دوما نتعلم بكلفة باهضة
لا بأس أن نسأل:
كم نحتاج من الكلفة لنطلق سراح المعتقلين؟!
هل ننتظر كورونا لنطلقهم بعد أن يكون قد حصد نصفهم؟
لا بأس أن نسأل:
كم نحتاج من الكلفة لنطلق سراح المعتقلين؟!
هل ننتظر كورونا لنطلقهم بعد أن يكون قد حصد نصفهم؟
الحب الناقص نصفه
(8)
بوح ثاني
• كنت أخبي حبي في نفقي السري العميق، وأسد منافذه ومنافسه، وأخرج من دهاليزي ألبس الأقنعة، ليكمل السر ذروته ودورته.. أغلي في مرجلي، واكتم صوت غلياني، وأحاصر الأبخرة، لأسوقها إلى قنينة نبيذي، لأسكر بأوجاعي الصامتة.. لطالما حرصت أن لا يعرف الصمت عما الذي فيني يجيش، وماذا يحدث في أعماقي السحيقة.. منعت نفسي عن نفسي، ومنعتُ الصمت أن يسمع صمتي، وهواجسي التي تجوس وتغلي داخلي..
• أغير عليك دون أن تعلمين، أو يعلم أحد.. غيرتي كبلتها بناري وأصفاد الحديد، وألجمت جنوني المحتدم تحت قشرة الأرض السمكية، ولم تفكر غيرتي يوما أن تفرض الحجاب على الصباح الندي، ولا ضرب البراقع على شروق الشمس، ولا أسدل سواد الموت على وجه القمر..
• كنت أقمع نشيجي، وأسحق بقسوة صهيل خيولي.. سلطتي على نفسي كانت مُفرطة.. أتظاهر بالسكينة والدعة والسلام الداخلي، فيما معاناتي وآلامي تزيد، ووجع الحقيقة أشد.. يا لعمري وأحماله الثقال، وما الجمل يوما شكى لصاحبه بآه، وقال له إن أحمالي ثقيلة.. مجرم أنا بحق بوحي الذي لطالما ظللت أقمعه، وأخنقه لسنوات طوال..
• من حق الأقنعة أن تشكو قُبحنا، وقد ضاقت ذرعا بنا، وأرعبها طغياننا ونفاقنا، وما نداريه من التوحش والقتامة.. ويل لمجتمع كذوب ومنافق من الحضانة إلى يوم القيامة.. كان إبليس يكره الأقنعة.. فهل يستحق أن نشكره؟!!
• لقد أحسست يا “هيفاء” يوما أنني صرت جلادا وسجّانا، وأنا أحبس صهيلي في السراديب السحيقة.. وأخنق بوحي وحبي في مدافني وأنفاقي العميقة.. أقمع أجمل المشاعر بقسوة جلاد وطاغ..
• إذا غبتِ يوما عن الجامعة، أهوي إلى قاع الجحيم.. ما أقوى اشتياقي والحنين.. يا لعمر مهدر ومصلوب وخائب.. يا لخيباتي الكثار التي أتخمتني حد الانفجار، وأقداري التي خذلت مُناي، وكان عليها أن تخبرك، أن هناك شاب بحبك يموت أو يحتضر.
• أحدث نفسي وأسأل: كم هذه الأقدار علينا قاسية، وهي ترفض نقل إحساسي إليك.. كان قلبي يخفق ويضطرب كعاصفة، فيما أنتِ كجلمود صخر لا تحسين ولا تشعرين.. كنت وأنا أحدثك أشعر إن أقداري لم تتقن صناعة جهازي العصبي، وأن فيه ألف خلل، وأنا أعيش لحظة إرباك أمامك، وكأن على رأسي يقف ألف عفريت وطير..
• قطعاً كنتِ تلاحظين جزعي وخجلي وارتباكِ، وتفاصيل وجهي والجسد، إن تقابلنا أو تحدثنا في لقاء عابر.. ألم تسألين نفسك يوما ما سر هذا الارتباك الذي يحس به التراب الذي أقف عليه؟!.. هل كنتِ ضريرة؟! أم كان غبائك فاحشا حد الذي لا يرى اضطراب شجرة في وجه العاصفة!!
• أستحضر روحك كل ليلة، محاولا أن أبلغك رسائلي، وأعلمك بما يدور داخلي.. حاولت بحواسي فوق الخامسة أن أبلغك بعض ما يجيش من حب لا يُحتمل، يشب في صدري كالبراكين العنيفة، وفي غمرة المحاولة اكتشفت أني وحواسي نعاني من عطب كبير..
• توعكت بك حتى خانتني الحواس، وقتلتني تلك التي تفانت في إخلاصها حرصا عليك، ومن الحرص ما فعل الدب بصاحبه.. ما عهدتُ الحرص يوما مُضلل وكاذب.. كنت حر طليق، والكاذب من أبلغك أنني قد صرت أبا، وأن لي زوجة جميلة.. إنه الكيد المظلل والأكيد.. ما يكبح الطيش بالمكايد والمفاسد يا مُخلصين..
• أكل الحزن والغياب ما أشتهى من عمري، وضاع مني الحلم الجميل، ورغم ذلك لازلت أنبض بحنين الذكريات، أحاول أن أستعيد ذكرى بعض من عمر هرب، ولم أدركه لأبوح له بأشجان لها طعم النبيذ المعتق بحنين السنين الطوال..
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
يتبع..
بعض من تفاصيل حياتي
(8)
بوح ثاني
• كنت أخبي حبي في نفقي السري العميق، وأسد منافذه ومنافسه، وأخرج من دهاليزي ألبس الأقنعة، ليكمل السر ذروته ودورته.. أغلي في مرجلي، واكتم صوت غلياني، وأحاصر الأبخرة، لأسوقها إلى قنينة نبيذي، لأسكر بأوجاعي الصامتة.. لطالما حرصت أن لا يعرف الصمت عما الذي فيني يجيش، وماذا يحدث في أعماقي السحيقة.. منعت نفسي عن نفسي، ومنعتُ الصمت أن يسمع صمتي، وهواجسي التي تجوس وتغلي داخلي..
• أغير عليك دون أن تعلمين، أو يعلم أحد.. غيرتي كبلتها بناري وأصفاد الحديد، وألجمت جنوني المحتدم تحت قشرة الأرض السمكية، ولم تفكر غيرتي يوما أن تفرض الحجاب على الصباح الندي، ولا ضرب البراقع على شروق الشمس، ولا أسدل سواد الموت على وجه القمر..
• كنت أقمع نشيجي، وأسحق بقسوة صهيل خيولي.. سلطتي على نفسي كانت مُفرطة.. أتظاهر بالسكينة والدعة والسلام الداخلي، فيما معاناتي وآلامي تزيد، ووجع الحقيقة أشد.. يا لعمري وأحماله الثقال، وما الجمل يوما شكى لصاحبه بآه، وقال له إن أحمالي ثقيلة.. مجرم أنا بحق بوحي الذي لطالما ظللت أقمعه، وأخنقه لسنوات طوال..
• من حق الأقنعة أن تشكو قُبحنا، وقد ضاقت ذرعا بنا، وأرعبها طغياننا ونفاقنا، وما نداريه من التوحش والقتامة.. ويل لمجتمع كذوب ومنافق من الحضانة إلى يوم القيامة.. كان إبليس يكره الأقنعة.. فهل يستحق أن نشكره؟!!
• لقد أحسست يا “هيفاء” يوما أنني صرت جلادا وسجّانا، وأنا أحبس صهيلي في السراديب السحيقة.. وأخنق بوحي وحبي في مدافني وأنفاقي العميقة.. أقمع أجمل المشاعر بقسوة جلاد وطاغ..
• إذا غبتِ يوما عن الجامعة، أهوي إلى قاع الجحيم.. ما أقوى اشتياقي والحنين.. يا لعمر مهدر ومصلوب وخائب.. يا لخيباتي الكثار التي أتخمتني حد الانفجار، وأقداري التي خذلت مُناي، وكان عليها أن تخبرك، أن هناك شاب بحبك يموت أو يحتضر.
• أحدث نفسي وأسأل: كم هذه الأقدار علينا قاسية، وهي ترفض نقل إحساسي إليك.. كان قلبي يخفق ويضطرب كعاصفة، فيما أنتِ كجلمود صخر لا تحسين ولا تشعرين.. كنت وأنا أحدثك أشعر إن أقداري لم تتقن صناعة جهازي العصبي، وأن فيه ألف خلل، وأنا أعيش لحظة إرباك أمامك، وكأن على رأسي يقف ألف عفريت وطير..
• قطعاً كنتِ تلاحظين جزعي وخجلي وارتباكِ، وتفاصيل وجهي والجسد، إن تقابلنا أو تحدثنا في لقاء عابر.. ألم تسألين نفسك يوما ما سر هذا الارتباك الذي يحس به التراب الذي أقف عليه؟!.. هل كنتِ ضريرة؟! أم كان غبائك فاحشا حد الذي لا يرى اضطراب شجرة في وجه العاصفة!!
• أستحضر روحك كل ليلة، محاولا أن أبلغك رسائلي، وأعلمك بما يدور داخلي.. حاولت بحواسي فوق الخامسة أن أبلغك بعض ما يجيش من حب لا يُحتمل، يشب في صدري كالبراكين العنيفة، وفي غمرة المحاولة اكتشفت أني وحواسي نعاني من عطب كبير..
• توعكت بك حتى خانتني الحواس، وقتلتني تلك التي تفانت في إخلاصها حرصا عليك، ومن الحرص ما فعل الدب بصاحبه.. ما عهدتُ الحرص يوما مُضلل وكاذب.. كنت حر طليق، والكاذب من أبلغك أنني قد صرت أبا، وأن لي زوجة جميلة.. إنه الكيد المظلل والأكيد.. ما يكبح الطيش بالمكايد والمفاسد يا مُخلصين..
• أكل الحزن والغياب ما أشتهى من عمري، وضاع مني الحلم الجميل، ورغم ذلك لازلت أنبض بحنين الذكريات، أحاول أن أستعيد ذكرى بعض من عمر هرب، ولم أدركه لأبوح له بأشجان لها طعم النبيذ المعتق بحنين السنين الطوال..
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
يتبع..
بعض من تفاصيل حياتي
تعازينا ومواساتنا للرفيق هايل ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﻱ في وفاة عمته يغشاها الله بواسع رحمته وعصم ذويها بالصبر والسلوان
وتبا لوزارة الصحة
وأصحاب المستشفيات الخاصة الذين رفضوا استقبالها أو إنقاذها
وتبا لوزارة الصحة
وأصحاب المستشفيات الخاصة الذين رفضوا استقبالها أو إنقاذها
الحرب وكل منّا صيرته على النقيض من صاحبه، ولكن ربما الغد يجلي ما خبى، ولربما يوما توحدنا الحقيقة ومُرّها، أو تظهر لنا تلك الحقيقة التي كانت عنّا مطمورة ومغيّبة..
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
يتبع..
بعض من تفاصيل حياتي
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
يتبع..
بعض من تفاصيل حياتي
العالم يتعرى
الراسمالية المتوحشة تتعرى..
النخب والأيديولوجيات تتعرى
المنظمات والحكام وأنظمة الحكم يتعرون
التحالف يتعرى
سلطات الأمر الواقع وسلطات المليشيات وأمراء الحرب والخونه والعملاء.. الجميع يتعرون
ويبقى السؤال:
ماذا بعد؟!
الراسمالية المتوحشة تتعرى..
النخب والأيديولوجيات تتعرى
المنظمات والحكام وأنظمة الحكم يتعرون
التحالف يتعرى
سلطات الأمر الواقع وسلطات المليشيات وأمراء الحرب والخونه والعملاء.. الجميع يتعرون
ويبقى السؤال:
ماذا بعد؟!
أعجبني..
هاني الجنيد:
مره اخي عبدالخالق مر من قرية جوار قريتنا وفي واحده تعاني من صداع مزمن وطلبت منه يكتب لها حرز عشان احنا ساده!
اخي هذا كان عاده صعلوك ولا له علاقة بكل هذه الطلافس، طلب منها ورقة وقلم وكتب لها اغنية ايوب طارش “دق القاع دقه لا تمشي دلا” وقال لها هذا حرز اربطيه بطرف المصر، وشفيت بعدها من الصداع، وبعدا كانوا يشوفوه ولي وانا اخ الولي 😂
هاني الجنيد:
مره اخي عبدالخالق مر من قرية جوار قريتنا وفي واحده تعاني من صداع مزمن وطلبت منه يكتب لها حرز عشان احنا ساده!
اخي هذا كان عاده صعلوك ولا له علاقة بكل هذه الطلافس، طلب منها ورقة وقلم وكتب لها اغنية ايوب طارش “دق القاع دقه لا تمشي دلا” وقال لها هذا حرز اربطيه بطرف المصر، وشفيت بعدها من الصداع، وبعدا كانوا يشوفوه ولي وانا اخ الولي 😂
إذا كان هذا على صعيد عزله صغيرة من مديرية فقس عليها..
. انه زمن الموت والحصار والحرب والرحيل.. كل التعازي لاهل ومحبي الراحلين..
.............
كشف باسماء المتوفين من عزلة الاعبوس :
من العشر الأواخر من رمضان إلى تاريخ 29-5-2020م .
1/ الحاج : عبد الله عبد الجبار / ظبي
2/ سحر نبيل عبد الرحمن راشد/ حارات
3/علي قائد حسان / كلبين
4/عبد المؤمن عبد الجبار العفوري/
5/زوجة الاخ: محمد ابراهيم / معشر
6/القاضي / عادل عبدة احمد الصغير
7/كرامة عبد المولى انعم الفودعي / ظبي
8/محمد احمد طاهر العبسي /
9/عصام عبر الوكيل الزبيري
10/الحاج: عبد الوهاب سعيد احمد / معشر
11/الحاج :مصطفى أحمد خالد / المحربي
12/الحاج: عبد الفتاح اسماعيل البحري / القرينة
13/عماد عبر الروؤف علي هزاع /
14/فريد وازع العيشاني
15/منصور احمد محسن / الشرف
16/نجيب سعيد محمد عبد الغني / المشاوز
17/الحجة: منيرة احمد عثمان / القرينة
18/ الحجة : رنجس محمد عبد الله
19/شفيع محمد عبده ناشر / الغليبة
20/ الحجة زعفران عبد الكافي : ارملة عمر ردمان
21/مروان محمد سعيد القاضي / التبيعة
22/نبيلة محمد سعيد القاضي / التبيعة
23/عارف ناجي سالم انعم / البوادية
24/ بسيم درهم علي مقبل/ ظبي
25/ زبنة مرشد مسعود / الجريدة
26/ الحاج محمد عبد الجبار / دعان
27/ مطيع علي عبده/ الشرف
28/ صباح نعمان حسن / الجريدة
29/ رشيد سعيد عبده حسن / الذراع
30 طارق ثابت عوض/الهجمه
31- نبيل عبدالباري سيف
32- حامد عبدالباري سيف
33-احمد ناشر عبده
34- وليد الزغير
35-عبدالسلام منصور مانع
36-عمر ردمان زنم /العذير
37- محمد راشد / المشاوز
38-رمزي طاهر علي/ العذير
39-ام شفيق عبدالوالي حمود/العذير
40-عبدالوهاب سعيدأحمد/معشر
41-علي عبد القادر العبسي
42-الدكتور عبدالسلام عبده غانم
43-زمزمه شرف
44- الحاج/ محمد عبدالجبار .
المصدر :
وائل العبسي
لو هناك اضافة انسخ وضيف
. انه زمن الموت والحصار والحرب والرحيل.. كل التعازي لاهل ومحبي الراحلين..
.............
كشف باسماء المتوفين من عزلة الاعبوس :
من العشر الأواخر من رمضان إلى تاريخ 29-5-2020م .
1/ الحاج : عبد الله عبد الجبار / ظبي
2/ سحر نبيل عبد الرحمن راشد/ حارات
3/علي قائد حسان / كلبين
4/عبد المؤمن عبد الجبار العفوري/
5/زوجة الاخ: محمد ابراهيم / معشر
6/القاضي / عادل عبدة احمد الصغير
7/كرامة عبد المولى انعم الفودعي / ظبي
8/محمد احمد طاهر العبسي /
9/عصام عبر الوكيل الزبيري
10/الحاج: عبد الوهاب سعيد احمد / معشر
11/الحاج :مصطفى أحمد خالد / المحربي
12/الحاج: عبد الفتاح اسماعيل البحري / القرينة
13/عماد عبر الروؤف علي هزاع /
14/فريد وازع العيشاني
15/منصور احمد محسن / الشرف
16/نجيب سعيد محمد عبد الغني / المشاوز
17/الحجة: منيرة احمد عثمان / القرينة
18/ الحجة : رنجس محمد عبد الله
19/شفيع محمد عبده ناشر / الغليبة
20/ الحجة زعفران عبد الكافي : ارملة عمر ردمان
21/مروان محمد سعيد القاضي / التبيعة
22/نبيلة محمد سعيد القاضي / التبيعة
23/عارف ناجي سالم انعم / البوادية
24/ بسيم درهم علي مقبل/ ظبي
25/ زبنة مرشد مسعود / الجريدة
26/ الحاج محمد عبد الجبار / دعان
27/ مطيع علي عبده/ الشرف
28/ صباح نعمان حسن / الجريدة
29/ رشيد سعيد عبده حسن / الذراع
30 طارق ثابت عوض/الهجمه
31- نبيل عبدالباري سيف
32- حامد عبدالباري سيف
33-احمد ناشر عبده
34- وليد الزغير
35-عبدالسلام منصور مانع
36-عمر ردمان زنم /العذير
37- محمد راشد / المشاوز
38-رمزي طاهر علي/ العذير
39-ام شفيق عبدالوالي حمود/العذير
40-عبدالوهاب سعيدأحمد/معشر
41-علي عبد القادر العبسي
42-الدكتور عبدالسلام عبده غانم
43-زمزمه شرف
44- الحاج/ محمد عبدالجبار .
المصدر :
وائل العبسي
لو هناك اضافة انسخ وضيف
الحب الناقص نصفه
(9)
هيفاء تبوح لي:
بعد ربع قرن مضى هيفاء تبيح لي بما كنت أجهله، حيث قالت:
• لم أكن أعرف بإحساسك ناحيتي.. لم أكن اعرف بمشاعرك نحوي.. أنا انسانه بسيطة جداً، وكنت انظر اليك باعتبارك قدوة في الجانب العلمي.. حاجه كبيرة جدا.. لم يخطر ببالي انك معجباً بي.. كنت اسمع عنك الكثير واهابك واقدرك.. اشعر أنك تحترمني ولي منزله عندك بسبب مكانة والدي وعائلتي لديك.. اكثر ما لفت نظري تفوقك وخجلك.. اشتغلنا مع بعض بأسبوع الطالب الجامعي.. كنت احس بشخص مرتبك ومتردد وخجول.. اعتقدت أن هذا طبعك في التعامل، وبالذات مع النساء.
• اخبرتني اختي إن كنت أحتاج شيئاً أو إجابة عن سؤال متعلقا بدراستي أطلبه منك، وكنت أتردد وأحجم عن الطلب تجنبا لذلك الخجل، والارتباك الذي أراه يعتريك.. اعتقدتُ أنني أثقل عليك.. أرجعت خجلك وارتباكك لطبيعتك فحسب..
• اتذكر يوم وقوفي اقرا المجلة الحائطية في الكلية.. لفتت نظري قصيدتك وقرأتها لكن لم يخطر ببالي اني كنت ملهمتك في القصيدة..
• سألت عنك؛ وقيل لي بانك متزوج، ولديك اسرة واطفال.. لم أكن أعرف أنك لازلت عازبا.. هذا أيضا جعلني لا أفهم سر ارتباكك غير إرجاعه إلى طبعك في التعامل مع النساء، ولطالما ظننت أنك لا تكن لي أكثر من مشاعر الاحترام..
• لو بحت لي حينها بما كنت تشعر به، كانت حياتي تغيّرت، أو ستتغير كثيرا.. لقد ظللت ابحث عن حب يروي عطش روحي ولم اجده.. ربما لو قرأت قصيدتك وعرفت أنني موضوعها أو اهديتني إياها كانت تغيرت الاحداث كلها.. لم أكن ادرك انك تحبني.. كثير ممن كانوا حولي كانوا يتقربوا منّي، وبعد خطوبتي ابتعد الجميع..
• انت من كنت تملك اللسان يا صديقي؛ فالقدر اصم وابكم ويمكن هو اختار لك ما هو أفضل..
• كانت زميلتي “هدى” تقول لي عنك: هذا الشاب يهيم بك.. وكنت اقول لها مستحيل، هو رجل متزوج وخجول، ولا يحمل لي سوى الاحترام والمودة التي جاءت نتيجة لمعرفته بأهلي وتاريخ والدي..
• لم اكن منتبهة لجمال عيني، لذا لم اشعر بالغزل لهما، ولم ألاحظ لنظراتي ذلك السحر الذي كتبت عنه.. لم اكن اعلم ان لخطواتي الإيقاع الذي تحدثت عنه.. أحلى حاجة فيك انك صرت تتكلم بصيغة الماضي عن حبك لي، وهذا دليل انك تغلبت عليه.
• لازلت أتذكر وأنا أمرُّ من امامك أنت وزملائك.. كنت أزداد تحفظاً، وأتحاشاهم لظني أن لديهم رأي ووجهة نظر عن المرأة لا تروق ولا ترتقي..
• ظللت اقرأ واتابع ما تنشر عن قصتك حياتك.. عانيت كثيراً يا صديقي.. تألمت كثيرا على خالتك وموتها وقبرها.. اسلوبك رائع لدرجة اني ابكي وانا اقرا.. تشبيهاتك حلوة وجميلة.. ومع ذلك حاولت أن افتش عن ذاتي بين سطور ما كتبته، ولم أجدها على نحو ما ذكرت، لعل أمر يتكرر بشكل آخر، فأنا لم ألحظ عليك ذلك الحب الذي تحدثت عنه، وتدّعيه هنا، في زمن غادر ولن يعود..
• لم اكن أنا تلك الفتاة الأرستقراطية التي تحدثت عنها يا عزيزي .. كنتُ فتاة اكثر من عاديه أكان بالنسبة لجمالي أو لوضعي الاجتماعي.. لا أمتلك تلك الصفات التي وردت فيما نشرت..
• لا أحب ان يكون لهذا الحنين انين لروحك يا صديقي.. انت شخص حساس وبسيط وصادق جدا.. لذا فالتسامح والنسيان طبعك.. بجد هذا الالم سيؤثر عليك، وما نعيشه اليوم من الآلام والمرارات فيها ما يكفي ويزيد..
• على غير طبيعتك حلمت في أحدى المرات بك بعد انتخابك عضواً في مجلس النواب.. حلمت انك أتيت إلى بيتي ومعك حرس وشديتني من يدي بعنف وقوة وعيونك تقدح شرراً وغضباً وتقول لي: الآن اقدر أن آخذك لي.. كنت مستغربة من كمية الغضب في عيونك وقسوتك الشديدة.. ظللت فترة مستغربة من هذا الحلم ومن هذا الغموض الذي فيه..
***
كنت قد ألتقيت بـ “هيفاء” بعد أسابيع قليلة في ساحة التغيير للمرة الأولى بعد أكثر من واحد وعشرين عام من الغياب والانقطاع.. جمعنا الظلم الواقع علينا، وكان لكل منّا قصته.. ازدريت فن السياسية وقبحها، ولم أتنازل عن حلمي الكبير الباحث عن المدينة الفاضلة التي ربما ليس لها مكانا في الوجود، فيما كانت هيفاء في السياسة واقعية جدا وإلى حد بعيد..
تزوجت هيفاء مرّات، فيما أنا تزوجت من فتاة، في غمار البحث عمِّن تشاركني السعادة والنكد وعبور الجحيم.. أحببت من صارت لاحقا زوجتي.. أحببتها من نظرة واحدة، ودفعة واحدة، بعقد نافذ إلى آخر العمر.. عمَّدنا حبَّنا بالتحدّي والعِشرة الطويلة والصمود الأكيد، وجذرته مصالح سبعة من البنات والبنين.. لم أفكر يوما بالزواج عليها من أي حورية.. اعتبرت الزواج من ثانية، قتلا لضمير أحمله، وتشويه لروح لطالما نشدتها، وإيذاء للحياة في عالم غير عادل..
قبل أن تنشب هذه الحرب اللعينة، ألتقيت بهيفاء ذات مرة في البعيد.. حكيت لها عن حبي وعذابي وقصتي معها، وقهقهت وقهقهة معي، غير أن قهقهتي كانت بصوت طاحون، وفي اللحظة تذكرت أنني يوما قرأت من يقهقه عاليا يخفي تحت قهقهته مخزون من الحزن الكثيف..
بعد ربع قرن من العمر باحت هيفاء بما لا تبوح، ورأيت في مرآتها بعض تفاصيلي وما كنت أجهله.. فرقتنا
(9)
هيفاء تبوح لي:
بعد ربع قرن مضى هيفاء تبيح لي بما كنت أجهله، حيث قالت:
• لم أكن أعرف بإحساسك ناحيتي.. لم أكن اعرف بمشاعرك نحوي.. أنا انسانه بسيطة جداً، وكنت انظر اليك باعتبارك قدوة في الجانب العلمي.. حاجه كبيرة جدا.. لم يخطر ببالي انك معجباً بي.. كنت اسمع عنك الكثير واهابك واقدرك.. اشعر أنك تحترمني ولي منزله عندك بسبب مكانة والدي وعائلتي لديك.. اكثر ما لفت نظري تفوقك وخجلك.. اشتغلنا مع بعض بأسبوع الطالب الجامعي.. كنت احس بشخص مرتبك ومتردد وخجول.. اعتقدت أن هذا طبعك في التعامل، وبالذات مع النساء.
• اخبرتني اختي إن كنت أحتاج شيئاً أو إجابة عن سؤال متعلقا بدراستي أطلبه منك، وكنت أتردد وأحجم عن الطلب تجنبا لذلك الخجل، والارتباك الذي أراه يعتريك.. اعتقدتُ أنني أثقل عليك.. أرجعت خجلك وارتباكك لطبيعتك فحسب..
• اتذكر يوم وقوفي اقرا المجلة الحائطية في الكلية.. لفتت نظري قصيدتك وقرأتها لكن لم يخطر ببالي اني كنت ملهمتك في القصيدة..
• سألت عنك؛ وقيل لي بانك متزوج، ولديك اسرة واطفال.. لم أكن أعرف أنك لازلت عازبا.. هذا أيضا جعلني لا أفهم سر ارتباكك غير إرجاعه إلى طبعك في التعامل مع النساء، ولطالما ظننت أنك لا تكن لي أكثر من مشاعر الاحترام..
• لو بحت لي حينها بما كنت تشعر به، كانت حياتي تغيّرت، أو ستتغير كثيرا.. لقد ظللت ابحث عن حب يروي عطش روحي ولم اجده.. ربما لو قرأت قصيدتك وعرفت أنني موضوعها أو اهديتني إياها كانت تغيرت الاحداث كلها.. لم أكن ادرك انك تحبني.. كثير ممن كانوا حولي كانوا يتقربوا منّي، وبعد خطوبتي ابتعد الجميع..
• انت من كنت تملك اللسان يا صديقي؛ فالقدر اصم وابكم ويمكن هو اختار لك ما هو أفضل..
• كانت زميلتي “هدى” تقول لي عنك: هذا الشاب يهيم بك.. وكنت اقول لها مستحيل، هو رجل متزوج وخجول، ولا يحمل لي سوى الاحترام والمودة التي جاءت نتيجة لمعرفته بأهلي وتاريخ والدي..
• لم اكن منتبهة لجمال عيني، لذا لم اشعر بالغزل لهما، ولم ألاحظ لنظراتي ذلك السحر الذي كتبت عنه.. لم اكن اعلم ان لخطواتي الإيقاع الذي تحدثت عنه.. أحلى حاجة فيك انك صرت تتكلم بصيغة الماضي عن حبك لي، وهذا دليل انك تغلبت عليه.
• لازلت أتذكر وأنا أمرُّ من امامك أنت وزملائك.. كنت أزداد تحفظاً، وأتحاشاهم لظني أن لديهم رأي ووجهة نظر عن المرأة لا تروق ولا ترتقي..
• ظللت اقرأ واتابع ما تنشر عن قصتك حياتك.. عانيت كثيراً يا صديقي.. تألمت كثيرا على خالتك وموتها وقبرها.. اسلوبك رائع لدرجة اني ابكي وانا اقرا.. تشبيهاتك حلوة وجميلة.. ومع ذلك حاولت أن افتش عن ذاتي بين سطور ما كتبته، ولم أجدها على نحو ما ذكرت، لعل أمر يتكرر بشكل آخر، فأنا لم ألحظ عليك ذلك الحب الذي تحدثت عنه، وتدّعيه هنا، في زمن غادر ولن يعود..
• لم اكن أنا تلك الفتاة الأرستقراطية التي تحدثت عنها يا عزيزي .. كنتُ فتاة اكثر من عاديه أكان بالنسبة لجمالي أو لوضعي الاجتماعي.. لا أمتلك تلك الصفات التي وردت فيما نشرت..
• لا أحب ان يكون لهذا الحنين انين لروحك يا صديقي.. انت شخص حساس وبسيط وصادق جدا.. لذا فالتسامح والنسيان طبعك.. بجد هذا الالم سيؤثر عليك، وما نعيشه اليوم من الآلام والمرارات فيها ما يكفي ويزيد..
• على غير طبيعتك حلمت في أحدى المرات بك بعد انتخابك عضواً في مجلس النواب.. حلمت انك أتيت إلى بيتي ومعك حرس وشديتني من يدي بعنف وقوة وعيونك تقدح شرراً وغضباً وتقول لي: الآن اقدر أن آخذك لي.. كنت مستغربة من كمية الغضب في عيونك وقسوتك الشديدة.. ظللت فترة مستغربة من هذا الحلم ومن هذا الغموض الذي فيه..
***
كنت قد ألتقيت بـ “هيفاء” بعد أسابيع قليلة في ساحة التغيير للمرة الأولى بعد أكثر من واحد وعشرين عام من الغياب والانقطاع.. جمعنا الظلم الواقع علينا، وكان لكل منّا قصته.. ازدريت فن السياسية وقبحها، ولم أتنازل عن حلمي الكبير الباحث عن المدينة الفاضلة التي ربما ليس لها مكانا في الوجود، فيما كانت هيفاء في السياسة واقعية جدا وإلى حد بعيد..
تزوجت هيفاء مرّات، فيما أنا تزوجت من فتاة، في غمار البحث عمِّن تشاركني السعادة والنكد وعبور الجحيم.. أحببت من صارت لاحقا زوجتي.. أحببتها من نظرة واحدة، ودفعة واحدة، بعقد نافذ إلى آخر العمر.. عمَّدنا حبَّنا بالتحدّي والعِشرة الطويلة والصمود الأكيد، وجذرته مصالح سبعة من البنات والبنين.. لم أفكر يوما بالزواج عليها من أي حورية.. اعتبرت الزواج من ثانية، قتلا لضمير أحمله، وتشويه لروح لطالما نشدتها، وإيذاء للحياة في عالم غير عادل..
قبل أن تنشب هذه الحرب اللعينة، ألتقيت بهيفاء ذات مرة في البعيد.. حكيت لها عن حبي وعذابي وقصتي معها، وقهقهت وقهقهة معي، غير أن قهقهتي كانت بصوت طاحون، وفي اللحظة تذكرت أنني يوما قرأت من يقهقه عاليا يخفي تحت قهقهته مخزون من الحزن الكثيف..
بعد ربع قرن من العمر باحت هيفاء بما لا تبوح، ورأيت في مرآتها بعض تفاصيلي وما كنت أجهله.. فرقتنا
أعجبني..
هاني الجنيد:
مره اخي عبدالخالق مر من قرية جوار قريتنا وفي واحده تعاني من صداع مزمن وطلبت منه يكتب لها حرز عشان احنا ساده!
اخي هذا كان عاده صعلوك ولا له علاقة بكل هذه الطلافس، طلب منها ورقة وقلم وكتب لها اغنية ايوب طارش “دق القاع دقه لا تمشي دلا” وقال لها هذا حرز اربطيه بطرف المصر، وشفيت بعدها من الصداع، وبعدا كانوا يشوفوه ولي وانا اخ الولي 😂
هاني الجنيد:
مره اخي عبدالخالق مر من قرية جوار قريتنا وفي واحده تعاني من صداع مزمن وطلبت منه يكتب لها حرز عشان احنا ساده!
اخي هذا كان عاده صعلوك ولا له علاقة بكل هذه الطلافس، طلب منها ورقة وقلم وكتب لها اغنية ايوب طارش “دق القاع دقه لا تمشي دلا” وقال لها هذا حرز اربطيه بطرف المصر، وشفيت بعدها من الصداع، وبعدا كانوا يشوفوه ولي وانا اخ الولي 😂
تعازينا ومواساتنا للرفيق هايل ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﻱ في وفاة عمته يغشاها الله بواسع رحمته وعصم ذويها بالصبر والسلوان
وتبا لوزارة الصحة
وأصحاب المستشفيات الخاصة الذين رفضوا استقبالها أو إنقاذها
وتبا لوزارة الصحة
وأصحاب المستشفيات الخاصة الذين رفضوا استقبالها أو إنقاذها
العالم يتعرى
الراسمالية المتوحشة تتعرى..
النخب والأيديولوجيات تتعرى
المنظمات والحكام وأنظمة الحكم يتعرون
التحالف يتعرى
سلطات الأمر الواقع وسلطات المليشيات وأمراء الحرب والخونه والعملاء.. الجميع يتعرون
ويبقى السؤال:
ماذا بعد؟!
الراسمالية المتوحشة تتعرى..
النخب والأيديولوجيات تتعرى
المنظمات والحكام وأنظمة الحكم يتعرون
التحالف يتعرى
سلطات الأمر الواقع وسلطات المليشيات وأمراء الحرب والخونه والعملاء.. الجميع يتعرون
ويبقى السؤال:
ماذا بعد؟!
إذا كان هذا على صعيد عزله صغيرة من مديرية فقس عليها..
. انه زمن الموت والحصار والحرب والرحيل.. كل التعازي لاهل ومحبي الراحلين..
.............
كشف باسماء المتوفين من عزلة الاعبوس :
من العشر الأواخر من رمضان إلى تاريخ 29-5-2020م .
1/ الحاج : عبد الله عبد الجبار / ظبي
2/ سحر نبيل عبد الرحمن راشد/ حارات
3/علي قائد حسان / كلبين
4/عبد المؤمن عبد الجبار العفوري/
5/زوجة الاخ: محمد ابراهيم / معشر
6/القاضي / عادل عبدة احمد الصغير
7/كرامة عبد المولى انعم الفودعي / ظبي
8/محمد احمد طاهر العبسي /
9/عصام عبر الوكيل الزبيري
10/الحاج: عبد الوهاب سعيد احمد / معشر
11/الحاج :مصطفى أحمد خالد / المحربي
12/الحاج: عبد الفتاح اسماعيل البحري / القرينة
13/عماد عبر الروؤف علي هزاع /
14/فريد وازع العيشاني
15/منصور احمد محسن / الشرف
16/نجيب سعيد محمد عبد الغني / المشاوز
17/الحجة: منيرة احمد عثمان / القرينة
18/ الحجة : رنجس محمد عبد الله
19/شفيع محمد عبده ناشر / الغليبة
20/ الحجة زعفران عبد الكافي : ارملة عمر ردمان
21/مروان محمد سعيد القاضي / التبيعة
22/نبيلة محمد سعيد القاضي / التبيعة
23/عارف ناجي سالم انعم / البوادية
24/ بسيم درهم علي مقبل/ ظبي
25/ زبنة مرشد مسعود / الجريدة
26/ الحاج محمد عبد الجبار / دعان
27/ مطيع علي عبده/ الشرف
28/ صباح نعمان حسن / الجريدة
29/ رشيد سعيد عبده حسن / الذراع
30 طارق ثابت عوض/الهجمه
31- نبيل عبدالباري سيف
32- حامد عبدالباري سيف
33-احمد ناشر عبده
34- وليد الزغير
35-عبدالسلام منصور مانع
36-عمر ردمان زنم /العذير
37- محمد راشد / المشاوز
38-رمزي طاهر علي/ العذير
39-ام شفيق عبدالوالي حمود/العذير
40-عبدالوهاب سعيدأحمد/معشر
41-علي عبد القادر العبسي
42-الدكتور عبدالسلام عبده غانم
43-زمزمه شرف
44- الحاج/ محمد عبدالجبار .
المصدر :
وائل العبسي
لو هناك اضافة انسخ وضيف
. انه زمن الموت والحصار والحرب والرحيل.. كل التعازي لاهل ومحبي الراحلين..
.............
كشف باسماء المتوفين من عزلة الاعبوس :
من العشر الأواخر من رمضان إلى تاريخ 29-5-2020م .
1/ الحاج : عبد الله عبد الجبار / ظبي
2/ سحر نبيل عبد الرحمن راشد/ حارات
3/علي قائد حسان / كلبين
4/عبد المؤمن عبد الجبار العفوري/
5/زوجة الاخ: محمد ابراهيم / معشر
6/القاضي / عادل عبدة احمد الصغير
7/كرامة عبد المولى انعم الفودعي / ظبي
8/محمد احمد طاهر العبسي /
9/عصام عبر الوكيل الزبيري
10/الحاج: عبد الوهاب سعيد احمد / معشر
11/الحاج :مصطفى أحمد خالد / المحربي
12/الحاج: عبد الفتاح اسماعيل البحري / القرينة
13/عماد عبر الروؤف علي هزاع /
14/فريد وازع العيشاني
15/منصور احمد محسن / الشرف
16/نجيب سعيد محمد عبد الغني / المشاوز
17/الحجة: منيرة احمد عثمان / القرينة
18/ الحجة : رنجس محمد عبد الله
19/شفيع محمد عبده ناشر / الغليبة
20/ الحجة زعفران عبد الكافي : ارملة عمر ردمان
21/مروان محمد سعيد القاضي / التبيعة
22/نبيلة محمد سعيد القاضي / التبيعة
23/عارف ناجي سالم انعم / البوادية
24/ بسيم درهم علي مقبل/ ظبي
25/ زبنة مرشد مسعود / الجريدة
26/ الحاج محمد عبد الجبار / دعان
27/ مطيع علي عبده/ الشرف
28/ صباح نعمان حسن / الجريدة
29/ رشيد سعيد عبده حسن / الذراع
30 طارق ثابت عوض/الهجمه
31- نبيل عبدالباري سيف
32- حامد عبدالباري سيف
33-احمد ناشر عبده
34- وليد الزغير
35-عبدالسلام منصور مانع
36-عمر ردمان زنم /العذير
37- محمد راشد / المشاوز
38-رمزي طاهر علي/ العذير
39-ام شفيق عبدالوالي حمود/العذير
40-عبدالوهاب سعيدأحمد/معشر
41-علي عبد القادر العبسي
42-الدكتور عبدالسلام عبده غانم
43-زمزمه شرف
44- الحاج/ محمد عبدالجبار .
المصدر :
وائل العبسي
لو هناك اضافة انسخ وضيف
قصتي مع القات
(1)
البداية.. قات ونوم
لم أدخل عالم القات إلا في فترة متأخرة نسبيا من حياتي.. التجربة الأولى كانت بدافع مقاومة النعاس، ومغالبة الإرهاق، واستحضار التركيز، ولكنني لم أتعايش معه إلا بعد فترة طويلة من الصراع بين الرغبة والرفض، وفي الأخير أنتصر القات إلى حد أوصلني إلى توسد الحذاء عند النوم، حالما أنقطع أو أحاول الانقطاع عنه..
وبين البداية وما صار إليه الحال كثير من التفاصيل والقصص التي سآتي على ذكرها، غير أن الأهم، وما ينبغي الإشارة إليه هنا هو أن زراعة واعتلاف القات في اليمن باتا ظاهرة بحجم كارثة اجتماعية ليس فقط بحق أسرنا ومجتمعنا، ولكن بحق حاضر ومستقبل شعبنا..
المرة الأولى التي تعاطيتُ فيها القات كانت في إحدى سنوات دراستي الجامعية.. كنت أعاني سهر امتحاني مرهق من اليوم الذي قبله.. شعرت أنني لا أقوى على نهار مرهق وسهر ليلة أخرى.. أثقلني سهر على سهر وإرهاق على إرهاق.. إنها المرة الأولى التي حاولت أستعين بالقات في مواجهة النوم والشرود المتكرر أثناء مذاكرتي في امتحان نهاية العام..
زملائي الذين أعتدت المذاكرة معهم أو مع أحد منهم، تمردوا عليّ، ربما لأنانيتي المفرطة في طريقة المذاكرة، التي استبدُ بها عليهم، وأستحوذ فيها على مجريات القراءة والنقاش.. تركوني في فترة الامتحان، وتخلوا عن الاجتماع والمُذاكرة معي في فترة مهمة وفارقة مع جميعنا، ربما لأنهم لا يقوون فيها على تحمل تبعات مجاملتي في فترة كتلك، وموسم أوشك موعده على الحصاد.. لا وقت لإهدار قليلا من الوقت أو التراخي حياله.. وتبدو هنا وجاهة المثل: "الوقت كالسيف إذا لم تقطعه قطعك".
طبعي كان قد ولع في القراءة المسموعة، وربما الصاخبة في بعض الأحيان.. استيعابي من خلال القراءة الصامتة كان ضئيلا ومحدودا.. وعندما يتمرد زملائي أو يملّوا المراجعة أو المذاكرة معي، أشعر أن المذاكرة الصموتة بالنسبة لي غربة مكتملة الأركان تستغرقني، واستيعابي لم يعد يعينني على التفوق..
خالتي الطيبة "سعيدة"، العجوزة الستينية على الأرجح، والتي كنت أتكي عليها، وألوذ إليها لتستمع لي وأنا أقرأ بصوت مسموع، قد صارت تملّني هي الأخرى، وتكسر لدي همة القراءة قبل أن أشرع فيها بعد سنوات من مجاملتي والاستماع لي في أحايين غير قليلة.. لكل كيل مقدار، ويبدو أن ما كان لدي من حيل وأساليب لجعلها تستمع أكثر قد نفذت، وطفح الكيل..
كنت ما أن أبدأ في القراءة تدخل خالتي في النعاس، بل وتجلب لي معها كثيرا منه، وإذا تماسكت لدقائق في مواجهة نعاسها، فإن تماسكها لا يطول مع النعاس، فتصبني الخيبة ويتملكني النعاس مثلها.. لا وقت لتضييعه في مرحلة الامتحانات.. أحاول أكرهها بلطف على الاستماع.. ولكن حتى مفعول الشاهي والجوز الذي كانت تفضّله لم يعد كافيا لحشد يقظتها، ومقاومتها لنعاسها الغزير، ومللها الذي تراكم.. أنا الآن على يوم الخميس، فيما السبت على موعد مع الامتحان.. وقد قالوا: "يوم الامتحان يكرّم المرء أو يهان" وقال الشاعر:
"بقدر الكد تُكتسب المعالي*** ومن طلب العلا سهر الليالي"
حاولت أعتمد على نفسي هذه المرة لأقرأ وحدي وبمفردي.. كنتُ كلما حاولت أن أقرأ يمر النعاس على عيوني لذيذا وناعما، مترعا بالمتعة، ومعبرا عن مدى شغفي وحاجتي له، ثم تمطرني اللحظة بالنوم الغزير والعميق جدا..
أحاول التركيز فأشرد إلى مكان بعيد، ولا أعود منه إلا نائم بعمق، أو مجفلا بحمل من النوم الثقيل.. أصحوا من عمق النوم، وأفزع وجودي بتذكير نفسي بامتحان يوم السبت، ولكن لا تستمر يقظتي لبعض دقائق، حتى يداهمني النعاس والنوم العميق كرّة أخرى..
انتفضت من عمق نومي متمردا على حاجتي له، هرعت بانفعال وعجل ـ كمن يحمل ثارا على نعاسه ـ ولكن إلى أين؟! إلى سوق القات في المعلا.. وكان يوم الخميس والجمعة تعاطي القات فيهما مسموحا على غير بقية الأيام..
اشتريت قاتي من أول بايع في السوق دون مُراجله، ودون أن تكون لدي أي معرفة أو أبجديات خبرة بالقات و أنواعه أو حتى أسماءه، فضلا عن جهلي بكل تفاصيله غير مقاومته للنعاس والعون على السهر.. أردت التعويض به عن فراغ الزملاء والاستعانة به على اليقظة، وشد الحيل ومقاومة الإرهاق، والقدرة على الصمود في مواجهة جحافل النوم وجيوشه..
عدت إلى البيت.. اتكأت على مسند، لا أذكر هل كان مضغوطا أو محشوا بنشارة الخشب!! على الأرجح كان محشوا بنشارة الخشب.. طلبت من خالتي تجهيز الشاي بالجوز والزر والنعناع.. بدأت بالتخزين، واحتسي معه الشاي المترع بكل منعش.. شعرت لبرهة بالسلطنة والفخامة، فتحت موضوع الدرس لأقرأ وأستذكر..
وجدت نفسي أكثر شرودا وشتاتا في التفكير من قبل.. لاحقني شرودي بزحام الوسوسة.. لعنت الوسوسة ونعتّها بـ ”بنت الكلب”.. صرت أقرأ دون أن أفقه شيئا، وكنت في كل دقيقة أحاول أن استجمع قواي العقلية، أو أستعيد بعض عقلي الشارد من مكان بعيد، أو ألملم ذهني المشتت من بُعد قصي، فأفشل فشلا ذريعا، وتصيبني الخيبة والفشل، ويتسرب إلى نفسي بعض الاكتئاب والأسف على إهد
(1)
البداية.. قات ونوم
لم أدخل عالم القات إلا في فترة متأخرة نسبيا من حياتي.. التجربة الأولى كانت بدافع مقاومة النعاس، ومغالبة الإرهاق، واستحضار التركيز، ولكنني لم أتعايش معه إلا بعد فترة طويلة من الصراع بين الرغبة والرفض، وفي الأخير أنتصر القات إلى حد أوصلني إلى توسد الحذاء عند النوم، حالما أنقطع أو أحاول الانقطاع عنه..
وبين البداية وما صار إليه الحال كثير من التفاصيل والقصص التي سآتي على ذكرها، غير أن الأهم، وما ينبغي الإشارة إليه هنا هو أن زراعة واعتلاف القات في اليمن باتا ظاهرة بحجم كارثة اجتماعية ليس فقط بحق أسرنا ومجتمعنا، ولكن بحق حاضر ومستقبل شعبنا..
المرة الأولى التي تعاطيتُ فيها القات كانت في إحدى سنوات دراستي الجامعية.. كنت أعاني سهر امتحاني مرهق من اليوم الذي قبله.. شعرت أنني لا أقوى على نهار مرهق وسهر ليلة أخرى.. أثقلني سهر على سهر وإرهاق على إرهاق.. إنها المرة الأولى التي حاولت أستعين بالقات في مواجهة النوم والشرود المتكرر أثناء مذاكرتي في امتحان نهاية العام..
زملائي الذين أعتدت المذاكرة معهم أو مع أحد منهم، تمردوا عليّ، ربما لأنانيتي المفرطة في طريقة المذاكرة، التي استبدُ بها عليهم، وأستحوذ فيها على مجريات القراءة والنقاش.. تركوني في فترة الامتحان، وتخلوا عن الاجتماع والمُذاكرة معي في فترة مهمة وفارقة مع جميعنا، ربما لأنهم لا يقوون فيها على تحمل تبعات مجاملتي في فترة كتلك، وموسم أوشك موعده على الحصاد.. لا وقت لإهدار قليلا من الوقت أو التراخي حياله.. وتبدو هنا وجاهة المثل: "الوقت كالسيف إذا لم تقطعه قطعك".
طبعي كان قد ولع في القراءة المسموعة، وربما الصاخبة في بعض الأحيان.. استيعابي من خلال القراءة الصامتة كان ضئيلا ومحدودا.. وعندما يتمرد زملائي أو يملّوا المراجعة أو المذاكرة معي، أشعر أن المذاكرة الصموتة بالنسبة لي غربة مكتملة الأركان تستغرقني، واستيعابي لم يعد يعينني على التفوق..
خالتي الطيبة "سعيدة"، العجوزة الستينية على الأرجح، والتي كنت أتكي عليها، وألوذ إليها لتستمع لي وأنا أقرأ بصوت مسموع، قد صارت تملّني هي الأخرى، وتكسر لدي همة القراءة قبل أن أشرع فيها بعد سنوات من مجاملتي والاستماع لي في أحايين غير قليلة.. لكل كيل مقدار، ويبدو أن ما كان لدي من حيل وأساليب لجعلها تستمع أكثر قد نفذت، وطفح الكيل..
كنت ما أن أبدأ في القراءة تدخل خالتي في النعاس، بل وتجلب لي معها كثيرا منه، وإذا تماسكت لدقائق في مواجهة نعاسها، فإن تماسكها لا يطول مع النعاس، فتصبني الخيبة ويتملكني النعاس مثلها.. لا وقت لتضييعه في مرحلة الامتحانات.. أحاول أكرهها بلطف على الاستماع.. ولكن حتى مفعول الشاهي والجوز الذي كانت تفضّله لم يعد كافيا لحشد يقظتها، ومقاومتها لنعاسها الغزير، ومللها الذي تراكم.. أنا الآن على يوم الخميس، فيما السبت على موعد مع الامتحان.. وقد قالوا: "يوم الامتحان يكرّم المرء أو يهان" وقال الشاعر:
"بقدر الكد تُكتسب المعالي*** ومن طلب العلا سهر الليالي"
حاولت أعتمد على نفسي هذه المرة لأقرأ وحدي وبمفردي.. كنتُ كلما حاولت أن أقرأ يمر النعاس على عيوني لذيذا وناعما، مترعا بالمتعة، ومعبرا عن مدى شغفي وحاجتي له، ثم تمطرني اللحظة بالنوم الغزير والعميق جدا..
أحاول التركيز فأشرد إلى مكان بعيد، ولا أعود منه إلا نائم بعمق، أو مجفلا بحمل من النوم الثقيل.. أصحوا من عمق النوم، وأفزع وجودي بتذكير نفسي بامتحان يوم السبت، ولكن لا تستمر يقظتي لبعض دقائق، حتى يداهمني النعاس والنوم العميق كرّة أخرى..
انتفضت من عمق نومي متمردا على حاجتي له، هرعت بانفعال وعجل ـ كمن يحمل ثارا على نعاسه ـ ولكن إلى أين؟! إلى سوق القات في المعلا.. وكان يوم الخميس والجمعة تعاطي القات فيهما مسموحا على غير بقية الأيام..
اشتريت قاتي من أول بايع في السوق دون مُراجله، ودون أن تكون لدي أي معرفة أو أبجديات خبرة بالقات و أنواعه أو حتى أسماءه، فضلا عن جهلي بكل تفاصيله غير مقاومته للنعاس والعون على السهر.. أردت التعويض به عن فراغ الزملاء والاستعانة به على اليقظة، وشد الحيل ومقاومة الإرهاق، والقدرة على الصمود في مواجهة جحافل النوم وجيوشه..
عدت إلى البيت.. اتكأت على مسند، لا أذكر هل كان مضغوطا أو محشوا بنشارة الخشب!! على الأرجح كان محشوا بنشارة الخشب.. طلبت من خالتي تجهيز الشاي بالجوز والزر والنعناع.. بدأت بالتخزين، واحتسي معه الشاي المترع بكل منعش.. شعرت لبرهة بالسلطنة والفخامة، فتحت موضوع الدرس لأقرأ وأستذكر..
وجدت نفسي أكثر شرودا وشتاتا في التفكير من قبل.. لاحقني شرودي بزحام الوسوسة.. لعنت الوسوسة ونعتّها بـ ”بنت الكلب”.. صرت أقرأ دون أن أفقه شيئا، وكنت في كل دقيقة أحاول أن استجمع قواي العقلية، أو أستعيد بعض عقلي الشارد من مكان بعيد، أو ألملم ذهني المشتت من بُعد قصي، فأفشل فشلا ذريعا، وتصيبني الخيبة والفشل، ويتسرب إلى نفسي بعض الاكتئاب والأسف على إهد
ار الوقت دون فائدة.. لم يعد سيف الوقت هو من يقطعني، بل غدا السيف منشار يعذبني..
ظننت أن القراءة تحتاج مني في مقيلي هذا وقت أطول من الانتظار ليكون التركيز والاستيعاب على نحو أفضل.. تعاطيتُ المزيد من القات؛ وغالبتُ مرارته المقذعة، من خلال احتسائي مزيدا من الشاي، ولكن الشاي كان يعاجل القات لاصطحابه إلى معدتي..
حاولت أن أحشي بجمتي بمزيد من القات وأوراقه العريضة التي يفترض أن أرميها باعتبارها توالف.. وكلما حشيت فمي بالقات ومضغته، لا يستقر في بجمتي، بل يذهب سريعا إلى بلعومي ومعدتي.. شعرت أنني صرت أشبه بحيوان يعتلف.. وبعد أن خسفت بثلثي القات إلى بطني، شعرت أنني لم أفشل في القراءة فقط، بل فشلت أيضا في تكوير بجمتي..
أمضيت ساعتين في القراءة دون أن أفقه شيئا مما قرأت .. امكث في الصفحة الواحدة وقتا أطول يصل أضعاف الوقت المعتاد.. أعيد قراءة الصفحة مرتين، وما أن أحاول أن أستمع لنفسي؛ أكتشف أنني مشوش الذهن ومضطرب الشعور والفكرة.. اكتشفت خيبتي، وأنه لم يعلق في ذهني شيئا مما قرأت..
وقبل نهاية اعتلاف ما بقي من قات، بديت أشعر أنني شبعت، وأن معدتي صارت ممتلئة ومتخمة به، وأنني فشلت في تكوير بجمتي كما يجب، وفشلت في استيعاب أي شيء مما قرأت..
غير أن الأكثر سوءَ أن النوم داهمني بغته، فأنزحت قليلا وارتخيت، ومدد أبو حنيفة ساقيه ورجليه، وغمضت عيناي قليلا وقد أثقل النعاس جفوني وأسبلها، وغرقت في غفوة عميقة أمتدت على نحو لم أكن أتوقعه، فيما لا زال بعض القات الممضوغ في فمي..
صحيت صباح يوم الجمعة بعد نوم عميق، لأرمي بقايا قات الخميس الذي نام معي في فمي حتى صباح الجمعة.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
يتبع..
بعض من تفاصيل حياتي
ظننت أن القراءة تحتاج مني في مقيلي هذا وقت أطول من الانتظار ليكون التركيز والاستيعاب على نحو أفضل.. تعاطيتُ المزيد من القات؛ وغالبتُ مرارته المقذعة، من خلال احتسائي مزيدا من الشاي، ولكن الشاي كان يعاجل القات لاصطحابه إلى معدتي..
حاولت أن أحشي بجمتي بمزيد من القات وأوراقه العريضة التي يفترض أن أرميها باعتبارها توالف.. وكلما حشيت فمي بالقات ومضغته، لا يستقر في بجمتي، بل يذهب سريعا إلى بلعومي ومعدتي.. شعرت أنني صرت أشبه بحيوان يعتلف.. وبعد أن خسفت بثلثي القات إلى بطني، شعرت أنني لم أفشل في القراءة فقط، بل فشلت أيضا في تكوير بجمتي..
أمضيت ساعتين في القراءة دون أن أفقه شيئا مما قرأت .. امكث في الصفحة الواحدة وقتا أطول يصل أضعاف الوقت المعتاد.. أعيد قراءة الصفحة مرتين، وما أن أحاول أن أستمع لنفسي؛ أكتشف أنني مشوش الذهن ومضطرب الشعور والفكرة.. اكتشفت خيبتي، وأنه لم يعلق في ذهني شيئا مما قرأت..
وقبل نهاية اعتلاف ما بقي من قات، بديت أشعر أنني شبعت، وأن معدتي صارت ممتلئة ومتخمة به، وأنني فشلت في تكوير بجمتي كما يجب، وفشلت في استيعاب أي شيء مما قرأت..
غير أن الأكثر سوءَ أن النوم داهمني بغته، فأنزحت قليلا وارتخيت، ومدد أبو حنيفة ساقيه ورجليه، وغمضت عيناي قليلا وقد أثقل النعاس جفوني وأسبلها، وغرقت في غفوة عميقة أمتدت على نحو لم أكن أتوقعه، فيما لا زال بعض القات الممضوغ في فمي..
صحيت صباح يوم الجمعة بعد نوم عميق، لأرمي بقايا قات الخميس الذي نام معي في فمي حتى صباح الجمعة.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
يتبع..
بعض من تفاصيل حياتي
من صديق بالوتس.. اعجبتني:
يمني مقيم بألمانيا يقول : رحت اشتري بطيخة من أحد الأسواق الألمانية وكالعادة صرت أطبطب على البطيخ حتى أخترت وحده
سيدة المانية كانت قريبة مني سألتني : ليش تطبطب على الحبحب ؟!
قلت لها : حتى أختار وحده حمراء وحلوة ، نحن في بلادنا من طبعنا نطبطب ع البطيخ قبل ما نشتريه ..
قالت لي المرأه ممكن تطبطب على بطيخة وتختارها لي
أنا عملت نفسي خبير بالبطيخ وصرت أطبطب إلى أن اخترت وحدة لها..
قالت لي : danköschen (يعني شكراً) لكن ممكن أعرف أنت من أي بلد..؟
قلت لها : أنا يمني .. إبتسمت وقالت : ياريت تطبطبوا على السياسيين والمسئولين الذين عندكم قبل ماتختاروهم للحكومة..!؟
يمني مقيم بألمانيا يقول : رحت اشتري بطيخة من أحد الأسواق الألمانية وكالعادة صرت أطبطب على البطيخ حتى أخترت وحده
سيدة المانية كانت قريبة مني سألتني : ليش تطبطب على الحبحب ؟!
قلت لها : حتى أختار وحده حمراء وحلوة ، نحن في بلادنا من طبعنا نطبطب ع البطيخ قبل ما نشتريه ..
قالت لي المرأه ممكن تطبطب على بطيخة وتختارها لي
أنا عملت نفسي خبير بالبطيخ وصرت أطبطب إلى أن اخترت وحدة لها..
قالت لي : danköschen (يعني شكراً) لكن ممكن أعرف أنت من أي بلد..؟
قلت لها : أنا يمني .. إبتسمت وقالت : ياريت تطبطبوا على السياسيين والمسئولين الذين عندكم قبل ماتختاروهم للحكومة..!؟
أصداء على كتابات بعض تفاصيل حياتي:
محمد اللوزي ناقد وكاتب:
كأنه مطر يحيي خامل الجذور.. هذا الحب الذي انصهرت به وفتحت نوافذه للجميع ليطل منها على عالم جميل على روعة الاحساس.. غزارة التداعيات.. فن الحرف وهو يسكب عطره على عالم من الهيام واللوعة التي تشكل منها عالمنا نحن أيضا..
أي هبة هي هيفاء التي جعلتك تموسق المعنى وننشده حثيثا معك.. نصعد ونهبط ونتوقع ونجن أيضا بهذه الروح التي تتفنن بدقة عالية في صياغة المشاعر حتى لانكاد نرتوي.
هذا عالم لانقدر عليه ونحبذ المضي فيه ونريدنا فيه أسرى ومكبلين. كانت هيفاء سيمفونية وجود وبارق أمل لم تستطع البوح لها لكنها في ذات السياق حطت رحالها. الموجع أكثر اكتشافها لحبك وشعورها نحوك ولكن بعد فوات الأوان ياله من حب معتق وموجع بآهاته وتحولاته وبهيفاء التي تجلت بمعناها الجميل وشرودها نحوك لولا خجلك الذي أعاق مسيرة حب كانت ستتوج بالانتصار الحقيقي للقلب. لكنه القدر الذي شاء أن يحفر أخاديد في القلب لكليكما ويدع الذكرى تصفع وجه الزمن الذي فر من بين الأصابع وترك عالما من الاخفاق الذي بقي مترسبا في اعماق أنبتت هذا الجميل من القول. من الحبكة الدرامية التي جعلتها أقرب الى شريط سينمائي بينك وهيفاء التي هي الاخرى كانت تجوب ارجاءك بحالة تساؤل.
عنئك. مؤلم وقاس ولايغفر له ذنب من اخبرها انك متزوج لقد وضع سياجا كبيرا بينكما. وتبقى الذكرى هي هذا الإبداع الكبير. لروحك المحبة على الدوام أيها الشقي حبا ونضالا لايكف في الانتصار لما هو إنساني. الحب. الحب الحب
محمد اللوزي ناقد وكاتب:
كأنه مطر يحيي خامل الجذور.. هذا الحب الذي انصهرت به وفتحت نوافذه للجميع ليطل منها على عالم جميل على روعة الاحساس.. غزارة التداعيات.. فن الحرف وهو يسكب عطره على عالم من الهيام واللوعة التي تشكل منها عالمنا نحن أيضا..
أي هبة هي هيفاء التي جعلتك تموسق المعنى وننشده حثيثا معك.. نصعد ونهبط ونتوقع ونجن أيضا بهذه الروح التي تتفنن بدقة عالية في صياغة المشاعر حتى لانكاد نرتوي.
هذا عالم لانقدر عليه ونحبذ المضي فيه ونريدنا فيه أسرى ومكبلين. كانت هيفاء سيمفونية وجود وبارق أمل لم تستطع البوح لها لكنها في ذات السياق حطت رحالها. الموجع أكثر اكتشافها لحبك وشعورها نحوك ولكن بعد فوات الأوان ياله من حب معتق وموجع بآهاته وتحولاته وبهيفاء التي تجلت بمعناها الجميل وشرودها نحوك لولا خجلك الذي أعاق مسيرة حب كانت ستتوج بالانتصار الحقيقي للقلب. لكنه القدر الذي شاء أن يحفر أخاديد في القلب لكليكما ويدع الذكرى تصفع وجه الزمن الذي فر من بين الأصابع وترك عالما من الاخفاق الذي بقي مترسبا في اعماق أنبتت هذا الجميل من القول. من الحبكة الدرامية التي جعلتها أقرب الى شريط سينمائي بينك وهيفاء التي هي الاخرى كانت تجوب ارجاءك بحالة تساؤل.
عنئك. مؤلم وقاس ولايغفر له ذنب من اخبرها انك متزوج لقد وضع سياجا كبيرا بينكما. وتبقى الذكرى هي هذا الإبداع الكبير. لروحك المحبة على الدوام أيها الشقي حبا ونضالا لايكف في الانتصار لما هو إنساني. الحب. الحب الحب
(2)
درس صادم في أول مقيل قات في صنعاء
في عدن قبل عام 1990 أو بالأحرى قبل الوحدة، كان لا يتم تعاطى القات وبيعه إلا في الإجازات والعطل الرسمية، ويومي الخميس والجمعة من كل أسبوع، أما في غير تلك الأيام فالعقوبة بمقتضى القانون زاجرة، وتنفيذها يتم بصرامة.. سمعتُ عن قصة ذلك الرجل الذي أبلغ به جاره أنه يتعاطى القات سرا في بيته بدار سعد، فتم القبض عليه، ومحاكمته، والحكم عليه بالحبس سنتين مع النفاذ..
بعد الوحدة تم نقلي من عدن للعمل في صنعاء، وخلال إقامتي فيها، شاهدت معظم المجتمع يتعاطى القات على مدار الأسبوع.. أكثر الأسواق المزدحمة، وأكثرها صخبا وضجيجا في صنعاء هي أسواق القات.. بعض الأشخاص يتعاطون القات مرة واحدة في اليوم، وبعضهم مرتين، أو ما يعرف بنظام "الشوطين"، والبعض يزيد عليها ما تُسمّى بـ "التفذيحة"..
شاهدتُ أطفال أعمارهم بين العاشرة والثامنة عشر سنة، يتعاطون القات، منفلتين ومتشردين وعاملين في مهن، وبعضهم يتعاطونه برعاية آبائهم وتشجيعهم، والبعض بعلم أسرهم.. وبعض الزوجات يتعاطين القات مع أزواجهن، أو برعايتهم ودرايتهم, وسمعت عن مجالس "تفرطه" النساء اللاتي يتعاطين فيها القات.. الحقيقة أن الذي يأتي من خارج بيئة القات، يستطيع أن يعرف حجم الكارثة المجتمعية ومدى خطورتها..
عرفت أصدقاء لا يهتموا بالغذاء الجيد، ولكنه يهتموا بالقات الجيد.. وآخرين نفقات تعاطيهم القات أكثر من نفقات غذائهم.. أصدقاء يعيشون على وجبة واحدة يومياُ، ولكنهم يتعاطون القات بانتظام على نحو يومي أو شبه يومي.. ينامون دون عشاء، ويواصلون نومهم الى وقت الظهيرة، ثم يتغدون ويشترون القات بقيمة تصل إلى ضعف قيمة وجبة غذائهم.. بعضهم يعمل ويهدر أجر عمله من أجل أن يتعاطى القات كل يوم، فيما يأكل على نحو يبقيه فقط على قيد الحياة والعمل بالكاد.. إنه مجتمع ينتحر..
كان يفترض وفق ما تم الاتفاق عليه بين قيادة الشطرين لقيام الوحدة اليمنية، أن يتم العمل بما هو إيجابي من قوانين الشطرين، ويفترض أن يتم التشريع بما هو أفضل من قوانين الشطرين، ولكن ما حدث في التشريع وما تم تكريسه في الواقع كان عكس هذا تماما.. ثم جاءت حرب 1994 والتي انتهت باستقواء المنتصر، ومن ثم سير الأمور من سيء إلى أسوأ، وتراكم على تراكم، وفساد على فساد، وحروب على حروب، ليصل الوضع إلى ما وصل إليه اليوم، حتى بات عصيا على التوصيف أو حتى على التسمية.. ولا يمكن لطرف سياسي أو قوى سياسية أن تتحلل من المسؤولية، أو تدّعي أنها لم تساهم بما حدث بنسبة وصيغة ما.. كل الأطراف والقوى السياسية ولاسيما الرئيسية منها قد ارتكبت الخطايا لا الأخطاء، بحق هذا الشعب والوطن..
كان القات في الوعي الجمعي أو السائد ينظر إليه باعتباره يستحث النشاط والجهد والتفكير، فضلا عن كونه وسيلة مهمة لجمع الأصدقاء والزملاء، بل والتعارف أيضا حتى مع الغرباء.. يوثق العلاقات، ويشرح النفوس، ويجلب النشاط والانتشاء، وينشِّط المجهود والذاكرة.. يثير الجدل السياسي، وغير السياسي.. يبعث مشاعر الدفء بين الحاضرين، وربما الحميمية في بعض الأحيان.. أما الأطفال فكانوا يشعرون بالندية والرجولة وهم يتعاطون القات.. غير أن الأكثر من كارثة أن أخطر القوانين والقرارات والسياسيات التي تمس الشعب أو بعض من فئاته، كان مصدرها مجالس القات، وغرف المقيل المغلقة، ولازال هذا قائما إلى اليوم، وربما على نحو أكبر، عند من بقي له قرار..
بعد قدومي إلى صنعاء ومضي فترة وجيزة أحسست إن لم أتعاط القات سأعيش منبوذا وحيدا معزولا منكفئا على الذات.. ومع ذلك خضت صراعا طويلا مع القات قبل أن أدمنه.. شعرت أنني في مجتمع مدمن ومخدر يجمعه القات، وفيه يبدو السوي شاذا، ويبدو الشاذ سوياً.. القاعدة تتحول إلى استثناء والاستثناء يتحول إلى قاعده.. الصحيح يبدو في نظر "المجتمع الخطأ" خطاء، والخطاء يبدو صحيحا في وعي هذا المجتمع .. لم أكن محل سلطة وليس بإمكاني أن أصدر قوانيني لأعممها على المجتمع، ولا قدرة أرغم فيها المجتمع على إنفاذها من غير سلطة.. لا بأس من الميل قليلا.. هكذا ربما فكرت..
اشتريت مساند ومداكي محشوة بنشارة الخشب وألياف أخرى لا أدري صنفها، وربما بعضها صنعناها نحن في البيت بعد أن حشيناها بأشياء أخرى مثل أقمشه قديمة، وذلك كاحتياط أو لسد النقص عند الاحتياج.. كان مقيلي الأول في صنعاء يظم لفيف من الأصدقاء والزملاء والأصهار، جميعهم يتعاطون القات، باستثناء اثنين، هما رفيقي جازم، وزميلي وصديقي وجاري منصر الواحدي.. أما أنا فهناك من حملني أن أقع "أعورا بين العوران" كما جاء في المثل الشعبي، ولاسيما أنني كنت المستضيف للمقيل، وأرغمتُ على التخزين فيه..
صهري محمد المطري "مبحشم" كبير، ومولعي قات من الدرجة الأولى، وبمثابرة يومية لا تنقطع إلا لظرف قاهر، كمرض شديد الوطأة ألزمه الفراش.. خبرته في القات والتخزين والكيف ضاربة جذورها في مدى أربعة أو خمسة عقود متوالية من عمره..
عزمت صهري محمد المطري إلى المقيل معي في أول يوم افتتاح لي
درس صادم في أول مقيل قات في صنعاء
في عدن قبل عام 1990 أو بالأحرى قبل الوحدة، كان لا يتم تعاطى القات وبيعه إلا في الإجازات والعطل الرسمية، ويومي الخميس والجمعة من كل أسبوع، أما في غير تلك الأيام فالعقوبة بمقتضى القانون زاجرة، وتنفيذها يتم بصرامة.. سمعتُ عن قصة ذلك الرجل الذي أبلغ به جاره أنه يتعاطى القات سرا في بيته بدار سعد، فتم القبض عليه، ومحاكمته، والحكم عليه بالحبس سنتين مع النفاذ..
بعد الوحدة تم نقلي من عدن للعمل في صنعاء، وخلال إقامتي فيها، شاهدت معظم المجتمع يتعاطى القات على مدار الأسبوع.. أكثر الأسواق المزدحمة، وأكثرها صخبا وضجيجا في صنعاء هي أسواق القات.. بعض الأشخاص يتعاطون القات مرة واحدة في اليوم، وبعضهم مرتين، أو ما يعرف بنظام "الشوطين"، والبعض يزيد عليها ما تُسمّى بـ "التفذيحة"..
شاهدتُ أطفال أعمارهم بين العاشرة والثامنة عشر سنة، يتعاطون القات، منفلتين ومتشردين وعاملين في مهن، وبعضهم يتعاطونه برعاية آبائهم وتشجيعهم، والبعض بعلم أسرهم.. وبعض الزوجات يتعاطين القات مع أزواجهن، أو برعايتهم ودرايتهم, وسمعت عن مجالس "تفرطه" النساء اللاتي يتعاطين فيها القات.. الحقيقة أن الذي يأتي من خارج بيئة القات، يستطيع أن يعرف حجم الكارثة المجتمعية ومدى خطورتها..
عرفت أصدقاء لا يهتموا بالغذاء الجيد، ولكنه يهتموا بالقات الجيد.. وآخرين نفقات تعاطيهم القات أكثر من نفقات غذائهم.. أصدقاء يعيشون على وجبة واحدة يومياُ، ولكنهم يتعاطون القات بانتظام على نحو يومي أو شبه يومي.. ينامون دون عشاء، ويواصلون نومهم الى وقت الظهيرة، ثم يتغدون ويشترون القات بقيمة تصل إلى ضعف قيمة وجبة غذائهم.. بعضهم يعمل ويهدر أجر عمله من أجل أن يتعاطى القات كل يوم، فيما يأكل على نحو يبقيه فقط على قيد الحياة والعمل بالكاد.. إنه مجتمع ينتحر..
كان يفترض وفق ما تم الاتفاق عليه بين قيادة الشطرين لقيام الوحدة اليمنية، أن يتم العمل بما هو إيجابي من قوانين الشطرين، ويفترض أن يتم التشريع بما هو أفضل من قوانين الشطرين، ولكن ما حدث في التشريع وما تم تكريسه في الواقع كان عكس هذا تماما.. ثم جاءت حرب 1994 والتي انتهت باستقواء المنتصر، ومن ثم سير الأمور من سيء إلى أسوأ، وتراكم على تراكم، وفساد على فساد، وحروب على حروب، ليصل الوضع إلى ما وصل إليه اليوم، حتى بات عصيا على التوصيف أو حتى على التسمية.. ولا يمكن لطرف سياسي أو قوى سياسية أن تتحلل من المسؤولية، أو تدّعي أنها لم تساهم بما حدث بنسبة وصيغة ما.. كل الأطراف والقوى السياسية ولاسيما الرئيسية منها قد ارتكبت الخطايا لا الأخطاء، بحق هذا الشعب والوطن..
كان القات في الوعي الجمعي أو السائد ينظر إليه باعتباره يستحث النشاط والجهد والتفكير، فضلا عن كونه وسيلة مهمة لجمع الأصدقاء والزملاء، بل والتعارف أيضا حتى مع الغرباء.. يوثق العلاقات، ويشرح النفوس، ويجلب النشاط والانتشاء، وينشِّط المجهود والذاكرة.. يثير الجدل السياسي، وغير السياسي.. يبعث مشاعر الدفء بين الحاضرين، وربما الحميمية في بعض الأحيان.. أما الأطفال فكانوا يشعرون بالندية والرجولة وهم يتعاطون القات.. غير أن الأكثر من كارثة أن أخطر القوانين والقرارات والسياسيات التي تمس الشعب أو بعض من فئاته، كان مصدرها مجالس القات، وغرف المقيل المغلقة، ولازال هذا قائما إلى اليوم، وربما على نحو أكبر، عند من بقي له قرار..
بعد قدومي إلى صنعاء ومضي فترة وجيزة أحسست إن لم أتعاط القات سأعيش منبوذا وحيدا معزولا منكفئا على الذات.. ومع ذلك خضت صراعا طويلا مع القات قبل أن أدمنه.. شعرت أنني في مجتمع مدمن ومخدر يجمعه القات، وفيه يبدو السوي شاذا، ويبدو الشاذ سوياً.. القاعدة تتحول إلى استثناء والاستثناء يتحول إلى قاعده.. الصحيح يبدو في نظر "المجتمع الخطأ" خطاء، والخطاء يبدو صحيحا في وعي هذا المجتمع .. لم أكن محل سلطة وليس بإمكاني أن أصدر قوانيني لأعممها على المجتمع، ولا قدرة أرغم فيها المجتمع على إنفاذها من غير سلطة.. لا بأس من الميل قليلا.. هكذا ربما فكرت..
اشتريت مساند ومداكي محشوة بنشارة الخشب وألياف أخرى لا أدري صنفها، وربما بعضها صنعناها نحن في البيت بعد أن حشيناها بأشياء أخرى مثل أقمشه قديمة، وذلك كاحتياط أو لسد النقص عند الاحتياج.. كان مقيلي الأول في صنعاء يظم لفيف من الأصدقاء والزملاء والأصهار، جميعهم يتعاطون القات، باستثناء اثنين، هما رفيقي جازم، وزميلي وصديقي وجاري منصر الواحدي.. أما أنا فهناك من حملني أن أقع "أعورا بين العوران" كما جاء في المثل الشعبي، ولاسيما أنني كنت المستضيف للمقيل، وأرغمتُ على التخزين فيه..
صهري محمد المطري "مبحشم" كبير، ومولعي قات من الدرجة الأولى، وبمثابرة يومية لا تنقطع إلا لظرف قاهر، كمرض شديد الوطأة ألزمه الفراش.. خبرته في القات والتخزين والكيف ضاربة جذورها في مدى أربعة أو خمسة عقود متوالية من عمره..
عزمت صهري محمد المطري إلى المقيل معي في أول يوم افتتاح لي