اصداء من الوتس:
كانت قصة رائعة فيها من المعاناه ما لايتحمله إنسان عادي
تشبه في بعضها حياتنا كبدو
وخاصة مساعدة الام والمرآة والأسئلة التي كنت تسئل والدتك والجوبه نفس الاجوبه
رعي الأغنام وحبهن
ولكن كبش العيد او ذبح الأغنام كنا نفرح كثير بالذبح من أجل ناكل كثير من اللحم
كثير من قصتك يعانيها كثير من اطفال البدو عندنا
إلا قسوة والدك فإنه ي رودني الشك إنك أستاذنا تبالغ فيها
ستظل الرائد الأول في مواجهة الطغاه
والمدافع الأول عن حقوق وحريات المستضعفين والمضطهدين
اتمنى أن ألتقي بك وأن أكون إلى جانبك في كفاحك
في دولة نظام وقانون دولة مدنية تحترم حقوق الإنسان
كانت قصة رائعة فيها من المعاناه ما لايتحمله إنسان عادي
تشبه في بعضها حياتنا كبدو
وخاصة مساعدة الام والمرآة والأسئلة التي كنت تسئل والدتك والجوبه نفس الاجوبه
رعي الأغنام وحبهن
ولكن كبش العيد او ذبح الأغنام كنا نفرح كثير بالذبح من أجل ناكل كثير من اللحم
كثير من قصتك يعانيها كثير من اطفال البدو عندنا
إلا قسوة والدك فإنه ي رودني الشك إنك أستاذنا تبالغ فيها
ستظل الرائد الأول في مواجهة الطغاه
والمدافع الأول عن حقوق وحريات المستضعفين والمضطهدين
اتمنى أن ألتقي بك وأن أكون إلى جانبك في كفاحك
في دولة نظام وقانون دولة مدنية تحترم حقوق الإنسان
محمد المقالح -الحكيم:
من لا يحاسب الفاسد في ظل العدوان لن يحاسبه بعد العدوان ومن لا ينصف المظلوم في ظل العدوان لن ينصفه بعد العدوان
يا ذلحين وذلحين يا ما بش
صدقوني
اما الذين يقولون لك مش وقت نحن في عدوان فاعلم - هداك الله - انهم القتلة والفسدة والبلاطجة وكل ما يخطر على بالك من السيئات المنكرات
من لا يحاسب الفاسد في ظل العدوان لن يحاسبه بعد العدوان ومن لا ينصف المظلوم في ظل العدوان لن ينصفه بعد العدوان
يا ذلحين وذلحين يا ما بش
صدقوني
اما الذين يقولون لك مش وقت نحن في عدوان فاعلم - هداك الله - انهم القتلة والفسدة والبلاطجة وكل ما يخطر على بالك من السيئات المنكرات
من حقي أن أفكر ولي أسبابي.. لا يطن الفاس إلا من حجر.. اهدار المصداقية جعلتنا نحتمل أي شيء، ولاسيما بعد أن صار أنصار الله أجنحة ومراكز قوى.. مطلع على مواقف جعلتني لا أستبعد أي احتمال..
أجبوهم قبل أن يموتوا بكورونا..!!!! بخ بخ يا ابن نشطان..!!
بيان تضامني ضد الإجراء الذي أتخذته الهيئة العليا للزكاة في زيادة زكاة الأموال بنسبة 500% عما كانت عليه في العام الماضي..
ندين وبشدة توجه الهيئة العامة للزكاة في هذا العام حيث ضاعفت الزكاة على التجار والفلاحين إلى خمسة أمثالها في العام الماضي بنسبة 500%
خمسمائة بالمائة ..يعاني الفلاحون والتجار من جور القائمين على تحصيل الزكاة في المناطق التي تخضع لسيطرة الحوثيبن وهي زيادة لم ترد في كتاب الله ولا في صحيح الأحاديث النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
وعليه فإننا نطالب عقلاء الحوثيين أن يعملوا على تصحيح هذا الخلل ورفع الظلم والإجحاف عن الناس ... نطالب العلماء أن يقولوا كلمة الحق في مواجهة هذا الظلم والإجحاف في الزيادة المفروضة على زكاة الأموال ونناشد مؤسسات المجتمع المدني وكل الناشطين في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان في اليمن أن يتضامنوا مع التجار والفلاحين فقد مسهم الضر وبالتأكيد فإن هذه القيمة المدفوعة للحوثيين سوف يتضرر منها المواطن لأنها سوف تضاف إلى أسعار السلع والمنتجات التي يبيعها التاجر وبالتالي تتراكم المعاناة على المواطن الذي يعاني من مخاطر الفايروسات والفقر وغياب فرص العمل ..كل التضامن مع المظلومين من أبناء شعبنا اليمني في شمال الوطن وجنوبه وشرقه وغربه...الموقعون على البيان
عبد الباري طاهر
أحمد ناجي أحمد النبهاني
سعيد الجناحي
فيصل عبد الجليل العريقي
علي عبد الله السلال
محمد عبد الوهاب الشيباني
يحيى منصور أبو أصبع
عبد العزيز الزارقة
أحمد سيف حاشد
عبده محمد ردمان
الدكتور عبد الباري عبد الله دغيش
نبيل الأسيدي
عبد الكريم الرازحي
محمد صادق العديني
الدكتور نور الدين عقيل
نبيل الحسام
أحمد عبده سيف
محمد عبده الشجاع
علي محمد السري
محمد شمسان الصلوي
محمد الأشول
محمد مثنى
عبد الرحيم الصبري
الدكتور عبد الحليم المجعشي
الدكتور عبد الرب حيدر
أبو بكر طاهر
سليم سعيد سيف العريقي
محمد محمد العزيزي
محمد قائد العزيزي
محيى الدين سعيد
عبد الوهاب محمد العرشي
حمود شجاع الدين
المستشار عصام الأغبري
أحمد محمد قائد العزعزي
الدكتور محمد الحبابي
الدكتور نبيل منصور العودي
توفيق عبد السلام العبسي
ماجد عبد الله ورو
منصور السروري
الدكتور صادق محمد مهيوب الإبل
آزال عبد الله الصباري
أحمد الرمعي
عارف الدوش
عبد الله عبد الإله
عبد الرحمن بجاش
محمد عبد الصمد الأكحلي
عبد الله بانافع
ماجد سعيد الأخضري
مازن يحيى الشلال
أحمد الخوربي
الدكتور أبكر نور الدين السروري
نجيب النبهاني
الدكتور أحمد شمسان المقرمي
محمد علي اللوزي
وليد العزي الصلوي
فايز ساري
العزي الصلوي
جابر علي سعيد
طه العامري
صائب سلام حيدر
مطهر سعيد هائل
.................................
Ahmed Nagi Alnbhaani
قابلت أحد الفلاحين وهو من محافظة حجة فأخبرني أن الحوثيين ضاعفوا عليهم الزكاة فالذي كان يدفع قدحا من الطعام في العام الماضي أصبح الآن ملزما أن يدفع خمسة أقداح للحوثيين وعلى الفور تذكرت ما كتبه الصديق العزيز الأستاذ الفاضل فؤاد النهاري حيث قال في رسالة موجهة منه إلى إلى مدير مكتب الرئاسة صنعاء وإلى رئيس الهيئة العامة للزكاة سأقتبس من رسالته هذا المقطع ( شاهدت بأم عيني السلوك المتعالي والمشين من قبل الموظفين والمعنيين بالنزول الميداني مع أصحاب المحلات .كما أن رفع المبالغ التي تطالب بها هيئة الزكاة نسبة 500%
نسبة خمسمائة بالمائة
أمر محير لا نعلم بأي مبرر شرعي أو قانوني جرى هذا الرفع المبالغ فيه )
وفي كل الأحوال فإن رسالة الصديق العزيز فؤاد يحيى النهاري طويلة ولكني أقتبست منها الزيادة التي أقرها الحوثيون على زكاة الأموال بنسبة 500% خمسمائة بالمائة في المناطق الخاضعة لسيطرتهم ..صحيح أن رسالة الصديق العزيز فؤاد النهاري تخص منطقة وصاب ولكن قضية الزيادة في زكاة الأموال بنسبة 500%
أصبحت عامة وفي أكثر من منطقة من المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثببن ..
لا أعتقد أن روح الشهيد حسين بدر الحوثي سترتاح في مرقدها إذا سمعت عن مثل هكذا ممارسات يمارسها المسئولون عن تحصيل الزكاة في المسيرة القرآنية ولا أعتقد أن أي شخص من عقلاء المسيرة القرآنية سيقبل هذا الظلم الذي يعيشه المواطن من جراء هذا الإجحاف في تحصيل الزكاة وهذه الزيادة التي تتنافى مع النصوص القرآنية والأحاديث النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ..نرى أنه من واجبنا أن نطالب برفع هذا الظلم عن التجار ونعبر عن تضامننا مع شعبنا ضد كل أشكال الظلم والجور مهما كان مصدرها...كل التضامن مع المظلومين من أبناء شعبنا اليمني في شمال الوطن وجنوبه وشرقه وغربه..
أحمد ناجي أحمد النبهاني
بيان تضامني ضد الإجراء الذي أتخذته الهيئة العليا للزكاة في زيادة زكاة الأموال بنسبة 500% عما كانت عليه في العام الماضي..
ندين وبشدة توجه الهيئة العامة للزكاة في هذا العام حيث ضاعفت الزكاة على التجار والفلاحين إلى خمسة أمثالها في العام الماضي بنسبة 500%
خمسمائة بالمائة ..يعاني الفلاحون والتجار من جور القائمين على تحصيل الزكاة في المناطق التي تخضع لسيطرة الحوثيبن وهي زيادة لم ترد في كتاب الله ولا في صحيح الأحاديث النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
وعليه فإننا نطالب عقلاء الحوثيين أن يعملوا على تصحيح هذا الخلل ورفع الظلم والإجحاف عن الناس ... نطالب العلماء أن يقولوا كلمة الحق في مواجهة هذا الظلم والإجحاف في الزيادة المفروضة على زكاة الأموال ونناشد مؤسسات المجتمع المدني وكل الناشطين في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان في اليمن أن يتضامنوا مع التجار والفلاحين فقد مسهم الضر وبالتأكيد فإن هذه القيمة المدفوعة للحوثيين سوف يتضرر منها المواطن لأنها سوف تضاف إلى أسعار السلع والمنتجات التي يبيعها التاجر وبالتالي تتراكم المعاناة على المواطن الذي يعاني من مخاطر الفايروسات والفقر وغياب فرص العمل ..كل التضامن مع المظلومين من أبناء شعبنا اليمني في شمال الوطن وجنوبه وشرقه وغربه...الموقعون على البيان
عبد الباري طاهر
أحمد ناجي أحمد النبهاني
سعيد الجناحي
فيصل عبد الجليل العريقي
علي عبد الله السلال
محمد عبد الوهاب الشيباني
يحيى منصور أبو أصبع
عبد العزيز الزارقة
أحمد سيف حاشد
عبده محمد ردمان
الدكتور عبد الباري عبد الله دغيش
نبيل الأسيدي
عبد الكريم الرازحي
محمد صادق العديني
الدكتور نور الدين عقيل
نبيل الحسام
أحمد عبده سيف
محمد عبده الشجاع
علي محمد السري
محمد شمسان الصلوي
محمد الأشول
محمد مثنى
عبد الرحيم الصبري
الدكتور عبد الحليم المجعشي
الدكتور عبد الرب حيدر
أبو بكر طاهر
سليم سعيد سيف العريقي
محمد محمد العزيزي
محمد قائد العزيزي
محيى الدين سعيد
عبد الوهاب محمد العرشي
حمود شجاع الدين
المستشار عصام الأغبري
أحمد محمد قائد العزعزي
الدكتور محمد الحبابي
الدكتور نبيل منصور العودي
توفيق عبد السلام العبسي
ماجد عبد الله ورو
منصور السروري
الدكتور صادق محمد مهيوب الإبل
آزال عبد الله الصباري
أحمد الرمعي
عارف الدوش
عبد الله عبد الإله
عبد الرحمن بجاش
محمد عبد الصمد الأكحلي
عبد الله بانافع
ماجد سعيد الأخضري
مازن يحيى الشلال
أحمد الخوربي
الدكتور أبكر نور الدين السروري
نجيب النبهاني
الدكتور أحمد شمسان المقرمي
محمد علي اللوزي
وليد العزي الصلوي
فايز ساري
العزي الصلوي
جابر علي سعيد
طه العامري
صائب سلام حيدر
مطهر سعيد هائل
.................................
Ahmed Nagi Alnbhaani
قابلت أحد الفلاحين وهو من محافظة حجة فأخبرني أن الحوثيين ضاعفوا عليهم الزكاة فالذي كان يدفع قدحا من الطعام في العام الماضي أصبح الآن ملزما أن يدفع خمسة أقداح للحوثيين وعلى الفور تذكرت ما كتبه الصديق العزيز الأستاذ الفاضل فؤاد النهاري حيث قال في رسالة موجهة منه إلى إلى مدير مكتب الرئاسة صنعاء وإلى رئيس الهيئة العامة للزكاة سأقتبس من رسالته هذا المقطع ( شاهدت بأم عيني السلوك المتعالي والمشين من قبل الموظفين والمعنيين بالنزول الميداني مع أصحاب المحلات .كما أن رفع المبالغ التي تطالب بها هيئة الزكاة نسبة 500%
نسبة خمسمائة بالمائة
أمر محير لا نعلم بأي مبرر شرعي أو قانوني جرى هذا الرفع المبالغ فيه )
وفي كل الأحوال فإن رسالة الصديق العزيز فؤاد يحيى النهاري طويلة ولكني أقتبست منها الزيادة التي أقرها الحوثيون على زكاة الأموال بنسبة 500% خمسمائة بالمائة في المناطق الخاضعة لسيطرتهم ..صحيح أن رسالة الصديق العزيز فؤاد النهاري تخص منطقة وصاب ولكن قضية الزيادة في زكاة الأموال بنسبة 500%
أصبحت عامة وفي أكثر من منطقة من المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثببن ..
لا أعتقد أن روح الشهيد حسين بدر الحوثي سترتاح في مرقدها إذا سمعت عن مثل هكذا ممارسات يمارسها المسئولون عن تحصيل الزكاة في المسيرة القرآنية ولا أعتقد أن أي شخص من عقلاء المسيرة القرآنية سيقبل هذا الظلم الذي يعيشه المواطن من جراء هذا الإجحاف في تحصيل الزكاة وهذه الزيادة التي تتنافى مع النصوص القرآنية والأحاديث النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ..نرى أنه من واجبنا أن نطالب برفع هذا الظلم عن التجار ونعبر عن تضامننا مع شعبنا ضد كل أشكال الظلم والجور مهما كان مصدرها...كل التضامن مع المظلومين من أبناء شعبنا اليمني في شمال الوطن وجنوبه وشرقه وغربه..
أحمد ناجي أحمد النبهاني
ن الشدة والحزم.. الأب يستريح ويشعر بالامتنان للمعلم إذا أنزل بابنه عقوبة مهما كانت شديدة ومؤلمة.. وضع ربما يشعرك وكأن سادية نحوك قد اجتمعت من الطرفين.. تجد نفسك محشورا بينهما في زاوية ضيقة، لا مهرب أمامك ولا مفر..
كنّا محكومين بسلطة الخوف من الأب ومن الاستاذ.. كنت نحيلا ومنهك الجسد.. وجهي غارقا في الشحوب.. لازلت أذكر أن بعض التقاطيع التي يفترض أن تأتي في وقت متأخر من العمر، كانت قد غزت وجهي في طفولتي الباكرة.. لازلت أذكر الخطوط العمودية بين العينين، وهي تفترس وجه الطفولة بوحشية.. كنت أحس إن عقوبات الأستاذ قاسية ومنفرة وغير إنسانية، ومؤلمة للجسد والروح!
في إحدى الأيام تأخرت عن طابور الصباح، وخشية من العقوبة ذهبت إلى حجرة مهجور فوق اصطبل بقرة جارنا مانع سعيد، بدلاً من أن أذهب إلى المدرسة..
كانت الحُجرة بمثابة نُزُل مخصص لاستقبال الغرباء عند اللزوم، والذين يقضون فيها يوما واحدا، أو يومين إن طال ابهم المقام، وأغلب الأحيان تظل فارغة لأسابيع دون نزيل أو أنيس.
ولكي لا أتعرض للعقاب في اليوم التالي نظراً لتغيبي عن حضور اليوم السابق اضطررت لتكرار خطئي، وذهبتُ إلى نفس الحُجرة، وتكرر الأمر في اليوم الثالث والرابع.. إنه الهروب إلى الإمام.. هروب يشبه ذلك الهروب الذي ذهبت وتذهب إليه الجماعات والاحزاب والقوى السياسية التي نكبت الوطن.. قياس مع الفارق..
شعرت أن ورطتي تتعاظم وتتسع، فكلّما زاد تغيُّبي كلما اعترتني خشية أكبر من عقوبة أشد إيلاماً حتى تبدت لي في اليوم الرابع أنها ستفوق التوقع والخيال، وبالتالي أحسست ألا حيلة سوى المواجهة إذا ما أنكشف أمري.. فيما القوى السياسية والأحزاب الدينية وإلى اليوم لازالت تمعن في جلب مزيد من الجحيم للوطن، رغم الكلفة والجحيم الذي يتبدّى لها كل يوم، والذي يهدد في الصميم الوطن، في وحدته واستقلاله وسلامة أراضيه ومستقبله..
ست ساعات يوميا أقضيها في تلك الحُجرة المهجورة، كانت مملة ورتيبة إلى أقصى حد، ولم أكن أعرف مسبقا أنها ستكون مملة على ذلك النحو، ولكني أراها في نفس الوقت أقل وطأة من عقاب ينتظرني يفوق الاحتمال.. كنت أحاول أن أخفف من وطأة رتابة تلك الساعات بالنظر من نافذة الغرفة إلى الفضاء المقابل.. الوادي والذاهبين والآيبين فيه، وكلما سمعت صوت في الجوار انتفض مرتاباً لأرقب من شقوق الباب ماذا يُدبر بالخارج، وكلّي توجّس وقلق أحياناً، وفضول في أحايين أخرى.
في اليوم الخامس انكشف أمري وفضحني السؤال، حيث سمعت (الأستاذ) يسأل والدي عن سبب غيابي. فأجابه والدي أنني أذهب كل يوم للمدرسة، فهرعت إلى المدرسة وأدركت حينها أن الفأس قد أصاب الرأس، وأن أمري انكشف وأفتضح، ولابد أن أستعد لدفع ثمن باهض من الألم، ودفعة واحدة.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
(3)
يوما في الجحيم
فور وصول (الأستاذ) للمدرسة استدعاني للحضور أمامه.. وقف على نحو استعراضي، ولكنني أحسست أن في داخلة مرجل يغتلي.. بدأ يحوم حولي وعصا الخيزران متحفزة لتنهش جلدي الذي يكسوا عظامي المنهكة بصعوبة..
كان يتحفز كضابط شرطة وجد من يبحث عنه بعد أن كد العمر في البحث.. ضابط أعيته الحيلة وخابت الوسيلة في القبض على من يبحث عنه، وعندما وجده أراد أن ينتقم لفشله الذريع وخيبته الكبيرة.. كان يهز الخيزران في وجهي كأنه ظفر بخصم لدود انتظره دهرا، وتحيَّن زمناً لمنازلته وسحقه..
كنت منهكا ونحيلا وخائر القوى.. لاحول لي ولا قوة أمام مجهول ينتظرني لا أدري قدره، وكيف سيكون!! كلما أرجوه في سرّي وكتماني أن يكون أقل مما هو مُهلك ومميت، فيما (الاستاذ) كان يتبدى لي مكظوما بالغيظ الشديد، والغل الذي يأكل صاحبه.. متحفزا جدا، ولا يدري من أين يبدا بسحقي..
فكّر برهة، ثم أختار بعناية أربعة من أشد التلاميذ غلظة وقوة، وأمرهم أن يمسكوني ويسقطونني أرضاً ويرفعون قدماي مضمومتين إلى الأعلى ويمنعونني من الحراك..
قلعوني من الأرض كنبتة صغيرة منهكة.. صار رأسي مضغوطا عليه للأسفل، وقدماي مرفوعتين إلى الأعلى.. أحسست أن فارق الكتلة بيننا يكسر المقارنة.. إنهم يفرطون في استخدام القوة إلى حد لم أكن أتخيله.. إفراط عبثي مغالى وساحق.. لا مقارنة بين ضآلتي وأربعة أعفاط صرت بينهم متلاشيا.. تلاشيت باكتظاظهم المزدحم.. كانوا يفعلوا ما يفعلوه وهم بذروة الانتشاء وبرهنة الولاء..
شلوا يداي وحركات جسدي بأيديهم الكثيرة، وثقلهم الذي أناخ على كاهلي الصغير والمنهك.. وضع بعضهم ركبهم الحجرية على بطني الخاوية، وصدري المكظوم والمختنق.. كادوا أن يمنعوني من التنفس.. أحسست أن الهواء الذي أسرقه من زحامهم صعب وقليل.. ما أبخلهم حتى على الهواء الذي أتنفسه!! كأنهم مرابين يمنحوني الهواء مقسطا ومقترا وثقيل الضنك..
حسيتُ بلسعات الخيزران تهوى بشدة على قاع قدماي، كأنها حمم من جهنم صبها الله على بطن أقدامي الدامية الأظافر.. إنها ليست عقوبة (الفلكة) المعتادة، ولكنها (فلكة) من جحيم.. تعدَّت شدتها كل معقول، بل وأضعاف ما طال أكثر التلاميذ إه
كنّا محكومين بسلطة الخوف من الأب ومن الاستاذ.. كنت نحيلا ومنهك الجسد.. وجهي غارقا في الشحوب.. لازلت أذكر أن بعض التقاطيع التي يفترض أن تأتي في وقت متأخر من العمر، كانت قد غزت وجهي في طفولتي الباكرة.. لازلت أذكر الخطوط العمودية بين العينين، وهي تفترس وجه الطفولة بوحشية.. كنت أحس إن عقوبات الأستاذ قاسية ومنفرة وغير إنسانية، ومؤلمة للجسد والروح!
في إحدى الأيام تأخرت عن طابور الصباح، وخشية من العقوبة ذهبت إلى حجرة مهجور فوق اصطبل بقرة جارنا مانع سعيد، بدلاً من أن أذهب إلى المدرسة..
كانت الحُجرة بمثابة نُزُل مخصص لاستقبال الغرباء عند اللزوم، والذين يقضون فيها يوما واحدا، أو يومين إن طال ابهم المقام، وأغلب الأحيان تظل فارغة لأسابيع دون نزيل أو أنيس.
ولكي لا أتعرض للعقاب في اليوم التالي نظراً لتغيبي عن حضور اليوم السابق اضطررت لتكرار خطئي، وذهبتُ إلى نفس الحُجرة، وتكرر الأمر في اليوم الثالث والرابع.. إنه الهروب إلى الإمام.. هروب يشبه ذلك الهروب الذي ذهبت وتذهب إليه الجماعات والاحزاب والقوى السياسية التي نكبت الوطن.. قياس مع الفارق..
شعرت أن ورطتي تتعاظم وتتسع، فكلّما زاد تغيُّبي كلما اعترتني خشية أكبر من عقوبة أشد إيلاماً حتى تبدت لي في اليوم الرابع أنها ستفوق التوقع والخيال، وبالتالي أحسست ألا حيلة سوى المواجهة إذا ما أنكشف أمري.. فيما القوى السياسية والأحزاب الدينية وإلى اليوم لازالت تمعن في جلب مزيد من الجحيم للوطن، رغم الكلفة والجحيم الذي يتبدّى لها كل يوم، والذي يهدد في الصميم الوطن، في وحدته واستقلاله وسلامة أراضيه ومستقبله..
ست ساعات يوميا أقضيها في تلك الحُجرة المهجورة، كانت مملة ورتيبة إلى أقصى حد، ولم أكن أعرف مسبقا أنها ستكون مملة على ذلك النحو، ولكني أراها في نفس الوقت أقل وطأة من عقاب ينتظرني يفوق الاحتمال.. كنت أحاول أن أخفف من وطأة رتابة تلك الساعات بالنظر من نافذة الغرفة إلى الفضاء المقابل.. الوادي والذاهبين والآيبين فيه، وكلما سمعت صوت في الجوار انتفض مرتاباً لأرقب من شقوق الباب ماذا يُدبر بالخارج، وكلّي توجّس وقلق أحياناً، وفضول في أحايين أخرى.
في اليوم الخامس انكشف أمري وفضحني السؤال، حيث سمعت (الأستاذ) يسأل والدي عن سبب غيابي. فأجابه والدي أنني أذهب كل يوم للمدرسة، فهرعت إلى المدرسة وأدركت حينها أن الفأس قد أصاب الرأس، وأن أمري انكشف وأفتضح، ولابد أن أستعد لدفع ثمن باهض من الألم، ودفعة واحدة.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
(3)
يوما في الجحيم
فور وصول (الأستاذ) للمدرسة استدعاني للحضور أمامه.. وقف على نحو استعراضي، ولكنني أحسست أن في داخلة مرجل يغتلي.. بدأ يحوم حولي وعصا الخيزران متحفزة لتنهش جلدي الذي يكسوا عظامي المنهكة بصعوبة..
كان يتحفز كضابط شرطة وجد من يبحث عنه بعد أن كد العمر في البحث.. ضابط أعيته الحيلة وخابت الوسيلة في القبض على من يبحث عنه، وعندما وجده أراد أن ينتقم لفشله الذريع وخيبته الكبيرة.. كان يهز الخيزران في وجهي كأنه ظفر بخصم لدود انتظره دهرا، وتحيَّن زمناً لمنازلته وسحقه..
كنت منهكا ونحيلا وخائر القوى.. لاحول لي ولا قوة أمام مجهول ينتظرني لا أدري قدره، وكيف سيكون!! كلما أرجوه في سرّي وكتماني أن يكون أقل مما هو مُهلك ومميت، فيما (الاستاذ) كان يتبدى لي مكظوما بالغيظ الشديد، والغل الذي يأكل صاحبه.. متحفزا جدا، ولا يدري من أين يبدا بسحقي..
فكّر برهة، ثم أختار بعناية أربعة من أشد التلاميذ غلظة وقوة، وأمرهم أن يمسكوني ويسقطونني أرضاً ويرفعون قدماي مضمومتين إلى الأعلى ويمنعونني من الحراك..
قلعوني من الأرض كنبتة صغيرة منهكة.. صار رأسي مضغوطا عليه للأسفل، وقدماي مرفوعتين إلى الأعلى.. أحسست أن فارق الكتلة بيننا يكسر المقارنة.. إنهم يفرطون في استخدام القوة إلى حد لم أكن أتخيله.. إفراط عبثي مغالى وساحق.. لا مقارنة بين ضآلتي وأربعة أعفاط صرت بينهم متلاشيا.. تلاشيت باكتظاظهم المزدحم.. كانوا يفعلوا ما يفعلوه وهم بذروة الانتشاء وبرهنة الولاء..
شلوا يداي وحركات جسدي بأيديهم الكثيرة، وثقلهم الذي أناخ على كاهلي الصغير والمنهك.. وضع بعضهم ركبهم الحجرية على بطني الخاوية، وصدري المكظوم والمختنق.. كادوا أن يمنعوني من التنفس.. أحسست أن الهواء الذي أسرقه من زحامهم صعب وقليل.. ما أبخلهم حتى على الهواء الذي أتنفسه!! كأنهم مرابين يمنحوني الهواء مقسطا ومقترا وثقيل الضنك..
حسيتُ بلسعات الخيزران تهوى بشدة على قاع قدماي، كأنها حمم من جهنم صبها الله على بطن أقدامي الدامية الأظافر.. إنها ليست عقوبة (الفلكة) المعتادة، ولكنها (فلكة) من جحيم.. تعدَّت شدتها كل معقول، بل وأضعاف ما طال أكثر التلاميذ إه
اكتبوا مذكراتكم وسيركم وتجاربكم.. أنتم أعظم منهم، والفارق أن الأقدار تواطأت معهم وخانتكم، ولم تأخذ بأيديكم، كما فعلت معهم.. عظمتكم أن حياتكم حافلة بالكثير من الكفاح والعطاء وما يستحق أن يُقرأ، فيما حياة كثير من نكتب سيرهم أو نقرأ عنها هم مجرد مجرمين قتلة ولصوص وفاسدين وقطاع طرق.. اكتبوا تاريخكم قبل أن يزوروه ويفسدوه.. اعتزوا بتاريخكم وسيرة حياتكم لأنها أعظم من سيرهم وتاريخهم إن استحق تاريخهم المقارنة بتاريخكم وسيركم.. أنتم العظماء لا هم.. هم الأصفار وأنتم الأرقام التي وضعتهم لها قيمة لا يستحقونها..
السلسلة السادسة.. دراستي الابتدائية 1- 8
تمرد وعقاب ومشقّة
(1)
مدرسة ومقبرة وعقاب
بدأت دراستي الأولى بالقرية "شرار" في "القبيطة" بمدرسة "الوحدة".. بدأت هذه المدرسة بمدرِّس واحد فقط، وهو الأستاذ علي أحمد سعد، من مواليد "الحبشة" لأب يمني جاء إلى القرية ليدرس أبناءها القراءة والكتابة والحساب.. جاء ليقدم شيئا من المعرفة الأساس لأبنائها المحرومين من التعليم، وذلك بمقابل نقدي متواضع، ومقدور عليه من قبل الآباء.. كان مدرس ممتازاً وصارماً ومهتماً، ولكنه أيضا قاس في تعامله مع تلاميذه لمجرد أدنى تقصير أو إهمال.
ابتدأت مدرسة الوحدة بمسجد قروي متواضع، وحُجرة متهالكة، تلاه بناء غرفة للإدارة، ثم صارت أربعة فصول.. تم بناء فصولها الأربعة اللاحقة على مقبرة قديمة لا نعرف إلى أي زمن تعود.. بدأ البناء فيها عندما غلبت فتوى جواز البناء على فتوى منع البناء على المقبرة..
درسنا وتناوبنا الأمكنة فوق سطح المسجد و قليلا داخله.. تحت شجر السدر أمام المسجد، وفي "الشمسرة" الملاصقة للمسجد.. مدرسة الوحدة هي مدرستي الأولى التي درست بها إلى الصف الرابع ابتدائي.. اطلاق اسم "الوحدة" على المدرسة بالنسبة لي جاذبا وكنت سعيدا ومعتزا به، حتى بعد أن أكملت دراستي الجامعية، لاسيما عندما أتحدث عن دراستي الأولى، ولعل هذا الاسم ومضمونة كان جزء أصيلا منّا، ومعبرا عن عمق ذاتنا وانتمائنا وحنيننا، وأملنا الجارف لتحقيق تلك الوحدة، التي لطالما حلمنا بها، بل كانت تقف على رأس ومقدمة أهدافنا وأحلامنا العريضة والكبيرة..
كانت عصا الخيزران التي على ما يبدو أن (الاستاذ) علي أحمد سعد قد أحضرها معه من الحبشة لعقاب تلاميذه هي الوسيلة الأكثر استخداما في التربية والتعليم من خلال إنزال عقوباته على تلاميذه عند الإهمال أو التقصير أو التأخر عن طابور الصباح..
(الفلكة) واحدة من بين عقوباته الشديدة التي ينزلها على بعض تلاميذه، وهي الجلد على قاع القدمين، وتربو أحيانا على العشرين جلده، وهي عقوبة تفوق تحمل أطفالا مثلنا، حتى تبدو في بعض الأحيان انتقاما أكثر منه عقوبة، وزائد على هذا ربما أحست طفولتنا أن الأستاذ يستلذ بقسوته، وبممارسة جلد تلاميذه بالخيزران..
من أجل تنفيذ عقوبة الفلكة بحق تلميذ مقصر كان يحتاج إلى أربعة من أقرانه من ذوي الأجسام الغليظة لمساعدته في تنفيذ عقوبته، يمدونه على الأرض ويمسك اثنين منهم بيديه وصدره ومثلهم يرفعون قدميه ويمنعونه من الحركة ليتولى الأستاذ الضرب بالخيزران بقوة على قاع القدمين المضمومتين قبالته.
ومن عقوباته الشائعة التي يُكثر من استخدامها جلد بطن الكف بالخيزران، بشكل متوال يصل فيها عدد الجلدات أحيانا إلى عشر لكل كف، وإذا أراد الاستاذ التنكيل بتلميذه أكثر كان يمكنه أن يضربه بالخيزران في قلب اليدين وكان الألم أشد وأوجع..
كنّا نجد أنفسنا أحيانا لا نقوى على مد اليد جراء شدة الألم الناتج عن هذا الضرب المُبرح.. نحس أن أكفنا قد أدركها الشلل وهو يهوي عليها بالخيزران بقسوة دون رحمة، أو مراعاة لألم لاسع يصل شرره أحيانا للجمجمة..
في أيام البرد يشتد هذا الحال وطأة ونكاية.. ونحس عقب ما ينتهي الأستاذ من تنفيذ عقوبته أن الدم يكاد يهر من الكفين.. نرى أكفنا وهي تكاد أن تنبجس دماً.. نشعر أننا لم نعد نقوى على حمل أيدينا فضلا عن الأكف بعد أن ينتهي الأستاذ من تنفيذ العقاب.
ومن عقوباته الجسدية الأقل وطأة، هي إجبار التلميذ على أن يقف على ساق واحد، أو الضغط على الإذن بثلاث من أصابعه بعد أن يضع حصية تحت إحدى الأصابع ليضغط بها على شحمة الإذن، بينما يضغط بالأصبعين الآخرتين على الجهة المقابلة ليزيد من حدة الألم الواقع علينا.. الأمر العجيب هو أن هذه القسوة المفرطة في العقاب لم تكن لتلاقي تحفظا أو اعتراضا من أولياء أمور التلاميذ، بل ربما يُسعد بعضهم!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
(2)
ورطة تمرد
كنت على الدوام أشعر بقلق ورعب شديد من العقاب.. الخوف يتملكني.. سلطة الخوف لها وطأتها على نفسيتي.. لم يكن هناك مكان لصنع القناعات الذي يؤسسها الوعي لا في البيت ولا في المدرسة.. مدرسة العقاب هي من تحكمنا، ولها الكلمة العليا.. كانت أو تكاد تكون مدرسة بصلاحية عقاب مطلقة.. لا يمكن للأب أن يقول للأستاذ أرفق بابني عند العقاب، بل كان الأب هو من يحث ويشجّع الأستاذ على عقاب ابنه، وأكثر من ذلك يفوضه بمزيد م
السلسلة السادسة.. دراستي الابتدائية 1- 8
تمرد وعقاب ومشقّة
(1)
مدرسة ومقبرة وعقاب
بدأت دراستي الأولى بالقرية "شرار" في "القبيطة" بمدرسة "الوحدة".. بدأت هذه المدرسة بمدرِّس واحد فقط، وهو الأستاذ علي أحمد سعد، من مواليد "الحبشة" لأب يمني جاء إلى القرية ليدرس أبناءها القراءة والكتابة والحساب.. جاء ليقدم شيئا من المعرفة الأساس لأبنائها المحرومين من التعليم، وذلك بمقابل نقدي متواضع، ومقدور عليه من قبل الآباء.. كان مدرس ممتازاً وصارماً ومهتماً، ولكنه أيضا قاس في تعامله مع تلاميذه لمجرد أدنى تقصير أو إهمال.
ابتدأت مدرسة الوحدة بمسجد قروي متواضع، وحُجرة متهالكة، تلاه بناء غرفة للإدارة، ثم صارت أربعة فصول.. تم بناء فصولها الأربعة اللاحقة على مقبرة قديمة لا نعرف إلى أي زمن تعود.. بدأ البناء فيها عندما غلبت فتوى جواز البناء على فتوى منع البناء على المقبرة..
درسنا وتناوبنا الأمكنة فوق سطح المسجد و قليلا داخله.. تحت شجر السدر أمام المسجد، وفي "الشمسرة" الملاصقة للمسجد.. مدرسة الوحدة هي مدرستي الأولى التي درست بها إلى الصف الرابع ابتدائي.. اطلاق اسم "الوحدة" على المدرسة بالنسبة لي جاذبا وكنت سعيدا ومعتزا به، حتى بعد أن أكملت دراستي الجامعية، لاسيما عندما أتحدث عن دراستي الأولى، ولعل هذا الاسم ومضمونة كان جزء أصيلا منّا، ومعبرا عن عمق ذاتنا وانتمائنا وحنيننا، وأملنا الجارف لتحقيق تلك الوحدة، التي لطالما حلمنا بها، بل كانت تقف على رأس ومقدمة أهدافنا وأحلامنا العريضة والكبيرة..
كانت عصا الخيزران التي على ما يبدو أن (الاستاذ) علي أحمد سعد قد أحضرها معه من الحبشة لعقاب تلاميذه هي الوسيلة الأكثر استخداما في التربية والتعليم من خلال إنزال عقوباته على تلاميذه عند الإهمال أو التقصير أو التأخر عن طابور الصباح..
(الفلكة) واحدة من بين عقوباته الشديدة التي ينزلها على بعض تلاميذه، وهي الجلد على قاع القدمين، وتربو أحيانا على العشرين جلده، وهي عقوبة تفوق تحمل أطفالا مثلنا، حتى تبدو في بعض الأحيان انتقاما أكثر منه عقوبة، وزائد على هذا ربما أحست طفولتنا أن الأستاذ يستلذ بقسوته، وبممارسة جلد تلاميذه بالخيزران..
من أجل تنفيذ عقوبة الفلكة بحق تلميذ مقصر كان يحتاج إلى أربعة من أقرانه من ذوي الأجسام الغليظة لمساعدته في تنفيذ عقوبته، يمدونه على الأرض ويمسك اثنين منهم بيديه وصدره ومثلهم يرفعون قدميه ويمنعونه من الحركة ليتولى الأستاذ الضرب بالخيزران بقوة على قاع القدمين المضمومتين قبالته.
ومن عقوباته الشائعة التي يُكثر من استخدامها جلد بطن الكف بالخيزران، بشكل متوال يصل فيها عدد الجلدات أحيانا إلى عشر لكل كف، وإذا أراد الاستاذ التنكيل بتلميذه أكثر كان يمكنه أن يضربه بالخيزران في قلب اليدين وكان الألم أشد وأوجع..
كنّا نجد أنفسنا أحيانا لا نقوى على مد اليد جراء شدة الألم الناتج عن هذا الضرب المُبرح.. نحس أن أكفنا قد أدركها الشلل وهو يهوي عليها بالخيزران بقسوة دون رحمة، أو مراعاة لألم لاسع يصل شرره أحيانا للجمجمة..
في أيام البرد يشتد هذا الحال وطأة ونكاية.. ونحس عقب ما ينتهي الأستاذ من تنفيذ عقوبته أن الدم يكاد يهر من الكفين.. نرى أكفنا وهي تكاد أن تنبجس دماً.. نشعر أننا لم نعد نقوى على حمل أيدينا فضلا عن الأكف بعد أن ينتهي الأستاذ من تنفيذ العقاب.
ومن عقوباته الجسدية الأقل وطأة، هي إجبار التلميذ على أن يقف على ساق واحد، أو الضغط على الإذن بثلاث من أصابعه بعد أن يضع حصية تحت إحدى الأصابع ليضغط بها على شحمة الإذن، بينما يضغط بالأصبعين الآخرتين على الجهة المقابلة ليزيد من حدة الألم الواقع علينا.. الأمر العجيب هو أن هذه القسوة المفرطة في العقاب لم تكن لتلاقي تحفظا أو اعتراضا من أولياء أمور التلاميذ، بل ربما يُسعد بعضهم!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
(2)
ورطة تمرد
كنت على الدوام أشعر بقلق ورعب شديد من العقاب.. الخوف يتملكني.. سلطة الخوف لها وطأتها على نفسيتي.. لم يكن هناك مكان لصنع القناعات الذي يؤسسها الوعي لا في البيت ولا في المدرسة.. مدرسة العقاب هي من تحكمنا، ولها الكلمة العليا.. كانت أو تكاد تكون مدرسة بصلاحية عقاب مطلقة.. لا يمكن للأب أن يقول للأستاذ أرفق بابني عند العقاب، بل كان الأب هو من يحث ويشجّع الأستاذ على عقاب ابنه، وأكثر من ذلك يفوضه بمزيد م
مالا وتقصيرا وغباء في المدرسة.. لقد اسميت ذلك اليوم بعد زمن "يوما في الجحيم"..
شاهدت بعد دقائق من انتهاء وليمتهم المرعبة على جسدي المنهك، تورم قدماي، ووجود احتقانات حمراء، ونفطا بيضاء في قاعهما وجوانبهما.. قدماي التي يفترض أن تحملني إلى البيت صرت أنا من يحملها، وكأنني أحمل جبل أثقل من "أحد"..
أمشي عاثر الخطى.. وأحيانا أسحب جسدي كالكسيح.. أسير عشرين خطوة أو دونها ثم أستريح قليلا لأعاود السير لعشرين أخرى.. كانت رحلتي تلك أشبه برحلة في الجحيم.. المتر والاثنين بات له معنى في هذا المسير الثقيل.. عشرين بعشرين دواليك، إلى أن وصلت للبيت بعد طلوع الروح..
كنت أظن أن العقاب قد أنتهى عند هذا الحد، وخصوصا أن (الأستاذ) قد أبلغ والدي أنه قد عاقبني بما أستحق وفيه الكفاية، غير أن والدي الذي كنت آمل أن يخفف عنِّي ما أوقعه الأستاذ من عقاب، وجدته أكثر أفراطا بالعقاب من الاستاذ.. بدا حالي واستجارتي بأبي (كالمستجير من الرمضاء بالنار).
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
(4)
ضرب وتعليق..
وصلت إلى باب دارنا، وكان أبي في الانتظار.. أقترب مني بخطوات متهادية.. ظننت أن الله رحمني، وساق في أبي معجزة تغاير ما أعتاد عليه، أو ربما ظننت أن شفقة ما قد اجتاحته أو تفجرت داخله، وخصوصا أنه شاهدني حسيرا، أو أسير متعثرا بخطواتي المعاقة، لا أقوى على حمل قدماي إلا بصعوبة ومشقة بالغه، ولكنه باغتني بحركة لم تكن ببالي وحسباني..
فرج رجليه وخفضها، وعطف قامته، ووضع كتفه الأيمن في أعلى منتصف قامتي، ونهض لأجد نفسي معتولا، ومعطوفا على ظهرة كحرف الواو المقلوب، ويداه ممسكتان بالساقين، وقدماي ترمح كعصفور مذبوح أمام وجهه، وهي مقلوبة ومرفوعة قليلا إلى أعلى من قامته، ورأسي متدلي على ظهره كخروف مذبوح..
حركة أبي بالنسبة لي كانت مباغتة وصادمة.. اجتاحتني نوبة هلع، لاسيما أنني لا أدري ماذا سيفعل بي؟! وما عقد عليه العزم؟! زاوية الاستدارة التي شهدتها بدت لي استدراه كونية لكل ما هو حولي.. صرت أرى الأشياء من وضعي مقلوبة رأسا على عقب، ومغايرا لما أعتاد الناس رؤيته !! أدركت أن هناك عقوبة جديدة أكثر وحشية تنتظرني، ولكن لا أعرف ما هي!!
كنت أصرخ بهلع فاجع ومتعاقب دون فاصل، فيما أبي ذهب بي نحو شجرة السدر القريبة من باب دارنا، وكان الحبل عليها معدا وجاهزا لتعليقي.. ربط قدماي بالحبل، ورفعني إلى فرع الشجرة، ورأسي متدليا إلى الأسفل.. كانت هيئتي كشاة مذبوحة عُلِّقت للسلخ والخلس..
كنت أصرخ وأستغيث ببكاء صارخ يفلق الحجارة، لعل منجد قريب يهرع إلى أبي وينجدني مما أنا فيه، إلا أن لا منجد وجدت ولا مغيث جاء.. الكبار كانوا يشاهدوا ما يحدث من سطوح بيوتهم وأبوابها بصمت القبور، وربما طل البعض برؤوسهم من الطيقان والمفارج، فيما فاجئني أبي بالمزيد.. ضرب عنيف بعصا على ظهري وبطني وسيقاني، ولا من يهرع لإنقاذي.. كانت أمي في الجبل، وكان صراخي يشق السماء، ولسعات العصا تنهش في جسدي كذئب جائع ينهش في فريسته..
ربما بدا صراخي أشبه بإعلان مجاني، ودعوة للأطفال والنسوة ليشاهدوا المنظر الذي لم يألفوا ولم يعتادوا على مشاهدته حتى برأس العام أو العامين، بل لم يشاهدوا مثله في حياتهم من قبل.. بدا مشهدا عجيبا يسترعي المتابعة باهتمام والحرص على عدم الغفلة أو افلات عيونهم للحظة منه.. مشهد لم تعتاد عليه قرانا مهما كان الابن متمردا وعاقا أو حتى مجنونا..
هرع بعض الأطفال إلى مكان قريب ليروا تفاصيل أكثر عن هذا المشهد الغريب الذي يشاهدونه للمرة الأولى.. كان الأطفال يشاهدوا المشهد وكأنه سينما يحضروها للمرة الأولى، وفلم يشاهدونه لأول مرة، ومجانا دون مقابل.. أما أنا فلا زال المشهد عالقا في ذاكرتي إلى اليوم، ولكن ومع ذلك لا أحمل لأبي اليوم إلا كثيرا من السماح والغفران..
بعد أن أفرغ ابي جام غضبه، ظللت معلقا على الشجرة حتى هرعت أمي من الجبل لنجدتي وفك وثاقي وجاءت بعد حين غير قصير..
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
(5)
استاذ الخيزران كان وكنّا
استاذي الأول هو علي أحمد سعد الذي فلكني بالخيزرانة حتى أدمت وتقرحت قدماي.. ربما نأخذ عليه أن أساليبه التربوية في عقاب تلاميذه كانت خاطئة أو مفرطة في الشدة والغلاظة، إلا أنه في الوجه الآخر نستطيع القول: "لو لم يكن هو، لن نكن نحن".. كان حازما وصارما.. يجيد التدريس والإفهام.. لا يساوم بالدرس ولا ينتقص منه.. كان الاستاذ الذي يعلمنا بمفرده كل المواد.. وأكثر من هذا أنه بدأ بتعليمنا قبل أن توجد المدرسة..
البدايات شاقة، وبمشقة أستطاع تأسيس مدماك لصرح تعليمي يكاد يكون من عدم.. له الفضل الأول في انقاذنا من جهل غشوم، ماكنّا لنخرج من ديجوره وسراديبه لولاه.. جهل جثم على أهلنا وقرانا ردحا طويلا من الزمن.. لقد كان هذا الاستاذ بالنسبة لنا طالع السعد والحظ الحسن الذي أرانا النور، وهدانا إلى اعتاب بوابة العلم والمعرفة..
غادرنا الأستاذ بعد سنوات قليلة إلى مدينة تعز.. ترك فراغا كبيرا سدّ مسده بعض من طلابه الأذكيا
شاهدت بعد دقائق من انتهاء وليمتهم المرعبة على جسدي المنهك، تورم قدماي، ووجود احتقانات حمراء، ونفطا بيضاء في قاعهما وجوانبهما.. قدماي التي يفترض أن تحملني إلى البيت صرت أنا من يحملها، وكأنني أحمل جبل أثقل من "أحد"..
أمشي عاثر الخطى.. وأحيانا أسحب جسدي كالكسيح.. أسير عشرين خطوة أو دونها ثم أستريح قليلا لأعاود السير لعشرين أخرى.. كانت رحلتي تلك أشبه برحلة في الجحيم.. المتر والاثنين بات له معنى في هذا المسير الثقيل.. عشرين بعشرين دواليك، إلى أن وصلت للبيت بعد طلوع الروح..
كنت أظن أن العقاب قد أنتهى عند هذا الحد، وخصوصا أن (الأستاذ) قد أبلغ والدي أنه قد عاقبني بما أستحق وفيه الكفاية، غير أن والدي الذي كنت آمل أن يخفف عنِّي ما أوقعه الأستاذ من عقاب، وجدته أكثر أفراطا بالعقاب من الاستاذ.. بدا حالي واستجارتي بأبي (كالمستجير من الرمضاء بالنار).
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
(4)
ضرب وتعليق..
وصلت إلى باب دارنا، وكان أبي في الانتظار.. أقترب مني بخطوات متهادية.. ظننت أن الله رحمني، وساق في أبي معجزة تغاير ما أعتاد عليه، أو ربما ظننت أن شفقة ما قد اجتاحته أو تفجرت داخله، وخصوصا أنه شاهدني حسيرا، أو أسير متعثرا بخطواتي المعاقة، لا أقوى على حمل قدماي إلا بصعوبة ومشقة بالغه، ولكنه باغتني بحركة لم تكن ببالي وحسباني..
فرج رجليه وخفضها، وعطف قامته، ووضع كتفه الأيمن في أعلى منتصف قامتي، ونهض لأجد نفسي معتولا، ومعطوفا على ظهرة كحرف الواو المقلوب، ويداه ممسكتان بالساقين، وقدماي ترمح كعصفور مذبوح أمام وجهه، وهي مقلوبة ومرفوعة قليلا إلى أعلى من قامته، ورأسي متدلي على ظهره كخروف مذبوح..
حركة أبي بالنسبة لي كانت مباغتة وصادمة.. اجتاحتني نوبة هلع، لاسيما أنني لا أدري ماذا سيفعل بي؟! وما عقد عليه العزم؟! زاوية الاستدارة التي شهدتها بدت لي استدراه كونية لكل ما هو حولي.. صرت أرى الأشياء من وضعي مقلوبة رأسا على عقب، ومغايرا لما أعتاد الناس رؤيته !! أدركت أن هناك عقوبة جديدة أكثر وحشية تنتظرني، ولكن لا أعرف ما هي!!
كنت أصرخ بهلع فاجع ومتعاقب دون فاصل، فيما أبي ذهب بي نحو شجرة السدر القريبة من باب دارنا، وكان الحبل عليها معدا وجاهزا لتعليقي.. ربط قدماي بالحبل، ورفعني إلى فرع الشجرة، ورأسي متدليا إلى الأسفل.. كانت هيئتي كشاة مذبوحة عُلِّقت للسلخ والخلس..
كنت أصرخ وأستغيث ببكاء صارخ يفلق الحجارة، لعل منجد قريب يهرع إلى أبي وينجدني مما أنا فيه، إلا أن لا منجد وجدت ولا مغيث جاء.. الكبار كانوا يشاهدوا ما يحدث من سطوح بيوتهم وأبوابها بصمت القبور، وربما طل البعض برؤوسهم من الطيقان والمفارج، فيما فاجئني أبي بالمزيد.. ضرب عنيف بعصا على ظهري وبطني وسيقاني، ولا من يهرع لإنقاذي.. كانت أمي في الجبل، وكان صراخي يشق السماء، ولسعات العصا تنهش في جسدي كذئب جائع ينهش في فريسته..
ربما بدا صراخي أشبه بإعلان مجاني، ودعوة للأطفال والنسوة ليشاهدوا المنظر الذي لم يألفوا ولم يعتادوا على مشاهدته حتى برأس العام أو العامين، بل لم يشاهدوا مثله في حياتهم من قبل.. بدا مشهدا عجيبا يسترعي المتابعة باهتمام والحرص على عدم الغفلة أو افلات عيونهم للحظة منه.. مشهد لم تعتاد عليه قرانا مهما كان الابن متمردا وعاقا أو حتى مجنونا..
هرع بعض الأطفال إلى مكان قريب ليروا تفاصيل أكثر عن هذا المشهد الغريب الذي يشاهدونه للمرة الأولى.. كان الأطفال يشاهدوا المشهد وكأنه سينما يحضروها للمرة الأولى، وفلم يشاهدونه لأول مرة، ومجانا دون مقابل.. أما أنا فلا زال المشهد عالقا في ذاكرتي إلى اليوم، ولكن ومع ذلك لا أحمل لأبي اليوم إلا كثيرا من السماح والغفران..
بعد أن أفرغ ابي جام غضبه، ظللت معلقا على الشجرة حتى هرعت أمي من الجبل لنجدتي وفك وثاقي وجاءت بعد حين غير قصير..
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
(5)
استاذ الخيزران كان وكنّا
استاذي الأول هو علي أحمد سعد الذي فلكني بالخيزرانة حتى أدمت وتقرحت قدماي.. ربما نأخذ عليه أن أساليبه التربوية في عقاب تلاميذه كانت خاطئة أو مفرطة في الشدة والغلاظة، إلا أنه في الوجه الآخر نستطيع القول: "لو لم يكن هو، لن نكن نحن".. كان حازما وصارما.. يجيد التدريس والإفهام.. لا يساوم بالدرس ولا ينتقص منه.. كان الاستاذ الذي يعلمنا بمفرده كل المواد.. وأكثر من هذا أنه بدأ بتعليمنا قبل أن توجد المدرسة..
البدايات شاقة، وبمشقة أستطاع تأسيس مدماك لصرح تعليمي يكاد يكون من عدم.. له الفضل الأول في انقاذنا من جهل غشوم، ماكنّا لنخرج من ديجوره وسراديبه لولاه.. جهل جثم على أهلنا وقرانا ردحا طويلا من الزمن.. لقد كان هذا الاستاذ بالنسبة لنا طالع السعد والحظ الحسن الذي أرانا النور، وهدانا إلى اعتاب بوابة العلم والمعرفة..
غادرنا الأستاذ بعد سنوات قليلة إلى مدينة تعز.. ترك فراغا كبيرا سدّ مسده بعض من طلابه الأذكيا
ء الأوائل الذين تولوا تدريسنا من بعده.. جد وكد .. زرع وكان الحصاد المستحق..
غادرنا وترك لأغلبنا أيضا ألقابا طغت على أسماءنا لسنوات طوال، ولازلنا نذكر بعضها، بل ولازال بعضها حيا إلى اليوم.. الطنيز وحوفر والمعرد والكبريت والبلبل وقرادي والمتيت والزناط والنجاشي والمقرور والملحوس والطبيله والزيدي والدعري ومليط.. الحقيقة لا ندري ما سبب تلك التسميات وعلى أي أساس كان يختارها ويطلقها علينا..
على الرغم من قسوته كان له الفضل في تعليمنا الأول، وبالطريقة الحديثة التي كان عمادها الدفتر والقلم.. القراءة والإملاء والحساب والعلوم.. جاءنا في لحظة كنَّا فيها بأمس الحاجة للتعليم الغائب عنّا.. لولاه ربما كان الجهل قد عاث بنا، واستبد بالعمر كله.. لولاه ربما لما وصلت ومُجايلي لأبسط وظيفة عامة في الدولة.. لولاه لكان الكثيرون منا لا يجيدون أكثر من الشقاء الثقيل ورعي الغنم..
ذهب وترك لنا أساساً من معرفة نبنى عليها علما في قادم الأيام.. ذهب ولم يذهب علمه وتعليمه وجميل معروفه.. غادرنا وترك مكتبة صغيرة وصندوقاً أسوداً كان يجلس خلفه بعطاء المعلم والاستاذ الجليل..
ورثنا بعضاً من كتيبات كانت مخزونة في دولابه.. أتذكر أنني أخذت كتيباً عنوانه (ما بعد الثورة اليمنية) لعبد الرحمن البيضاني.. أذكر أنني حفظت حينها منه عدد من الصفحات عن ظهر قلب رغم صغر سني، وعندما كنت أستعرض ما حفظت منه سمعني أحد المدرسين من اقرباء أمي اسمه عبده ردمان عبيد، الذي اندهش لسردي بعض فقرات صفحاته غيبا..
أوعدني أنه سيحضر لي قصة (النمر الأسود)، قصة خاصة بالأطفال وكنت متلهفاً لقراءتها أيما تلهف، حتى أحضرها لي في اليوم الثالث من وعده، كانت أول هدية أتلقاها في حياتي..
لم أكن اعرف أنه يجب علي أن أقرأها حتى النهاية لألم بوقائعها كقصة.. اعتقدت أن المطلوب مني حفظها عن ظهر قلب كما فعلت في بعض صفحات كتيب البيضاني، فصعب عليّ حفظها، وفشلت بحفظ بعض من صفحاتها، وتحولت فرحتي إلى فشل وبعض تعاسة.. بت أتهرب من الأستاذ الذي أهداني إياها حتى لا ابدو أنني غير جدير بما اهداني إياه، ولم أكن ادرك أن حفظها غير مطلوب.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
(6)
طردي من المدرسة
في مدرسة "الوحدة" أتممت الصف الرابع، وفي مستهل الصف الخامس تم طردي من المدرسة من قبل المدير الجديد.. قرار الفصل من المدرسة سواء كان قرار مؤقتا أو طويلا قرارا معناه تهديدك بالجهل أو إرغامك عليه.. معناه أنك لن تجد بديلا عن مدرستك، وإن وجدتها فلن تجدها إلا بمكان قصي، وسفر بعيد، وبكلفة ستظل ترافقك وتدفع الثمن طوال العام، وهذا بالفعل ما حدث معي..
ياسين أحمد حسن كان حينها مديرا للمدرسة، وهو خالي ابن عم أمي.. جده حسن مانع شيخا حازما وقويا ذائع الصيت.. حفيده الأستاذ ياسين كان أيضا صارما في إدارته للمدرسة التي أدرس فيها، وكنت على ما أظن أول طالب أصابته تلك الصرامة التي وصلت لقرار الفصل.. قرر فصلي ما يقارب الاسبوعين، فثرت وقلت صارخا في وجهه: “العن أبوها مدرسة” فانقلبت لعنتي على رأسي، فظلت تلاحقني مدة عام كامل وطويل..
كان هذا المدير حازما حيالي، ولم أتصور أن يفعلها، ويفصلني من المدرسة.. حتى إعادة النظر بقرار الفصل من الدراسة كانت صعبة أو مستحيلة.. الفصل جعلني أشعر بخواء أفهمني بقيمة المدرسة والتعليم.. عندما يذهب أقرانك إلى المدرسة ولا تذهب أنت، تشعر بحجم الفجوة التي أصابت حياتك، وتهدد بإعطاب مستقبل ترنو إليه.. عندما يفوتك عام دراسي وتتخلف عن أقرانك سنة دراسية كاملة تشعر بفداحة الخطأ والحماقة التي ارتكبتها.. شعرت أنا ووالدي الذي أنحاز إلىّ وكابر بأهمية البحث عن بديل.. وأحسست بكلفة المشقة التي يتعين أن أتحملها أنا وبمفردي..
تركت مدرسة الوحدة في قريتي "شرار" الشمالية، وانتقلت للدراسة في مدرسة كائنة فيما كنّا نسميه الشطر الجنوبي من الوطن الحبيب.. كانت مدرسة "شعب" أفضل من مدرستنا وبأضعاف، بل كان الفارق بينهما لا يقارن، ومن كل النواحي.. المشكلة كانت فقط في المسافة الطويلة بين قريتنا وهذه المدرسة..
كانت مدرسة "شعب" في منطقة شعب المؤدية إلى طور الباحة، تحت سيادة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، وأبوابها كانت مفتوحة للطلاب القادمين من المناطق المجاورة في الشمال.. تبعد عن قريتي أكثر من 10 كيلو متر، وكان يجب عليّ أن أقطعها كل يوم دراسي ذهابا وإيابا..
ظل خالي ياسين أحمد حسن مدير مدرسة الوحدة سابقا، والذي صار اليوم دكتورا صيدلانيا يسألني بضعة (شلنات) ما زالت عالقة ومقيدة دينا في ذمتي إلى اليوم.. لا زال مقيدها في أحدى دفاتره المخصصة بديون طلابه.. ومع ذلك لم يبق لي غير الامتناع عن تسديد ذلك الدين، وهو الرد الذي أجده بيدي على عقوبة طردي من المدرسة.. ومع ذلك ظل خالي العزيز، واستاذي الذي لا أنكر فضله حال ماكنت طالبا لديه، وربما بات ملاذي إن احتجت إليه..
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
(7)
الفشل في ثلاث مواد
انتقلت إلى مدرسة "شعب" للدراسة، وكان علي أن أقطع كل
غادرنا وترك لأغلبنا أيضا ألقابا طغت على أسماءنا لسنوات طوال، ولازلنا نذكر بعضها، بل ولازال بعضها حيا إلى اليوم.. الطنيز وحوفر والمعرد والكبريت والبلبل وقرادي والمتيت والزناط والنجاشي والمقرور والملحوس والطبيله والزيدي والدعري ومليط.. الحقيقة لا ندري ما سبب تلك التسميات وعلى أي أساس كان يختارها ويطلقها علينا..
على الرغم من قسوته كان له الفضل في تعليمنا الأول، وبالطريقة الحديثة التي كان عمادها الدفتر والقلم.. القراءة والإملاء والحساب والعلوم.. جاءنا في لحظة كنَّا فيها بأمس الحاجة للتعليم الغائب عنّا.. لولاه ربما كان الجهل قد عاث بنا، واستبد بالعمر كله.. لولاه ربما لما وصلت ومُجايلي لأبسط وظيفة عامة في الدولة.. لولاه لكان الكثيرون منا لا يجيدون أكثر من الشقاء الثقيل ورعي الغنم..
ذهب وترك لنا أساساً من معرفة نبنى عليها علما في قادم الأيام.. ذهب ولم يذهب علمه وتعليمه وجميل معروفه.. غادرنا وترك مكتبة صغيرة وصندوقاً أسوداً كان يجلس خلفه بعطاء المعلم والاستاذ الجليل..
ورثنا بعضاً من كتيبات كانت مخزونة في دولابه.. أتذكر أنني أخذت كتيباً عنوانه (ما بعد الثورة اليمنية) لعبد الرحمن البيضاني.. أذكر أنني حفظت حينها منه عدد من الصفحات عن ظهر قلب رغم صغر سني، وعندما كنت أستعرض ما حفظت منه سمعني أحد المدرسين من اقرباء أمي اسمه عبده ردمان عبيد، الذي اندهش لسردي بعض فقرات صفحاته غيبا..
أوعدني أنه سيحضر لي قصة (النمر الأسود)، قصة خاصة بالأطفال وكنت متلهفاً لقراءتها أيما تلهف، حتى أحضرها لي في اليوم الثالث من وعده، كانت أول هدية أتلقاها في حياتي..
لم أكن اعرف أنه يجب علي أن أقرأها حتى النهاية لألم بوقائعها كقصة.. اعتقدت أن المطلوب مني حفظها عن ظهر قلب كما فعلت في بعض صفحات كتيب البيضاني، فصعب عليّ حفظها، وفشلت بحفظ بعض من صفحاتها، وتحولت فرحتي إلى فشل وبعض تعاسة.. بت أتهرب من الأستاذ الذي أهداني إياها حتى لا ابدو أنني غير جدير بما اهداني إياه، ولم أكن ادرك أن حفظها غير مطلوب.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
(6)
طردي من المدرسة
في مدرسة "الوحدة" أتممت الصف الرابع، وفي مستهل الصف الخامس تم طردي من المدرسة من قبل المدير الجديد.. قرار الفصل من المدرسة سواء كان قرار مؤقتا أو طويلا قرارا معناه تهديدك بالجهل أو إرغامك عليه.. معناه أنك لن تجد بديلا عن مدرستك، وإن وجدتها فلن تجدها إلا بمكان قصي، وسفر بعيد، وبكلفة ستظل ترافقك وتدفع الثمن طوال العام، وهذا بالفعل ما حدث معي..
ياسين أحمد حسن كان حينها مديرا للمدرسة، وهو خالي ابن عم أمي.. جده حسن مانع شيخا حازما وقويا ذائع الصيت.. حفيده الأستاذ ياسين كان أيضا صارما في إدارته للمدرسة التي أدرس فيها، وكنت على ما أظن أول طالب أصابته تلك الصرامة التي وصلت لقرار الفصل.. قرر فصلي ما يقارب الاسبوعين، فثرت وقلت صارخا في وجهه: “العن أبوها مدرسة” فانقلبت لعنتي على رأسي، فظلت تلاحقني مدة عام كامل وطويل..
كان هذا المدير حازما حيالي، ولم أتصور أن يفعلها، ويفصلني من المدرسة.. حتى إعادة النظر بقرار الفصل من الدراسة كانت صعبة أو مستحيلة.. الفصل جعلني أشعر بخواء أفهمني بقيمة المدرسة والتعليم.. عندما يذهب أقرانك إلى المدرسة ولا تذهب أنت، تشعر بحجم الفجوة التي أصابت حياتك، وتهدد بإعطاب مستقبل ترنو إليه.. عندما يفوتك عام دراسي وتتخلف عن أقرانك سنة دراسية كاملة تشعر بفداحة الخطأ والحماقة التي ارتكبتها.. شعرت أنا ووالدي الذي أنحاز إلىّ وكابر بأهمية البحث عن بديل.. وأحسست بكلفة المشقة التي يتعين أن أتحملها أنا وبمفردي..
تركت مدرسة الوحدة في قريتي "شرار" الشمالية، وانتقلت للدراسة في مدرسة كائنة فيما كنّا نسميه الشطر الجنوبي من الوطن الحبيب.. كانت مدرسة "شعب" أفضل من مدرستنا وبأضعاف، بل كان الفارق بينهما لا يقارن، ومن كل النواحي.. المشكلة كانت فقط في المسافة الطويلة بين قريتنا وهذه المدرسة..
كانت مدرسة "شعب" في منطقة شعب المؤدية إلى طور الباحة، تحت سيادة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، وأبوابها كانت مفتوحة للطلاب القادمين من المناطق المجاورة في الشمال.. تبعد عن قريتي أكثر من 10 كيلو متر، وكان يجب عليّ أن أقطعها كل يوم دراسي ذهابا وإيابا..
ظل خالي ياسين أحمد حسن مدير مدرسة الوحدة سابقا، والذي صار اليوم دكتورا صيدلانيا يسألني بضعة (شلنات) ما زالت عالقة ومقيدة دينا في ذمتي إلى اليوم.. لا زال مقيدها في أحدى دفاتره المخصصة بديون طلابه.. ومع ذلك لم يبق لي غير الامتناع عن تسديد ذلك الدين، وهو الرد الذي أجده بيدي على عقوبة طردي من المدرسة.. ومع ذلك ظل خالي العزيز، واستاذي الذي لا أنكر فضله حال ماكنت طالبا لديه، وربما بات ملاذي إن احتجت إليه..
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
(7)
الفشل في ثلاث مواد
انتقلت إلى مدرسة "شعب" للدراسة، وكان علي أن أقطع كل
يوم دراسي مسافة أكثر من عشرة كيلو مترات في الذهاب ومثلها في الإياب.. كان يتوجب عليّ أن اقوم قبل الفجر، وأسافر كل يوم دراسي مشيا على الاقدام حتى أصل إلى المدرسة، وفي الإياب أيضا كان سفري مضني وجهيد.. مشقة يومية ثقيلة تأتي على حساب الاجتهاد والمثابرة والنتيجة العامة.. كان الانهاك اليومي يفتك بي، وينال ما قدر عليه من الجسد والروح والذاكرة..
كانت أظافر أصابع قدماي دائما ما تشكوا من ارتطامها بالحجارة كل غبش وصباح أسافر فيه.. ويتكرر الحال ظهرا وبعد الظهر عند الإياب وأنا أجر قدماي المثقلة بالإرهاق الشديد والتعب المنهك للروح والجسد..
في بعض الأحيان كان الارتطام بالحجارة يؤدي إلى أن يسيل الدم من مقدمة الأصابع وتحت الأظافر، ومنابتها واحرافها، وأحيانا أنكي الذي يحاول التماثل للشفاء، وأخرى يؤدي إلى خلع الأظافر بسبب قوة أو كثرة الاصطدام.. أشعر بدوامة من العذاب والألم كل يوم أسافر فيه للدراسة، وأحيانا أتمرد ولا أصل إلى المدرسة، وأخرى أغادر فيها المدرسة قبل انتهاء الدوام بحصة أو حصتين..
كنت أشعر أن المسافة إلى المدرسة تطول، واستراحات الطريق ألتذ بها وأنا مرهق حد الإعياء.. أحس أن المشقة أكثر مما يحتملها جسدي المنهك وروحي المتعبة.. هذه المعاناة كانت تجعلني أشعر أن الأحجار هي من صارت تتربص بي، لا أنا من يصطدم بها.. كنت أتجنبها قدر المستطاع، وكانت هي تنال مني ما تستطيع، وتخلِّف لي كثيرا من الألم والوجع.. لازالت أظافر الاصبعين الكبيرتين في القدمين مشوهة إلى اليوم بسبب كثرة ارتطامها بالحجارة..
أتمرد بعض الأيام على المدرسة، فلا أصل إليها.. وبعض الأحيان يبدي أحد أقراني بمقترح ما نسميه "الهفسنة" أو "نهفسن" ونعني به عدم الذهاب إلى المدرسة، ثم نؤيده، ولم نصل إلي المدرسة.. كنّا نصل إلى رأس شعب، وبعض الأيام إلى العيادة الصحية في منطقة شعب، ثم نعود على مهل حتى ينقضي الوقت، ونعود إلى أهلنا في الوقت المعتاد لعودتنا، وفي أيام قليلة كنّا لا نتعدى "طرف الصحبي" ولكن نفعل هذا باختباء وحذر خشية من انكشاف أمرنا لأهلنا..
أحيانا نشتري سجائر "مارب" و"سبأ" و"يمن" من دكان محمد سيف الكائن قرب سوق الخميس،.. تلك السجائر كانت رخيصة ورديئة في نفس الوقت، ثم نتخذ محطات بعيدة في الطريق الطويل، ونشرب السجائر خفية.. كنا "نمورب" ونتمرد على الأهل والمدرسة، أو نمارس بعض التجريب و"الصياعة" سرا عن أهلنا وذوينا..
مادة الإنجليزي كانت دوما هي المادة الأخيرة في جدول الحصص الأسبوعية.. المدرس الذي يقوم بتدريسها كان طيباً للغاية، وفي نفس الوقت مجيدا لمادته، ومتمكنا من تدريسها، ولكن ابتعاد المدرسة عن البيت بأكثر من عشرة كيلومترات كان سبباً يحملنا في معظم الأحيان على العودة دون حضور الحصة الأخيرة، وهي حصة الانجليزي.. أحيانا نعود من الطريق، ولا نصل إلى المدرسة بعد أن يشتد بنا التعب، أو نتشوق للراحة ونتمرد على الأهل والمدرسة..
هذا الانهاك اليومي المصحوب بالتمرد أدَّى إلى فشلي بثلاث مواد دراسية نهاية العام كان من بينها اللغة الإنجليزية، وهو أمر غير مسبوق في دراستي السابقة، ولأن الفشل بثلاث مواد أو أقل منها يمنح النظام المدرسي للطالب فرصة إعادة امتحانها، تم إعادتي لامتحانات تلك المواد في الفرصة المتاحة نهاية العام، وتمكنت من النجاح بصعوبة، وما كنت لأنجح لولا الرجل الطيب الحاج محمود وهو من أبناء شعب الأوسط..
كان في منطقة شعب أصدقاء لوالدي هم الحاج محمود حسن وإخوانه علي حسن وصالح حسن.. ثلاثة إخوان يعيشون في منزل واحد، ومعهم أكثر من ثلاثين نسمة.. كانوا مثال للأخوة والطيبة والمودة وسعة الصدر وطول البال.. كانوا في منتهى الانسجام والتسامح، وقلوبهم أبيض من بياض السحاب..
كنت أدرس مع بعض أبنائهم في نفس المدرسة.. أذكر أنني قضيت مقيما لديهم شهر أو شهرين بعد إلحاح شديد من قبل الإخوان الثلاثة على والدي بأن أقيم لديهم وأجتاز الامتحان نهاية العام..
كانوا يشفقون على تعب أعيشه كل يوم.. أقطع كل يوم مسافة الذهاب والإياب اللذان يستنزفان روحي المتعبة وجسدي المنهك.. ولولا الحاج محمود وإخوانه لما تجاوزت العام الدراسي وفشلت في كل المواد..
يا الله كم هؤلاء الناس طيبين.. بعد أن قُتل أخي علي وتشرد والدي، أقام الوالد عندهم سنوات في دكانهم الذي كان يحاذي الطريق.. احتضنوه خلالها دون أن يجرحوه يوما أو يتململوا من ضيف أطال الإقامة، بل كانوا يفيضون طبية ومودة تكفي لأن تملى هذه الدنيا وتزيد.. ما أطيبهم يا الله.. لقد صنعوا لنا من الجميل والمعروف ما ندان لهم كل العمر أبناء وأحفاد..
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
الصف السادس
(8)
صرت منقولا من الصف الخامس إلى السادس.. لا معنى لدراستك إن لم تجتز الصف السادس.. اجتيازك للصف السادس هو الأهم في الست السنوات الأولى من التعليم الابتدائي.. نجاحك في السادس ابتدائي يعني تتويج لحصيلة جهد ست سنوات دراسية..
الصف السادس امتحانه وزاري.. إعداد أسئلة الامتحانات وتصحيحها أو البت ف
كانت أظافر أصابع قدماي دائما ما تشكوا من ارتطامها بالحجارة كل غبش وصباح أسافر فيه.. ويتكرر الحال ظهرا وبعد الظهر عند الإياب وأنا أجر قدماي المثقلة بالإرهاق الشديد والتعب المنهك للروح والجسد..
في بعض الأحيان كان الارتطام بالحجارة يؤدي إلى أن يسيل الدم من مقدمة الأصابع وتحت الأظافر، ومنابتها واحرافها، وأحيانا أنكي الذي يحاول التماثل للشفاء، وأخرى يؤدي إلى خلع الأظافر بسبب قوة أو كثرة الاصطدام.. أشعر بدوامة من العذاب والألم كل يوم أسافر فيه للدراسة، وأحيانا أتمرد ولا أصل إلى المدرسة، وأخرى أغادر فيها المدرسة قبل انتهاء الدوام بحصة أو حصتين..
كنت أشعر أن المسافة إلى المدرسة تطول، واستراحات الطريق ألتذ بها وأنا مرهق حد الإعياء.. أحس أن المشقة أكثر مما يحتملها جسدي المنهك وروحي المتعبة.. هذه المعاناة كانت تجعلني أشعر أن الأحجار هي من صارت تتربص بي، لا أنا من يصطدم بها.. كنت أتجنبها قدر المستطاع، وكانت هي تنال مني ما تستطيع، وتخلِّف لي كثيرا من الألم والوجع.. لازالت أظافر الاصبعين الكبيرتين في القدمين مشوهة إلى اليوم بسبب كثرة ارتطامها بالحجارة..
أتمرد بعض الأيام على المدرسة، فلا أصل إليها.. وبعض الأحيان يبدي أحد أقراني بمقترح ما نسميه "الهفسنة" أو "نهفسن" ونعني به عدم الذهاب إلى المدرسة، ثم نؤيده، ولم نصل إلي المدرسة.. كنّا نصل إلى رأس شعب، وبعض الأيام إلى العيادة الصحية في منطقة شعب، ثم نعود على مهل حتى ينقضي الوقت، ونعود إلى أهلنا في الوقت المعتاد لعودتنا، وفي أيام قليلة كنّا لا نتعدى "طرف الصحبي" ولكن نفعل هذا باختباء وحذر خشية من انكشاف أمرنا لأهلنا..
أحيانا نشتري سجائر "مارب" و"سبأ" و"يمن" من دكان محمد سيف الكائن قرب سوق الخميس،.. تلك السجائر كانت رخيصة ورديئة في نفس الوقت، ثم نتخذ محطات بعيدة في الطريق الطويل، ونشرب السجائر خفية.. كنا "نمورب" ونتمرد على الأهل والمدرسة، أو نمارس بعض التجريب و"الصياعة" سرا عن أهلنا وذوينا..
مادة الإنجليزي كانت دوما هي المادة الأخيرة في جدول الحصص الأسبوعية.. المدرس الذي يقوم بتدريسها كان طيباً للغاية، وفي نفس الوقت مجيدا لمادته، ومتمكنا من تدريسها، ولكن ابتعاد المدرسة عن البيت بأكثر من عشرة كيلومترات كان سبباً يحملنا في معظم الأحيان على العودة دون حضور الحصة الأخيرة، وهي حصة الانجليزي.. أحيانا نعود من الطريق، ولا نصل إلى المدرسة بعد أن يشتد بنا التعب، أو نتشوق للراحة ونتمرد على الأهل والمدرسة..
هذا الانهاك اليومي المصحوب بالتمرد أدَّى إلى فشلي بثلاث مواد دراسية نهاية العام كان من بينها اللغة الإنجليزية، وهو أمر غير مسبوق في دراستي السابقة، ولأن الفشل بثلاث مواد أو أقل منها يمنح النظام المدرسي للطالب فرصة إعادة امتحانها، تم إعادتي لامتحانات تلك المواد في الفرصة المتاحة نهاية العام، وتمكنت من النجاح بصعوبة، وما كنت لأنجح لولا الرجل الطيب الحاج محمود وهو من أبناء شعب الأوسط..
كان في منطقة شعب أصدقاء لوالدي هم الحاج محمود حسن وإخوانه علي حسن وصالح حسن.. ثلاثة إخوان يعيشون في منزل واحد، ومعهم أكثر من ثلاثين نسمة.. كانوا مثال للأخوة والطيبة والمودة وسعة الصدر وطول البال.. كانوا في منتهى الانسجام والتسامح، وقلوبهم أبيض من بياض السحاب..
كنت أدرس مع بعض أبنائهم في نفس المدرسة.. أذكر أنني قضيت مقيما لديهم شهر أو شهرين بعد إلحاح شديد من قبل الإخوان الثلاثة على والدي بأن أقيم لديهم وأجتاز الامتحان نهاية العام..
كانوا يشفقون على تعب أعيشه كل يوم.. أقطع كل يوم مسافة الذهاب والإياب اللذان يستنزفان روحي المتعبة وجسدي المنهك.. ولولا الحاج محمود وإخوانه لما تجاوزت العام الدراسي وفشلت في كل المواد..
يا الله كم هؤلاء الناس طيبين.. بعد أن قُتل أخي علي وتشرد والدي، أقام الوالد عندهم سنوات في دكانهم الذي كان يحاذي الطريق.. احتضنوه خلالها دون أن يجرحوه يوما أو يتململوا من ضيف أطال الإقامة، بل كانوا يفيضون طبية ومودة تكفي لأن تملى هذه الدنيا وتزيد.. ما أطيبهم يا الله.. لقد صنعوا لنا من الجميل والمعروف ما ندان لهم كل العمر أبناء وأحفاد..
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
الصف السادس
(8)
صرت منقولا من الصف الخامس إلى السادس.. لا معنى لدراستك إن لم تجتز الصف السادس.. اجتيازك للصف السادس هو الأهم في الست السنوات الأولى من التعليم الابتدائي.. نجاحك في السادس ابتدائي يعني تتويج لحصيلة جهد ست سنوات دراسية..
الصف السادس امتحانه وزاري.. إعداد أسئلة الامتحانات وتصحيحها أو البت ف
ي إجاباتها لا دخل ولا شأن فيه للمدرسة أو للمعلمين فيها أو لمديرها.. الأسئلة تأتي من وزارة التربية والتعليم في صنعاء مظروفه ومغلقة لا يعرفها أحد غير من يعدّها في الوزارة، وكذا تصحيح الإجابات يكون حكرا على المختصين بالتصحيح في الوزارة أيضا أو من يمثلونها في المحافظات..
تجاوزك للصف السادس معناه إنك أتممت المرحلة الابتدائية، وانتقلت إلى بداية مرحلة الإعدادية.. اتمام الابتدائية يعني أنك تصنع الفارق الأول في مسار دراستك.. إنه فارق الانتقال من مرحلة أدنى لا تستطيع من دونها الولوج في مرحلة أخرى أكثر شأنا وأهمية.. اكمال المرحلة الابتدائية معناه أنك تسجل انتصارك الأول على جهلك في معركتك الأولى التي تستغرق من عمرك ست سنوات طوال، ومن ثم الإعداد لمرحلة انتصار أخرى تستمر ثلاث سنوات، وهي مرحلة الإعدادية..
شهادة صف سادس تعني لي الشهادة الأهم في الست سنوات من التعليم، وبدونها ستحل الخيبة التي تهدد مستقبلي التعليمي بالضياع والخسران.. ولكن لا يوجد صف سادس في مدرسة الوحدة، ولا يوجد صف سادس في مدرسة شعب، ولا ماء ولا زاد لرحلة ورحال إلى الصين، ولا وسيلة ولا حيلة للوصول.. فكانت وجهتي هذه المرّة إلى مدرسة المعرفة في "ثوجان" مسقط رأس مرشد الإخوان ياسين عبدالعزيز.
كان عليّ أن أقطع مسافة قرابة الثلاثة كيلومترات حتى أصل إلى أسفل الجبل الذي يتعين أن أجتازه بالصعود إلى شاهقه، ثم أنزل منه من الاتجاه الآخر، ثم أقطع بضعة كيلومترات أخرى لأصل إلى مدرسة "المعرفة" في ثوجان، بعد عناء ومشقة، ثم يكون الإياب بإرهاق أكثر، وضنك أشد..
كنت في أول صعود الجبل ابدو كالطفل الذي يريد أن يمتطي جملا يقف على قوائمه.. الفارق بين قامتي وقامته كان أشبه بالمستحيل، ولكن لا خيار أمامي إن أردت إنجاز المرحلة إلا أن أكسر تحدي هذا الجبل كل يوم ذهابا وإيابا.. لابد من الوصول إلى المدرسة والعودة إلى البيت ست أيام في الأسبوع.. كان يذرعني الإنهاك كل يوم في الصعود والهبوط.. يجتاحني التعب طولا وعرضا مع كل يوم دراسي.. الامتحان وزاري، والسنة مفصلية، ولا مجال للتهاون، ولابد أن أقطع مسافة تزيد على الثمانية كيلومتر ذهابا، ومثلها في الإياب..
لابد أن أوطن نفسي بإصرار عنيد يستبسل في وجه كل المحبطات.. خمس سنوات طوال من الدراسة والجهد المبذول ستبدو باليأس مهدرة.. لن أسمح لليأس أن يهد عزيمتي، ومعها خمس سنوات خلت من الجهد والمعاناة الأشد.. لن أسمح للإحباط أن يتسلل إلى روحي المتعبة.. عليك بالجلَد.. التعب أولى بالاختيار عندما يكون البديل أن يستبد بك الجهل، ويضيع منك مستقبلا تنشده.. ربما هكذا حدثت نفسي..
عندما أصل إلى شاهق الجبل كنت أرى المناظر البعيدة التي تحول موانع التضاريس أن تراها من أسفله أو من الأودية التي صرت أراها من شاهقه فجاج وقيعان سحيقة.. من القمة ترى الطبيعة شرقا وغربا على نحو مختلف.. ترى ما لا تراه من أسفله.. كان اجتياز الجبل يحاكي كل يوم الانتقال الدراسي الذي أنشده..
الأشياء من على ظهر الجمل تراها غير ما تراها وأنت تسير على قدميك بحذاء مهتري، وربما من غير حذاء.. الاستراحة في نجد الجبل استمتاع بعد إعياء الصعود.. حدج بنظرك وجول شرقا وغربا من شاهقه.. في قمة الجبل تبدو كالصقر وأنت تحدّق وتمعن النظر في البعيد والقريب، وفي التفاصيل التي باتت تحت قامتك.. في القمة تبدو مكللا بمعاليك، وجلال قدرك، وفخامة هيبتك..
الشعور الذي تمنحك إياه القمة آسر وجميل.. النظر من القمة خرافي وممتع، حتى وإن وصلت إليها وأنت مهدود الحيل.. فسحة قليلة تعيد لك كثير من نشاطك وطاقتك وقوتك طالما ما تروم يستحق الصعود والوصول..
طلبت إدارة المدرسة من كل طالب في الصف السادس صور شخصية للملف والاستمارة والشهادة، وكان الطلب عصيا علينا حيث لا توجد معامل تصوير في قرانا ومناطقنا، ولا حتى في "شعب" و"طور الباحة".. أقرب مكان فيه معمل تصوير كان في "الراهده"..
أبي قلق أن أذهب للتصوير في "الراهده".. هروب أخي من صنعاء عقب أحداث أغسطس نهاية الستينات، والذي كان يومها برتبة نقيب على الأرجح، جعلت أبي يتوجس خيفة من اختطافي إن ذهبت إلى "الراهده" رغم صغر سني..
بعد تفكير طويل وتنسيق سمح لي والدي بمعية بعض الطلبة، وبعد الوصاية والعناية المسندة من والدي للأستاذ عبده أحمد طالب (الطالبي) سمح لي بالذهاب إلى "الراهده" للتصوير والعودة بسرعة دون تأخير، وتم الأمر دون أن يحدث لنا مكروه..
إجمالا كانت سنة مضنية، اجتزت بها مرحلة الابتدائية، وحصلت على نتيجة 302 من 500 درجة.. يومها رأيت في هذه النتيجة إنها جيدة ومرضية.. ثم واصلت دراسة الإعدادية ثلاث سنوات في مدرسة الشهيد نجيب بطور الباحة..
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
يتبع..
بعض تفاصيل حياتي
تجاوزك للصف السادس معناه إنك أتممت المرحلة الابتدائية، وانتقلت إلى بداية مرحلة الإعدادية.. اتمام الابتدائية يعني أنك تصنع الفارق الأول في مسار دراستك.. إنه فارق الانتقال من مرحلة أدنى لا تستطيع من دونها الولوج في مرحلة أخرى أكثر شأنا وأهمية.. اكمال المرحلة الابتدائية معناه أنك تسجل انتصارك الأول على جهلك في معركتك الأولى التي تستغرق من عمرك ست سنوات طوال، ومن ثم الإعداد لمرحلة انتصار أخرى تستمر ثلاث سنوات، وهي مرحلة الإعدادية..
شهادة صف سادس تعني لي الشهادة الأهم في الست سنوات من التعليم، وبدونها ستحل الخيبة التي تهدد مستقبلي التعليمي بالضياع والخسران.. ولكن لا يوجد صف سادس في مدرسة الوحدة، ولا يوجد صف سادس في مدرسة شعب، ولا ماء ولا زاد لرحلة ورحال إلى الصين، ولا وسيلة ولا حيلة للوصول.. فكانت وجهتي هذه المرّة إلى مدرسة المعرفة في "ثوجان" مسقط رأس مرشد الإخوان ياسين عبدالعزيز.
كان عليّ أن أقطع مسافة قرابة الثلاثة كيلومترات حتى أصل إلى أسفل الجبل الذي يتعين أن أجتازه بالصعود إلى شاهقه، ثم أنزل منه من الاتجاه الآخر، ثم أقطع بضعة كيلومترات أخرى لأصل إلى مدرسة "المعرفة" في ثوجان، بعد عناء ومشقة، ثم يكون الإياب بإرهاق أكثر، وضنك أشد..
كنت في أول صعود الجبل ابدو كالطفل الذي يريد أن يمتطي جملا يقف على قوائمه.. الفارق بين قامتي وقامته كان أشبه بالمستحيل، ولكن لا خيار أمامي إن أردت إنجاز المرحلة إلا أن أكسر تحدي هذا الجبل كل يوم ذهابا وإيابا.. لابد من الوصول إلى المدرسة والعودة إلى البيت ست أيام في الأسبوع.. كان يذرعني الإنهاك كل يوم في الصعود والهبوط.. يجتاحني التعب طولا وعرضا مع كل يوم دراسي.. الامتحان وزاري، والسنة مفصلية، ولا مجال للتهاون، ولابد أن أقطع مسافة تزيد على الثمانية كيلومتر ذهابا، ومثلها في الإياب..
لابد أن أوطن نفسي بإصرار عنيد يستبسل في وجه كل المحبطات.. خمس سنوات طوال من الدراسة والجهد المبذول ستبدو باليأس مهدرة.. لن أسمح لليأس أن يهد عزيمتي، ومعها خمس سنوات خلت من الجهد والمعاناة الأشد.. لن أسمح للإحباط أن يتسلل إلى روحي المتعبة.. عليك بالجلَد.. التعب أولى بالاختيار عندما يكون البديل أن يستبد بك الجهل، ويضيع منك مستقبلا تنشده.. ربما هكذا حدثت نفسي..
عندما أصل إلى شاهق الجبل كنت أرى المناظر البعيدة التي تحول موانع التضاريس أن تراها من أسفله أو من الأودية التي صرت أراها من شاهقه فجاج وقيعان سحيقة.. من القمة ترى الطبيعة شرقا وغربا على نحو مختلف.. ترى ما لا تراه من أسفله.. كان اجتياز الجبل يحاكي كل يوم الانتقال الدراسي الذي أنشده..
الأشياء من على ظهر الجمل تراها غير ما تراها وأنت تسير على قدميك بحذاء مهتري، وربما من غير حذاء.. الاستراحة في نجد الجبل استمتاع بعد إعياء الصعود.. حدج بنظرك وجول شرقا وغربا من شاهقه.. في قمة الجبل تبدو كالصقر وأنت تحدّق وتمعن النظر في البعيد والقريب، وفي التفاصيل التي باتت تحت قامتك.. في القمة تبدو مكللا بمعاليك، وجلال قدرك، وفخامة هيبتك..
الشعور الذي تمنحك إياه القمة آسر وجميل.. النظر من القمة خرافي وممتع، حتى وإن وصلت إليها وأنت مهدود الحيل.. فسحة قليلة تعيد لك كثير من نشاطك وطاقتك وقوتك طالما ما تروم يستحق الصعود والوصول..
طلبت إدارة المدرسة من كل طالب في الصف السادس صور شخصية للملف والاستمارة والشهادة، وكان الطلب عصيا علينا حيث لا توجد معامل تصوير في قرانا ومناطقنا، ولا حتى في "شعب" و"طور الباحة".. أقرب مكان فيه معمل تصوير كان في "الراهده"..
أبي قلق أن أذهب للتصوير في "الراهده".. هروب أخي من صنعاء عقب أحداث أغسطس نهاية الستينات، والذي كان يومها برتبة نقيب على الأرجح، جعلت أبي يتوجس خيفة من اختطافي إن ذهبت إلى "الراهده" رغم صغر سني..
بعد تفكير طويل وتنسيق سمح لي والدي بمعية بعض الطلبة، وبعد الوصاية والعناية المسندة من والدي للأستاذ عبده أحمد طالب (الطالبي) سمح لي بالذهاب إلى "الراهده" للتصوير والعودة بسرعة دون تأخير، وتم الأمر دون أن يحدث لنا مكروه..
إجمالا كانت سنة مضنية، اجتزت بها مرحلة الابتدائية، وحصلت على نتيجة 302 من 500 درجة.. يومها رأيت في هذه النتيجة إنها جيدة ومرضية.. ثم واصلت دراسة الإعدادية ثلاث سنوات في مدرسة الشهيد نجيب بطور الباحة..
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
يتبع..
بعض تفاصيل حياتي
اصداء من الوتس:
الوالد احمد سيف حاشد السياسي المخضرم والحقوقي المعروف والبرلماني الذي يحظى باحترام الجميع !!
تابعت سلسلة مقالاتك بإعجاب وحب وشغف وبت انتظر تاليها وأردد ماضيها أحيانا فعشت وأنا أقرأها كأنني صديقك تنقلت معك فيها من القرية الى عدن الى المنزل والحارة التي سكنتها ولا أخفيك أن دموعي نزلت أحيانا وأنا أقرأ عن أبيك عن عمله وحياته وموته ايضا وعن اصدقائك في الجامعة وعن خالتك وعن وعن ... و وددت لو أنك تصدر لنا كتاب ولو الكتروني لأتدارك ما فاتني منها ..
شيخنا الغالي المثقف الكبير وكما لا أخفي عليك اعجابي بك وبسيرتك وبكتاباتك وافتخر كذلك بمتابعتي لك إلا أنني وجدتك اليوم تتكلم عن الحرية والاستقلال وتعرض للإسلام السياسي بما عرضت وكأنك تحمل أخطاء المتأسلمين على الإسلام والاسلام بريء منهم إذ أن معظمهم ومعظم نظرياتهم نتاج مخلفات الاستشراق والاستعمار وإذا كنا نعيب من هذا شيء فبرأي أن نبحث أيضا في الاسلام عن نظرية سياسية جديدة لا اشتراكية ولا رأسمالية تضيء العالم كله وكل حرية ننادي بها أرى أن تكون محدودة بحدود ديننا الاسلامي .
فقد نكون احيانا كما قال الشافعي :
نعيب زماننا والعيب فينا
وما لزماننا عيب سوانا
الوالد احمد سيف حاشد السياسي المخضرم والحقوقي المعروف والبرلماني الذي يحظى باحترام الجميع !!
تابعت سلسلة مقالاتك بإعجاب وحب وشغف وبت انتظر تاليها وأردد ماضيها أحيانا فعشت وأنا أقرأها كأنني صديقك تنقلت معك فيها من القرية الى عدن الى المنزل والحارة التي سكنتها ولا أخفيك أن دموعي نزلت أحيانا وأنا أقرأ عن أبيك عن عمله وحياته وموته ايضا وعن اصدقائك في الجامعة وعن خالتك وعن وعن ... و وددت لو أنك تصدر لنا كتاب ولو الكتروني لأتدارك ما فاتني منها ..
شيخنا الغالي المثقف الكبير وكما لا أخفي عليك اعجابي بك وبسيرتك وبكتاباتك وافتخر كذلك بمتابعتي لك إلا أنني وجدتك اليوم تتكلم عن الحرية والاستقلال وتعرض للإسلام السياسي بما عرضت وكأنك تحمل أخطاء المتأسلمين على الإسلام والاسلام بريء منهم إذ أن معظمهم ومعظم نظرياتهم نتاج مخلفات الاستشراق والاستعمار وإذا كنا نعيب من هذا شيء فبرأي أن نبحث أيضا في الاسلام عن نظرية سياسية جديدة لا اشتراكية ولا رأسمالية تضيء العالم كله وكل حرية ننادي بها أرى أن تكون محدودة بحدود ديننا الاسلامي .
فقد نكون احيانا كما قال الشافعي :
نعيب زماننا والعيب فينا
وما لزماننا عيب سوانا
اصداء.. الايديولوجيا:
محمد اللوزي:
وقفة مهمة مع الايديولوجيا التي أخذت الإنسان الى مواقع قد لايريدها وهو يبحث عن الافضل عن التقدم والتحرر من رأسمالية طاغية تدوس تحت سنابكها ماهو إنساني وبلا رحمة.
وإذا انت في كل هذا التجوال المهم تعطينا بانوراما صادقة عما كان من تطلعات وتضحيات في آن واحد وأن أحدا ليس بمنجاة من أن يقع مضرجا بدمائه أو سجينا رغم مافيه من انتماء صادق الى البسطاء الكادحين.
تفوقك في مواد الفلسفة والاجتماع والنظرية العلمية كما درج على ذلك ان يسميها الاشتراكيون. قد منحك في كل الاحوال فضول المعرفة والبحث على أسس راسخة وقيمة معرفية تجعلك قادرا على التشوف والمقارنة بين ماض ولى وحاضر مغروز فيه الوجع بقوة فينا. كأنا نعيش مزالق الماضي وتراكماته وانفجاراته فينا. ويبقى المهم هو الجواني فينا الإنسان عدالة وحرية وقيم حق وخير وجمال.
لك بالغ احترامي أيها المبدع
محمد اللوزي:
وقفة مهمة مع الايديولوجيا التي أخذت الإنسان الى مواقع قد لايريدها وهو يبحث عن الافضل عن التقدم والتحرر من رأسمالية طاغية تدوس تحت سنابكها ماهو إنساني وبلا رحمة.
وإذا انت في كل هذا التجوال المهم تعطينا بانوراما صادقة عما كان من تطلعات وتضحيات في آن واحد وأن أحدا ليس بمنجاة من أن يقع مضرجا بدمائه أو سجينا رغم مافيه من انتماء صادق الى البسطاء الكادحين.
تفوقك في مواد الفلسفة والاجتماع والنظرية العلمية كما درج على ذلك ان يسميها الاشتراكيون. قد منحك في كل الاحوال فضول المعرفة والبحث على أسس راسخة وقيمة معرفية تجعلك قادرا على التشوف والمقارنة بين ماض ولى وحاضر مغروز فيه الوجع بقوة فينا. كأنا نعيش مزالق الماضي وتراكماته وانفجاراته فينا. ويبقى المهم هو الجواني فينا الإنسان عدالة وحرية وقيم حق وخير وجمال.
لك بالغ احترامي أيها المبدع
كلية الحقوق
(8)
قانون الأسرة في الجنوب..
• درست في كلية الحقوق قانون الأسرة.. كنت ولا زلت معجبا بذلك القانون إلى اليوم.. قانون تم الغدر به كما تم الغدر بالجنوب، ولطالما عبّر هذا القانون عن طفرة اجتماعية حقيقية، تم خنقها بقسوة وانتقام حقود، وبتطرف أسود يشبه الموت، بعد أكثر من ربع قرن من النفاذ..
• باتت المرأة اليوم مثقلة بقانون أثقل من الحديد.. أكثر غلسا وظلاما وقتامة.. تم الإجهاز على جميع ما تحقق للمرأة من حقوق.. نصف المجتمع ضاع حقه في العدالة والمساوة.. من حق الجنوب أن ينتحب حتى ينشج القلب على ضياع بات بحجم وطن.. من حق الجنوب أن يفاخر بما كان، بل ومن حقه أن يستعيد القانون دون نقصان... لكن كيف له أن يستعيده، وقد بات ملغوما ومسموما ومستلبا ومسمول العيون؟!! كيف للجنوب أن يستعيد جنوبه، وقد صيّروه أشتاتا تملكه العنصري والمتخلف والعميل المرتزق؟!! من حقنا وحقهم أن نطالب بوحدة دون ضباع.. يمن تستعاد فيه الحقوق وسيادة القانون والعدالة والمساواة..
• كان ذلك القانون متفردا في عدالته، لا يضاهيه قانون في كل بلاد العرب، غير قانون الأحوال الشخصية التونسي، في عهد الرئيس الراحل بُرقيبة.. صارت المرأة اليوم محكومة بقانون ذكوري صارم، قادم من الزمن الغابر، الغارق في السكون والبلادة والتخلف.. اغتصبوا العدالة، واستباحوا الحقوق، وجعلوا ما كان في الأمس واقعا وحقيقة، شظايا وأضغاث أحلام.. قدر سيء وفادح حاق بنا.. وسيف أُسلط مضيه على النساء يشبه الإعدام، وسوط يقتات بقايا الإنسان.. بين الأمس واليوم ندم فادح ووخيم.
• قانون الأسرة في الجنوب والصادر في 1974 معجزة ومفخرة في واقع مثقل بالتخلف، ومحاط بالنفط والبداوة والتآمر.. كان هذا القانون وتعديلاته مشعل ثورة يشق محيط الظلام الكثيف.. صانعا لتحول حقيقي في الوعي والمجتمع.. كان هو الضوء والمشعل في كل الجزيرة والخليج..
• هذا القانون كان هو الثورة الاجتماعية التي صنعت فارقا خرافيا بين الماضي وذلك العهد المتوّج بالمساواة والعدالة.. اليوم الواقع صادم لما كان.. حال مُبدَّل ومقلوب وحسير يمشي على يديه، وعجب أعجب من محال.. وما يحز في النفس أكثر أن سدنة القومية واليسار يبحثون عن المستقبل المضيء في معطف ليل، أو في جيب أمير أو ملك.. أي نكسة وأي نكبة حلّت بنا يا الهي، وأي لعنة أصابت اليمن، وفي مقدمته جنوبنا الذي أشقاه القتلة واللصوص والمدَّعون أيضا!!
• كان قانون الأسرة في الجنوب وتعديلاته، ثورة اجتماعية مدهشة، لا ينكرها إلا مناكر مُثقل بتعصبه الذكوري الظالم، أو أسير ماضي موغل في القدم والوحشية، يعيش غربة العصر، ويرى في غربته مجدا وحقا لا يزول إلا بقيام الساعة..
• كان الأصل هو الزواج من واحدة، والاستثناء محدود ومحصور، وعلى الزوج الوفاء مع زوجته إلى آخر العُمر دون منازع، ولا تستطيع امرأة أخرى أن تقاسم الزوجة زوجها وحقوقها.. أمّا اليوم فبعضهم يتزوج فوق الواحدة ثلاث، يقاسمن الزوجة الأولى الحياة والميراث والتفاصيل..
• أعرف صديق لوالدي في عدن كان تاجرا، تزوج على زوجته سرا من امرأة أخرى، وأنكشف أمرهما، وتمت محاكمته والحكم عليه بالسجن سنتين مع النفاذ.. اللعنة على من أضاع هذا القانون، والجحيم على من أنقلب عليه..
• كان المهر محدداً في القانون بمائة دينار، ليس فيه تجارة أو بيع، وبعد أكثر من أربعين عام خلت، صارت المرأة في اليمن سلعة أو شبه سلعة ومتاع يباع ويشترى.. على المرأة تمكين زوجها وخدمته وتفقيس العيال كأرنبة، ومن حق الرجل أن يعبث ويتزوج في ليلة واحدة أربعا إن شاء، ويستطيع من هو في أرذل العمر أن يتزوج صبية أو قاصرة لا تجيد جواباً فضلا عن وضع السؤال..
• كان الطلاق ليس في متناول اليد، ولا يتحقق بفلتة لسان، لاسيما إن كان للزوجين أبناء.. كانت اللجان الشعبية تبذل المستحيل للحيلولة دون وقوعه، نزولا عند مصلحة الأطفال.. كان الطلاق أو التفريق لا يقع إلا في المحكمة، وتقف المحكمة أمام مصلحة الأطفال كثيرا؛ لتقرر وتفصل في مترتبات التفريق أو الطلاق.. فيما اليوم بلفظة “طالق” من نزق في لحظة تعسة يتم الطلاق، وتُرمي الزوجة على قارعة الطريق، وإن كان عمرها في الستين عام، وكان لها منه عشرة من البنين أو أكثر، ويعيش الأبناء جحيم الطلاق ومعاناته حتى الِكبَر..
• لازلت أذكر وأنا طالب في كلية الحقوق أثناء التطبيق في محكمة صيرة، والقاضي يحكم للمرأة وأولادها القُصَّر بمعظم منزل الزوج بعد التفريق، وحكم لها بالحضانة والنفقة وأشياء أخرى.. يا سلام على ماضي كم كان جميلا قبل أن يُختطف.
• كان الرجل لا يستبد على المرأة في زواج أو اختيار أو عمل أو طلاق أو حضانة أو نفقة.. كانت المرأة في الجنوب ملكة عندما نقارنها بما آلت إليها الأمور اليوم، وما آل إليه الحال في هذا العهد العبوس.. لم ننس بعد، ولازلنا له ذاكرين.. نذكره حد البكاء والغضب.. لا مناص ولا مفر من استعادة اليمن من مخالب وأنياب الضباع..
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
يتبع..
بعض من تفاصيل حياتي
(8)
قانون الأسرة في الجنوب..
• درست في كلية الحقوق قانون الأسرة.. كنت ولا زلت معجبا بذلك القانون إلى اليوم.. قانون تم الغدر به كما تم الغدر بالجنوب، ولطالما عبّر هذا القانون عن طفرة اجتماعية حقيقية، تم خنقها بقسوة وانتقام حقود، وبتطرف أسود يشبه الموت، بعد أكثر من ربع قرن من النفاذ..
• باتت المرأة اليوم مثقلة بقانون أثقل من الحديد.. أكثر غلسا وظلاما وقتامة.. تم الإجهاز على جميع ما تحقق للمرأة من حقوق.. نصف المجتمع ضاع حقه في العدالة والمساوة.. من حق الجنوب أن ينتحب حتى ينشج القلب على ضياع بات بحجم وطن.. من حق الجنوب أن يفاخر بما كان، بل ومن حقه أن يستعيد القانون دون نقصان... لكن كيف له أن يستعيده، وقد بات ملغوما ومسموما ومستلبا ومسمول العيون؟!! كيف للجنوب أن يستعيد جنوبه، وقد صيّروه أشتاتا تملكه العنصري والمتخلف والعميل المرتزق؟!! من حقنا وحقهم أن نطالب بوحدة دون ضباع.. يمن تستعاد فيه الحقوق وسيادة القانون والعدالة والمساواة..
• كان ذلك القانون متفردا في عدالته، لا يضاهيه قانون في كل بلاد العرب، غير قانون الأحوال الشخصية التونسي، في عهد الرئيس الراحل بُرقيبة.. صارت المرأة اليوم محكومة بقانون ذكوري صارم، قادم من الزمن الغابر، الغارق في السكون والبلادة والتخلف.. اغتصبوا العدالة، واستباحوا الحقوق، وجعلوا ما كان في الأمس واقعا وحقيقة، شظايا وأضغاث أحلام.. قدر سيء وفادح حاق بنا.. وسيف أُسلط مضيه على النساء يشبه الإعدام، وسوط يقتات بقايا الإنسان.. بين الأمس واليوم ندم فادح ووخيم.
• قانون الأسرة في الجنوب والصادر في 1974 معجزة ومفخرة في واقع مثقل بالتخلف، ومحاط بالنفط والبداوة والتآمر.. كان هذا القانون وتعديلاته مشعل ثورة يشق محيط الظلام الكثيف.. صانعا لتحول حقيقي في الوعي والمجتمع.. كان هو الضوء والمشعل في كل الجزيرة والخليج..
• هذا القانون كان هو الثورة الاجتماعية التي صنعت فارقا خرافيا بين الماضي وذلك العهد المتوّج بالمساواة والعدالة.. اليوم الواقع صادم لما كان.. حال مُبدَّل ومقلوب وحسير يمشي على يديه، وعجب أعجب من محال.. وما يحز في النفس أكثر أن سدنة القومية واليسار يبحثون عن المستقبل المضيء في معطف ليل، أو في جيب أمير أو ملك.. أي نكسة وأي نكبة حلّت بنا يا الهي، وأي لعنة أصابت اليمن، وفي مقدمته جنوبنا الذي أشقاه القتلة واللصوص والمدَّعون أيضا!!
• كان قانون الأسرة في الجنوب وتعديلاته، ثورة اجتماعية مدهشة، لا ينكرها إلا مناكر مُثقل بتعصبه الذكوري الظالم، أو أسير ماضي موغل في القدم والوحشية، يعيش غربة العصر، ويرى في غربته مجدا وحقا لا يزول إلا بقيام الساعة..
• كان الأصل هو الزواج من واحدة، والاستثناء محدود ومحصور، وعلى الزوج الوفاء مع زوجته إلى آخر العُمر دون منازع، ولا تستطيع امرأة أخرى أن تقاسم الزوجة زوجها وحقوقها.. أمّا اليوم فبعضهم يتزوج فوق الواحدة ثلاث، يقاسمن الزوجة الأولى الحياة والميراث والتفاصيل..
• أعرف صديق لوالدي في عدن كان تاجرا، تزوج على زوجته سرا من امرأة أخرى، وأنكشف أمرهما، وتمت محاكمته والحكم عليه بالسجن سنتين مع النفاذ.. اللعنة على من أضاع هذا القانون، والجحيم على من أنقلب عليه..
• كان المهر محدداً في القانون بمائة دينار، ليس فيه تجارة أو بيع، وبعد أكثر من أربعين عام خلت، صارت المرأة في اليمن سلعة أو شبه سلعة ومتاع يباع ويشترى.. على المرأة تمكين زوجها وخدمته وتفقيس العيال كأرنبة، ومن حق الرجل أن يعبث ويتزوج في ليلة واحدة أربعا إن شاء، ويستطيع من هو في أرذل العمر أن يتزوج صبية أو قاصرة لا تجيد جواباً فضلا عن وضع السؤال..
• كان الطلاق ليس في متناول اليد، ولا يتحقق بفلتة لسان، لاسيما إن كان للزوجين أبناء.. كانت اللجان الشعبية تبذل المستحيل للحيلولة دون وقوعه، نزولا عند مصلحة الأطفال.. كان الطلاق أو التفريق لا يقع إلا في المحكمة، وتقف المحكمة أمام مصلحة الأطفال كثيرا؛ لتقرر وتفصل في مترتبات التفريق أو الطلاق.. فيما اليوم بلفظة “طالق” من نزق في لحظة تعسة يتم الطلاق، وتُرمي الزوجة على قارعة الطريق، وإن كان عمرها في الستين عام، وكان لها منه عشرة من البنين أو أكثر، ويعيش الأبناء جحيم الطلاق ومعاناته حتى الِكبَر..
• لازلت أذكر وأنا طالب في كلية الحقوق أثناء التطبيق في محكمة صيرة، والقاضي يحكم للمرأة وأولادها القُصَّر بمعظم منزل الزوج بعد التفريق، وحكم لها بالحضانة والنفقة وأشياء أخرى.. يا سلام على ماضي كم كان جميلا قبل أن يُختطف.
• كان الرجل لا يستبد على المرأة في زواج أو اختيار أو عمل أو طلاق أو حضانة أو نفقة.. كانت المرأة في الجنوب ملكة عندما نقارنها بما آلت إليها الأمور اليوم، وما آل إليه الحال في هذا العهد العبوس.. لم ننس بعد، ولازلنا له ذاكرين.. نذكره حد البكاء والغضب.. لا مناص ولا مفر من استعادة اليمن من مخالب وأنياب الضباع..
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
يتبع..
بعض من تفاصيل حياتي
عندما يتكئ أنصار الله على كهل انتهازي
مثل أحمد الحبيشي
اعلموا أن المُلك قد صار عضوض
وان السير يتجه نحو التلاشي والغروب
مثل أحمد الحبيشي
اعلموا أن المُلك قد صار عضوض
وان السير يتجه نحو التلاشي والغروب
عندما يتكئ أنصار الله على كهل انتهازي
مثل أحمد الحبيشي
اعلموا أن المُلك قد صار عضوض
وان السير يتجه نحو التلاشي والغروب
مثل أحمد الحبيشي
اعلموا أن المُلك قد صار عضوض
وان السير يتجه نحو التلاشي والغروب
اصداء من الوتس..
د. خالد عبد الكريم:
ستجد دائما من يخبروك أن هناك أمور شبيهة مرت بهم ، وهنا في السلسلة السادسة وكون عقوبة الضرب في مدارسنا كانت شائعة ولازالت، فإن الكثير يختزنون في ذاكراتهم مواقف و مدرسين مارسوا التنمر بحقهم أو بحق زملائهم.
- تذكرت وأنا أقرأ هذه السلسلة معلما كان يدرسنا في إبتدائية الحكومة في التواهي في مطلع السبعينيات يدعى محمد صالح شطفة، يتميز بشنب كثيف بني اللون، عرف بالقسوة بل والتلذذ بتعذيب تعساء الحظ من الطلاب، يستخدم عصي من خشب مساطر غليظة، ويبتكر أساليب تعذيب غير إعتيادية، في إحدى المرات إستخدم قطعة قماش كانت تستخدم لمسح السبورة في تقييد أيدي طالب كان الأنحف والأقصر في الفصل، يدعى خالد الذهب، وكان يتحمله ويضعه على خشبة رفيعة مثبتة أسفل السبورة لوضع الطباشير، ويتركه يقع منها الى الأرض ومن ثم يحمله مرة أخرى ويكرر العملية. وكان الشطفة يضحك ويقول للطالب أنت طبشور.
لم يستمر المدرس طويلا، وتم إستقطابه من جهاز أمن الدولة وأبتعث الى المانيا الشرقية للدراسة.
أصبح العقيد محمد صالح الشطفة من أكفأ كوادر لجنة أمن الدولة ويلقب باليهودي.
- ميزة جهاز أمن الدولة في الجنوب إستثماره سادية المدرسين الذين ترفع بشأنهم إستفسارات.
د. خالد عبد الكريم:
ستجد دائما من يخبروك أن هناك أمور شبيهة مرت بهم ، وهنا في السلسلة السادسة وكون عقوبة الضرب في مدارسنا كانت شائعة ولازالت، فإن الكثير يختزنون في ذاكراتهم مواقف و مدرسين مارسوا التنمر بحقهم أو بحق زملائهم.
- تذكرت وأنا أقرأ هذه السلسلة معلما كان يدرسنا في إبتدائية الحكومة في التواهي في مطلع السبعينيات يدعى محمد صالح شطفة، يتميز بشنب كثيف بني اللون، عرف بالقسوة بل والتلذذ بتعذيب تعساء الحظ من الطلاب، يستخدم عصي من خشب مساطر غليظة، ويبتكر أساليب تعذيب غير إعتيادية، في إحدى المرات إستخدم قطعة قماش كانت تستخدم لمسح السبورة في تقييد أيدي طالب كان الأنحف والأقصر في الفصل، يدعى خالد الذهب، وكان يتحمله ويضعه على خشبة رفيعة مثبتة أسفل السبورة لوضع الطباشير، ويتركه يقع منها الى الأرض ومن ثم يحمله مرة أخرى ويكرر العملية. وكان الشطفة يضحك ويقول للطالب أنت طبشور.
لم يستمر المدرس طويلا، وتم إستقطابه من جهاز أمن الدولة وأبتعث الى المانيا الشرقية للدراسة.
أصبح العقيد محمد صالح الشطفة من أكفأ كوادر لجنة أمن الدولة ويلقب باليهودي.
- ميزة جهاز أمن الدولة في الجنوب إستثماره سادية المدرسين الذين ترفع بشأنهم إستفسارات.
كلية الحقوق
(9)
قروي بشهادة "دكتوراه"
احمد سيف حاشد
• مررت بأكثر من مائة معلم وأستاذ خلال مراحل دراستي كلها، ولم أجد فيهم أستاذا واحدا، يحمل كل ذاك اللؤم الذي لا يباريه فيه لئيم.. لا يوجد من يفوقه أو يضاهيه أو يحمل ما يحمله.. صدره موغور بغلّ حقود تستعجب أن يحمل رجل كل ذلك داخله.. ليس في صدره دواخل، ولكن داخله كير حداد، يصعد ويهبط ويصنع الخبث والنار الآكلة للحديد.. جسده مربوع كتنكة محشي بكراهية كالسم الزعاف، لا يحتملها وهد ولا جبل.. لا شفاعة له ترجى، ولا عذر يُلتمس.. لديه قدرة فذة لاستخراج أسوأ وأقبح ما فيك..
• من الطبيعي أن يكون الأستاذ مهابا عند طلبته، بل كان ذلك هو السائد أو الغالب في أيامنا.. ومن الوارد أيضا أن يفقد الطالب الكيمياء مع معلم المادة، أو نجد فجوة بين الطالب والمادة الدراسية التي يتعلمها، أما ما أنا بصدده هنا، هو أنّي أستهوي وأحب أحدى المواد، فيما معلمها يبغضني حد الكراهية، وأشعر كأنني آكل شعر رأسي في حضرته..
• أحب المادة إلى الحد الذي أسعد أنها تتملكني أو هي تسعد أنني أتملكها، حب من طرفين لا من طرف واحد، لا يفسده إلا معلم المادة الذي بيني وبينه (ما صنع الحداد).. المادة شيقة، وسلسة، وجاذبه.. وأنا أعي أهميتها، وتتملكني الرغبة بها، ولكن معلمها المثقل بكراهية الوادي والجبل، يفسد العسل بالسم القاطع والمميت.. ويحز في النفس أن من يحمل تلك الكراهية يحمل معها لقب أكاديمي، وشهادة "دكتوراه".
• يريد أن يرضي أنائه ونقصه وتحيزاته وعاهاته المناطقية والجهوية التي باتت عصية على العلاج، ومستعصية الشفاء والحل.. لست وحدي من شعر بكل هذا، ولكن أيضا بعض أصدقائي الأعزاء.. لقد عانى بعضهم مما عانيت.. أحسست بكراهيته لشماليتي، بل ويكره أيضا من يراه ملازما لي من أصدقائي أبناء الجنوب.. بعضهم تعرض للسحق منه، لمجرد أنه شاهدهم فقط برفقتي، وهم المعهودين بالذكاء والفطن والتفوق..
• كان هذا الدكتور يعلم أنني متفوقا في دراستي، وأنني أحرزت المرتبة الأولى ـ بامتياز غير مسبوق ـ في سنة أولى حقوق، ولكنني لم أغتر أو أدَّعي، بل كنت خجولا في كل شيء، فيما أراد هو تعديل هذه النتيجة في السنة الثانية بدافع قرويته، وقد أستطاع بعد أن أفشلني في مادته مستغلا سلطته التي يستبد بها، وجوره الذي يرضي غروره وصغارته ومُركب نقص لا يُسد.
• في حصص “السمنار” ـ المناقشة ـ في مواضيع مادته كنت أحس أنه لا يطيقني، ولا يطيق سماعي، بل ويتدخل لقطع حديثي قبل أن أبدأ في الكلام، ويقطع درتي بساطور جزار، ويداهم أفكاري بسيل جرار لا يجلب إلا الخراب، بعد سؤال يداري تحته لؤمه وخبثه ونار تصطليه..
• إذا ما سألني لا يمهل نفسه نصف دقيقة ليصغي إلى ما أقول، بل يتدخل عسفا وفهلوة، ويقطع حديثي بمدية تشحذ بحقد موغل وموغور، ويضع نهاية لحديثي على غير ما أريد؛ وكأنه يريد إبلاغ زملائي أني لا أفقه شيئا.. ثم يكعكع بلسان تملا فمه معربا عن انتصار توهّمه.. كان بعض أصدقائي يجيدون تمثيل فهلوته، ويقلدون كعكعة ضحكته، غير أن الأهم إنها كانت مملوءة باللؤم والخبث والاحتقار الشديد..
• كان يشعر أنني في أعماق وعيي أقاوم سلطته ومرضه.. أرى من تفاصيل وجهه توعد منه إلى يوم الحساب، وهو يوم الامتحان الذي حولته صغارته إلى محطة انتقام وبرهنة على قرويته، ليرضى مرضه ومركب نقصه وتفاهة غروره..
• وجودي يستفزه كسترة مصارع ثيران.. يتوعدني ويكر بهيجان ثور أغلظ من جذع شجرة “الغريب”.. وقد أستطاع ركضي وركلي لأني كنت في حال أشبه بمكتوف مصفد بالحديد، فيما كان هو معززا بسلطة الأستاذ الذي لا يُرد له قراراً أو قولا في جلسة الامتحان الشفهي.. كان فيها خصما مملوء بالفجور، وليس أستاذ وقورا.. أستحوذ على منصة حكم غير آهل له.. كان هو الخصم والحكم الذي لا يستأنف له قرار، وكان سقوطه في هوة سحيقة ليس لها قاع أو مستقر..
• جهوي ومناطقي بل وقروي، ولكن بشهادة "دكتوراه".. لا يستطيع استيعاب شطرا من اليمن، أو حتى نصف أو بعض من جنوبه.. وأكثر من ذلك كان لا يستحِ.. غير أن المأساة أنه أستطاع يوما الوصول إلى اعتراش منصة القضاء ليس لجدارة أو استحقاق، بل لانتهازية وقروية من عيّنه..
• اليوم هذا الأستاذ يعبث بالقضاء ويحقد عليه، ويسوم القضاة بالجوع والهلاك والمناطقية المُستبدة.. كيف لهذا القضاء أن يتعافى ومثل هذا ينوخ بثقله الثقيل على سدته.. هذا وأمثاله وأمثال من عينه من التافهين هم من أوصلوا شعبنا وأوصلوا اليمن إلى هذا الخراب والدمار والتلاشي..
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
يتبع..
بعض من تفاصيل حياتي
(9)
قروي بشهادة "دكتوراه"
احمد سيف حاشد
• مررت بأكثر من مائة معلم وأستاذ خلال مراحل دراستي كلها، ولم أجد فيهم أستاذا واحدا، يحمل كل ذاك اللؤم الذي لا يباريه فيه لئيم.. لا يوجد من يفوقه أو يضاهيه أو يحمل ما يحمله.. صدره موغور بغلّ حقود تستعجب أن يحمل رجل كل ذلك داخله.. ليس في صدره دواخل، ولكن داخله كير حداد، يصعد ويهبط ويصنع الخبث والنار الآكلة للحديد.. جسده مربوع كتنكة محشي بكراهية كالسم الزعاف، لا يحتملها وهد ولا جبل.. لا شفاعة له ترجى، ولا عذر يُلتمس.. لديه قدرة فذة لاستخراج أسوأ وأقبح ما فيك..
• من الطبيعي أن يكون الأستاذ مهابا عند طلبته، بل كان ذلك هو السائد أو الغالب في أيامنا.. ومن الوارد أيضا أن يفقد الطالب الكيمياء مع معلم المادة، أو نجد فجوة بين الطالب والمادة الدراسية التي يتعلمها، أما ما أنا بصدده هنا، هو أنّي أستهوي وأحب أحدى المواد، فيما معلمها يبغضني حد الكراهية، وأشعر كأنني آكل شعر رأسي في حضرته..
• أحب المادة إلى الحد الذي أسعد أنها تتملكني أو هي تسعد أنني أتملكها، حب من طرفين لا من طرف واحد، لا يفسده إلا معلم المادة الذي بيني وبينه (ما صنع الحداد).. المادة شيقة، وسلسة، وجاذبه.. وأنا أعي أهميتها، وتتملكني الرغبة بها، ولكن معلمها المثقل بكراهية الوادي والجبل، يفسد العسل بالسم القاطع والمميت.. ويحز في النفس أن من يحمل تلك الكراهية يحمل معها لقب أكاديمي، وشهادة "دكتوراه".
• يريد أن يرضي أنائه ونقصه وتحيزاته وعاهاته المناطقية والجهوية التي باتت عصية على العلاج، ومستعصية الشفاء والحل.. لست وحدي من شعر بكل هذا، ولكن أيضا بعض أصدقائي الأعزاء.. لقد عانى بعضهم مما عانيت.. أحسست بكراهيته لشماليتي، بل ويكره أيضا من يراه ملازما لي من أصدقائي أبناء الجنوب.. بعضهم تعرض للسحق منه، لمجرد أنه شاهدهم فقط برفقتي، وهم المعهودين بالذكاء والفطن والتفوق..
• كان هذا الدكتور يعلم أنني متفوقا في دراستي، وأنني أحرزت المرتبة الأولى ـ بامتياز غير مسبوق ـ في سنة أولى حقوق، ولكنني لم أغتر أو أدَّعي، بل كنت خجولا في كل شيء، فيما أراد هو تعديل هذه النتيجة في السنة الثانية بدافع قرويته، وقد أستطاع بعد أن أفشلني في مادته مستغلا سلطته التي يستبد بها، وجوره الذي يرضي غروره وصغارته ومُركب نقص لا يُسد.
• في حصص “السمنار” ـ المناقشة ـ في مواضيع مادته كنت أحس أنه لا يطيقني، ولا يطيق سماعي، بل ويتدخل لقطع حديثي قبل أن أبدأ في الكلام، ويقطع درتي بساطور جزار، ويداهم أفكاري بسيل جرار لا يجلب إلا الخراب، بعد سؤال يداري تحته لؤمه وخبثه ونار تصطليه..
• إذا ما سألني لا يمهل نفسه نصف دقيقة ليصغي إلى ما أقول، بل يتدخل عسفا وفهلوة، ويقطع حديثي بمدية تشحذ بحقد موغل وموغور، ويضع نهاية لحديثي على غير ما أريد؛ وكأنه يريد إبلاغ زملائي أني لا أفقه شيئا.. ثم يكعكع بلسان تملا فمه معربا عن انتصار توهّمه.. كان بعض أصدقائي يجيدون تمثيل فهلوته، ويقلدون كعكعة ضحكته، غير أن الأهم إنها كانت مملوءة باللؤم والخبث والاحتقار الشديد..
• كان يشعر أنني في أعماق وعيي أقاوم سلطته ومرضه.. أرى من تفاصيل وجهه توعد منه إلى يوم الحساب، وهو يوم الامتحان الذي حولته صغارته إلى محطة انتقام وبرهنة على قرويته، ليرضى مرضه ومركب نقصه وتفاهة غروره..
• وجودي يستفزه كسترة مصارع ثيران.. يتوعدني ويكر بهيجان ثور أغلظ من جذع شجرة “الغريب”.. وقد أستطاع ركضي وركلي لأني كنت في حال أشبه بمكتوف مصفد بالحديد، فيما كان هو معززا بسلطة الأستاذ الذي لا يُرد له قراراً أو قولا في جلسة الامتحان الشفهي.. كان فيها خصما مملوء بالفجور، وليس أستاذ وقورا.. أستحوذ على منصة حكم غير آهل له.. كان هو الخصم والحكم الذي لا يستأنف له قرار، وكان سقوطه في هوة سحيقة ليس لها قاع أو مستقر..
• جهوي ومناطقي بل وقروي، ولكن بشهادة "دكتوراه".. لا يستطيع استيعاب شطرا من اليمن، أو حتى نصف أو بعض من جنوبه.. وأكثر من ذلك كان لا يستحِ.. غير أن المأساة أنه أستطاع يوما الوصول إلى اعتراش منصة القضاء ليس لجدارة أو استحقاق، بل لانتهازية وقروية من عيّنه..
• اليوم هذا الأستاذ يعبث بالقضاء ويحقد عليه، ويسوم القضاة بالجوع والهلاك والمناطقية المُستبدة.. كيف لهذا القضاء أن يتعافى ومثل هذا ينوخ بثقله الثقيل على سدته.. هذا وأمثاله وأمثال من عينه من التافهين هم من أوصلوا شعبنا وأوصلوا اليمن إلى هذا الخراب والدمار والتلاشي..
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
يتبع..
بعض من تفاصيل حياتي
تغاريد غير مشفرة
نكد العيد
احمد سيف حاشد
(1)
“إذا لم تستح افعل ما شيئت”
أحمد الحبيشي يقول أنني وغد
إن كنت أنا وغدا..!! بالله عليكم
ماذا سيكون أحمد الحبيشي..؟!!
(2)
عندما يتكئ أنصار الله على كهل انتهازي مثل أحمد الحبيشي
اعلموا أن المُلك قد صار عضوض، و ان السير يتجه نحو التلاشي والغرور..
(3)
تاريخ..
كل عيد يأتي اسوأ من سابقة..
أكثر حلكة وضيقا من الذي قبله..
حقيقة تكشف تراتبية السيئين..
عيدنا اليوم أكثر حزنا وبؤسا وشقاء من كل الأعياد التي مضت..
عيد اجتمعت فيه اعسار الدنيا كلّها..
أشد حدادا وسودا ويتما، وميتما لا عزاء فيه..
أعيادنا باتت دميمة كوجوههم، وغطرسة فاسديهم..
(4)
عندما تتحول الوظيفة العامة والمناصب إلى مكافآت للمناضلين أو المجاهدين أو الثوار
تتلاشى الإدارة وتحل محلّها الفوضى..
وسياسة من قوّى صميله عاش..
والرزق القادم من تحت ظلال السيوف
ويغدو الناهب والفاسد أحمر عين..
والنزيه المحترم يصيره أهبلا وخضعي وجبان..
تنقلب الأخلاق وتتبدل المعايير..
وتنتهي المواطنة والعدالة والمساوة..
وتنتهي الدولة إلى بدد
هكذا لُدغنا من الجحر ثلاث مرات.. ووصلنا إلى ما وصلنا إليه..
أنتهى كل شيء..
رفعت الأقلام وجفت الصحف..
(5)
اكتبوا مذكراتكم و سيركم و تجاربكم .. أنتم أعظم منهم، و الفارق أن الأقدار تواطأت معهم و خانتكم، و لم تأخذ بأيديكم، كما فعلت معهم .. عظمتكم أن حياتكم حافلة بالكثير من الكفاح و العطاء و ما يستحق أن يُقرأ، فيما حياة كثير من نكتب سيرهم أو نقرأ عنها هم مجرد مجرمين قتلة و لصوص و فاسدين و قطاع طرق .. اكتبوا تاريخكم قبل أن يزوروه و يفسدوه .. اعتزوا بتاريخكم و سيرة حياتكم لأنها أعظم من سيرهم و تاريخهم إن استحق تاريخهم المقارنة بتاريخكم و سيركم .. أنتم العظماء لا هم .. هم الأصفار و أنتم الأرقام التي وضعتهم لها قيمة لا يستحقونها..
(6)
أجبوهم قبل أن يموتوا بـ”كورونا”..!!!! بخ بخ يا ابن نشطان..!!
(7)
42 نوع من السموم
مهددون بها..
غير الحقارة التي ورثوها..
حقارة تستحث شجاعتنا إلى أقصى مدى
شجاعة حد الانتحار
قتلوا عبد الحبيب سالم.. فماذا كانت النتيجة؟!
سيقتلوننا اليوم ولكن بنتيجة ستكون أكثر سوءا من تلك
(8)
هل سيستخدم “كورونا”
لتصفية الخصوم السياسيين
من قبل سلطات الأمر الواقع هنا وهناك..؟!!
(9)
حروب الإخضاع لا طائل منها إلا الإنهاك
و خلق حوامل جديدة للمحتل و الأجنبي
و تمكينهما من وطنك الذي يتشظى و يتلاشى
(10)
بإمكانك التكتم عن أي خبر
إلا خبر الوباء
(11)
مبروووووك من القلب
للأستاذة بشرى المقطري
حصولها على جائزة “بالم”
لحرية التعبير و الصحافة .. تستحقها
(12)
خلال أيام قليلة ينتزع الموت 21 كادرا من جامعة عدن
السؤال: هل هذا وباء أم مؤامرة..؟!
ما يحدث في عدن شيء غامض جدا..!!
(13)
بين كورونا و الجبايات
اختاروا الجبايات
بكرة “كورونا” يلهف ما تم جبايته..
(14)
كل يتعلم بالكلفة التي يريد
و بعضهم لا يتعلمون
و بعضهم يتعلمون و لكن بكلفة وطن..
(15)
إذا كانت وثيقة المجلس الانتقالي بصدد فرض غرامات و عقوبات هي وثيقة صحيحة، و التي تستهدف من خلالها الحريات و الحقوق، و منها حق التعبير و الرأي، فإن المجلس بذلك لا يقل خطرا على المستقبل و على حريات و حقوق الإنسان من الحوثيين، مع فارق أن الحوثيين أقل ارتهانا من المجلس الانتقالي، و يقدمون مصلحة الجماعة على غيرها من المصالح، فيما الانتقالي يقدم أجندات الخارج على اجنداته..
(16)
و أنا اكتب و انشر تفاصيل حياتي اخوض ايضا معركة مع المستبدين و قطعانهم الذين يريدون تحديد ماذا نكتب و عما نكتب
و متى و ماذا ايضا نتنفس؟!!!
نكد العيد
احمد سيف حاشد
(1)
“إذا لم تستح افعل ما شيئت”
أحمد الحبيشي يقول أنني وغد
إن كنت أنا وغدا..!! بالله عليكم
ماذا سيكون أحمد الحبيشي..؟!!
(2)
عندما يتكئ أنصار الله على كهل انتهازي مثل أحمد الحبيشي
اعلموا أن المُلك قد صار عضوض، و ان السير يتجه نحو التلاشي والغرور..
(3)
تاريخ..
كل عيد يأتي اسوأ من سابقة..
أكثر حلكة وضيقا من الذي قبله..
حقيقة تكشف تراتبية السيئين..
عيدنا اليوم أكثر حزنا وبؤسا وشقاء من كل الأعياد التي مضت..
عيد اجتمعت فيه اعسار الدنيا كلّها..
أشد حدادا وسودا ويتما، وميتما لا عزاء فيه..
أعيادنا باتت دميمة كوجوههم، وغطرسة فاسديهم..
(4)
عندما تتحول الوظيفة العامة والمناصب إلى مكافآت للمناضلين أو المجاهدين أو الثوار
تتلاشى الإدارة وتحل محلّها الفوضى..
وسياسة من قوّى صميله عاش..
والرزق القادم من تحت ظلال السيوف
ويغدو الناهب والفاسد أحمر عين..
والنزيه المحترم يصيره أهبلا وخضعي وجبان..
تنقلب الأخلاق وتتبدل المعايير..
وتنتهي المواطنة والعدالة والمساوة..
وتنتهي الدولة إلى بدد
هكذا لُدغنا من الجحر ثلاث مرات.. ووصلنا إلى ما وصلنا إليه..
أنتهى كل شيء..
رفعت الأقلام وجفت الصحف..
(5)
اكتبوا مذكراتكم و سيركم و تجاربكم .. أنتم أعظم منهم، و الفارق أن الأقدار تواطأت معهم و خانتكم، و لم تأخذ بأيديكم، كما فعلت معهم .. عظمتكم أن حياتكم حافلة بالكثير من الكفاح و العطاء و ما يستحق أن يُقرأ، فيما حياة كثير من نكتب سيرهم أو نقرأ عنها هم مجرد مجرمين قتلة و لصوص و فاسدين و قطاع طرق .. اكتبوا تاريخكم قبل أن يزوروه و يفسدوه .. اعتزوا بتاريخكم و سيرة حياتكم لأنها أعظم من سيرهم و تاريخهم إن استحق تاريخهم المقارنة بتاريخكم و سيركم .. أنتم العظماء لا هم .. هم الأصفار و أنتم الأرقام التي وضعتهم لها قيمة لا يستحقونها..
(6)
أجبوهم قبل أن يموتوا بـ”كورونا”..!!!! بخ بخ يا ابن نشطان..!!
(7)
42 نوع من السموم
مهددون بها..
غير الحقارة التي ورثوها..
حقارة تستحث شجاعتنا إلى أقصى مدى
شجاعة حد الانتحار
قتلوا عبد الحبيب سالم.. فماذا كانت النتيجة؟!
سيقتلوننا اليوم ولكن بنتيجة ستكون أكثر سوءا من تلك
(8)
هل سيستخدم “كورونا”
لتصفية الخصوم السياسيين
من قبل سلطات الأمر الواقع هنا وهناك..؟!!
(9)
حروب الإخضاع لا طائل منها إلا الإنهاك
و خلق حوامل جديدة للمحتل و الأجنبي
و تمكينهما من وطنك الذي يتشظى و يتلاشى
(10)
بإمكانك التكتم عن أي خبر
إلا خبر الوباء
(11)
مبروووووك من القلب
للأستاذة بشرى المقطري
حصولها على جائزة “بالم”
لحرية التعبير و الصحافة .. تستحقها
(12)
خلال أيام قليلة ينتزع الموت 21 كادرا من جامعة عدن
السؤال: هل هذا وباء أم مؤامرة..؟!
ما يحدث في عدن شيء غامض جدا..!!
(13)
بين كورونا و الجبايات
اختاروا الجبايات
بكرة “كورونا” يلهف ما تم جبايته..
(14)
كل يتعلم بالكلفة التي يريد
و بعضهم لا يتعلمون
و بعضهم يتعلمون و لكن بكلفة وطن..
(15)
إذا كانت وثيقة المجلس الانتقالي بصدد فرض غرامات و عقوبات هي وثيقة صحيحة، و التي تستهدف من خلالها الحريات و الحقوق، و منها حق التعبير و الرأي، فإن المجلس بذلك لا يقل خطرا على المستقبل و على حريات و حقوق الإنسان من الحوثيين، مع فارق أن الحوثيين أقل ارتهانا من المجلس الانتقالي، و يقدمون مصلحة الجماعة على غيرها من المصالح، فيما الانتقالي يقدم أجندات الخارج على اجنداته..
(16)
و أنا اكتب و انشر تفاصيل حياتي اخوض ايضا معركة مع المستبدين و قطعانهم الذين يريدون تحديد ماذا نكتب و عما نكتب
و متى و ماذا ايضا نتنفس؟!!!