اليوم قال لي رئيس المجلس من المنصة:
إذا بتجنن يا أحمد سيف حاشد أجنن نازل مش طالع..
وأنا والله ما أجنن إلا على شأن الذي نازل
إذا بتجنن يا أحمد سيف حاشد أجنن نازل مش طالع..
وأنا والله ما أجنن إلا على شأن الذي نازل
تغاريد غير مشفرة 1 - 16
أحمد سيف حاشد
(1)
العضو الجنوبي الوحيد المتبقي في صنعاء الدكتور عبدالباري الدغيش يهدد بالانسحاب من مجلس نواب صنعاء على خلفية محاولة فرض فقرات تكفيرية متشددة توسع من دائرة التكفير وتضيف حالات اعدام جديد علما إن قوانينا تحتوي على اكثر من ٣٠٠ عقوبة إعدام..
(2)
السلطة تريد دعشنة مجلس نواب صنعاء وتمرير دعشنتها من خلال المجلس..
بدلا من مناقشة إعادة رواتب الموظفين نجد السلطة في صنعاء تشغل مجلس النواب بتعديلات قانونية توسع دائرة التجريم والتحريم والتكفير وتريد تحويل المجلس الى مشرع يشرع دعشنتها التي بدأت تطل بقرونها على نحو مخيف ومرعب
(3)
من العار ان لا يناقش مجلس نواب صنعاء موضوع رواتب الموظفين المقطوعة من سنوات، فبدلا من تقديم السلطة لمشاريع تتصدى لسياسة الإفقار باتت تريد ان تأكل الثوم بفم المجلس ليناقش مزيد من تقييد وتضييق الحقوق والحريات
(4)
هل بتنا نسير باتجاه تحويل المحاكمات والمحاكم في صنعاء الى محاكم ومحاكمات تشبه محاكم ومحاكمات عهد التفتيش في أوربا في عصر انحطاطها التي كانت سائدة في العصور الوسطى..
صنعاء تتحول الى بيئة طاردة للفكر والمفكرين واصحاب الرأي وتريد تقييد الحريات والحقوق الذي حصل عليها شعبنا طيلة نصف قرن من نضال الحركة الوطنية اليمنية.
(5)
التكفير والخيانة صارت تتقارب من بعضها البعض حد بتنا نفقد فيها التمييز ايهما اشد ضررا على شعبنا
(6)
اذا تريدوا مجلس نواب تأكلون الثوم بفمه فمن مصلحتنا ان نقول لكم اغلقوه بالحديد .. اشنقوه لو استطعتم.. لا نريد ان نتحول إلى مشرعين مرعبين وبشعين بحق شعبنا من اجلكم مقابل فتات تسمونه مرتبات..
خذوا مرتباتكم وسنناضل مع شعبنا الذي تمارسون افقاره بإمعان لتزيدوا ثروة وتخمة وتورم بالمال..
سنناظل ضدكم كما نفعل الآن وهو الابقى والاشرف ولن نتحول الى شقاه يتم ابتزازهم بقوت اولادهم..
لم يبق لنا ما نخاف عليه.. الموت اهون مما تفعلوه بنا..
انكم جماعة دينية مؤدلجة بفكر عدمي ان تمكنتم واستتب لكم الامر ستجعلون شعبنا يأكل بعضه.. انكم جماعة خطرة على الماضي والحاضر والمستقبل..
(7)
الخيانة قبيحة الا انكم تتحولون الى اقبح منها.. صرنا نحتار عندما يتم سؤالنا عن الفرق.. كلما تمكنتم صرنا نشعر بمدى خطورتكم على شعبنا ومستقبله.. لقد جعلتم القبيح جمالا في عهدكم.. عودوا عن هذه الطريق الذي تسلكونها او تصرون عليها..
(8)
كنت اسأل لماذا الناس تستسهل الخيانة؟؟
اليوم عرفت.. الفرق يضيق بين الخيانة وبين المكان الذاهبين اليه..
(9)
لما تحرروا القدس وتوصلوا لإيطاليا شرعوا نص قانوني لرئيس فرنسا اما وانتم عادكم سلمتم سيادة الحديده وعاجزين عن مارب وتشحتوا معونة من الامم المتحدة وتشرعوا لفرنسا فهذا الحمق كله..
(10)
لم يعد يريدونا ان نشرع لليمن ولا حتى للشمال
يريدوا ان نشرع لجماعتهم مالم يهددونك بقوت اولادك.. براتبك.. جماعة تتخلى عن الحد الادنى للأخلاق وشرف الخصومة..
(11)
يصدقوا الذين يدهدهونهم..
بعد ان رفض المجلس التعديل قام واحد من كبار المؤتمرين يقول لهم اعملوا نص للذميين..
باقي عشره يهود اعملوا لهم نص لتبدون بعنصرية فجة و وقحة.. بدلا من المواطنة والمساواة يصير التقسيم الديني هو المعتمد لديكم.. انهم يحرقونكم اكثر مما انتم محروقين امام شعبكم.. شعبنا الذي يمتد من اطراف المهرة الى جزيرة ميدي..
التشريع هي حاجة ملحة وانتم تريدوا تشرعنوا لعشرة ذميين يهود.. يا هؤلاء نحن في الالفية الثالثة.. مش كفاية تلعنوهم ٢٤ ساعة عادكم تشتوا تحبسونهم وتعدمونهم.. هؤلاء يمنيون من قبل ثلاثة الف سنة.. في بلاد اليهود والنصارى يكسبون المواطنة بعد خمس سنوات او عشر سنوات وانتم بعد ثلاثة الف سنة وترونهم دونكم ببواعث دينية وعنصرية صرفه لا تخلوا من وقاحة وفجاجة..
(12)
مشروع قانون المؤجر والمستأجر صار له شهر مرمي في ادراج احدى لجان المجلس.. وبدلا من مناقشة مشروع هذا القانون الذي يأتي استجابة لحاجة ومتطلبات الناس راحوا يشرعنوا ويغلظوا نص حكم الردة.. فيما الناس يموتوا جوع ويتشردوا في الشوارع..
هكذا هي الجماعات الدينية تهرب من ازماتها ومشكلات الناس الملحة الى ما هو غير محل نفع واهتمام..
بدلا من التشريع لحاجة الناس تهرب الى مناطق تشتد فيها دوافعها الايديولوجية العدمية التي تهدد فيها بإظلام واخماد ما بقي من نقاط ضوء.. لا تهدى حتى يتم اخمادها واعتام المكان الذي يتسلل منه او يصل اليه الضوء ..
(13)
كان يفترض أن تشترك لجنة الحريات في مجلس النواب في نقاش هذه المادة التي لا دخل للجنة الأوقاف فيها ولكن جرى استبعادها من هذه الإحالة والتي يفترض أن يكون من صميم عملها واختصاصها.. ولكنها المخاتلة التي تصيب صاحبها بمقتل..
ما علاقة لجنة الأوقاف بمادة حكم الردة أو بالتعديل الوارد ذكره والذي لا نعلم كيف جاء إلى المجلس..
هذا الحكم جاء كنتيجة لاشتداد الاحتدام بين الاشتراكي من جهة والمؤتمر والإصلاح من جهة أخرى، وكان إصدار هذا
أحمد سيف حاشد
(1)
العضو الجنوبي الوحيد المتبقي في صنعاء الدكتور عبدالباري الدغيش يهدد بالانسحاب من مجلس نواب صنعاء على خلفية محاولة فرض فقرات تكفيرية متشددة توسع من دائرة التكفير وتضيف حالات اعدام جديد علما إن قوانينا تحتوي على اكثر من ٣٠٠ عقوبة إعدام..
(2)
السلطة تريد دعشنة مجلس نواب صنعاء وتمرير دعشنتها من خلال المجلس..
بدلا من مناقشة إعادة رواتب الموظفين نجد السلطة في صنعاء تشغل مجلس النواب بتعديلات قانونية توسع دائرة التجريم والتحريم والتكفير وتريد تحويل المجلس الى مشرع يشرع دعشنتها التي بدأت تطل بقرونها على نحو مخيف ومرعب
(3)
من العار ان لا يناقش مجلس نواب صنعاء موضوع رواتب الموظفين المقطوعة من سنوات، فبدلا من تقديم السلطة لمشاريع تتصدى لسياسة الإفقار باتت تريد ان تأكل الثوم بفم المجلس ليناقش مزيد من تقييد وتضييق الحقوق والحريات
(4)
هل بتنا نسير باتجاه تحويل المحاكمات والمحاكم في صنعاء الى محاكم ومحاكمات تشبه محاكم ومحاكمات عهد التفتيش في أوربا في عصر انحطاطها التي كانت سائدة في العصور الوسطى..
صنعاء تتحول الى بيئة طاردة للفكر والمفكرين واصحاب الرأي وتريد تقييد الحريات والحقوق الذي حصل عليها شعبنا طيلة نصف قرن من نضال الحركة الوطنية اليمنية.
(5)
التكفير والخيانة صارت تتقارب من بعضها البعض حد بتنا نفقد فيها التمييز ايهما اشد ضررا على شعبنا
(6)
اذا تريدوا مجلس نواب تأكلون الثوم بفمه فمن مصلحتنا ان نقول لكم اغلقوه بالحديد .. اشنقوه لو استطعتم.. لا نريد ان نتحول إلى مشرعين مرعبين وبشعين بحق شعبنا من اجلكم مقابل فتات تسمونه مرتبات..
خذوا مرتباتكم وسنناضل مع شعبنا الذي تمارسون افقاره بإمعان لتزيدوا ثروة وتخمة وتورم بالمال..
سنناظل ضدكم كما نفعل الآن وهو الابقى والاشرف ولن نتحول الى شقاه يتم ابتزازهم بقوت اولادهم..
لم يبق لنا ما نخاف عليه.. الموت اهون مما تفعلوه بنا..
انكم جماعة دينية مؤدلجة بفكر عدمي ان تمكنتم واستتب لكم الامر ستجعلون شعبنا يأكل بعضه.. انكم جماعة خطرة على الماضي والحاضر والمستقبل..
(7)
الخيانة قبيحة الا انكم تتحولون الى اقبح منها.. صرنا نحتار عندما يتم سؤالنا عن الفرق.. كلما تمكنتم صرنا نشعر بمدى خطورتكم على شعبنا ومستقبله.. لقد جعلتم القبيح جمالا في عهدكم.. عودوا عن هذه الطريق الذي تسلكونها او تصرون عليها..
(8)
كنت اسأل لماذا الناس تستسهل الخيانة؟؟
اليوم عرفت.. الفرق يضيق بين الخيانة وبين المكان الذاهبين اليه..
(9)
لما تحرروا القدس وتوصلوا لإيطاليا شرعوا نص قانوني لرئيس فرنسا اما وانتم عادكم سلمتم سيادة الحديده وعاجزين عن مارب وتشحتوا معونة من الامم المتحدة وتشرعوا لفرنسا فهذا الحمق كله..
(10)
لم يعد يريدونا ان نشرع لليمن ولا حتى للشمال
يريدوا ان نشرع لجماعتهم مالم يهددونك بقوت اولادك.. براتبك.. جماعة تتخلى عن الحد الادنى للأخلاق وشرف الخصومة..
(11)
يصدقوا الذين يدهدهونهم..
بعد ان رفض المجلس التعديل قام واحد من كبار المؤتمرين يقول لهم اعملوا نص للذميين..
باقي عشره يهود اعملوا لهم نص لتبدون بعنصرية فجة و وقحة.. بدلا من المواطنة والمساواة يصير التقسيم الديني هو المعتمد لديكم.. انهم يحرقونكم اكثر مما انتم محروقين امام شعبكم.. شعبنا الذي يمتد من اطراف المهرة الى جزيرة ميدي..
التشريع هي حاجة ملحة وانتم تريدوا تشرعنوا لعشرة ذميين يهود.. يا هؤلاء نحن في الالفية الثالثة.. مش كفاية تلعنوهم ٢٤ ساعة عادكم تشتوا تحبسونهم وتعدمونهم.. هؤلاء يمنيون من قبل ثلاثة الف سنة.. في بلاد اليهود والنصارى يكسبون المواطنة بعد خمس سنوات او عشر سنوات وانتم بعد ثلاثة الف سنة وترونهم دونكم ببواعث دينية وعنصرية صرفه لا تخلوا من وقاحة وفجاجة..
(12)
مشروع قانون المؤجر والمستأجر صار له شهر مرمي في ادراج احدى لجان المجلس.. وبدلا من مناقشة مشروع هذا القانون الذي يأتي استجابة لحاجة ومتطلبات الناس راحوا يشرعنوا ويغلظوا نص حكم الردة.. فيما الناس يموتوا جوع ويتشردوا في الشوارع..
هكذا هي الجماعات الدينية تهرب من ازماتها ومشكلات الناس الملحة الى ما هو غير محل نفع واهتمام..
بدلا من التشريع لحاجة الناس تهرب الى مناطق تشتد فيها دوافعها الايديولوجية العدمية التي تهدد فيها بإظلام واخماد ما بقي من نقاط ضوء.. لا تهدى حتى يتم اخمادها واعتام المكان الذي يتسلل منه او يصل اليه الضوء ..
(13)
كان يفترض أن تشترك لجنة الحريات في مجلس النواب في نقاش هذه المادة التي لا دخل للجنة الأوقاف فيها ولكن جرى استبعادها من هذه الإحالة والتي يفترض أن يكون من صميم عملها واختصاصها.. ولكنها المخاتلة التي تصيب صاحبها بمقتل..
ما علاقة لجنة الأوقاف بمادة حكم الردة أو بالتعديل الوارد ذكره والذي لا نعلم كيف جاء إلى المجلس..
هذا الحكم جاء كنتيجة لاشتداد الاحتدام بين الاشتراكي من جهة والمؤتمر والإصلاح من جهة أخرى، وكان إصدار هذا
النص في اطار قانون بقرار ولم يتم تشريعه عبر مجلس النواب..
وبدلا من تصحيح هذا الوضع تحاول السلطة اليوم ليس فقط شرعنته وتأكيده، ولكنها أيضا وسعت حكمه وغلّظته..
هؤلاء لا يريدون وطن ولكن يريدون فرض معتقدات جماعتهم على الوطن..
(14)
يريدوننا نكف عن نقدهم
وهم لا يكفّون عن "النثرات"
(15)
اليوم قال لي رئيس المجلس من المنصة:
إذا بتجنن يا أحمد سيف حاشد أجنن نازل مش طالع..
وأنا والله ما أجنن إلا على شأن الذي نازل
(16)
الناس بداؤوا يعقلوا.. والحوثيين بدأوا بالدعوشة..
السعودية بدأت بالتخلص من الفكر السلفي الوهابي والحوثيين بدأوا يتوهبنوا بالطريقة الحوثية
الناس تعطف والحوثيين عادهم بدأوا يفرشوا..
شوقي القاضي :
"أخطر ما نتصوَّرُه عن أنفسنا نحن الإسلاميين (منتسبي الفكر الإسلامي والجماعات الدينية الإسلامية)! في خلافاتنا مع الآخرين، هو إننا "رسولُ الله" وإنَّ مخالفينا هم "كُفَّار قريش" أو "المنافقون في المدينة"!!
يتجلَّى ذلك ويتَّضِح عندما يختلفون معنا في شأنٍ سياسيٍّ أو فكريٍّ أو غيره، فنواجههم (معتقدين ذلك يقيناً) بآياتٍ قرآنية "قاطعة" فصَلَ اللهُ بها موقفَ رسوله الكريم صلى الله عليه وسلَّم "الحق" مع "باطل" كفَّار قريش أو منافقي المدينة."
وبدلا من تصحيح هذا الوضع تحاول السلطة اليوم ليس فقط شرعنته وتأكيده، ولكنها أيضا وسعت حكمه وغلّظته..
هؤلاء لا يريدون وطن ولكن يريدون فرض معتقدات جماعتهم على الوطن..
(14)
يريدوننا نكف عن نقدهم
وهم لا يكفّون عن "النثرات"
(15)
اليوم قال لي رئيس المجلس من المنصة:
إذا بتجنن يا أحمد سيف حاشد أجنن نازل مش طالع..
وأنا والله ما أجنن إلا على شأن الذي نازل
(16)
الناس بداؤوا يعقلوا.. والحوثيين بدأوا بالدعوشة..
السعودية بدأت بالتخلص من الفكر السلفي الوهابي والحوثيين بدأوا يتوهبنوا بالطريقة الحوثية
الناس تعطف والحوثيين عادهم بدأوا يفرشوا..
شوقي القاضي :
"أخطر ما نتصوَّرُه عن أنفسنا نحن الإسلاميين (منتسبي الفكر الإسلامي والجماعات الدينية الإسلامية)! في خلافاتنا مع الآخرين، هو إننا "رسولُ الله" وإنَّ مخالفينا هم "كُفَّار قريش" أو "المنافقون في المدينة"!!
يتجلَّى ذلك ويتَّضِح عندما يختلفون معنا في شأنٍ سياسيٍّ أو فكريٍّ أو غيره، فنواجههم (معتقدين ذلك يقيناً) بآياتٍ قرآنية "قاطعة" فصَلَ اللهُ بها موقفَ رسوله الكريم صلى الله عليه وسلَّم "الحق" مع "باطل" كفَّار قريش أو منافقي المدينة."
الناس بداؤوا يعقلوا.. والحوثيين بدأوا بالدعوشة..
السعودية بدأت بالتخلص من الفكر السلفي الوهابي والحوثيين بدأوا يتوهبنوا بالطريقة الحوثية
الناس تعطف والحوثيين عادهم بدأوا يفرشوا..
شوقي القاضي :
أخطر ما نتصوَّرُه عن أنفسنا نحن الإسلاميين (منتسبي الفكر الإسلامي والجماعات الدينية الإسلامية)! في خلافاتنا مع الآخرين، هو إننا "رسولُ الله" وإنَّ مخالفينا هم "كُفَّار قريش" أو "المنافقون في المدينة"!!
يتجلَّى ذلك ويتَّضِح عندما يختلفون معنا في شأنٍ سياسيٍّ أو فكريٍّ أو غيره، فنواجههم (معتقدين ذلك يقيناً) بآياتٍ قرآنية "قاطعة" فصَلَ اللهُ بها موقفَ رسوله الكريم صلى الله عليه وسلَّم "الحق" مع "باطل" كفَّار قريش أو منافقي المدينة.
السعودية بدأت بالتخلص من الفكر السلفي الوهابي والحوثيين بدأوا يتوهبنوا بالطريقة الحوثية
الناس تعطف والحوثيين عادهم بدأوا يفرشوا..
شوقي القاضي :
أخطر ما نتصوَّرُه عن أنفسنا نحن الإسلاميين (منتسبي الفكر الإسلامي والجماعات الدينية الإسلامية)! في خلافاتنا مع الآخرين، هو إننا "رسولُ الله" وإنَّ مخالفينا هم "كُفَّار قريش" أو "المنافقون في المدينة"!!
يتجلَّى ذلك ويتَّضِح عندما يختلفون معنا في شأنٍ سياسيٍّ أو فكريٍّ أو غيره، فنواجههم (معتقدين ذلك يقيناً) بآياتٍ قرآنية "قاطعة" فصَلَ اللهُ بها موقفَ رسوله الكريم صلى الله عليه وسلَّم "الحق" مع "باطل" كفَّار قريش أو منافقي المدينة.
رسالة قوية لمن يفهم.. هل فهمتهم الرسالة يا أنصار الله.!!
إذا لم تفهموا سيأتي زمن تفهموا فيه، ولكن بعد فوات الأوان..
العنوان هو الإحتقان يزداد.. والحياة والموت باتت لدى الكثير سيان..
والأهم أن هذا الكثير يتكاثر بسرعة التنمر الذي نشاهده..
محمد طاهر أنعم:
مع إدانتنا الشديدة لعملية القتل التي تعرض لها عدد من منسوبي مكاتب الأشغال والبلدية بالأمانة يوم أمس بسبب بسطات باب اليمن وغيرها، إلا أننا نشدد على عدم الاستمرار في حالة التنمر والبلطجة التي يقوم بها مندوبو كثير من الجهات الحكومية تجاه أصحاب المحلات والمنشئات والبسطات -وخاصة أصحاب الضرائب والأشغال واقسام الشرطة- وقد كثرت الشكوى مؤخرا من كثير من الناس بسبب محاولة استغلال البعض لقوة الدولة أو لعلاقتهم ببعض المشرفين والأمنيين.
الشدة تكون ضد الكافرين، والرحمة مع المسلمين، هذا هو المنهج القرآني.
الشكوى تتزايد من أساليب الغلظة والتهديد ضد الناس في محلاتهم، وكأنه عمل ممنهج للدولة العميقة لتشويه السلطة.
إذا لم تفهموا سيأتي زمن تفهموا فيه، ولكن بعد فوات الأوان..
العنوان هو الإحتقان يزداد.. والحياة والموت باتت لدى الكثير سيان..
والأهم أن هذا الكثير يتكاثر بسرعة التنمر الذي نشاهده..
محمد طاهر أنعم:
مع إدانتنا الشديدة لعملية القتل التي تعرض لها عدد من منسوبي مكاتب الأشغال والبلدية بالأمانة يوم أمس بسبب بسطات باب اليمن وغيرها، إلا أننا نشدد على عدم الاستمرار في حالة التنمر والبلطجة التي يقوم بها مندوبو كثير من الجهات الحكومية تجاه أصحاب المحلات والمنشئات والبسطات -وخاصة أصحاب الضرائب والأشغال واقسام الشرطة- وقد كثرت الشكوى مؤخرا من كثير من الناس بسبب محاولة استغلال البعض لقوة الدولة أو لعلاقتهم ببعض المشرفين والأمنيين.
الشدة تكون ضد الكافرين، والرحمة مع المسلمين، هذا هو المنهج القرآني.
الشكوى تتزايد من أساليب الغلظة والتهديد ضد الناس في محلاتهم، وكأنه عمل ممنهج للدولة العميقة لتشويه السلطة.
خليل العمري:
أيهما أكثر إلحاحا ؟
مشروع قانون (المؤجر والمستأجر) المحبوس في أدراج مجلس النواب منذ شهور
أم مناقشة تعديل المادة 259 في قانون العقوبات الخاصة بعقوبة الردة عن الإسلام، بالتشدد فيها بحيث لا تقبل منه توبة !!؟
هل مشكلة الناس هي الردة أم الطرد من مساكنهم !!
مالكم يا قوم !!
أيهما أكثر إلحاحا ؟
مشروع قانون (المؤجر والمستأجر) المحبوس في أدراج مجلس النواب منذ شهور
أم مناقشة تعديل المادة 259 في قانون العقوبات الخاصة بعقوبة الردة عن الإسلام، بالتشدد فيها بحيث لا تقبل منه توبة !!؟
هل مشكلة الناس هي الردة أم الطرد من مساكنهم !!
مالكم يا قوم !!
قيس القيسي:
في نفس التاريخ من عام سابق وقعت معركة ذات البوالط وهذا العام هناك موقعة كلية الإعلام التي نالت من شوقي نعمان وأخطر منها لطمنا بمقترح تشديد المادة القانونية الخاصة بحد الردة في قانون العقوبات اليمني لتلغي الاعتبار للنية وهي ركن القصد الجنائي(الركن المعنوي للجريمة) وتلغي الحاجة لاستتابة المرتد خلافا لأشد المدارس الدينية تشددا في مسألة الردة حتى طالبان لم تعملها ولم تهم بمثلها
هل تعتقدون أن جنون الجناح اليميني موسمي لتحل هذه الظواهر المسيئة في نفس التاريخ ؟
حذرنا أنصار الله من تغول هذا التيار الفكري التكفيري مجتمعيا وحكوميا أيام ذات البوالط
ونحن الآن من موقع الناصح المحب نحذر عقلاء الأنصار واليمنيين عامة من خطورة هذا التفشي الوبائي الموسمي المتفاقم مرة أخرى
حد الردة لا أصل له من القرآن بل كل صريح النص والدلالة في القرآن الكريم ينافيه ولا يمكن أن تسمح المسيرة القرآنية بتجاهل القرآن بل وكل المأثور الأشد تطرفا حديثا واجتهادا في مسألة حساسة موضوعها حد يقع على النفس من خلال تمرير مقترح تعديل قانون العقوبات اليمني فيما يخص حد الردة
خرجت داEش من السوق وزعكمه داخليه
في نفس التاريخ من عام سابق وقعت معركة ذات البوالط وهذا العام هناك موقعة كلية الإعلام التي نالت من شوقي نعمان وأخطر منها لطمنا بمقترح تشديد المادة القانونية الخاصة بحد الردة في قانون العقوبات اليمني لتلغي الاعتبار للنية وهي ركن القصد الجنائي(الركن المعنوي للجريمة) وتلغي الحاجة لاستتابة المرتد خلافا لأشد المدارس الدينية تشددا في مسألة الردة حتى طالبان لم تعملها ولم تهم بمثلها
هل تعتقدون أن جنون الجناح اليميني موسمي لتحل هذه الظواهر المسيئة في نفس التاريخ ؟
حذرنا أنصار الله من تغول هذا التيار الفكري التكفيري مجتمعيا وحكوميا أيام ذات البوالط
ونحن الآن من موقع الناصح المحب نحذر عقلاء الأنصار واليمنيين عامة من خطورة هذا التفشي الوبائي الموسمي المتفاقم مرة أخرى
حد الردة لا أصل له من القرآن بل كل صريح النص والدلالة في القرآن الكريم ينافيه ولا يمكن أن تسمح المسيرة القرآنية بتجاهل القرآن بل وكل المأثور الأشد تطرفا حديثا واجتهادا في مسألة حساسة موضوعها حد يقع على النفس من خلال تمرير مقترح تعديل قانون العقوبات اليمني فيما يخص حد الردة
خرجت داEش من السوق وزعكمه داخليه
تم تأجيل مناقشة التعديلات والاضافات المقترحة
والتي اريد ادخالها في المادة ٢٥٩ عقوبات
والخاصة بحكم الردة ربما الى موعد غير محدد بعد ان تم تقديمها من قبل على صفة الاستعجال.
والتي اريد ادخالها في المادة ٢٥٩ عقوبات
والخاصة بحكم الردة ربما الى موعد غير محدد بعد ان تم تقديمها من قبل على صفة الاستعجال.
الذي ليس لديه زلط يموت في السجن..
محبوس أكثر من ضعف محكوميته..
محكوم بخمس سنوات والآن له في السجن إحدى عشر سنة..
لإنه لا يملك مليونين ونصف المليون ريال يدفعها..
إنه معسر في كل الشرائع..
ربما يمكث في السجن بقية حياته..
"شريعة" الزلط..
على الأقل زوجوه إذا لا تريدوا اطلاق سراحه
............
نايف المشرع:
أعز رفاقي في السجن المركزي محمد الحداد ..
محكوم 5 سنوات سجن
ومحكوم أثنين مليون وخمسمائة ريال
الأن صديقي محمد له 11 عام سجين
اقدم سجين معسر في السجن المركزي..
محمد دخل السجن وعمره 19 عام الان عمره 30 عام ..
يقول السجين ناشدت الذين أمنوا عشر سنوات مانفع ويريد الان مناشدة حتى الذين كفروا للأفراج عنه ..كما يقول ..
محبوس أكثر من ضعف محكوميته..
محكوم بخمس سنوات والآن له في السجن إحدى عشر سنة..
لإنه لا يملك مليونين ونصف المليون ريال يدفعها..
إنه معسر في كل الشرائع..
ربما يمكث في السجن بقية حياته..
"شريعة" الزلط..
على الأقل زوجوه إذا لا تريدوا اطلاق سراحه
............
نايف المشرع:
أعز رفاقي في السجن المركزي محمد الحداد ..
محكوم 5 سنوات سجن
ومحكوم أثنين مليون وخمسمائة ريال
الأن صديقي محمد له 11 عام سجين
اقدم سجين معسر في السجن المركزي..
محمد دخل السجن وعمره 19 عام الان عمره 30 عام ..
يقول السجين ناشدت الذين أمنوا عشر سنوات مانفع ويريد الان مناشدة حتى الذين كفروا للأفراج عنه ..كما يقول ..
(10)
“الخضر” من كنت سأنتحر بسبب منعي من مولده
أحمد سيف حاشد
“الخضر ولي الله”.. منعني والدي من زيارته عندما كنت طفلا.. كان يومها تلك الزيارة بالنسبة لي حلما كبيرا وعظيما وذو شأن.. حلم أكبر من زيارة "مدينة الضباب" في عهدنا هذا، بل هو حلم يشبه الصعود إلى القمر، أو زيارة عرشا في قبة الكون..
كم هو سيء أن يتم منعك وأنت طفل من تحقيق رجاء لطالما ظل يمعن في خيالك، وانتظرت تحقيق ذاك المنى عام وعامين وثلاثة، فخابت الوعود وخاب انتظارك الذي طال، وكانت كل خيبة تمر أكبر من تلك التي قبلها.. لكم ابتلعت الخيبات حسن ظني، وطوته بقسوة ودون رجعة، وخاب رجائي بتكرار وإمعان، وإذا ما تحقق حلم، فلا يتحقق، ولا يأتي إلا بعد كد ومشقّة، وأكثر منه بعد حين قد يطول، أو قدر يأتي أحيانا بعد يأس ونسيان..
كنت أسمع في طفولتي عن حكايات “الخضر” والخوارق والمعجزات التي تنتشر، ويتناقلها الأطفال الصغار، ولطالما تقت لزيارة "مولده"، ولكن يومها صدّني المنع الذي تحوّل أمامي إلى مستحيل.. كانت الموانع أكبر مني، وتتصدّى لأمنيتي بتكرار.. كان أقراني يحضرون “مولده” ويتناقلون أخباره ببهجة، إلا أنا اللابس حسرتي، والمنبعج بحزني المكتظ داخلي، والمملوء بخيبة قدري ورجائي الذي لا يوجد من يلبيه..
صلّيتُ كثيرا ودعيت الله أكثر.. من أجل ماذا؟!! من أجل زيارة “مولد الخضر”.. لقد صلّيت ألف صلاة، ولكن كان المنع أقوى، والصد صادم، وكنت أشعر أن مصابي جلل، وخيبتي كبيرة وعارمة..
منعني والدي من حضور “مولده” ومزاره الذي كان في منطقة “الرمأ”.. ربطني إلى جذع مغروس في دكانه الصغير من الصباح إلى الظهيرة، ليفِّوت موعد تلك المناسبة التي تأتي مرة واحدة، وليوم واحد، في كل عام، وقد انتظرت هذه الزيارة عام بعد عام.. أحسست إن الحياة والموت سيّان.. قد يموت الانسان في سجنه كما تقول نوال السعداوي من الانتظار، والذي شبهه محمود درويش بالجلوس على صفيح ساخن..
عندما شاهد والدي إصراري المتشبث وعزمي على الذهاب، ولاحظ في وجهي التحدي المغامر، ضربني بقسوة بعد أن ربطني إلى ذلك الجذع، فيما كنت أنا أقاوم هذا الإرغام بشراسة.. حاولتُ بعدها الانتحار احتجاجا على هذا المنع الذي كان مقرونا بالغلظة والقسوة والشدة..
يا لهذه الأقدار وما تفسده وما تصلحه، عندما يدور الفلك ويكمل الزمن دورته.. مصادفات، ومفارقات، ومعاودة تذكير، بعد أن أوغل العمر في التيه، ونسينا أو شارفنا على النسيان.. طفولة بائسة، وحرمان أشد، ثم ابدال وعوض، بعد أن نسينا أو كاد النسيان يطوي هذه وتلك.. كل شيء كما قال دوستويفسكي يمكن أن يقع للإنسان، حتى الأمور التي كان لا يتصورها في الحلم..
ما كان موصدا في وجهي وأنا طفلا، صار وقد تجاوز عمري الأربعين مفتوحا أمامي على مصرعيه.. بتُ أشعر أن “الخضر” صار حاضرا معي .. يسير أمامي وجانبي.. يساندني ويأخذ بيدي إلى حيث أريد.. ألم يقل سقراط جميع أرواح البشر خالدة، ولكن أرواح الصالحين خالدة ومباركة..
***
بعد أن ترشحت للانتخابات النيابية، اكتشفت أن للخضر في مناطقنا مزارين لا مزار واحد، أحدهما يقع في جبل الخضر غرب “الرماء” وهو المزار الرئيسي الذي يقام له جمعا سنويا. والمزار الثاني في شماريخ جبال “الدخينة” أقصى شرق القبيطة.. ثم عرفت لاحقا أن للخضر مزارات عديدة في القبيطة، وأغلبها في مناطق جبلية مرتفعة، ومنها مزار شرق الرماء باتجاه عراصم، ومزار شرق قرية عراصم اقصى جنوب شرق القبيطة، ومزار جنوب قرية نخيلة، ومزار في قرية المواهبة.. الحقيقة لا أدري ما سر كل هذه المزارات لهذا الرجل في مناطقنا على خلاف غيره.. والشائع في الوعي الشعبي أن الخضر رجل صالح لم يمت، وهو يسوح في أرض الله الفسيحة، بل ويظهر أحيانا لبعض الناس في هيئة رجل صالح.
لا أدري أي مصادفة جمعت ثلاثة في يوم.. يا ترى من حدد موعد المهرجان في منطقة "الرمأ"؟!! وعلى علوه قليلا، وفي نفس اليوم “مولد الخضر”..؟! وفي المساء حضرة الخضر في “الدخينة” .. ثلاث اجتمعت، والمعروف أن الصدف لا تجتمع إلا بمستحيل، وكأن للخضر فيها يدا ومعجزة، أو أن الخضر قد ألهم صديقي محمد فريد ومن إليه ليضعوا ذلك الترتيب الذي بدأ قويا في مطلع حملة الدعاية الانتخابية، وأتت أُكلها، وساهمت في تحقيق فوزا أروم..
أقمنا مهرجان “الرمأ”، وكان ناجحا وموفقا، ثم اتجهنا بعد انتهائه إلى “مولد الخضر” في نفس منطقة “الرمأ”.. التقينا بالناس هناك .. تحدثنا معهم.. صلنا وجلنا في الردهات والمزار والجوانب، وما أحيط به من أمكنه.. كان مشهد المعترك الذي عشته من أجل حضور “مولد الخضر” و أنا طفلا ماثلا أمامي وساطعا وكأنني أراه مرة أخرى.. كنت كأنني أحقق أمنية قديمة، حالت الموانع دون تحقيقها وأنا طفل.. حلم قديم ماكنت أظن إن العمر سيمتد بي إلى ذلك اليوم، الذي وصلت فيه، لسبب مختلف..
بمعية فريقي الانتخابي محمد فريد، ومانع على مانع وأنس دماج وآخرين، لا تحضرني الآن أسماؤهم، انتقلنا لمركز “ج” في مدرسة 27 ابريل في “الدخينة”، وصلنا وقت المغرب أو بعد
“الخضر” من كنت سأنتحر بسبب منعي من مولده
أحمد سيف حاشد
“الخضر ولي الله”.. منعني والدي من زيارته عندما كنت طفلا.. كان يومها تلك الزيارة بالنسبة لي حلما كبيرا وعظيما وذو شأن.. حلم أكبر من زيارة "مدينة الضباب" في عهدنا هذا، بل هو حلم يشبه الصعود إلى القمر، أو زيارة عرشا في قبة الكون..
كم هو سيء أن يتم منعك وأنت طفل من تحقيق رجاء لطالما ظل يمعن في خيالك، وانتظرت تحقيق ذاك المنى عام وعامين وثلاثة، فخابت الوعود وخاب انتظارك الذي طال، وكانت كل خيبة تمر أكبر من تلك التي قبلها.. لكم ابتلعت الخيبات حسن ظني، وطوته بقسوة ودون رجعة، وخاب رجائي بتكرار وإمعان، وإذا ما تحقق حلم، فلا يتحقق، ولا يأتي إلا بعد كد ومشقّة، وأكثر منه بعد حين قد يطول، أو قدر يأتي أحيانا بعد يأس ونسيان..
كنت أسمع في طفولتي عن حكايات “الخضر” والخوارق والمعجزات التي تنتشر، ويتناقلها الأطفال الصغار، ولطالما تقت لزيارة "مولده"، ولكن يومها صدّني المنع الذي تحوّل أمامي إلى مستحيل.. كانت الموانع أكبر مني، وتتصدّى لأمنيتي بتكرار.. كان أقراني يحضرون “مولده” ويتناقلون أخباره ببهجة، إلا أنا اللابس حسرتي، والمنبعج بحزني المكتظ داخلي، والمملوء بخيبة قدري ورجائي الذي لا يوجد من يلبيه..
صلّيتُ كثيرا ودعيت الله أكثر.. من أجل ماذا؟!! من أجل زيارة “مولد الخضر”.. لقد صلّيت ألف صلاة، ولكن كان المنع أقوى، والصد صادم، وكنت أشعر أن مصابي جلل، وخيبتي كبيرة وعارمة..
منعني والدي من حضور “مولده” ومزاره الذي كان في منطقة “الرمأ”.. ربطني إلى جذع مغروس في دكانه الصغير من الصباح إلى الظهيرة، ليفِّوت موعد تلك المناسبة التي تأتي مرة واحدة، وليوم واحد، في كل عام، وقد انتظرت هذه الزيارة عام بعد عام.. أحسست إن الحياة والموت سيّان.. قد يموت الانسان في سجنه كما تقول نوال السعداوي من الانتظار، والذي شبهه محمود درويش بالجلوس على صفيح ساخن..
عندما شاهد والدي إصراري المتشبث وعزمي على الذهاب، ولاحظ في وجهي التحدي المغامر، ضربني بقسوة بعد أن ربطني إلى ذلك الجذع، فيما كنت أنا أقاوم هذا الإرغام بشراسة.. حاولتُ بعدها الانتحار احتجاجا على هذا المنع الذي كان مقرونا بالغلظة والقسوة والشدة..
يا لهذه الأقدار وما تفسده وما تصلحه، عندما يدور الفلك ويكمل الزمن دورته.. مصادفات، ومفارقات، ومعاودة تذكير، بعد أن أوغل العمر في التيه، ونسينا أو شارفنا على النسيان.. طفولة بائسة، وحرمان أشد، ثم ابدال وعوض، بعد أن نسينا أو كاد النسيان يطوي هذه وتلك.. كل شيء كما قال دوستويفسكي يمكن أن يقع للإنسان، حتى الأمور التي كان لا يتصورها في الحلم..
ما كان موصدا في وجهي وأنا طفلا، صار وقد تجاوز عمري الأربعين مفتوحا أمامي على مصرعيه.. بتُ أشعر أن “الخضر” صار حاضرا معي .. يسير أمامي وجانبي.. يساندني ويأخذ بيدي إلى حيث أريد.. ألم يقل سقراط جميع أرواح البشر خالدة، ولكن أرواح الصالحين خالدة ومباركة..
***
بعد أن ترشحت للانتخابات النيابية، اكتشفت أن للخضر في مناطقنا مزارين لا مزار واحد، أحدهما يقع في جبل الخضر غرب “الرماء” وهو المزار الرئيسي الذي يقام له جمعا سنويا. والمزار الثاني في شماريخ جبال “الدخينة” أقصى شرق القبيطة.. ثم عرفت لاحقا أن للخضر مزارات عديدة في القبيطة، وأغلبها في مناطق جبلية مرتفعة، ومنها مزار شرق الرماء باتجاه عراصم، ومزار شرق قرية عراصم اقصى جنوب شرق القبيطة، ومزار جنوب قرية نخيلة، ومزار في قرية المواهبة.. الحقيقة لا أدري ما سر كل هذه المزارات لهذا الرجل في مناطقنا على خلاف غيره.. والشائع في الوعي الشعبي أن الخضر رجل صالح لم يمت، وهو يسوح في أرض الله الفسيحة، بل ويظهر أحيانا لبعض الناس في هيئة رجل صالح.
لا أدري أي مصادفة جمعت ثلاثة في يوم.. يا ترى من حدد موعد المهرجان في منطقة "الرمأ"؟!! وعلى علوه قليلا، وفي نفس اليوم “مولد الخضر”..؟! وفي المساء حضرة الخضر في “الدخينة” .. ثلاث اجتمعت، والمعروف أن الصدف لا تجتمع إلا بمستحيل، وكأن للخضر فيها يدا ومعجزة، أو أن الخضر قد ألهم صديقي محمد فريد ومن إليه ليضعوا ذلك الترتيب الذي بدأ قويا في مطلع حملة الدعاية الانتخابية، وأتت أُكلها، وساهمت في تحقيق فوزا أروم..
أقمنا مهرجان “الرمأ”، وكان ناجحا وموفقا، ثم اتجهنا بعد انتهائه إلى “مولد الخضر” في نفس منطقة “الرمأ”.. التقينا بالناس هناك .. تحدثنا معهم.. صلنا وجلنا في الردهات والمزار والجوانب، وما أحيط به من أمكنه.. كان مشهد المعترك الذي عشته من أجل حضور “مولد الخضر” و أنا طفلا ماثلا أمامي وساطعا وكأنني أراه مرة أخرى.. كنت كأنني أحقق أمنية قديمة، حالت الموانع دون تحقيقها وأنا طفل.. حلم قديم ماكنت أظن إن العمر سيمتد بي إلى ذلك اليوم، الذي وصلت فيه، لسبب مختلف..
بمعية فريقي الانتخابي محمد فريد، ومانع على مانع وأنس دماج وآخرين، لا تحضرني الآن أسماؤهم، انتقلنا لمركز “ج” في مدرسة 27 ابريل في “الدخينة”، وصلنا وقت المغرب أو بعد
المغرب بقليل، تركنا السيارة بعد أن أوصلتنا إلى آخر الطريق السالك.. وعلينا بعدها أن نصعد إلى “الخضر” في القمة راجلين..
يا إلهي.. ماذا تصنع أيها القدر؟! أمعقول ألتقي في حضرة الخضر مرتين وفي يوم واحد!! أهذا هو الخضر الذي كدت يوما أنتحر من أجل زيارته، وأنا طفل لا زلت دون الـ 14 عام أو يقارب!! أي صدفة هذه التي جعلت ما كان مستحيل يوما، يصير طي اليد والبنان، ومرتين في أقل من يوم!! يا إلهي لمفارقة الدهشة، وصدفة الأقدار عندما ترضى عنك، وتمنحك الحظ واشراقة الأمل..
كانت المسافة منهكة لمن يريد القمة، وكأن “الخضر” أيضا يختبر محبيه.. هناك روح “الخضر” تنتظرنا في المزار، وتمتحن حبنا وتختبر تعلقنا به.. كنّا نشعر أننا نصعد ونتجه نحو السماء بسبب العلو الشاهق .. صعدنا على الأقدام إلى القمة، نغالب الشواهق ونعتليها..
وصلنا إلى مزار “الخضر”.. مسجد صغير أبيض يعمم جبل “المحرقة” الذي يطل على بعض مناطق “الصبيحة شرقا” كـ “العند” و “وادي ذر” و غيرها، ويطل على “وادي حدابة” غربا وشمالا، و خلفك “الدخينة” و“بني حماد” و“قنقنان” و“نخيلة” و“ثوجان”..
تبدو ليلا للناظر من أسفل، و أنت تضيء المكان على الشاهق، كأنك نجمة معلقة في السماء.. وتبدو أمام نفسك من نفس المكان، وكأنك نجمة تسكن في زاوية من حنايا مجرة درب التبانة التي تحيط بك.. وربما تبدو من هذا العلو الذي يبدو خرافيا وكأنك تسود الأرض ومحيطها، وتعتلي "العرش العظيم"..
وجدنا هناك أغلب وجاهات منطقة “الدخينة” و “بني حماد” المجاورة .. ناس أنقياء كالبلور.. لم يتلوثوا بعد بالملوثات، ولم يرتادوا المستنقعات والوحول بعد.. لازال كثير منهم على الفطرة والسليقة.. عامرين بالصدق والوفاء والتلقائية.. سماهم الأولون بـ ”زهرة القبيطة” وصفا لهم، وعرفانا بمكانتهم.. التقينا بهم في محيط الجامع وداخله.. تحدثنا معهم في حضرة روح “الخضر”، ونسمات الهواء العليل، وعلى ضوء الشموع البهيج ..
حضروا هذا اللقاء صالح سيلان، وفارع محمد سعيد، ومحمد علي التالول، وشداد عبدالجليل، ومعهم سيف مدهش، رفيق وزميل أخي علي وهو أحد الأبطال المشاركين في فك حصار السبعين يوم عن صنعاء، وآخرين ممن لا تحضرني الآن اسمائهم.. والذين كان ردهم كافيا وشافيا.. وعد وعهد قطعوه على أنفسهم في المسجد توجوه بالإخلاص والوفاء.. وعد أثلج الصدر.. رفع معنوياتي ومعنويات رفاقي في الفريق الانتخابي، إلى مقام ما نحن عليه من علو وشاهق.. نجاح وتجاوب لم أكن أتوقعه..
لم يكن أكثر وجهاء “بني حماد” و “الدخينة” يعرفوني إلا لماما، أو من خلال نشاطي في جمعية التعاون الخيرية لمديرية القبيطة.. لكن كان أغلب الوجهاء هناك يعرفون أخي علي سيف حاشد الذي كان فوق أنهم يعرفونه، يحبونه كثيرا، وبعضهم كانوا له رفاق.. وكان أيضا للرائع و الكبير مانع علي مانع معرفة قديمة بعراقة الأب والجد، نار على نار، ونار على علم..
في “جامع الخضر” ومزاره، نهض الحاج فارع محمد سعيد وطلب من جميع الوجاهات ان يضعوا يدهم في يدي كعهد للوقوف معي، ومساندتي.. أحسست لحظتها أن روح الخضر فوقنا ترفرف وتبارك عهدنا ومسعانا.. جو مشحون بفيض المشاعر الحميمية التي غمرتنا به كثافة اللحظة، ومباركة روح “الخضر”..
يوم الاقتراع زرت بني حماد بعد الظهيرة، والتقيت بشيخهم الشهم قائد صالح حازم، وكنت مستاء بسبب تراخي حشد النساء إلى مركز الاقتراع.. كنت أعرف ماذا يعني ضياع الصوت أو فقدانه في المنافسة الانتخابية.. كنت حريصا على الصوت الواحد.. وأدرك أن أي خطأ أو اهمال أو تراخي، يمكن أن يؤدي إلى الخسارة والهزيمة.. أذكر أن عتابي معه كان مؤثرا على النفوس، فما كان منه إلا أن خرج بنفسه لإقناع النساء بضرورة المشاركة في الاقتراع، وبدأ توافدهن بكثافة على صندوق الاقتراع من الساعة الرابعة عصرا حتى انتهاء موعد الاقتراع في المساء.
حصلت من هذا المركز “الدخينة وبني حماد” ما يزيد عن نسبة الـ 80 % من أصوت الناخبين.. وفوا بالعهد و برّوا بما وعدوا.. و أنا وفيا بعهدي إلى اليوم نحو شعبنا واليمن كلها، ولا زال برنامجي الانتخابي ومواقفي الكثيرة شاهدة، رغم ما نشهده من حروب ضروسة، وكراهية باذخة، وطوفان عارم.. ولازلتُ ذلك الرجل الذي عرفوه ذات يوم..
***
يتبع..
يعض من تفاصيل حياتي
يا إلهي.. ماذا تصنع أيها القدر؟! أمعقول ألتقي في حضرة الخضر مرتين وفي يوم واحد!! أهذا هو الخضر الذي كدت يوما أنتحر من أجل زيارته، وأنا طفل لا زلت دون الـ 14 عام أو يقارب!! أي صدفة هذه التي جعلت ما كان مستحيل يوما، يصير طي اليد والبنان، ومرتين في أقل من يوم!! يا إلهي لمفارقة الدهشة، وصدفة الأقدار عندما ترضى عنك، وتمنحك الحظ واشراقة الأمل..
كانت المسافة منهكة لمن يريد القمة، وكأن “الخضر” أيضا يختبر محبيه.. هناك روح “الخضر” تنتظرنا في المزار، وتمتحن حبنا وتختبر تعلقنا به.. كنّا نشعر أننا نصعد ونتجه نحو السماء بسبب العلو الشاهق .. صعدنا على الأقدام إلى القمة، نغالب الشواهق ونعتليها..
وصلنا إلى مزار “الخضر”.. مسجد صغير أبيض يعمم جبل “المحرقة” الذي يطل على بعض مناطق “الصبيحة شرقا” كـ “العند” و “وادي ذر” و غيرها، ويطل على “وادي حدابة” غربا وشمالا، و خلفك “الدخينة” و“بني حماد” و“قنقنان” و“نخيلة” و“ثوجان”..
تبدو ليلا للناظر من أسفل، و أنت تضيء المكان على الشاهق، كأنك نجمة معلقة في السماء.. وتبدو أمام نفسك من نفس المكان، وكأنك نجمة تسكن في زاوية من حنايا مجرة درب التبانة التي تحيط بك.. وربما تبدو من هذا العلو الذي يبدو خرافيا وكأنك تسود الأرض ومحيطها، وتعتلي "العرش العظيم"..
وجدنا هناك أغلب وجاهات منطقة “الدخينة” و “بني حماد” المجاورة .. ناس أنقياء كالبلور.. لم يتلوثوا بعد بالملوثات، ولم يرتادوا المستنقعات والوحول بعد.. لازال كثير منهم على الفطرة والسليقة.. عامرين بالصدق والوفاء والتلقائية.. سماهم الأولون بـ ”زهرة القبيطة” وصفا لهم، وعرفانا بمكانتهم.. التقينا بهم في محيط الجامع وداخله.. تحدثنا معهم في حضرة روح “الخضر”، ونسمات الهواء العليل، وعلى ضوء الشموع البهيج ..
حضروا هذا اللقاء صالح سيلان، وفارع محمد سعيد، ومحمد علي التالول، وشداد عبدالجليل، ومعهم سيف مدهش، رفيق وزميل أخي علي وهو أحد الأبطال المشاركين في فك حصار السبعين يوم عن صنعاء، وآخرين ممن لا تحضرني الآن اسمائهم.. والذين كان ردهم كافيا وشافيا.. وعد وعهد قطعوه على أنفسهم في المسجد توجوه بالإخلاص والوفاء.. وعد أثلج الصدر.. رفع معنوياتي ومعنويات رفاقي في الفريق الانتخابي، إلى مقام ما نحن عليه من علو وشاهق.. نجاح وتجاوب لم أكن أتوقعه..
لم يكن أكثر وجهاء “بني حماد” و “الدخينة” يعرفوني إلا لماما، أو من خلال نشاطي في جمعية التعاون الخيرية لمديرية القبيطة.. لكن كان أغلب الوجهاء هناك يعرفون أخي علي سيف حاشد الذي كان فوق أنهم يعرفونه، يحبونه كثيرا، وبعضهم كانوا له رفاق.. وكان أيضا للرائع و الكبير مانع علي مانع معرفة قديمة بعراقة الأب والجد، نار على نار، ونار على علم..
في “جامع الخضر” ومزاره، نهض الحاج فارع محمد سعيد وطلب من جميع الوجاهات ان يضعوا يدهم في يدي كعهد للوقوف معي، ومساندتي.. أحسست لحظتها أن روح الخضر فوقنا ترفرف وتبارك عهدنا ومسعانا.. جو مشحون بفيض المشاعر الحميمية التي غمرتنا به كثافة اللحظة، ومباركة روح “الخضر”..
يوم الاقتراع زرت بني حماد بعد الظهيرة، والتقيت بشيخهم الشهم قائد صالح حازم، وكنت مستاء بسبب تراخي حشد النساء إلى مركز الاقتراع.. كنت أعرف ماذا يعني ضياع الصوت أو فقدانه في المنافسة الانتخابية.. كنت حريصا على الصوت الواحد.. وأدرك أن أي خطأ أو اهمال أو تراخي، يمكن أن يؤدي إلى الخسارة والهزيمة.. أذكر أن عتابي معه كان مؤثرا على النفوس، فما كان منه إلا أن خرج بنفسه لإقناع النساء بضرورة المشاركة في الاقتراع، وبدأ توافدهن بكثافة على صندوق الاقتراع من الساعة الرابعة عصرا حتى انتهاء موعد الاقتراع في المساء.
حصلت من هذا المركز “الدخينة وبني حماد” ما يزيد عن نسبة الـ 80 % من أصوت الناخبين.. وفوا بالعهد و برّوا بما وعدوا.. و أنا وفيا بعهدي إلى اليوم نحو شعبنا واليمن كلها، ولا زال برنامجي الانتخابي ومواقفي الكثيرة شاهدة، رغم ما نشهده من حروب ضروسة، وكراهية باذخة، وطوفان عارم.. ولازلتُ ذلك الرجل الذي عرفوه ذات يوم..
***
يتبع..
يعض من تفاصيل حياتي
أصحيح هذا؟!!
تم احالة قضية بتهمة فعل فاضح بسبب مساحيق تجميل كانت على وجه امرأة؟!!!
اللهما اجعله ريوان او كابوس ولا داعش!!!
تم احالة قضية بتهمة فعل فاضح بسبب مساحيق تجميل كانت على وجه امرأة؟!!!
اللهما اجعله ريوان او كابوس ولا داعش!!!
إنه عهد التحكيم بالسلطة والصميل
يمنعون الناس من اللجوء إلى القضاء..
نحبسك لما تحكّمنا..
يستغلون السلطة والوظيفة العامة..
يستغلون الحماية الممنوحة لهم وعدم الرقابة وعدم المساءلة والعقاب
يحصنون أنفسهم بالسلطة التي لا يوجد من يسألها
يستغلون اطلاق الصلاحية في تقييد حريات المواطنين
وفي نفس الوقت يحرصون على إقامة الصلاة
وتعظيم الرسول..
والسباق على الاحتفاء بمولده
إنه بعض الحال مما نحن بصدده..
بعض مما هو سائد
مافيات تتغول كل يوم
يمنعون الناس من اللجوء إلى القضاء..
نحبسك لما تحكّمنا..
يستغلون السلطة والوظيفة العامة..
يستغلون الحماية الممنوحة لهم وعدم الرقابة وعدم المساءلة والعقاب
يحصنون أنفسهم بالسلطة التي لا يوجد من يسألها
يستغلون اطلاق الصلاحية في تقييد حريات المواطنين
وفي نفس الوقت يحرصون على إقامة الصلاة
وتعظيم الرسول..
والسباق على الاحتفاء بمولده
إنه بعض الحال مما نحن بصدده..
بعض مما هو سائد
مافيات تتغول كل يوم
Forwarded from احمد سيف حاشد
اؤهم، انتقلنا لمركز “ج” في مدرسة 27 ابريل في “الدخينة”، وصلنا وقت المغرب أو بعد المغرب بقليل، تركنا السيارة بعد أن أوصلتنا إلى آخر الطريق السالك.. وعلينا بعدها أن نصعد إلى “الخضر” في القمة راجلين..
يا إلهي.. ماذا تصنع أيها القدر؟! أمعقول ألتقي في حضرة الخضر مرتين وفي يوم واحد!! أهذا هو الخضر الذي كدت يوما أنتحر من أجل زيارته، وأنا طفل لا زلت دون الـ 14 عام أو يقارب!! أي صدفة هذه التي جعلت ما كان مستحيل يوما، يصير طي اليد والبنان، ومرتين في أقل من يوم!! يا إلهي لمفارقة الدهشة، وصدفة الأقدار عندما ترضى عنك، وتمنحك الحظ واشراقة الأمل..
كانت المسافة منهكة لمن يريد القمة، وكأن “الخضر” أيضا يختبر محبيه.. هناك روح “الخضر” تنتظرنا في المزار، وتمتحن حبنا وتختبر تعلقنا به.. كنّا نشعر أننا نصعد ونتجه نحو السماء بسبب العلو الشاهق .. صعدنا على الأقدام إلى القمة، نغالب الشواهق ونعتليها..
وصلنا إلى مزار “الخضر”.. مسجد صغير أبيض يعمم جبل “المحرقة” الذي يطل على بعض مناطق “الصبيحة شرقا” كـ “العند” و “وادي ذر” و غيرها، ويطل على “وادي حدابة” غربا وشمالا، و خلفك “الدخينة” و“بني حماد” و“قنقنان” و“نخيلة” و“ثوجان”..
تبدو ليلا للناظر من أسفل، و أنت تضيء المكان على الشاهق، كأنك نجمة معلقة في السماء.. وتبدو أمام نفسك من نفس المكان، وكأنك نجمة تسكن في زاوية من حنايا مجرة درب التبانة التي تحيط بك.. وربما تبدو من هذا العلو الذي يبدو خرافيا وكأنك تسود الأرض ومحيطها، وتعتلي "العرش العظيم"..
وجدنا هناك أغلب وجاهات منطقة “الدخينة” و “بني حماد” المجاورة .. ناس أنقياء كالبلور.. لم يتلوثوا بعد بالملوثات، ولم يرتادوا المستنقعات والوحول بعد.. لازال كثير منهم على الفطرة والسليقة.. عامرين بالصدق والوفاء والتلقائية.. سماهم الأولون بـ ”زهرة القبيطة” وصفا لهم، وعرفانا بمكانتهم.. التقينا بهم في محيط الجامع وداخله.. تحدثنا معهم في حضرة روح “الخضر”، ونسمات الهواء العليل، وعلى ضوء الشموع البهيج ..
حضروا هذا اللقاء صالح سيلان، وفارع محمد سعيد، ومحمد علي التالول، وشداد عبدالجليل، ومعهم سيف مدهش، رفيق وزميل أخي علي وهو أحد الأبطال المشاركين في فك حصار السبعين يوم عن صنعاء، وآخرين ممن لا تحضرني الآن اسمائهم.. والذين كان ردهم كافيا وشافيا.. وعد وعهد قطعوه على أنفسهم في المسجد توجوه بالإخلاص والوفاء.. وعد أثلج الصدر.. رفع معنوياتي ومعنويات رفاقي في الفريق الانتخابي، إلى مقام ما نحن عليه من علو وشاهق.. نجاح وتجاوب لم أكن أتوقعه..
لم يكن أكثر وجهاء “بني حماد” و “الدخينة” يعرفوني إلا لماما، أو من خلال نشاطي في جمعية التعاون الخيرية لمديرية القبيطة.. لكن كان أغلب الوجهاء هناك يعرفون أخي علي سيف حاشد الذي كان فوق أنهم يعرفونه، يحبونه كثيرا، وبعضهم كانوا له رفاق.. وكان أيضا للرائع و الكبير مانع علي مانع معرفة قديمة بعراقة الأب والجد، نار على نار، ونار على علم..
في “جامع الخضر” ومزاره، نهض الحاج فارع محمد سعيد وطلب من جميع الوجاهات ان يضعوا يدهم في يدي كعهد للوقوف معي، ومساندتي.. أحسست لحظتها أن روح الخضر فوقنا ترفرف وتبارك عهدنا ومسعانا.. جو مشحون بفيض المشاعر الحميمية التي غمرتنا به كثافة اللحظة، ومباركة روح “الخضر”..
يوم الاقتراع زرت بني حماد بعد الظهيرة، والتقيت بشيخهم الشهم قائد صالح حازم، وكنت مستاء بسبب تراخي حشد النساء إلى مركز الاقتراع.. كنت أعرف ماذا يعني ضياع الصوت أو فقدانه في المنافسة الانتخابية.. كنت حريصا على الصوت الواحد.. وأدرك أن أي خطأ أو اهمال أو تراخي، يمكن أن يؤدي إلى الخسارة والهزيمة.. أذكر أن عتابي معه كان مؤثرا على النفوس، فما كان منه إلا أن خرج بنفسه لإقناع النساء بضرورة المشاركة في الاقتراع، وبدأ توافدهن بكثافة على صندوق الاقتراع من الساعة الرابعة عصرا حتى انتهاء موعد الاقتراع في المساء.
حصلت من هذا المركز “الدخينة وبني حماد” ما يزيد عن نسبة الـ 80 % من أصوت الناخبين.. وفوا بالعهد و برّوا بما وعدوا.. و أنا وفيا بعهدي إلى اليوم نحو شعبنا واليمن كلها، ولا زال برنامجي الانتخابي ومواقفي الكثيرة شاهدة، رغم ما نشهده من حروب ضروسة، وكراهية باذخة، وطوفان عارم.. ولازلتُ ذلك الرجل الذي عرفوه ذات يوم..
***
يتبع..
يعض من تفاصيل حياتي
يا إلهي.. ماذا تصنع أيها القدر؟! أمعقول ألتقي في حضرة الخضر مرتين وفي يوم واحد!! أهذا هو الخضر الذي كدت يوما أنتحر من أجل زيارته، وأنا طفل لا زلت دون الـ 14 عام أو يقارب!! أي صدفة هذه التي جعلت ما كان مستحيل يوما، يصير طي اليد والبنان، ومرتين في أقل من يوم!! يا إلهي لمفارقة الدهشة، وصدفة الأقدار عندما ترضى عنك، وتمنحك الحظ واشراقة الأمل..
كانت المسافة منهكة لمن يريد القمة، وكأن “الخضر” أيضا يختبر محبيه.. هناك روح “الخضر” تنتظرنا في المزار، وتمتحن حبنا وتختبر تعلقنا به.. كنّا نشعر أننا نصعد ونتجه نحو السماء بسبب العلو الشاهق .. صعدنا على الأقدام إلى القمة، نغالب الشواهق ونعتليها..
وصلنا إلى مزار “الخضر”.. مسجد صغير أبيض يعمم جبل “المحرقة” الذي يطل على بعض مناطق “الصبيحة شرقا” كـ “العند” و “وادي ذر” و غيرها، ويطل على “وادي حدابة” غربا وشمالا، و خلفك “الدخينة” و“بني حماد” و“قنقنان” و“نخيلة” و“ثوجان”..
تبدو ليلا للناظر من أسفل، و أنت تضيء المكان على الشاهق، كأنك نجمة معلقة في السماء.. وتبدو أمام نفسك من نفس المكان، وكأنك نجمة تسكن في زاوية من حنايا مجرة درب التبانة التي تحيط بك.. وربما تبدو من هذا العلو الذي يبدو خرافيا وكأنك تسود الأرض ومحيطها، وتعتلي "العرش العظيم"..
وجدنا هناك أغلب وجاهات منطقة “الدخينة” و “بني حماد” المجاورة .. ناس أنقياء كالبلور.. لم يتلوثوا بعد بالملوثات، ولم يرتادوا المستنقعات والوحول بعد.. لازال كثير منهم على الفطرة والسليقة.. عامرين بالصدق والوفاء والتلقائية.. سماهم الأولون بـ ”زهرة القبيطة” وصفا لهم، وعرفانا بمكانتهم.. التقينا بهم في محيط الجامع وداخله.. تحدثنا معهم في حضرة روح “الخضر”، ونسمات الهواء العليل، وعلى ضوء الشموع البهيج ..
حضروا هذا اللقاء صالح سيلان، وفارع محمد سعيد، ومحمد علي التالول، وشداد عبدالجليل، ومعهم سيف مدهش، رفيق وزميل أخي علي وهو أحد الأبطال المشاركين في فك حصار السبعين يوم عن صنعاء، وآخرين ممن لا تحضرني الآن اسمائهم.. والذين كان ردهم كافيا وشافيا.. وعد وعهد قطعوه على أنفسهم في المسجد توجوه بالإخلاص والوفاء.. وعد أثلج الصدر.. رفع معنوياتي ومعنويات رفاقي في الفريق الانتخابي، إلى مقام ما نحن عليه من علو وشاهق.. نجاح وتجاوب لم أكن أتوقعه..
لم يكن أكثر وجهاء “بني حماد” و “الدخينة” يعرفوني إلا لماما، أو من خلال نشاطي في جمعية التعاون الخيرية لمديرية القبيطة.. لكن كان أغلب الوجهاء هناك يعرفون أخي علي سيف حاشد الذي كان فوق أنهم يعرفونه، يحبونه كثيرا، وبعضهم كانوا له رفاق.. وكان أيضا للرائع و الكبير مانع علي مانع معرفة قديمة بعراقة الأب والجد، نار على نار، ونار على علم..
في “جامع الخضر” ومزاره، نهض الحاج فارع محمد سعيد وطلب من جميع الوجاهات ان يضعوا يدهم في يدي كعهد للوقوف معي، ومساندتي.. أحسست لحظتها أن روح الخضر فوقنا ترفرف وتبارك عهدنا ومسعانا.. جو مشحون بفيض المشاعر الحميمية التي غمرتنا به كثافة اللحظة، ومباركة روح “الخضر”..
يوم الاقتراع زرت بني حماد بعد الظهيرة، والتقيت بشيخهم الشهم قائد صالح حازم، وكنت مستاء بسبب تراخي حشد النساء إلى مركز الاقتراع.. كنت أعرف ماذا يعني ضياع الصوت أو فقدانه في المنافسة الانتخابية.. كنت حريصا على الصوت الواحد.. وأدرك أن أي خطأ أو اهمال أو تراخي، يمكن أن يؤدي إلى الخسارة والهزيمة.. أذكر أن عتابي معه كان مؤثرا على النفوس، فما كان منه إلا أن خرج بنفسه لإقناع النساء بضرورة المشاركة في الاقتراع، وبدأ توافدهن بكثافة على صندوق الاقتراع من الساعة الرابعة عصرا حتى انتهاء موعد الاقتراع في المساء.
حصلت من هذا المركز “الدخينة وبني حماد” ما يزيد عن نسبة الـ 80 % من أصوت الناخبين.. وفوا بالعهد و برّوا بما وعدوا.. و أنا وفيا بعهدي إلى اليوم نحو شعبنا واليمن كلها، ولا زال برنامجي الانتخابي ومواقفي الكثيرة شاهدة، رغم ما نشهده من حروب ضروسة، وكراهية باذخة، وطوفان عارم.. ولازلتُ ذلك الرجل الذي عرفوه ذات يوم..
***
يتبع..
يعض من تفاصيل حياتي
Forwarded from احمد سيف حاشد
(11)
حذائي المهترئ
أحمد سيف حاشد
حالما كنت صغيرا، لطالما استهلكتُ حذائي حتى آخر رمق فيه.. لا أتركه حتى يلحق به كل ممزق.. لا أرميه حتى تنقطع أنفاسه إلى الأبد، فأجعله في كوة أو زاوية من البيت، بما يشبه الذكرى، وربما لعوز أشد أبحث فيه عن الفردة التي لازالت تقوى على الاستخدام، أو بقي فيها ما يمكن استخدامه كقطع غيار.. إذا انقطع "سير" فردة حذائي أعيد تثبيته بمسمار أو أكثر كان يجري استخدامهم لهذا الغرض على أيامنا تلك.. كانت أحذيتنا الهالكة أشرف وأغلى من وجوه بعض ساستنا هذه الأيام..
بين ترك حذائي المنتهي وشراء آخر، كانت تمر أياما وأسابيعا وربما أشهرا، وأنا أضرب بأقدامي الأرض دون حذاء.. مشيت بقدمين عاريتين لفترات غير قليلة.. عرفت قداماي الشوك مليا، وعانتا من آلامها التي كانت في بعض الأحيان تدوم لفترات قد تطول..
كان "الهوك" وهو دبوس رفيع، يساعدني على إخراج الشوك من قاع القدم.. وأحيانا كانت خالتي هي من تساعدني وتتولى إخراجهن.. خالتي التي لا تلبس الأحذية، ربما بسبب عيب خلقي في قدميها، وكانت تجيد إخراج الشوك بألم أقل.. أرتق بـ "الهوك" " قميصي المفقود أزراره.. كنّا نكبر ونتمني أن تكبر معنا ملابسنا وأحذيتنا إن طال عمرها.. عندما تنسلخ فردة حذائي استخدم مسمارا أو أكثر؛ لأطيل عمر خدمتها وبقائها..
على أيامنا لم تكن لأحلامنا أحذيه.. كانت أحذيتنا تهلك ونحن نحاول إطالة عمرها، وكان حذاء الشَّيطان هو الذي لا يبلى ولا يهترئ كما جاء في المثل.. يوم شراء الحذاء كان بالنسبة لي يوم بهيجا ويوم هلاكه كان يوم حداد.. أقدامنا كانت أحيانا لا تقوى على لبس الحذاء بسبب الجراح التي فيها..
لم تكن الأحذية في أيامنا نغيّرها إلا لهلاك أو ضرورة، وليست كشعارات وولاءات هذه الأيام.. شكرا لذلك القائل: "سأقذفُ جواربي إلى السماءِ تضامناً مع مَنْ لا يملكون الأحذيةَ وأمشي حافياً.." وأصاب من قال: "نحن نعيش أَوْج عصر التفاهة، اللباس فيه أهم من الجسد.." ولم يجانب الصواب ذلك الذي قال: "صاحب هذا الحذاء اشرف من جميع لصوص السلطة".. أما أنا فلا أحب من يقرؤون شخصيتي من خلال حذائي.. أنا أعشق الشرف العالي والبساطة وإن كانت بحذاء مهتري أو حتى دون حذاء.. الأناقة لا أبحث عنها ولا أكترث بها إلا بالقدر الضروري أو اللازم، وما عداه أجد نفسي مستريحا لقول الشاعر:
ليس الجمالُ بمئزرٍ .. فاعلم وإن رُدِّيتَ بُردا
إِنّ الجمالَ معادنٌ.. وَمَنَاقبٌ أَورَثنَ مَجدا
اليوم بالمال كما قال أحدهم: "يمكنك شراء أي شيء : "البرلمانيين ، السياسيين ، القضاة ، النجاح والحياة المثيرة.." ولكن هناك من لا يملك غير حذاء مهتري أو حتى لا يملك قيمة حذاء، ولكن لن تستطيع أن تشتريه بأموال وكنوز الأرض كلّها.
*
حضرت الصباح إلى "قرية العِقام"، وبمعيتي الرفيق راجح علي صالح وآخرين.. شاهدتُ السيارة عالقة، بل مُعلّقة كشاة مخلوسة، وبتعاون ابناء القرية تم بمشقة وحذر اصلاح وضع السيارة التي كانت مهددة بقلبة أخرى.. ثم أستمر العمل بجهد مثابر لاستكمال شق طريق فرعية مستحدثة في المدرّج، لإخراج السيارة إلى الطريق العام..
لم يكن حضوري إلى المكان صباح ذلك اليوم لافتا.. لم أكن مميزا عمن هم بمعيتي في السيارة التي استأجرتها، وكانت سيارة عادية غير لافتة.. لم أكن أختلف في هيئتي عن الموجودين.. كان البعض لازال منهمك في العمل، ولا يعلم بوصولي إلى المكان، وبعضهم بجواري لم يعرف أنني المرشح، ربما لغياب ما يميزني عمن حولي.. بعض أبناء القرية كان يسأل عن المرشح الذي يشقون طريقا لسيارته العالقة، ولا يدري أكثريتهم أنني أجوس بينهم، واقف محاذيا لهم..
عندما عرف أحدهم أنني المرشح، تملكته الدهشة والاستغراب، وبدلا من أن يحيّيني أو على الأقل يجاملني، تطلّع نحوي، وقال بتلقائية لمن هم جواره: “ما معوش صندل سعما الناس وشطلع مجلس نواب”..
رأيت بعضهم يمعن النظر إلى "صندلي".. بعضهم تعاطف معي، وبعضهم استغرب، وقليل ربما سخر أو هكذا بدت لي بعض الوجوه.. أما أنا فلم أدرك حال حذائي إلا في تلك الهنيئة العابرة، ولكن هذا لم يمنع من مرور مجنزرات بعض النظرات الثقيلة على قدميي التي كانت تنتعل تلك الحذاء البائس..
لم أكن أعلم بحال حذائي إلا في تلك اللحظة الثقيلة.. كانت ذابلة كوردة مهملة داستها الأقدام، أو كشمعة تلاشت واستنفذت صلاحية بقاءها.. أحسست بصمودها الذي فات.. كانت مهترئة الحواف والجوانب.. وجهها مكرمش في بعضه، ومقروش في بعضه الآخر.. قاعها مفلطح ومضغوط إلى الحد الذي أحسست أنها مثقلة بهم من تحمله.. صبرت عليه أكثر من صبر أيوب.. مجهدة ومتأكلة..
ما كان واجبا عليّ أن أعرفه هو أن للصبر حدود، وللاحتمال قدرة.. ولما كان لروحي عليّ حق، ولبدني عليّ حقّ، فلحذائي أيضا كان عليّ حق.. وحقّ لحذائي أن يعاقبني، وهذا ما حدث بالفعل؛ لقد عاقبني ولحق بي بالغ الحرج ..
*
مشهدا مماثلا حدث لي لاحقا أيضا، إلا أن الأخير كان أكثر إيغالا في الانكشاف والحرج، فعند دخول الحملة الدعائية أوجّها أ
حذائي المهترئ
أحمد سيف حاشد
حالما كنت صغيرا، لطالما استهلكتُ حذائي حتى آخر رمق فيه.. لا أتركه حتى يلحق به كل ممزق.. لا أرميه حتى تنقطع أنفاسه إلى الأبد، فأجعله في كوة أو زاوية من البيت، بما يشبه الذكرى، وربما لعوز أشد أبحث فيه عن الفردة التي لازالت تقوى على الاستخدام، أو بقي فيها ما يمكن استخدامه كقطع غيار.. إذا انقطع "سير" فردة حذائي أعيد تثبيته بمسمار أو أكثر كان يجري استخدامهم لهذا الغرض على أيامنا تلك.. كانت أحذيتنا الهالكة أشرف وأغلى من وجوه بعض ساستنا هذه الأيام..
بين ترك حذائي المنتهي وشراء آخر، كانت تمر أياما وأسابيعا وربما أشهرا، وأنا أضرب بأقدامي الأرض دون حذاء.. مشيت بقدمين عاريتين لفترات غير قليلة.. عرفت قداماي الشوك مليا، وعانتا من آلامها التي كانت في بعض الأحيان تدوم لفترات قد تطول..
كان "الهوك" وهو دبوس رفيع، يساعدني على إخراج الشوك من قاع القدم.. وأحيانا كانت خالتي هي من تساعدني وتتولى إخراجهن.. خالتي التي لا تلبس الأحذية، ربما بسبب عيب خلقي في قدميها، وكانت تجيد إخراج الشوك بألم أقل.. أرتق بـ "الهوك" " قميصي المفقود أزراره.. كنّا نكبر ونتمني أن تكبر معنا ملابسنا وأحذيتنا إن طال عمرها.. عندما تنسلخ فردة حذائي استخدم مسمارا أو أكثر؛ لأطيل عمر خدمتها وبقائها..
على أيامنا لم تكن لأحلامنا أحذيه.. كانت أحذيتنا تهلك ونحن نحاول إطالة عمرها، وكان حذاء الشَّيطان هو الذي لا يبلى ولا يهترئ كما جاء في المثل.. يوم شراء الحذاء كان بالنسبة لي يوم بهيجا ويوم هلاكه كان يوم حداد.. أقدامنا كانت أحيانا لا تقوى على لبس الحذاء بسبب الجراح التي فيها..
لم تكن الأحذية في أيامنا نغيّرها إلا لهلاك أو ضرورة، وليست كشعارات وولاءات هذه الأيام.. شكرا لذلك القائل: "سأقذفُ جواربي إلى السماءِ تضامناً مع مَنْ لا يملكون الأحذيةَ وأمشي حافياً.." وأصاب من قال: "نحن نعيش أَوْج عصر التفاهة، اللباس فيه أهم من الجسد.." ولم يجانب الصواب ذلك الذي قال: "صاحب هذا الحذاء اشرف من جميع لصوص السلطة".. أما أنا فلا أحب من يقرؤون شخصيتي من خلال حذائي.. أنا أعشق الشرف العالي والبساطة وإن كانت بحذاء مهتري أو حتى دون حذاء.. الأناقة لا أبحث عنها ولا أكترث بها إلا بالقدر الضروري أو اللازم، وما عداه أجد نفسي مستريحا لقول الشاعر:
ليس الجمالُ بمئزرٍ .. فاعلم وإن رُدِّيتَ بُردا
إِنّ الجمالَ معادنٌ.. وَمَنَاقبٌ أَورَثنَ مَجدا
اليوم بالمال كما قال أحدهم: "يمكنك شراء أي شيء : "البرلمانيين ، السياسيين ، القضاة ، النجاح والحياة المثيرة.." ولكن هناك من لا يملك غير حذاء مهتري أو حتى لا يملك قيمة حذاء، ولكن لن تستطيع أن تشتريه بأموال وكنوز الأرض كلّها.
*
حضرت الصباح إلى "قرية العِقام"، وبمعيتي الرفيق راجح علي صالح وآخرين.. شاهدتُ السيارة عالقة، بل مُعلّقة كشاة مخلوسة، وبتعاون ابناء القرية تم بمشقة وحذر اصلاح وضع السيارة التي كانت مهددة بقلبة أخرى.. ثم أستمر العمل بجهد مثابر لاستكمال شق طريق فرعية مستحدثة في المدرّج، لإخراج السيارة إلى الطريق العام..
لم يكن حضوري إلى المكان صباح ذلك اليوم لافتا.. لم أكن مميزا عمن هم بمعيتي في السيارة التي استأجرتها، وكانت سيارة عادية غير لافتة.. لم أكن أختلف في هيئتي عن الموجودين.. كان البعض لازال منهمك في العمل، ولا يعلم بوصولي إلى المكان، وبعضهم بجواري لم يعرف أنني المرشح، ربما لغياب ما يميزني عمن حولي.. بعض أبناء القرية كان يسأل عن المرشح الذي يشقون طريقا لسيارته العالقة، ولا يدري أكثريتهم أنني أجوس بينهم، واقف محاذيا لهم..
عندما عرف أحدهم أنني المرشح، تملكته الدهشة والاستغراب، وبدلا من أن يحيّيني أو على الأقل يجاملني، تطلّع نحوي، وقال بتلقائية لمن هم جواره: “ما معوش صندل سعما الناس وشطلع مجلس نواب”..
رأيت بعضهم يمعن النظر إلى "صندلي".. بعضهم تعاطف معي، وبعضهم استغرب، وقليل ربما سخر أو هكذا بدت لي بعض الوجوه.. أما أنا فلم أدرك حال حذائي إلا في تلك الهنيئة العابرة، ولكن هذا لم يمنع من مرور مجنزرات بعض النظرات الثقيلة على قدميي التي كانت تنتعل تلك الحذاء البائس..
لم أكن أعلم بحال حذائي إلا في تلك اللحظة الثقيلة.. كانت ذابلة كوردة مهملة داستها الأقدام، أو كشمعة تلاشت واستنفذت صلاحية بقاءها.. أحسست بصمودها الذي فات.. كانت مهترئة الحواف والجوانب.. وجهها مكرمش في بعضه، ومقروش في بعضه الآخر.. قاعها مفلطح ومضغوط إلى الحد الذي أحسست أنها مثقلة بهم من تحمله.. صبرت عليه أكثر من صبر أيوب.. مجهدة ومتأكلة..
ما كان واجبا عليّ أن أعرفه هو أن للصبر حدود، وللاحتمال قدرة.. ولما كان لروحي عليّ حق، ولبدني عليّ حقّ، فلحذائي أيضا كان عليّ حق.. وحقّ لحذائي أن يعاقبني، وهذا ما حدث بالفعل؛ لقد عاقبني ولحق بي بالغ الحرج ..
*
مشهدا مماثلا حدث لي لاحقا أيضا، إلا أن الأخير كان أكثر إيغالا في الانكشاف والحرج، فعند دخول الحملة الدعائية أوجّها أ
رسالة إلى دعاة اصدار قانون قتل المرتد
حسن حمود الدولة
قرأت اليوم مقال للأستاذ شرف الويسي يقف فيه مؤيداً لعضو البرلمان القاضي أحمد سيف حاشد خلاصته أن هناك محاولة لإستصدار قانون قتل المرتد وهو حكم لا اصل له في الإسلام وإلا لأنتفى الغرض من جعل الحياة الدنيار دار ابتلاء فافزعني أن يبلغ الافتئات على الله إلى هذا الحد وتذكرت أنني انزلت قبل سنتين أو ثلاث مقالا تحت عنوان (حرية الاعتقاد في الإسلام فبحثت عنه ووجدته وسوف ارفقه ربطا بهذا المقال أكد أن الإسلام هو أعظم الديانات الذي ركز على حرية الاعتقاد ..
وبخاصة في وجود نصين في القرآن الكريم ذكرت حكم المرتد انه اخروي ؛ والغريب ان قالة حكم المرتد هؤلاء يستندون إلى أحاديث مقدوح في متنها وسندها كحديث عكرمة مولى ابن عباس الذي زعم أنه أوتي بزنادقة إلى ألإمام علي كرم الله وجهه فأمر بحرقهم أحياء - حشاه أمام المتقين يفعل ذلك لأن حكم الزنديق ليس القتل حتى عند فقهاء السلاطين - وأنه لما سمع ابن عباس ذلك قال أما أنا فقد كنت سأقتلهم عملا بحديث الرسول:" من بدل دينه فاقتلوه " وهذا يعني لو ان كتابيا اسلم فقد بدل دينه فستوجب قتله بينما الإسلام سمح للإنسان بالكفر والايمان والكفر والإيمان اكثر من مرة ولم يمسه بشيء فقال اعز من قائل :(إن الذين امنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا ..) وذكر بعد ذلك انه (لم يكن الله ليغفر لهم)..
والسؤال كيف سيتسنى له أن يؤمن ثم يكفر ثم يؤمن ثم يزداد كفرا لو كان الحكم هو القتل والسؤال الثاني هل ابن عباس الذي توفي الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وهو ابن ثمان سنوات سيكون أعلم من الإمام علي الذي قال عنه الرسول انه باب مدينة علمه؛ علما بأن رجال الجرح والتعديل قالوا بأن عكرمة هذا كان يأخذ الجوائز من الأمراء...وكان سفيان الثوري يوبخ غلامه ويقول له إياك ان تكذب علي كما كذب عكرمة على مولاه ابن عباس !!
السؤال الثالث اذا كانت المذاهب الإسلامية قد انقسمت بين من يقول أن الإنسان مخير ومن يقول أنه مجبر فنقول للفريق الأول أن الله ترك حرية الإيمان والكفر فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر فحكم القتل يتناقض مع حرية الاعتقاد التي يؤمنون بها ؛ ونقول للفريق الآخر اذا كان الله هو من أجبر المرتد على الكفر فمن انتم حتى تعترضون على المشيئة الإلهية وكلا الفريقين يفتئتوا على الله القائل لنبيه الكريم (انت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين) وقال له (قل يا أيها الناس قد جاءكم الحق من ربكم فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها )فإذا كانت مهمة الرسول هي في البلاغ وانه ليس على الناس بمسيطر ولا بوكيل ولا بجبار فهل سيكون هؤلاء الذين يسعون إلى استصدار قانون لقتل المرتد أكثر صلاحية من الرسول ناهيك أن حكم المرتد في القرآن أخروي راجعوا الآية 217 من البقرة 149 من آل عمران و54 من المائدة و25 من سورة محمد 109 من النحل و55 من النور وتلك الآيات التي نسخها قالة النسخ وعددها 350 آية حيث نسخوها بحديث آية السيف كذبا وافتراء وافتئاتا على الله القائل (أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كبيراً قال الإمام القاسم بن إبراهيم عليه السلام من قال ان كلام الله ينسخ بعضه بعضا فقد جهل الله في خلقه السماوات والأرض ..ولنا وقفة عند حكم المرتد نتناول فيها أقوال العلماء مقارنة بما جاء في الكتاب العزيز الذي نص على أن لا إكراه في الدين. .
كما أن هؤلاء المفتئتين على الله يقبلون بالإنسان منافقا يظهر الدين يبطن الكفر حين جعلوا من الاستتابة منقذا من القتل ولا يقبلونه حرا يقارعونه الحجة بالحجة. .!
انا هنا اعيد نشر مقالي ادناه بعد ان بلغني ان هناك من يرد أكثر من ثلاثمئة وخمسين آية كلها تؤكد حرية الاعتقاد غدفي التسلام بحديث أو أحاديث مدسوسة من أهل الكتاب الذين يعتبرون العقوبات في شريعتهم تطهيرية وليست تقويمية كما في الاسلام ..
وفيما يلي مقال سبق ان انزلته على صفحتي على الفيسبوك قبل سنتين أعيد نشره واناشد الذين يتبنون إستصدار قانون قتل المرتد أن يتقوا الله في دين الإسلام فلا يشوهونه أكثر من ما لحق به من قبل الدواعش..
وهذا القانو يعتبر ضدهم وأنهم بالنسبة في نظر مخاليفهم كفارا تركوا معلوما من الدين بالضرورة حتى قولهم بالمجاز وغير ذلك من عقائد الزيديه والعكس فكل مذهب يكفر ويفسق وينجس الآخر فليتقوا الله في دينه واليهم هذا المقال وساتبعه بآخر لعلهم يرعوون ويتقوا الله ويتراجعوا عن هذه الخطوة التي تمثل أقوى طعنة في خاصرة الإسلام.
تعتبر الحرية من القيم الكبرى في حياة الإنسان وفي تاريخ البشرية، فبعد قيمة الحياة تأتي قيمة الحرية، حيث لا تستقيم الحياة بذاتها دون التمتع بالحرية والحفاظ عليها.
حسن حمود الدولة
قرأت اليوم مقال للأستاذ شرف الويسي يقف فيه مؤيداً لعضو البرلمان القاضي أحمد سيف حاشد خلاصته أن هناك محاولة لإستصدار قانون قتل المرتد وهو حكم لا اصل له في الإسلام وإلا لأنتفى الغرض من جعل الحياة الدنيار دار ابتلاء فافزعني أن يبلغ الافتئات على الله إلى هذا الحد وتذكرت أنني انزلت قبل سنتين أو ثلاث مقالا تحت عنوان (حرية الاعتقاد في الإسلام فبحثت عنه ووجدته وسوف ارفقه ربطا بهذا المقال أكد أن الإسلام هو أعظم الديانات الذي ركز على حرية الاعتقاد ..
وبخاصة في وجود نصين في القرآن الكريم ذكرت حكم المرتد انه اخروي ؛ والغريب ان قالة حكم المرتد هؤلاء يستندون إلى أحاديث مقدوح في متنها وسندها كحديث عكرمة مولى ابن عباس الذي زعم أنه أوتي بزنادقة إلى ألإمام علي كرم الله وجهه فأمر بحرقهم أحياء - حشاه أمام المتقين يفعل ذلك لأن حكم الزنديق ليس القتل حتى عند فقهاء السلاطين - وأنه لما سمع ابن عباس ذلك قال أما أنا فقد كنت سأقتلهم عملا بحديث الرسول:" من بدل دينه فاقتلوه " وهذا يعني لو ان كتابيا اسلم فقد بدل دينه فستوجب قتله بينما الإسلام سمح للإنسان بالكفر والايمان والكفر والإيمان اكثر من مرة ولم يمسه بشيء فقال اعز من قائل :(إن الذين امنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا ..) وذكر بعد ذلك انه (لم يكن الله ليغفر لهم)..
والسؤال كيف سيتسنى له أن يؤمن ثم يكفر ثم يؤمن ثم يزداد كفرا لو كان الحكم هو القتل والسؤال الثاني هل ابن عباس الذي توفي الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وهو ابن ثمان سنوات سيكون أعلم من الإمام علي الذي قال عنه الرسول انه باب مدينة علمه؛ علما بأن رجال الجرح والتعديل قالوا بأن عكرمة هذا كان يأخذ الجوائز من الأمراء...وكان سفيان الثوري يوبخ غلامه ويقول له إياك ان تكذب علي كما كذب عكرمة على مولاه ابن عباس !!
السؤال الثالث اذا كانت المذاهب الإسلامية قد انقسمت بين من يقول أن الإنسان مخير ومن يقول أنه مجبر فنقول للفريق الأول أن الله ترك حرية الإيمان والكفر فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر فحكم القتل يتناقض مع حرية الاعتقاد التي يؤمنون بها ؛ ونقول للفريق الآخر اذا كان الله هو من أجبر المرتد على الكفر فمن انتم حتى تعترضون على المشيئة الإلهية وكلا الفريقين يفتئتوا على الله القائل لنبيه الكريم (انت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين) وقال له (قل يا أيها الناس قد جاءكم الحق من ربكم فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها )فإذا كانت مهمة الرسول هي في البلاغ وانه ليس على الناس بمسيطر ولا بوكيل ولا بجبار فهل سيكون هؤلاء الذين يسعون إلى استصدار قانون لقتل المرتد أكثر صلاحية من الرسول ناهيك أن حكم المرتد في القرآن أخروي راجعوا الآية 217 من البقرة 149 من آل عمران و54 من المائدة و25 من سورة محمد 109 من النحل و55 من النور وتلك الآيات التي نسخها قالة النسخ وعددها 350 آية حيث نسخوها بحديث آية السيف كذبا وافتراء وافتئاتا على الله القائل (أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كبيراً قال الإمام القاسم بن إبراهيم عليه السلام من قال ان كلام الله ينسخ بعضه بعضا فقد جهل الله في خلقه السماوات والأرض ..ولنا وقفة عند حكم المرتد نتناول فيها أقوال العلماء مقارنة بما جاء في الكتاب العزيز الذي نص على أن لا إكراه في الدين. .
كما أن هؤلاء المفتئتين على الله يقبلون بالإنسان منافقا يظهر الدين يبطن الكفر حين جعلوا من الاستتابة منقذا من القتل ولا يقبلونه حرا يقارعونه الحجة بالحجة. .!
انا هنا اعيد نشر مقالي ادناه بعد ان بلغني ان هناك من يرد أكثر من ثلاثمئة وخمسين آية كلها تؤكد حرية الاعتقاد غدفي التسلام بحديث أو أحاديث مدسوسة من أهل الكتاب الذين يعتبرون العقوبات في شريعتهم تطهيرية وليست تقويمية كما في الاسلام ..
وفيما يلي مقال سبق ان انزلته على صفحتي على الفيسبوك قبل سنتين أعيد نشره واناشد الذين يتبنون إستصدار قانون قتل المرتد أن يتقوا الله في دين الإسلام فلا يشوهونه أكثر من ما لحق به من قبل الدواعش..
وهذا القانو يعتبر ضدهم وأنهم بالنسبة في نظر مخاليفهم كفارا تركوا معلوما من الدين بالضرورة حتى قولهم بالمجاز وغير ذلك من عقائد الزيديه والعكس فكل مذهب يكفر ويفسق وينجس الآخر فليتقوا الله في دينه واليهم هذا المقال وساتبعه بآخر لعلهم يرعوون ويتقوا الله ويتراجعوا عن هذه الخطوة التي تمثل أقوى طعنة في خاصرة الإسلام.
تعتبر الحرية من القيم الكبرى في حياة الإنسان وفي تاريخ البشرية، فبعد قيمة الحياة تأتي قيمة الحرية، حيث لا تستقيم الحياة بذاتها دون التمتع بالحرية والحفاظ عليها.
طفلا ليس بأعلم من علي الذي قال عنه اخوه عمر "لا عاشني الله في ارض ليس فيها ابو الحسن" كما ان الحديث يشمل أي رجل من دين اخر دخل الإسلام لأنه غير دينه!! ورحم الله سفيان الثوري فقد كان يوبخ غلامه امام الناس فيقول له :"إياك ان تكذب علي كما كذب عكرمه على مولاه ابن عباس"، كما ان بعض رجال الجرح والتعديل عابوا على عكرمه بأنه كان يأخذ الجوائز من الأمراء.
ناهيك ان الله قد نص على حكم المرتد فقال (ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والأخرة) [البقرة 217] بل قد جعل الحب بدلا عن الردة فقال سبحانه: يا ايها الذين أمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه )ا[لمائدة 54]كما انه لا يوجد دين صرح بأنه لا اكراه في الدين بل قال بحرية الكفر فقال : (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)[الكهف 29].
واختتم بقوله سبحانه:(إن الذين ءامنوا ثم كفروا ثم ءامنوا ثم كفروا ثم ازداوا كفرا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا) [النساء 137] فتأملوا كم مرة كفر وكم مرة آمن ثم ازداد كفرا ولم يقتل كما زعم عكرمة وفقهاء السلاطين.
ومما سبق نستخلص ان القرآن كفل حرية الاعتقاد ونختتم مقالنا هذا بما بالتاكيد على ما اسلفنا ذكره أنفا وهو ان الله سبحانه نهى عن القيمومة على دينه كونه الحي القيوم على دينه بل أمرنا ان نقاتل سدنة الأديان فقال :(وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله) [البقرة 139].
ناهيك ان الله قد نص على حكم المرتد فقال (ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والأخرة) [البقرة 217] بل قد جعل الحب بدلا عن الردة فقال سبحانه: يا ايها الذين أمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه )ا[لمائدة 54]كما انه لا يوجد دين صرح بأنه لا اكراه في الدين بل قال بحرية الكفر فقال : (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)[الكهف 29].
واختتم بقوله سبحانه:(إن الذين ءامنوا ثم كفروا ثم ءامنوا ثم كفروا ثم ازداوا كفرا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا) [النساء 137] فتأملوا كم مرة كفر وكم مرة آمن ثم ازداد كفرا ولم يقتل كما زعم عكرمة وفقهاء السلاطين.
ومما سبق نستخلص ان القرآن كفل حرية الاعتقاد ونختتم مقالنا هذا بما بالتاكيد على ما اسلفنا ذكره أنفا وهو ان الله سبحانه نهى عن القيمومة على دينه كونه الحي القيوم على دينه بل أمرنا ان نقاتل سدنة الأديان فقال :(وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله) [البقرة 139].
حرية الاعتقاد في الإسلام
حسن الدولة
فالحرية الدينية أو حرية الاعتقاد من أهم ما الهم الله عز وجل به كل إنسان بدءً من خلقه آدم وحوى عليهم السلام وإقدار الانسان على على فعل الخير والشر( فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا) [الشمس:9] ، وهذه الحرية المطلقة أعطاها المولى سبحانه وتعالى لكل البشر على السواء ، وليس من حق أي إنسان أن يتدخل في علاقة إنسان آخر بربه جل وعلا ، لأنه (أي الإنسان) هو الذي يختار بنفسه ما يعتقده وما يؤمن به وما يسلكه من طريق في حياته ، وفي المقابل سيحاسب وسيكون مسئولا عما فعل هو نفسه ، فلم يعط الله أي انسان سلطة دينية على اخيه الإنسان مهما علا كعبه في الدين، فالرسول ليس بمسيطر ولا بجبار ولا بوكيل وما عليه إلا البلاغ، نعم ليس من حق أي إنسان أن يتدخل في علاقة إنسان آخر مع الخالق جل وعلا ، كما ليس من حق أي الإنسان أن يغضب أو يتحسر أو يدَّعي هداية الناس فيتخطى هذه المرحلة إلى تكفيره او تفسيقه أو تنجيسه.
فالرسول وهو من هو لم يزك نفسه بل امره الله سبحانه " قل ما كنت بدعا من الرسل وما ادري ما يفعل بي ولا بكم إن اتبع إلا ما يوحى إلي وما أنا إلا نذير مبين" [الاحقاف 9] فالله وحده من يعلم من ضل منا ومن اهتدى، وبالتالي فليس لإنسان الحق ان يدعي القيمومة على دين الله بدعوى الدفاع عن الدين الإسلامي، فالله وحده القيم على دينه وامرنا بمقاتلة الين يفرضون تلك القيمومة درءا للفتنة فقال سبحانه (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله فإن انتهوا فإن الله بما يعملون بصير)[الأنفال 39]، واعطى الحرية للجمبع فقال اعز من قائل :(قل كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هو اهدى سبيلا) [الاسراء 84].
بل واعطى حرية الكفر فقال (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليكفر ومن شاء فليؤمن ) [الكهف39] وطمأن الرسول الذي كان يتحسر على الذين يفضلون الكفر على الإيمان بقوله سبحانه (أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) [فاطر:8 ] فإذا كان هذا هو الحال مع الرسول، فكيف يفتيت دجاجلة الدين على الله !!.
ولذلك يجب على كل إنسان أن يحترم حرية كل من حوله من الناس مهما اختلفوا معه في الفكر أو المعتقد أو العرق أو الدين ولسنا مطالبون بتقديم كشف حساب عن تصرفات وسلوكيات وعبادات الناس ، فمرد ذلك كله لله الواحد القهار فهو الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ، وهو أيضا يحاسب ويحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه ، ولذلك خصص سبحانه وتعالى يوما عظيما لذلك سماه يوم الحساب ، فهو سبحانه وحده من سيحاسب ويحكم بين الناس فيما كانوا فيه مختلفون من كل دين ونحلة وملة ومذهب وفكر ...:(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) [الحج:17].
وليس من حق أي إنسان أن يكفر إنسانا آخر لأنه اختلف معه في الرأي او الدين او المعتقد أو أختلف معه في فهم أمر من أمور الدين ، أو اختلف معه في الحديث عن أحد القضايا العقيدية ، أو اختلف معه في الطريقة التي يسلكها كل منهما في الحياة ، فكل هذا ليس مبررا لأن يتهم أحدهم الآخر بالكفر والتفسيق والتنجيس والردة والعمالة و معاداة الدين ، أو بدافع الخوف على الشخص من الخروج عن الدين ، لأن حرية الاعتقاد مكفولة للجميع ، وإذا رجعنا للقرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه فقد كفل الله حرية الاعتقاد لكل البشر ، والكتاب العزيز قد فصل كل ذلك في أمثلة عدة تجسد حرية الاعتقاد بما لا نعثر على نظير له في أي كتاب سماوي.
كما تبين الآيات القرآنية أيضا أن الحساب أمراً خاصاً بالخالق جل وعلا ، وليس من حق إنسان أن يحاسب إنسانا في هذه الدنيا، فالدنيا دار ابتلاء وامتحان والاخرة هي دار الجزاء إلا ان استغلال الدين في الأهواء السياسية قد حول فقهاء سلاطين الدنيا إلى دار جزاء فزعموا ان القرآن ينسخ بعضه بعضا بموجب روايات بأقوال رجال بوالين على اعقابهم، وحرفوا كلام الله عن مواضعه "روايات اسباب النزول والتفاسير" التي اعدها احمد بن حنبل ان لا اصل لها ، وتحت رواية حدثوا عني ولو بآية وعن اهل الكتاب ولا حرج ، وقالوا بأن شرع من كان قبلنا شرع لنا فيما لم يرد فيه نص.
واخطر تلك الموضوعات حديث عكرمة مولى ابن عباس " الذي كذب على مولاه فزعم انه أُوتيَّ بزنادقة إلى علي بن ابي طالب فاحرقهم فزعم ان ابن ابن عباس قال: اما انا فكنت سأقتلهم عملا بحديث الرسول "من بدل دينه فاقتلوه" والحديث مقدوح في سنده ومتنه، ويتعارض مع جوهر الإسلام ومع اكثر من ثلاثمئة وخمسين آية تؤكد حرية الاعتقاد، ناهيك ان حكم الزنديق لدى كل الفقهاء ليس القتل ، وان ابن عباس الذي مات الرسول وهو لا يزال
حسن الدولة
فالحرية الدينية أو حرية الاعتقاد من أهم ما الهم الله عز وجل به كل إنسان بدءً من خلقه آدم وحوى عليهم السلام وإقدار الانسان على على فعل الخير والشر( فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا) [الشمس:9] ، وهذه الحرية المطلقة أعطاها المولى سبحانه وتعالى لكل البشر على السواء ، وليس من حق أي إنسان أن يتدخل في علاقة إنسان آخر بربه جل وعلا ، لأنه (أي الإنسان) هو الذي يختار بنفسه ما يعتقده وما يؤمن به وما يسلكه من طريق في حياته ، وفي المقابل سيحاسب وسيكون مسئولا عما فعل هو نفسه ، فلم يعط الله أي انسان سلطة دينية على اخيه الإنسان مهما علا كعبه في الدين، فالرسول ليس بمسيطر ولا بجبار ولا بوكيل وما عليه إلا البلاغ، نعم ليس من حق أي إنسان أن يتدخل في علاقة إنسان آخر مع الخالق جل وعلا ، كما ليس من حق أي الإنسان أن يغضب أو يتحسر أو يدَّعي هداية الناس فيتخطى هذه المرحلة إلى تكفيره او تفسيقه أو تنجيسه.
فالرسول وهو من هو لم يزك نفسه بل امره الله سبحانه " قل ما كنت بدعا من الرسل وما ادري ما يفعل بي ولا بكم إن اتبع إلا ما يوحى إلي وما أنا إلا نذير مبين" [الاحقاف 9] فالله وحده من يعلم من ضل منا ومن اهتدى، وبالتالي فليس لإنسان الحق ان يدعي القيمومة على دين الله بدعوى الدفاع عن الدين الإسلامي، فالله وحده القيم على دينه وامرنا بمقاتلة الين يفرضون تلك القيمومة درءا للفتنة فقال سبحانه (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله فإن انتهوا فإن الله بما يعملون بصير)[الأنفال 39]، واعطى الحرية للجمبع فقال اعز من قائل :(قل كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هو اهدى سبيلا) [الاسراء 84].
بل واعطى حرية الكفر فقال (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليكفر ومن شاء فليؤمن ) [الكهف39] وطمأن الرسول الذي كان يتحسر على الذين يفضلون الكفر على الإيمان بقوله سبحانه (أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) [فاطر:8 ] فإذا كان هذا هو الحال مع الرسول، فكيف يفتيت دجاجلة الدين على الله !!.
ولذلك يجب على كل إنسان أن يحترم حرية كل من حوله من الناس مهما اختلفوا معه في الفكر أو المعتقد أو العرق أو الدين ولسنا مطالبون بتقديم كشف حساب عن تصرفات وسلوكيات وعبادات الناس ، فمرد ذلك كله لله الواحد القهار فهو الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ، وهو أيضا يحاسب ويحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه ، ولذلك خصص سبحانه وتعالى يوما عظيما لذلك سماه يوم الحساب ، فهو سبحانه وحده من سيحاسب ويحكم بين الناس فيما كانوا فيه مختلفون من كل دين ونحلة وملة ومذهب وفكر ...:(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) [الحج:17].
وليس من حق أي إنسان أن يكفر إنسانا آخر لأنه اختلف معه في الرأي او الدين او المعتقد أو أختلف معه في فهم أمر من أمور الدين ، أو اختلف معه في الحديث عن أحد القضايا العقيدية ، أو اختلف معه في الطريقة التي يسلكها كل منهما في الحياة ، فكل هذا ليس مبررا لأن يتهم أحدهم الآخر بالكفر والتفسيق والتنجيس والردة والعمالة و معاداة الدين ، أو بدافع الخوف على الشخص من الخروج عن الدين ، لأن حرية الاعتقاد مكفولة للجميع ، وإذا رجعنا للقرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه فقد كفل الله حرية الاعتقاد لكل البشر ، والكتاب العزيز قد فصل كل ذلك في أمثلة عدة تجسد حرية الاعتقاد بما لا نعثر على نظير له في أي كتاب سماوي.
كما تبين الآيات القرآنية أيضا أن الحساب أمراً خاصاً بالخالق جل وعلا ، وليس من حق إنسان أن يحاسب إنسانا في هذه الدنيا، فالدنيا دار ابتلاء وامتحان والاخرة هي دار الجزاء إلا ان استغلال الدين في الأهواء السياسية قد حول فقهاء سلاطين الدنيا إلى دار جزاء فزعموا ان القرآن ينسخ بعضه بعضا بموجب روايات بأقوال رجال بوالين على اعقابهم، وحرفوا كلام الله عن مواضعه "روايات اسباب النزول والتفاسير" التي اعدها احمد بن حنبل ان لا اصل لها ، وتحت رواية حدثوا عني ولو بآية وعن اهل الكتاب ولا حرج ، وقالوا بأن شرع من كان قبلنا شرع لنا فيما لم يرد فيه نص.
واخطر تلك الموضوعات حديث عكرمة مولى ابن عباس " الذي كذب على مولاه فزعم انه أُوتيَّ بزنادقة إلى علي بن ابي طالب فاحرقهم فزعم ان ابن ابن عباس قال: اما انا فكنت سأقتلهم عملا بحديث الرسول "من بدل دينه فاقتلوه" والحديث مقدوح في سنده ومتنه، ويتعارض مع جوهر الإسلام ومع اكثر من ثلاثمئة وخمسين آية تؤكد حرية الاعتقاد، ناهيك ان حكم الزنديق لدى كل الفقهاء ليس القتل ، وان ابن عباس الذي مات الرسول وهو لا يزال
(1)
من الميدان..
زرت قسم "أرتل"..
وجدت طفلا حدثا عمره دون الـ 14 عام اسمه وليد علي أحمد
مسجون بين الكبار
كان خجولا ومستحيا ولا يريد أن يبوح بمظلمته
سألناه عن التهمة المسندة إليه وبعد تردد وانكسار قال: علمني شخص أسرق بطارية وقد تم إعادتها لصاحبها..
سألناه عن الفترة التي أمضاها في الحبس فأجاب أكثر من شهرين..
ذهبت إلى وكيل نيابة سنحان القاضي عبد الرقيب الذي وجدته غارقا في عمله.. وصلت إليه بعد مشقه بسبب كوم البشر أصحاب القضايا المحيطين به والذين يملؤون مكتبه.. يتكوم الناس حوله والقضايا تتزاحم أمامه.. وصلت إليه بمساعدة أحد العاملين هناك على الأرجح.. وجدته يعمل حد الإعياء بل وجدته في الحقيقة ينزف.. أن يستوعب كل هذا العدد من القضايا والتصرف بها أشبه بمعجزة.. كان بودي أن أسأل هل يستلم مرتب شهري أم لا؟! فأحجمت عن السؤال لأنني أعلم إن القضاة باتوا يستلموا من السلطة صدقات لا مرتبات أو نصفها كما يشاع..
سألت عن قضية الطفل فأتضح أنه محبوس من 24 أكتوبر 2020 بذمة سرقة بطارية تم إعادتها..
وجه الوكيل عضو النيابة المختص بإحالة الحدث إلى السجن الخاص بالأحداث..
الحقيقة لم اتمالك أعصابي وانفلتت لساني وأنا أقول: افرجوا عنه.. طفل عمره أقل من 14 سنة، وبطارية وتم إعادتها .. له مسجون شهرين.. "الناس" سرقوا بلااااااااد..!! أنتم لا تتصورون اكتظاظ غرفة الحجز بالبشر.. في أول مشاهدة لغرفة الحجز كان سؤالي: كيف ينامون؟!! أين ينام هذا الصغير؟!!!!
الأن أناشد كل ذو سلطة بقي لديه احترام لنفسه:
افرجوا عن الطفل وليد على أحمد
خففوا من زحمة السجون بالمعتقلين..
يتبع..
من الميدان..
زرت قسم "أرتل"..
وجدت طفلا حدثا عمره دون الـ 14 عام اسمه وليد علي أحمد
مسجون بين الكبار
كان خجولا ومستحيا ولا يريد أن يبوح بمظلمته
سألناه عن التهمة المسندة إليه وبعد تردد وانكسار قال: علمني شخص أسرق بطارية وقد تم إعادتها لصاحبها..
سألناه عن الفترة التي أمضاها في الحبس فأجاب أكثر من شهرين..
ذهبت إلى وكيل نيابة سنحان القاضي عبد الرقيب الذي وجدته غارقا في عمله.. وصلت إليه بعد مشقه بسبب كوم البشر أصحاب القضايا المحيطين به والذين يملؤون مكتبه.. يتكوم الناس حوله والقضايا تتزاحم أمامه.. وصلت إليه بمساعدة أحد العاملين هناك على الأرجح.. وجدته يعمل حد الإعياء بل وجدته في الحقيقة ينزف.. أن يستوعب كل هذا العدد من القضايا والتصرف بها أشبه بمعجزة.. كان بودي أن أسأل هل يستلم مرتب شهري أم لا؟! فأحجمت عن السؤال لأنني أعلم إن القضاة باتوا يستلموا من السلطة صدقات لا مرتبات أو نصفها كما يشاع..
سألت عن قضية الطفل فأتضح أنه محبوس من 24 أكتوبر 2020 بذمة سرقة بطارية تم إعادتها..
وجه الوكيل عضو النيابة المختص بإحالة الحدث إلى السجن الخاص بالأحداث..
الحقيقة لم اتمالك أعصابي وانفلتت لساني وأنا أقول: افرجوا عنه.. طفل عمره أقل من 14 سنة، وبطارية وتم إعادتها .. له مسجون شهرين.. "الناس" سرقوا بلااااااااد..!! أنتم لا تتصورون اكتظاظ غرفة الحجز بالبشر.. في أول مشاهدة لغرفة الحجز كان سؤالي: كيف ينامون؟!! أين ينام هذا الصغير؟!!!!
الأن أناشد كل ذو سلطة بقي لديه احترام لنفسه:
افرجوا عن الطفل وليد على أحمد
خففوا من زحمة السجون بالمعتقلين..
يتبع..