أحمد سيف حاشد
342 subscribers
2.77K photos
6 videos
5 files
2.86K links
عضو برلمان
Download Telegram
#القاضي_احمد_سيف_حاشد
من قال لكم إن العاهرة أسقط إنسان في المجتمع !!
العاهرة التي تقتات من جسدها أعف من ملوث اليدين..
أشرف من ألف سياسي يقتلون الشعب، ويبيعون الوطن، ويتاجرون بالحرب، ويستبيحون الكرامة، ويهرقون الدم، ويدمرون الحياة، ويفسدون الوجود كله..
العاهرة أشرف ألف مرة من كل سياسي يصادر حقنا في العيش، ويعتاش على رواتبنا وفقرنا وبؤسنا ودمنا وموتنا..
العهر السياسي كارثيا على الأوطان والشعوب، وعلى المستقبل أيضا..
#القاضي_احمد_سيف_حاشد
لم تقطع رواتبكم عاهرة..
هذا الوطن المدمر لم تدمره عاهره
هذا الشعب المنكوب لم تنكبه عاهرة
هذه الحروب الكارثية لم تشعلها عاهرة
السياسيون هم من فعلوا كل هذا وأكثر ..
#القاضي_احمد_سيف_حاشد
نحن لا ندافع هنا عن أي عهر كان..
ولكننا نكشف تحديدا العهر السياسي الذي يركلنا برجليه كل صباح ومساء.
نكشف مدى ما يخلّفه العهر السياسي على الشعوب والأوطان ..
نريد أن نرى الجمل أولا، لا سم الخياط.
نريد أن نرى الخشب والشجر أولا، لا القذى
نريد أن نميز بين من يدمر نفسه ومن يدمر الوجود كله.
#القاضي_احمد_سيف_حاشد
سياسة إفقار الشعوب هو العهر الكبير ..
العهر الذي ينشر الجوع والفاقة والمجاعة..
وينشر معه الرذيلة..

ثم يقول الساسة بخواء واستعلاء:
اعدموا العاهرات..

ثم يتسألون:
من أين جاء عهر الرذيلة الباذخ هذا؟!

يا هذا .. أنت أب الرذيلة وأمها ..
أنت رب الرذيلة كلها ..
أنتم من قامرتم بوطن لا نحن
أحمد سيف حاشد
عندما كنتم أنتم وخصومكم تقامرون بالوطن، وتغامرون بكل شيء، كنّا نحن نقاوم ونرفض هذه المقامرة.. فركبتم رؤوسكم وجنونكم، وكان الذي كان، ولازالت الكارثة التي حلت علينا أثقالها ووبالها نازلة على رؤوسنا إلى اليوم..

زملتم "ما نبالي ما نبالي.." وأردتموها حربا عالمية، فكانت علينا كذلك، وأنزلتم على رؤوسنا أم الكوارث، وأستجلبتم إلينا مع خصومكم أشرار وزناة الأرض، وصيرتم اليمن عرضا وأرضا مستباحة طولا وعرضا..

تم استباحة وطن سبع سنوات طوال، وأنتم تتقيؤون علينا بوحول الإساءة والقذارة، لمجرد إننا نرى ما لا ترون، وصرتم جنود مجندة لا تبحثون عن وطن، بل عن مشروع صغير، وتتزاحمون على اللعن اللعين، وتستميتون في عناد من أجل الكشف عن غشاء بكارة فتاة تحدتكم وهزمتكم.. وألقيتم في وجوهنا بعاهاتكم ومركب نقصكم، وعُقد القرون الطوال..

مزّقتم اليمن أنتم وخصومكم شر ممزق.. و وفرتم القانون والذريعة، ومكنتم عفتها لكل غاز وطامع ومُبتز.. جعلتم أشيائها وعرضها وشعبها مستباحا لأجلاف البداوة وعتاة العصر.. لم تبقوا لكم ماء وجه أو حياء أو خجل.. فصار القبح يسابق بعضه، في سباق عبثي مقامر لا مثيل له..

قامرتم بوطن أضعتموه، ومجتمع صيرتموه نثارا وشظايا، وشعب مات جوعا وكمدا..

عندما كنّا نتحدث عن الجزر والمياه وما تم استباحته، كنتم لا تتحدثون عن هذا حتّى لماما، كمن ألقم فاهكم حجرا.. كنتم فقط تتحدثون عن أنفسكم وانتصاراتكم، وتسكتون عن هزيمة وطن يتم اقتسامه، واحتلال جزره ومياهه كل يوم..

عندما أصابكم الخرس، كنّا نحن من نصرخ ونتحدث بمرارة مقذعة ووجع ذابح على ما يحدث، فيما كنتم منهمكون في مشروعكم، تجمعون له المال الوفير من حقوقنا، ونزيف دم قلوبنا، وتهرولون بنا ألف سنة في هوة سحيقة وداجنة، واليوم ترمونا بداءكم وتنسلون، وتزايدون علينا بوطن أنتم وخصومكم من اضعتموه..

سقطرى وميون والمهرة لم تسيّروا من أجلها في صنعاء مسيرة واحدة.. نعم مسيرة واحدة.. ماذا ستقولون للمستقبل وللأجيال عندما يسألونكم لماذا الحرب ما دمتم قد خسرتم وطن؟!! ماذا سيكتب التاريخ وهو يتذكر، ويذكركم باليمن الذي ضاع بين ذئب وضبع؟!

تحدثتم وحشدتم لمناسباتكم الدينية كل كثير، وأهدرتم من أجلها المال الوفير، فيما شعبكم يعاني الفاقة والمجاعة والنزيف، وصنعتم بتهور حالة طائقية، بل أقل وأضيق منها بكثير، مثلكم مثل خصومكم.. بات القبح ينافس بعضه هنا وهناك..

أهدرتم مبدأ المواطنة بإمعان، وتخليتم عن مسؤوليتكم حيال مواطنيكم الواقعين تحت سلطتكم وأولهم الموظفين، وسحقتموهم ذلا وقهرا في مفارقة مريعة وانتم تتحدثون فيها عن العزة والكرامة والسؤدد الذي لن يأتِ حتى يوم القيامة طالما عهدكم باقي..

تلقون علينا كل التهم الغلاظ بهتانا وزورا، لمجرد أننا دافعنا بالقلم عن شعبنا الذي أستنزفتموه.. شعبنا المظلوم والمقموع والمغيب في السجون، طرقنا بعض من الظلم المسكوت عنه.. وما أكثر المسكوت عنه في الحرب، وفي واقع مثقل بالعيب يرى القذى في العين ولا يرى الخشب والشجر..

لطالما تحدثنا وأنحزنا إلى قضايا الوطن والسيادة والوحدة، فيما كنتم تعقدون الصفقات السرية، وتحوّلون المعتدي إلى راعي، وظهران خير شاهد..

لا تزايدون علينا وقد كنتم أنتم وخصومكم مسؤولون عن كل هذه المقامرة.. أنتم المسؤولون عما حدث لشعبنا المنكوب بكم وبخصومكم الذين سلموا الوطن بما فيه.. وعبثوا عبثت لا يفعله حتّى المجانين في ذروة جنونهم، ونوابات الجنون.. والحسرة الأكثر إنكم تنعتوننا نحن بالمجانين..

وما تصنعوه اليوم أنتم وخصومكم خلف الكواليس سنراه غدا وهو يفقأ العيون.. ستشرعنون مع خصومكم وأربابكم الأمر الواقع بكل قبحة وفجاجته، وستدّعون جمعيا إنكم أنتصرتم، أو أن الحكمة اليمانية أنتصرت في نهاية المطاف، وقدر صار الوطن بكم وخصومكم شذرا مذرا..
#القاضي_احمد_سيف_حاشد
للذين يبرّؤون الفقر من العهر..
قارنوا نسبة الفقر وعلاقته بانتشار العهر
ستجدون الحقيقة ساطعة كالشمس
الفقر هو رب الرذيلة والعهر ..
الحقيقة التي لا يريد أن يراها الحكام
ولايريد أن يراها المتدينون المتزمتون والمجتمعات المثقلة بالعيب والكرامة الزائفة..
الفقر فقاصة الرذيلة والعهر ..
#القاضي_احمد_سيف_حاشد
أكثر من مليون موظف قطعتم رواتبهم بإصرار وإمعان
أكثر من سبعة مليون مواطن صاروا معدمين بسبب قطع الرواتب
الحرب أغلقت أبواب وطرق الرزق الكريم، ولم يبقوا غير طريق الحرب والدم، وطريق الفقر والجوع والموت مجاعة..

اليمن وفق الإحصائيات الدولية في المرتبة 151 من بين 177 دولة على مؤشر التنمية البشرية. وستكون البلد الأفقر في العالم حال استمرت الحرب حتى 2022
مؤشرات الفقر تتصاعد على نحو مرعب ومخيف..

كل هذه المأساة يتعمد أن لا يراها الحكام وأتباعهم ولا يضعونها في عين الإعتبار، بل يستغلونها ببشاعة للتحشيد الممول لاكتساب الشرعيات الزائفة، ولتحشيدات حولت شعبنا لمحاطب حرب..

يتحدثون عن الشرف والعزة والعفة والكرامة وهم يوغلون في صناعة الفقر رب الرذيلة والعهر، وفي المقابل لا يتحدثون عن الفقر العرمرم، وتجار السوق السوداء، والبطالة الكاسحة، والفساد المهول والمنتشر..
يرون عين النملة ويتجاهلون بعمد وإمعان رؤية الجبل الكبير ..
#القاضي_احمد_سيف_حاشد
جلادون وساديون..
اسماعيل الجرموزي:
حكومة.اللصوص في صنعاء ترفع تعرفة استهلاك الكهرباء والماء والصرف الصحي على المشتركين في ظل العدوان والحصار وقطع المرتبات ومضاغفات الجبايات
وقاحة لا قبلها ولا بعدها ولا مثلها وقاحة..
#القاضي_احمد_سيف_حاشد
تغاريد غير مشفرة .. فقاصات العهر..
(1)
مبدأ ..
لا أتخلّى عن إنسان
لمجرد إن المجتمع يمقت تهمته
طالما هناك ظلم قد وقع علي

(2)
من قال لكم إن العاهرة أسقط إنسان في المجتمع !!
العاهرة التي تقتات من جسدها أعف من ملوث اليدين..
أشرف من ألف سياسي يقتلون الشعب، ويبيعون الوطن، ويتاجرون بالحرب، ويستبيحون الكرامة، ويهرقون الدم، ويدمرون الحياة، ويفسدون الوجود كله..
العاهرة أشرف ألف مرة من كل سياسي يصادر حقنا في العيش، ويعتاش على رواتبنا وفقرنا وبؤسنا ودمنا وموتنا..
العهر السياسي كارثيا على الأوطان والشعوب، وعلى المستقبل أيضا..

(3)
لم تقطع رواتبكم عاهرة..
هذا الوطن المدمر لم تدمره عاهره
هذا الشعب المنكوب لم تنكبه عاهرة
هذه الحروب الكارثية لم تشعلها عاهرة
السياسيون هم من فعلوا كل هذا وأكثر ..

(4)
سياسة إفقار الشعوب هو العهر الكبير ..
العهر الذي ينشر الجوع والفاقة والمجاعة..
وينشر معه الرذيلة..
ثم يقول الساسة بخواء واستعلاء:
اعدموا العاهرات..
ثم يتسألون:
من أين جاء عهر الرذيلة الباذخ هذا؟!
يا هذا .. أنت أب الرذيلة وأمها ..
أنت رب الرذيلة كلها ..

(5)
للذين يبرّؤون الفقر من العهر..
قارنوا نسبة الفقر وعلاقته بانتشار العهر
ستجدون الحقيقة ساطعة كالشمس
الفقر هو رب الرذيلة والعهر ..
الحقيقة التي لا يريد أن يراها الحكام
ولا يريد أن يراها المتدينون المتزمتون والمجتمعات المثقلة بالعيب والكرامة الزائفة..
الفقر فقاصة الرذيلة والعهر ..

(6)
أكثر من مليون موظف قطعتم رواتبهم بإصرار وإمعان
أكثر من سبعة مليون مواطن صاروا معدمين بسبب قطع الرواتب
الحرب أغلقت أبواب وطرق الرزق الكريم، ولم يبقوا غير طريق الحرب والدم، وطريق الفقر والجوع والموت مجاعة..
اليمن وفق الإحصائيات الدولية في المرتبة 151 من بين 177 دولة على مؤشر التنمية البشرية. وستكون البلد الأفقر في العالم حال استمرت الحرب حتى 2022
مؤشرات الفقر تتصاعد على نحو مرعب ومخيف..
كل هذه المأساة يتعمد أن لا يراها الحكام وأتباعهم ولا يضعونها في عين الاعتبار، بل يستغلونها ببشاعة للتحشيد الممول لاكتساب الشرعيات الزائفة، ولحشود حولت شعبنا لمحاطب حرب..
يتحدثون عن الشرف والعزة والعفة والكرامة وهم يوغلون في صناعة الفقر رب الرذيلة والعهر، وفي المقابل لا يتحدثون عن الفقر العرمرم، وتجار السوق السوداء، والبطالة الكاسحة، والفساد المهول والمنتشر..
يرون عين النملة ويتجاهلون بعمد وإمعان رؤية الجبل الكبير ..
#القاضي_احمد_سيف_حاشد
لا اثق بالمنظمات الحقوقية في صنعاء
قضية أسرة إقبال الحكيمي مثال
#القاضي_احمد_سيف_حاشد
عبدالله البردوني يخاطب الموت:
ساعة يا ردى أتمُّ القصيدة
هاك قاتاً وجرةً وجريدة
#القاضي_احمد_سيف_حاشد
سلطة جبايات جشعة
كذبت كل إدعاءاتها ومزاعمها
لا تحرير ولا مقاومة ولا عزة ولا كرامة ولا هوية ولا إيمان
#القاضي_احمد_سيف_حاشد
كل أطراف الحرب والصراع
ليست من أولوياتها المرتبات
جميعم مستفيدين من قطعها
#القاضي_احمد_سيف_حاشد
أطراف الحرب لا تدرج المرتبات في الجانب الإنساني
بل تدرجها في قائمة
النهب والغنيمة والفود
#القاضي_احمد_سيف_حاشد
سيتم إيقاف الحرب الخارجية المباشرة..
وسيستمر الحال داخليا أسيفا أو مراوحا بين اللاسلم واللاحرب
وتحت غطاء استمرار التفاوض يمكن أن يستمر هذا الحال المراوح طويلا
#القاضي_احمد_سيف_حاشد
ليس من مصلحة السعودية أن تقوم اليوم بقصف صنعاء طالما هناك تفاهمات ربما تم تأطيرها في اتفاق او مقدمة لاتفاق..

نفي السعودية لأي هجمات يعني ثمة تفاهمات معينة قد تمت عبر الوساطة العمانية وتم الالتزام بها من قبل اطرافها..

عدم الكشف عن تفاصيل تلك التفاهمات يعني لازال هناك ما يحتاج إلى استكمال على الاقل في المرحلة الأولى قبل الإعلان عنها.

ما الذي يحدث؟!
#القاضي_احمد_سيف_حاشد
على الأقل يقولوا:
تم تشكيل لجنة للتحقيق فيما حدث من انفجارات أو قصف، وسيتم إعلان النتائج أو ما سوف تتوصل إليه اللجنة من حقائق..

من حق الشعب أن يعرف ما يحدث، ولاسيما أنه دوما هو أكثر ما يتحمل النتائج الوخيمة لما حدث في الماضي وما لازال يحدث إلى اليوم.

الشعب معني بمعرفة الحقيقة إن بقي لهذا الشعب المنكوب قليل من اعتبار لدى من يحكمونه..
أما الصمت فيثير كثير من الشكوك والتساؤلات، بل والذهاب إلى سوء الظن، وربما أكثر منه..

وعندما تعلن ما لديك من شكوك وتساؤلات تجد حشدا قطيعيا يقول عنك كل شيء من سفيه القول إلى التخوين..
#القاضي_احمد_سيف_حاشد
عالمٌ تمَّ حكمُه ولا زال محكوما في الغالب بأسوأ من شريعة الغابِ، وشروط البقاء فيه، لازال للأقوى والأدهى والأمكر، وكثيرون ممن يسفكون الدمَ باسم الله، أو الفكرة أو الأيديولوجيا، من أجلِ السلطة، أو من أجل أنانيةٍ مفرطةٍ ومستبدةٍ، وجشعٍ يزداد ويستمرُ ولا يتوقف.

*

كيف جئنا؟! هل وُجِدنا صدفةً أم ضرورة، أم هناك جوابٌ آخر، أم أنَّ الجوابَ سرٌّ عصيٌّ في عالم الغيبِ واللامعلوم؟!

تساؤلات وجودية كثيرة أثارها إيليا أبو ماضي في قصيدة طويلة مكونة من 340 بيت تقريبا استهلها بـ :
"جِئتُ لا أَعلَمُ مِن أَين وَلَكِنّي أَتَيتُ
وَلَقَد أَبصَرتُ قُدّامي طَريقاً فَمَشَيتُ
وَسَأَبقى ماشِياً إِن شِئتُ هَذا أَم أَبَيتُ
كَيفَ جِئتُ كَيفَ أَبصَرتُ طَريقي..
لَستُ أَدري"

ثم تتابع الأسئلة وتتناسل وتتكاثر وتغلق كل مقطوعة منها بجواب لست أدري، غير أن هذا الإغلاق كان ممتلئ بالحيرة التي تثير كثير من الجاذبية المعرفية، وتستحث مزيد من الفضول والمحاولة للاستكشاف وسبر الأغوار، وتلقي مزيد من الأسئلة الولادة للمعرفة.. الأسئلة الفاتحة لثقوب الشك الذي يتسع، ومطارقها التي تطرق أبواب الوعي وتضل تلح عليه حتى تُفتح..

إيليا أبو ماضي الذي عنون قصيدته بـ “الطلاسم” تحكي وتسأل الغموض الداعي للكشف، والمبهم الذي يدعي للإزاحة، واللغز الباحث عن الحل.. يسأل البحر والدير والمقابر.. ويثير الأسئلة الفلسفية التي تحاول إعادة الوعي المستلب، وهد اليقين الزائف..

"لست أدري" كان يلقيها في نهاية المقطع كمن يسأل النجاة بعد تمرير السؤال الجريء الذي يريد.. أو هكذا أظن.

يتسأل إيليا أبو ماضي ويجيب:

«أجديد أم قديم أنا في هذا الوجود
هل أنا حر طليق أم أسير في قيود
هل أنا قائد نفسي في حياتي أم مقود
أتمنى أنني أدري ولكن...
لستُ أدري»

وفي مقطع آخر من القصيدة يقول:

أَنتَ يا بَحرُ أَسيرٌ آهِ ما أَعظَمَ أَسرَك
أَنتَ مِثلي أَيُّها الجَبّارُ لا تَملِكُ أَمرَك
أَشبَهَت حالُكَ حالي وَحَكى عُذرِيَ عُذرَك
فَمَتى أَنجو مِنَ الأَسر وَتَنجو..
لَستُ أَدري

*


كيف جئنا؟! سؤال قبل ما يقارب المائة عام أثار كثير من الردود والجدل.. وأستمر.. أما اليوم فنحن في وسط ربما فيه سؤالٌ يمكنه أنْ يُكلِّفك حياتك، وتُزهق روحك باسم الله والذود عنه..

هناك اسئلةٌ كثيرةٌ منطقيةٌ ومعرفيةٌ الإعلان عنها أو البحث عن إجابة لها، ربما تزُج بك في صدام محتدم مع واقعك الثقيل والقاسي، أو تدفعك إلى المعتقلِ، أو تُودي بك إلى حتفك الأكيد، أو تُصيُّرك قربانا، وجسر عبورٍ لجاهل، يبحث عن الجنةِ والغفرانِ بإزهاق روحك الشفيفة؟!

- من مذكراتي _ محدّثة
#القاضي_احمد_سيف_حاشد
الصورة في ساحة الشهداء بمحافظة أبين 1984 ألعب "أتاري قديم" .. كان يلعبونها الأطفال.. كنت قد صرتُ يومها ملازما.. أحاول هنا تعويض نفسي عن حياة حرمان عشتها في مستهل حياتي.. عهد الطفولة الباكر.. في جواري أخي عبدالكريم وابن أخي منصور علي..

(4)
ممنوع اللعب
كانت الحسرة تطويني كما يطوي الثعبان فريسته.. تكسّر أجنحتي، وتطيح بجمجمتي.. تُهشّم أضلاعي حتى تختلط ببعض؛ فتبدو البشاعة مرعبة في وجه طفولتي المتعبة، ويتجهم الواقع في مواجهة عالمي الصغير المستباح حقوقه، في أن ألعب وألهو وأفرح، مثل غيري من الاطفال..

تبتلع الحسرة وجودي الحقيقي الذي أحبه، وكلما أشعرني الوجود إن الحياة لا تزال بخير، وأنها تستحق أن نعيشها، أجد نفسي وقد تم التهامي، وصارت بقاياي كعصف مأكول، يحوّطها كثير من الحزن ويثقلها كثير من الألم..

كنت أرى أقراني الأطفال يلهون ويلعبون ويعيشون حياة لطالما تمنيتها، فيما أنا الممنوع من أي لعب ولهو، مقموع بالأوامر الصارمة، وبسلطة تشبه القدر الذي لا رد له..

كنت استغل أي غفلة لأبي، لأفلت من رقابته، وأشرد عنه، وأنغمس في اللعب حتى الاذنين، ولكنه كان انغماسا لا يطول، ولم تكن غفلة أبي إلا قصيرة، وكانت فسحتي فيها كالحلم الجميل، ولكنها تُقطع بصاعقة تشبه صوت أبي.. كان أبي سرعان ما يفتقدني، ويصرخ في مناداتي، فما أن أعود إليه، حتى يطالني بعقاب كامل ودفعة واحدة، لا قسط ولا تأخير فيه، على تمردي القليل عن طاعته، والشارد عن سلطته وولايته..

كنت استغل أحيانا ذهاب أبي إلى السوق، أو إلى أي وجهة أخرى بعيدة، وألهو وألعب دون أن أتعب أو أمِل، فيما كانت جدتي الطيبة أم أبي المصابة باعتلال في رجليها، حبيسة بيتها رأس الجبل، ومفرجها المطل على الوادي، وما أن ترى أبي في أول الوادي عائدا إلى بيتنا، حتى تناديني وتبلغني بشفرة اسمي؛ وهذا يكفي أن أعود مهرولا إلى بيتنا، وأبدوا في هيئة الطفل الذي ينفذ أوامر والدة في عدم الخروج واللعب في غيابه..

هكذا كانت الأوامر الخانقة تدفعني إلى الكذب والتخفي والتمرد عليها في حدود ما هو ممكن ومتاح؛ فإذا انكشف أمري لأي سبب كان، تحملتُ قسوة النتائج بصبر ومجالدة، وربما يدفعني هذا إلى تمرد آخر يختلف، لأعبّر فيه أمام نفسي رفضي للاستكانة والتسليم لسلطة أبوية بدت لي طاغية..

كنت أغبط أقراني الأطفال، وأنا أرى آبائهم يتعاملون معهم كأنهم كبار مثلهم، ويفيضون عليهم بالمحبة والرجاء، فيما كنت أنا أمضغ جروحي، وأختنق بالعبر، وأُذبح بغصص كالسكاكين.
كنت أسأل ربي: لماذا لا يكون أبي مثل هؤلاء؟! لماذا لم يخلقنِ هذا الرب في مكان آخر من الكون، وفي الكون متسع غير بيت أبي؟ المهم هو أن تكون أمي معي، فلا قدرة لي على فراقها..

كنت أسأل نفسي: لماذا أبي يعاملني بهذه القسوة، فيما الآباء الآخرون يعاملون أطفالهم بكل رفق ولين، بل وتقدير أيضا، وكأنهم كبار في عمر آباؤهم؟!.

كان أبي يعاملني إعمالاً بالمثل القاسي: “اضرب ابنك وأحسن أدبه، ما يموت إلا من وفي سببه” وكانت الفكرة لدى أبي في التربية "الضرب يشحط” ويجعل الرجال أفذاذا.. كان أبي يعتقد أنها تربية مجربة، وقد أتت أُكلها من قبل، وبما رام وأرتجى..

أنا وأبي – ربما – كل منا كان يقرأ الأمور بطريقته، وكل منّا يرى الحق معه.. ورغم تمردي لم أفكر يوما أن أسجل بطولة عليه، بل ربما التمس له العذر أيضا.. إن الواقع مر، والاستلاب فاحش، والتنشئة مشوَّهة، والوعي معطوب.. واقع يولّد قدراً كبيراً من القسوة والعنف والاستلاب.

ربما من أسباب التضييق على حياتي من قبل أبي، ترجع في بعضها إلى كونه يعيش زحمة مشاغل وتوتر ومسؤوليات تفوق طاقته وطاقة أمي.. كانت المشقات والمسؤوليات كثار.. دكان، وبيع وشراء على مدار النهار وحتى مدخل الليل بحين، ورعاية أخواني الصغار تحتاج أيضا لكثير من الاهتمام، وصناعة الحلاوة وبيعها، وفلاحة الأرض، وتعدد الأعمال بها بحسب المواسم، من الذري إلى الحصاد، وكذا لا أنسي وجود مواشي لنا، بقرة وحمار وثور وأغنام، ومسؤوليات وتفاصيل كثيرة، تثقل كاهل أبي وأمي المتعبين..

كانا يغرقان في العمل كثيرا، ومن الفجر حتى الساعة التاسعة ليلا وبعدها أحيانا.. كنت أعلم أنهم مثقلين بالكثير من المهام وتفاصيل الحياة اليومية تلك، وكنت أجد نفسي معهما في تحمل بعض تلك المسؤولية، وكانت فسحتي قليلة، واللعب مع أقراني قليل، أو غير متاح، وأحايين كثيرة أجد فرمانا عثمانيا من بابه العالي فعالا يقول "ممنوع اللعب" فيكون مني الالتزام، ويكون مني التمرد أيضا، مهما كانت كلفته..

ورغم كل شيء، كنت أحب أبي، وأجزع إن مرض، أو هدده الموت بسبب.. هو أيضا كان يحبني، وربما يرى ما يفعله هو لصالحي وبدافع الحب أيضا.. وربما خرج كلانا في ذروة الغضب قليلا عن هذا وذاك..
كنت أشعر إن موت أبي سيثقل كاهلي بمسؤولية أثقل من جبل، وأنا لازلت صغيرا لا أقوى على حمله، ولا حتى على المحاولة، فأنا في سن لا أستطيع أن أحمل مسؤولية نفسي، فما بال بمسؤولية أمي وأخوتي.. كنت أرى الأيتام وما يتجرعوه من معاناة وحرمان وعذاب، وأدعو الله أن يطيل عمر أبي، رغم الشدة والحرمان، ورغم كل ما يفعله أبي من ضرب وقمع وحصار.

***
من مذكراتي..