الحب الناقص نصفه
(7)
بوح أول
• لطالما تمنيت يا هيفاء أن أكون دمعة حزن في محاجر عينيك.. مسحة حزن خفيفة على ملامحك الحالمة.. الحزن أيضا يزيد عينيك سحرا، ويضفي على تفاصيل وجهك جمالا وجاذبية.. ما أجمل أن أقاسمك حزنك واتبارك فيه، وأتبرك به.. من هذا الذي لا حزن له؟!
• تمنيت أن أكون خصلة أو جديلة في مفرقك.. تطير عاليا خارج المدار.. تسافر إلى الأقاص البعيدة.. تعرج بي إلى السماء.. نستكشف مجاهيل مكتوبنا، وما خطه في اللوح القلم، ونجيب على كل الأسئلة..
• لازلت أذكر وأنت تفرقين جدائل شعرك صرتين، واحدة على اليمين والثانية على اليسار، وكنتُ بين المفارق والضفائر، مصلوبا بالسؤال: لماذا لا تطلقين سراح شعرك للريح والبحر والنسائم؟!!
• أبحث عنك في كل فسحة، وبعد كل درس وحصة، كالحروف الشاردة عن كلماتها، والكلمات الباحثة عن نقاطها التائهة.. دونك الكلمات لا ملح ولا سكر، ولا في الشعر قصائد.. عندما أراك أطعم الأشياء، وأرى الألوان البهيجة.. أرى الحروف محار، وأرى الجواهر في القصيدة.. دونك أشعر بالفراغ يحيطني، ويفرقع داخلي احباطا وخيبة..
• أنا الحروف الشاردة في الفضاءات القصية، أبحث عن نقاطي الهاربة!! كيف لي أن أكتب القصيدة، وأنا الذي أستغرقه الفشل؟!! لازال نصفي يبحث عن نصفه الهارب في الآماد البعيدة؟!! كيف لانكسارات الحروف أن تستعيد العافية؟!! وكيف للحروف الشاردة أن تصنع القصيدة في دوحة الشعر الجزيل؟!
• كتبت عن عينيك يا هيفاء، بجراح غائرة في الروح، وفاه فاغر يبلعني كل يوم مرتين.. حاولت أستعيد نصفي وأسترد بعضك في لواحظي، ولكن عينيك كانت عنِّي شاردة.. فإن رمتك سهامي عادت خائبة، لتصيب قلبي الذي أنفطر بحب التي لا تحبني.. من يصنع الكيمياء بين أرواح البشر؟!
• حاولت أن أشحذ سهامي في جحيمي الذي يصطليني.. أسنها بلواعجي وأواري التي أخبيتها.. أردت أن أقصف بصواعقي قلب الحبيب، و يا ليتني ما فعلت، فكل صواعقي عادت تفجرني بألف خيبة وصاعقة.. أنا المحب الذي أثقل الحب كاهله، وأثخنه ألف مصاب وجرح..
• كنتِ تنامين يا هيفاء تحت جفوني كل مساء وتصبحين.. تمرين جواري خفيفة كنسمة بحر منعشة، أو إشراقة صبح جميل، ممشوقة كآية في امتشاق القوام، آسرة المشاعر كالمعجزة .. تسيرين سير الحمام، فيزجل داخلي الحب الجميل.. وإذا ألقيتي عليّ السلام، كان سلامك قنطرة تسقي روحي العاطشة، وتمدها بالأكسجين.. وعندما عني تعرضين، أشعر بهول الكارثة..
• لطالما تمنيت أن أكون قلما ودفترا وممحاة في حقيبتك.. أسافر فيما تكتبين دون عودة.. لوحة رسم معلقة على حائط غرفة نومك، تسافرين في تفاصيلها قبل كل غفوة.. وسادة تضعينها تحت خدك عندما تخلدين إلى النوم، وتحلقين مع الأحلام السعيدة.. قنينة عطر تشتاق لك في كل حين.. هدية ملفوفة بالضوء تبحث عنك في الدروب والأمكنة.. شرفة يملأها وردك الفواح بالأريج.. سترتك ومناديلك وكل التفاصيل في خزانتك، إلى المرآة وساعة الحائط وحتى أحمر الشفاه وطلاء الأظافر.. إنه الحب المتيم، والمستبد على الشوارب..
• ولكن كان الختام غير مسك، وكان الفراق.. استهلكت روحي في عناء السفر والزمن المسافر، وعندما أدرك اليأس اللحاق، وبات طول الانتظار دون لقاء أو مجيء أو أمل، ومسافات البين تزداد بيننا، وختامها غير الطريق، كان السؤال: كيف لي أن أدركك!! ومسافات البين تترامى في المدى، ومسافاتي التي قطعتها خائبة تحبو في القاع السحيق..
• استجمع روحي المهشمة والمتطايرة كالزجاج، أحاول بيأس أشد إليّ شواردك، ولكن صوتي مهما علا لا يصل إلى أطراف مسامعك، ويتلاشى صداه في المسافات الطويلة، وبقي حولك زحام المتحلقين وضجيجهم.. ونحسي المثابر بات يعترض كل معابري، وأنا الذي قالوا في يوم ميلادي أنني صاحب البخت السعيد..
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
يتبع
بعض من تفاصيل حياتي
(7)
بوح أول
• لطالما تمنيت يا هيفاء أن أكون دمعة حزن في محاجر عينيك.. مسحة حزن خفيفة على ملامحك الحالمة.. الحزن أيضا يزيد عينيك سحرا، ويضفي على تفاصيل وجهك جمالا وجاذبية.. ما أجمل أن أقاسمك حزنك واتبارك فيه، وأتبرك به.. من هذا الذي لا حزن له؟!
• تمنيت أن أكون خصلة أو جديلة في مفرقك.. تطير عاليا خارج المدار.. تسافر إلى الأقاص البعيدة.. تعرج بي إلى السماء.. نستكشف مجاهيل مكتوبنا، وما خطه في اللوح القلم، ونجيب على كل الأسئلة..
• لازلت أذكر وأنت تفرقين جدائل شعرك صرتين، واحدة على اليمين والثانية على اليسار، وكنتُ بين المفارق والضفائر، مصلوبا بالسؤال: لماذا لا تطلقين سراح شعرك للريح والبحر والنسائم؟!!
• أبحث عنك في كل فسحة، وبعد كل درس وحصة، كالحروف الشاردة عن كلماتها، والكلمات الباحثة عن نقاطها التائهة.. دونك الكلمات لا ملح ولا سكر، ولا في الشعر قصائد.. عندما أراك أطعم الأشياء، وأرى الألوان البهيجة.. أرى الحروف محار، وأرى الجواهر في القصيدة.. دونك أشعر بالفراغ يحيطني، ويفرقع داخلي احباطا وخيبة..
• أنا الحروف الشاردة في الفضاءات القصية، أبحث عن نقاطي الهاربة!! كيف لي أن أكتب القصيدة، وأنا الذي أستغرقه الفشل؟!! لازال نصفي يبحث عن نصفه الهارب في الآماد البعيدة؟!! كيف لانكسارات الحروف أن تستعيد العافية؟!! وكيف للحروف الشاردة أن تصنع القصيدة في دوحة الشعر الجزيل؟!
• كتبت عن عينيك يا هيفاء، بجراح غائرة في الروح، وفاه فاغر يبلعني كل يوم مرتين.. حاولت أستعيد نصفي وأسترد بعضك في لواحظي، ولكن عينيك كانت عنِّي شاردة.. فإن رمتك سهامي عادت خائبة، لتصيب قلبي الذي أنفطر بحب التي لا تحبني.. من يصنع الكيمياء بين أرواح البشر؟!
• حاولت أن أشحذ سهامي في جحيمي الذي يصطليني.. أسنها بلواعجي وأواري التي أخبيتها.. أردت أن أقصف بصواعقي قلب الحبيب، و يا ليتني ما فعلت، فكل صواعقي عادت تفجرني بألف خيبة وصاعقة.. أنا المحب الذي أثقل الحب كاهله، وأثخنه ألف مصاب وجرح..
• كنتِ تنامين يا هيفاء تحت جفوني كل مساء وتصبحين.. تمرين جواري خفيفة كنسمة بحر منعشة، أو إشراقة صبح جميل، ممشوقة كآية في امتشاق القوام، آسرة المشاعر كالمعجزة .. تسيرين سير الحمام، فيزجل داخلي الحب الجميل.. وإذا ألقيتي عليّ السلام، كان سلامك قنطرة تسقي روحي العاطشة، وتمدها بالأكسجين.. وعندما عني تعرضين، أشعر بهول الكارثة..
• لطالما تمنيت أن أكون قلما ودفترا وممحاة في حقيبتك.. أسافر فيما تكتبين دون عودة.. لوحة رسم معلقة على حائط غرفة نومك، تسافرين في تفاصيلها قبل كل غفوة.. وسادة تضعينها تحت خدك عندما تخلدين إلى النوم، وتحلقين مع الأحلام السعيدة.. قنينة عطر تشتاق لك في كل حين.. هدية ملفوفة بالضوء تبحث عنك في الدروب والأمكنة.. شرفة يملأها وردك الفواح بالأريج.. سترتك ومناديلك وكل التفاصيل في خزانتك، إلى المرآة وساعة الحائط وحتى أحمر الشفاه وطلاء الأظافر.. إنه الحب المتيم، والمستبد على الشوارب..
• ولكن كان الختام غير مسك، وكان الفراق.. استهلكت روحي في عناء السفر والزمن المسافر، وعندما أدرك اليأس اللحاق، وبات طول الانتظار دون لقاء أو مجيء أو أمل، ومسافات البين تزداد بيننا، وختامها غير الطريق، كان السؤال: كيف لي أن أدركك!! ومسافات البين تترامى في المدى، ومسافاتي التي قطعتها خائبة تحبو في القاع السحيق..
• استجمع روحي المهشمة والمتطايرة كالزجاج، أحاول بيأس أشد إليّ شواردك، ولكن صوتي مهما علا لا يصل إلى أطراف مسامعك، ويتلاشى صداه في المسافات الطويلة، وبقي حولك زحام المتحلقين وضجيجهم.. ونحسي المثابر بات يعترض كل معابري، وأنا الذي قالوا في يوم ميلادي أنني صاحب البخت السعيد..
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
يتبع
بعض من تفاصيل حياتي
من يحذف أصدقائي دوما
طالما أنا لا أحذفهم .. ولا هم يحذفوا صداقتي
راقبت ذلك مرارا.. ثم تأتيني طلبات صداقة
وقد أستوفيت 5000 صديق
طالما أنا لا أحذفهم .. ولا هم يحذفوا صداقتي
راقبت ذلك مرارا.. ثم تأتيني طلبات صداقة
وقد أستوفيت 5000 صديق
دوما نتعلم بكلفة باهضة
لا بأس أن نسأل:
كم نحتاج من الكلفة لنطلق سراح المعتقلين؟!
هل ننتظر كورونا لنطلقهم بعد أن يكون قد حصد نصفهم؟
لا بأس أن نسأل:
كم نحتاج من الكلفة لنطلق سراح المعتقلين؟!
هل ننتظر كورونا لنطلقهم بعد أن يكون قد حصد نصفهم؟
الحب الناقص نصفه
(8)
بوح ثاني
• كنت أخبي حبي في نفقي السري العميق، وأسد منافذه ومنافسه، وأخرج من دهاليزي ألبس الأقنعة، ليكمل السر ذروته ودورته.. أغلي في مرجلي، واكتم صوت غلياني، وأحاصر الأبخرة، لأسوقها إلى قنينة نبيذي، لأسكر بأوجاعي الصامتة.. لطالما حرصت أن لا يعرف الصمت عما الذي فيني يجيش، وماذا يحدث في أعماقي السحيقة.. منعت نفسي عن نفسي، ومنعتُ الصمت أن يسمع صمتي، وهواجسي التي تجوس وتغلي داخلي..
• أغير عليك دون أن تعلمين، أو يعلم أحد.. غيرتي كبلتها بناري وأصفاد الحديد، وألجمت جنوني المحتدم تحت قشرة الأرض السمكية، ولم تفكر غيرتي يوما أن تفرض الحجاب على الصباح الندي، ولا ضرب البراقع على شروق الشمس، ولا أسدل سواد الموت على وجه القمر..
• كنت أقمع نشيجي، وأسحق بقسوة صهيل خيولي.. سلطتي على نفسي كانت مُفرطة.. أتظاهر بالسكينة والدعة والسلام الداخلي، فيما معاناتي وآلامي تزيد، ووجع الحقيقة أشد.. يا لعمري وأحماله الثقال، وما الجمل يوما شكى لصاحبه بآه، وقال له إن أحمالي ثقيلة.. مجرم أنا بحق بوحي الذي لطالما ظللت أقمعه، وأخنقه لسنوات طوال..
• من حق الأقنعة أن تشكو قُبحنا، وقد ضاقت ذرعا بنا، وأرعبها طغياننا ونفاقنا، وما نداريه من التوحش والقتامة.. ويل لمجتمع كذوب ومنافق من الحضانة إلى يوم القيامة.. كان إبليس يكره الأقنعة.. فهل يستحق أن نشكره؟!!
• لقد أحسست يا “هيفاء” يوما أنني صرت جلادا وسجّانا، وأنا أحبس صهيلي في السراديب السحيقة.. وأخنق بوحي وحبي في مدافني وأنفاقي العميقة.. أقمع أجمل المشاعر بقسوة جلاد وطاغ..
• إذا غبتِ يوما عن الجامعة، أهوي إلى قاع الجحيم.. ما أقوى اشتياقي والحنين.. يا لعمر مهدر ومصلوب وخائب.. يا لخيباتي الكثار التي أتخمتني حد الانفجار، وأقداري التي خذلت مُناي، وكان عليها أن تخبرك، أن هناك شاب بحبك يموت أو يحتضر.
• أحدث نفسي وأسأل: كم هذه الأقدار علينا قاسية، وهي ترفض نقل إحساسي إليك.. كان قلبي يخفق ويضطرب كعاصفة، فيما أنتِ كجلمود صخر لا تحسين ولا تشعرين.. كنت وأنا أحدثك أشعر إن أقداري لم تتقن صناعة جهازي العصبي، وأن فيه ألف خلل، وأنا أعيش لحظة إرباك أمامك، وكأن على رأسي يقف ألف عفريت وطير..
• قطعاً كنتِ تلاحظين جزعي وخجلي وارتباكِ، وتفاصيل وجهي والجسد، إن تقابلنا أو تحدثنا في لقاء عابر.. ألم تسألين نفسك يوما ما سر هذا الارتباك الذي يحس به التراب الذي أقف عليه؟!.. هل كنتِ ضريرة؟! أم كان غبائك فاحشا حد الذي لا يرى اضطراب شجرة في وجه العاصفة!!
• أستحضر روحك كل ليلة، محاولا أن أبلغك رسائلي، وأعلمك بما يدور داخلي.. حاولت بحواسي فوق الخامسة أن أبلغك بعض ما يجيش من حب لا يُحتمل، يشب في صدري كالبراكين العنيفة، وفي غمرة المحاولة اكتشفت أني وحواسي نعاني من عطب كبير..
• توعكت بك حتى خانتني الحواس، وقتلتني تلك التي تفانت في إخلاصها حرصا عليك، ومن الحرص ما فعل الدب بصاحبه.. ما عهدتُ الحرص يوما مُضلل وكاذب.. كنت حر طليق، والكاذب من أبلغك أنني قد صرت أبا، وأن لي زوجة جميلة.. إنه الكيد المظلل والأكيد.. ما يكبح الطيش بالمكايد والمفاسد يا مُخلصين..
• أكل الحزن والغياب ما أشتهى من عمري، وضاع مني الحلم الجميل، ورغم ذلك لازلت أنبض بحنين الذكريات، أحاول أن أستعيد ذكرى بعض من عمر هرب، ولم أدركه لأبوح له بأشجان لها طعم النبيذ المعتق بحنين السنين الطوال..
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
يتبع..
بعض من تفاصيل حياتي
(8)
بوح ثاني
• كنت أخبي حبي في نفقي السري العميق، وأسد منافذه ومنافسه، وأخرج من دهاليزي ألبس الأقنعة، ليكمل السر ذروته ودورته.. أغلي في مرجلي، واكتم صوت غلياني، وأحاصر الأبخرة، لأسوقها إلى قنينة نبيذي، لأسكر بأوجاعي الصامتة.. لطالما حرصت أن لا يعرف الصمت عما الذي فيني يجيش، وماذا يحدث في أعماقي السحيقة.. منعت نفسي عن نفسي، ومنعتُ الصمت أن يسمع صمتي، وهواجسي التي تجوس وتغلي داخلي..
• أغير عليك دون أن تعلمين، أو يعلم أحد.. غيرتي كبلتها بناري وأصفاد الحديد، وألجمت جنوني المحتدم تحت قشرة الأرض السمكية، ولم تفكر غيرتي يوما أن تفرض الحجاب على الصباح الندي، ولا ضرب البراقع على شروق الشمس، ولا أسدل سواد الموت على وجه القمر..
• كنت أقمع نشيجي، وأسحق بقسوة صهيل خيولي.. سلطتي على نفسي كانت مُفرطة.. أتظاهر بالسكينة والدعة والسلام الداخلي، فيما معاناتي وآلامي تزيد، ووجع الحقيقة أشد.. يا لعمري وأحماله الثقال، وما الجمل يوما شكى لصاحبه بآه، وقال له إن أحمالي ثقيلة.. مجرم أنا بحق بوحي الذي لطالما ظللت أقمعه، وأخنقه لسنوات طوال..
• من حق الأقنعة أن تشكو قُبحنا، وقد ضاقت ذرعا بنا، وأرعبها طغياننا ونفاقنا، وما نداريه من التوحش والقتامة.. ويل لمجتمع كذوب ومنافق من الحضانة إلى يوم القيامة.. كان إبليس يكره الأقنعة.. فهل يستحق أن نشكره؟!!
• لقد أحسست يا “هيفاء” يوما أنني صرت جلادا وسجّانا، وأنا أحبس صهيلي في السراديب السحيقة.. وأخنق بوحي وحبي في مدافني وأنفاقي العميقة.. أقمع أجمل المشاعر بقسوة جلاد وطاغ..
• إذا غبتِ يوما عن الجامعة، أهوي إلى قاع الجحيم.. ما أقوى اشتياقي والحنين.. يا لعمر مهدر ومصلوب وخائب.. يا لخيباتي الكثار التي أتخمتني حد الانفجار، وأقداري التي خذلت مُناي، وكان عليها أن تخبرك، أن هناك شاب بحبك يموت أو يحتضر.
• أحدث نفسي وأسأل: كم هذه الأقدار علينا قاسية، وهي ترفض نقل إحساسي إليك.. كان قلبي يخفق ويضطرب كعاصفة، فيما أنتِ كجلمود صخر لا تحسين ولا تشعرين.. كنت وأنا أحدثك أشعر إن أقداري لم تتقن صناعة جهازي العصبي، وأن فيه ألف خلل، وأنا أعيش لحظة إرباك أمامك، وكأن على رأسي يقف ألف عفريت وطير..
• قطعاً كنتِ تلاحظين جزعي وخجلي وارتباكِ، وتفاصيل وجهي والجسد، إن تقابلنا أو تحدثنا في لقاء عابر.. ألم تسألين نفسك يوما ما سر هذا الارتباك الذي يحس به التراب الذي أقف عليه؟!.. هل كنتِ ضريرة؟! أم كان غبائك فاحشا حد الذي لا يرى اضطراب شجرة في وجه العاصفة!!
• أستحضر روحك كل ليلة، محاولا أن أبلغك رسائلي، وأعلمك بما يدور داخلي.. حاولت بحواسي فوق الخامسة أن أبلغك بعض ما يجيش من حب لا يُحتمل، يشب في صدري كالبراكين العنيفة، وفي غمرة المحاولة اكتشفت أني وحواسي نعاني من عطب كبير..
• توعكت بك حتى خانتني الحواس، وقتلتني تلك التي تفانت في إخلاصها حرصا عليك، ومن الحرص ما فعل الدب بصاحبه.. ما عهدتُ الحرص يوما مُضلل وكاذب.. كنت حر طليق، والكاذب من أبلغك أنني قد صرت أبا، وأن لي زوجة جميلة.. إنه الكيد المظلل والأكيد.. ما يكبح الطيش بالمكايد والمفاسد يا مُخلصين..
• أكل الحزن والغياب ما أشتهى من عمري، وضاع مني الحلم الجميل، ورغم ذلك لازلت أنبض بحنين الذكريات، أحاول أن أستعيد ذكرى بعض من عمر هرب، ولم أدركه لأبوح له بأشجان لها طعم النبيذ المعتق بحنين السنين الطوال..
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
يتبع..
بعض من تفاصيل حياتي
تعازينا ومواساتنا للرفيق هايل ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﻱ في وفاة عمته يغشاها الله بواسع رحمته وعصم ذويها بالصبر والسلوان
وتبا لوزارة الصحة
وأصحاب المستشفيات الخاصة الذين رفضوا استقبالها أو إنقاذها
وتبا لوزارة الصحة
وأصحاب المستشفيات الخاصة الذين رفضوا استقبالها أو إنقاذها
الحرب وكل منّا صيرته على النقيض من صاحبه، ولكن ربما الغد يجلي ما خبى، ولربما يوما توحدنا الحقيقة ومُرّها، أو تظهر لنا تلك الحقيقة التي كانت عنّا مطمورة ومغيّبة..
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
يتبع..
بعض من تفاصيل حياتي
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
يتبع..
بعض من تفاصيل حياتي
العالم يتعرى
الراسمالية المتوحشة تتعرى..
النخب والأيديولوجيات تتعرى
المنظمات والحكام وأنظمة الحكم يتعرون
التحالف يتعرى
سلطات الأمر الواقع وسلطات المليشيات وأمراء الحرب والخونه والعملاء.. الجميع يتعرون
ويبقى السؤال:
ماذا بعد؟!
الراسمالية المتوحشة تتعرى..
النخب والأيديولوجيات تتعرى
المنظمات والحكام وأنظمة الحكم يتعرون
التحالف يتعرى
سلطات الأمر الواقع وسلطات المليشيات وأمراء الحرب والخونه والعملاء.. الجميع يتعرون
ويبقى السؤال:
ماذا بعد؟!
أعجبني..
هاني الجنيد:
مره اخي عبدالخالق مر من قرية جوار قريتنا وفي واحده تعاني من صداع مزمن وطلبت منه يكتب لها حرز عشان احنا ساده!
اخي هذا كان عاده صعلوك ولا له علاقة بكل هذه الطلافس، طلب منها ورقة وقلم وكتب لها اغنية ايوب طارش “دق القاع دقه لا تمشي دلا” وقال لها هذا حرز اربطيه بطرف المصر، وشفيت بعدها من الصداع، وبعدا كانوا يشوفوه ولي وانا اخ الولي 😂
هاني الجنيد:
مره اخي عبدالخالق مر من قرية جوار قريتنا وفي واحده تعاني من صداع مزمن وطلبت منه يكتب لها حرز عشان احنا ساده!
اخي هذا كان عاده صعلوك ولا له علاقة بكل هذه الطلافس، طلب منها ورقة وقلم وكتب لها اغنية ايوب طارش “دق القاع دقه لا تمشي دلا” وقال لها هذا حرز اربطيه بطرف المصر، وشفيت بعدها من الصداع، وبعدا كانوا يشوفوه ولي وانا اخ الولي 😂
إذا كان هذا على صعيد عزله صغيرة من مديرية فقس عليها..
. انه زمن الموت والحصار والحرب والرحيل.. كل التعازي لاهل ومحبي الراحلين..
.............
كشف باسماء المتوفين من عزلة الاعبوس :
من العشر الأواخر من رمضان إلى تاريخ 29-5-2020م .
1/ الحاج : عبد الله عبد الجبار / ظبي
2/ سحر نبيل عبد الرحمن راشد/ حارات
3/علي قائد حسان / كلبين
4/عبد المؤمن عبد الجبار العفوري/
5/زوجة الاخ: محمد ابراهيم / معشر
6/القاضي / عادل عبدة احمد الصغير
7/كرامة عبد المولى انعم الفودعي / ظبي
8/محمد احمد طاهر العبسي /
9/عصام عبر الوكيل الزبيري
10/الحاج: عبد الوهاب سعيد احمد / معشر
11/الحاج :مصطفى أحمد خالد / المحربي
12/الحاج: عبد الفتاح اسماعيل البحري / القرينة
13/عماد عبر الروؤف علي هزاع /
14/فريد وازع العيشاني
15/منصور احمد محسن / الشرف
16/نجيب سعيد محمد عبد الغني / المشاوز
17/الحجة: منيرة احمد عثمان / القرينة
18/ الحجة : رنجس محمد عبد الله
19/شفيع محمد عبده ناشر / الغليبة
20/ الحجة زعفران عبد الكافي : ارملة عمر ردمان
21/مروان محمد سعيد القاضي / التبيعة
22/نبيلة محمد سعيد القاضي / التبيعة
23/عارف ناجي سالم انعم / البوادية
24/ بسيم درهم علي مقبل/ ظبي
25/ زبنة مرشد مسعود / الجريدة
26/ الحاج محمد عبد الجبار / دعان
27/ مطيع علي عبده/ الشرف
28/ صباح نعمان حسن / الجريدة
29/ رشيد سعيد عبده حسن / الذراع
30 طارق ثابت عوض/الهجمه
31- نبيل عبدالباري سيف
32- حامد عبدالباري سيف
33-احمد ناشر عبده
34- وليد الزغير
35-عبدالسلام منصور مانع
36-عمر ردمان زنم /العذير
37- محمد راشد / المشاوز
38-رمزي طاهر علي/ العذير
39-ام شفيق عبدالوالي حمود/العذير
40-عبدالوهاب سعيدأحمد/معشر
41-علي عبد القادر العبسي
42-الدكتور عبدالسلام عبده غانم
43-زمزمه شرف
44- الحاج/ محمد عبدالجبار .
المصدر :
وائل العبسي
لو هناك اضافة انسخ وضيف
. انه زمن الموت والحصار والحرب والرحيل.. كل التعازي لاهل ومحبي الراحلين..
.............
كشف باسماء المتوفين من عزلة الاعبوس :
من العشر الأواخر من رمضان إلى تاريخ 29-5-2020م .
1/ الحاج : عبد الله عبد الجبار / ظبي
2/ سحر نبيل عبد الرحمن راشد/ حارات
3/علي قائد حسان / كلبين
4/عبد المؤمن عبد الجبار العفوري/
5/زوجة الاخ: محمد ابراهيم / معشر
6/القاضي / عادل عبدة احمد الصغير
7/كرامة عبد المولى انعم الفودعي / ظبي
8/محمد احمد طاهر العبسي /
9/عصام عبر الوكيل الزبيري
10/الحاج: عبد الوهاب سعيد احمد / معشر
11/الحاج :مصطفى أحمد خالد / المحربي
12/الحاج: عبد الفتاح اسماعيل البحري / القرينة
13/عماد عبر الروؤف علي هزاع /
14/فريد وازع العيشاني
15/منصور احمد محسن / الشرف
16/نجيب سعيد محمد عبد الغني / المشاوز
17/الحجة: منيرة احمد عثمان / القرينة
18/ الحجة : رنجس محمد عبد الله
19/شفيع محمد عبده ناشر / الغليبة
20/ الحجة زعفران عبد الكافي : ارملة عمر ردمان
21/مروان محمد سعيد القاضي / التبيعة
22/نبيلة محمد سعيد القاضي / التبيعة
23/عارف ناجي سالم انعم / البوادية
24/ بسيم درهم علي مقبل/ ظبي
25/ زبنة مرشد مسعود / الجريدة
26/ الحاج محمد عبد الجبار / دعان
27/ مطيع علي عبده/ الشرف
28/ صباح نعمان حسن / الجريدة
29/ رشيد سعيد عبده حسن / الذراع
30 طارق ثابت عوض/الهجمه
31- نبيل عبدالباري سيف
32- حامد عبدالباري سيف
33-احمد ناشر عبده
34- وليد الزغير
35-عبدالسلام منصور مانع
36-عمر ردمان زنم /العذير
37- محمد راشد / المشاوز
38-رمزي طاهر علي/ العذير
39-ام شفيق عبدالوالي حمود/العذير
40-عبدالوهاب سعيدأحمد/معشر
41-علي عبد القادر العبسي
42-الدكتور عبدالسلام عبده غانم
43-زمزمه شرف
44- الحاج/ محمد عبدالجبار .
المصدر :
وائل العبسي
لو هناك اضافة انسخ وضيف
الحب الناقص نصفه
(9)
هيفاء تبوح لي:
بعد ربع قرن مضى هيفاء تبيح لي بما كنت أجهله، حيث قالت:
• لم أكن أعرف بإحساسك ناحيتي.. لم أكن اعرف بمشاعرك نحوي.. أنا انسانه بسيطة جداً، وكنت انظر اليك باعتبارك قدوة في الجانب العلمي.. حاجه كبيرة جدا.. لم يخطر ببالي انك معجباً بي.. كنت اسمع عنك الكثير واهابك واقدرك.. اشعر أنك تحترمني ولي منزله عندك بسبب مكانة والدي وعائلتي لديك.. اكثر ما لفت نظري تفوقك وخجلك.. اشتغلنا مع بعض بأسبوع الطالب الجامعي.. كنت احس بشخص مرتبك ومتردد وخجول.. اعتقدت أن هذا طبعك في التعامل، وبالذات مع النساء.
• اخبرتني اختي إن كنت أحتاج شيئاً أو إجابة عن سؤال متعلقا بدراستي أطلبه منك، وكنت أتردد وأحجم عن الطلب تجنبا لذلك الخجل، والارتباك الذي أراه يعتريك.. اعتقدتُ أنني أثقل عليك.. أرجعت خجلك وارتباكك لطبيعتك فحسب..
• اتذكر يوم وقوفي اقرا المجلة الحائطية في الكلية.. لفتت نظري قصيدتك وقرأتها لكن لم يخطر ببالي اني كنت ملهمتك في القصيدة..
• سألت عنك؛ وقيل لي بانك متزوج، ولديك اسرة واطفال.. لم أكن أعرف أنك لازلت عازبا.. هذا أيضا جعلني لا أفهم سر ارتباكك غير إرجاعه إلى طبعك في التعامل مع النساء، ولطالما ظننت أنك لا تكن لي أكثر من مشاعر الاحترام..
• لو بحت لي حينها بما كنت تشعر به، كانت حياتي تغيّرت، أو ستتغير كثيرا.. لقد ظللت ابحث عن حب يروي عطش روحي ولم اجده.. ربما لو قرأت قصيدتك وعرفت أنني موضوعها أو اهديتني إياها كانت تغيرت الاحداث كلها.. لم أكن ادرك انك تحبني.. كثير ممن كانوا حولي كانوا يتقربوا منّي، وبعد خطوبتي ابتعد الجميع..
• انت من كنت تملك اللسان يا صديقي؛ فالقدر اصم وابكم ويمكن هو اختار لك ما هو أفضل..
• كانت زميلتي “هدى” تقول لي عنك: هذا الشاب يهيم بك.. وكنت اقول لها مستحيل، هو رجل متزوج وخجول، ولا يحمل لي سوى الاحترام والمودة التي جاءت نتيجة لمعرفته بأهلي وتاريخ والدي..
• لم اكن منتبهة لجمال عيني، لذا لم اشعر بالغزل لهما، ولم ألاحظ لنظراتي ذلك السحر الذي كتبت عنه.. لم اكن اعلم ان لخطواتي الإيقاع الذي تحدثت عنه.. أحلى حاجة فيك انك صرت تتكلم بصيغة الماضي عن حبك لي، وهذا دليل انك تغلبت عليه.
• لازلت أتذكر وأنا أمرُّ من امامك أنت وزملائك.. كنت أزداد تحفظاً، وأتحاشاهم لظني أن لديهم رأي ووجهة نظر عن المرأة لا تروق ولا ترتقي..
• ظللت اقرأ واتابع ما تنشر عن قصتك حياتك.. عانيت كثيراً يا صديقي.. تألمت كثيرا على خالتك وموتها وقبرها.. اسلوبك رائع لدرجة اني ابكي وانا اقرا.. تشبيهاتك حلوة وجميلة.. ومع ذلك حاولت أن افتش عن ذاتي بين سطور ما كتبته، ولم أجدها على نحو ما ذكرت، لعل أمر يتكرر بشكل آخر، فأنا لم ألحظ عليك ذلك الحب الذي تحدثت عنه، وتدّعيه هنا، في زمن غادر ولن يعود..
• لم اكن أنا تلك الفتاة الأرستقراطية التي تحدثت عنها يا عزيزي .. كنتُ فتاة اكثر من عاديه أكان بالنسبة لجمالي أو لوضعي الاجتماعي.. لا أمتلك تلك الصفات التي وردت فيما نشرت..
• لا أحب ان يكون لهذا الحنين انين لروحك يا صديقي.. انت شخص حساس وبسيط وصادق جدا.. لذا فالتسامح والنسيان طبعك.. بجد هذا الالم سيؤثر عليك، وما نعيشه اليوم من الآلام والمرارات فيها ما يكفي ويزيد..
• على غير طبيعتك حلمت في أحدى المرات بك بعد انتخابك عضواً في مجلس النواب.. حلمت انك أتيت إلى بيتي ومعك حرس وشديتني من يدي بعنف وقوة وعيونك تقدح شرراً وغضباً وتقول لي: الآن اقدر أن آخذك لي.. كنت مستغربة من كمية الغضب في عيونك وقسوتك الشديدة.. ظللت فترة مستغربة من هذا الحلم ومن هذا الغموض الذي فيه..
***
كنت قد ألتقيت بـ “هيفاء” بعد أسابيع قليلة في ساحة التغيير للمرة الأولى بعد أكثر من واحد وعشرين عام من الغياب والانقطاع.. جمعنا الظلم الواقع علينا، وكان لكل منّا قصته.. ازدريت فن السياسية وقبحها، ولم أتنازل عن حلمي الكبير الباحث عن المدينة الفاضلة التي ربما ليس لها مكانا في الوجود، فيما كانت هيفاء في السياسة واقعية جدا وإلى حد بعيد..
تزوجت هيفاء مرّات، فيما أنا تزوجت من فتاة، في غمار البحث عمِّن تشاركني السعادة والنكد وعبور الجحيم.. أحببت من صارت لاحقا زوجتي.. أحببتها من نظرة واحدة، ودفعة واحدة، بعقد نافذ إلى آخر العمر.. عمَّدنا حبَّنا بالتحدّي والعِشرة الطويلة والصمود الأكيد، وجذرته مصالح سبعة من البنات والبنين.. لم أفكر يوما بالزواج عليها من أي حورية.. اعتبرت الزواج من ثانية، قتلا لضمير أحمله، وتشويه لروح لطالما نشدتها، وإيذاء للحياة في عالم غير عادل..
قبل أن تنشب هذه الحرب اللعينة، ألتقيت بهيفاء ذات مرة في البعيد.. حكيت لها عن حبي وعذابي وقصتي معها، وقهقهت وقهقهة معي، غير أن قهقهتي كانت بصوت طاحون، وفي اللحظة تذكرت أنني يوما قرأت من يقهقه عاليا يخفي تحت قهقهته مخزون من الحزن الكثيف..
بعد ربع قرن من العمر باحت هيفاء بما لا تبوح، ورأيت في مرآتها بعض تفاصيلي وما كنت أجهله.. فرقتنا
(9)
هيفاء تبوح لي:
بعد ربع قرن مضى هيفاء تبيح لي بما كنت أجهله، حيث قالت:
• لم أكن أعرف بإحساسك ناحيتي.. لم أكن اعرف بمشاعرك نحوي.. أنا انسانه بسيطة جداً، وكنت انظر اليك باعتبارك قدوة في الجانب العلمي.. حاجه كبيرة جدا.. لم يخطر ببالي انك معجباً بي.. كنت اسمع عنك الكثير واهابك واقدرك.. اشعر أنك تحترمني ولي منزله عندك بسبب مكانة والدي وعائلتي لديك.. اكثر ما لفت نظري تفوقك وخجلك.. اشتغلنا مع بعض بأسبوع الطالب الجامعي.. كنت احس بشخص مرتبك ومتردد وخجول.. اعتقدت أن هذا طبعك في التعامل، وبالذات مع النساء.
• اخبرتني اختي إن كنت أحتاج شيئاً أو إجابة عن سؤال متعلقا بدراستي أطلبه منك، وكنت أتردد وأحجم عن الطلب تجنبا لذلك الخجل، والارتباك الذي أراه يعتريك.. اعتقدتُ أنني أثقل عليك.. أرجعت خجلك وارتباكك لطبيعتك فحسب..
• اتذكر يوم وقوفي اقرا المجلة الحائطية في الكلية.. لفتت نظري قصيدتك وقرأتها لكن لم يخطر ببالي اني كنت ملهمتك في القصيدة..
• سألت عنك؛ وقيل لي بانك متزوج، ولديك اسرة واطفال.. لم أكن أعرف أنك لازلت عازبا.. هذا أيضا جعلني لا أفهم سر ارتباكك غير إرجاعه إلى طبعك في التعامل مع النساء، ولطالما ظننت أنك لا تكن لي أكثر من مشاعر الاحترام..
• لو بحت لي حينها بما كنت تشعر به، كانت حياتي تغيّرت، أو ستتغير كثيرا.. لقد ظللت ابحث عن حب يروي عطش روحي ولم اجده.. ربما لو قرأت قصيدتك وعرفت أنني موضوعها أو اهديتني إياها كانت تغيرت الاحداث كلها.. لم أكن ادرك انك تحبني.. كثير ممن كانوا حولي كانوا يتقربوا منّي، وبعد خطوبتي ابتعد الجميع..
• انت من كنت تملك اللسان يا صديقي؛ فالقدر اصم وابكم ويمكن هو اختار لك ما هو أفضل..
• كانت زميلتي “هدى” تقول لي عنك: هذا الشاب يهيم بك.. وكنت اقول لها مستحيل، هو رجل متزوج وخجول، ولا يحمل لي سوى الاحترام والمودة التي جاءت نتيجة لمعرفته بأهلي وتاريخ والدي..
• لم اكن منتبهة لجمال عيني، لذا لم اشعر بالغزل لهما، ولم ألاحظ لنظراتي ذلك السحر الذي كتبت عنه.. لم اكن اعلم ان لخطواتي الإيقاع الذي تحدثت عنه.. أحلى حاجة فيك انك صرت تتكلم بصيغة الماضي عن حبك لي، وهذا دليل انك تغلبت عليه.
• لازلت أتذكر وأنا أمرُّ من امامك أنت وزملائك.. كنت أزداد تحفظاً، وأتحاشاهم لظني أن لديهم رأي ووجهة نظر عن المرأة لا تروق ولا ترتقي..
• ظللت اقرأ واتابع ما تنشر عن قصتك حياتك.. عانيت كثيراً يا صديقي.. تألمت كثيرا على خالتك وموتها وقبرها.. اسلوبك رائع لدرجة اني ابكي وانا اقرا.. تشبيهاتك حلوة وجميلة.. ومع ذلك حاولت أن افتش عن ذاتي بين سطور ما كتبته، ولم أجدها على نحو ما ذكرت، لعل أمر يتكرر بشكل آخر، فأنا لم ألحظ عليك ذلك الحب الذي تحدثت عنه، وتدّعيه هنا، في زمن غادر ولن يعود..
• لم اكن أنا تلك الفتاة الأرستقراطية التي تحدثت عنها يا عزيزي .. كنتُ فتاة اكثر من عاديه أكان بالنسبة لجمالي أو لوضعي الاجتماعي.. لا أمتلك تلك الصفات التي وردت فيما نشرت..
• لا أحب ان يكون لهذا الحنين انين لروحك يا صديقي.. انت شخص حساس وبسيط وصادق جدا.. لذا فالتسامح والنسيان طبعك.. بجد هذا الالم سيؤثر عليك، وما نعيشه اليوم من الآلام والمرارات فيها ما يكفي ويزيد..
• على غير طبيعتك حلمت في أحدى المرات بك بعد انتخابك عضواً في مجلس النواب.. حلمت انك أتيت إلى بيتي ومعك حرس وشديتني من يدي بعنف وقوة وعيونك تقدح شرراً وغضباً وتقول لي: الآن اقدر أن آخذك لي.. كنت مستغربة من كمية الغضب في عيونك وقسوتك الشديدة.. ظللت فترة مستغربة من هذا الحلم ومن هذا الغموض الذي فيه..
***
كنت قد ألتقيت بـ “هيفاء” بعد أسابيع قليلة في ساحة التغيير للمرة الأولى بعد أكثر من واحد وعشرين عام من الغياب والانقطاع.. جمعنا الظلم الواقع علينا، وكان لكل منّا قصته.. ازدريت فن السياسية وقبحها، ولم أتنازل عن حلمي الكبير الباحث عن المدينة الفاضلة التي ربما ليس لها مكانا في الوجود، فيما كانت هيفاء في السياسة واقعية جدا وإلى حد بعيد..
تزوجت هيفاء مرّات، فيما أنا تزوجت من فتاة، في غمار البحث عمِّن تشاركني السعادة والنكد وعبور الجحيم.. أحببت من صارت لاحقا زوجتي.. أحببتها من نظرة واحدة، ودفعة واحدة، بعقد نافذ إلى آخر العمر.. عمَّدنا حبَّنا بالتحدّي والعِشرة الطويلة والصمود الأكيد، وجذرته مصالح سبعة من البنات والبنين.. لم أفكر يوما بالزواج عليها من أي حورية.. اعتبرت الزواج من ثانية، قتلا لضمير أحمله، وتشويه لروح لطالما نشدتها، وإيذاء للحياة في عالم غير عادل..
قبل أن تنشب هذه الحرب اللعينة، ألتقيت بهيفاء ذات مرة في البعيد.. حكيت لها عن حبي وعذابي وقصتي معها، وقهقهت وقهقهة معي، غير أن قهقهتي كانت بصوت طاحون، وفي اللحظة تذكرت أنني يوما قرأت من يقهقه عاليا يخفي تحت قهقهته مخزون من الحزن الكثيف..
بعد ربع قرن من العمر باحت هيفاء بما لا تبوح، ورأيت في مرآتها بعض تفاصيلي وما كنت أجهله.. فرقتنا
أعجبني..
هاني الجنيد:
مره اخي عبدالخالق مر من قرية جوار قريتنا وفي واحده تعاني من صداع مزمن وطلبت منه يكتب لها حرز عشان احنا ساده!
اخي هذا كان عاده صعلوك ولا له علاقة بكل هذه الطلافس، طلب منها ورقة وقلم وكتب لها اغنية ايوب طارش “دق القاع دقه لا تمشي دلا” وقال لها هذا حرز اربطيه بطرف المصر، وشفيت بعدها من الصداع، وبعدا كانوا يشوفوه ولي وانا اخ الولي 😂
هاني الجنيد:
مره اخي عبدالخالق مر من قرية جوار قريتنا وفي واحده تعاني من صداع مزمن وطلبت منه يكتب لها حرز عشان احنا ساده!
اخي هذا كان عاده صعلوك ولا له علاقة بكل هذه الطلافس، طلب منها ورقة وقلم وكتب لها اغنية ايوب طارش “دق القاع دقه لا تمشي دلا” وقال لها هذا حرز اربطيه بطرف المصر، وشفيت بعدها من الصداع، وبعدا كانوا يشوفوه ولي وانا اخ الولي 😂
تعازينا ومواساتنا للرفيق هايل ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﻱ في وفاة عمته يغشاها الله بواسع رحمته وعصم ذويها بالصبر والسلوان
وتبا لوزارة الصحة
وأصحاب المستشفيات الخاصة الذين رفضوا استقبالها أو إنقاذها
وتبا لوزارة الصحة
وأصحاب المستشفيات الخاصة الذين رفضوا استقبالها أو إنقاذها
العالم يتعرى
الراسمالية المتوحشة تتعرى..
النخب والأيديولوجيات تتعرى
المنظمات والحكام وأنظمة الحكم يتعرون
التحالف يتعرى
سلطات الأمر الواقع وسلطات المليشيات وأمراء الحرب والخونه والعملاء.. الجميع يتعرون
ويبقى السؤال:
ماذا بعد؟!
الراسمالية المتوحشة تتعرى..
النخب والأيديولوجيات تتعرى
المنظمات والحكام وأنظمة الحكم يتعرون
التحالف يتعرى
سلطات الأمر الواقع وسلطات المليشيات وأمراء الحرب والخونه والعملاء.. الجميع يتعرون
ويبقى السؤال:
ماذا بعد؟!
إذا كان هذا على صعيد عزله صغيرة من مديرية فقس عليها..
. انه زمن الموت والحصار والحرب والرحيل.. كل التعازي لاهل ومحبي الراحلين..
.............
كشف باسماء المتوفين من عزلة الاعبوس :
من العشر الأواخر من رمضان إلى تاريخ 29-5-2020م .
1/ الحاج : عبد الله عبد الجبار / ظبي
2/ سحر نبيل عبد الرحمن راشد/ حارات
3/علي قائد حسان / كلبين
4/عبد المؤمن عبد الجبار العفوري/
5/زوجة الاخ: محمد ابراهيم / معشر
6/القاضي / عادل عبدة احمد الصغير
7/كرامة عبد المولى انعم الفودعي / ظبي
8/محمد احمد طاهر العبسي /
9/عصام عبر الوكيل الزبيري
10/الحاج: عبد الوهاب سعيد احمد / معشر
11/الحاج :مصطفى أحمد خالد / المحربي
12/الحاج: عبد الفتاح اسماعيل البحري / القرينة
13/عماد عبر الروؤف علي هزاع /
14/فريد وازع العيشاني
15/منصور احمد محسن / الشرف
16/نجيب سعيد محمد عبد الغني / المشاوز
17/الحجة: منيرة احمد عثمان / القرينة
18/ الحجة : رنجس محمد عبد الله
19/شفيع محمد عبده ناشر / الغليبة
20/ الحجة زعفران عبد الكافي : ارملة عمر ردمان
21/مروان محمد سعيد القاضي / التبيعة
22/نبيلة محمد سعيد القاضي / التبيعة
23/عارف ناجي سالم انعم / البوادية
24/ بسيم درهم علي مقبل/ ظبي
25/ زبنة مرشد مسعود / الجريدة
26/ الحاج محمد عبد الجبار / دعان
27/ مطيع علي عبده/ الشرف
28/ صباح نعمان حسن / الجريدة
29/ رشيد سعيد عبده حسن / الذراع
30 طارق ثابت عوض/الهجمه
31- نبيل عبدالباري سيف
32- حامد عبدالباري سيف
33-احمد ناشر عبده
34- وليد الزغير
35-عبدالسلام منصور مانع
36-عمر ردمان زنم /العذير
37- محمد راشد / المشاوز
38-رمزي طاهر علي/ العذير
39-ام شفيق عبدالوالي حمود/العذير
40-عبدالوهاب سعيدأحمد/معشر
41-علي عبد القادر العبسي
42-الدكتور عبدالسلام عبده غانم
43-زمزمه شرف
44- الحاج/ محمد عبدالجبار .
المصدر :
وائل العبسي
لو هناك اضافة انسخ وضيف
. انه زمن الموت والحصار والحرب والرحيل.. كل التعازي لاهل ومحبي الراحلين..
.............
كشف باسماء المتوفين من عزلة الاعبوس :
من العشر الأواخر من رمضان إلى تاريخ 29-5-2020م .
1/ الحاج : عبد الله عبد الجبار / ظبي
2/ سحر نبيل عبد الرحمن راشد/ حارات
3/علي قائد حسان / كلبين
4/عبد المؤمن عبد الجبار العفوري/
5/زوجة الاخ: محمد ابراهيم / معشر
6/القاضي / عادل عبدة احمد الصغير
7/كرامة عبد المولى انعم الفودعي / ظبي
8/محمد احمد طاهر العبسي /
9/عصام عبر الوكيل الزبيري
10/الحاج: عبد الوهاب سعيد احمد / معشر
11/الحاج :مصطفى أحمد خالد / المحربي
12/الحاج: عبد الفتاح اسماعيل البحري / القرينة
13/عماد عبر الروؤف علي هزاع /
14/فريد وازع العيشاني
15/منصور احمد محسن / الشرف
16/نجيب سعيد محمد عبد الغني / المشاوز
17/الحجة: منيرة احمد عثمان / القرينة
18/ الحجة : رنجس محمد عبد الله
19/شفيع محمد عبده ناشر / الغليبة
20/ الحجة زعفران عبد الكافي : ارملة عمر ردمان
21/مروان محمد سعيد القاضي / التبيعة
22/نبيلة محمد سعيد القاضي / التبيعة
23/عارف ناجي سالم انعم / البوادية
24/ بسيم درهم علي مقبل/ ظبي
25/ زبنة مرشد مسعود / الجريدة
26/ الحاج محمد عبد الجبار / دعان
27/ مطيع علي عبده/ الشرف
28/ صباح نعمان حسن / الجريدة
29/ رشيد سعيد عبده حسن / الذراع
30 طارق ثابت عوض/الهجمه
31- نبيل عبدالباري سيف
32- حامد عبدالباري سيف
33-احمد ناشر عبده
34- وليد الزغير
35-عبدالسلام منصور مانع
36-عمر ردمان زنم /العذير
37- محمد راشد / المشاوز
38-رمزي طاهر علي/ العذير
39-ام شفيق عبدالوالي حمود/العذير
40-عبدالوهاب سعيدأحمد/معشر
41-علي عبد القادر العبسي
42-الدكتور عبدالسلام عبده غانم
43-زمزمه شرف
44- الحاج/ محمد عبدالجبار .
المصدر :
وائل العبسي
لو هناك اضافة انسخ وضيف
قصتي مع القات
(1)
البداية.. قات ونوم
لم أدخل عالم القات إلا في فترة متأخرة نسبيا من حياتي.. التجربة الأولى كانت بدافع مقاومة النعاس، ومغالبة الإرهاق، واستحضار التركيز، ولكنني لم أتعايش معه إلا بعد فترة طويلة من الصراع بين الرغبة والرفض، وفي الأخير أنتصر القات إلى حد أوصلني إلى توسد الحذاء عند النوم، حالما أنقطع أو أحاول الانقطاع عنه..
وبين البداية وما صار إليه الحال كثير من التفاصيل والقصص التي سآتي على ذكرها، غير أن الأهم، وما ينبغي الإشارة إليه هنا هو أن زراعة واعتلاف القات في اليمن باتا ظاهرة بحجم كارثة اجتماعية ليس فقط بحق أسرنا ومجتمعنا، ولكن بحق حاضر ومستقبل شعبنا..
المرة الأولى التي تعاطيتُ فيها القات كانت في إحدى سنوات دراستي الجامعية.. كنت أعاني سهر امتحاني مرهق من اليوم الذي قبله.. شعرت أنني لا أقوى على نهار مرهق وسهر ليلة أخرى.. أثقلني سهر على سهر وإرهاق على إرهاق.. إنها المرة الأولى التي حاولت أستعين بالقات في مواجهة النوم والشرود المتكرر أثناء مذاكرتي في امتحان نهاية العام..
زملائي الذين أعتدت المذاكرة معهم أو مع أحد منهم، تمردوا عليّ، ربما لأنانيتي المفرطة في طريقة المذاكرة، التي استبدُ بها عليهم، وأستحوذ فيها على مجريات القراءة والنقاش.. تركوني في فترة الامتحان، وتخلوا عن الاجتماع والمُذاكرة معي في فترة مهمة وفارقة مع جميعنا، ربما لأنهم لا يقوون فيها على تحمل تبعات مجاملتي في فترة كتلك، وموسم أوشك موعده على الحصاد.. لا وقت لإهدار قليلا من الوقت أو التراخي حياله.. وتبدو هنا وجاهة المثل: "الوقت كالسيف إذا لم تقطعه قطعك".
طبعي كان قد ولع في القراءة المسموعة، وربما الصاخبة في بعض الأحيان.. استيعابي من خلال القراءة الصامتة كان ضئيلا ومحدودا.. وعندما يتمرد زملائي أو يملّوا المراجعة أو المذاكرة معي، أشعر أن المذاكرة الصموتة بالنسبة لي غربة مكتملة الأركان تستغرقني، واستيعابي لم يعد يعينني على التفوق..
خالتي الطيبة "سعيدة"، العجوزة الستينية على الأرجح، والتي كنت أتكي عليها، وألوذ إليها لتستمع لي وأنا أقرأ بصوت مسموع، قد صارت تملّني هي الأخرى، وتكسر لدي همة القراءة قبل أن أشرع فيها بعد سنوات من مجاملتي والاستماع لي في أحايين غير قليلة.. لكل كيل مقدار، ويبدو أن ما كان لدي من حيل وأساليب لجعلها تستمع أكثر قد نفذت، وطفح الكيل..
كنت ما أن أبدأ في القراءة تدخل خالتي في النعاس، بل وتجلب لي معها كثيرا منه، وإذا تماسكت لدقائق في مواجهة نعاسها، فإن تماسكها لا يطول مع النعاس، فتصبني الخيبة ويتملكني النعاس مثلها.. لا وقت لتضييعه في مرحلة الامتحانات.. أحاول أكرهها بلطف على الاستماع.. ولكن حتى مفعول الشاهي والجوز الذي كانت تفضّله لم يعد كافيا لحشد يقظتها، ومقاومتها لنعاسها الغزير، ومللها الذي تراكم.. أنا الآن على يوم الخميس، فيما السبت على موعد مع الامتحان.. وقد قالوا: "يوم الامتحان يكرّم المرء أو يهان" وقال الشاعر:
"بقدر الكد تُكتسب المعالي*** ومن طلب العلا سهر الليالي"
حاولت أعتمد على نفسي هذه المرة لأقرأ وحدي وبمفردي.. كنتُ كلما حاولت أن أقرأ يمر النعاس على عيوني لذيذا وناعما، مترعا بالمتعة، ومعبرا عن مدى شغفي وحاجتي له، ثم تمطرني اللحظة بالنوم الغزير والعميق جدا..
أحاول التركيز فأشرد إلى مكان بعيد، ولا أعود منه إلا نائم بعمق، أو مجفلا بحمل من النوم الثقيل.. أصحوا من عمق النوم، وأفزع وجودي بتذكير نفسي بامتحان يوم السبت، ولكن لا تستمر يقظتي لبعض دقائق، حتى يداهمني النعاس والنوم العميق كرّة أخرى..
انتفضت من عمق نومي متمردا على حاجتي له، هرعت بانفعال وعجل ـ كمن يحمل ثارا على نعاسه ـ ولكن إلى أين؟! إلى سوق القات في المعلا.. وكان يوم الخميس والجمعة تعاطي القات فيهما مسموحا على غير بقية الأيام..
اشتريت قاتي من أول بايع في السوق دون مُراجله، ودون أن تكون لدي أي معرفة أو أبجديات خبرة بالقات و أنواعه أو حتى أسماءه، فضلا عن جهلي بكل تفاصيله غير مقاومته للنعاس والعون على السهر.. أردت التعويض به عن فراغ الزملاء والاستعانة به على اليقظة، وشد الحيل ومقاومة الإرهاق، والقدرة على الصمود في مواجهة جحافل النوم وجيوشه..
عدت إلى البيت.. اتكأت على مسند، لا أذكر هل كان مضغوطا أو محشوا بنشارة الخشب!! على الأرجح كان محشوا بنشارة الخشب.. طلبت من خالتي تجهيز الشاي بالجوز والزر والنعناع.. بدأت بالتخزين، واحتسي معه الشاي المترع بكل منعش.. شعرت لبرهة بالسلطنة والفخامة، فتحت موضوع الدرس لأقرأ وأستذكر..
وجدت نفسي أكثر شرودا وشتاتا في التفكير من قبل.. لاحقني شرودي بزحام الوسوسة.. لعنت الوسوسة ونعتّها بـ ”بنت الكلب”.. صرت أقرأ دون أن أفقه شيئا، وكنت في كل دقيقة أحاول أن استجمع قواي العقلية، أو أستعيد بعض عقلي الشارد من مكان بعيد، أو ألملم ذهني المشتت من بُعد قصي، فأفشل فشلا ذريعا، وتصيبني الخيبة والفشل، ويتسرب إلى نفسي بعض الاكتئاب والأسف على إهد
(1)
البداية.. قات ونوم
لم أدخل عالم القات إلا في فترة متأخرة نسبيا من حياتي.. التجربة الأولى كانت بدافع مقاومة النعاس، ومغالبة الإرهاق، واستحضار التركيز، ولكنني لم أتعايش معه إلا بعد فترة طويلة من الصراع بين الرغبة والرفض، وفي الأخير أنتصر القات إلى حد أوصلني إلى توسد الحذاء عند النوم، حالما أنقطع أو أحاول الانقطاع عنه..
وبين البداية وما صار إليه الحال كثير من التفاصيل والقصص التي سآتي على ذكرها، غير أن الأهم، وما ينبغي الإشارة إليه هنا هو أن زراعة واعتلاف القات في اليمن باتا ظاهرة بحجم كارثة اجتماعية ليس فقط بحق أسرنا ومجتمعنا، ولكن بحق حاضر ومستقبل شعبنا..
المرة الأولى التي تعاطيتُ فيها القات كانت في إحدى سنوات دراستي الجامعية.. كنت أعاني سهر امتحاني مرهق من اليوم الذي قبله.. شعرت أنني لا أقوى على نهار مرهق وسهر ليلة أخرى.. أثقلني سهر على سهر وإرهاق على إرهاق.. إنها المرة الأولى التي حاولت أستعين بالقات في مواجهة النوم والشرود المتكرر أثناء مذاكرتي في امتحان نهاية العام..
زملائي الذين أعتدت المذاكرة معهم أو مع أحد منهم، تمردوا عليّ، ربما لأنانيتي المفرطة في طريقة المذاكرة، التي استبدُ بها عليهم، وأستحوذ فيها على مجريات القراءة والنقاش.. تركوني في فترة الامتحان، وتخلوا عن الاجتماع والمُذاكرة معي في فترة مهمة وفارقة مع جميعنا، ربما لأنهم لا يقوون فيها على تحمل تبعات مجاملتي في فترة كتلك، وموسم أوشك موعده على الحصاد.. لا وقت لإهدار قليلا من الوقت أو التراخي حياله.. وتبدو هنا وجاهة المثل: "الوقت كالسيف إذا لم تقطعه قطعك".
طبعي كان قد ولع في القراءة المسموعة، وربما الصاخبة في بعض الأحيان.. استيعابي من خلال القراءة الصامتة كان ضئيلا ومحدودا.. وعندما يتمرد زملائي أو يملّوا المراجعة أو المذاكرة معي، أشعر أن المذاكرة الصموتة بالنسبة لي غربة مكتملة الأركان تستغرقني، واستيعابي لم يعد يعينني على التفوق..
خالتي الطيبة "سعيدة"، العجوزة الستينية على الأرجح، والتي كنت أتكي عليها، وألوذ إليها لتستمع لي وأنا أقرأ بصوت مسموع، قد صارت تملّني هي الأخرى، وتكسر لدي همة القراءة قبل أن أشرع فيها بعد سنوات من مجاملتي والاستماع لي في أحايين غير قليلة.. لكل كيل مقدار، ويبدو أن ما كان لدي من حيل وأساليب لجعلها تستمع أكثر قد نفذت، وطفح الكيل..
كنت ما أن أبدأ في القراءة تدخل خالتي في النعاس، بل وتجلب لي معها كثيرا منه، وإذا تماسكت لدقائق في مواجهة نعاسها، فإن تماسكها لا يطول مع النعاس، فتصبني الخيبة ويتملكني النعاس مثلها.. لا وقت لتضييعه في مرحلة الامتحانات.. أحاول أكرهها بلطف على الاستماع.. ولكن حتى مفعول الشاهي والجوز الذي كانت تفضّله لم يعد كافيا لحشد يقظتها، ومقاومتها لنعاسها الغزير، ومللها الذي تراكم.. أنا الآن على يوم الخميس، فيما السبت على موعد مع الامتحان.. وقد قالوا: "يوم الامتحان يكرّم المرء أو يهان" وقال الشاعر:
"بقدر الكد تُكتسب المعالي*** ومن طلب العلا سهر الليالي"
حاولت أعتمد على نفسي هذه المرة لأقرأ وحدي وبمفردي.. كنتُ كلما حاولت أن أقرأ يمر النعاس على عيوني لذيذا وناعما، مترعا بالمتعة، ومعبرا عن مدى شغفي وحاجتي له، ثم تمطرني اللحظة بالنوم الغزير والعميق جدا..
أحاول التركيز فأشرد إلى مكان بعيد، ولا أعود منه إلا نائم بعمق، أو مجفلا بحمل من النوم الثقيل.. أصحوا من عمق النوم، وأفزع وجودي بتذكير نفسي بامتحان يوم السبت، ولكن لا تستمر يقظتي لبعض دقائق، حتى يداهمني النعاس والنوم العميق كرّة أخرى..
انتفضت من عمق نومي متمردا على حاجتي له، هرعت بانفعال وعجل ـ كمن يحمل ثارا على نعاسه ـ ولكن إلى أين؟! إلى سوق القات في المعلا.. وكان يوم الخميس والجمعة تعاطي القات فيهما مسموحا على غير بقية الأيام..
اشتريت قاتي من أول بايع في السوق دون مُراجله، ودون أن تكون لدي أي معرفة أو أبجديات خبرة بالقات و أنواعه أو حتى أسماءه، فضلا عن جهلي بكل تفاصيله غير مقاومته للنعاس والعون على السهر.. أردت التعويض به عن فراغ الزملاء والاستعانة به على اليقظة، وشد الحيل ومقاومة الإرهاق، والقدرة على الصمود في مواجهة جحافل النوم وجيوشه..
عدت إلى البيت.. اتكأت على مسند، لا أذكر هل كان مضغوطا أو محشوا بنشارة الخشب!! على الأرجح كان محشوا بنشارة الخشب.. طلبت من خالتي تجهيز الشاي بالجوز والزر والنعناع.. بدأت بالتخزين، واحتسي معه الشاي المترع بكل منعش.. شعرت لبرهة بالسلطنة والفخامة، فتحت موضوع الدرس لأقرأ وأستذكر..
وجدت نفسي أكثر شرودا وشتاتا في التفكير من قبل.. لاحقني شرودي بزحام الوسوسة.. لعنت الوسوسة ونعتّها بـ ”بنت الكلب”.. صرت أقرأ دون أن أفقه شيئا، وكنت في كل دقيقة أحاول أن استجمع قواي العقلية، أو أستعيد بعض عقلي الشارد من مكان بعيد، أو ألملم ذهني المشتت من بُعد قصي، فأفشل فشلا ذريعا، وتصيبني الخيبة والفشل، ويتسرب إلى نفسي بعض الاكتئاب والأسف على إهد
ار الوقت دون فائدة.. لم يعد سيف الوقت هو من يقطعني، بل غدا السيف منشار يعذبني..
ظننت أن القراءة تحتاج مني في مقيلي هذا وقت أطول من الانتظار ليكون التركيز والاستيعاب على نحو أفضل.. تعاطيتُ المزيد من القات؛ وغالبتُ مرارته المقذعة، من خلال احتسائي مزيدا من الشاي، ولكن الشاي كان يعاجل القات لاصطحابه إلى معدتي..
حاولت أن أحشي بجمتي بمزيد من القات وأوراقه العريضة التي يفترض أن أرميها باعتبارها توالف.. وكلما حشيت فمي بالقات ومضغته، لا يستقر في بجمتي، بل يذهب سريعا إلى بلعومي ومعدتي.. شعرت أنني صرت أشبه بحيوان يعتلف.. وبعد أن خسفت بثلثي القات إلى بطني، شعرت أنني لم أفشل في القراءة فقط، بل فشلت أيضا في تكوير بجمتي..
أمضيت ساعتين في القراءة دون أن أفقه شيئا مما قرأت .. امكث في الصفحة الواحدة وقتا أطول يصل أضعاف الوقت المعتاد.. أعيد قراءة الصفحة مرتين، وما أن أحاول أن أستمع لنفسي؛ أكتشف أنني مشوش الذهن ومضطرب الشعور والفكرة.. اكتشفت خيبتي، وأنه لم يعلق في ذهني شيئا مما قرأت..
وقبل نهاية اعتلاف ما بقي من قات، بديت أشعر أنني شبعت، وأن معدتي صارت ممتلئة ومتخمة به، وأنني فشلت في تكوير بجمتي كما يجب، وفشلت في استيعاب أي شيء مما قرأت..
غير أن الأكثر سوءَ أن النوم داهمني بغته، فأنزحت قليلا وارتخيت، ومدد أبو حنيفة ساقيه ورجليه، وغمضت عيناي قليلا وقد أثقل النعاس جفوني وأسبلها، وغرقت في غفوة عميقة أمتدت على نحو لم أكن أتوقعه، فيما لا زال بعض القات الممضوغ في فمي..
صحيت صباح يوم الجمعة بعد نوم عميق، لأرمي بقايا قات الخميس الذي نام معي في فمي حتى صباح الجمعة.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
يتبع..
بعض من تفاصيل حياتي
ظننت أن القراءة تحتاج مني في مقيلي هذا وقت أطول من الانتظار ليكون التركيز والاستيعاب على نحو أفضل.. تعاطيتُ المزيد من القات؛ وغالبتُ مرارته المقذعة، من خلال احتسائي مزيدا من الشاي، ولكن الشاي كان يعاجل القات لاصطحابه إلى معدتي..
حاولت أن أحشي بجمتي بمزيد من القات وأوراقه العريضة التي يفترض أن أرميها باعتبارها توالف.. وكلما حشيت فمي بالقات ومضغته، لا يستقر في بجمتي، بل يذهب سريعا إلى بلعومي ومعدتي.. شعرت أنني صرت أشبه بحيوان يعتلف.. وبعد أن خسفت بثلثي القات إلى بطني، شعرت أنني لم أفشل في القراءة فقط، بل فشلت أيضا في تكوير بجمتي..
أمضيت ساعتين في القراءة دون أن أفقه شيئا مما قرأت .. امكث في الصفحة الواحدة وقتا أطول يصل أضعاف الوقت المعتاد.. أعيد قراءة الصفحة مرتين، وما أن أحاول أن أستمع لنفسي؛ أكتشف أنني مشوش الذهن ومضطرب الشعور والفكرة.. اكتشفت خيبتي، وأنه لم يعلق في ذهني شيئا مما قرأت..
وقبل نهاية اعتلاف ما بقي من قات، بديت أشعر أنني شبعت، وأن معدتي صارت ممتلئة ومتخمة به، وأنني فشلت في تكوير بجمتي كما يجب، وفشلت في استيعاب أي شيء مما قرأت..
غير أن الأكثر سوءَ أن النوم داهمني بغته، فأنزحت قليلا وارتخيت، ومدد أبو حنيفة ساقيه ورجليه، وغمضت عيناي قليلا وقد أثقل النعاس جفوني وأسبلها، وغرقت في غفوة عميقة أمتدت على نحو لم أكن أتوقعه، فيما لا زال بعض القات الممضوغ في فمي..
صحيت صباح يوم الجمعة بعد نوم عميق، لأرمي بقايا قات الخميس الذي نام معي في فمي حتى صباح الجمعة.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
يتبع..
بعض من تفاصيل حياتي
من صديق بالوتس.. اعجبتني:
يمني مقيم بألمانيا يقول : رحت اشتري بطيخة من أحد الأسواق الألمانية وكالعادة صرت أطبطب على البطيخ حتى أخترت وحده
سيدة المانية كانت قريبة مني سألتني : ليش تطبطب على الحبحب ؟!
قلت لها : حتى أختار وحده حمراء وحلوة ، نحن في بلادنا من طبعنا نطبطب ع البطيخ قبل ما نشتريه ..
قالت لي المرأه ممكن تطبطب على بطيخة وتختارها لي
أنا عملت نفسي خبير بالبطيخ وصرت أطبطب إلى أن اخترت وحدة لها..
قالت لي : danköschen (يعني شكراً) لكن ممكن أعرف أنت من أي بلد..؟
قلت لها : أنا يمني .. إبتسمت وقالت : ياريت تطبطبوا على السياسيين والمسئولين الذين عندكم قبل ماتختاروهم للحكومة..!؟
يمني مقيم بألمانيا يقول : رحت اشتري بطيخة من أحد الأسواق الألمانية وكالعادة صرت أطبطب على البطيخ حتى أخترت وحده
سيدة المانية كانت قريبة مني سألتني : ليش تطبطب على الحبحب ؟!
قلت لها : حتى أختار وحده حمراء وحلوة ، نحن في بلادنا من طبعنا نطبطب ع البطيخ قبل ما نشتريه ..
قالت لي المرأه ممكن تطبطب على بطيخة وتختارها لي
أنا عملت نفسي خبير بالبطيخ وصرت أطبطب إلى أن اخترت وحدة لها..
قالت لي : danköschen (يعني شكراً) لكن ممكن أعرف أنت من أي بلد..؟
قلت لها : أنا يمني .. إبتسمت وقالت : ياريت تطبطبوا على السياسيين والمسئولين الذين عندكم قبل ماتختاروهم للحكومة..!؟