لا تقول لي معلوماتي خطأ
طالما أنت تحتكر المعلومة لتخفي فسادك..
قل لي أنت المعلومات الصحيحة طالما أنت المعني بإعلانها
قل لي إن كان هناك أشخاص وجهات تشاركك فسادك..
طالما أنت تحتكر المعلومة لتخفي فسادك..
قل لي أنت المعلومات الصحيحة طالما أنت المعني بإعلانها
قل لي إن كان هناك أشخاص وجهات تشاركك فسادك..
ماذا صنع مجلس النواب من أجل رواتب الموظفين..؟!!
وماذا صنع المجلس حيال الحكومة التي ألتزمت أمام المجلس في الربع الأول من العام 2016 أنها ستلتزم وتبذل قصار جهدها من أجل صرف رواتب الموظفين..
اليوم نحن في عام 2020
أينما تولي وجهك لا تجد إلا لصوص ونهابين مبهررين..
وماذا صنع المجلس حيال الحكومة التي ألتزمت أمام المجلس في الربع الأول من العام 2016 أنها ستلتزم وتبذل قصار جهدها من أجل صرف رواتب الموظفين..
اليوم نحن في عام 2020
أينما تولي وجهك لا تجد إلا لصوص ونهابين مبهررين..
يتحدثون عن إعادة الإعمار
ودعم المانحين
ولا يتحدثون عن ايقاف الحرب
أي سفالة و أي انحطاط هذا ؟!
ودعم المانحين
ولا يتحدثون عن ايقاف الحرب
أي سفالة و أي انحطاط هذا ؟!
يرمق للقات من علو؛ ثم أستأذن منّي للخروج مدة ربع ساعة ليذهب يحاسب صاحب المنجرة القريب من مكاننا؛ لأنه يوجد عنده حساب، و قد وعده إنه سوف يمر عليه بعد الظهر ليسدد الذي عليه .. فاستدركت بتوصيته أن لا يتأخر، و لكن ضيفنا تأخر أكثر من الساعة، و عاد متأبط قات مطول و معصوب في رديفه الذي كان و هو ذاهب معطوفا على كتفه و مسدولا على ظهره.
صرخت في وجهه: كيف تشتري قات و أنا قد اشتريت قات لي و لك؛ فرد قائلا:
– شفت النسوان اللي يبيعن اللحوح في الحصبة باب سوق الشيخ عبد الله..!
أجبته: نعم..
– قال: هن يخزنين من هذا القات الذي اشتريته أنت..
صدمتني فجاجة الضيف و مصارحته الصارخة، و حاولت أن التمست له العذر كونه متصالح مع نفسه .. و مع ذلك أحسست بالحرج الشديد و الخجل الأشد وطأة..
تفاجأت أكثر و هو يعلمني أنه تغدى أيضا في الخارج مرة ثانية؛ لأن ما قدمته له ليس بغداء .. استحيت، بل شعرت أن الحياء لبسني، و يريد أن يبلعني، أو يخسف بي أرضا..
عدت لأحاول أقناعه إن القات الذي اشتريته غيلي و إنه ممتاز، وعندما فتحت مرابطه و تفاصيله، شعرت أن هناك خرابة في الوسط، و غش فاحش تحت ما هو ظاهر .. فيما ضيفي أخذ هذا القات و رمى به بعيدا عنا، و قسم قاته بيننا، و حلف بالطلاق أن لا أخزن إلا منه..
شعرت يومها أن وقعتي كانت سوداء، و وعدت نفسي أن لا أكررها، و لكن للأسف تكرر ما هو أسوأ منها..
يتبع..
صرخت في وجهه: كيف تشتري قات و أنا قد اشتريت قات لي و لك؛ فرد قائلا:
– شفت النسوان اللي يبيعن اللحوح في الحصبة باب سوق الشيخ عبد الله..!
أجبته: نعم..
– قال: هن يخزنين من هذا القات الذي اشتريته أنت..
صدمتني فجاجة الضيف و مصارحته الصارخة، و حاولت أن التمست له العذر كونه متصالح مع نفسه .. و مع ذلك أحسست بالحرج الشديد و الخجل الأشد وطأة..
تفاجأت أكثر و هو يعلمني أنه تغدى أيضا في الخارج مرة ثانية؛ لأن ما قدمته له ليس بغداء .. استحيت، بل شعرت أن الحياء لبسني، و يريد أن يبلعني، أو يخسف بي أرضا..
عدت لأحاول أقناعه إن القات الذي اشتريته غيلي و إنه ممتاز، وعندما فتحت مرابطه و تفاصيله، شعرت أن هناك خرابة في الوسط، و غش فاحش تحت ما هو ظاهر .. فيما ضيفي أخذ هذا القات و رمى به بعيدا عنا، و قسم قاته بيننا، و حلف بالطلاق أن لا أخزن إلا منه..
شعرت يومها أن وقعتي كانت سوداء، و وعدت نفسي أن لا أكررها، و لكن للأسف تكرر ما هو أسوأ منها..
يتبع..
اليمن .. "مهلنيش"
:Zaki Hashed
بعد ان حصلت اليمن على منحة او صدقة مالية قدرها
"مليار وثلاثمائة وخمسين مليون دولار"
يتوقع المحللون انتعاش سوق العقار في كل من :
اسطنبول، والقاهرة، وصنعاء
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
عبدالوهاب الشرفي:
قال لي في الخاص ليش ماعلقت على مؤتمر المانحين
قلت له لاجديد زلط يتم جمعها بأسم الفقراء و" يلهطها " المنظمات الدولية والمحلية و الاممية وسلطات الواقع ، وللفقراء اليسير .
:Zaki Hashed
بعد ان حصلت اليمن على منحة او صدقة مالية قدرها
"مليار وثلاثمائة وخمسين مليون دولار"
يتوقع المحللون انتعاش سوق العقار في كل من :
اسطنبول، والقاهرة، وصنعاء
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
عبدالوهاب الشرفي:
قال لي في الخاص ليش ماعلقت على مؤتمر المانحين
قلت له لاجديد زلط يتم جمعها بأسم الفقراء و" يلهطها " المنظمات الدولية والمحلية و الاممية وسلطات الواقع ، وللفقراء اليسير .
تطلب منه أن يموت إنقاذا للمرضى
وتحرمه من راتبه
أو تستخدم معه سياسة قطّارة الراتب
أو تستبدله بآخر من جماعتك
أو تفصله
أو تذله وتبتزه..
ولا توفر له مستلزمات التطبيب البسيطة جدا
وتحجب عنه المعلومة
وتتعامل مع الشفافية كعدوة لأمنك القومي
وتمارس التجهيل بحقيقة ما يحدث من موت وكارثة
ثم تتحدث عن المواطنة والصحة للجميع وكل الأشياء الكبيرة
وتحرمه من راتبه
أو تستخدم معه سياسة قطّارة الراتب
أو تستبدله بآخر من جماعتك
أو تفصله
أو تذله وتبتزه..
ولا توفر له مستلزمات التطبيب البسيطة جدا
وتحجب عنه المعلومة
وتتعامل مع الشفافية كعدوة لأمنك القومي
وتمارس التجهيل بحقيقة ما يحدث من موت وكارثة
ثم تتحدث عن المواطنة والصحة للجميع وكل الأشياء الكبيرة
اعضاء مجلس النواب الذين توفون خلال اسبوع هم: محمد علي مرعي
عبدالرحمن المحبشي
صالح السنباني
ناجي عتيق المسماري
عبدالرحمن المحبشي
صالح السنباني
ناجي عتيق المسماري
تغاريد غير مشفّرة
(1)
أربعة أعضاء مجلس النواب
يموتون خلال أسبوع
وهيئة رئاسة المجلس مشغولة بالاستيلاء على مستحقات الأعضاء أحياء وأموت
(2)
هيئة رئاسة مجلس نواب صنعاء تستلم أكثر من مليون ريال شهريا باسم كل عضو من أعضاء المجلس
وتستلم ميزانية مجلس النواب كاملة أو قل ميزانية مائة عضو كما يذهب إليه البعض فيما الذي يحضروا المجلس أقل من خمسين عضو
أين يذهب جلّها؟!!
(3)
ماذا تعرف عن علاقة هيئة رئاسة مجلس النواب بالأدارة المالية والإدارية في المجلس؟!!
المجلس لا يعرف شيء عن تلك العلاقة!!
إنها علاقة تستحق البحث.. وأكثر منه
(4)
لماذا هيئة رئاسة مجلس نواب صنعاء لا تريد أن تقدم تقارير حساباتها الختامية للمجلس؟!!
(5)
ندفع من رواتبنا ثلاثين ألف ريال
لكل عضو مجلس يموت
فيما هيئة رئاسة مجلس نواب صنعاء لا تريد أن تقول لنا أين تذهب المليارات التي تستلمها؟!
(6)
هذه المبالغ المعتمدة لكل عضو مجلس نواب والمرفوعة الي وزارة المالية ولكن لا يتقاضى منها عضو المجلس غير اقل من نصف مما هو معتمد في الموازنة..
أين تذهب المبالغ التي تخصم علي الأعضاء الذين في الخارج؟!
المعتمد ٣٠ مليون حق التواصل الدولي أين تذهب؟!
ميزانية برقم واحد أين تذهب؟!
الأعضاء يموتون وانتم تأكلون مستحقاتهم!!
طالبنا بتقديم تقارير الحسابات الختامية للمجلس واعتصمت أنا وزميلي خالد الصعدي قبل أشهر في المجلس نطالب بهذه التقارير، ولم يتم شيئا مما وعدتم به.. فاضطررنا لفعل ما نفعله الآن..
كيف تريدوا تقارير حسابات ختامية من الغير، وأنتم لم تقدموا شيء مما يفترض أن تقدموه قبل أن تطالبون الغير بتقديم حساباتهم الختامية..
"كيف يقوم الظل والعود أعوجُ"؟!!
إنكم بعض من هذا الخراب الجاري في البلد..
سننشر ما لم تتوقعوه..
(7)
هيئة رئاسة مجلس نواب صنعاء
باتت وكأنها وكر لا هيئة إدارة مجلس تشريعي ورقابي
عام وهيئة الرئاسة تمانع من اختيار عضو رابع
لا تريد أي اختراق، وكأنها عصابة لا هيئة..
وإلا ما الذي يمنعها أن يصل عضو للهيئة وفقا للائحة على فرض أنه يتم العمل بهذه اللائحة..
سرية الشؤون المالية والحسابات على أعضاء مجلس يفترض أن يكون شفاف أمام الشعب يدل على الحرص على مدارات ما هو مهول من الفضائح المالية والفساد الكبير..
(8)
هيئة رئاسة مجلس نواب صنعاء
هي الوجه القبيح والدميم
لهذا العهد الأكثر دمامة وقباحة
(9)
لأعضاء مجلس نواب صنعاء
"كما تكونوا يولى عليكم"
أنكم تستحقون من التعرّية أكثر مما تستحقه هيئة الرئاسة
إنني بحق لا أطيقكم إلا مرغما
(10)
لأعضاء مجلس النواب
تشتوا الصدق
أنتم أيضا جزء من هذه الكارثة التي حلّت على هذه البلد
بعض القدر الثقيل الواقع على هذا الشعب
(11)
كنت أعتقد أن أعضاء مجلس النواب الذي أضافهم الحوثيين للمجلس مشحوطين
طلعوا مبطوحين أكثر من جميع الذي سبقوهم..
في اليمن لا يأتي عهد إلا بأسوأ من سابقه
خيرة الله
(12)
لا تقول لي معلوماتي خطأ
طالما أنت تحتكر المعلومة لتخفي فسادك..
قل لي أنت المعلومات الصحيحة طالما أنت المعني بإعلانها
قل لي إن كان هناك أشخاص وجهات تشاركك فسادك..
(13)
ماذا صنع مجلس النواب من أجل رواتب الموظفين..؟!!
وماذا صنع المجلس حيال الحكومة التي ألتزمت أمام المجلس في الربع الأول من العام 2016 أنها ستلتزم وتبذل قصار جهدها من أجل صرف رواتب الموظفين..
اليوم نحن في عام 2020
أينما تولي وجهك لا تجد إلا لصوص ونهابين مبهررين..
(14)
العالم يتعرى
الرأسمالية المتوحشة تتعرى..
النخب والأيديولوجيات تتعرى
المنظمات والحكام وأنظمة الحكم يتعرون
التحالف يتعرى
سلطات الأمر الواقع وسلطات المليشيات وأمراء الحرب والخونه والعملاء.. الجميع يتعرون
ويبقى السؤال:
ماذا بعد؟!
(15)
دوما نتعلم بكلفة باهضة
لا بأس أن نسأل:
كم نحتاج من الكلفة لنطلق سراح المعتقلين؟!
هل ننتظر كورونا لنطلقهم بعد أن يكون قد حصد نصفهم؟
(16)
كوادر كثيرة لا نسمع بمرضهم
ولكننا نسمع فقط بموتهم!!
(17)
صنعاء
يفترسها الموت بصمت
(18)
هذا كورونا
أم تتار؟!
(1)
أربعة أعضاء مجلس النواب
يموتون خلال أسبوع
وهيئة رئاسة المجلس مشغولة بالاستيلاء على مستحقات الأعضاء أحياء وأموت
(2)
هيئة رئاسة مجلس نواب صنعاء تستلم أكثر من مليون ريال شهريا باسم كل عضو من أعضاء المجلس
وتستلم ميزانية مجلس النواب كاملة أو قل ميزانية مائة عضو كما يذهب إليه البعض فيما الذي يحضروا المجلس أقل من خمسين عضو
أين يذهب جلّها؟!!
(3)
ماذا تعرف عن علاقة هيئة رئاسة مجلس النواب بالأدارة المالية والإدارية في المجلس؟!!
المجلس لا يعرف شيء عن تلك العلاقة!!
إنها علاقة تستحق البحث.. وأكثر منه
(4)
لماذا هيئة رئاسة مجلس نواب صنعاء لا تريد أن تقدم تقارير حساباتها الختامية للمجلس؟!!
(5)
ندفع من رواتبنا ثلاثين ألف ريال
لكل عضو مجلس يموت
فيما هيئة رئاسة مجلس نواب صنعاء لا تريد أن تقول لنا أين تذهب المليارات التي تستلمها؟!
(6)
هذه المبالغ المعتمدة لكل عضو مجلس نواب والمرفوعة الي وزارة المالية ولكن لا يتقاضى منها عضو المجلس غير اقل من نصف مما هو معتمد في الموازنة..
أين تذهب المبالغ التي تخصم علي الأعضاء الذين في الخارج؟!
المعتمد ٣٠ مليون حق التواصل الدولي أين تذهب؟!
ميزانية برقم واحد أين تذهب؟!
الأعضاء يموتون وانتم تأكلون مستحقاتهم!!
طالبنا بتقديم تقارير الحسابات الختامية للمجلس واعتصمت أنا وزميلي خالد الصعدي قبل أشهر في المجلس نطالب بهذه التقارير، ولم يتم شيئا مما وعدتم به.. فاضطررنا لفعل ما نفعله الآن..
كيف تريدوا تقارير حسابات ختامية من الغير، وأنتم لم تقدموا شيء مما يفترض أن تقدموه قبل أن تطالبون الغير بتقديم حساباتهم الختامية..
"كيف يقوم الظل والعود أعوجُ"؟!!
إنكم بعض من هذا الخراب الجاري في البلد..
سننشر ما لم تتوقعوه..
(7)
هيئة رئاسة مجلس نواب صنعاء
باتت وكأنها وكر لا هيئة إدارة مجلس تشريعي ورقابي
عام وهيئة الرئاسة تمانع من اختيار عضو رابع
لا تريد أي اختراق، وكأنها عصابة لا هيئة..
وإلا ما الذي يمنعها أن يصل عضو للهيئة وفقا للائحة على فرض أنه يتم العمل بهذه اللائحة..
سرية الشؤون المالية والحسابات على أعضاء مجلس يفترض أن يكون شفاف أمام الشعب يدل على الحرص على مدارات ما هو مهول من الفضائح المالية والفساد الكبير..
(8)
هيئة رئاسة مجلس نواب صنعاء
هي الوجه القبيح والدميم
لهذا العهد الأكثر دمامة وقباحة
(9)
لأعضاء مجلس نواب صنعاء
"كما تكونوا يولى عليكم"
أنكم تستحقون من التعرّية أكثر مما تستحقه هيئة الرئاسة
إنني بحق لا أطيقكم إلا مرغما
(10)
لأعضاء مجلس النواب
تشتوا الصدق
أنتم أيضا جزء من هذه الكارثة التي حلّت على هذه البلد
بعض القدر الثقيل الواقع على هذا الشعب
(11)
كنت أعتقد أن أعضاء مجلس النواب الذي أضافهم الحوثيين للمجلس مشحوطين
طلعوا مبطوحين أكثر من جميع الذي سبقوهم..
في اليمن لا يأتي عهد إلا بأسوأ من سابقه
خيرة الله
(12)
لا تقول لي معلوماتي خطأ
طالما أنت تحتكر المعلومة لتخفي فسادك..
قل لي أنت المعلومات الصحيحة طالما أنت المعني بإعلانها
قل لي إن كان هناك أشخاص وجهات تشاركك فسادك..
(13)
ماذا صنع مجلس النواب من أجل رواتب الموظفين..؟!!
وماذا صنع المجلس حيال الحكومة التي ألتزمت أمام المجلس في الربع الأول من العام 2016 أنها ستلتزم وتبذل قصار جهدها من أجل صرف رواتب الموظفين..
اليوم نحن في عام 2020
أينما تولي وجهك لا تجد إلا لصوص ونهابين مبهررين..
(14)
العالم يتعرى
الرأسمالية المتوحشة تتعرى..
النخب والأيديولوجيات تتعرى
المنظمات والحكام وأنظمة الحكم يتعرون
التحالف يتعرى
سلطات الأمر الواقع وسلطات المليشيات وأمراء الحرب والخونه والعملاء.. الجميع يتعرون
ويبقى السؤال:
ماذا بعد؟!
(15)
دوما نتعلم بكلفة باهضة
لا بأس أن نسأل:
كم نحتاج من الكلفة لنطلق سراح المعتقلين؟!
هل ننتظر كورونا لنطلقهم بعد أن يكون قد حصد نصفهم؟
(16)
كوادر كثيرة لا نسمع بمرضهم
ولكننا نسمع فقط بموتهم!!
(17)
صنعاء
يفترسها الموت بصمت
(18)
هذا كورونا
أم تتار؟!
قصتي مع القات..
(3)
في سوق قات الشيخ عبد الله
أحمد سيف حاشد
تواصلت بـ”محمد المطري”، و أبلغته أنه معزوم عندي غداء و قات يوم الخميس .. حاول أن يعتذر، و لكني حلفت عليه اليمين بـ”الحرام و الطلاق”، كما فعلها هو معي في المرة السابقة عندما أشترى لي القات و أرغمني على مضغه .. هكذا يفعلوا في صنعاء عندما يريدوا قطع سماع الأعذار، بل و رفض سماعها من الأساس .. إغلاق محكم في وجه سماع أي شيء .. لا خيار لك إلا الإذعان و الموافقة .. تجد نفسك مرغما على الاستجابة للطلب دون أن تتهرب أو تناقش .. إنها الصيغة المدنية التي تشبه المقولة العسكرية “نفذ ثم ناقش” .. قياس مع الفارق، حيث يُقصد بها هنا إكرامك، و توفير خجلك، و تطلق على سبيل المحبة و التقدير و الكرم .. كنت مع المطري حاسما منذ البداية .. لم أترك له فسحة تململ، أو محاولة اختراع عذر يمر؛ فوافق، و سرتني موافقته..
قبل ظهر الخميس خرجت بغرض شراء القات .. و لكن خبرتي في شراء القات منعدمة تماما، بل هي صفر أكبر من حجم جرّة الفول .. كنت أعلم أن جهالتي في شراء القات هي أضعاف جهالتي في تعاطيه .. بدى لي الأمر أمام نفسي إنني ارتكبت حماقة، و أن حماقتي باتت جهلا على جهل..
زميلي و جاري الحميم منصر الواحدي الذي اعتمد عليه في غربة صنعاء لا يخزن القات، و لم يذقه في حياته .. خرجت من البيت كالهائم على وجهه .. لكن خطرت لي فكرة سمعتها من قبل، يبدو أنها ألقيت على سبيل التبجح من أحدهم، دون أن أعلم إنها كذلك .. “قات المشايخ” .. “سوق الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر” في الحصبة .. بديت و أنا أستذكرها كمكتشف، و بذاكرة لا تخذل صاحبها عند اللزوم .. اطلقتها وقلتها: “وجدتها .. وجدتها” .. أحسست لحظتها أنني مدعوما بقرين محب، لا يتركني فريسة جهلي عند الشدّة و الضيق..
دخلت سوق قات الشيخ عبد الله .. وجدت “المقاوته” يحتفون بي كطاؤوس أو هذا ما أحسسته منهم .. كل واحد منهم يدعيني و يناشدني أن أشتري منه .. كل ينادي من اتجاهه .. عروضهم تعترض وجهتي .. أحسست أنني جلبت إلى صخب السوق جلبة إضافية .. أحسست وكأن “المقاوتة” يعرفونني من زمن بعيد، بعد انقطاع عنهم دام طويلا، بل وجدت أحدهم يدعيني باسم محمد .. انتابني شعور أن لا أكسر خاطر أي بائع قات، طالما كلهم يرحبون بي، و يتوددوا و يتنافسوا من أجلي .. أحسست بحرارة حفاوتهم و ترحابهم أكثر من ترحاب حكام صنعاء بحكام الجنوب في الأيام الأولى من الوحدة..
رأيت أن من العدالة أن أعود إلى أول عارض للقات في مدخل السوق .. قلت لنفسي لا يجوز أن أتخطيه، و أكسر بخاطره، و قد سمعته يحلف الأيمان الغلاظ، و يثنيها بالحرام و الطلاق أن قاته “غيلي”، و أنه أحسن قات في السوق كله .. أنا لا أعرف “الغيلي” و لا السوطي و لا غيره، أنا أستصعب تمييز القات عن بعضه، بل و ربما تلتبس لدي أوراق القات عما يشابهها من أوراق الشجر التي تشابهه .. و لكن كان لأيمان البائع لدي مهابة، و “حرام يمين طلاق” أرغمتني على العودة إلى هذا البائع تحديدا .. أعطتني مزيد من الثقة أن هذا البائع لا يكذب، و أن قاته أحسن قات في السوق..
لمحت القات، و بدى لي من منظره الخارجي لامعا و لافت للنظر .. اكتفيت بتلك اللمحة، و لم أفتح صرة القات أو أفتشها، مكتفيا بالثقة المعززة بإيمانه الغليظة التي أطلقها .. أحدث نفسي: من غير الممكن أن يطلّق الرجل زوجته من أجل أن أشتري منه القات .. لا شك أن البائع صادق .. ثم سألت البائع عن سعره، فأجابني؛ و لكنني شعرت أن السعر غالي، غير أن وصفه للقات، و تكريس الأيمان المؤكدة لقوله، بل و خوضه في التفاصيل، من أن أشترى القات بقيمة كذا، و أن ربحه كذا؛ جعلتني أصدّقه، بل جلب تعاطفي معه، معلنا انحيازي إليه ضد نفسي .. تعب البائع يستحق أكثر مما قال، و دفعت له أكثر مما طلب، حيث تغاضيت عن أخذ الباقي إكراما لتعبه الذي كسب تعاطفي..
عدت من “المقوات” إلى البيت غبطا و مُنتشي .. بديت أمام نفسي أشبه بفارس كسب المعركة .. بدى القات و أنا متأبطه و مجفلا إلى البيت، أشبه بالجنرال الذي عاد من المعركة منتصرا يحمل إكليل الغار..
ضيفي المطري خبير في القات، و هو يستحق الغالي، و لن يكون في الغالي إلا ما يستحق .. يجب أن لا أكون أقل كرما منه .. إنه إكراما لكريم كان كرمه أسبق..
و في طريق عودتي اشتريت سمك و فاكهة .. استعجلت الغداء، و الاتصال بالمطري بسرعة الحضور .. و بعد ساعة حضر الضيف .. يا مرحبا بالضيف على العين و الرأس .. قدمنا الغداء رز و سمك و كان المسك فاكهة .. ظننت إن الغداء كان كافيا، و أن واجبي فيما يخص الغداء قد أنتهى لا سيما أنه فاض عن حاجتنا .. لم أكن أعلم إن “السلتة” أو “الفحسة” أو على الأقل “العصيد”، ضرورية ليطيب الضيف و مقيله و قاته .. اعتقدت بهذا الغداء العدني أني قد قمت بما هو واجب، فيما ضيفي بمجرد تقديم الفاكهة، بدا في حال لم استوعبه للتو..
بدأت أفرش القات لأعطيه قسمه، و لكن بمجرد أن لمح القات من بعد أمتار، نهض من مجلسه كزرافة، و هو
(3)
في سوق قات الشيخ عبد الله
أحمد سيف حاشد
تواصلت بـ”محمد المطري”، و أبلغته أنه معزوم عندي غداء و قات يوم الخميس .. حاول أن يعتذر، و لكني حلفت عليه اليمين بـ”الحرام و الطلاق”، كما فعلها هو معي في المرة السابقة عندما أشترى لي القات و أرغمني على مضغه .. هكذا يفعلوا في صنعاء عندما يريدوا قطع سماع الأعذار، بل و رفض سماعها من الأساس .. إغلاق محكم في وجه سماع أي شيء .. لا خيار لك إلا الإذعان و الموافقة .. تجد نفسك مرغما على الاستجابة للطلب دون أن تتهرب أو تناقش .. إنها الصيغة المدنية التي تشبه المقولة العسكرية “نفذ ثم ناقش” .. قياس مع الفارق، حيث يُقصد بها هنا إكرامك، و توفير خجلك، و تطلق على سبيل المحبة و التقدير و الكرم .. كنت مع المطري حاسما منذ البداية .. لم أترك له فسحة تململ، أو محاولة اختراع عذر يمر؛ فوافق، و سرتني موافقته..
قبل ظهر الخميس خرجت بغرض شراء القات .. و لكن خبرتي في شراء القات منعدمة تماما، بل هي صفر أكبر من حجم جرّة الفول .. كنت أعلم أن جهالتي في شراء القات هي أضعاف جهالتي في تعاطيه .. بدى لي الأمر أمام نفسي إنني ارتكبت حماقة، و أن حماقتي باتت جهلا على جهل..
زميلي و جاري الحميم منصر الواحدي الذي اعتمد عليه في غربة صنعاء لا يخزن القات، و لم يذقه في حياته .. خرجت من البيت كالهائم على وجهه .. لكن خطرت لي فكرة سمعتها من قبل، يبدو أنها ألقيت على سبيل التبجح من أحدهم، دون أن أعلم إنها كذلك .. “قات المشايخ” .. “سوق الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر” في الحصبة .. بديت و أنا أستذكرها كمكتشف، و بذاكرة لا تخذل صاحبها عند اللزوم .. اطلقتها وقلتها: “وجدتها .. وجدتها” .. أحسست لحظتها أنني مدعوما بقرين محب، لا يتركني فريسة جهلي عند الشدّة و الضيق..
دخلت سوق قات الشيخ عبد الله .. وجدت “المقاوته” يحتفون بي كطاؤوس أو هذا ما أحسسته منهم .. كل واحد منهم يدعيني و يناشدني أن أشتري منه .. كل ينادي من اتجاهه .. عروضهم تعترض وجهتي .. أحسست أنني جلبت إلى صخب السوق جلبة إضافية .. أحسست وكأن “المقاوتة” يعرفونني من زمن بعيد، بعد انقطاع عنهم دام طويلا، بل وجدت أحدهم يدعيني باسم محمد .. انتابني شعور أن لا أكسر خاطر أي بائع قات، طالما كلهم يرحبون بي، و يتوددوا و يتنافسوا من أجلي .. أحسست بحرارة حفاوتهم و ترحابهم أكثر من ترحاب حكام صنعاء بحكام الجنوب في الأيام الأولى من الوحدة..
رأيت أن من العدالة أن أعود إلى أول عارض للقات في مدخل السوق .. قلت لنفسي لا يجوز أن أتخطيه، و أكسر بخاطره، و قد سمعته يحلف الأيمان الغلاظ، و يثنيها بالحرام و الطلاق أن قاته “غيلي”، و أنه أحسن قات في السوق كله .. أنا لا أعرف “الغيلي” و لا السوطي و لا غيره، أنا أستصعب تمييز القات عن بعضه، بل و ربما تلتبس لدي أوراق القات عما يشابهها من أوراق الشجر التي تشابهه .. و لكن كان لأيمان البائع لدي مهابة، و “حرام يمين طلاق” أرغمتني على العودة إلى هذا البائع تحديدا .. أعطتني مزيد من الثقة أن هذا البائع لا يكذب، و أن قاته أحسن قات في السوق..
لمحت القات، و بدى لي من منظره الخارجي لامعا و لافت للنظر .. اكتفيت بتلك اللمحة، و لم أفتح صرة القات أو أفتشها، مكتفيا بالثقة المعززة بإيمانه الغليظة التي أطلقها .. أحدث نفسي: من غير الممكن أن يطلّق الرجل زوجته من أجل أن أشتري منه القات .. لا شك أن البائع صادق .. ثم سألت البائع عن سعره، فأجابني؛ و لكنني شعرت أن السعر غالي، غير أن وصفه للقات، و تكريس الأيمان المؤكدة لقوله، بل و خوضه في التفاصيل، من أن أشترى القات بقيمة كذا، و أن ربحه كذا؛ جعلتني أصدّقه، بل جلب تعاطفي معه، معلنا انحيازي إليه ضد نفسي .. تعب البائع يستحق أكثر مما قال، و دفعت له أكثر مما طلب، حيث تغاضيت عن أخذ الباقي إكراما لتعبه الذي كسب تعاطفي..
عدت من “المقوات” إلى البيت غبطا و مُنتشي .. بديت أمام نفسي أشبه بفارس كسب المعركة .. بدى القات و أنا متأبطه و مجفلا إلى البيت، أشبه بالجنرال الذي عاد من المعركة منتصرا يحمل إكليل الغار..
ضيفي المطري خبير في القات، و هو يستحق الغالي، و لن يكون في الغالي إلا ما يستحق .. يجب أن لا أكون أقل كرما منه .. إنه إكراما لكريم كان كرمه أسبق..
و في طريق عودتي اشتريت سمك و فاكهة .. استعجلت الغداء، و الاتصال بالمطري بسرعة الحضور .. و بعد ساعة حضر الضيف .. يا مرحبا بالضيف على العين و الرأس .. قدمنا الغداء رز و سمك و كان المسك فاكهة .. ظننت إن الغداء كان كافيا، و أن واجبي فيما يخص الغداء قد أنتهى لا سيما أنه فاض عن حاجتنا .. لم أكن أعلم إن “السلتة” أو “الفحسة” أو على الأقل “العصيد”، ضرورية ليطيب الضيف و مقيله و قاته .. اعتقدت بهذا الغداء العدني أني قد قمت بما هو واجب، فيما ضيفي بمجرد تقديم الفاكهة، بدا في حال لم استوعبه للتو..
بدأت أفرش القات لأعطيه قسمه، و لكن بمجرد أن لمح القات من بعد أمتار، نهض من مجلسه كزرافة، و هو
قصتي مع القات
(4)
أنا والمجنون
زميلي العزيز صالح عبدالله، والمشهور باسم "الشرعية"، من محافظة أبين، وكان يومها رئيسا للنيابة العسكرية في المنطقة الشرقية، والتي يشمل نطاق اختصاصها محافظتي حضرموت و"المهره"، فاجأني بزيارته المباغتة لي، وذلك بغرض المقيل معي.. لم أكن قد أعتدت تعاطي القات بعد، بل لا زالت في تلك المرحلة أعيش قرفي منه، ولا أتعاطاه إلا مضطرا، وزميلي هذا قادم من بعيد، واللقاء معه ذو شجون، ورأيت أن ما يحمله من أخبار المحافظات البعيدة يستحق المقيل.. كما أن فترة غيابه عنّي والتي أمتدت لشهور، وهو عز الصديق، تستحق مني كثير من الاهتمام والحفاوة، فضلا عن تعاطي القات.. أحسست بسعادة أن ألتقي به بعد غياب، وأمضغ معه وريقات القات، ولم أشأ أن أتقاسم معه قاته أو فائضه.. هرعت إلى السوق القريب لشراء القات..
كنت يومها أقيم في منزل واقع بين نهاية شارع "مزدا" وسور الهيئة العامة للمياه، المجاورة لسلاح الصيانة في "الحصبة".. كانت الساعة قد تجاوزت الرابعة بعد العصر.. هرعت مسرعا إلى رأس شارع "مازدا" لأشتري القات، غير أن القات كان قد نفذ، والبائعون قد غادروا المكان.. ولكنني شاهدت رجل قاعد في زاوية من الرصيف في "الجولة التي يباع فيها القات.. خلته من بائعي القات.. قلت لنفسي إن القدر لا يريد أن يخذلني مع ضيفي، أو يعيدني من السوق خالي الوفاض..
شاهدت أمام الرجل كيس نايلون محشوا بأوراق القات.. ولظني أنه أحد بائعي القات اتجهت نحوه، وقد أحسست أنني لن أعود من السوق بخيبتي مكسورا، بل شعرت أن لي في الحظ بقية..
قعدت أمامه وقلت له: بكم هذا القات يا حاج؟!
فأجاب: بسبعين ريال..
لم أفكر بمساومته.. السعر استثنائي بكل المقاييس.. والقات في تلك الساعة المتأخرة لا يوجد عند رجل آخر غيره.. شعرت إن الرجل أنقذني من إحراج صديقي، وجنبني مقاسمة قات ضيفي، وأخرجني من ورطة العودة بخفي حنين.. أحسست بالامتنان للرجل.. أعطيته مائة ريال.. واستدركت بالقول له: الباقي على شأنك، وكان قد دسّها في جيبه، دون أن يهتم بإعادة أي شيء..
أجفلت راضيا عن البائع.. لم أكن أعلم أنه مجنونا، وأن كيس القات الذي أمامه، إنما هو نفايات وتوالف قات لا يُشترى ولا يُمضغ، وغير صالح للاستخدام الآدمي، بل وربما تعافه أيضا الغنم وتأبى أن تأكله.. أوراق قات متهالكة وتالفة، وبعضها قاسي ويُستصعب مضغه.. أوراق قات لفلفها الرجل من أمكنة بيع القات وزوايا وحواف الرصيف.. بعض الأوراق ربما مرت عليه الأقدام والأحذية.. حشاها في الكيس، وتعاطى منه، وجلب له الحظ زبون طيب، ليشتري منه ويمتن له..
بدأنا المقيل أنا وزميلي.. لأول وهلة لفت كبر كيس القات نظر زميلي، ولكنه أحجم عن الفضول والسؤال تأدبا وتحاشيا لإحراجي.. بدأت بإخراج بعض أوراق القات من الكيس.. كانت أوراق مفلطحة وعريضة.. بعضها مهترئ، وبعضها قاس وسميك ومتسخ.. كنت أضع الورقة على فخضي، وأمسحها براحة يدي، ثم أعطفها أربعا أو خمسا، قبل أن أحشيها في فمي.. أول مرة أشعر إن ذلك القات يستقر في فمي وقت أطول قبل أن يغادر إلى بلعومي ومعدتي..
ذكرني مشهد ما أفعله، برجل في "طور الباحة" كان معه جمل، كان الرجل يقوم بتعطيف أورق اشجار الموز وأحيانا زرع ذو أوراق عريضة، حتى يصيرها بشكل عصبة صغيرة، ثم يحشيها في فم الجمل.. نعم، إنه تشبيه مع الفارق.. والفارق أنني كنت أعتمد على نفسي، فأنا من يعطف الورق وأحشيها في فمي، دون مساعدة أحد..
صديقي بدأ يلحظ أن ما أفعله غير طبيعي، وبدأ يشعر بحالة احتدام داخلي مع فضوله وإحراج اللحظة، فيما كنت أنا أتصرف على نحو بارد وغير مبال، ولا يبدو عليّ أي استغراب أو دهشة وكأني أمتحن أعصاب زميلي.. حاشا أن أفعل هذا، ولكن جرت الأمور على ذلك النحو دون علمي وإدراكي أن طريقتي وما أفعله كان مستفزا..
بدأت أعثر في كيس القات على ربلات ومرابط.. أغطية متهتكة لقناني مياة المعدنية ".. كنت ما أجده أرميه على الأرض دون مبالاة، واستأنفت مضغ القات، فيما كان صديقي يعاني ويغتلي في جواري، ولم يعد يستطع ان يتمالك أعصابه، أو يمنع فضوله من التدخل والسؤال.. كل شيء كان يحدث يثيره ويستفزه.. ما أخرجه من الكيس من توالف وبقايا أشياء كان يشد الانتباه والنظر دون أن أحاول مداراة ما أفعله، ابتداء من إخراج أوراق القات من الكيس، ورمي ما أصادفه من أشياء في كيس القات، وطريقتي في التعاطي مع كل ذلك، والتي لا تخلوا من براءة وتلقائية، وأكثر من ذلك هدوئي وعدم مبالاتي وطريقة تنظيفي لأوراق القات، وتعطيفها، قبل أن أحشيها في فمي..
بعد معاناة زميلي مما يحدث، لم يستطع حبس فضوله أكثر، وأفلت سؤاله عن لجامه بعد صبر ثقيل:
- بكم اشتريت القات؟!!
فأجبته: هو طلب سبعين ريال، وأنا أعطيته مائة ريال.. ما كان باقي قات في "المقوات" إلا عنده.. السعر والله "عرطه".. ما كان يطفح صديقي أنني أتحدث بتلقائية وبساطة، ودون تكلّف أو مراعاة لأصول المقيل ولضيفي الذي فاض به الكيل دون أن أعلم..
لم يتحمل صديقي مزيدا من الإطراء على بايع ا
(4)
أنا والمجنون
زميلي العزيز صالح عبدالله، والمشهور باسم "الشرعية"، من محافظة أبين، وكان يومها رئيسا للنيابة العسكرية في المنطقة الشرقية، والتي يشمل نطاق اختصاصها محافظتي حضرموت و"المهره"، فاجأني بزيارته المباغتة لي، وذلك بغرض المقيل معي.. لم أكن قد أعتدت تعاطي القات بعد، بل لا زالت في تلك المرحلة أعيش قرفي منه، ولا أتعاطاه إلا مضطرا، وزميلي هذا قادم من بعيد، واللقاء معه ذو شجون، ورأيت أن ما يحمله من أخبار المحافظات البعيدة يستحق المقيل.. كما أن فترة غيابه عنّي والتي أمتدت لشهور، وهو عز الصديق، تستحق مني كثير من الاهتمام والحفاوة، فضلا عن تعاطي القات.. أحسست بسعادة أن ألتقي به بعد غياب، وأمضغ معه وريقات القات، ولم أشأ أن أتقاسم معه قاته أو فائضه.. هرعت إلى السوق القريب لشراء القات..
كنت يومها أقيم في منزل واقع بين نهاية شارع "مزدا" وسور الهيئة العامة للمياه، المجاورة لسلاح الصيانة في "الحصبة".. كانت الساعة قد تجاوزت الرابعة بعد العصر.. هرعت مسرعا إلى رأس شارع "مازدا" لأشتري القات، غير أن القات كان قد نفذ، والبائعون قد غادروا المكان.. ولكنني شاهدت رجل قاعد في زاوية من الرصيف في "الجولة التي يباع فيها القات.. خلته من بائعي القات.. قلت لنفسي إن القدر لا يريد أن يخذلني مع ضيفي، أو يعيدني من السوق خالي الوفاض..
شاهدت أمام الرجل كيس نايلون محشوا بأوراق القات.. ولظني أنه أحد بائعي القات اتجهت نحوه، وقد أحسست أنني لن أعود من السوق بخيبتي مكسورا، بل شعرت أن لي في الحظ بقية..
قعدت أمامه وقلت له: بكم هذا القات يا حاج؟!
فأجاب: بسبعين ريال..
لم أفكر بمساومته.. السعر استثنائي بكل المقاييس.. والقات في تلك الساعة المتأخرة لا يوجد عند رجل آخر غيره.. شعرت إن الرجل أنقذني من إحراج صديقي، وجنبني مقاسمة قات ضيفي، وأخرجني من ورطة العودة بخفي حنين.. أحسست بالامتنان للرجل.. أعطيته مائة ريال.. واستدركت بالقول له: الباقي على شأنك، وكان قد دسّها في جيبه، دون أن يهتم بإعادة أي شيء..
أجفلت راضيا عن البائع.. لم أكن أعلم أنه مجنونا، وأن كيس القات الذي أمامه، إنما هو نفايات وتوالف قات لا يُشترى ولا يُمضغ، وغير صالح للاستخدام الآدمي، بل وربما تعافه أيضا الغنم وتأبى أن تأكله.. أوراق قات متهالكة وتالفة، وبعضها قاسي ويُستصعب مضغه.. أوراق قات لفلفها الرجل من أمكنة بيع القات وزوايا وحواف الرصيف.. بعض الأوراق ربما مرت عليه الأقدام والأحذية.. حشاها في الكيس، وتعاطى منه، وجلب له الحظ زبون طيب، ليشتري منه ويمتن له..
بدأنا المقيل أنا وزميلي.. لأول وهلة لفت كبر كيس القات نظر زميلي، ولكنه أحجم عن الفضول والسؤال تأدبا وتحاشيا لإحراجي.. بدأت بإخراج بعض أوراق القات من الكيس.. كانت أوراق مفلطحة وعريضة.. بعضها مهترئ، وبعضها قاس وسميك ومتسخ.. كنت أضع الورقة على فخضي، وأمسحها براحة يدي، ثم أعطفها أربعا أو خمسا، قبل أن أحشيها في فمي.. أول مرة أشعر إن ذلك القات يستقر في فمي وقت أطول قبل أن يغادر إلى بلعومي ومعدتي..
ذكرني مشهد ما أفعله، برجل في "طور الباحة" كان معه جمل، كان الرجل يقوم بتعطيف أورق اشجار الموز وأحيانا زرع ذو أوراق عريضة، حتى يصيرها بشكل عصبة صغيرة، ثم يحشيها في فم الجمل.. نعم، إنه تشبيه مع الفارق.. والفارق أنني كنت أعتمد على نفسي، فأنا من يعطف الورق وأحشيها في فمي، دون مساعدة أحد..
صديقي بدأ يلحظ أن ما أفعله غير طبيعي، وبدأ يشعر بحالة احتدام داخلي مع فضوله وإحراج اللحظة، فيما كنت أنا أتصرف على نحو بارد وغير مبال، ولا يبدو عليّ أي استغراب أو دهشة وكأني أمتحن أعصاب زميلي.. حاشا أن أفعل هذا، ولكن جرت الأمور على ذلك النحو دون علمي وإدراكي أن طريقتي وما أفعله كان مستفزا..
بدأت أعثر في كيس القات على ربلات ومرابط.. أغطية متهتكة لقناني مياة المعدنية ".. كنت ما أجده أرميه على الأرض دون مبالاة، واستأنفت مضغ القات، فيما كان صديقي يعاني ويغتلي في جواري، ولم يعد يستطع ان يتمالك أعصابه، أو يمنع فضوله من التدخل والسؤال.. كل شيء كان يحدث يثيره ويستفزه.. ما أخرجه من الكيس من توالف وبقايا أشياء كان يشد الانتباه والنظر دون أن أحاول مداراة ما أفعله، ابتداء من إخراج أوراق القات من الكيس، ورمي ما أصادفه من أشياء في كيس القات، وطريقتي في التعاطي مع كل ذلك، والتي لا تخلوا من براءة وتلقائية، وأكثر من ذلك هدوئي وعدم مبالاتي وطريقة تنظيفي لأوراق القات، وتعطيفها، قبل أن أحشيها في فمي..
بعد معاناة زميلي مما يحدث، لم يستطع حبس فضوله أكثر، وأفلت سؤاله عن لجامه بعد صبر ثقيل:
- بكم اشتريت القات؟!!
فأجبته: هو طلب سبعين ريال، وأنا أعطيته مائة ريال.. ما كان باقي قات في "المقوات" إلا عنده.. السعر والله "عرطه".. ما كان يطفح صديقي أنني أتحدث بتلقائية وبساطة، ودون تكلّف أو مراعاة لأصول المقيل ولضيفي الذي فاض به الكيل دون أن أعلم..
لم يتحمل صديقي مزيدا من الإطراء على بايع ا
لقات وسعره و"العرطة" التي ظفرت بها منه، لقد نفذ صبره وفاض تحمّله وصار كبح فضوله غير ممكن؛ فخطف من أمامي كيس القات، وأخذ يفتش في داخله بيده وأصابعه.. ويخرج أشياء ومخلفات وقراطيس وأغطية، وفي كل مرة يخرج شيئا من الكيس كان يردد : الله الله.. الله الله ويرمي به، ثم رمى بالكيس بما فيه إلى باب غرفة مقيلنا، وهو يقول: كل شيء موجود في الكيس.. ما عاد شيء إلا الحنشان.. ثم قسم قاته، وحلف يمين أن لا أخزن إلا من قاته.. فبريت بيمينه وتجنبت سجاله، غير أن ذلك لم يمنع من قهقهتي بين حين وآخر بعد أن بدأت أدرك سوء ما فعلت..
بعد يومين مررت أنا وصديقي في رصيف الشارع الذي يباع فيه القات، وشاهدت الرجل الذي باع لي القات، شهقت ثم قلت: هذا الذي باع لي القات.. هذا الذي باع لي القات!!
فرد صديقي: هذا مجنون!! ما تشوف القراطيس الذي فوق رأسه!! كان رأسه معصوبا بقراطيس نايلون ملونة ومرابط أخرى..
فقلت لصديقي: يا أخي أنا أصلا ما كنت مركّز على رأس الرجال.. أنا كنت مركّز على القات..
فانطلقت قهقهتنا رغم إرادتنا كصوات رشاش، استرعت انتباه المارة.. ألتفت البعض إلى مصدر الصوت مستغربا ، ومنهم من توقف لبرهة..
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
يتبع..
بعض من تفاصيل حياتي..
بعد يومين مررت أنا وصديقي في رصيف الشارع الذي يباع فيه القات، وشاهدت الرجل الذي باع لي القات، شهقت ثم قلت: هذا الذي باع لي القات.. هذا الذي باع لي القات!!
فرد صديقي: هذا مجنون!! ما تشوف القراطيس الذي فوق رأسه!! كان رأسه معصوبا بقراطيس نايلون ملونة ومرابط أخرى..
فقلت لصديقي: يا أخي أنا أصلا ما كنت مركّز على رأس الرجال.. أنا كنت مركّز على القات..
فانطلقت قهقهتنا رغم إرادتنا كصوات رشاش، استرعت انتباه المارة.. ألتفت البعض إلى مصدر الصوت مستغربا ، ومنهم من توقف لبرهة..
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
يتبع..
بعض من تفاصيل حياتي..
#الحملة المليونيه لصرف رواتب الموظفين في اليمن في ظل انتشار وباء كورونا #
#الراتب حق شرعي و دستوري وقانوني لجميع موظفي الدولة .
#اصرفوا_رواتب_كافة_موظفي_اليمن
#لا_للاستثناءات
#الراتب_حق_وطني
#الراتب حق شرعي و دستوري وقانوني لجميع موظفي الدولة .
#اصرفوا_رواتب_كافة_موظفي_اليمن
#لا_للاستثناءات
#الراتب_حق_وطني
عبدالرحمن الشوافي:
50 مليون دولار، هذه ليست ميزانية بناء مستشفى بل إجمالي رواتب 8 موظفين يعملون في أحد منظمات الأمم المتحدة العاملة في اليمن خلال العام الماضي، 8 موظفين فقط!
تخيلوا معي مثلاً ماهي وظيفة هؤلاء الموظفيين الأممين، بحسب وثائق رسمية وشهادات موظفين إقتصر دور 2 من الموظفين الذين يستلمون رواتب كبيرة على رعاية "كلب خاص" لرئيس مكتب منظمة الصحة العالمية في اليمن "زغاريا"!
لذلك لا تقولوا مؤتمر المانحين لدعم اليمن، وقولوا مؤتمر المانحين لدعم رعاية كلاب موظفي الأمم المتحدة في اليمن، أما الفقراء والمحتاجين فيموتون جوعاً وعطشاً، ومرضاً، مع كل دقيقة تمر!
50 مليون دولار، هذه ليست ميزانية بناء مستشفى بل إجمالي رواتب 8 موظفين يعملون في أحد منظمات الأمم المتحدة العاملة في اليمن خلال العام الماضي، 8 موظفين فقط!
تخيلوا معي مثلاً ماهي وظيفة هؤلاء الموظفيين الأممين، بحسب وثائق رسمية وشهادات موظفين إقتصر دور 2 من الموظفين الذين يستلمون رواتب كبيرة على رعاية "كلب خاص" لرئيس مكتب منظمة الصحة العالمية في اليمن "زغاريا"!
لذلك لا تقولوا مؤتمر المانحين لدعم اليمن، وقولوا مؤتمر المانحين لدعم رعاية كلاب موظفي الأمم المتحدة في اليمن، أما الفقراء والمحتاجين فيموتون جوعاً وعطشاً، ومرضاً، مع كل دقيقة تمر!
اصداء من الوتس:
حاشد احمد سيف: يكتب مذكراته وقصصه في هذا التزمين وينشرها في هذا الوقت المر ، وبلغةسهلة وبليغة وجريئة تتداخل في حناياها فصول من سيرة أنسان عاش الحياة - كما عاشها الملايين من اليمنيين- بقسوتها ومرارتها..إلا إنه بخصوصيته الكفاحية واصراره العنيد استطاع كسر كل الأغلال ولايزال كذلك..عرفته في ساحات الثورة -صلب عنيد بكارزامية عالية- وشقاوةولد شقي..وأصل الكتابة يارجل.. مذكراتك في هذا الزمن وقود يحرك أعظم القطارات...التحية والسلام عليك.
حاشد احمد سيف: يكتب مذكراته وقصصه في هذا التزمين وينشرها في هذا الوقت المر ، وبلغةسهلة وبليغة وجريئة تتداخل في حناياها فصول من سيرة أنسان عاش الحياة - كما عاشها الملايين من اليمنيين- بقسوتها ومرارتها..إلا إنه بخصوصيته الكفاحية واصراره العنيد استطاع كسر كل الأغلال ولايزال كذلك..عرفته في ساحات الثورة -صلب عنيد بكارزامية عالية- وشقاوةولد شقي..وأصل الكتابة يارجل.. مذكراتك في هذا الزمن وقود يحرك أعظم القطارات...التحية والسلام عليك.
كل القضايا التي تأتي على حساب اليمن واستقلاله ومستقبله تطرح على طاولة التفاوض..
إلا دفع مرتبات الموظفين لا يتم طرحها والتباحث بشأنها..
وإن تم طرح طرف منها لا يتم التنفيذ
لا يوجد طرف في الصراع والحرب ورعاتها يتبني أو يطرح على طاولة الحوار والتفاوض قضية مرتبات مليون ونصف موظف يمني..
بل وكل طرف في الواقع ينتقم من موظفي الدولة بطريقته..
ويستولي على حقوق ما وقع تحت سلطته بجرأة..
،،،،،،،،،،،،،،،،،،
#الحملة المليونيه لصرف رواتب الموظفين في اليمن في ظل انتشار وباء كورونا #
#الراتب حق شرعي و دستوري وقانوني لجميع موظفي الدولة .
#اصرفوا_رواتب_كافة_موظفي_اليمن
#لا_للاستثناءات
#الراتب_حق_وطني
إلا دفع مرتبات الموظفين لا يتم طرحها والتباحث بشأنها..
وإن تم طرح طرف منها لا يتم التنفيذ
لا يوجد طرف في الصراع والحرب ورعاتها يتبني أو يطرح على طاولة الحوار والتفاوض قضية مرتبات مليون ونصف موظف يمني..
بل وكل طرف في الواقع ينتقم من موظفي الدولة بطريقته..
ويستولي على حقوق ما وقع تحت سلطته بجرأة..
،،،،،،،،،،،،،،،،،،
#الحملة المليونيه لصرف رواتب الموظفين في اليمن في ظل انتشار وباء كورونا #
#الراتب حق شرعي و دستوري وقانوني لجميع موظفي الدولة .
#اصرفوا_رواتب_كافة_موظفي_اليمن
#لا_للاستثناءات
#الراتب_حق_وطني
لم يعد بمقدورنا التنازل عن مطالبتنا الاوقاف بتوفير مقابر لنا
محمد اللوزي:
لقد تنازلنا عن مرتباتنا وظائفنا وارتفاع فاحش للاسعار، احتكار الادوية، والسوق السوداء.
تنازلنا عن مستقبل اجيالنا، وتنازلنا عن الاحتجاج والرفض للحرب، وعن تردي الخدمات، كهرباء، مياه، غاز، بترول، وكل المحروقات، واصلاح طرقات .
تنازلنا عن استحقاقنا كبشر في توفير ادنى ظروف لمعيشة الإنسان.
تنازلنا عن مطالبتكم بواجب توفير الرعاية الصحية لأوبئة كثيرة اجتاحتنا.
تنازلنا عن الفساد وهو رأي العين ولايحتاج الى بذل جهد لاكتشافه .
فقط لم يعد بمقدورنا التنازل عن مطالبتنا الاوقاف بتوفير مقابرلنا ولديها أراض كثيرة ولاعذر لها في هذا وتخفيض سعر القبر .
عما تريدوننا ان نتنازل أكثر حتى تقبلوا بمطلبنا الأخير.
اللهم اكفنا شرهم وعافنا واعف عنا. فقد بلغت القلوب الحناجر وضاقت إلا من رحمتك التي وسعت كل شيء فارحمنا ونحن لاشيء
محمد اللوزي:
لقد تنازلنا عن مرتباتنا وظائفنا وارتفاع فاحش للاسعار، احتكار الادوية، والسوق السوداء.
تنازلنا عن مستقبل اجيالنا، وتنازلنا عن الاحتجاج والرفض للحرب، وعن تردي الخدمات، كهرباء، مياه، غاز، بترول، وكل المحروقات، واصلاح طرقات .
تنازلنا عن استحقاقنا كبشر في توفير ادنى ظروف لمعيشة الإنسان.
تنازلنا عن مطالبتكم بواجب توفير الرعاية الصحية لأوبئة كثيرة اجتاحتنا.
تنازلنا عن الفساد وهو رأي العين ولايحتاج الى بذل جهد لاكتشافه .
فقط لم يعد بمقدورنا التنازل عن مطالبتنا الاوقاف بتوفير مقابرلنا ولديها أراض كثيرة ولاعذر لها في هذا وتخفيض سعر القبر .
عما تريدوننا ان نتنازل أكثر حتى تقبلوا بمطلبنا الأخير.
اللهم اكفنا شرهم وعافنا واعف عنا. فقد بلغت القلوب الحناجر وضاقت إلا من رحمتك التي وسعت كل شيء فارحمنا ونحن لاشيء
قصتي مع القات
(5)
ماذا كان يقول عني في نفسه؟!
لدي مشكلة لا زالت تتكرر معي، وهي أنني أترك قاتي، وأخزّن من قات الذي يخّزن بجانبي!! مشكلة لم أستطع أن أضع لها حداً إلى اليوم.. مشكلة تترك بعض الأسئلة عالقة في ذهني طويلا، وأنا أتخيل الوقائع.. لا أستطيع سبر ما يعتمل في تفكير الآخر الذي أعتبره هنا في مقام "الضحية"، وهو يشاهد ما أقترف بحقه من "اعتداء"، في لحظة خروجي عن الوعي في أمر ما كان ينبغي أن أجهله، و ولوجي فيما يشبه الغياب الذهني حيال ذلك الأمر..
مرّات غير قليلة هي تلك التي وجدت نفسي أخزّن بقات الشخص الذي بجانبي.. ربما يرجع ذلك إلى الزحام أو انهماك في الحديث، أو انشغال بالحاضرين في المقيل، أو نحو ذلك من الظروف التي تحيط بي وتجعلني فريسة ما يشبه اللاوعي..
إنه ضرب من شرود أحيانا يطول، وربما يستمر إلى نهاية المقيل.. اكتشفت كثيرا أن برمجتي العصبية هي من تخزّن لا أنا.. غير أن السؤال الذي تشغفني الإجابة عليه: يا تُرى ماذا كان يدور في خلد من يراني تاركا قاتي، وأخزن من قاته، وهو صامت، ومتمالك أعصابه طول فترة المقيل، ويعف عن تنبيهي، بل وأحيانا يحدث أن أوزع من قاته على زملاء يأتون دون قات، أو أضيف إلى من ينتهي عليهم القات قبل نهاية المقيل.. ويُعظم وقع الأمر عندما يكون بيني وبين من أفعل به هذا، بعض أوجه الرسمية و"الإتكيت"، فضلا عن الاحترام والتقدير المتبادل..
كنت معزوم بمناسبة عرس في صالة أعراس في منطقة تقع قرب الجامعة الجديدة في صنعاء، وبعد مباركتي للعريس، عدت أبحث عن مكان في القاعة للجلوس والمقيل.. كانت القاعة مكتظة.. وجدت في القاعة محمد علي سعيد مدير دائرة الأشغال العسكرية "سابقا"، والأخ محمد عبد الغني القباطي، اللذان رحبا بي وأفردا لي مكانا إلى جانبهما..
وضعت قاتي "القطل" الذي كان في علاقي إلى جانبي، وفيما أنا أتوضع في المكان، كنت قد حسرته إلى تحتي في الجهة اليمنى، وهات يا دحس مع كل حركة آتي بها، دون أن أعلم إن قاتي صار يرزح تحت جسدي الثقيل، فيما قات صديقي محمد عبد الغني لا يخلو من فخامة.. مطول ومقطّف ومفرودا أمامه.. وبدلا من أن أخزن بقاتي، صرت دون دراية أو وعي أخزن من قات صديقي محمد عبدالغني، وظل هذا الحال حتى النهوض من مكاني وقت المغادرة، أو بالأحرى أستمر هذا الحال من الرابعة بعد العصر وحتى السادسة قبل المغرب.. لا شك أن محمد كان يرمقني مع كل مدت يد، ومائة مَدة في عددها قليل.. كان يرمقني بصمت، ولكنه صمت لاشك يخفي تحت سطحه كثير من العجب والأسئلة وأشياء أخرى ذات صلة لا أعرفها على وجه التحديد..
لازلت شغوفا إلى يومنا هذا، متطلعا بإلحاح إلى معرفة ماذا كان صديقي يحدّث نفسه، وهو يراني منكب على قاته انكباب منهمك، حد غياب الوعي؟! ما أستطيع قوله وتأكيده هو إنني كنت أتعاطى القات يومها بطريقة مثيرة للغاية.. بل هي إثارة على إثارة وعجب على عجب!!
نهضت الساعة السادسة قبل المغرب لأغادر المكان، وحالما انحنيت لأتناول تلفوني، لمحت علاقية القات تحتي قد صارت وما بها مسطحا ومستويا على الآخر حد الإلتصاق بقماش الفرش الذي كنت قاعدا عليه.. أخذته من طرفه بإذن رباطه، وأنا أسأل صديقي محمد عبد الغني:
- هذا قات من جلست عليه؟!
- أجاب: قاتك
- سألته: وأنا منين خزنت؟!!
- أجاب: من قاتي.. ما يهمك.. الحال واحد..
- قلت له: قاتي قطل وقاتك مطول..
- أجاب : ولا يهمك .. نحن واحدين..
شعرت بحرج وخجل يجتاحني دون أن يمنع ذلك من شهقة دهشة مني، وخروج قهقهة..
في يوم آخر خزنت في بيت صديقي محمد عبد الغني، وكان أهم ما أردت معرفته منه ليس هو: كيف حدث ما حدث ؟!! وإنما بماذا كان يتحدث مع نفسه في طي سره وكتمانه، وهو يراني منهمك، أقتات من قاته بشراهة معزة؟! كيف استطاع يتمالك أعصابه ساعتين، وهو يراني أفعل ما أفعله؟! ما أنا متأكد منه أن شكلي والطريقة التي كنت اتعاطى فيها القات تثير عاصفة من الضحك؟! فكيف أستطاع أن يكتم ضحكته طيلة مدة ساعتين تستحق الضحك الطويل والكثير..
ولكن للأسف لم يجب صديقي محمد على سؤالي، وإنما عمد إلى التهوين مما حدث.. فعدت حاسرا دون جواب.. إلى اليوم لا زال مثل هذا السؤال عالق في ذاكرتي، ويثير ضحكي عندما أتذكره، وأتخيل ما فعلته..
لطالما تكررت مثل هذه القصة معي، وتعددت ردود أفعال أصحابها، وسآتي على ذكر بعضها، ولطالما أتهمت نفسي بالغباء، ولكن تبدد هذا الشعور بعد أن قرأت ما لا يصدق عن كبار أتوا بما هو أكبر، مثل ذلك الذي نسى اسمه، والآخر الذي صنع أربع فتحات تحت باب غرفته لتمر القطة وأبناءها منها، فيما كانت واحدة تكفي لمرور الأربع القطط..
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
يتبع..
بعض من تفاصيل حياتي
(5)
ماذا كان يقول عني في نفسه؟!
لدي مشكلة لا زالت تتكرر معي، وهي أنني أترك قاتي، وأخزّن من قات الذي يخّزن بجانبي!! مشكلة لم أستطع أن أضع لها حداً إلى اليوم.. مشكلة تترك بعض الأسئلة عالقة في ذهني طويلا، وأنا أتخيل الوقائع.. لا أستطيع سبر ما يعتمل في تفكير الآخر الذي أعتبره هنا في مقام "الضحية"، وهو يشاهد ما أقترف بحقه من "اعتداء"، في لحظة خروجي عن الوعي في أمر ما كان ينبغي أن أجهله، و ولوجي فيما يشبه الغياب الذهني حيال ذلك الأمر..
مرّات غير قليلة هي تلك التي وجدت نفسي أخزّن بقات الشخص الذي بجانبي.. ربما يرجع ذلك إلى الزحام أو انهماك في الحديث، أو انشغال بالحاضرين في المقيل، أو نحو ذلك من الظروف التي تحيط بي وتجعلني فريسة ما يشبه اللاوعي..
إنه ضرب من شرود أحيانا يطول، وربما يستمر إلى نهاية المقيل.. اكتشفت كثيرا أن برمجتي العصبية هي من تخزّن لا أنا.. غير أن السؤال الذي تشغفني الإجابة عليه: يا تُرى ماذا كان يدور في خلد من يراني تاركا قاتي، وأخزن من قاته، وهو صامت، ومتمالك أعصابه طول فترة المقيل، ويعف عن تنبيهي، بل وأحيانا يحدث أن أوزع من قاته على زملاء يأتون دون قات، أو أضيف إلى من ينتهي عليهم القات قبل نهاية المقيل.. ويُعظم وقع الأمر عندما يكون بيني وبين من أفعل به هذا، بعض أوجه الرسمية و"الإتكيت"، فضلا عن الاحترام والتقدير المتبادل..
كنت معزوم بمناسبة عرس في صالة أعراس في منطقة تقع قرب الجامعة الجديدة في صنعاء، وبعد مباركتي للعريس، عدت أبحث عن مكان في القاعة للجلوس والمقيل.. كانت القاعة مكتظة.. وجدت في القاعة محمد علي سعيد مدير دائرة الأشغال العسكرية "سابقا"، والأخ محمد عبد الغني القباطي، اللذان رحبا بي وأفردا لي مكانا إلى جانبهما..
وضعت قاتي "القطل" الذي كان في علاقي إلى جانبي، وفيما أنا أتوضع في المكان، كنت قد حسرته إلى تحتي في الجهة اليمنى، وهات يا دحس مع كل حركة آتي بها، دون أن أعلم إن قاتي صار يرزح تحت جسدي الثقيل، فيما قات صديقي محمد عبد الغني لا يخلو من فخامة.. مطول ومقطّف ومفرودا أمامه.. وبدلا من أن أخزن بقاتي، صرت دون دراية أو وعي أخزن من قات صديقي محمد عبدالغني، وظل هذا الحال حتى النهوض من مكاني وقت المغادرة، أو بالأحرى أستمر هذا الحال من الرابعة بعد العصر وحتى السادسة قبل المغرب.. لا شك أن محمد كان يرمقني مع كل مدت يد، ومائة مَدة في عددها قليل.. كان يرمقني بصمت، ولكنه صمت لاشك يخفي تحت سطحه كثير من العجب والأسئلة وأشياء أخرى ذات صلة لا أعرفها على وجه التحديد..
لازلت شغوفا إلى يومنا هذا، متطلعا بإلحاح إلى معرفة ماذا كان صديقي يحدّث نفسه، وهو يراني منكب على قاته انكباب منهمك، حد غياب الوعي؟! ما أستطيع قوله وتأكيده هو إنني كنت أتعاطى القات يومها بطريقة مثيرة للغاية.. بل هي إثارة على إثارة وعجب على عجب!!
نهضت الساعة السادسة قبل المغرب لأغادر المكان، وحالما انحنيت لأتناول تلفوني، لمحت علاقية القات تحتي قد صارت وما بها مسطحا ومستويا على الآخر حد الإلتصاق بقماش الفرش الذي كنت قاعدا عليه.. أخذته من طرفه بإذن رباطه، وأنا أسأل صديقي محمد عبد الغني:
- هذا قات من جلست عليه؟!
- أجاب: قاتك
- سألته: وأنا منين خزنت؟!!
- أجاب: من قاتي.. ما يهمك.. الحال واحد..
- قلت له: قاتي قطل وقاتك مطول..
- أجاب : ولا يهمك .. نحن واحدين..
شعرت بحرج وخجل يجتاحني دون أن يمنع ذلك من شهقة دهشة مني، وخروج قهقهة..
في يوم آخر خزنت في بيت صديقي محمد عبد الغني، وكان أهم ما أردت معرفته منه ليس هو: كيف حدث ما حدث ؟!! وإنما بماذا كان يتحدث مع نفسه في طي سره وكتمانه، وهو يراني منهمك، أقتات من قاته بشراهة معزة؟! كيف استطاع يتمالك أعصابه ساعتين، وهو يراني أفعل ما أفعله؟! ما أنا متأكد منه أن شكلي والطريقة التي كنت اتعاطى فيها القات تثير عاصفة من الضحك؟! فكيف أستطاع أن يكتم ضحكته طيلة مدة ساعتين تستحق الضحك الطويل والكثير..
ولكن للأسف لم يجب صديقي محمد على سؤالي، وإنما عمد إلى التهوين مما حدث.. فعدت حاسرا دون جواب.. إلى اليوم لا زال مثل هذا السؤال عالق في ذاكرتي، ويثير ضحكي عندما أتذكره، وأتخيل ما فعلته..
لطالما تكررت مثل هذه القصة معي، وتعددت ردود أفعال أصحابها، وسآتي على ذكر بعضها، ولطالما أتهمت نفسي بالغباء، ولكن تبدد هذا الشعور بعد أن قرأت ما لا يصدق عن كبار أتوا بما هو أكبر، مثل ذلك الذي نسى اسمه، والآخر الذي صنع أربع فتحات تحت باب غرفته لتمر القطة وأبناءها منها، فيما كانت واحدة تكفي لمرور الأربع القطط..
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
يتبع..
بعض من تفاصيل حياتي
الرقم الذي هددني بالتصفية الجسدية وللمرة الثانية
مسجل باسم:
فضل الله محمد بدر الدين الحوثي
هل هو من أقارب عبد الملك الحوثي؟!!
مسجل باسم:
فضل الله محمد بدر الدين الحوثي
هل هو من أقارب عبد الملك الحوثي؟!!
لن أتراجع عن موقفي الحقوقي في مواجهة التمييز العنصري الذي أطل ببشاعته علينا..
الرقم الذي هددني بالتصفية الجسدية وللمرة الثانية
مسجل باسم:
فضل الله محمد بدر الدين الحوثي
هل هو من أقارب عبد الملك الحوثي؟
أحمل المسؤولية الكاملة في حال تصفيتي عبدالملك الحوثي لا سواه
وستأتي العدالة ذات يوم
وسيقول التاريخ كلمته في الجميع..
الرقم الذي هددني بالتصفية الجسدية وللمرة الثانية
مسجل باسم:
فضل الله محمد بدر الدين الحوثي
هل هو من أقارب عبد الملك الحوثي؟
أحمل المسؤولية الكاملة في حال تصفيتي عبدالملك الحوثي لا سواه
وستأتي العدالة ذات يوم
وسيقول التاريخ كلمته في الجميع..
أن يتصدى لرفضنا تشريع العنصرية أقارب عبد الملك الحوثي
فإن هذا يعني إن الأمر ليس مجرد خطاء أو تصرف جهة في الجماعة مخالفة لسياسة الجماعة
بل هو مشروع وسياسة مدعومة من المركز..
لقد أنذرت نفسي لهذا الوطن..
فإن هذا يعني إن الأمر ليس مجرد خطاء أو تصرف جهة في الجماعة مخالفة لسياسة الجماعة
بل هو مشروع وسياسة مدعومة من المركز..
لقد أنذرت نفسي لهذا الوطن..