجماً ليكون عبرة وموعظة للعالمين.

كما وجدتُ قضاة وما أكثرهم يستجرون كلما هو ظلامي وبائد من عهود خلت وتقادمت، حتى بدو هم والسلطة التي تمثلهم عقبة كأداء أمام أي تقدم أو تطور أو مستقبل، بل يريدون تحويل المستقبل المنشود إلى مسخٍ مرعبٍ من ذلك الماضي المتوحش والدميم الذي يقتاتون تشدده وتزمته بنهم التماسيح.

مسنودين بأيديولوجيا مشبعة بالقتامة ضد المرأة، والثقافة المكتظة بالدونية والعُقد الاجتماعية، والحذر من المرأة كشيطان وفتنة وشر مستطير، وإخمادها بالأبوية والعنصرية والهيمنة الذكورية، وإذلالها وتيئيسها بقمع تطلعاتها في العدالة والمساواة والإنسانية.
👍1
قضاة لا يفرقون بين العادات والعبادات، ولا بين الحقوق والانتهاكات، ويرون أنفسهم وكلاء الله وشرعة في أرضه، وأوصيا مطلقين على أخلاق المجتمع وتفاصيله، مدعومين بسلطة أكثر تغولاً وتخلفاً ورجعية منهم.

***
تغاريد غير مشفّرة 1 - 10
قانون يا نفس ما تشتهي
أحمد سيف حاشد
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=pfbid02yk4FMLG9M2Ecp5pcw7r4x4FLFmMrL6fW9tnBxAQi4Z5Kb6FLXey5RnJQ1xq21pxBl&id=100000484269812&mibextid=Nif5oz
(1)
انا ضد مشروع "قانون يا نفس ما تشتهي".
طالما هذا الاشتهاء يزايد على الإسلام تحت عنوان الربا بقصد تأييس المواطنين من أموالهم في البنوك والاستفادة منها و"نهبها".

(2)
رسالة جمعية البنوك لمجلس النواب أشارت إلى عدم قدرتها سداد الأموال المودعة، والبنك المركزي الضامن لا يستطيع أن يفي بالدفع..!!
هل أدركتم ماذا يعني هذا؟؟؟
هل تعي سلطة صنعاء ماذا يعني هذا؟؟؟
السلطة تعي ما تريد..
تريده وتعشق ما تبتغيه..
إنه المال الذي يلعب بحمران العيون

(3)
في الزكاة والربا مسلمين يطننون طنين..
يقولون لك بالفم المليان "هذا كتاب الله" وتسلم من تكفيرهم بالإذعان والخضوع.
وفي الضرائب والجمارك وألف جباية فوقها فرنجة ولا يتركوا ريال.
الحقيقة أنهم براجماتين حتى يوم القيامة..
وجباه حتى صلب النخاع.

(4)
اللجنة المشتركة في مجلس نواب صنعاء والمُحال إليها مشروع قانون ما يسمى بمنع التعاملات الربوية، حاولت أن تعمل وفق مثل "بعض البلاء.. ولا البلاء كله" وتغيير النص الكارثي بنص يحفظ حقوق المواطنين في استرداد رؤوس أموالهم المودعة بمواعيد مزمنة، وبشكل واضح ودقيق تقطعك عن أي مطل أو تلاعب..
في المادة (10) أقرت اللجنة إعادة صياغتها وفقا للمقترح المقدم من النائب عبدالله خيرات ليصبح نص المادة على النحو التالي:
مادة (10):
" لا يسري نفاذ هذا القانون إلا بعد أن تقوم الحكومة بالاشتراك مع البنوك الحكومية والتجارية والمؤسسات المالية والمصرفية في القطاع العام والخاص والمختلط وعلى وجه الوجوب وضع آلية تكفل للمودعين استيفاء رؤوس أموالهم المودعة لدى أي من تلك البنوك والمؤسسات المالية والمصرفية سواءً كان المودعون (طبيعين أو اعتباريين) وفقاً لهذا القانون."
صوت أعضاء اللجنة بشبه إجماع لصالح نص هذه المادة المعدلة، غير أن رفضها قد كشف سوء النية وفساد الطوية عند من رفضها أو يرفضها.

(5)
رفض هذه المادة المعدلة معناه أنك لا تريد فقط تلعب أو تعبث أو تجتزئ الحقوق المالية للمواطنين في البنوك، بل تريد إدخالهم في مجهول ينتهي بالاستيلاء على كل الأموال المودعة في تلك البنوك والمؤسسات المصرفية، بل و"نهب" أموالهم، والتنصل عن أبسط ضمانة أو التزام أو ضابط لاستردادها، بل و"نهب" أموالهم، والتنصل عن أبسط ضمانة أو التزام أو ضابط لاستردادها..

بالإضافة إلى أنك تريد العفو أو عدم المساءلة عن جرائم تلك الأموال التي قد تصرفت فيها أو نهبتها، وذلك بغسلها بهذا القانون الكارثي سيء الصيت.. ثم تدعي أن ما فعلته هو من منطلق الإسلام الصميم المؤيد بنصرتك..

ويبدو دفاعك أنه الحق، وتبرير غضبك وسخطك بما هو مشروع ومُنصب على الربا والباطل وأصحابه ثم تصوم رمضان وتنام هانئا وقد أكلت ما اشتهيت.. مستريح البال ومطمئن، وقد تطهرت مما أثقل ظهرك من الآثام والذنوب، وتزعم بمليء شدقيك أنك انتصرت للإسلام والمسلمين الحقيقيين، وأيدك الله بالحق وآزرك.. فيما الحقيقة تدينك وتدمغك بالظلم كله.

(6)
علَّق النائب خالد مجود الصعدي على مشروع منع التعاملات الربوية بقوله:
المشروع تم تفصيله على نحو يستهدف أموال المودعين وليس قانون للمستقبل.
وأنت افهم يا فهيم.

(7)
العضوان الوحيدان في مجلس نواب صنعاء أنا والأخ النائب خالد مجود الصعدي اللذان رفضنا ووقفنا ضد ما يسمى مشروع قانون منع التعاملات الربوية وأثبتنا هذا الموقف في محضر جلسة مناقشة اللجنة المشتركة المحال إليها مشروع هذا القانون؛ وذلك من منطلق حقوقي ودستوري وتقديرا لما يحمله هذا المشروع من مخاطر كارثية على حقوق المواطنين.
وفي القاعة سنجد أعضاء آخرين معنا لا يساومون، وسننشر اسمائهم، وننشر الأسماء الآخرين المتحمسين للتمرير القانون، ليعرف الشعب من يمثله ومن يمثل به.

(8)
مكررة وبالمناسبة:
وأنا أرفض مشروع هذا القانون، واسجل قراري وموقفي، وأدافع عن قناعاتي ضد هذا المشروع، فأنني أنطلق من جانب أخلاقي وحقوقي ووطني وإنساني محض، منوهاً إلى أنه لا توجد لدي أي أموال في أي بنك محلي أو خارجي.

(9)
تعرفوا معنى إن المدرس يعمل بدون راتب ولا نصف راتب ولا حتى ثلاثين ألف ريال شهريا بدل مواصلات أو حتى صدقة من بيت مال المسلمين..
المعنى أن صنعاء لا تريد تعليم.

(10)
من مذكراتي:
• رهافتي مازالت ترافقني على الكِبر، وترفض أن تغادرني حتّى وإن سخرت منّي مكابرة الرجولة.. لازال ضميري يعاتبني حالما أتجاهله.. لازالت احتجاجات الوجود تضج داخلي وتملؤني بالضجيج. لازال داخلي إنسان يصرخ ويستنطق ضميري في كل موقف ومأساة.

• اليوم كبرتُ وخبرتُ الحياة أكثر، ولازالت رهافتي تتسع، واحتجاجي لازال يكبر.. لازلتُ إلى اليوم في كثير منّي مسكوناً بذلك الطفل الصغير، وقد صرتُ أوغل في المشيب، وربما أدنو من كهولة تقترب.
👍2
• نفي النفي ينتظرني على حواف قبر ليهيل على جسدي التراب، والمجهول بات يسارع خطاه في المجيء نحونا دون كفن ولا قبر. القبور تزاحمت.. ضاقت بنا المقابر.. المقابر باتت بلا شُرفات أو منافس، والأجساد باتت تبحث عن أكفانها، في وطن تلاشى حتّى بات أصغر من قبر لازال يجهل عمر صاحبه.

• في الظلام المدلهم ضميري كان نجمي، وفي رأس المحيط كان ضميري البوصلة.. ضميري أولاً قبل الأنا.. قبل الجميع وإن كنتُ فيهم أنا.. ضميري يستصعب الصمت الجبان في وجه طغيان عرمرم.. عالم عبثي يموج بالمرارة والألم، ويوغل في التوحش كل يوم.
4
Forwarded from احمد سيف حاشد
من مذكراتي:
مائة يوم من مقاطعة القات!
أحمد سيف حاشد
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=pfbid02vFVUGCeqqifdwNfyHNXpALcuBGFw6xDuHA3fEkJj5oaD5xmnWgxdFyp3de4JpLeTl&id=100000484269812&mibextid=Nif5oz
كان قرار مقاطعتي للقات مائة يوم في البداية لأسباب اقتصادية، وظروف معيشية، ورغم حصول عدة انفراجات في هذا الجانب، خلال تلك المدة، إلا أنني مضيتُ في اكمال ما كنت قد بدأته، وعقدتُ العزم عليه، ونجحتُ في أن أكون بمستوى ما اتخذته من قرار، وبمستوى ما فيه من تحدّي، واختبار عصامية أزعم إنني كنت بمستواها، أو هي دوني، أو هكذا أعتقد.

أن لا تخزِّن في اليمن ليس بالأمر السهل، لاسيما إن كنت وجاهة اجتماعية.. كما أن جهاد النفس محل صعوبة، أو على الأقل لا يخلوا من معاناة، في أمر تكتشف أنك أدمنته، وأعتدت عليه.. تشعر حال مقاطعته بوحدتك وغربتك في مجتمع لا يجتمع في الغالب والأعم إلا بالقات والمقيل.

مجتمع يأثر الشخص فيه أن يجوع على أن لا يخزن.. تشعر بعزلة يضربها عليك أفراده وجماعاته.. تشعر أن المحيط يضيّق عليك كل متسع.. تحس على نحو كثيف بالحصار والاختناق وكتم الأنفاس.

شعرت أنني مللت نفسي، وأن الوقت قد صار هو الآخر يملّني.. حاولت أتعلم الرقص لطرد السأم والملل وتخفيف الوزن، ولكن دون فائدة، حاولت أتعلم الرقص مع صديقي عبد الجبار الحاج، فكان كل من حولنا يضحك علينا، حتى أصابتنا العين.

لكسر حالة الملل والسأم، حاولت أن أرافق أصدقائي المخزنين في مقايلهم، وفي مقايل بعض الأصدقاء، ومعي ثلاجة صغيرة اشتريتها لهذا الغرض أملأها بالشاهي المترع بالجوز والهيل والقرنفل، لأقضي معهم بيقظة بعض وقت المقيل، ولكن بدا لي الأمر بائخاً، وربما مُستهجناً من قبل البعض.

كان قبول أصدقائي لقراري الحاسم لا يخلوا من عدم الرضى، بل صارحني أحدهم بأنني خُربت بعد قراري هذا.. كنت أشعر إنهم يتجشمون قراراً فرضته على نفسي عنوة، وفرضت نتائجه عليهم أيضاً باستثناء صديقين، أحدهم زاد على المائة يوم ما شاء الله، وهو القاضي أحمد الخبي، فيما صديقي أنس دماج القباطي ماثلني بقرار المقاطعة للقات مائة يوم، وتعلّم معي الرقص أيضاً دون أن نجيد ما تعلمناه، ولكن أحسست أن ما تعلمته برغم عدمه أو محدوديته التي لا تستحق ذِكراً ولا قياساً كان حاضرا في تحديه القوي يوم احتفالي وحيداً بالثورة السبتمبرية في ساحة مجلس النواب اليمني بالعاصمة صنعاء عام ٢٠٢١

وفي إطار محاولتي كسر عزلتي قررت مع أصدقائي حضور مقيل بمعيتهم لدى مجلس أستاذنا د. سيف العسلي.. كان جميع الحاضرين بمستوى عالي من اليقظة والتوقد والحضور.. فيما كنت ثقيلاً وغاطساً في خمول عميق.. كنت أبلها حتى في تصنّع الحضور.

كنتُ أشاهد زملائي شعلة من التيقظ والتفاعل والتقاط كل شاردة وواردة، فيما كنت في زاويتي أخوض معاركي بانعزالية مع جحافل النعاس، أحاول أستعين بالهيل والقرنفل لأشحذ بعض اليقظة، ولكن دون جدوى.. كنت أفرك عيوني وأقرص جفوني، وأدعك وجهي بيدي، لأنفض عنه نعاسي، فأفشل فشلاً ذريعاً.. أحاول أن أعض بأسناني على أصبعي حتى تكاد تنفطر من عظتي أو تهرُّ دماً؛ لأقاوم نعاسي دون نجاح أو فائدة.

كان النعاس يداهمني كأمواج بحر هائج.. أمواج النعاس تغمرني مراراً.. تعبث بي كعشب في شاطئه، خارت قواه تحت صفعات وضربات أمواجه المتلاطمه والمتعاقبه.. الأمواج تدومه بتكرار وتضربه ذهاباً وإياباً.. مستسلماً في حراكه وحركته، منتظراً انتهاء الوقت وموعد الجزر والرواح.. ثم ألعن نفسي على ما بديت فيه من حال غير مُرضي، وقد أحس بنعاسي جميع من في المقيل.. ربما تحدثوا في نفوسهم عن بؤس حالي وبما يضاعف حرجي وخجلي، أو تندروا في نفوسهم بفكاهات تثير القهقه على من يستحق الرثاء.. فما يُعلن ويقال ربما أهون وأرحم مما يدور ويُعتمل في طي وكتمان.

كنت أحاول أقضي قليلاً من الوقت في محاولة كسر عزلتي، وأذهب لمقيل صديقي محمد المقالح القريب من مكان إقامتي، ولكنني قاطعته بعد أن شبّه حالي في المقيل بالعريان وسط مكتسين، فيما عبد الفتاح حيدرة شبّه حالي بالمخبر وسط جمع المقيل، فيما ثالث شبهه الحال بشيخ يصّلي في وسط بار يكتظ بالسكارى الثملين.. فقررت بدافع من ألم مقاطعة مقيله حتى تمر المائة يوم.

شعرت أيضاً أن بعض رفاقي تضرروا إلى حد بعيد، وربما تفرقوا قليلاً، وتشتت شملهم، وأول مرة تشهد علاقتي بأحدهم قطيعة كادت تطول ولا تعود.. اكتشفتُ أن قرار مقاطعة القات في اليمن ليس سهلاً، وليس مستطاباً، وكان رفاقي وأصدقائي يستعجلون مرور المائة يوم، وما لقاء يمر إلا ويسألون عمّا بقي من أيام مقاطعة القات.. شعرت أن القرار قد نال منهم أكثر مما نال منّي.

حدث لدى أصدقائي هايل القاعدي وعبد الوهاب قطران ونجيب الحاج خطأ في حساب المائة يوم، فاستعجلوها قبل أن تنتهي بثلاث أيام، وفاجئوني بتجهيز احتفالية انقضى المائة يوم قبل انقضاءها بثلاث أيام، فاحتفلنا مقدماً دون أن أعفي نفسي من استكمال المائة يوم بالكمال والتمام دون اختلال أو نقصان.
👍2