(9)
لا يطيقوا رؤية خصلة شعر تتمرد، أو تخرج شاردة من كومة عُصبتها المحبوسة تحت غطاء الرأس.. مكافحة الشعر الطائر جهاد أعظم.. يأتي بالنصر وبالسؤدد..
في عهد الكهنة مساحيق تجميل الوجه فعل فاضح يلزمه الردع الصارم.. تُشنق كل ضفيرة خرجت من غير غطاء.. كل جديلة شعر تشتاق أو تلتاع حنين، أو تميل على الوجه الفاتن فتنة.. الفتنة تؤخر نصرا كان طي اليد..
لا يطيقوا رؤية خصلة شعر تتمرد، أو تخرج شاردة من كومة عُصبتها المحبوسة تحت غطاء الرأس.. مكافحة الشعر الطائر جهاد أعظم.. يأتي بالنصر وبالسؤدد..
في عهد الكهنة مساحيق تجميل الوجه فعل فاضح يلزمه الردع الصارم.. تُشنق كل ضفيرة خرجت من غير غطاء.. كل جديلة شعر تشتاق أو تلتاع حنين، أو تميل على الوجه الفاتن فتنة.. الفتنة تؤخر نصرا كان طي اليد..
(10)
حُرّاس الفضيلة والدين.. الناهون عن المُنكر.. العاشقون لظُلمتهم.. طَلُوا بالأسود صور يتعرى فيها الوجه، وتاج الرأس، وحتّى الأنامل والأطراف.. تصعقهم وتحشد غيرتهم أنملة تتعرّى لفتاة أو طفلة لم تبلغ بعد..
المرأة يلزمها البيت.. تُخلق وتموتُ في محبسها الداجي.. وإن خرجت من محبسها يلزمها أن تكون غرابا، أو خيمة ليل.. تتدحرج في مشيتها وتجر وراها تاريخا أسود من قهر وإذلال المرأة.. حراس فضيلة بوعي مشبع بعُقد المرأة، والنُقص المُرعب والمتوحش.. أين كان هذا القبح الباذخ مختبئا يا رب؟!!
حُرّاس الفضيلة والدين.. الناهون عن المُنكر.. العاشقون لظُلمتهم.. طَلُوا بالأسود صور يتعرى فيها الوجه، وتاج الرأس، وحتّى الأنامل والأطراف.. تصعقهم وتحشد غيرتهم أنملة تتعرّى لفتاة أو طفلة لم تبلغ بعد..
المرأة يلزمها البيت.. تُخلق وتموتُ في محبسها الداجي.. وإن خرجت من محبسها يلزمها أن تكون غرابا، أو خيمة ليل.. تتدحرج في مشيتها وتجر وراها تاريخا أسود من قهر وإذلال المرأة.. حراس فضيلة بوعي مشبع بعُقد المرأة، والنُقص المُرعب والمتوحش.. أين كان هذا القبح الباذخ مختبئا يا رب؟!!
(11)
تشاركوا وتمالوا مع بعضهم البعض.. قطعوا الراتب.. بخل البعض بصدقه اسمها نصفه.. نشروا الفقر المُدقع في بيوت الناس.. اكلوا الصدقات، ومعونات العالم، واشترك العالم بفساد النصف.. فرضوا جبايات ما أنزل فيها الله من سلطان.. قطعوا أرزاق وحليب الأطفال.. سدوا في وجه الفقراء سبل الرزق، وكل الأبواب، إلا باب اسموه الجبهات.. قلعوا أشجار البن ونشروا القات.. زرعوا أشواك الطلح في وادينا ومجالسنا.. التعليم مدمّر، وعلينا أيضا أن ندفع مالاً.. الصحة لمن يملك مالاً.. والسوق السوداء تنهشنا في كل مكان.. ألقوا علينا بفساد لا يحمله شعب أو أرض في العالم.. ثم ذهب البعض يبحث عن الحشمة والآداب.. ما هذا العري الفاضح يا سادة؟!
تشاركوا وتمالوا مع بعضهم البعض.. قطعوا الراتب.. بخل البعض بصدقه اسمها نصفه.. نشروا الفقر المُدقع في بيوت الناس.. اكلوا الصدقات، ومعونات العالم، واشترك العالم بفساد النصف.. فرضوا جبايات ما أنزل فيها الله من سلطان.. قطعوا أرزاق وحليب الأطفال.. سدوا في وجه الفقراء سبل الرزق، وكل الأبواب، إلا باب اسموه الجبهات.. قلعوا أشجار البن ونشروا القات.. زرعوا أشواك الطلح في وادينا ومجالسنا.. التعليم مدمّر، وعلينا أيضا أن ندفع مالاً.. الصحة لمن يملك مالاً.. والسوق السوداء تنهشنا في كل مكان.. ألقوا علينا بفساد لا يحمله شعب أو أرض في العالم.. ثم ذهب البعض يبحث عن الحشمة والآداب.. ما هذا العري الفاضح يا سادة؟!
(12)
الاختلاط خطر أكبر.. التبرج فتنة.. خيمة الظلام حشمة.. الغناء حرام.. المرأة عورة.. مصافحة النساء مفسدة.. عطر المرأة على القوم فيه من الوزر عظيم..!!
ماذا أبقيتم للوهابية؟!!
ماذا أبقيتم لطلبان وابن عثيمين يا أهل القرآن؟!!
الاختلاط خطر أكبر.. التبرج فتنة.. خيمة الظلام حشمة.. الغناء حرام.. المرأة عورة.. مصافحة النساء مفسدة.. عطر المرأة على القوم فيه من الوزر عظيم..!!
ماذا أبقيتم للوهابية؟!!
ماذا أبقيتم لطلبان وابن عثيمين يا أهل القرآن؟!!
سدوا في وجه الفقراء سبل الرزق، وكل الأبواب، إلا باب اسموه الجبهات..
قلعوا أشجار البن ونشروا اشجار القات.. نشروا عدسات وشاشات الرصد.. زرعوا أشواك الطلح في وادينا ومجالسنا..
التعليم مُدمّر، وعلينا أيضا أن ندفع مالاً.. الصحة لمن يملك مالاً.. والسوق السوداء تنهشنا في كل مكان.. ألقوا علينا بفساد لا يحتمله شعب أو أرض في العالم.. ثم ذهب البعض يبحث عن الحشمة والآداب.. ما هذا العري الفاضح يا سادة؟!
*
الاختلاط خطر أكبر.. التبرج فتنة.. الظلام خيمة حشمة.. الغناء حرام.. المرأة عورة.. مصافحة النساء مفسدة.. عطر المرأة على القوم فيه من الوزر عظيم..!!
ماذا أبقيتم للوهابية؟!!
ماذا أبقيتم لطلبان وابن عثيمين يا أهل القرآن؟!!
*
يتبع..
يعض من تفاصيل حياتي..
قلعوا أشجار البن ونشروا اشجار القات.. نشروا عدسات وشاشات الرصد.. زرعوا أشواك الطلح في وادينا ومجالسنا..
التعليم مُدمّر، وعلينا أيضا أن ندفع مالاً.. الصحة لمن يملك مالاً.. والسوق السوداء تنهشنا في كل مكان.. ألقوا علينا بفساد لا يحتمله شعب أو أرض في العالم.. ثم ذهب البعض يبحث عن الحشمة والآداب.. ما هذا العري الفاضح يا سادة؟!
*
الاختلاط خطر أكبر.. التبرج فتنة.. الظلام خيمة حشمة.. الغناء حرام.. المرأة عورة.. مصافحة النساء مفسدة.. عطر المرأة على القوم فيه من الوزر عظيم..!!
ماذا أبقيتم للوهابية؟!!
ماذا أبقيتم لطلبان وابن عثيمين يا أهل القرآن؟!!
*
يتبع..
يعض من تفاصيل حياتي..
سلطة كانت قد جعلت حتّى القوانين الانتخابية مليئة بالثغرات والعيوب، أو على حد تشبيهها من قبل أحد الخبراء القانونين الدوليين بالجبنة السويسرية المليئة بالثقوب.. ربما مرد هذا في بعض منه لما توفره للسلطة من قدرة على التأثير على سير الانتخابات ونتائجها، أو تسخيرها بما يؤدي إلى إعادة انتخابها بأغلبية كبيرة، بل ومضمونة أيضا..
ومن المناسب هنا أن أشير إلى أن للسلطة كان لها اليد الأولى في تقسم الدوائر الانتخابية في عموم الجمهورية أو إعادة تنظيمها وتقسيمها بالطريقة التي تضمن لها نصيب الأسد فيها.. إضافة منطقة هنا وسحب منطقة من هناك.. قرية هنا وقرية هناك.. نقل معسكر هنا أو لواء هناك.. تقسم الدائرة الانتخابية الواحدة على أكثر من محافظة.. ونحو ذلك وبما يؤدي إلى ضمان فوز السلطة في جل الدوائر الانتخابية..
وزائد على هذا تستخدم السلطة خطط التنمية في خدمة أجنداتها الانتخابية، وتقرير ما يمر من المشاريع وما يتعثر منها، وأكثر من هذا استخدام صارخ لبعض المشاريع والمنح والهبات في الموسم الانتخابي كرشاوى انتخابية في الدوائر التي تريد أن تكون من نصيبها.. واستخدام المال العام ومقدرات الدولة والوظيفة العامة في دعم نفسها ومرشحيها، وتعزيز وجودها الانتخابي..
هكذا صارت السلطة تمتلك كل ممكنات التفوق في الانتخابات من خلال قوانينها التي تعتريها الثغرات والتقسيمات الغير تنموية والغير عادلة انتخابيا، من أجل إحرازها موقع الصدارة بأغلبية كاسحة، حيث تتحول المشاريع التي كان من الواجب أن تقدمها الدولة للمواطنين وفقا للخطط التنموية العادلة، صارت تتحول إلى هبات ورشاوى انتخابية، تنال من التخطيط والتنمية على السواء، فضلا عن أنها تقدم تجربة مشوهة للديمقراطية وتزييف الوعي بشأنها، بعيد عن الحقيقة وعمّا يحدث في الواقع...
وهكذا تصير الخطط التنموية للدولة وما يتم تنفيذه منها، لا تتم وفق معايير الحاجة والعدالة المجتمعية، ولكنها تتم حسب نفوذ الشخصيات الاجتماعية، ورضى السلطة عنهم، وتجري الاستجابة لتنفيذها تبعا لذلك، لا تبعا للحاجة والضرورة والعدالة.. وتظل تلك الخطط في جلّها مفتقده للحد الأدنى من المصداقية، ولاسيما فيما يخص نقل ما هو وارد في الخطة إلى حيز التنفيذ..
كثير من المشاريع المكتوبة في تلك الخطط لا تعدو و لا تزيد عن كونها أكثر من حبرٍ على ورق، ثم يتكرر ذكرها كل عام في تلك الخطط المكتوبة، دون أن تجد أثرا تنفيذيا لها في الواقع.. بعض المشاريع يتم وصفها بالمتعثرة، ترحّل من عام إلى آخر، و من خطة خمسية إلى أخرى، و النتيجة سراب في سراب، مع توزيع الوهم، و استمرار الكذب حتى تأتي أُكلها في موسم انتخابي لاحق أو قادم..
***
يتبع..
بعض من تفاصيل حياتي
ومن المناسب هنا أن أشير إلى أن للسلطة كان لها اليد الأولى في تقسم الدوائر الانتخابية في عموم الجمهورية أو إعادة تنظيمها وتقسيمها بالطريقة التي تضمن لها نصيب الأسد فيها.. إضافة منطقة هنا وسحب منطقة من هناك.. قرية هنا وقرية هناك.. نقل معسكر هنا أو لواء هناك.. تقسم الدائرة الانتخابية الواحدة على أكثر من محافظة.. ونحو ذلك وبما يؤدي إلى ضمان فوز السلطة في جل الدوائر الانتخابية..
وزائد على هذا تستخدم السلطة خطط التنمية في خدمة أجنداتها الانتخابية، وتقرير ما يمر من المشاريع وما يتعثر منها، وأكثر من هذا استخدام صارخ لبعض المشاريع والمنح والهبات في الموسم الانتخابي كرشاوى انتخابية في الدوائر التي تريد أن تكون من نصيبها.. واستخدام المال العام ومقدرات الدولة والوظيفة العامة في دعم نفسها ومرشحيها، وتعزيز وجودها الانتخابي..
هكذا صارت السلطة تمتلك كل ممكنات التفوق في الانتخابات من خلال قوانينها التي تعتريها الثغرات والتقسيمات الغير تنموية والغير عادلة انتخابيا، من أجل إحرازها موقع الصدارة بأغلبية كاسحة، حيث تتحول المشاريع التي كان من الواجب أن تقدمها الدولة للمواطنين وفقا للخطط التنموية العادلة، صارت تتحول إلى هبات ورشاوى انتخابية، تنال من التخطيط والتنمية على السواء، فضلا عن أنها تقدم تجربة مشوهة للديمقراطية وتزييف الوعي بشأنها، بعيد عن الحقيقة وعمّا يحدث في الواقع...
وهكذا تصير الخطط التنموية للدولة وما يتم تنفيذه منها، لا تتم وفق معايير الحاجة والعدالة المجتمعية، ولكنها تتم حسب نفوذ الشخصيات الاجتماعية، ورضى السلطة عنهم، وتجري الاستجابة لتنفيذها تبعا لذلك، لا تبعا للحاجة والضرورة والعدالة.. وتظل تلك الخطط في جلّها مفتقده للحد الأدنى من المصداقية، ولاسيما فيما يخص نقل ما هو وارد في الخطة إلى حيز التنفيذ..
كثير من المشاريع المكتوبة في تلك الخطط لا تعدو و لا تزيد عن كونها أكثر من حبرٍ على ورق، ثم يتكرر ذكرها كل عام في تلك الخطط المكتوبة، دون أن تجد أثرا تنفيذيا لها في الواقع.. بعض المشاريع يتم وصفها بالمتعثرة، ترحّل من عام إلى آخر، و من خطة خمسية إلى أخرى، و النتيجة سراب في سراب، مع توزيع الوهم، و استمرار الكذب حتى تأتي أُكلها في موسم انتخابي لاحق أو قادم..
***
يتبع..
بعض من تفاصيل حياتي
العمر يذوى ويمضى أسيفا، وفي حناياه كثير من الحنين وذكريات الزمن الجميل.. وفي داخلي خبايا وبوح كثير عتقته السنين الطوال في مخابئها العميقة، تنتظر زمن سيأتي لعله أجمل، فمضى العمر في الرحيل.. أزف العمر ونزف، وجاء هذا العهد الموات الذي ما كان بخاطر أو بحسبان..
أما خيانات الوطن فاليوم تزاحمت وتباخست عروضها، والأيام أقفرت وتصحرت ببؤسها، والخراب حل نزيلا كقدر لا يُرد، والقبح المتعرّي بالدمامة رقص على بواقي الجسد، وأعتلى وأعترش الفسح والأمكنة..
*
مرض مهووس بالأخلاق وبالمرأة.. يتحول في هذا العهد العاهة إلى شرطة آداب.. تتعقب أنفاس الناس.. تعربد وتتغطرس باسم الله.. لا يجرؤا أحد أن يسألها.. شرطة فكر غلسة منفوخة بالوهم الداجي والليل الشاتي.. حارسة للدين وحارسة للفكر وللأخلاق.. في أرضه تُغتصب سلطات الرب.. وهي تنوب وجوده وتحرس دينه.. تفتش ما في طوايا النفس، وما تخفيه النية، وما في خائنة الأعين، وما تخفيه صدور الناس من وسواس خنّاس..
*
قرروا أن قوس قزح يجب أن يشنق.. واللون الأحمر يجب أن يُصلب أو يُمحق.. وعيد الحب يجب أن يُسحل على الإسفلت الأسود.. شرطة آداب لا تعرف من الألوان غير الأبيض والأسود..
شرطة تقوم قيامتها إن اجتمع رجل وامرأة على مأدبة غداء، أو حتّي في "كافيه" لشرب القهوة.. تغلقه بأمر أشد صرامه.. تغلقه وتنحس صاحبه وتقطع رزقه.. تجعله يندب حظه بقية عمره..
*
إعدام الراتب مشجبه العدوان، وهم أبراج وخزائن مال.. أتسع الخرق على الراقع.. صار الخرق لا يرقعه الألف ولا المليون.. فساد كالسيل العارم، و"الجمعة هي الجمعة"، والمشجب نفسه يتكرر "مش وقته".. العمر يمضي هدرا.. والتمكين يوغل في الجسد المُنهك حتّى يقبض روحه..
الحق لهم، وهم الحق.. الحق لديهم واحد لا يتعدد.. ضاع الحق وهلك الشعب ومات.. وهم "الخطبة هي الخطبة" والمشجب نفسه يتكرر، إلا فساد الأخلاق حق عليه القمع، وحق عليه حكم الإعدام.. قالوا: تأكدنا بالقاطع أن لا نصر دونه، ولا نصر إلا به.
قالوا: فساد الأرض إعلانات المتجر وصالات العرض.. وكل فتاة سافرة الوجه، متعرية الأيدي، كاشفة الرأس.. أحزمة الخصر فساد وإثارة، والدُمى تفتقد الحشمة.. اختلاط الجنسين فتنة كبرى.. الكل دخيل جاء من بلاد الكفرة للغزو من الداخل، حرب ملمسها الناعم، أخطر من حرب النار..
فساد ناعم أعاق النصر في جبهات الحرب.. نصر كان قد وضع قدميه على الأعتاب، ويده كانت تدق الباب.. جماعة "ثورية" باتت بتوحش داعش، وسلفية أكثر من طالبان..
*
شَعرِها يعبق حرية.. يشتاق السفر بعيدا.. ملتاعا وملهوفا كالريح المحبوسة في سرداب، وتتوق للقاء حبيب أثقله البعد وضريم الوجد.. والعطر الضوّاع محبوسا في قنينة.. الشعر المحبوس والمعقود برباط الخيل فك رباطه.. اطلق الخيل صهيله.. خرج الشَعر المحبوس من محبسه إلى واجهة الكون.. فزعموا أنه يريد إغواء الكون وإفساده..
زعموا أن شَعِرها الطائر يتحدّى الحشمة.. يُفسد اخلاق الناس.. يثور ويتمرد على نواميس وشرائع آدام.. يتحدّى قانون العيب، وينازل قانون الكهنوت..
*
حرقوا أحزمة ورباط الخصر، وعباءات زعموا إنها تثير الجنس.. تثير الشهوات الملتحية.. تحت لحاها الكبت الفارط، ونتوءات الفكر الشاذ، وعقد الوعي الفاسد.. غياب سوية وفساد طوية..
دُمى كاشفة عن ساقيها وأعلى الصدر.. تتسل يده الملعونة من بين الساقين.. يزيح عنها سترتها من تحت السرة.. تشتعل فيه عُقد الحرمان من رمقة عين.. يسرق نظره من بين الفخذين.. ثم يقرر وينتقم لعاهته السوداء، عاهته باتت تتجول في الأسواق.. عاهته بات سلطة تمشي على قدمين..
*
لا يطيقوا رؤية خصلة شعر تتمرد، أو تخرج شاردة من كومة عُصبتها المحبوسة تحت غطاء الرأس.. مكافحة الشعر الطائر جهاد أعظم.. يأتي بالنصر وبالسؤدد..
في عهد الكهنة مساحيق تجميل الوجه فعل فاضح يلزمه الردع الصارم.. تُشنق كل ضفيرة خرجت من غير غطاء.. كل جديلة شعر تشتاق أو تلتاع حنين، أو تميل على الوجه الفاتن فتنة.. الفتنة تؤخر نصرا كان طي اليد..
*
حُرّاس الفضيلة والدين.. الناهون عن المُنكر.. العاشقون لظُلمتهم.. طَلُوا بالأسود صور يتعرّى فيها الوجه، وتاج الرأس، وحتّى الأنامل والأطراف.. تصعقهم وتحشد غيرتهم أنملة تتعرّى لفتاة أو طفلة لم تبلغ بعد..
المرأة يلزمها البيت.. تُخلق وتموتُ في محبسها الداجي.. وإن خرجت من محبسها يلزمها أن تكون غرابا، أو خيمة ليل.. تتدحرج في مشيتها وتجر وراها تاريخا أسود من قهر وإذلال المرأة.. حراس فضيلة بوعي مشبع بعُقد المرأة، والنُقص المُرعب والمتوحش.. أين كان هذا القبح الباذخ مختبئا يا رب؟!!
*
تشاركوا وتمالوا مع بعضهم البعض.. قطعوا الراتب.. بخل البعض بصدقه اسمها نصفه.. نشروا الفقر المُدقع في بيوت الناس.. اكلوا الصدقات، ومعونات العالم، واشترك العالم بفساد النصف.. فرضوا جبايات ما أنزل فيها الله من سلطان.. قطعوا أرزاق وحليب الأطفال..
أما خيانات الوطن فاليوم تزاحمت وتباخست عروضها، والأيام أقفرت وتصحرت ببؤسها، والخراب حل نزيلا كقدر لا يُرد، والقبح المتعرّي بالدمامة رقص على بواقي الجسد، وأعتلى وأعترش الفسح والأمكنة..
*
مرض مهووس بالأخلاق وبالمرأة.. يتحول في هذا العهد العاهة إلى شرطة آداب.. تتعقب أنفاس الناس.. تعربد وتتغطرس باسم الله.. لا يجرؤا أحد أن يسألها.. شرطة فكر غلسة منفوخة بالوهم الداجي والليل الشاتي.. حارسة للدين وحارسة للفكر وللأخلاق.. في أرضه تُغتصب سلطات الرب.. وهي تنوب وجوده وتحرس دينه.. تفتش ما في طوايا النفس، وما تخفيه النية، وما في خائنة الأعين، وما تخفيه صدور الناس من وسواس خنّاس..
*
قرروا أن قوس قزح يجب أن يشنق.. واللون الأحمر يجب أن يُصلب أو يُمحق.. وعيد الحب يجب أن يُسحل على الإسفلت الأسود.. شرطة آداب لا تعرف من الألوان غير الأبيض والأسود..
شرطة تقوم قيامتها إن اجتمع رجل وامرأة على مأدبة غداء، أو حتّي في "كافيه" لشرب القهوة.. تغلقه بأمر أشد صرامه.. تغلقه وتنحس صاحبه وتقطع رزقه.. تجعله يندب حظه بقية عمره..
*
إعدام الراتب مشجبه العدوان، وهم أبراج وخزائن مال.. أتسع الخرق على الراقع.. صار الخرق لا يرقعه الألف ولا المليون.. فساد كالسيل العارم، و"الجمعة هي الجمعة"، والمشجب نفسه يتكرر "مش وقته".. العمر يمضي هدرا.. والتمكين يوغل في الجسد المُنهك حتّى يقبض روحه..
الحق لهم، وهم الحق.. الحق لديهم واحد لا يتعدد.. ضاع الحق وهلك الشعب ومات.. وهم "الخطبة هي الخطبة" والمشجب نفسه يتكرر، إلا فساد الأخلاق حق عليه القمع، وحق عليه حكم الإعدام.. قالوا: تأكدنا بالقاطع أن لا نصر دونه، ولا نصر إلا به.
قالوا: فساد الأرض إعلانات المتجر وصالات العرض.. وكل فتاة سافرة الوجه، متعرية الأيدي، كاشفة الرأس.. أحزمة الخصر فساد وإثارة، والدُمى تفتقد الحشمة.. اختلاط الجنسين فتنة كبرى.. الكل دخيل جاء من بلاد الكفرة للغزو من الداخل، حرب ملمسها الناعم، أخطر من حرب النار..
فساد ناعم أعاق النصر في جبهات الحرب.. نصر كان قد وضع قدميه على الأعتاب، ويده كانت تدق الباب.. جماعة "ثورية" باتت بتوحش داعش، وسلفية أكثر من طالبان..
*
شَعرِها يعبق حرية.. يشتاق السفر بعيدا.. ملتاعا وملهوفا كالريح المحبوسة في سرداب، وتتوق للقاء حبيب أثقله البعد وضريم الوجد.. والعطر الضوّاع محبوسا في قنينة.. الشعر المحبوس والمعقود برباط الخيل فك رباطه.. اطلق الخيل صهيله.. خرج الشَعر المحبوس من محبسه إلى واجهة الكون.. فزعموا أنه يريد إغواء الكون وإفساده..
زعموا أن شَعِرها الطائر يتحدّى الحشمة.. يُفسد اخلاق الناس.. يثور ويتمرد على نواميس وشرائع آدام.. يتحدّى قانون العيب، وينازل قانون الكهنوت..
*
حرقوا أحزمة ورباط الخصر، وعباءات زعموا إنها تثير الجنس.. تثير الشهوات الملتحية.. تحت لحاها الكبت الفارط، ونتوءات الفكر الشاذ، وعقد الوعي الفاسد.. غياب سوية وفساد طوية..
دُمى كاشفة عن ساقيها وأعلى الصدر.. تتسل يده الملعونة من بين الساقين.. يزيح عنها سترتها من تحت السرة.. تشتعل فيه عُقد الحرمان من رمقة عين.. يسرق نظره من بين الفخذين.. ثم يقرر وينتقم لعاهته السوداء، عاهته باتت تتجول في الأسواق.. عاهته بات سلطة تمشي على قدمين..
*
لا يطيقوا رؤية خصلة شعر تتمرد، أو تخرج شاردة من كومة عُصبتها المحبوسة تحت غطاء الرأس.. مكافحة الشعر الطائر جهاد أعظم.. يأتي بالنصر وبالسؤدد..
في عهد الكهنة مساحيق تجميل الوجه فعل فاضح يلزمه الردع الصارم.. تُشنق كل ضفيرة خرجت من غير غطاء.. كل جديلة شعر تشتاق أو تلتاع حنين، أو تميل على الوجه الفاتن فتنة.. الفتنة تؤخر نصرا كان طي اليد..
*
حُرّاس الفضيلة والدين.. الناهون عن المُنكر.. العاشقون لظُلمتهم.. طَلُوا بالأسود صور يتعرّى فيها الوجه، وتاج الرأس، وحتّى الأنامل والأطراف.. تصعقهم وتحشد غيرتهم أنملة تتعرّى لفتاة أو طفلة لم تبلغ بعد..
المرأة يلزمها البيت.. تُخلق وتموتُ في محبسها الداجي.. وإن خرجت من محبسها يلزمها أن تكون غرابا، أو خيمة ليل.. تتدحرج في مشيتها وتجر وراها تاريخا أسود من قهر وإذلال المرأة.. حراس فضيلة بوعي مشبع بعُقد المرأة، والنُقص المُرعب والمتوحش.. أين كان هذا القبح الباذخ مختبئا يا رب؟!!
*
تشاركوا وتمالوا مع بعضهم البعض.. قطعوا الراتب.. بخل البعض بصدقه اسمها نصفه.. نشروا الفقر المُدقع في بيوت الناس.. اكلوا الصدقات، ومعونات العالم، واشترك العالم بفساد النصف.. فرضوا جبايات ما أنزل فيها الله من سلطان.. قطعوا أرزاق وحليب الأطفال..
(2)
من هامش الديمقراطية إلى حراسة الفضيلة والدين
احمد سيف حاشد
بعد الوحدة وجدنا هامشا ديمقراطيا ومع ذلك كان أيضا في غير محل رضى، لأن أحلامنا كانت أكبر وأعظم.. انتكسنا وانتكس احلامنا بعد حرب 1994 ضاق حالنا وضاق الخناق.. ضاق الفضاء العام.. بدأ الهامش الديمقراطي المتواضع ينحسر في الدستور والقوانين وأكثر منه في الواقع.. قاومناه ولم نستسلم لمشيئته، وما أُريد له أن يكون..
في 11 فبراير 2011 كنّا نحلم بدولة مدنية حديثة وديمقراطية، فتم التسلط والاستئثار بكل شيء.. تم إقصاءنا على نحو متدرج، إن لم يكن قد تم هذا الإقصاء بالفعل من أول يوم وجودنا في ساحة التغيير في صنعاء.. أردوا لنا أن نكون ديكورا أو بيادقا في رقعهم وملاعبهم فلم نكن إلا كما نحن.. ثوريون وأحرار في وجه الجميع..
سرقوا كل شيء.. استولوا على السلطة وفسدوا فيها وعاثوا.. ظنوا أن السلطة قد آلت إليهم وإلى يوم يبعثون.. ذهبوا هم إلى بناء دولة الخلافة، وذهبنا نحن إلى ما كنا قد خرجنا من أجله، وهو النضال من أجل بناء دولة مدنية حديثة وديمقراطية وحرية سقفها السماء.. لم نستسلم ولم ننصاع وظلينا نقاوم سلطة كانت أكثر ظلما وفسادا ومؤامرة..
اسسنا حملة "ثورة ضد الفساد" أنظم إليها لاحقا أنصار الله، وكانت شراكة الجميع فيها تحت عنوان وشعار "ثورة ضد الفساد" وهدف بناء دولة مدنية حديثة وديمقراطية، وعندما اكتشفنا أن شريكنا كان تمساحا، وأن دموعه كانت كاذبة، فضينا شراكتنا به، وكان هذا تحديدا في تاريخ 4 أغسطس 2014 ولازال الحال إلى اليوم..
استمرينا نحن في المقاومة والنضال ضد جميع الفاسدين والمستبدين والمرتهنين، والنضال من أجل هدف وحلم بناء الدولة المدنية الحديثة والديمقراطية.. فيما ذهبوا هم لإنجاز هدفهم الغير معلن والذي بدأ يظهر في 21 سبتمبر 2014 والتوجه نحو بناء سلطة الولاية الذي لم نكن نعلم عنه شيئا ولم نكن نتصور أن هناك من لا زال يفكر على ذلك النحو..
استمرينا نحن في مشروعنا النضالي المعلن، فيما هم ذهبوا إلى السلطة ليحكموا، واعتقدوا إن التاريخ قد آل إليهم، وإنهم صاروا مسك ختامه، دون أن يعلموا إن التاريخ ماكر، ويمكر بالواثقين من أنفسهم بدوام الحال، ومن يعتقدوا أنهم تملكوه، أو أنه قد صار طوع أيديهم..
لم نكل ولم نمل.. ظلّت أحلامنا كبيرة، وظلت تكبر كُبر المجرّة، فيما جميع من انتصروا على الوطن أو باعوه أو مزقوه ظلوا هم وأحلامهم يصغرون، حتى صاروا مجتمعين أصغر من حبة رمل واحده في هذا الوطن الكبير..
*
صرخة الولادة لم تعد كما كانت بشارة ميلاد، بل صيّروها إعلانا للموت والفقدان والغياب إلى الأبد.. أعدّوا قبرا جديدا لكل ولادة.. كان الحال في الأمس مرمود العين.. فصيروه اليوم أعمى العينين، مفقود الوجه، منهوب المعدة، حسيرا بلا قدمين ولا يدين، في نفق تتزاحف عليه العتمة، ويكتظ فيه الظلام الكثيف.. اليوم بات المفقود أكثر من بقاياه.. والنفق لا منفذ فيه ولا باب.. سرقوا الضوء وسرقوا الوطن، وساروا به عجلين نحو التلاشي والزوال.. جميعهم يتكايدون ويدّعي كل فريق منهم أنه حرر وأنتصر، على رقعة باتوا يحتظرون ويتعفنون فيها..
صاروا اليوم مغموسين في أوحالهم وأوحال غيرهم.. ساقوا الوطن إلى هاوية سحيقة أقلها التمزيق والارتهان الطويل.. صيروا شعبهم غنائم حرب لتجار الحروب وأربابهم.. صيروه مجهولا بلا وجه ولا عيون ولا أطراف.. صيروا ملايينه تموت جوعا ومجاعة ومرض ومحاطب حرب..
صيروا شعبهم فرائس وطرائد سهلة لأمراء الحرب، وتجار السوق السوداء، ولفيف من التافهين والمنتفعين والجشعين.. تركوا شعبهم لا عدل ولا قانون ولا حياء.. كل شيء بات مستباحا من الرجلين إلى الفخذين إلى النهدين إلى الردفين إلى الصدغين إلى رأس الدستور أبو القوانين..
*****
"اليمن السعيدة" نتفوا أهدابها المرسلة.. نزعوا جفونها المسبلة.. سحقوا أناملها التي ترقص على النأي والأوتار، وتجلب المدى البعيد الذي يذوب على رقصاتها وأنغامها كقطعة سكر..
مزّقوا حنجرة النأي الحزين بعدوانية متوحشة.. مزّقوا أوتار العود المشبعة بالنغم، ومعها مزقوا نياط قلبها الراقص والعاشق للحياة.. حطموا النفوس والأحلام، وصيروها محاطبا وقراميد، وأحرقوها لتدفئة أيامهم الباردة، والهرولة نحو مجاهيل ومغاليق الماضي المتوحشة..
*
سملوا عيونها العاشقة، وجوّفوها، وصنعوا منها متافل لتفاهاتهم التي باتت بهم متعفنة.. خاصموا الفن وحطموا الأعواد، ومزقوا الأوتار الملتاعة بالحب والعشق والحنين.. ذنبها إنها تشجينا وتطربنا وتأنسنّا.. تدعونا إلى الحب، وتخفف عنّا العناء والحزن والبعاد وآلام الفراق القاتلة..
ذنبها إنها تسافر بنا أنغامها إلى ممالك الحب ودنيا الفرح والجمال.. إنها تشغف القلب، وتجعل الروح تسافر إلى الفضاءات الفسيحة والسموات العلى.. هشّموا وجه الحياة الجميلة، كما يهشم العنف الفارط مرآة نرى فيها كل يوم وجها من حقيقتنا أمام أنفسنا.. أما وجوههم فلا تقرأها إلا تلك المرايا المُهشّمة..
*
من هامش الديمقراطية إلى حراسة الفضيلة والدين
احمد سيف حاشد
بعد الوحدة وجدنا هامشا ديمقراطيا ومع ذلك كان أيضا في غير محل رضى، لأن أحلامنا كانت أكبر وأعظم.. انتكسنا وانتكس احلامنا بعد حرب 1994 ضاق حالنا وضاق الخناق.. ضاق الفضاء العام.. بدأ الهامش الديمقراطي المتواضع ينحسر في الدستور والقوانين وأكثر منه في الواقع.. قاومناه ولم نستسلم لمشيئته، وما أُريد له أن يكون..
في 11 فبراير 2011 كنّا نحلم بدولة مدنية حديثة وديمقراطية، فتم التسلط والاستئثار بكل شيء.. تم إقصاءنا على نحو متدرج، إن لم يكن قد تم هذا الإقصاء بالفعل من أول يوم وجودنا في ساحة التغيير في صنعاء.. أردوا لنا أن نكون ديكورا أو بيادقا في رقعهم وملاعبهم فلم نكن إلا كما نحن.. ثوريون وأحرار في وجه الجميع..
سرقوا كل شيء.. استولوا على السلطة وفسدوا فيها وعاثوا.. ظنوا أن السلطة قد آلت إليهم وإلى يوم يبعثون.. ذهبوا هم إلى بناء دولة الخلافة، وذهبنا نحن إلى ما كنا قد خرجنا من أجله، وهو النضال من أجل بناء دولة مدنية حديثة وديمقراطية وحرية سقفها السماء.. لم نستسلم ولم ننصاع وظلينا نقاوم سلطة كانت أكثر ظلما وفسادا ومؤامرة..
اسسنا حملة "ثورة ضد الفساد" أنظم إليها لاحقا أنصار الله، وكانت شراكة الجميع فيها تحت عنوان وشعار "ثورة ضد الفساد" وهدف بناء دولة مدنية حديثة وديمقراطية، وعندما اكتشفنا أن شريكنا كان تمساحا، وأن دموعه كانت كاذبة، فضينا شراكتنا به، وكان هذا تحديدا في تاريخ 4 أغسطس 2014 ولازال الحال إلى اليوم..
استمرينا نحن في المقاومة والنضال ضد جميع الفاسدين والمستبدين والمرتهنين، والنضال من أجل هدف وحلم بناء الدولة المدنية الحديثة والديمقراطية.. فيما ذهبوا هم لإنجاز هدفهم الغير معلن والذي بدأ يظهر في 21 سبتمبر 2014 والتوجه نحو بناء سلطة الولاية الذي لم نكن نعلم عنه شيئا ولم نكن نتصور أن هناك من لا زال يفكر على ذلك النحو..
استمرينا نحن في مشروعنا النضالي المعلن، فيما هم ذهبوا إلى السلطة ليحكموا، واعتقدوا إن التاريخ قد آل إليهم، وإنهم صاروا مسك ختامه، دون أن يعلموا إن التاريخ ماكر، ويمكر بالواثقين من أنفسهم بدوام الحال، ومن يعتقدوا أنهم تملكوه، أو أنه قد صار طوع أيديهم..
لم نكل ولم نمل.. ظلّت أحلامنا كبيرة، وظلت تكبر كُبر المجرّة، فيما جميع من انتصروا على الوطن أو باعوه أو مزقوه ظلوا هم وأحلامهم يصغرون، حتى صاروا مجتمعين أصغر من حبة رمل واحده في هذا الوطن الكبير..
*
صرخة الولادة لم تعد كما كانت بشارة ميلاد، بل صيّروها إعلانا للموت والفقدان والغياب إلى الأبد.. أعدّوا قبرا جديدا لكل ولادة.. كان الحال في الأمس مرمود العين.. فصيروه اليوم أعمى العينين، مفقود الوجه، منهوب المعدة، حسيرا بلا قدمين ولا يدين، في نفق تتزاحف عليه العتمة، ويكتظ فيه الظلام الكثيف.. اليوم بات المفقود أكثر من بقاياه.. والنفق لا منفذ فيه ولا باب.. سرقوا الضوء وسرقوا الوطن، وساروا به عجلين نحو التلاشي والزوال.. جميعهم يتكايدون ويدّعي كل فريق منهم أنه حرر وأنتصر، على رقعة باتوا يحتظرون ويتعفنون فيها..
صاروا اليوم مغموسين في أوحالهم وأوحال غيرهم.. ساقوا الوطن إلى هاوية سحيقة أقلها التمزيق والارتهان الطويل.. صيروا شعبهم غنائم حرب لتجار الحروب وأربابهم.. صيروه مجهولا بلا وجه ولا عيون ولا أطراف.. صيروا ملايينه تموت جوعا ومجاعة ومرض ومحاطب حرب..
صيروا شعبهم فرائس وطرائد سهلة لأمراء الحرب، وتجار السوق السوداء، ولفيف من التافهين والمنتفعين والجشعين.. تركوا شعبهم لا عدل ولا قانون ولا حياء.. كل شيء بات مستباحا من الرجلين إلى الفخذين إلى النهدين إلى الردفين إلى الصدغين إلى رأس الدستور أبو القوانين..
*****
"اليمن السعيدة" نتفوا أهدابها المرسلة.. نزعوا جفونها المسبلة.. سحقوا أناملها التي ترقص على النأي والأوتار، وتجلب المدى البعيد الذي يذوب على رقصاتها وأنغامها كقطعة سكر..
مزّقوا حنجرة النأي الحزين بعدوانية متوحشة.. مزّقوا أوتار العود المشبعة بالنغم، ومعها مزقوا نياط قلبها الراقص والعاشق للحياة.. حطموا النفوس والأحلام، وصيروها محاطبا وقراميد، وأحرقوها لتدفئة أيامهم الباردة، والهرولة نحو مجاهيل ومغاليق الماضي المتوحشة..
*
سملوا عيونها العاشقة، وجوّفوها، وصنعوا منها متافل لتفاهاتهم التي باتت بهم متعفنة.. خاصموا الفن وحطموا الأعواد، ومزقوا الأوتار الملتاعة بالحب والعشق والحنين.. ذنبها إنها تشجينا وتطربنا وتأنسنّا.. تدعونا إلى الحب، وتخفف عنّا العناء والحزن والبعاد وآلام الفراق القاتلة..
ذنبها إنها تسافر بنا أنغامها إلى ممالك الحب ودنيا الفرح والجمال.. إنها تشغف القلب، وتجعل الروح تسافر إلى الفضاءات الفسيحة والسموات العلى.. هشّموا وجه الحياة الجميلة، كما يهشم العنف الفارط مرآة نرى فيها كل يوم وجها من حقيقتنا أمام أنفسنا.. أما وجوههم فلا تقرأها إلا تلك المرايا المُهشّمة..
*
(3)
الاستحقاقات المتناقضة والواقع الصعب
أحمد سيف حاشد
ما كان خفيفا عليك بالأمس، صار بعد فوزك أكثر جسامة وثقلا وأهمية، ويلقي على كاهلك كثير من المسؤولية التي يتعيّن أن تكون جديرا بها.. يجب أن تستشعر أهمية ما تمليه عليك تلك المسؤولية.. التزامات يفترض أن تكون جديرا بالوفاء بها، ولا تفكر بالتنصل عن واحدة منها، ولاسيما أهم تلك الوعود التي قطعتها للناس، وأهم ما تصدره برنامجك الانتخابي.. الثقة التي حصلت عليها لا تقبل النقصان.. فالنيل من تلك الثقة يعني عدم الثقة، وكلاهما يعني الخسران..
دين على دين عليك.. كلاهما استحقاقات على عاتقك واجبة السداد دون مطل أو مواربة.. يجب أن تعرف أن فوزك لم يكن غنيمة، وإنما صار حملا ثقيلا على كاهلك.. ويجب أن تكون مقتدرا عليه.. مسؤولية لا مناص منها، والتزامات يتعين عليك إنجازها..
تحدّيات يجب أن تكون بمستواها.. الفوز الحقيقي الأهم ليس بما تم، بل بما لازال قيد الانتظار.. الفوز صار أن تنجح بتحمّل المسؤولية، والقيام بما يترب عليها.. ما كان في الأمس هدفا لك صار اليوم وسيلة لتحقيق هدف أهم.. الفوز الحقيقي صار مرهونا ليس بما فات، ولكن بما سوف يأتي أو تحققه في مرحلة ما بعد ذلك الفوز الذي تم تحقيقه..
إحساس أكيد أنني خرجتُ من هذه الانتخابات بفوز مثقلا بأعباء كبيرة.. استحقاقات للناس يجب أن أكون قادرا عليها وفي مقدمتها أن يكون أدائي عند حسن ظنهم وجديرا بثقتهم.. وفي المقابل يجب أن أعرف أن هناك أيضا سلطة ربما هي الأخرى تنتظر منّي استحقاقاتها حتى وإن لم أعدها بشيء، وفي جلّها استحقاقات ربما تتصادم مع وعودي التي قطعتها للناس، وتتصادم أكثر مع برنامجي الانتخابي المعلن، ومع ضميري المكابر الذي يرفض أن يتنازل حتى لو عشت الجحيم ذاته..
ولأن الشيء بالشيء يُذكر، فإنها معادلة تشبه نفس المعادلة التي عشتها خلال هذه الحرب التي بالفعل تشبه الجحيم.. إنها نفس المعادلة التي أعيشها اليوم، وعشتها بالأمس، مع فارق أن الحرب أشد وطأة..
وفي الحالين كان السؤال: هل تختار رضى السلطة وامتيازاتها، أم تختار الانحياز لفقراء الشعب ودفع كلفة هذا الخيار مهما كان باهظا؛ فاخترت الشعب.. كان الخيار المطروح الذي لا مناص منه ولا هروب.. هل تريد المال وكسب ود السلطة، أم تريد ضميرك؟؟ فاخترت ضميري دون سواه..
خاض ضميري معاركه الضروسة مع أنائي، وفي نهاية كل معركة كان يخرج ضميري منها هو الظافر والمنتصر.. كل انتصار من هذا القبيل كان له كلفته الكبيرة التي يتعين دفعها.. ومهما كانت الكلفة التي دفعتها باهظة، فأني أرى الربح أكبر.. وهل هناك أكبر من أن يربح الإنسان ضميره وعظمته..
بعد الانتخابات النيابية في إبريل 2003 خرجت مثقلا بديون نقدية يجب أن أقوم بسدادها.. وهناك أمور ينتظرها الناس كاستحقاق انتخابي في ظل وعي انتخابي لا زال مشوّها عند الأكثرية، بل ومدعوم بشروط واقع سيء.. لازال الخلط قائم بين مهام النائب ومهام المجالس المحلية في وعي الناس، لاسيما فيما يخص تقديم الخدمات والمشاريع، وباعتبارك أمين عام جمعية خيرية أيضا عليك أن لا تتنصل عن جزء من هذه المهمة.. الناس تنتظر منك الكثير في تقديم هذه وتلك ولاسيما بعد أن صرت نائبا للدائرة..
هذا الوعي الانتخابي الخاطئ جرى تكريسه لعقود أو لسنوات طويلة خلت، ولاسيما فيما يخص تقديم الخدمات والمشاريع، والتي بدت من منظور هذا الوعي الشائه وكأنها جزء أصيل من مهام عضو مجلس النواب.. مهام النائب ومجلس النواب عموما وفق القانون تشريعية ورقابية، وأنت صرت وفق الدستور تمثل الشعب، وليس دائرتك الانتخابية.. والسلطة في الواقع لا تكرس القانون على تواضعه الجم، ولكن تكرس هذا الوعي الذي يخدمها انتخابيا.. تكرس ابتزاز الناس بالخدمات والمشاريع..
هناك برنامج انتخابي يجب أن تعمل جاهدا على تنفيذه، وهناك واقع يحاول أن يفرض عليك شروطه بقوة، والناس تنتظر كثير من الاستحقاقات عليك أن لا تتجاهلها، بل وتعمل على تحقيقها.. وقبل كل ذلك هناك ضمير يجب أن لا تفكر بخيانته.. وهناك أهم وعودك الذي قطعتها للناس وعليك أن لا تخذلهم فيها..
***
كان في الحقيقة لدينا سلطة أكثر منها دولة، سلطة بوظائف يتم تسخيرها لخدمة مزيد من تمكينها، وتحقيق أجنداتها واستمرارها، وتثبيت دعائمها من خلال تلك الانتخابات التي تنتزع السلطة شرعيتها منها على نحو ما، ويتم تظليل الناس بشأنها، بدعم ومشاركة مكينة إعلامية كبيرة وتغطية واسعة تطمس الحقائق وتزيف الوعي.. سلطة تتحول إلى مصدر ابتزاز للشعب بأن تجعل مشاريعه أو الاهتمام بتلك المشاريع مرهونة في الغالب بالولاء للسلطة وحزبها، فضلا عن الرشوات الانتخابية التي تمنحها السلطة للدوائر والمناطق والوجهات والشخصيات الاجتماعية في موسم الانتخابات والمكافآت التي تتم أيضا بعد فوزها..
الاستحقاقات المتناقضة والواقع الصعب
أحمد سيف حاشد
ما كان خفيفا عليك بالأمس، صار بعد فوزك أكثر جسامة وثقلا وأهمية، ويلقي على كاهلك كثير من المسؤولية التي يتعيّن أن تكون جديرا بها.. يجب أن تستشعر أهمية ما تمليه عليك تلك المسؤولية.. التزامات يفترض أن تكون جديرا بالوفاء بها، ولا تفكر بالتنصل عن واحدة منها، ولاسيما أهم تلك الوعود التي قطعتها للناس، وأهم ما تصدره برنامجك الانتخابي.. الثقة التي حصلت عليها لا تقبل النقصان.. فالنيل من تلك الثقة يعني عدم الثقة، وكلاهما يعني الخسران..
دين على دين عليك.. كلاهما استحقاقات على عاتقك واجبة السداد دون مطل أو مواربة.. يجب أن تعرف أن فوزك لم يكن غنيمة، وإنما صار حملا ثقيلا على كاهلك.. ويجب أن تكون مقتدرا عليه.. مسؤولية لا مناص منها، والتزامات يتعين عليك إنجازها..
تحدّيات يجب أن تكون بمستواها.. الفوز الحقيقي الأهم ليس بما تم، بل بما لازال قيد الانتظار.. الفوز صار أن تنجح بتحمّل المسؤولية، والقيام بما يترب عليها.. ما كان في الأمس هدفا لك صار اليوم وسيلة لتحقيق هدف أهم.. الفوز الحقيقي صار مرهونا ليس بما فات، ولكن بما سوف يأتي أو تحققه في مرحلة ما بعد ذلك الفوز الذي تم تحقيقه..
إحساس أكيد أنني خرجتُ من هذه الانتخابات بفوز مثقلا بأعباء كبيرة.. استحقاقات للناس يجب أن أكون قادرا عليها وفي مقدمتها أن يكون أدائي عند حسن ظنهم وجديرا بثقتهم.. وفي المقابل يجب أن أعرف أن هناك أيضا سلطة ربما هي الأخرى تنتظر منّي استحقاقاتها حتى وإن لم أعدها بشيء، وفي جلّها استحقاقات ربما تتصادم مع وعودي التي قطعتها للناس، وتتصادم أكثر مع برنامجي الانتخابي المعلن، ومع ضميري المكابر الذي يرفض أن يتنازل حتى لو عشت الجحيم ذاته..
ولأن الشيء بالشيء يُذكر، فإنها معادلة تشبه نفس المعادلة التي عشتها خلال هذه الحرب التي بالفعل تشبه الجحيم.. إنها نفس المعادلة التي أعيشها اليوم، وعشتها بالأمس، مع فارق أن الحرب أشد وطأة..
وفي الحالين كان السؤال: هل تختار رضى السلطة وامتيازاتها، أم تختار الانحياز لفقراء الشعب ودفع كلفة هذا الخيار مهما كان باهظا؛ فاخترت الشعب.. كان الخيار المطروح الذي لا مناص منه ولا هروب.. هل تريد المال وكسب ود السلطة، أم تريد ضميرك؟؟ فاخترت ضميري دون سواه..
خاض ضميري معاركه الضروسة مع أنائي، وفي نهاية كل معركة كان يخرج ضميري منها هو الظافر والمنتصر.. كل انتصار من هذا القبيل كان له كلفته الكبيرة التي يتعين دفعها.. ومهما كانت الكلفة التي دفعتها باهظة، فأني أرى الربح أكبر.. وهل هناك أكبر من أن يربح الإنسان ضميره وعظمته..
بعد الانتخابات النيابية في إبريل 2003 خرجت مثقلا بديون نقدية يجب أن أقوم بسدادها.. وهناك أمور ينتظرها الناس كاستحقاق انتخابي في ظل وعي انتخابي لا زال مشوّها عند الأكثرية، بل ومدعوم بشروط واقع سيء.. لازال الخلط قائم بين مهام النائب ومهام المجالس المحلية في وعي الناس، لاسيما فيما يخص تقديم الخدمات والمشاريع، وباعتبارك أمين عام جمعية خيرية أيضا عليك أن لا تتنصل عن جزء من هذه المهمة.. الناس تنتظر منك الكثير في تقديم هذه وتلك ولاسيما بعد أن صرت نائبا للدائرة..
هذا الوعي الانتخابي الخاطئ جرى تكريسه لعقود أو لسنوات طويلة خلت، ولاسيما فيما يخص تقديم الخدمات والمشاريع، والتي بدت من منظور هذا الوعي الشائه وكأنها جزء أصيل من مهام عضو مجلس النواب.. مهام النائب ومجلس النواب عموما وفق القانون تشريعية ورقابية، وأنت صرت وفق الدستور تمثل الشعب، وليس دائرتك الانتخابية.. والسلطة في الواقع لا تكرس القانون على تواضعه الجم، ولكن تكرس هذا الوعي الذي يخدمها انتخابيا.. تكرس ابتزاز الناس بالخدمات والمشاريع..
هناك برنامج انتخابي يجب أن تعمل جاهدا على تنفيذه، وهناك واقع يحاول أن يفرض عليك شروطه بقوة، والناس تنتظر كثير من الاستحقاقات عليك أن لا تتجاهلها، بل وتعمل على تحقيقها.. وقبل كل ذلك هناك ضمير يجب أن لا تفكر بخيانته.. وهناك أهم وعودك الذي قطعتها للناس وعليك أن لا تخذلهم فيها..
***
كان في الحقيقة لدينا سلطة أكثر منها دولة، سلطة بوظائف يتم تسخيرها لخدمة مزيد من تمكينها، وتحقيق أجنداتها واستمرارها، وتثبيت دعائمها من خلال تلك الانتخابات التي تنتزع السلطة شرعيتها منها على نحو ما، ويتم تظليل الناس بشأنها، بدعم ومشاركة مكينة إعلامية كبيرة وتغطية واسعة تطمس الحقائق وتزيف الوعي.. سلطة تتحول إلى مصدر ابتزاز للشعب بأن تجعل مشاريعه أو الاهتمام بتلك المشاريع مرهونة في الغالب بالولاء للسلطة وحزبها، فضلا عن الرشوات الانتخابية التي تمنحها السلطة للدوائر والمناطق والوجهات والشخصيات الاجتماعية في موسم الانتخابات والمكافآت التي تتم أيضا بعد فوزها..
اصداء من الوتس:
الاستاذ سيف البسارة:
ايش مشكلة بعض الرفاق مع احمد سيف حاشد وليش بيتم التصنيف له وجعله مرة اشتراكي ومرة ناصري ومرة موتمري ومره حوثي مع انه بتاريخه الطويل لم يحسب على حزب سياسي ولم يستجد حزب ليدعمه في انتخابات اوفي شي معين
احمد سيف ترشح مستقل ونجح مستقل وكسر رتابة كثير من عمل الاحزاب وضل مع احترامي صوت قوي صوت حر صوت مناهض لكثير من الممارسات الغير مقبولة من السلطة أو من الفاسدين يكون أصاب أو اخطا ضل جهده جهد فردي اينما وجد
اتفق مع أحزاب في اشياء واختلف معهم في اشياء كشخص حر له رأيه وقناعته
لم يشتغل يومآ ما لحزب أو لسلطه ولم يكن يومآ ما حليف لقوى ومناصر لها بصحها وخطاها ويدافع عنها وعن فسادها عندما يشوف عمل جيد من وجهة نظرة يقتنع به ويشاركه وعندما يرى عمل قذر من وجهة نظرة يرفظه ويعلن موقفه
الان أسألكم سوال ايهما الصوت المعترض والناقد لأي خروقات اوعبث داخل مجلس النواب اوفي المواقع المختلفه
ولا القيادات لتي انزوت في غرفهم الخاصة وفي فنادقهم الفارهه ولاتسمع له صوت وراي بما يحدث داخل الوطن ولاتشوف له أثر في حزبه اوفي اي بقعه من بقع الوطن
ويقلك هذا مبدائي ماسك بمبادئه وبحزبه ولم يحيد عنها
كيف ترجم مبدئيته وتمسكه بحزبه وهوه لا أثر ولاراي في حزبه اوفي الواقع
لازم يارفاق نتناول مع الأمر بموضوعيه ومنطق صحيح
وان ندعم كل صوت حر ولوكنا غير متفقين معه
ونحاول نعمل نوع من الدعم والاحتضان لمثل هذة الأصوات
ولا نكون جزء من لعبة المطابخ الامنيه والاعلاميه التي تحاول التشكيك بكل صوت حر من خلال تسليط اعلامها وابواقها للعمل ضده وتصويرة وكأنه اداه من أداة السلطه الذي يصرخ ضد فسادها وتجعله يرى بأن من يصرخ ويناضل من أجلهم هم من يصنفونه ويبعدون منه وعملو له نوع من العزل المجتمعي
سوى كان أحمد سيف اوغيرة من الشخصيات القويه التي تمتلك صوت وراي
نتعامل بالظاهر وندعم الموقف الحر كموقف محتاجين لها جميعآ
ايش الذي تريدون من احمد سيف أن يعمله حتى يثبت انه مناضل وطني صلب لكن بصدق وموضوعيه
الاستاذ سيف البسارة:
ايش مشكلة بعض الرفاق مع احمد سيف حاشد وليش بيتم التصنيف له وجعله مرة اشتراكي ومرة ناصري ومرة موتمري ومره حوثي مع انه بتاريخه الطويل لم يحسب على حزب سياسي ولم يستجد حزب ليدعمه في انتخابات اوفي شي معين
احمد سيف ترشح مستقل ونجح مستقل وكسر رتابة كثير من عمل الاحزاب وضل مع احترامي صوت قوي صوت حر صوت مناهض لكثير من الممارسات الغير مقبولة من السلطة أو من الفاسدين يكون أصاب أو اخطا ضل جهده جهد فردي اينما وجد
اتفق مع أحزاب في اشياء واختلف معهم في اشياء كشخص حر له رأيه وقناعته
لم يشتغل يومآ ما لحزب أو لسلطه ولم يكن يومآ ما حليف لقوى ومناصر لها بصحها وخطاها ويدافع عنها وعن فسادها عندما يشوف عمل جيد من وجهة نظرة يقتنع به ويشاركه وعندما يرى عمل قذر من وجهة نظرة يرفظه ويعلن موقفه
الان أسألكم سوال ايهما الصوت المعترض والناقد لأي خروقات اوعبث داخل مجلس النواب اوفي المواقع المختلفه
ولا القيادات لتي انزوت في غرفهم الخاصة وفي فنادقهم الفارهه ولاتسمع له صوت وراي بما يحدث داخل الوطن ولاتشوف له أثر في حزبه اوفي اي بقعه من بقع الوطن
ويقلك هذا مبدائي ماسك بمبادئه وبحزبه ولم يحيد عنها
كيف ترجم مبدئيته وتمسكه بحزبه وهوه لا أثر ولاراي في حزبه اوفي الواقع
لازم يارفاق نتناول مع الأمر بموضوعيه ومنطق صحيح
وان ندعم كل صوت حر ولوكنا غير متفقين معه
ونحاول نعمل نوع من الدعم والاحتضان لمثل هذة الأصوات
ولا نكون جزء من لعبة المطابخ الامنيه والاعلاميه التي تحاول التشكيك بكل صوت حر من خلال تسليط اعلامها وابواقها للعمل ضده وتصويرة وكأنه اداه من أداة السلطه الذي يصرخ ضد فسادها وتجعله يرى بأن من يصرخ ويناضل من أجلهم هم من يصنفونه ويبعدون منه وعملو له نوع من العزل المجتمعي
سوى كان أحمد سيف اوغيرة من الشخصيات القويه التي تمتلك صوت وراي
نتعامل بالظاهر وندعم الموقف الحر كموقف محتاجين لها جميعآ
ايش الذي تريدون من احمد سيف أن يعمله حتى يثبت انه مناضل وطني صلب لكن بصدق وموضوعيه
بعضهم يريدون أن يفرضون عاداتهم وتقاليدهم على الشعب اليمني
يريدون أن يدخلون ثلاثين مليون إنسان في ديمة غنم..
وبعضهم يتحدث عن الشعب اليمني وكأنه زوجته..
اليمن ليس باب اليمن
والشعب ليس الإمام الهادي
اليمن كبير والشعب أكثر بما لا مجال للمقارنة أو القياس..
كل الأوهام ستصطدم بالمجتمع كما أصطدم من كان قبلكم
غيركم كان أشطر..
وبدلا من الاتعاظ تكررون المهزلة..
ما تفعلوه ببساطة هو استعداء المجتمع في أشد خصوصياته..
ومحاولة فرض الماضي على الألفية الثالثة بالسلطة، وهو فعل لن يكتب له أي نجاح بل مزيدا من الفشل والانكشاف..
يريدون أن يدخلون ثلاثين مليون إنسان في ديمة غنم..
وبعضهم يتحدث عن الشعب اليمني وكأنه زوجته..
اليمن ليس باب اليمن
والشعب ليس الإمام الهادي
اليمن كبير والشعب أكثر بما لا مجال للمقارنة أو القياس..
كل الأوهام ستصطدم بالمجتمع كما أصطدم من كان قبلكم
غيركم كان أشطر..
وبدلا من الاتعاظ تكررون المهزلة..
ما تفعلوه ببساطة هو استعداء المجتمع في أشد خصوصياته..
ومحاولة فرض الماضي على الألفية الثالثة بالسلطة، وهو فعل لن يكتب له أي نجاح بل مزيدا من الفشل والانكشاف..
من شركة واحدة أخذوا ثلاثمائة وسبعة عشر مليون ريال تم توريدها لحساب الحارس القضائي فيما مستحقاتنا من الشركة عن الخدمات الإخبارية للمستقلة موبيل لا أدري مصيرها
الموت لأمريكا
والله ما يموتونا إلا نحن..
الموت لأمريكا
والله ما يموتونا إلا نحن..
حتى الخدمة الإخبارية "المستقلة" موبيل نزعوا اسمها وأبقوها على رقم 1416 فيما الخدمة الإخبارية التابعة لمسيرتهم باقية..
إنهم لا يتركون كبيرة أو صغيرة.. شاردة أو واردة إلا ويطولوها بخبثهم على حسابنا وعلى حساب المساواة والمواطنة والعدالة..
إنهم لا يتركون وسيلة إلا ويحاربوننا فيها..
هم لا يحاربوا أمريكا..
هم يحاربوننا نحن المواطنين ويريدون تحويلنا إلى رعايا لهم.. وأكثر من ذلك لو أستطاعوا
إنهم لا يتركون كبيرة أو صغيرة.. شاردة أو واردة إلا ويطولوها بخبثهم على حسابنا وعلى حساب المساواة والمواطنة والعدالة..
إنهم لا يتركون وسيلة إلا ويحاربوننا فيها..
هم لا يحاربوا أمريكا..
هم يحاربوننا نحن المواطنين ويريدون تحويلنا إلى رعايا لهم.. وأكثر من ذلك لو أستطاعوا
تصوروا أن أوراقي لتصحيح اسمي محجوزة في الدائرة العاشرة أمن ومخابرات منذ أربعة أشهر من قبل وكيل الأمن والمخابرات الحسن أو أبو الحسن..
هؤلاء يحاربوننا ما يحاربوا أمريكا
أريد بطاقة بالاسم الذي يتطابق مع كل مؤهلاتي واسمي في الأوراق الرسمية وفي مجلس النواب من أجل رقمي الوظيفي في الخدمة المدنية..
نريد أن ننتزع منهم هذا الحق فقط قبل أن يقتلونا..
فيما هم يريدوا أن ينتقموا حتى من حقوق أطفالنا بعد أن نموت..
ليسوا فقط مرعبين وحاقدين ولكنهم أيضا صغار..
ما أصغركم..
هؤلاء يحاربوننا ما يحاربوا أمريكا
أريد بطاقة بالاسم الذي يتطابق مع كل مؤهلاتي واسمي في الأوراق الرسمية وفي مجلس النواب من أجل رقمي الوظيفي في الخدمة المدنية..
نريد أن ننتزع منهم هذا الحق فقط قبل أن يقتلونا..
فيما هم يريدوا أن ينتقموا حتى من حقوق أطفالنا بعد أن نموت..
ليسوا فقط مرعبين وحاقدين ولكنهم أيضا صغار..
ما أصغركم..
قريبي صحح اسمه خلال أربعة أيام فقط
وأنا أربعة أشهر وأوراقي محجوزة لدى الأمن والمخابرات
ماذا يعني هذا؟!
هذا لا يعني غير شيء واحد
إنكم صغار وحاقدين وتافهين أيضا..
وأنا أربعة أشهر وأوراقي محجوزة لدى الأمن والمخابرات
ماذا يعني هذا؟!
هذا لا يعني غير شيء واحد
إنكم صغار وحاقدين وتافهين أيضا..
(4)
اخترت استقلاليتي على المال
أحمد سيف حاشد
لا أخاطب أمسي وما مضى فحسب، بل أخاطب أيضا الحاضر الذي بات يبتزنا وبما يفوق الأمس ألف مرّة.. لا تدع الابتزاز يحني قامتك.. كن طودا شامخا بقامة السماء لمن يريد أن يسقطك بابتزازه.. كل خسائرك مهما عظمت فإنها أقل من ابتزاز يسقطك.. خُض الحرب الضروس إن دعت الضرورة في مواجهة من يريد الوصول إلى هدفه بابتزازك.. إن قبلت مرة بالابتزاز ستتحول إلى معبر لكل المبتزين والتافهين، ولن تنتهي خسائرك، وقد خسرت نفسك..
لا تفكر ولا تستسهل في طويتك أن تبيع ما لا يباع.. قاوم ظروفك وحاجتك حتى لا ينتعلك أحدهم ممن يعيش سقوطه وأوحاله.. اسحق مخاوفك التي يمكنها أن تنال من ضميرك.. تذكر أوشو وهو يقول لك: "إن الخوف يخلق اغلاله، أما الحرية فتعطيك أجنحة" تحرر من أن تكون واحد في القطيع أو تكون أنت القطيع.. سر بمفردك وتحرر من القطيع أو كما قال أوشوا: "الجميع يريد أن ينتمي إلى الحشد.. اخرج نفسك من الحشد" وأقول: كن استثنائيا قدر ما تستطيع..
*
عندما تترشح بصفتك نائبا مستقلا، وتتعاطى مع ناخبيك ابتداء من يوم الترشيح، ومرورا بحملة الدعاية الانتخابية، وانتهاء بيوم الاقتراع، وأنت تعمد إلى تأكيد تلك الصفة خلال كل تلك المراحل، بل وتفوز بهذه الصفة، وما أن تصل إلى مجلس النواب حتى تخلع تلك الصفة عنك، وتنقلب على من منحوك أصواتهم، وقبلها تنقلب على نفسك، وتستسهل خيانة تلك الثقة أو حتى التفكير بإهدارها، هي في تقديري خيانة اخلاقية كاملة، بل وتشي إلى استعدادك ليس فقط أن تذبح ضميرك، ولكن أن تكون أيضا شريرا.. بهذا أنت تصير خطرا على نفسك، وأكثر منه خطرا على المجتمع..
كل شيء كما قال جبران خليل جبران ممكن أن يكون له فرصة ثانية، إلا الثقة.. من سيثق بك إن كنت غير آهل لثقة من انتخبوك، وصيروك عنهم الموقف والمدافع والذائد عن حقوقهم وحرياتهم والأمين على مستقبلهم..؟!! أنت بثقتهم قد صرت ليس ممثلا عمن انتخبوك ومنحوك أصواتهم فقط، بل صرت ممثلا عن الشعب كله، وخيانة الثقة والضمير هنا أشد وأفدح..
القانون لا يعاقب على النوايا، وعلى ما يعتمل في تفكريك، ولكن التفكير بخيانة الثقة يعني وجود الاستعداد إلى أن تتجاوز حواجزك الأخلاقية المانعة، واستسهالك لخيانة ضميرك، وخيانة شعبك، وربما أكثر منه، يشي إلى استعدادك في ظروف ما أن تكون شريرا، أو مستعدا أن تفعل أي فعل شرير في المستقبل..
هناك التزام ببرنامجك الانتخابي وهو عهدا حملته في ذمّتك، والتزام اخلاقي يقع على كاهلك، وتذهب إلى وجهة أخرى، مستبدلا صفتك الذي فزت بها، بانتماء آخر يختلف تماما عن انتماءك المعلن لناخبيك، كل ذلك إنما يعني أنك غررت على ناخبيك، وظللتهم، وخدعتهم، وخنت وعدك و عهدك لهم، ونكثت ميثاقك معهم قبل أن تجف الصحف وترفع الأقلام، بل وانتويت في خبايا فاسد نيتك وطويتك أنك ستبدّل صفتك وتخدع ناخبيك.. هذا وذاك هو ما كان يجوس داخلي وأحدث به نفسي حيال أول عرض شراء تقدمت به السلطة بعد فوزي في الانتخابات النيابية..
قالت العرب: “موت الوفاء عين الحكمة أحياناً”. وقالوا: “من ينكث وعده كمن يرمي الأحجار في البئر التي شرب منها”. والحجة عليك أن تترشح و تفوز بصفة نائب مستقل، ثم تدير ظهرك للناس الذين أعطوك أصواتهم لهذه الصفة، التي كانت لصيقة باسم فوزك، وتقلب لهم المجن، وتذهب بعد الفوز تبحث عن مشتري، أو عن مال أو مزية لتبيع، أو حتّى تنصاع لذلك، وترمي عرض الحائط بذمتك، وما حملته من وعد وعهد ثقيل، فهذا يعني أنك ناكث للعهد والوعد، وحق عليك الخزي في قول الشاعر:
“رأيتُ الحُرَّ يجتنبُ المخازي * ويَحْميهِ عن الغدرِ الوفاءُ”.
***
كانت التسريبات الصحفية والقوائم المنشورة في بعض الصحف ووسائل الإعلام بعد اعلان نتائج مجلس النواب في نهاية إبريل، وكذا بعدها، لا سيما في مستهل شهر مايو 2003 تصنفني أنني مؤتمر، وكنت أقاوم هذا التعسف في التصنيف، الذي يبلغ حد محاولة اغتصاب إرادتي من قبل الصحافة أو بعض الصحفيين الذين يفتقدون إلى الحد الأدنى مع ما تفترضه اخلاق المهنة..
في شهر مايو 2003 أثناء التصويت لأول موازنة قدمتها الحكومة إلى البرلمان، ومطالبتها بمنحها الثقة.. كان موقفي في التصويت ضد الموازنة، وضد منح الثقة لحكومة حزب المؤتمر برئاسة باجمال.. موقف كان غير متوقع منّي على الأقل بالنسبة لقيادة المؤتمر، في أول شهر بعد الانتخابات النيابية الذي دعمني فيه حزب المؤتمر..
لم يكن هذا الموقف مجرد محاولة لإثبات استقلاليتي عن حزب المؤتمر، ولكن وهو الأهم أنني بالفعل ضد الموازنة التي وجدتها تنال من القطاع العام، ولا تتوافق مع تصوراتي للسياسة الاقتصادية في المرحلة المقبلة، وينسجم هذا الموقف أيضا مع تقديري وموقفي من تلك الحكومة ممثلة برمزها ووزيرها الأول باجمال الذي يعتبر الفساد زيت التنمية وفي عبارة أخرى ملح التنمية..
اخترت استقلاليتي على المال
أحمد سيف حاشد
لا أخاطب أمسي وما مضى فحسب، بل أخاطب أيضا الحاضر الذي بات يبتزنا وبما يفوق الأمس ألف مرّة.. لا تدع الابتزاز يحني قامتك.. كن طودا شامخا بقامة السماء لمن يريد أن يسقطك بابتزازه.. كل خسائرك مهما عظمت فإنها أقل من ابتزاز يسقطك.. خُض الحرب الضروس إن دعت الضرورة في مواجهة من يريد الوصول إلى هدفه بابتزازك.. إن قبلت مرة بالابتزاز ستتحول إلى معبر لكل المبتزين والتافهين، ولن تنتهي خسائرك، وقد خسرت نفسك..
لا تفكر ولا تستسهل في طويتك أن تبيع ما لا يباع.. قاوم ظروفك وحاجتك حتى لا ينتعلك أحدهم ممن يعيش سقوطه وأوحاله.. اسحق مخاوفك التي يمكنها أن تنال من ضميرك.. تذكر أوشو وهو يقول لك: "إن الخوف يخلق اغلاله، أما الحرية فتعطيك أجنحة" تحرر من أن تكون واحد في القطيع أو تكون أنت القطيع.. سر بمفردك وتحرر من القطيع أو كما قال أوشوا: "الجميع يريد أن ينتمي إلى الحشد.. اخرج نفسك من الحشد" وأقول: كن استثنائيا قدر ما تستطيع..
*
عندما تترشح بصفتك نائبا مستقلا، وتتعاطى مع ناخبيك ابتداء من يوم الترشيح، ومرورا بحملة الدعاية الانتخابية، وانتهاء بيوم الاقتراع، وأنت تعمد إلى تأكيد تلك الصفة خلال كل تلك المراحل، بل وتفوز بهذه الصفة، وما أن تصل إلى مجلس النواب حتى تخلع تلك الصفة عنك، وتنقلب على من منحوك أصواتهم، وقبلها تنقلب على نفسك، وتستسهل خيانة تلك الثقة أو حتى التفكير بإهدارها، هي في تقديري خيانة اخلاقية كاملة، بل وتشي إلى استعدادك ليس فقط أن تذبح ضميرك، ولكن أن تكون أيضا شريرا.. بهذا أنت تصير خطرا على نفسك، وأكثر منه خطرا على المجتمع..
كل شيء كما قال جبران خليل جبران ممكن أن يكون له فرصة ثانية، إلا الثقة.. من سيثق بك إن كنت غير آهل لثقة من انتخبوك، وصيروك عنهم الموقف والمدافع والذائد عن حقوقهم وحرياتهم والأمين على مستقبلهم..؟!! أنت بثقتهم قد صرت ليس ممثلا عمن انتخبوك ومنحوك أصواتهم فقط، بل صرت ممثلا عن الشعب كله، وخيانة الثقة والضمير هنا أشد وأفدح..
القانون لا يعاقب على النوايا، وعلى ما يعتمل في تفكريك، ولكن التفكير بخيانة الثقة يعني وجود الاستعداد إلى أن تتجاوز حواجزك الأخلاقية المانعة، واستسهالك لخيانة ضميرك، وخيانة شعبك، وربما أكثر منه، يشي إلى استعدادك في ظروف ما أن تكون شريرا، أو مستعدا أن تفعل أي فعل شرير في المستقبل..
هناك التزام ببرنامجك الانتخابي وهو عهدا حملته في ذمّتك، والتزام اخلاقي يقع على كاهلك، وتذهب إلى وجهة أخرى، مستبدلا صفتك الذي فزت بها، بانتماء آخر يختلف تماما عن انتماءك المعلن لناخبيك، كل ذلك إنما يعني أنك غررت على ناخبيك، وظللتهم، وخدعتهم، وخنت وعدك و عهدك لهم، ونكثت ميثاقك معهم قبل أن تجف الصحف وترفع الأقلام، بل وانتويت في خبايا فاسد نيتك وطويتك أنك ستبدّل صفتك وتخدع ناخبيك.. هذا وذاك هو ما كان يجوس داخلي وأحدث به نفسي حيال أول عرض شراء تقدمت به السلطة بعد فوزي في الانتخابات النيابية..
قالت العرب: “موت الوفاء عين الحكمة أحياناً”. وقالوا: “من ينكث وعده كمن يرمي الأحجار في البئر التي شرب منها”. والحجة عليك أن تترشح و تفوز بصفة نائب مستقل، ثم تدير ظهرك للناس الذين أعطوك أصواتهم لهذه الصفة، التي كانت لصيقة باسم فوزك، وتقلب لهم المجن، وتذهب بعد الفوز تبحث عن مشتري، أو عن مال أو مزية لتبيع، أو حتّى تنصاع لذلك، وترمي عرض الحائط بذمتك، وما حملته من وعد وعهد ثقيل، فهذا يعني أنك ناكث للعهد والوعد، وحق عليك الخزي في قول الشاعر:
“رأيتُ الحُرَّ يجتنبُ المخازي * ويَحْميهِ عن الغدرِ الوفاءُ”.
***
كانت التسريبات الصحفية والقوائم المنشورة في بعض الصحف ووسائل الإعلام بعد اعلان نتائج مجلس النواب في نهاية إبريل، وكذا بعدها، لا سيما في مستهل شهر مايو 2003 تصنفني أنني مؤتمر، وكنت أقاوم هذا التعسف في التصنيف، الذي يبلغ حد محاولة اغتصاب إرادتي من قبل الصحافة أو بعض الصحفيين الذين يفتقدون إلى الحد الأدنى مع ما تفترضه اخلاق المهنة..
في شهر مايو 2003 أثناء التصويت لأول موازنة قدمتها الحكومة إلى البرلمان، ومطالبتها بمنحها الثقة.. كان موقفي في التصويت ضد الموازنة، وضد منح الثقة لحكومة حزب المؤتمر برئاسة باجمال.. موقف كان غير متوقع منّي على الأقل بالنسبة لقيادة المؤتمر، في أول شهر بعد الانتخابات النيابية الذي دعمني فيه حزب المؤتمر..
لم يكن هذا الموقف مجرد محاولة لإثبات استقلاليتي عن حزب المؤتمر، ولكن وهو الأهم أنني بالفعل ضد الموازنة التي وجدتها تنال من القطاع العام، ولا تتوافق مع تصوراتي للسياسة الاقتصادية في المرحلة المقبلة، وينسجم هذا الموقف أيضا مع تقديري وموقفي من تلك الحكومة ممثلة برمزها ووزيرها الأول باجمال الذي يعتبر الفساد زيت التنمية وفي عبارة أخرى ملح التنمية..
لقد رأيت إن تلك الحكومة بمجملها لا تستحق ثقتي بها، ولا ثقة الشعب أو ممثليه، وزائد على هذا وذاك كانت تأكيد لاستقلاليتي ليس فقط عن حزب المؤتمر الذي دعمني في الانتخابات، ولكن أيضا تأكيد لاستقلاليتي عن الأعضاء المستقلين في المجلس، الذي ذهب جلّهم بل على الأرجح اثناء عشر نائب من قوام الأربعة عشر نائب للتصويت لصالح الحكومة وموازنتها..
لست عدميا، ولا يجب أن يُفهم أن معارضتي تلك كانت لمجرد المعارضة، ولم يكن موقفي بحال مجرد عناد لمن يريد دفعي إلى موقع أو حزب لا أنتمي إليه، ولكن لأن موقفي نابع من قناعة تامة، وإرادة أراها أصيلة، ومن ضمير أراه راضيا عنّي، ومن صواب يحملني عليه أغلب ظني، ومن وفاء أصيل لمن وثقوا بي، وجل من انتخبوني، وقبلها مصالح الشعب بموجب ما أراه، والتي تحتم أن يكون هذا موقفي لا سواه..
أربعة عشر نائبا فازوا بصفة “مستقل”، وما ان يمضي شهرا أو أكثر قليلا من عمر مجلسنا، حتى ذهب عشرة منهم إلى كنف المؤتمر وأنظموا إلى عضويته، ولم نبق غير أربعة بصفة مستقل، من قوام أربعة عشر نائبا .. يا لخسارتنا!! كيف حدث هذا..؟! لماذا يكون التخلي بكل هذا السهولة والاستسهال بالصفة التي فازوا بها..؟! يا للهشاشة بالغة السوء..!!
ما كان لهذا المجلس أن يسمح بالمخاتلة والانقلاب على إرادة الناخبين، الذين صوتوا لهؤلاء الأعضاء بصفتهم مستقلين لا غيرها من الصفات.. ثم لا أدري لماذا هذا الحزب أراد استقطاب هؤلاء المستقلين، وهو الذي حصد قرابة ثلاثة أرباع أعضاء المجلس..؟!!
لا أدري لماذا اراد أن يزيد تخمته الباذخة، بمزيد من السمنة و التخمة التي تفوق حاجته بكثير، ثم كان من الذكاء لو ابقاهم مستقلين على الأقل من أجل يكون المجلس يتسم بتنوع أكثر.. أظنه خلل عميق في التفكير، ورغبة استحواذ شرهة لم يتمكنوا من منعها..
الدكتور عبد الله عبد الولي ناشر الذي أشرف عن حزب المؤتمر في انتخابات دائرتي الانتخابية كانت تربطه صلة مباشرة بالدكتور عبد الكريم الأرياني أمين عام المؤتمر، بل بدت لي تلك العلاقة يومها إنها جيدة جداً إن لم تكن وطيدة.. طلبني الدكتور عبد الله بالحضور إلى منزله.. استغربت من هذا الاستدعاء.. وربما تسألت مع نفسي عن السبب، ولم أجد لحظتها جواب..
توجست ولكن ليس إلى حد الارتياب، لأن نفسية وطبيعة الدكتور عبدالله لا تتناسب لأدوار تبعث على القلق والارتياب.. اصطحبت معي ابن عمي عبده فريد حاشد، وكان اللقاء بعد المغرب أو مع دخول المساء..
بعد حفاوة واستقبال حسن عرض ستة مليون ريال كانت موجودة في ”شوالة”، بمكان قريب من مجلسنا، باعتبارها مخاسير حملتي الانتخابية، ومقابل الانضمام إلى كتلة المؤتمر الشعبي العام في مجلس النواب.. ربما هو فقط نقل هذا العرض من قيادة المؤتمر في إطار مسعاها لظم أكبر عدد من الأعضاء المستقلين إلى كتلة المؤتمر في المجلس وقد نجح المؤتمر بالفعل بضم عشره نواب مستقلين من قوام أربعة عشرة نائبا.. أما أنا فنظرت إلى هذا الموضوع إنها شراء أو مقايضة.. زواج دافع قبوله المال.. عرض مستفز لا يخلوا من ابتزاز للحاجة.. معادلة المال مقابل استقلاليتي..
موقفي الأخلاقي لا يسمح بشي من هذا القبيل.. رفضت العرض دون تردد، ولفتت النظر أنني ألتزمت لفريقي الانتخابي ولمن انتخبوني أنني سأظل مستقلا، بل حاولت أيضا أن أذكّره أن عدد أعضاء المؤتمر قرابة الثلاثة أرباع عضو في المجلس، وليس هم بحاجة لمزيد من الأعضاء للانضمام لحزب المؤتمر..
أحسست أنني انتصرت لضميري وخياراتي ولمبادئي المعلنة، ولثقة الناس الذين وثقوا بي، مضت السنوات الطوال، ولم أندم يوما على مثل هذا الاختيار الذي داس على حاجتي ومعاناتي وانتصرت فيه لضميري وللناس.
***
يتبع..
بعض من تفاصيل حياتي
لست عدميا، ولا يجب أن يُفهم أن معارضتي تلك كانت لمجرد المعارضة، ولم يكن موقفي بحال مجرد عناد لمن يريد دفعي إلى موقع أو حزب لا أنتمي إليه، ولكن لأن موقفي نابع من قناعة تامة، وإرادة أراها أصيلة، ومن ضمير أراه راضيا عنّي، ومن صواب يحملني عليه أغلب ظني، ومن وفاء أصيل لمن وثقوا بي، وجل من انتخبوني، وقبلها مصالح الشعب بموجب ما أراه، والتي تحتم أن يكون هذا موقفي لا سواه..
أربعة عشر نائبا فازوا بصفة “مستقل”، وما ان يمضي شهرا أو أكثر قليلا من عمر مجلسنا، حتى ذهب عشرة منهم إلى كنف المؤتمر وأنظموا إلى عضويته، ولم نبق غير أربعة بصفة مستقل، من قوام أربعة عشر نائبا .. يا لخسارتنا!! كيف حدث هذا..؟! لماذا يكون التخلي بكل هذا السهولة والاستسهال بالصفة التي فازوا بها..؟! يا للهشاشة بالغة السوء..!!
ما كان لهذا المجلس أن يسمح بالمخاتلة والانقلاب على إرادة الناخبين، الذين صوتوا لهؤلاء الأعضاء بصفتهم مستقلين لا غيرها من الصفات.. ثم لا أدري لماذا هذا الحزب أراد استقطاب هؤلاء المستقلين، وهو الذي حصد قرابة ثلاثة أرباع أعضاء المجلس..؟!!
لا أدري لماذا اراد أن يزيد تخمته الباذخة، بمزيد من السمنة و التخمة التي تفوق حاجته بكثير، ثم كان من الذكاء لو ابقاهم مستقلين على الأقل من أجل يكون المجلس يتسم بتنوع أكثر.. أظنه خلل عميق في التفكير، ورغبة استحواذ شرهة لم يتمكنوا من منعها..
الدكتور عبد الله عبد الولي ناشر الذي أشرف عن حزب المؤتمر في انتخابات دائرتي الانتخابية كانت تربطه صلة مباشرة بالدكتور عبد الكريم الأرياني أمين عام المؤتمر، بل بدت لي تلك العلاقة يومها إنها جيدة جداً إن لم تكن وطيدة.. طلبني الدكتور عبد الله بالحضور إلى منزله.. استغربت من هذا الاستدعاء.. وربما تسألت مع نفسي عن السبب، ولم أجد لحظتها جواب..
توجست ولكن ليس إلى حد الارتياب، لأن نفسية وطبيعة الدكتور عبدالله لا تتناسب لأدوار تبعث على القلق والارتياب.. اصطحبت معي ابن عمي عبده فريد حاشد، وكان اللقاء بعد المغرب أو مع دخول المساء..
بعد حفاوة واستقبال حسن عرض ستة مليون ريال كانت موجودة في ”شوالة”، بمكان قريب من مجلسنا، باعتبارها مخاسير حملتي الانتخابية، ومقابل الانضمام إلى كتلة المؤتمر الشعبي العام في مجلس النواب.. ربما هو فقط نقل هذا العرض من قيادة المؤتمر في إطار مسعاها لظم أكبر عدد من الأعضاء المستقلين إلى كتلة المؤتمر في المجلس وقد نجح المؤتمر بالفعل بضم عشره نواب مستقلين من قوام أربعة عشرة نائبا.. أما أنا فنظرت إلى هذا الموضوع إنها شراء أو مقايضة.. زواج دافع قبوله المال.. عرض مستفز لا يخلوا من ابتزاز للحاجة.. معادلة المال مقابل استقلاليتي..
موقفي الأخلاقي لا يسمح بشي من هذا القبيل.. رفضت العرض دون تردد، ولفتت النظر أنني ألتزمت لفريقي الانتخابي ولمن انتخبوني أنني سأظل مستقلا، بل حاولت أيضا أن أذكّره أن عدد أعضاء المؤتمر قرابة الثلاثة أرباع عضو في المجلس، وليس هم بحاجة لمزيد من الأعضاء للانضمام لحزب المؤتمر..
أحسست أنني انتصرت لضميري وخياراتي ولمبادئي المعلنة، ولثقة الناس الذين وثقوا بي، مضت السنوات الطوال، ولم أندم يوما على مثل هذا الاختيار الذي داس على حاجتي ومعاناتي وانتصرت فيه لضميري وللناس.
***
يتبع..
بعض من تفاصيل حياتي
التحالف الذي أنفق تريليونات الدولارات وحشد الطيران والبوارج وكل الطاقات والمقدرات للحرب، واشترى تأييد وصمت الدول في حربه على اليمن، وأشترى معها كل المنظمات وعلى رأسها الأمم المتحدة، وأشترى كثير من وسائل الإعلام واللوبيهات ومطابخ صناعة القرار لا يستطيع توفير الديزل لكهرباء عدن بمساحة تسعة كيلو متر ولا يستطيع توفير الأمن لها؟!!
الحقيقة هو يستطيع ولكنه لا يريد!!
لماذا لا يريد؟!!
هذا هو السؤال الذي لا يريد أن يعرفه مؤيدي التحالف وقواديه..
الحقيقة هو يستطيع ولكنه لا يريد!!
لماذا لا يريد؟!!
هذا هو السؤال الذي لا يريد أن يعرفه مؤيدي التحالف وقواديه..