(19)
قائد فصيلة استطلاع
أحمد سيف حاشد
• تخرجت من الكلية العسكرية.. ولكن إلى أين ؟! بين الأمنية والواقع مسافات شتّى.. رغبتي جارفة للإلتحاق بالجامعة، فيما ظروفي المادية عاثرة ومتعسرة، و(راتبي) الذي كنت أتقاضاه في الكلية سينقطع بصارم، وأنا لم أحتال على حاجة أو عوز، ولم أدخر منه شيئا لأيامي القادمات.. كنت ما أحصل عليه أصرفه أول بأول، وكأن شرطي عنيد يلاحقه، فيتلاشى بسرعة قبل أن يدركه.. أصرف بعضه، وأساعد آخرين، وأسلف البعض دون أن أنتظر عودة ما أُسلفه، بل وارفض استعادته في معظم الأحيان، ولإحساسك الإنساني ثمنا يجب أن تدفعه، وانعدام المال ينتقص من استقلاليتك، وينال من حريتك، ويمكن أن يكون عوزك مصدرا لابتزازك ممن يملكون المال، ويبخلونه عليك..
• كما أن المال يمكن أن يكون أيضا معضلة تحول دون تحقيق بعض أحلامك وأمنياتك حتى المتواضعة منها، أو على الأقل يعمل على تأجيل تحقيقها، أو كما قال الكاتب والمحاضر في التنمية البشرية روبرت آشتون: "إن مقارنة مصاريفك الشهرية في مقابل دخلك سوف تكشف الحجم الحقيقي لوقوف المال عقبة أمامك." فما بالي أنا الفاضي اليدين، الذي لا أملك حتى التصدّي لما هو ضروري ينقذني من الجوع.. وحتى على افتراض وجدت بعض من حل لهذه المعضلة أو جلّها؛ فسأظل في عوز وحاجة، واستقلال وحرية أقل؛ ولذلك آثرت تأجيل حلم الالتحاق بالجامعة، وأستمرار العمل في السلك العسكري، طالما هذا سيمنحني فرصة تحقيق حلمي في الدراسة الجامعية باقتدار، ولو بعد عامين أو أكثر.. هكذا نظرت للأمر أو هكذا حسبتها..
• كان تخرجي من الكلية العسكرية في الأول من سبتمبر عام 1983 وقد فضلت الالتحاق بلواء الوحدة الذي يقع مُعسكره في محافظة أبين، وكانت تلك هي الفرصة المتاحة الأفضل لي.. وكان أغلب أفراد وضباط اللواء قادمين من الشمال إلى الجنوب.. فيما كان الالتحاق بغيره متروك للحظ الذي يمكن أن يقذف بي إلى أي جزيرة أو صحراء أو منأى بعيد.. وبالتالي ربما يكون متابعة التحاقي بالدراسة الجامعية أكثر صعوبة، وتكون الموافقة على تفرغي للدراسة حظ أقل وأضأل..
• كان عليّ وفق القانون أو النظام المتبع أن أعمل على الأقل عامين في السلك العسكري بعد التخرج من الكلية العسكرية، لأتمكن من التفرغ للدراسة الجامعية، وأحصل على راتب متفرغ يعينني على الدراسة الجامعية..
• معسكر اللواء كان يقع على مقربة من عاصمة المحافظة (زنجبار)، وكان كثير من أفراده وضباطه من الشمال، الذين جاءوا على خلفية أحداث عبد الله عبد العالم.. كان قائده اللواء عبدالله منصور ذو الوجه الغضوب، الذي يبتسم بقسمات حادة، وينتسب إلى محافظة أبين.. كنت أشعر نحوه بالانقباض كلما شاهدته، فيما كان يتعامل هو مع زميلي سند الرهوة بلطف وتقدير.. وكان أركان اللواء عبد الواحد أحد القادمين من الشمال، أقدر على القيادة منه، غير أنه كان يتجنب أن يكون قويا أمام القائد، وربما كان سلبيا في أغلب الأحيان.. أما النائب السياسي للواء النقيب فتح من أبين، كنت أشعر حياله بنوع من الود والرضى، وكان هو يهتم بي أيضا، ويتعامل معي باهتمام..
• في لواء الوحدة جاء توزيعي رئيسا لفصيلة في سرية استطلاع اللواء، وكان الملازم أول محمد الحياني من خريجي الدفعة الثامنة (شمالي) رئيسا للفصيلة الثانية، والملازم ثاني سند الرهوة من أبين، خريج الدفعة العاشرة، قائدا للفصيلة الثالثة، فيما كان عبده قائد الكهالي (شمالي) من محافظة اب رئيسا لسرية الاستطلاع، وأضيف للسرية بعد عام ضابط جديد هو الملازم علوان (شمالي) من محافظة اب، وخريج الدفعة الـحادي عشر كلية عسكرية.. أما صف الضباط في السرية فكان جميعهم من الشمال، وكان يسود بيننا نحن الضباط في سرية الاستطلاع كثير من الاحترام والانسجام والتفاهم كزملاء، ومع الجنود وصف ضباط، كقادة ورفاق سلاح، دون تفريط بالنظام أو المهام أو العمل المناط بنا..
***
محدثة.. يتبع..
بعض من تفاصيل حياتي
قائد فصيلة استطلاع
أحمد سيف حاشد
• تخرجت من الكلية العسكرية.. ولكن إلى أين ؟! بين الأمنية والواقع مسافات شتّى.. رغبتي جارفة للإلتحاق بالجامعة، فيما ظروفي المادية عاثرة ومتعسرة، و(راتبي) الذي كنت أتقاضاه في الكلية سينقطع بصارم، وأنا لم أحتال على حاجة أو عوز، ولم أدخر منه شيئا لأيامي القادمات.. كنت ما أحصل عليه أصرفه أول بأول، وكأن شرطي عنيد يلاحقه، فيتلاشى بسرعة قبل أن يدركه.. أصرف بعضه، وأساعد آخرين، وأسلف البعض دون أن أنتظر عودة ما أُسلفه، بل وارفض استعادته في معظم الأحيان، ولإحساسك الإنساني ثمنا يجب أن تدفعه، وانعدام المال ينتقص من استقلاليتك، وينال من حريتك، ويمكن أن يكون عوزك مصدرا لابتزازك ممن يملكون المال، ويبخلونه عليك..
• كما أن المال يمكن أن يكون أيضا معضلة تحول دون تحقيق بعض أحلامك وأمنياتك حتى المتواضعة منها، أو على الأقل يعمل على تأجيل تحقيقها، أو كما قال الكاتب والمحاضر في التنمية البشرية روبرت آشتون: "إن مقارنة مصاريفك الشهرية في مقابل دخلك سوف تكشف الحجم الحقيقي لوقوف المال عقبة أمامك." فما بالي أنا الفاضي اليدين، الذي لا أملك حتى التصدّي لما هو ضروري ينقذني من الجوع.. وحتى على افتراض وجدت بعض من حل لهذه المعضلة أو جلّها؛ فسأظل في عوز وحاجة، واستقلال وحرية أقل؛ ولذلك آثرت تأجيل حلم الالتحاق بالجامعة، وأستمرار العمل في السلك العسكري، طالما هذا سيمنحني فرصة تحقيق حلمي في الدراسة الجامعية باقتدار، ولو بعد عامين أو أكثر.. هكذا نظرت للأمر أو هكذا حسبتها..
• كان تخرجي من الكلية العسكرية في الأول من سبتمبر عام 1983 وقد فضلت الالتحاق بلواء الوحدة الذي يقع مُعسكره في محافظة أبين، وكانت تلك هي الفرصة المتاحة الأفضل لي.. وكان أغلب أفراد وضباط اللواء قادمين من الشمال إلى الجنوب.. فيما كان الالتحاق بغيره متروك للحظ الذي يمكن أن يقذف بي إلى أي جزيرة أو صحراء أو منأى بعيد.. وبالتالي ربما يكون متابعة التحاقي بالدراسة الجامعية أكثر صعوبة، وتكون الموافقة على تفرغي للدراسة حظ أقل وأضأل..
• كان عليّ وفق القانون أو النظام المتبع أن أعمل على الأقل عامين في السلك العسكري بعد التخرج من الكلية العسكرية، لأتمكن من التفرغ للدراسة الجامعية، وأحصل على راتب متفرغ يعينني على الدراسة الجامعية..
• معسكر اللواء كان يقع على مقربة من عاصمة المحافظة (زنجبار)، وكان كثير من أفراده وضباطه من الشمال، الذين جاءوا على خلفية أحداث عبد الله عبد العالم.. كان قائده اللواء عبدالله منصور ذو الوجه الغضوب، الذي يبتسم بقسمات حادة، وينتسب إلى محافظة أبين.. كنت أشعر نحوه بالانقباض كلما شاهدته، فيما كان يتعامل هو مع زميلي سند الرهوة بلطف وتقدير.. وكان أركان اللواء عبد الواحد أحد القادمين من الشمال، أقدر على القيادة منه، غير أنه كان يتجنب أن يكون قويا أمام القائد، وربما كان سلبيا في أغلب الأحيان.. أما النائب السياسي للواء النقيب فتح من أبين، كنت أشعر حياله بنوع من الود والرضى، وكان هو يهتم بي أيضا، ويتعامل معي باهتمام..
• في لواء الوحدة جاء توزيعي رئيسا لفصيلة في سرية استطلاع اللواء، وكان الملازم أول محمد الحياني من خريجي الدفعة الثامنة (شمالي) رئيسا للفصيلة الثانية، والملازم ثاني سند الرهوة من أبين، خريج الدفعة العاشرة، قائدا للفصيلة الثالثة، فيما كان عبده قائد الكهالي (شمالي) من محافظة اب رئيسا لسرية الاستطلاع، وأضيف للسرية بعد عام ضابط جديد هو الملازم علوان (شمالي) من محافظة اب، وخريج الدفعة الـحادي عشر كلية عسكرية.. أما صف الضباط في السرية فكان جميعهم من الشمال، وكان يسود بيننا نحن الضباط في سرية الاستطلاع كثير من الاحترام والانسجام والتفاهم كزملاء، ومع الجنود وصف ضباط، كقادة ورفاق سلاح، دون تفريط بالنظام أو المهام أو العمل المناط بنا..
***
محدثة.. يتبع..
بعض من تفاصيل حياتي
(٤)
للوشاية عيون
أحمد سيف حاشد
• لتعش حياتك لا تهدر فرصك بالوهم الزائف، وأعلم أن فرص الموت المتربص أكثر.. اسمع وحي "أوليفر هولمز" وهو يقول: "يقرص الموت أذني ويقول عش حياتك! فأنا قادم.." شكك بالثابت حتى تتيقن.. ابحث في الثابت لنفيه أو تأكيده أو اصلاح المعوج، دون أن تغفل علم يضيء دربك للمستقبل..
• العمر قصير جدا، والشباب أقصر، كلمح البصر العابر، فلا تهدره في التيه حتى لا تندم على عمر ضاع وشباب ما عاد يوما إلا حسرة وندم.. ابحث عن الجمال المكنوز، لتواجه قبح العالم ودمامته.. افرح لتعيش أيامك، وتواجه أياما، كُثر مطبوعة بالحزن والندم الأكبر..
• في "قلعة إستان" أقمنا للعشق ولائم.. بروق ورعود.. أنسام الكون تتمايل.. ترقص طربا.. تبتهج خواصرها.. همينا مزنا، وقطفنا النشوة.. عبقنا برائحة الطين الممطور.. سال السيل، وسالت مسايلنا تسقي الأرض البور، والبوادي العطشى على التنور.. أخضرّ المجرود، وبألوان الطيف تفتحت زهور وورود.. وما كان قاحل مجدوب صار عشب وسجاجيد..
• عُذال ووشاة ضربوا الطوق علينا.. رصدوا ايقاع الأنفاس.. جسّوا نبضات القلب وخفقانه.. آذان تسمع دبيب النمل.. تسرق السمع عن بُعد.. وعيون ترصد أنفاس الليل.. حراس المعبد لا هم لهم إلا القبض على همسات العشق وخطوات الليل..
• صار للوشاية جدران .. آذان وعيون.. تتلصص وتسترق السمع من شرص الباب.. أبواب مخادعنا.. باتت تتحين فرصة للوثبة.. للضبط المتلبس.. تبصبص من شقوق نوافذنا الملتاعة بالعشق.. تستطلع خوافينا وخوابئنا، وما يجوس في بطن الشاعر.. تفتش في ذهن العاشق المولع عن دليل دامغ.. والعاشق غارق تسبيحا في ملكوت الله..
• أحسسنا بالضيق والجور الخانق.. قررنا كسر الأغلال، وتحرير العشق المغلول.. اطلقنا أيدينا المعقوفة، وفردناها للأحضان .. اطلقنا سراح العشق من أقبية العتمة.. حررناه من سرداب السجن المدفون تحت الأرض العمياء.. اطلقناه إلى فضاءات وفسحات الكون..
• صار العشق يقامر ويغامر في صولات وجولات الحرب.. والنصر الذي كاد يهرب منّا، أعدناه إلى الأحضان.. والهزيمة التي كادت تغلبنا يوما، كسرنا غلبتها، وذللناها.. ونزعنا مالا ينزع من شدق الضيغم..
• غنينا حتى ثمل العشق، والقمر الحاضر يرقص طربا على أنغام الدان:
"وعلى عينك يا حاسد..
تلاقينا والقمر شاهد..
حبيبي جاء على وعده
ونفذ في الهوى عهده..
يا سعدي ويا سعده.."
• في ليلة رأس العام، احتفلت معنا مجرتنا بقدوم العام.. دارت على خواصرنا حتى داخت من الدوران.. أثملها خمر العشق الذائب في ملكوت الله.. درنا معها حتى دخنا.. وخلقنا كونا في ساعات.. وبشرى زُفت بكرم العام القادم عشقا.. خمرا ولذائذ.. عشق أكثر وأكبر مما عشناه..
أما صنعاء، وفي هذا العهد المظلم، والضارب فيما قبل الألف سنة، باتت ميتم، ملفوفة بالعتمة والظلمة.. وحداد لا يبلى..
***
يتبع..
بعض من تفاصيل حياتي .. محدّثة..
للوشاية عيون
أحمد سيف حاشد
• لتعش حياتك لا تهدر فرصك بالوهم الزائف، وأعلم أن فرص الموت المتربص أكثر.. اسمع وحي "أوليفر هولمز" وهو يقول: "يقرص الموت أذني ويقول عش حياتك! فأنا قادم.." شكك بالثابت حتى تتيقن.. ابحث في الثابت لنفيه أو تأكيده أو اصلاح المعوج، دون أن تغفل علم يضيء دربك للمستقبل..
• العمر قصير جدا، والشباب أقصر، كلمح البصر العابر، فلا تهدره في التيه حتى لا تندم على عمر ضاع وشباب ما عاد يوما إلا حسرة وندم.. ابحث عن الجمال المكنوز، لتواجه قبح العالم ودمامته.. افرح لتعيش أيامك، وتواجه أياما، كُثر مطبوعة بالحزن والندم الأكبر..
• في "قلعة إستان" أقمنا للعشق ولائم.. بروق ورعود.. أنسام الكون تتمايل.. ترقص طربا.. تبتهج خواصرها.. همينا مزنا، وقطفنا النشوة.. عبقنا برائحة الطين الممطور.. سال السيل، وسالت مسايلنا تسقي الأرض البور، والبوادي العطشى على التنور.. أخضرّ المجرود، وبألوان الطيف تفتحت زهور وورود.. وما كان قاحل مجدوب صار عشب وسجاجيد..
• عُذال ووشاة ضربوا الطوق علينا.. رصدوا ايقاع الأنفاس.. جسّوا نبضات القلب وخفقانه.. آذان تسمع دبيب النمل.. تسرق السمع عن بُعد.. وعيون ترصد أنفاس الليل.. حراس المعبد لا هم لهم إلا القبض على همسات العشق وخطوات الليل..
• صار للوشاية جدران .. آذان وعيون.. تتلصص وتسترق السمع من شرص الباب.. أبواب مخادعنا.. باتت تتحين فرصة للوثبة.. للضبط المتلبس.. تبصبص من شقوق نوافذنا الملتاعة بالعشق.. تستطلع خوافينا وخوابئنا، وما يجوس في بطن الشاعر.. تفتش في ذهن العاشق المولع عن دليل دامغ.. والعاشق غارق تسبيحا في ملكوت الله..
• أحسسنا بالضيق والجور الخانق.. قررنا كسر الأغلال، وتحرير العشق المغلول.. اطلقنا أيدينا المعقوفة، وفردناها للأحضان .. اطلقنا سراح العشق من أقبية العتمة.. حررناه من سرداب السجن المدفون تحت الأرض العمياء.. اطلقناه إلى فضاءات وفسحات الكون..
• صار العشق يقامر ويغامر في صولات وجولات الحرب.. والنصر الذي كاد يهرب منّا، أعدناه إلى الأحضان.. والهزيمة التي كادت تغلبنا يوما، كسرنا غلبتها، وذللناها.. ونزعنا مالا ينزع من شدق الضيغم..
• غنينا حتى ثمل العشق، والقمر الحاضر يرقص طربا على أنغام الدان:
"وعلى عينك يا حاسد..
تلاقينا والقمر شاهد..
حبيبي جاء على وعده
ونفذ في الهوى عهده..
يا سعدي ويا سعده.."
• في ليلة رأس العام، احتفلت معنا مجرتنا بقدوم العام.. دارت على خواصرنا حتى داخت من الدوران.. أثملها خمر العشق الذائب في ملكوت الله.. درنا معها حتى دخنا.. وخلقنا كونا في ساعات.. وبشرى زُفت بكرم العام القادم عشقا.. خمرا ولذائذ.. عشق أكثر وأكبر مما عشناه..
أما صنعاء، وفي هذا العهد المظلم، والضارب فيما قبل الألف سنة، باتت ميتم، ملفوفة بالعتمة والظلمة.. وحداد لا يبلى..
***
يتبع..
بعض من تفاصيل حياتي .. محدّثة..
مستعد أن اعتصم معكم ولكن بشرط.. من أجل مرتبات الناس
زملائي الأعزاء أعضاء مجلس نواب صنعاء
اسمحوا لي ان اوضح لكم حقيقة موقفي وهو أولا واخيرا يأتي من قناعاتي ومبادئي التي هي راسخة الإيمان ومن مسؤليتي الاخلاقية والوطنية ومسؤليتي القانونية أولا كإنسان وثانيا كنائب في البرلمان وهي كالتالي:
- أولا: ان كوني كعضو في البرلمان تعني أني لا امثل نفسي.فمسمى "نائب" هي تعني أني نائب عن الشعب وليس نائب عن نفسي فلا يمكن أن ينوب الإنسان نفسه.
ومن هذا المنطلق فإن الإعتصام اليوم داخل البرلمان من أجل حقوقنا المادية في وقت يعيش الناس بلا مرتبات منذ سنوات وهم في احلك واقسى الظروف دون ان يكون لنا موقف من ذلك فإن هذا يتناقض تناقضا صارخا مع تلك القناعات والمباديء والمسؤلية الاخلاقية والقانونية لعضويتي في البرلمان التي أؤمن بها ويتوجب أن ألتزم بها.
- ثانيا: وانه من ذلك المنطلق لم يحدث ابدا أن استخدمت عضويتي في البرلمان ولا مبنى البرلمان من أجل قضية شخصية متعلقة بي وانما دائما من أجل القضايا العامة وقد سبق في هذا الموضوع وهو موضوع المرتبات أن اعتصمت واضربت عن الطعام من أجل مرتبات كل الناس وليس من أجل مرتبي.
- وليكن في علمكم أن راتبي إلى اليوم هو ناقص واقل من المبلغ المقرر لعضو مجلس النواب والذي جميعا تستلمونه. ولي قرابة عامين اعامل على تسويته ولم تتم التسوية حتى اليوم. ولكن لم افكر يوما أن اعتصم داخل البرلمان من أجله رغم أنه من المتابعة هي مسؤولية المجلس وانه مقصر في ذلك ويقيني الكامل بأني لو قررت ذلك أو اثرته حتى مجرد اثاره فإن المجلس سيتحرك وستحل المشكله دون عناء وفي أقصر وقت.. ورغم كونه مرتبط بشأن عام هو تحقيق العدالة والمساواة وواجبات هيئة رئاسة المجلس.. إلا أن وجود علاقة شخصية لي بهذا الموضوع ضمن هذا الإطار فقد قررت ان أتابع بنفسي وبصفة شخصية وحين كنت قد قررت الإعتصام فإني قررت أن يكون داخل وزارة المالية وذلك بإعتباري صاحب حق وليس كنائب.
ولو كان الموضوع متعلق بشخص غيري فإنه كان سيكون لي موقف في المجلس لأنه كما قلت أيضا مرتبط بشيء عام هو العدالة والمساواة وايضا قيام الهيئات بواجباتها .
#والمرة التي كنت قد اعتصمت فيها في شأن يتعلق بالبرلمان هي فقط من أجل الحساب الختامي وهذا لأنه يأتي ضمن مسؤوليتي القانونية والاخلاقية كنائب في البرلمان.
- ثالثا: أنا لا انكر أن لدينا حق فيما تطالبون به بل وارحب بتحرككم واؤيده ولكن ليس بعيدا أو بمعزل عن القضية العامة وهي قضية مرتبات المؤظفين المنقطعة منذ سنوات .
وكنت قد طرحت أنا ذلك عليكم وكان مقترحي تشكيل لجنه أو ما يشبه نقابه وان تكون المطالبة من خلال الإجتماعات واللقاءات مع هيئة رئاسة المجلس.
حيث سبق ايضا في العام الماضي قبيل عيد الاضحى أن كان قد تقرر حرماني من المبلغ الذي تم صرفه للأعضاء ولكني تابعت ذلك من خلال اللقاء مع هيئة الرئاسة ومواجهتها بصورة شخصية ولم اقرر الإعتصام.
_ رابعا: أنا مستعد أن اعتصم معكم ولكن بشرط من أجل مرتبات الناس ونجتمع ونصدر بيان بذلك ونوقع عليه ونتعاهد وأنا مستعد كامل الإستعداد لذلك والتضحية من أجل تحقيق ذلك الهدف ولو كلفني ذلك حياتي ..
واخيرا .. شكرا لكم.. وارجو أن تكونوا قد فهمتموني الآن وفهمتم محددات ومباديء مواقفي في الماضي والحاضر والمستقبل.
ولكم خالص تحياتي.
أحمد سيف حاشد
عضو مجلس النواب
13/4/2020
زملائي الأعزاء أعضاء مجلس نواب صنعاء
اسمحوا لي ان اوضح لكم حقيقة موقفي وهو أولا واخيرا يأتي من قناعاتي ومبادئي التي هي راسخة الإيمان ومن مسؤليتي الاخلاقية والوطنية ومسؤليتي القانونية أولا كإنسان وثانيا كنائب في البرلمان وهي كالتالي:
- أولا: ان كوني كعضو في البرلمان تعني أني لا امثل نفسي.فمسمى "نائب" هي تعني أني نائب عن الشعب وليس نائب عن نفسي فلا يمكن أن ينوب الإنسان نفسه.
ومن هذا المنطلق فإن الإعتصام اليوم داخل البرلمان من أجل حقوقنا المادية في وقت يعيش الناس بلا مرتبات منذ سنوات وهم في احلك واقسى الظروف دون ان يكون لنا موقف من ذلك فإن هذا يتناقض تناقضا صارخا مع تلك القناعات والمباديء والمسؤلية الاخلاقية والقانونية لعضويتي في البرلمان التي أؤمن بها ويتوجب أن ألتزم بها.
- ثانيا: وانه من ذلك المنطلق لم يحدث ابدا أن استخدمت عضويتي في البرلمان ولا مبنى البرلمان من أجل قضية شخصية متعلقة بي وانما دائما من أجل القضايا العامة وقد سبق في هذا الموضوع وهو موضوع المرتبات أن اعتصمت واضربت عن الطعام من أجل مرتبات كل الناس وليس من أجل مرتبي.
- وليكن في علمكم أن راتبي إلى اليوم هو ناقص واقل من المبلغ المقرر لعضو مجلس النواب والذي جميعا تستلمونه. ولي قرابة عامين اعامل على تسويته ولم تتم التسوية حتى اليوم. ولكن لم افكر يوما أن اعتصم داخل البرلمان من أجله رغم أنه من المتابعة هي مسؤولية المجلس وانه مقصر في ذلك ويقيني الكامل بأني لو قررت ذلك أو اثرته حتى مجرد اثاره فإن المجلس سيتحرك وستحل المشكله دون عناء وفي أقصر وقت.. ورغم كونه مرتبط بشأن عام هو تحقيق العدالة والمساواة وواجبات هيئة رئاسة المجلس.. إلا أن وجود علاقة شخصية لي بهذا الموضوع ضمن هذا الإطار فقد قررت ان أتابع بنفسي وبصفة شخصية وحين كنت قد قررت الإعتصام فإني قررت أن يكون داخل وزارة المالية وذلك بإعتباري صاحب حق وليس كنائب.
ولو كان الموضوع متعلق بشخص غيري فإنه كان سيكون لي موقف في المجلس لأنه كما قلت أيضا مرتبط بشيء عام هو العدالة والمساواة وايضا قيام الهيئات بواجباتها .
#والمرة التي كنت قد اعتصمت فيها في شأن يتعلق بالبرلمان هي فقط من أجل الحساب الختامي وهذا لأنه يأتي ضمن مسؤوليتي القانونية والاخلاقية كنائب في البرلمان.
- ثالثا: أنا لا انكر أن لدينا حق فيما تطالبون به بل وارحب بتحرككم واؤيده ولكن ليس بعيدا أو بمعزل عن القضية العامة وهي قضية مرتبات المؤظفين المنقطعة منذ سنوات .
وكنت قد طرحت أنا ذلك عليكم وكان مقترحي تشكيل لجنه أو ما يشبه نقابه وان تكون المطالبة من خلال الإجتماعات واللقاءات مع هيئة رئاسة المجلس.
حيث سبق ايضا في العام الماضي قبيل عيد الاضحى أن كان قد تقرر حرماني من المبلغ الذي تم صرفه للأعضاء ولكني تابعت ذلك من خلال اللقاء مع هيئة الرئاسة ومواجهتها بصورة شخصية ولم اقرر الإعتصام.
_ رابعا: أنا مستعد أن اعتصم معكم ولكن بشرط من أجل مرتبات الناس ونجتمع ونصدر بيان بذلك ونوقع عليه ونتعاهد وأنا مستعد كامل الإستعداد لذلك والتضحية من أجل تحقيق ذلك الهدف ولو كلفني ذلك حياتي ..
واخيرا .. شكرا لكم.. وارجو أن تكونوا قد فهمتموني الآن وفهمتم محددات ومباديء مواقفي في الماضي والحاضر والمستقبل.
ولكم خالص تحياتي.
أحمد سيف حاشد
عضو مجلس النواب
13/4/2020
(20)
محاولاتي الفاشلة في كتابة القصة
احمد سيف حاشد
• كنت أشعر أن السلك العسكري ليس الشاطئ الذي أبحث عنه، وليس مستقري إلى آخر العمر، ولن يكون محطتي الأخيرة.. كنت أشعر أن هناك فراغ يبحث عني ليمتلئ، أو أنا أبحث عنه لأملئه.. أبحث عن ذاتي وأفتش فيها عن وجهتي القادمة.. كنت دوما ما أحاول أن أعيد اكتشاف نفسي، وعندما لا أجدها انطلق مرة أخرى إلى وجهة جديدة لعلّني أجدها..
• حاولت أكتب القصة القصيرة قبل ستة وثلاثين عام، ولكنني فشلت، وانقطعت عن كتابتها، واليوم أعود إليها لأكتب قصتي.. ربما هو الفشل الذي قال عنه "هنري فورد "يمنحك فرصة جديدة لكي تبدأ من جديد، لكن هذه المرة بذكاء أكبر".. إنها العودة بعد عقود من الحنين.. غير أن الأهم إنها ليست قصتي وحدي، ولكن أيضا قصة من فشلت أن أكتب قصصهم.. قصة من أعبر عنهم وأنتمي لهم.. اليوم استحضر قصصهم في أنفاس قصتي، وما أكتب عنهم، وما ينبض به قلمي الوفي معهم.. وبتقنية ربما تتمرد عن المعايير والقواعد المعتادة، ولكن وهو الأهم، أسعى إلى أن تبلغ الوجدان، وتحفز الوعي، وتعمل في الواقع، وتستقر في الذاكرة..
• سأكتب عن المعدمين والفقراء المكدودين والمناضلين الشرفاء.. عن معاناتهم التي لا تنتهي، والعقول المستلبة بالأفيون، والظلام الكثيف الذي يثقل الوعي والكاهل، والجهل والتجهيل الذي يبدد المستقبل .. سأكتب عن وطنهم المصادر، ووحدتهم المذبوحة، وثورتهم المغدورة، وأحلامهم التي نُهبت، ومستقبلهم الذي ضاع.. كل هذا سأكتبه دون أن أفقد الأمل باسترداد كل ما ذهب..
• سأكتب عن الحرب والسلام، ونظام التوحش، والعالم الغير عادل.. عن البؤساء والمعذبين في الأرض والضحايا الكُثر.. عن المنتهكة أعراضهم، والمهدرة حقوقهم والمنتعلة أحلامهم.. سأكتب عن الجوع والجهل والمعاناة، والمستباح أوطانهم وعمن لا وطن لهم ولا مأوى.. سأكتب عن السجون والزنازين والتعذيب، وممارسات القمع الظالم والطغيان الذي عشته، أو شاهدته بأم العين، أو أنقله عن شهود عيان..
• رغم مرور أكثر من ثلاثة عقود ونصف، إلا أنني أزعم أنني لازلت وفيا لبسطاء الناس ولقضاياهم العادلة.. وسأبذل ما في الوسع والمتسع، لأكتب عن الحب والجمال والعشق والفرح والحياة.. عن الحزن والندم.. عن الطفولة والشباب والمدرسة والجامعة.. عن قبح الساسة ودمامة السياسة، والجهل الذي تسلط واستبد وبلغ الطغيان..
• ربما أخطئ هنا أو هناك، ولكن من هذا الذي لا يُخطئ؟! لي في حسن النية عذر وشفاعة، غير أن الأهم أن أفي وأخلص مع الضحايا حتى رمقي الأخير.. وأزعم أن كل أو جل مواقفي وانحيازي واصطفافي لم ولن يكن إلا لهم، أنا الفقير الحالم الذي ولدت بينهم، وعشت من أجلهم، وسأموت وفيا لهم، ولقضاياهم العادلة.. أحمل رسالتهم، واساهم بما اقدر في تحرير وعيهم من الوهم والاستلاب، وتحرير واقعهم من الفقر والظلم والاضطهاد..
• تشكل وعيي في خضم المعاناة، وقراءتي المتواضعة هذبتني وصقلت وجداني، وجعلتني أنتمي أولا إلى الإنسان أينما كان.. انحيازي لا ولن يكون إلا للقضايا العادلة للفقراء والمعدمين والتائهين الهائمين على وجوههم، الباحثين عن العيش الكريم، والكرامة المفقودة، والحرية التي سقفها السماء، والمستقبل الذي نروم..
• قرأت في زمن باكر رواية "قرية البتول" لمحمد حنيبر، ولطالما سفحت عيناي بدموع الملح السخينة، وأنا أقرأها بانغماس عاطفي جياش.. لازالت عالقة في ذهني إلى اليوم تلك الفتاة المغتصبة، ومثلها أيضا الشغالة السوداء المغتصبة في إحدى قصص الروائي اليمني محمد عبدالولي.. وفي رواية عبد الرحمن منيف "شرق المتوسط" لازالت قصة رجب حاضرة في ذاكرتي إلى اليوم.. رجب الذي قضى خمس سنوات في إحدى المعتقلات العربية، وعاش فيها التعذيب الجسدي والنفسي الذي بلغ أكثر وأكبر من أهوال القيامة.. وأيضا رواية "رجال في الشمس" لغسان كنفاني، وفيها مأساة الرجال الثلاثة أبو قيس وأسعد ومروان، ونهايتهم الحزينة والمأسوية، التي تنتهي بموتهم داخل صهريج من حديد، ومن ثم سحبهم إلى إحدى مكبات النفايات.. إنها رواية رمزية وفيها صور كثيفة تحكي جانب من معاناة ومأساة الشعب الفلسطيني..
• في لواء الوحدة حاولت أطرق بابا، شعرت في فترة لاحقة أنه ليس بابي.. أول محاولة لي في كتابة القصة القصيرة، كانت في 30/5/1984بعنوان "الانتظار مرة أخرى"، وهي محاولة تكشف عن مفارقة حال الفقراء المتعبين المكدودين المثقلين بالجبايات والظلم، والشيخ أحمد وأعوانه وسلطته الظالمة والمستبدة التي ثار عليها الشعب بعد أن طفح به الكيل، وانتصار الثورة إلى حين، ثم اغتيال هذا الانتصار بعد خمس سنيين من الولادة والمقاومة، بتحالف أعاد الأمور إلى سابق عهدها، وإن كان بصيغة أخرى، ثم الانتظار مرة ثانية لفارس قادم يأتي مع الفجر ممتطيا صهوة جواده، وممتشقا حسام النصر، وحاملا الأماني البعاد والآمال العراض..
• تم نشر هذه المحاولة المبتدئة في صحيفة الراية بتاريخ 30/9/1984 في الصفحة الأدبية، بعد أربعة أشهر من انتظار نشرها.. ولكن خطاء
محاولاتي الفاشلة في كتابة القصة
احمد سيف حاشد
• كنت أشعر أن السلك العسكري ليس الشاطئ الذي أبحث عنه، وليس مستقري إلى آخر العمر، ولن يكون محطتي الأخيرة.. كنت أشعر أن هناك فراغ يبحث عني ليمتلئ، أو أنا أبحث عنه لأملئه.. أبحث عن ذاتي وأفتش فيها عن وجهتي القادمة.. كنت دوما ما أحاول أن أعيد اكتشاف نفسي، وعندما لا أجدها انطلق مرة أخرى إلى وجهة جديدة لعلّني أجدها..
• حاولت أكتب القصة القصيرة قبل ستة وثلاثين عام، ولكنني فشلت، وانقطعت عن كتابتها، واليوم أعود إليها لأكتب قصتي.. ربما هو الفشل الذي قال عنه "هنري فورد "يمنحك فرصة جديدة لكي تبدأ من جديد، لكن هذه المرة بذكاء أكبر".. إنها العودة بعد عقود من الحنين.. غير أن الأهم إنها ليست قصتي وحدي، ولكن أيضا قصة من فشلت أن أكتب قصصهم.. قصة من أعبر عنهم وأنتمي لهم.. اليوم استحضر قصصهم في أنفاس قصتي، وما أكتب عنهم، وما ينبض به قلمي الوفي معهم.. وبتقنية ربما تتمرد عن المعايير والقواعد المعتادة، ولكن وهو الأهم، أسعى إلى أن تبلغ الوجدان، وتحفز الوعي، وتعمل في الواقع، وتستقر في الذاكرة..
• سأكتب عن المعدمين والفقراء المكدودين والمناضلين الشرفاء.. عن معاناتهم التي لا تنتهي، والعقول المستلبة بالأفيون، والظلام الكثيف الذي يثقل الوعي والكاهل، والجهل والتجهيل الذي يبدد المستقبل .. سأكتب عن وطنهم المصادر، ووحدتهم المذبوحة، وثورتهم المغدورة، وأحلامهم التي نُهبت، ومستقبلهم الذي ضاع.. كل هذا سأكتبه دون أن أفقد الأمل باسترداد كل ما ذهب..
• سأكتب عن الحرب والسلام، ونظام التوحش، والعالم الغير عادل.. عن البؤساء والمعذبين في الأرض والضحايا الكُثر.. عن المنتهكة أعراضهم، والمهدرة حقوقهم والمنتعلة أحلامهم.. سأكتب عن الجوع والجهل والمعاناة، والمستباح أوطانهم وعمن لا وطن لهم ولا مأوى.. سأكتب عن السجون والزنازين والتعذيب، وممارسات القمع الظالم والطغيان الذي عشته، أو شاهدته بأم العين، أو أنقله عن شهود عيان..
• رغم مرور أكثر من ثلاثة عقود ونصف، إلا أنني أزعم أنني لازلت وفيا لبسطاء الناس ولقضاياهم العادلة.. وسأبذل ما في الوسع والمتسع، لأكتب عن الحب والجمال والعشق والفرح والحياة.. عن الحزن والندم.. عن الطفولة والشباب والمدرسة والجامعة.. عن قبح الساسة ودمامة السياسة، والجهل الذي تسلط واستبد وبلغ الطغيان..
• ربما أخطئ هنا أو هناك، ولكن من هذا الذي لا يُخطئ؟! لي في حسن النية عذر وشفاعة، غير أن الأهم أن أفي وأخلص مع الضحايا حتى رمقي الأخير.. وأزعم أن كل أو جل مواقفي وانحيازي واصطفافي لم ولن يكن إلا لهم، أنا الفقير الحالم الذي ولدت بينهم، وعشت من أجلهم، وسأموت وفيا لهم، ولقضاياهم العادلة.. أحمل رسالتهم، واساهم بما اقدر في تحرير وعيهم من الوهم والاستلاب، وتحرير واقعهم من الفقر والظلم والاضطهاد..
• تشكل وعيي في خضم المعاناة، وقراءتي المتواضعة هذبتني وصقلت وجداني، وجعلتني أنتمي أولا إلى الإنسان أينما كان.. انحيازي لا ولن يكون إلا للقضايا العادلة للفقراء والمعدمين والتائهين الهائمين على وجوههم، الباحثين عن العيش الكريم، والكرامة المفقودة، والحرية التي سقفها السماء، والمستقبل الذي نروم..
• قرأت في زمن باكر رواية "قرية البتول" لمحمد حنيبر، ولطالما سفحت عيناي بدموع الملح السخينة، وأنا أقرأها بانغماس عاطفي جياش.. لازالت عالقة في ذهني إلى اليوم تلك الفتاة المغتصبة، ومثلها أيضا الشغالة السوداء المغتصبة في إحدى قصص الروائي اليمني محمد عبدالولي.. وفي رواية عبد الرحمن منيف "شرق المتوسط" لازالت قصة رجب حاضرة في ذاكرتي إلى اليوم.. رجب الذي قضى خمس سنوات في إحدى المعتقلات العربية، وعاش فيها التعذيب الجسدي والنفسي الذي بلغ أكثر وأكبر من أهوال القيامة.. وأيضا رواية "رجال في الشمس" لغسان كنفاني، وفيها مأساة الرجال الثلاثة أبو قيس وأسعد ومروان، ونهايتهم الحزينة والمأسوية، التي تنتهي بموتهم داخل صهريج من حديد، ومن ثم سحبهم إلى إحدى مكبات النفايات.. إنها رواية رمزية وفيها صور كثيفة تحكي جانب من معاناة ومأساة الشعب الفلسطيني..
• في لواء الوحدة حاولت أطرق بابا، شعرت في فترة لاحقة أنه ليس بابي.. أول محاولة لي في كتابة القصة القصيرة، كانت في 30/5/1984بعنوان "الانتظار مرة أخرى"، وهي محاولة تكشف عن مفارقة حال الفقراء المتعبين المكدودين المثقلين بالجبايات والظلم، والشيخ أحمد وأعوانه وسلطته الظالمة والمستبدة التي ثار عليها الشعب بعد أن طفح به الكيل، وانتصار الثورة إلى حين، ثم اغتيال هذا الانتصار بعد خمس سنيين من الولادة والمقاومة، بتحالف أعاد الأمور إلى سابق عهدها، وإن كان بصيغة أخرى، ثم الانتظار مرة ثانية لفارس قادم يأتي مع الفجر ممتطيا صهوة جواده، وممتشقا حسام النصر، وحاملا الأماني البعاد والآمال العراض..
• تم نشر هذه المحاولة المبتدئة في صحيفة الراية بتاريخ 30/9/1984 في الصفحة الأدبية، بعد أربعة أشهر من انتظار نشرها.. ولكن خطاء
الطباع بتقديم صفحة على أخرى خلافا لترتيبي للصفحات أصابني بالإحباط والخيبة، حيث بدأت القصة مشوهة وغير مفهومة، الأمر الذي نال كثيرا من فرحتي، ومع ذلك اعتبرت النشر في حد ذاته مكسبا خفف من وقع الخيبة التي اصابتني، لأن النشر كان أمل يتيح لي فرص قادمة لعطاء ونشر أكثر، ولكن عندما ارسلت بعدها بمحاولات عدة في كتابة القصة القصيرة، لم يتم نشرها، وشعرت أن كتابة القصة ليست مجالي، ولست فارسا في ميدانها ولن أكون، أو أنني لا زلت بعيدا جدا عن تقنيتها، وعن امتلاك ناصية القلم فيها، فعزفت عنها بعد فشل وتكرار.. واليوم وبعد 36 عام أحاول أن أعود إليها، ولكن بعد تراكم معرفي، وطريقة ربما أكثر ذكاء من ذي قبل..
• محاولة ثانية في كتابة القصة القصيرة كانت في 5/11/1984 عنوانها "الوفاء حتى الرمق الأخير" وهي دون مستوى النشر كما أراها اليوم، ولكنها كانت ولازلت بعض مني، والتي شبهتُ فيها اليمن بـ"رندة" حبي الأول واسم ابنتي اليوم، وقد استهللت القصة بامتلاكها قلب محبوبها المسحور بحبها وفارس أحلامها الذي كان من "شرعب" اليمن أو من يمن "العدين"، وأشتهر باسم "مصطفى البرزاني" وهو بطل حقيقي، أنحاز للفقراء والمعدمين وللقيم والمبادئ التي يؤمن بها، وفيها مشاهد عدة بينه وبين السجان، وضابط التحقيق، وما عاناه مصطفى من ضرب وتعذيب شديد في الزنازين والمعتقلات وغرف التحقيق.. وكيف ظل مكللا بالكبرياء والعناد والتحدي في وجه جلاديه الطغاة، ثم أمام المحكمة التي أستطاع من داخلها أن يحولها إلى متهم، ويتحول هو إلى محكمة.. وأنتهى الأمر به إلى تنفيذ حكم إعدامه.. والقصة تحكي وفائه لمحبوبته "رنده" اليمن حتى لفض آخر أنفاس حياته.. إجمالا كانت تلك المحاولة بعض مني، وربما تحاكي أشياء في أعماقي.
• في 27/11/1984 كتبت محاولة أخرى تحت عنوان "الاستغاثة للمرة الثانية" استهللتها: " الليل يتباطأ ويأبى مبارحة المدينة وكوابيس العصور الوسطى تكاد تكتم الأنفاس.. ثالوث الشر يزيد السماء حلكة وقتامة.. مؤشر الوقت يشير إلى الواحدة بعد منتصف الليل.. الظلام دامس يخيم بستار كثيف من الصمت المطبق على كل الأحياء الفقيرة التي طواها البؤس بجلبابه الأسود المصنوع من طقوس وبلادة أفكار رجال الدين وأصحاب المال والثروة.. كل الأحداق الزائغة الملتاعة مشدودة إلى الأفق.. تتوق إلى الآتي.. وجوه الفقراء كالحة تطفح بالشوق إلى المستقبل.. بصيص من الأمل يشق زحام اليأس، وينفذ إلى وعي وأعماق المتعبين المكدودين ليبدد لديهم كلمة "مستحيل"..
• تبدأ هذه المحاولة بشرح الواقع ثم بصيص الأمل الذي يكبر ليبدد في النهاية ما كان مستحيل.. تم الاستيلاء على المركز الذي يرزح تحت وطأته الفقراء والبؤساء والمحرومين.. يحتضر الليل ويتمطى الفجر على رحاب المدينة، ويطلع النهار ساطعا، وتبتهج الوجوه الشاحبة.. ولكن هذا الحال لم يستمر طويلا؛ فقد داهمت الغيوم السوداء الداكنة سماء المدينة، وغاصت المدينة مرة أخرى بمعاناة شديدة، ومع ذلك ظل الأمل الملتاع لانتصار قادم لا ينطفئ..
• في 25 /3/1985 كتبت محاولة تحت عنوان "رغما عن مشيئة الأعداء" تحكي رحلة نضال إلى الوحدة تنتهي بإرسال الشمس أشعتها إلى كل ذرة تراب مشطورة لتبعث فيها التجدد والوحدة والحياة.. وكنت قد استهللتها بالقول: كانوا يدركون جيدا إن الدرب الذي اختاروه طويلا وشاقا وسيكلفهم الكثير، ولكنهم مع ذلك كانوا وبنفس القدر على ثقة ويقين من الوصول؛ فالمسافات تتلاشى وإن ترامت في المدى، طالما وجد الأوفياء ذو البذل والعطاء ونكران الذات، الذين يملكون القدرة على المبادرة والاستمرار في اقتحام المخاطر، والتغلب على الصعاب والمتاعب، من أجل يسعد أبنائهم وأحفادهم.."
• اجمالا كان دوما الفقراء والشرفاء والأوفياء هم الأكثر حضورا في محاولاتي القليلة، وكنت أكثر انحيازا لهم، وجل تلك المحاولات يتحدث عن الحال قبل ثورة 26 سبتمبر وبعدها واغتيال الثورة في 5 نوفمبر 1967. ورغم أن كل محاولاتي تلك في كتابة القصة تفتقد للمعايير الفنية، إلا أنها كانت بعض مني.. من مشاعري ووجداني، ومنهم أيضا، وهم الفقراء والمعدمين وكل الكادحين، وكانت تلك المحاولات مسكونة بالنزوع إلى المثل والقيم والأحلام، وجذوة الأمل المقاوم لخمده..
***
بعض من تفاصيل حياتي
يتبع
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
• محاولة ثانية في كتابة القصة القصيرة كانت في 5/11/1984 عنوانها "الوفاء حتى الرمق الأخير" وهي دون مستوى النشر كما أراها اليوم، ولكنها كانت ولازلت بعض مني، والتي شبهتُ فيها اليمن بـ"رندة" حبي الأول واسم ابنتي اليوم، وقد استهللت القصة بامتلاكها قلب محبوبها المسحور بحبها وفارس أحلامها الذي كان من "شرعب" اليمن أو من يمن "العدين"، وأشتهر باسم "مصطفى البرزاني" وهو بطل حقيقي، أنحاز للفقراء والمعدمين وللقيم والمبادئ التي يؤمن بها، وفيها مشاهد عدة بينه وبين السجان، وضابط التحقيق، وما عاناه مصطفى من ضرب وتعذيب شديد في الزنازين والمعتقلات وغرف التحقيق.. وكيف ظل مكللا بالكبرياء والعناد والتحدي في وجه جلاديه الطغاة، ثم أمام المحكمة التي أستطاع من داخلها أن يحولها إلى متهم، ويتحول هو إلى محكمة.. وأنتهى الأمر به إلى تنفيذ حكم إعدامه.. والقصة تحكي وفائه لمحبوبته "رنده" اليمن حتى لفض آخر أنفاس حياته.. إجمالا كانت تلك المحاولة بعض مني، وربما تحاكي أشياء في أعماقي.
• في 27/11/1984 كتبت محاولة أخرى تحت عنوان "الاستغاثة للمرة الثانية" استهللتها: " الليل يتباطأ ويأبى مبارحة المدينة وكوابيس العصور الوسطى تكاد تكتم الأنفاس.. ثالوث الشر يزيد السماء حلكة وقتامة.. مؤشر الوقت يشير إلى الواحدة بعد منتصف الليل.. الظلام دامس يخيم بستار كثيف من الصمت المطبق على كل الأحياء الفقيرة التي طواها البؤس بجلبابه الأسود المصنوع من طقوس وبلادة أفكار رجال الدين وأصحاب المال والثروة.. كل الأحداق الزائغة الملتاعة مشدودة إلى الأفق.. تتوق إلى الآتي.. وجوه الفقراء كالحة تطفح بالشوق إلى المستقبل.. بصيص من الأمل يشق زحام اليأس، وينفذ إلى وعي وأعماق المتعبين المكدودين ليبدد لديهم كلمة "مستحيل"..
• تبدأ هذه المحاولة بشرح الواقع ثم بصيص الأمل الذي يكبر ليبدد في النهاية ما كان مستحيل.. تم الاستيلاء على المركز الذي يرزح تحت وطأته الفقراء والبؤساء والمحرومين.. يحتضر الليل ويتمطى الفجر على رحاب المدينة، ويطلع النهار ساطعا، وتبتهج الوجوه الشاحبة.. ولكن هذا الحال لم يستمر طويلا؛ فقد داهمت الغيوم السوداء الداكنة سماء المدينة، وغاصت المدينة مرة أخرى بمعاناة شديدة، ومع ذلك ظل الأمل الملتاع لانتصار قادم لا ينطفئ..
• في 25 /3/1985 كتبت محاولة تحت عنوان "رغما عن مشيئة الأعداء" تحكي رحلة نضال إلى الوحدة تنتهي بإرسال الشمس أشعتها إلى كل ذرة تراب مشطورة لتبعث فيها التجدد والوحدة والحياة.. وكنت قد استهللتها بالقول: كانوا يدركون جيدا إن الدرب الذي اختاروه طويلا وشاقا وسيكلفهم الكثير، ولكنهم مع ذلك كانوا وبنفس القدر على ثقة ويقين من الوصول؛ فالمسافات تتلاشى وإن ترامت في المدى، طالما وجد الأوفياء ذو البذل والعطاء ونكران الذات، الذين يملكون القدرة على المبادرة والاستمرار في اقتحام المخاطر، والتغلب على الصعاب والمتاعب، من أجل يسعد أبنائهم وأحفادهم.."
• اجمالا كان دوما الفقراء والشرفاء والأوفياء هم الأكثر حضورا في محاولاتي القليلة، وكنت أكثر انحيازا لهم، وجل تلك المحاولات يتحدث عن الحال قبل ثورة 26 سبتمبر وبعدها واغتيال الثورة في 5 نوفمبر 1967. ورغم أن كل محاولاتي تلك في كتابة القصة تفتقد للمعايير الفنية، إلا أنها كانت بعض مني.. من مشاعري ووجداني، ومنهم أيضا، وهم الفقراء والمعدمين وكل الكادحين، وكانت تلك المحاولات مسكونة بالنزوع إلى المثل والقيم والأحلام، وجذوة الأمل المقاوم لخمده..
***
بعض من تفاصيل حياتي
يتبع
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
(5)
عدن.. ذكريات لا تعود..
احمد سيف حاشد
خور مكسر:
• "خور مكسر" التي حملنا إليه رأس السنة بأجنحة الزوغان المجنّح، لنحتفل مع السحاب والملائكة.. التعليم الجوال الذي أجاد إيصال أبجديات المعرفة فيما نجهله.. توتر أعصابنا واشتعال أوصالنا، والحمى اللذيذة التي تجتاح الجسد وكينونته.. العيون المشتعلة بالشوق العاصف إلى الممنوع.. تمرد العيون على المحاجر لساعات طوال، حتى توغل في الرجاء والتمني أن لا يكون للزمان نهاية أو مطاف..
• عيون تحررت من محابسها لترى ماذا يحدث خلف الأبواب المغلقة بالنار والحديد.. الروح الماطرة تلقح الأطيان العاشقة بالبهجة والفرح.. وآهات لم نسمع مثلها من قبل.. الحضور البهي الذي يستعيد توازنه المختل بالجنون، واستعادة آماد الفقدان والغياب المحظور.. الاستقصاء الأول في المجهول طلبا لمعرفة اجتاحتنا كسيل عرمرم.. قشرت الحياء المهشمة والمتطايرة والمُجتاحة بحمم البراكين المسالة من رأس الجبل..
*
حي القطيع:
• عدن حي "القطيع" الذي أقتطع بعض من وجودي، ومن خيالي الكثير.. سكنته في الحب متيما، وسكن هو دواخلي ووجداني المحب، وامتد إلى أقاصي الروح وآمادي البعيدة.. لي في حي "القطيع" إلياذة وحياة، لازالت جذوتها تومض في الزوايا المعتمة، لازلت تتوقد في مخابئ ذاكرتي، والوعي الضارب عمقه..
• كم تلظّى الهوى في هذا الحي، وكم في فؤادي شب؟! كم غلبني خجلي فيه، وكم خاب الظن؟! ولازال الحب الأول آسر.. مات البعض، ورحل الآخر، وما خمد اشتعال دمي.. لوعة تتأجج في أوردتي وشراييني، من ذاك اليوم، إلى هذا اليوم المتخشب وعده، والمتحلل عهده..
• رن اسم "القطيع" وغنّى على مسمعي ما شجى، وكم عزف نياط القلب المتيم بالحبيب.. حي "القطيع" لطالما هزّني الشوق إليه، وأثار فيني كثيرا من شجون الطفولة والصبا، وحرك في أعماقي عاصفة من الحنين والذكريات التي لا تتكرر ولا تعود..
*
دار سعد:
• عدن "دار سعد" الذي سكنته في عهد الطفولة الندي، ونعومة الاظافر، ثم سكنته وأنا مراهق ويافع. دار سعد الوحدة والتنوع.. الفسيفساء الجميلة والحياة العامرة بالتعايش والاندماج.. اليمني والصومالي.. البدوي والضالعي.. الهندي والزبيدي.. الزيدي والوهطي.. الشحاري والقباطي.. دار سعد دار لكل الناس.. يستقبل الجميع ويفتح لهم القلب والوجدان والمنافس.. لا يتأفف ولا يتعالى ولا يرد محتاج..
• دار سعد أعمامي فريد، والحربي، والعم سعيد الكراعين.. الحمادي والقعود وعاشور وحيدره وصلوح وعبد السلام، وربيح وكل الطيبين.. دار سعد شارع الأمل وشارع السلام والبساتين..
• دار سعد مطعم الحمادي، وفول ثابت، والمسبح الذي اختلس إليه، وتمنيت أن أكون فيه سمكة إلى الأبد، أو مسبح عنه الشمس لا تغرب ولا تغيب.. دار سعد إيقاع ومتعة، لطالما استمعت فيه واستمتعت بالصوت الشجي ووجه الفرح والابتسامة المُحلاة.. الفنان أحمد يوسف الزبيدي وهو يغنّي:
"القلـب فـي حيـرة ما بين حـب اثنين..
أعطي لمن قلبي واعطي لمن ذي العين ..
إن قلت للأسمر يا اسمـر أنـا أهـواك..
يجــوّب الأبيـــض با تروح مني فين"
*
صلاح الدين:
• عدن "صلاح الدين".. ميدان الحركة النظامية والطواف الأسود، واللباس المبلل بالعرق.. منطقة الحشد في رأس عباس، وسباق الضاحية من عمق الصحراء المتلوية بالعطش، والمرمى الذي رمينا فيه السهام على الهدف، وحراسة "القاعدة" في رأس عمران..
• الكلية العسكرية في صلاح الدين، ومجالدة الجلد.. الإرادة والطموح والقيادة والرجولة.. الجهد المبذول والعرق المسال أضاحي لانتصار يدرئ كثير من نزيف الدم في المعركة.. الصدارة والتفوق، والفرحة التي لا تُنسى مهما حييت.. أسئلة الوحي المتمردة التي تجوس في أعماق حيال بعض ما اتعلمه..
• الكلية التي تشربت فيها العسكرية والنظام، وما حبسته من تحفظات وقناعات رافضة لما أراه في غير محل قناعة.. السوية التي تجعلني مع تمردي متصالحا مع النفس، والرغبة التواقة إلى فضاء اوسع من الحرية، حتى أشعر أنني أمارس وجودي الحي، ورفضي للظلم أينما كان..
*
مدينة الشعب:
• عدن "مدينة الشعب" التي درست وتفوقت بدراستي فيها، هي نفسها التي أحببت في إحدى كلياتها، وفشلت في الحب بتفوق ايضا.. الخيبة التي تنافست مع تقوق كان.. لطالما شعرت أن فشلي هذا كان متفوقا على نحو منقطع النظير.. مدينة الشعب التعليم الجاد، والحب الذي خاب، والأصدقاء الذي أحببتهم، ولا يتسع المقام هنا لذكرهم..
***
من تفاصيل حياتي - معدّله
يتبع..
عدن.. ذكريات لا تعود..
احمد سيف حاشد
خور مكسر:
• "خور مكسر" التي حملنا إليه رأس السنة بأجنحة الزوغان المجنّح، لنحتفل مع السحاب والملائكة.. التعليم الجوال الذي أجاد إيصال أبجديات المعرفة فيما نجهله.. توتر أعصابنا واشتعال أوصالنا، والحمى اللذيذة التي تجتاح الجسد وكينونته.. العيون المشتعلة بالشوق العاصف إلى الممنوع.. تمرد العيون على المحاجر لساعات طوال، حتى توغل في الرجاء والتمني أن لا يكون للزمان نهاية أو مطاف..
• عيون تحررت من محابسها لترى ماذا يحدث خلف الأبواب المغلقة بالنار والحديد.. الروح الماطرة تلقح الأطيان العاشقة بالبهجة والفرح.. وآهات لم نسمع مثلها من قبل.. الحضور البهي الذي يستعيد توازنه المختل بالجنون، واستعادة آماد الفقدان والغياب المحظور.. الاستقصاء الأول في المجهول طلبا لمعرفة اجتاحتنا كسيل عرمرم.. قشرت الحياء المهشمة والمتطايرة والمُجتاحة بحمم البراكين المسالة من رأس الجبل..
*
حي القطيع:
• عدن حي "القطيع" الذي أقتطع بعض من وجودي، ومن خيالي الكثير.. سكنته في الحب متيما، وسكن هو دواخلي ووجداني المحب، وامتد إلى أقاصي الروح وآمادي البعيدة.. لي في حي "القطيع" إلياذة وحياة، لازالت جذوتها تومض في الزوايا المعتمة، لازلت تتوقد في مخابئ ذاكرتي، والوعي الضارب عمقه..
• كم تلظّى الهوى في هذا الحي، وكم في فؤادي شب؟! كم غلبني خجلي فيه، وكم خاب الظن؟! ولازال الحب الأول آسر.. مات البعض، ورحل الآخر، وما خمد اشتعال دمي.. لوعة تتأجج في أوردتي وشراييني، من ذاك اليوم، إلى هذا اليوم المتخشب وعده، والمتحلل عهده..
• رن اسم "القطيع" وغنّى على مسمعي ما شجى، وكم عزف نياط القلب المتيم بالحبيب.. حي "القطيع" لطالما هزّني الشوق إليه، وأثار فيني كثيرا من شجون الطفولة والصبا، وحرك في أعماقي عاصفة من الحنين والذكريات التي لا تتكرر ولا تعود..
*
دار سعد:
• عدن "دار سعد" الذي سكنته في عهد الطفولة الندي، ونعومة الاظافر، ثم سكنته وأنا مراهق ويافع. دار سعد الوحدة والتنوع.. الفسيفساء الجميلة والحياة العامرة بالتعايش والاندماج.. اليمني والصومالي.. البدوي والضالعي.. الهندي والزبيدي.. الزيدي والوهطي.. الشحاري والقباطي.. دار سعد دار لكل الناس.. يستقبل الجميع ويفتح لهم القلب والوجدان والمنافس.. لا يتأفف ولا يتعالى ولا يرد محتاج..
• دار سعد أعمامي فريد، والحربي، والعم سعيد الكراعين.. الحمادي والقعود وعاشور وحيدره وصلوح وعبد السلام، وربيح وكل الطيبين.. دار سعد شارع الأمل وشارع السلام والبساتين..
• دار سعد مطعم الحمادي، وفول ثابت، والمسبح الذي اختلس إليه، وتمنيت أن أكون فيه سمكة إلى الأبد، أو مسبح عنه الشمس لا تغرب ولا تغيب.. دار سعد إيقاع ومتعة، لطالما استمعت فيه واستمتعت بالصوت الشجي ووجه الفرح والابتسامة المُحلاة.. الفنان أحمد يوسف الزبيدي وهو يغنّي:
"القلـب فـي حيـرة ما بين حـب اثنين..
أعطي لمن قلبي واعطي لمن ذي العين ..
إن قلت للأسمر يا اسمـر أنـا أهـواك..
يجــوّب الأبيـــض با تروح مني فين"
*
صلاح الدين:
• عدن "صلاح الدين".. ميدان الحركة النظامية والطواف الأسود، واللباس المبلل بالعرق.. منطقة الحشد في رأس عباس، وسباق الضاحية من عمق الصحراء المتلوية بالعطش، والمرمى الذي رمينا فيه السهام على الهدف، وحراسة "القاعدة" في رأس عمران..
• الكلية العسكرية في صلاح الدين، ومجالدة الجلد.. الإرادة والطموح والقيادة والرجولة.. الجهد المبذول والعرق المسال أضاحي لانتصار يدرئ كثير من نزيف الدم في المعركة.. الصدارة والتفوق، والفرحة التي لا تُنسى مهما حييت.. أسئلة الوحي المتمردة التي تجوس في أعماق حيال بعض ما اتعلمه..
• الكلية التي تشربت فيها العسكرية والنظام، وما حبسته من تحفظات وقناعات رافضة لما أراه في غير محل قناعة.. السوية التي تجعلني مع تمردي متصالحا مع النفس، والرغبة التواقة إلى فضاء اوسع من الحرية، حتى أشعر أنني أمارس وجودي الحي، ورفضي للظلم أينما كان..
*
مدينة الشعب:
• عدن "مدينة الشعب" التي درست وتفوقت بدراستي فيها، هي نفسها التي أحببت في إحدى كلياتها، وفشلت في الحب بتفوق ايضا.. الخيبة التي تنافست مع تقوق كان.. لطالما شعرت أن فشلي هذا كان متفوقا على نحو منقطع النظير.. مدينة الشعب التعليم الجاد، والحب الذي خاب، والأصدقاء الذي أحببتهم، ولا يتسع المقام هنا لذكرهم..
***
من تفاصيل حياتي - معدّله
يتبع..
(21)
محاولاتي الفاشلة في الشعر
احمد سيف حاشد
• فشلي في كتابة القصة القصيرة، كان يعني أن لا أبقى مراوحا في نفس المكان، بل يجب أن أغادره إلى مكان آخر، أو أغير المسار الذي أنا فيه، أو أبحث عن مرسى آخر أكثر ملائمة، والمثل الإنجليزي يقول: "لن تستطيع اكتشاف محيطات جديدة إذا لم تكن لديك الجرأة لمغادرة الشاطئ" يجب أن أغير وجهتي، والفشل كما يقول المحاضر في التنمية البشرية "زيغ زيغلر": "هو منعطف توجيه إجباري، وليس نهاية طريق مسدود." أو بتعبير أحمد الشقيري: "لا يعني أنك فاشل ، بل يعني أنك لم تنجح بعد." ربما جميعهم محقّون فيما ذهبوا إليه.
• سأحاول أطرق باب الشعر، أو لعلي أجده مفتوحا ومرحبا بي.. ولكن تقاطيع العروض صعبة ومرهقة.. هذا ما كشفته لي تجربتي معه في المرحلة الثانوية.. بيني وبين الشعر ستة عشر بحرا وليس ساقية!! لماذا اسموها بحور وفيها أيضا اسم المديد والطويل، وهي في الحقيقة قيود وموانع وكوابح تضيق بي، وأنا أضيق بها حتى ينقطع النفس.. كيف أبحر فيها وأنا دون قارب أو مجاذيف!! كيف أبدأ رحلتي مع الشعر الذي يطربني، وأستحسن سماعه، ولا احسن كتابته!!
• كيف لرحلتي أن تمضي في الشعر، وأنا لا زاد ولا ماء ولا راحلة.. درست العروض في الثانوية واستصعبتها، ولا أظن أن يوما سيأتي وقد لانت معي، ومن أين ستلين؟! لا أظنها تلين وأنا أشعر بتصحر واسع في الذاكرة.. الشعر العمودي المقفى والموزون فوق ضوابطه الفنية الكثيرة يحتاج إلى حافظة من حديد، وثراء لغوي كبير، لا يفقد فيها الشاعر حيلته، وهما غير متوفرين لدي، ثم أنا أتوق إلى فضاءات واسعة من الحرية، وكثرة الضوابط والمعايير تصيبني بالخبل.. ولكن هناك الشعر الحر، وهو متحرر من القيود الكثيرة التي يفرضها الشعر العمودي، ومع ذلك أنا لا اتذوق هذا الشعر، ولا استحسنه، ولا أميل إليه.. هكذا كنت أحدث نفسي، ثم اقنعها بالمحاولة التي استحضر فيها الايقاع الموسيقي، وأتجاوز القافية دون ابتذال أو اسراف.. لا بأس من المحاولة..
• شرعت فيما انتويت، وكانت أول محاولة طويلة نسبيا، أخترت لها عنوان "بلقيس" وتعني اليمن.. ارسلتها إلى صحيفة 14 اكتوبر، فنشرت مقتطف منها في 24/5/1985 وكان مستهلها:
بلقيس وجه قسمته
أخاديد الحدود
وغضنته
عثرات واسفار
واقتات الغازي
من حشاشته
أطباقا
وأحتسى من نظارتها
أقداح واقدار
*
مدنفون في هواها
والهوى جحيم
فلتكن أفئدتنا
للجحيم ديار
• كتبت محاولة شعرية أخرى مهداه إلى المهرجان العالمي للشبيبة الــ12 المنعقد في موسكو نشرت كاملة في 14 اكتوبر بتاريخ 26/7/1985تحت عنوان "إلى الشبيبة" وسبق أن نشرتها صحيفة الراية بتاريخ 9/6/1985 تحت عنوان "بشائر أحلامنا الخضراء" جاء في مطلعها:
مرحى بعيدكم .. عيد تتوجه
شموس في سماء الغد
تعلو وتبتسم
شباب من عموم الأرض
اتحدت روافدهم
من أجل افاق
تصبو لها الأمم
شباب بالعزم تفتل سواعدهم
وفي حصون العلم تُحمى وتعتصم
• وفي 2/7/1985 كتبت قصيدة لرندة التي أحببتها لسنوات طوال، وهي لم تحبنِ، لأنها ببساطة لا تعلم بحبي لها، واستهللت المحاولة:
لقد أشعلت يا رنده
عمري في مدى عينيك
وجولت في الآفاق
تواقا إلى الآتي
أرسلتها لصحيفة 14 اكتوبر وصحيفة الراية للنشر، ولكن لم يتم النشر لا في هذه ولا في تلك.. فعزيت نفسي مفترضا موت "رنده" التي أحببتها بمحاولة شعرية عمودية كتبتها في 30/4/1985م جاء في مطلعها:
في هواك انفق العمر وفاء فكيف اليوم ينقطع الرجاء
فليس الصبر قد صار نعيم وليس البين قد صار لقاء
فأن الصبر قد صار جحيم وإن البين قد صار شقاء
هي الأخرى لم يتم نشرها..
• كتبت محاولة جديدة تحت عنوان "صنعاء أمي الثكلى مستهلا بهذه الأبيات:
صنعاء تعاني وتقاسي
من ثالوث النفق المظلم
تقتات لسعات السوط
وتتجرع أقداح العلقم
هي أيضا لم تجد طريقها للنشر..
• محاولات شعرية عديدة جلها لم ينشر، القليل الذي نشر كان لا يخرج عن صفحة القراء، وبعضها تم نشر مقاطع صغيرة منها، وكثير من انتظار النشر كان عبث أو مجرد سراب.. أحسست إن الشعر عصي عليّ أكثر من محاولاتي في كتابة القصة، وعرفت أنني لست موهوبا فيه ولا آهلا له، ولا تتوفر لدي الموهبة حتى في حدودها الأدنى.. اقتنعت أنه لا يمكن أن أكون يوما بشاعر، رغم أنني كنت أطمح أن أكون كذلك، ولكن (ليس كل ما يطلبه المرء يدركه) فكفّيت عن المحاولة..
• ورغم أنني ألقيت في أكثر من مناسبة شيئا من تلك القصائد، وشعرت أنها تحظى ببعض القبول عند السامعين لها، ولكن كنت أدرك في نفس الوقت أن تلك المحاولات هي مخرجات مجهود، لا مخرجات موهوب..
• أدركني اليأس، وأصابتني الخيبة في محاولاتي الشعرية، ولكنها كانت الحقيقة المُرّة.. أنني لست موهوبا ولن أكون، والشعر أكثر ما يحتاجه في المقام الأول هو الموهبة، إنها ليست متوفرة لدي، ولن تتوفر أيضا.. وبت على قناعة أكبر أن ليس لي في الشعر فرس ولا ميدان..
*
يتبع..
بعض من تفاصيل حياتي
محاولاتي الفاشلة في الشعر
احمد سيف حاشد
• فشلي في كتابة القصة القصيرة، كان يعني أن لا أبقى مراوحا في نفس المكان، بل يجب أن أغادره إلى مكان آخر، أو أغير المسار الذي أنا فيه، أو أبحث عن مرسى آخر أكثر ملائمة، والمثل الإنجليزي يقول: "لن تستطيع اكتشاف محيطات جديدة إذا لم تكن لديك الجرأة لمغادرة الشاطئ" يجب أن أغير وجهتي، والفشل كما يقول المحاضر في التنمية البشرية "زيغ زيغلر": "هو منعطف توجيه إجباري، وليس نهاية طريق مسدود." أو بتعبير أحمد الشقيري: "لا يعني أنك فاشل ، بل يعني أنك لم تنجح بعد." ربما جميعهم محقّون فيما ذهبوا إليه.
• سأحاول أطرق باب الشعر، أو لعلي أجده مفتوحا ومرحبا بي.. ولكن تقاطيع العروض صعبة ومرهقة.. هذا ما كشفته لي تجربتي معه في المرحلة الثانوية.. بيني وبين الشعر ستة عشر بحرا وليس ساقية!! لماذا اسموها بحور وفيها أيضا اسم المديد والطويل، وهي في الحقيقة قيود وموانع وكوابح تضيق بي، وأنا أضيق بها حتى ينقطع النفس.. كيف أبحر فيها وأنا دون قارب أو مجاذيف!! كيف أبدأ رحلتي مع الشعر الذي يطربني، وأستحسن سماعه، ولا احسن كتابته!!
• كيف لرحلتي أن تمضي في الشعر، وأنا لا زاد ولا ماء ولا راحلة.. درست العروض في الثانوية واستصعبتها، ولا أظن أن يوما سيأتي وقد لانت معي، ومن أين ستلين؟! لا أظنها تلين وأنا أشعر بتصحر واسع في الذاكرة.. الشعر العمودي المقفى والموزون فوق ضوابطه الفنية الكثيرة يحتاج إلى حافظة من حديد، وثراء لغوي كبير، لا يفقد فيها الشاعر حيلته، وهما غير متوفرين لدي، ثم أنا أتوق إلى فضاءات واسعة من الحرية، وكثرة الضوابط والمعايير تصيبني بالخبل.. ولكن هناك الشعر الحر، وهو متحرر من القيود الكثيرة التي يفرضها الشعر العمودي، ومع ذلك أنا لا اتذوق هذا الشعر، ولا استحسنه، ولا أميل إليه.. هكذا كنت أحدث نفسي، ثم اقنعها بالمحاولة التي استحضر فيها الايقاع الموسيقي، وأتجاوز القافية دون ابتذال أو اسراف.. لا بأس من المحاولة..
• شرعت فيما انتويت، وكانت أول محاولة طويلة نسبيا، أخترت لها عنوان "بلقيس" وتعني اليمن.. ارسلتها إلى صحيفة 14 اكتوبر، فنشرت مقتطف منها في 24/5/1985 وكان مستهلها:
بلقيس وجه قسمته
أخاديد الحدود
وغضنته
عثرات واسفار
واقتات الغازي
من حشاشته
أطباقا
وأحتسى من نظارتها
أقداح واقدار
*
مدنفون في هواها
والهوى جحيم
فلتكن أفئدتنا
للجحيم ديار
• كتبت محاولة شعرية أخرى مهداه إلى المهرجان العالمي للشبيبة الــ12 المنعقد في موسكو نشرت كاملة في 14 اكتوبر بتاريخ 26/7/1985تحت عنوان "إلى الشبيبة" وسبق أن نشرتها صحيفة الراية بتاريخ 9/6/1985 تحت عنوان "بشائر أحلامنا الخضراء" جاء في مطلعها:
مرحى بعيدكم .. عيد تتوجه
شموس في سماء الغد
تعلو وتبتسم
شباب من عموم الأرض
اتحدت روافدهم
من أجل افاق
تصبو لها الأمم
شباب بالعزم تفتل سواعدهم
وفي حصون العلم تُحمى وتعتصم
• وفي 2/7/1985 كتبت قصيدة لرندة التي أحببتها لسنوات طوال، وهي لم تحبنِ، لأنها ببساطة لا تعلم بحبي لها، واستهللت المحاولة:
لقد أشعلت يا رنده
عمري في مدى عينيك
وجولت في الآفاق
تواقا إلى الآتي
أرسلتها لصحيفة 14 اكتوبر وصحيفة الراية للنشر، ولكن لم يتم النشر لا في هذه ولا في تلك.. فعزيت نفسي مفترضا موت "رنده" التي أحببتها بمحاولة شعرية عمودية كتبتها في 30/4/1985م جاء في مطلعها:
في هواك انفق العمر وفاء فكيف اليوم ينقطع الرجاء
فليس الصبر قد صار نعيم وليس البين قد صار لقاء
فأن الصبر قد صار جحيم وإن البين قد صار شقاء
هي الأخرى لم يتم نشرها..
• كتبت محاولة جديدة تحت عنوان "صنعاء أمي الثكلى مستهلا بهذه الأبيات:
صنعاء تعاني وتقاسي
من ثالوث النفق المظلم
تقتات لسعات السوط
وتتجرع أقداح العلقم
هي أيضا لم تجد طريقها للنشر..
• محاولات شعرية عديدة جلها لم ينشر، القليل الذي نشر كان لا يخرج عن صفحة القراء، وبعضها تم نشر مقاطع صغيرة منها، وكثير من انتظار النشر كان عبث أو مجرد سراب.. أحسست إن الشعر عصي عليّ أكثر من محاولاتي في كتابة القصة، وعرفت أنني لست موهوبا فيه ولا آهلا له، ولا تتوفر لدي الموهبة حتى في حدودها الأدنى.. اقتنعت أنه لا يمكن أن أكون يوما بشاعر، رغم أنني كنت أطمح أن أكون كذلك، ولكن (ليس كل ما يطلبه المرء يدركه) فكفّيت عن المحاولة..
• ورغم أنني ألقيت في أكثر من مناسبة شيئا من تلك القصائد، وشعرت أنها تحظى ببعض القبول عند السامعين لها، ولكن كنت أدرك في نفس الوقت أن تلك المحاولات هي مخرجات مجهود، لا مخرجات موهوب..
• أدركني اليأس، وأصابتني الخيبة في محاولاتي الشعرية، ولكنها كانت الحقيقة المُرّة.. أنني لست موهوبا ولن أكون، والشعر أكثر ما يحتاجه في المقام الأول هو الموهبة، إنها ليست متوفرة لدي، ولن تتوفر أيضا.. وبت على قناعة أكبر أن ليس لي في الشعر فرس ولا ميدان..
*
يتبع..
بعض من تفاصيل حياتي
اصداء..
اطلعت على بعض الحلقات. المنشورة في الجروبات من السيرة الذاتية للقاضي معالي النائب احمد سيف حاشد.. الرجل سرد بصورة رائعة وجميلة جزء من حياته وبدايته الطفولية التي وصغها بالبائسة جيزه من جيز اقرانه في ستينيات القرن الماضي.. ولا زالت هذه الطفولة البائسة تلاحق اطفالنا حتى اليوم وربما بدرجة اكثر مرارة
مما عاشه القاضي واقرانه في الماضي..لا انكر اعجابي بعصاميته و نجاحه في مواجهة الكثير من الاحداث وخاصة السياسية. منها. بل انه. صنع لنفسه تاريخا سياسيا ونيابيا جريئا وقويا وملئة شهرته الافاق وخاصة مع تبنيه لا صدار صحيفة. المستقلة ..والتي كانت تنافش مواضيع اجتماعية وسياسية.. لم. يجروء احد من قبل على نقاشها ..
عموما ادب السيرة الذاتية من الاداب الراقية والجميلة والتي نحمل في طيا تها حقائق عاشها الشخص ويسردها بكل مصدافية وشفافية دون اي مبالغة.. لذلك لا غرابة ان كتب السيّر الذاتية الاكثر مبيعا في، العالم..نتمنى ان نرى السيرة الذاتية لمعالي النائب احمد سيف حاشد.. تصدر في كتاب ليتسنى لنا ولكل الشباب الاطلاع عليه وقرأته والاستفادة منه ومعرفة واقع مجتمعنا خلال العقود الماضية من القرن الماضي .الذي ربما كان أكثر صدقا واخلاقا مما نحن فيه حاليا.. عموما
سيظل القاضي/ أحمد سيف احد اعمدة التنوير الثقافي والسياسي في اليمن.. سوى اختلفنا معه او اتفقنا،
مع خالص تحياتي ومودتي له
أ/ نوفل العبسي
اطلعت على بعض الحلقات. المنشورة في الجروبات من السيرة الذاتية للقاضي معالي النائب احمد سيف حاشد.. الرجل سرد بصورة رائعة وجميلة جزء من حياته وبدايته الطفولية التي وصغها بالبائسة جيزه من جيز اقرانه في ستينيات القرن الماضي.. ولا زالت هذه الطفولة البائسة تلاحق اطفالنا حتى اليوم وربما بدرجة اكثر مرارة
مما عاشه القاضي واقرانه في الماضي..لا انكر اعجابي بعصاميته و نجاحه في مواجهة الكثير من الاحداث وخاصة السياسية. منها. بل انه. صنع لنفسه تاريخا سياسيا ونيابيا جريئا وقويا وملئة شهرته الافاق وخاصة مع تبنيه لا صدار صحيفة. المستقلة ..والتي كانت تنافش مواضيع اجتماعية وسياسية.. لم. يجروء احد من قبل على نقاشها ..
عموما ادب السيرة الذاتية من الاداب الراقية والجميلة والتي نحمل في طيا تها حقائق عاشها الشخص ويسردها بكل مصدافية وشفافية دون اي مبالغة.. لذلك لا غرابة ان كتب السيّر الذاتية الاكثر مبيعا في، العالم..نتمنى ان نرى السيرة الذاتية لمعالي النائب احمد سيف حاشد.. تصدر في كتاب ليتسنى لنا ولكل الشباب الاطلاع عليه وقرأته والاستفادة منه ومعرفة واقع مجتمعنا خلال العقود الماضية من القرن الماضي .الذي ربما كان أكثر صدقا واخلاقا مما نحن فيه حاليا.. عموما
سيظل القاضي/ أحمد سيف احد اعمدة التنوير الثقافي والسياسي في اليمن.. سوى اختلفنا معه او اتفقنا،
مع خالص تحياتي ومودتي له
أ/ نوفل العبسي
اما وصرفوا رواتبنا المتوقفة منذ أكثر من خمس سنين قبل رمضان والا اول يوم با اتسحر بشوربة خفاش وعليّ وعلى أعدائي
رسالة من ذماري للحكومة
😂😂😂😂
من الوتس
رسالة من ذماري للحكومة
😂😂😂😂
من الوتس
اصداء
يوسف الحواتي:
علي ما اعتقد انك قد بدات كتابة القصه حسب ما قراته من خلال متابعاتي لكتاباتك ان لديك امكانيات هائله لتصوير المواقف واخراج المواقف المثيره بصوره تشد القارئ لمتابعة القراءة انت قد سلكت الطريق بخطوات يمكن ان تجعل منك قاص متمكن اذا تجاوزت ما اسميته فشل في محاولاتك الاولي قبل سته وثلاثون عاما مضت انت حكمت علي نفسك بالفشل وقد لا تكون محقا في حق نفسك ولكن لو كنت قدمت عملك لزملاؤك اولمن لديهم خبرة وثقافه بفن القصه والادب ربما قد تجد رايا مخالفا لما اعتقدته فشلا لان امكانياتك كبيره وتمتلك علي الاقل مفتاح الدخل لهذا العالم الجمبل ان نسيت الماضي وتجربة الفشل التي انت من اصدر الحكم فيها بالفشل وربما لو قراء غيرك ما كتبته انت فربما كان الامر مختلفا وتاكد ان اي مشروع ناجح لابد ان يبداء بالفشل ويتكرر الفشل لكن هذا الفشل هو الطريق الممهد للنجاح وانت عمليا بدات المشوار ان كنت تدري او لا تدري اترك العنا لقلمك فهو من سيقودك الي المسار السليم ولا تحكم علي نفسك سلبا او ايجابا دع الاخرين يبدون ارائهم فيما كتبت وحينها ستكتشف ان قدراتك وامكانياتك كبيره وفي جالة نمو وتنامي فتدرك ذلك فيما بعد واصل خطوتك امامك مشوار يجب ان تستكمله بادواتك اﻻخاصه وامكانياتك المتاحه
سلام
يوسف الحواتي:
علي ما اعتقد انك قد بدات كتابة القصه حسب ما قراته من خلال متابعاتي لكتاباتك ان لديك امكانيات هائله لتصوير المواقف واخراج المواقف المثيره بصوره تشد القارئ لمتابعة القراءة انت قد سلكت الطريق بخطوات يمكن ان تجعل منك قاص متمكن اذا تجاوزت ما اسميته فشل في محاولاتك الاولي قبل سته وثلاثون عاما مضت انت حكمت علي نفسك بالفشل وقد لا تكون محقا في حق نفسك ولكن لو كنت قدمت عملك لزملاؤك اولمن لديهم خبرة وثقافه بفن القصه والادب ربما قد تجد رايا مخالفا لما اعتقدته فشلا لان امكانياتك كبيره وتمتلك علي الاقل مفتاح الدخل لهذا العالم الجمبل ان نسيت الماضي وتجربة الفشل التي انت من اصدر الحكم فيها بالفشل وربما لو قراء غيرك ما كتبته انت فربما كان الامر مختلفا وتاكد ان اي مشروع ناجح لابد ان يبداء بالفشل ويتكرر الفشل لكن هذا الفشل هو الطريق الممهد للنجاح وانت عمليا بدات المشوار ان كنت تدري او لا تدري اترك العنا لقلمك فهو من سيقودك الي المسار السليم ولا تحكم علي نفسك سلبا او ايجابا دع الاخرين يبدون ارائهم فيما كتبت وحينها ستكتشف ان قدراتك وامكانياتك كبيره وفي جالة نمو وتنامي فتدرك ذلك فيما بعد واصل خطوتك امامك مشوار يجب ان تستكمله بادواتك اﻻخاصه وامكانياتك المتاحه
سلام
(22)
فشل ولكن ليس للأبد
ربما بديتُ فاشلا، بل وشعرتُ مليا بالفشل في لحظة ما، وربما رافقني هذا الفشل سنوات طوال، ولكن ليس إلى الأبد.. فشلت في كتابة القصة، ولكني أعاود كتابتها اليوم في تفاصيل قصة حياتي.. فشلت في الشعر، ولكن أحاول اليوم اجترح أحد فنونه فيما اكتب على نحو مختلف.. فشلت في الحب ولكن ليس إلى الأبد.. حلمت أن أكون صحفيا وفشلت، ولكن عاودت السعي في تحقيق الحلم، وصار لي صحيفة وموقع اخباري.. لا يستطيع الإنسان كما يقول الروائي البرازيلي "باولو كويلو" أن يتوقف أبدا عن الحلم، والفشل من وقت إلى آخر طبيعيا، ولكن الشيء الوحيد الذي لا يستطيع فعله المرء هو نسيان ذلك.
• اينما فشلتُ يظل الحنين جارف لما كنت أروم وأحلم، والنسيان غير ممكن.. أستعيد نفسي وأنفاسي، وأحاول أن أصبر بجلد ومغالبة، ثم أعاود مسعاي لتحقيق حلمي مرة وثانية حتى يتم تحقيقه، أو أنال باع منه، وإن استولى الفشل على حلمي لسنوات طوال، لا أنساه حتى أنال من حلمي ما استطيع من الشرف، وإن نام حلمي من الإعياء والتعب استرخى واستريح ، ريثما تتبدل الأحوال، ثم يستيقظ ويثب في أول فرصة، وأعيد المحاولة كرة وكرتين، فيبدو ما كان مستصعبا أو مستحيلا قد أصبح ممكنا، أو ورهن التحقيق..
• حلمت أن أكون قاضيا أو محاميا، فصرت قاضيا بالفعل لأكثر من خمس سنوات، ثم مدافعا عن حقوق الانسان وحرياته إلى اليوم.. تطلعت إلى الحصول على منحة دراسية في العلاقات الدولية أو العلوم السياسية، فلم تتاح لي الفرصة لأفعل، ولكن بعد سنوات طوال حصلت على شهادة الدبلوم في العلوم السياسية من كلية الاقتصاد في جامعة صنعاء..
• تطلعت أن أكون صوتا لهذا الشعب المقموع، فصرت نائبا له، والأهم أنني لم أقايض صعودي بأي سقوط.. اقتحمت السياسية من وقت مبكر غير أن الأهم وكما أزعم أنني مارستها بأخلاق وسوية.. أعتقد أن ما مريتُ به من اخفاقات وفشل إنما هو من أعطى للنجاح قيمته الفذة ومعناة الحقيقي، أو على حد تعبير الروائي الأمريكي " ترومان كابوتي" أن الفشل هو ذلك البهار الذي يعطي النجاح نكهته المتميزة.
• إنني أبحث عن تحقيق اسطورتي مهما كانت الكوابح والمعوقات، كما فعل "سنتياجو" في قصة "الخيميائي" لـ "باولو كويلو".. "سنتياجو" الذي يتمسك بحلمه، ويغالب كل ما يحول دون تحقيق ذلك الحلم والمراد، وفي نهاية المطاف يصل إليه.. أما أنا وحتى على فرضية عدم الوصول، فيكفيني شرف المحاولة.. اليوم حلمي وأمنيتي أن تتاح لي الظروف فيما بقي من أيامي القليلة، أن أكمل كتابة قصتي للناس وهي قصتهم في أول المقام.
***
• كنت في كل عدد انتظر يوم صدور صحيفة الراية بفارغ الصبر، ثم أفتش بصفحاتها بشغف كمن يبحث عن نفسه أو ولده الذي شرد منه؛ فإن وجده غمرته الفرحة، وسرت المسرة من محيّاه حتى أطراف أصابعه، وإن لم يجده اكتسحته الخيبة العارمة..
• كنت عندما أجد ما كتبته منشورا، وأقرأه للوهلة الأولى، استلذ به، وربما تخامرني غيمة نرجسية، وعندما أكرر قراءة ما تم نشره مرات عديدة، وفي أوقات متفاوتة، تتلاشى تلك الغيمة، واكتشف مع كل قراءة عورها وأخطاءها التي تزداد؛ فنقص هنا كان ينبغي إضافته، واضافة هنا ما كان داع لها، وجملة كان يفترض تأخيرها، وأخرى كان يتعين تقديمها، وعبارة كان بالإمكان تحسينها، وأشعر أن تلك القراءة المتكررة لو حدثت قبل النشر لكان ما كتبته أجمل وأرصن، إن لم يكن أقل عيوبا، وكان هذا يعني بالإمكان اشباع ما كتبت، ليس ليغدو أكثر امتلاء، ولكن ليغدو أقل أخطاء ومثالب.. وكنت عند النشر أشتري عدة نسخ للأرشفة والحفظ..
• في لواء الوحدة كنت أشتري الصحف، وأتابع الأخبار، وأتمنى أن أعمل في الصحافة، وكانت رغبتي بالعمل فيها جامحة، ولكن تخصصي كان ليس له صله بالإعلام، وإنما له صلة بالتكتيك العسكري، والتدريب الناري، والعلوم العسكرية إجمالا، بعيدا عن تخصص الإعلام والصحافة..
• كنت أساير رغبتي لتسويغ الانتقال من تخصص إلى آخر، وأحدّث نفسي: أحمد بهاء الدين خريج كلية الحقوق، ولكنه صار من ألمع الصحفيين الذين تولوا رئاسة تحرير العديد من الصحف والمجلات، مثل "صباح الخير" و "الأهرام" و "العربي" و"آخر ساعة" و "دار الهلال".. عديدون هم الذين برعوا واحترفوا الصحافة بعد أن تركوا تخصصاتهم التي درسوها، وصار كل واحد منهم نجم مشهور واسمه نارا على علم.. وفي المقابل هناك خريجين من كلية الإعلام تركوا التخصص الذي درسوه، وصاروا نجوم في مجال آخر، وآخرون قاموا بأشياء مذهلة في مجالات غير تخصصاتهم، بلغت حد الاختراع..
• وينطبق هذا أيضا على كثير من النجوم والممثلين المشهورين، فمثلا أحمد مظهر هو في الأصل خريج الكلية الحربية، وصلاح ذو الفقار خريج كلية الشرطة، وفؤاد المهندس ومحمود ياسين خريجي كلية الحقوق، ويحيى الفخرانى خريج كلية الطب، وعادل امام وسمير غانم وصلاح السعدنى خريجو كلية الزراعة، ودريد لحام خريج كلية العلوم قسم الكيمياء.. كثير ممن فشلوا أو تركوا تخصصاتهم، ذاع صيتهم ونجاحهم في مجال آخر..
• كان يتداخل لدي
فشل ولكن ليس للأبد
ربما بديتُ فاشلا، بل وشعرتُ مليا بالفشل في لحظة ما، وربما رافقني هذا الفشل سنوات طوال، ولكن ليس إلى الأبد.. فشلت في كتابة القصة، ولكني أعاود كتابتها اليوم في تفاصيل قصة حياتي.. فشلت في الشعر، ولكن أحاول اليوم اجترح أحد فنونه فيما اكتب على نحو مختلف.. فشلت في الحب ولكن ليس إلى الأبد.. حلمت أن أكون صحفيا وفشلت، ولكن عاودت السعي في تحقيق الحلم، وصار لي صحيفة وموقع اخباري.. لا يستطيع الإنسان كما يقول الروائي البرازيلي "باولو كويلو" أن يتوقف أبدا عن الحلم، والفشل من وقت إلى آخر طبيعيا، ولكن الشيء الوحيد الذي لا يستطيع فعله المرء هو نسيان ذلك.
• اينما فشلتُ يظل الحنين جارف لما كنت أروم وأحلم، والنسيان غير ممكن.. أستعيد نفسي وأنفاسي، وأحاول أن أصبر بجلد ومغالبة، ثم أعاود مسعاي لتحقيق حلمي مرة وثانية حتى يتم تحقيقه، أو أنال باع منه، وإن استولى الفشل على حلمي لسنوات طوال، لا أنساه حتى أنال من حلمي ما استطيع من الشرف، وإن نام حلمي من الإعياء والتعب استرخى واستريح ، ريثما تتبدل الأحوال، ثم يستيقظ ويثب في أول فرصة، وأعيد المحاولة كرة وكرتين، فيبدو ما كان مستصعبا أو مستحيلا قد أصبح ممكنا، أو ورهن التحقيق..
• حلمت أن أكون قاضيا أو محاميا، فصرت قاضيا بالفعل لأكثر من خمس سنوات، ثم مدافعا عن حقوق الانسان وحرياته إلى اليوم.. تطلعت إلى الحصول على منحة دراسية في العلاقات الدولية أو العلوم السياسية، فلم تتاح لي الفرصة لأفعل، ولكن بعد سنوات طوال حصلت على شهادة الدبلوم في العلوم السياسية من كلية الاقتصاد في جامعة صنعاء..
• تطلعت أن أكون صوتا لهذا الشعب المقموع، فصرت نائبا له، والأهم أنني لم أقايض صعودي بأي سقوط.. اقتحمت السياسية من وقت مبكر غير أن الأهم وكما أزعم أنني مارستها بأخلاق وسوية.. أعتقد أن ما مريتُ به من اخفاقات وفشل إنما هو من أعطى للنجاح قيمته الفذة ومعناة الحقيقي، أو على حد تعبير الروائي الأمريكي " ترومان كابوتي" أن الفشل هو ذلك البهار الذي يعطي النجاح نكهته المتميزة.
• إنني أبحث عن تحقيق اسطورتي مهما كانت الكوابح والمعوقات، كما فعل "سنتياجو" في قصة "الخيميائي" لـ "باولو كويلو".. "سنتياجو" الذي يتمسك بحلمه، ويغالب كل ما يحول دون تحقيق ذلك الحلم والمراد، وفي نهاية المطاف يصل إليه.. أما أنا وحتى على فرضية عدم الوصول، فيكفيني شرف المحاولة.. اليوم حلمي وأمنيتي أن تتاح لي الظروف فيما بقي من أيامي القليلة، أن أكمل كتابة قصتي للناس وهي قصتهم في أول المقام.
***
• كنت في كل عدد انتظر يوم صدور صحيفة الراية بفارغ الصبر، ثم أفتش بصفحاتها بشغف كمن يبحث عن نفسه أو ولده الذي شرد منه؛ فإن وجده غمرته الفرحة، وسرت المسرة من محيّاه حتى أطراف أصابعه، وإن لم يجده اكتسحته الخيبة العارمة..
• كنت عندما أجد ما كتبته منشورا، وأقرأه للوهلة الأولى، استلذ به، وربما تخامرني غيمة نرجسية، وعندما أكرر قراءة ما تم نشره مرات عديدة، وفي أوقات متفاوتة، تتلاشى تلك الغيمة، واكتشف مع كل قراءة عورها وأخطاءها التي تزداد؛ فنقص هنا كان ينبغي إضافته، واضافة هنا ما كان داع لها، وجملة كان يفترض تأخيرها، وأخرى كان يتعين تقديمها، وعبارة كان بالإمكان تحسينها، وأشعر أن تلك القراءة المتكررة لو حدثت قبل النشر لكان ما كتبته أجمل وأرصن، إن لم يكن أقل عيوبا، وكان هذا يعني بالإمكان اشباع ما كتبت، ليس ليغدو أكثر امتلاء، ولكن ليغدو أقل أخطاء ومثالب.. وكنت عند النشر أشتري عدة نسخ للأرشفة والحفظ..
• في لواء الوحدة كنت أشتري الصحف، وأتابع الأخبار، وأتمنى أن أعمل في الصحافة، وكانت رغبتي بالعمل فيها جامحة، ولكن تخصصي كان ليس له صله بالإعلام، وإنما له صلة بالتكتيك العسكري، والتدريب الناري، والعلوم العسكرية إجمالا، بعيدا عن تخصص الإعلام والصحافة..
• كنت أساير رغبتي لتسويغ الانتقال من تخصص إلى آخر، وأحدّث نفسي: أحمد بهاء الدين خريج كلية الحقوق، ولكنه صار من ألمع الصحفيين الذين تولوا رئاسة تحرير العديد من الصحف والمجلات، مثل "صباح الخير" و "الأهرام" و "العربي" و"آخر ساعة" و "دار الهلال".. عديدون هم الذين برعوا واحترفوا الصحافة بعد أن تركوا تخصصاتهم التي درسوها، وصار كل واحد منهم نجم مشهور واسمه نارا على علم.. وفي المقابل هناك خريجين من كلية الإعلام تركوا التخصص الذي درسوه، وصاروا نجوم في مجال آخر، وآخرون قاموا بأشياء مذهلة في مجالات غير تخصصاتهم، بلغت حد الاختراع..
• وينطبق هذا أيضا على كثير من النجوم والممثلين المشهورين، فمثلا أحمد مظهر هو في الأصل خريج الكلية الحربية، وصلاح ذو الفقار خريج كلية الشرطة، وفؤاد المهندس ومحمود ياسين خريجي كلية الحقوق، ويحيى الفخرانى خريج كلية الطب، وعادل امام وسمير غانم وصلاح السعدنى خريجو كلية الزراعة، ودريد لحام خريج كلية العلوم قسم الكيمياء.. كثير ممن فشلوا أو تركوا تخصصاتهم، ذاع صيتهم ونجاحهم في مجال آخر..
• كان يتداخل لدي
الاهتمام والبحث عن الذات بين القصة والشعر والكتابة السياسية.. كنت أبعث بما اكتب إلى صحيفة الراية عبر ألملازم أول أحمد مسعد القردعي مراسل الصحيفة في اللواء، وكان هذا الزميل من العناصر النشطة والجريئة وذوي الطموح البالغ أيضا.. وبعد غياب وانقطاع دام طويلا بيننا، وظن أنه شبع موتا، نشرت قبل عام صورة له أسأل عنه، فوجدته لازال حيا ولكنه لا يُرزق في التوجيه المعنوي بصنعاء..
• كنت أبعثت إلى صحيفة (الراية) التابعة لوزارة الدفاع في عدن ببعض الكتابات والمشاركات ومواضيع السياسية الدولية، وهذه الأخيرة على قلتها كانت تنشر كاملة دون تبعيض أو نقصان.. ولازلت أحتفظ ببعضها إلى اليوم بعد 36 عاما من نشرها.
• كنت أتابع أخبار العالم من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، ومن القضايا الكبرى إلى أصغر التفاصيل.. اكتب عن التدخلات العسكرية الأمريكية كبيرها وصغيرها في حق الشعوب والأمم، وفرض وصايتها وهيمنتها عقب تلك التدخلات.. أذكر أنني كتبت حتى على عن احتلال القوات الأمريكية لجزيرة "جرينادا" التي كنت حينها أتابع أخبار معركتها على مدار الساعة، وكأنها مسقط رأسي..
• كانت كتاباتي السياسية تحظى بالنشر، في الصفحة الرئيسية المخصصة للشؤون الدولية، ولازلت أذكر مقالين تم نشرهما احدهما تحت عنوان "على هامش التدخلات الأمريكية" والثاني أيضا في نفس السياق تقريبا تحت عنوان "شر البلية ما يضحك" والذي تناولت فيه المبررات والذرائع المعلنة والواهية للتدخلات الأمريكية والبريطانية في العالم، والتي من خلالها تفرض إرادتهما ووصايتهما على الشعوب والأوطان بتلك الحجج والذرائع، وينطبق على كل منها مثل "عذر أقبح من ذنب"..
• اهتمامي هذا ربما كان يجعل العلوم السياسية والعلاقات الدولية من بين الخيارات التي أفكر فيها، بل وقد دفعني مثل هذا الاهتمام لاحقا إلى دراسة العلوم السياسية، والحصول على دبلوم سياسة دولية بعد الجامعة، بالتزامن مع دراستي السنة الأولى أو الثانية في معهد القضاء العالي بصنعاء.
• أما رغبة الصحافة فظل حلم ينازع مسار حياتي، وأذكر أنني أول ما قرأت في الصحافة، كتاب "مدخل إلى الصحافة" في النصف الأول من عقد الثمانينات من القرن المنصرم، وبعد العام 2000صرت أتعاطى معها كواقع وحقيقة، أبتدأ برئاسة تحرير نشرة "القبيطة" أو صحيفة المجانين كما كان يسميها البعض، وحتى صرت مالكا لصحيفة خاصة "المستقلة" وموقع يمنات الإخباري، اللذين أشارك في تحرير بعض موادهما، حوارات واستطلاعات ولقطات وأخبار وتحرير بعض الصفحات.. ورغم أن ظروف الحال والواقع تكالبوا ضدي أثناء هذه الحرب، وأردوا الإجهاز على ما تحقق من حُلم ورغبة، إلا أنني لازلت أقاوم، ولم استسلم للحسرة والخسران، رغم أن ما يحدث قد بات كونيا وليس فقط أكبر منّا.. وكان لمواقفي من أطراف الحرب والصراع في اليمن كُلفته أيضا، ولازلت أدفع هذه الكُلفة إلى اليوم.
***
يتبع
بعض من تفصيل حياتي
• كنت أبعثت إلى صحيفة (الراية) التابعة لوزارة الدفاع في عدن ببعض الكتابات والمشاركات ومواضيع السياسية الدولية، وهذه الأخيرة على قلتها كانت تنشر كاملة دون تبعيض أو نقصان.. ولازلت أحتفظ ببعضها إلى اليوم بعد 36 عاما من نشرها.
• كنت أتابع أخبار العالم من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، ومن القضايا الكبرى إلى أصغر التفاصيل.. اكتب عن التدخلات العسكرية الأمريكية كبيرها وصغيرها في حق الشعوب والأمم، وفرض وصايتها وهيمنتها عقب تلك التدخلات.. أذكر أنني كتبت حتى على عن احتلال القوات الأمريكية لجزيرة "جرينادا" التي كنت حينها أتابع أخبار معركتها على مدار الساعة، وكأنها مسقط رأسي..
• كانت كتاباتي السياسية تحظى بالنشر، في الصفحة الرئيسية المخصصة للشؤون الدولية، ولازلت أذكر مقالين تم نشرهما احدهما تحت عنوان "على هامش التدخلات الأمريكية" والثاني أيضا في نفس السياق تقريبا تحت عنوان "شر البلية ما يضحك" والذي تناولت فيه المبررات والذرائع المعلنة والواهية للتدخلات الأمريكية والبريطانية في العالم، والتي من خلالها تفرض إرادتهما ووصايتهما على الشعوب والأوطان بتلك الحجج والذرائع، وينطبق على كل منها مثل "عذر أقبح من ذنب"..
• اهتمامي هذا ربما كان يجعل العلوم السياسية والعلاقات الدولية من بين الخيارات التي أفكر فيها، بل وقد دفعني مثل هذا الاهتمام لاحقا إلى دراسة العلوم السياسية، والحصول على دبلوم سياسة دولية بعد الجامعة، بالتزامن مع دراستي السنة الأولى أو الثانية في معهد القضاء العالي بصنعاء.
• أما رغبة الصحافة فظل حلم ينازع مسار حياتي، وأذكر أنني أول ما قرأت في الصحافة، كتاب "مدخل إلى الصحافة" في النصف الأول من عقد الثمانينات من القرن المنصرم، وبعد العام 2000صرت أتعاطى معها كواقع وحقيقة، أبتدأ برئاسة تحرير نشرة "القبيطة" أو صحيفة المجانين كما كان يسميها البعض، وحتى صرت مالكا لصحيفة خاصة "المستقلة" وموقع يمنات الإخباري، اللذين أشارك في تحرير بعض موادهما، حوارات واستطلاعات ولقطات وأخبار وتحرير بعض الصفحات.. ورغم أن ظروف الحال والواقع تكالبوا ضدي أثناء هذه الحرب، وأردوا الإجهاز على ما تحقق من حُلم ورغبة، إلا أنني لازلت أقاوم، ولم استسلم للحسرة والخسران، رغم أن ما يحدث قد بات كونيا وليس فقط أكبر منّا.. وكان لمواقفي من أطراف الحرب والصراع في اليمن كُلفته أيضا، ولازلت أدفع هذه الكُلفة إلى اليوم.
***
يتبع
بعض من تفصيل حياتي
بيان تضامن مع الشخصية الوطنية والناشط المدني وزير الثقافة الأسبق الأستاذ خالد الرويشان
في منشور صادم للأستاذ وضاح الرويشان يقول فيه :الحوثة أعتقلوا الوالد قبل نصف ساعة ..هذا المنشور يستدعي تظافر الجهود من أجل الإفراج عن الأستاذ خالد الرويشان وزير الثقافة الأسبق الذي عرفت اليمن في عهده مرحلة متميزة من مراحل الإزدهار الثقافي ..ندين وبشدة أعتقال الأستاذ خالد الرويشان ونعبر عن تضامننا الكامل معه ونطالب بالإفراج الفوري عن الأستاذ خالد الرويشان وعن كل المعتقلين ظلما وعدوانا في كل السجون اليمنية في شمال الوطن وجنوبه وشرقه وغربه ...المثقفون الموقعون على بيان التضامن
عبد الباري طاهر
أحمد ناجي أحمد النبهاني
سعيد الجناحي
فيصل عبد الجليل العريقي
محمد عبد الوهاب الشيباني
يحيى منصور أبو أصبع
عبد العزيز الزارقة
أحمد سيف حاشد
عبده محمد ردمان
الدكتور عبد الباري عبد الله دغيش
نبيل الأسيدي
الدكتور نور الدين عقيل
نبيل الحسام
سليم سعيد سيف العريقي
محمد عبده الشجاع
محمد صادق العديني
عبد الكريم الرازحي
أحمد عبده سيف
علي محمد السري
محمد شمسان الصلوي
محمد الأشول
محمد مثنى
عبد الرحيم الصبري
الدكتور عبد الحليم المجعشي
الدكتور عبد الرب حيدر
أبو بكر طاهر
جميل مفرح
محمد محمد العزيزي
محمد قائد العزيزي
محيى الدين سعيد
عبد الوهاب محمد العرشي
حمود شجاع الدين
المستشار عصام الأغبري
أحمد محمد قائد العزعزي
الدكتور محمد الحبابي
الدكتور نبيل منصور العودي
توفيق عبد السلام العبسي
ماجد عبد الله ورو
منصور السروري
توفيق عبد السلام العبسي
ماجد عبد الله ورو
منصور السروري
الدكتور صادق محمد مهيوب الإبل
آزال عبد الله الصباري
أحمد الرمعي
عارف الدوش
فهد العميري
أمين العريقي
شهاب المقرمي
همدان القباطي
عباس المقطري
جمال عبد الحميد المفلحي
الدكتور عيدروس نصر ناصر
عبده الحودي
فؤاد النهاري
الدكتورة أنيسة الهتار
الدكتور عوض محمد يعيش
أسامة عبد الملك القرشي
نجلاء الذماري
سعيد الصوفي المخلاقي
الدكتورة عفاف أحمد الحيمي
عبد الملك ضيف الله
الدكتور مجيب الحميدي
محمد علي اللوزي
الدكتور أبكر نور الدين السروري
عبد الفتاح عبد الولي
طلال الوجيه
الدكتور توفيق المقطري
عبد الكاقي عبد الله الإرياني
سالم صالح محمد محمد
عزة أمين نعمان
الدكتور محمد عبد الباري القدسي
أبراهيم أحمد محمد الشامي
مصطفى راجح
أفنان الوزير
مهيوب سيف عبده
يحيى الحمادي
عادل قحطان
أحمد عبد الرحمن السامعي
أفراح سهيل
الدكتور عادل الغوري
الدكتور همدان دماج
ريان الشيباني
أحمد الشاوش
عبد الباري العرشي
ألهام نجيم
أحمد الأغبري
دائل العريقي
عبد الكريم المدي
مازن يحيى الشلال
العزي الصلوي
فؤاد عبد الواحد نعمان
أحمد عبد الرحمن
عبد الحكيم بن قديم
هشام محمد
منير طلال
الشيخ مصطفى خالد
بروفسور آمنة يوسف محمد
الدكتور عبده غالب العديني
والتضامن مفتوح لمن أراد أن يتضامن اكتب اسمك انسخ البيان شارك
في منشور صادم للأستاذ وضاح الرويشان يقول فيه :الحوثة أعتقلوا الوالد قبل نصف ساعة ..هذا المنشور يستدعي تظافر الجهود من أجل الإفراج عن الأستاذ خالد الرويشان وزير الثقافة الأسبق الذي عرفت اليمن في عهده مرحلة متميزة من مراحل الإزدهار الثقافي ..ندين وبشدة أعتقال الأستاذ خالد الرويشان ونعبر عن تضامننا الكامل معه ونطالب بالإفراج الفوري عن الأستاذ خالد الرويشان وعن كل المعتقلين ظلما وعدوانا في كل السجون اليمنية في شمال الوطن وجنوبه وشرقه وغربه ...المثقفون الموقعون على بيان التضامن
عبد الباري طاهر
أحمد ناجي أحمد النبهاني
سعيد الجناحي
فيصل عبد الجليل العريقي
محمد عبد الوهاب الشيباني
يحيى منصور أبو أصبع
عبد العزيز الزارقة
أحمد سيف حاشد
عبده محمد ردمان
الدكتور عبد الباري عبد الله دغيش
نبيل الأسيدي
الدكتور نور الدين عقيل
نبيل الحسام
سليم سعيد سيف العريقي
محمد عبده الشجاع
محمد صادق العديني
عبد الكريم الرازحي
أحمد عبده سيف
علي محمد السري
محمد شمسان الصلوي
محمد الأشول
محمد مثنى
عبد الرحيم الصبري
الدكتور عبد الحليم المجعشي
الدكتور عبد الرب حيدر
أبو بكر طاهر
جميل مفرح
محمد محمد العزيزي
محمد قائد العزيزي
محيى الدين سعيد
عبد الوهاب محمد العرشي
حمود شجاع الدين
المستشار عصام الأغبري
أحمد محمد قائد العزعزي
الدكتور محمد الحبابي
الدكتور نبيل منصور العودي
توفيق عبد السلام العبسي
ماجد عبد الله ورو
منصور السروري
توفيق عبد السلام العبسي
ماجد عبد الله ورو
منصور السروري
الدكتور صادق محمد مهيوب الإبل
آزال عبد الله الصباري
أحمد الرمعي
عارف الدوش
فهد العميري
أمين العريقي
شهاب المقرمي
همدان القباطي
عباس المقطري
جمال عبد الحميد المفلحي
الدكتور عيدروس نصر ناصر
عبده الحودي
فؤاد النهاري
الدكتورة أنيسة الهتار
الدكتور عوض محمد يعيش
أسامة عبد الملك القرشي
نجلاء الذماري
سعيد الصوفي المخلاقي
الدكتورة عفاف أحمد الحيمي
عبد الملك ضيف الله
الدكتور مجيب الحميدي
محمد علي اللوزي
الدكتور أبكر نور الدين السروري
عبد الفتاح عبد الولي
طلال الوجيه
الدكتور توفيق المقطري
عبد الكاقي عبد الله الإرياني
سالم صالح محمد محمد
عزة أمين نعمان
الدكتور محمد عبد الباري القدسي
أبراهيم أحمد محمد الشامي
مصطفى راجح
أفنان الوزير
مهيوب سيف عبده
يحيى الحمادي
عادل قحطان
أحمد عبد الرحمن السامعي
أفراح سهيل
الدكتور عادل الغوري
الدكتور همدان دماج
ريان الشيباني
أحمد الشاوش
عبد الباري العرشي
ألهام نجيم
أحمد الأغبري
دائل العريقي
عبد الكريم المدي
مازن يحيى الشلال
العزي الصلوي
فؤاد عبد الواحد نعمان
أحمد عبد الرحمن
عبد الحكيم بن قديم
هشام محمد
منير طلال
الشيخ مصطفى خالد
بروفسور آمنة يوسف محمد
الدكتور عبده غالب العديني
والتضامن مفتوح لمن أراد أن يتضامن اكتب اسمك انسخ البيان شارك
عبد العزيز المقالح :
تفاجأ المجتمع الثقافي اليمني بنبأ اعتقال الشخصية الوطنية الكبيرة الأستاذ/ خالد الرويشان فجر اليوم، وإننا إذ ندين هذا التصرف اللا مسؤول نأمل الإفراج عنه فوراً، باعتباره علماً من أعلام الثقافة والإبداع اليمني والعربي، كما ندعو لإطلاق سراح كافة معتقلي الرأي في البلاد.
د. عبد العزيز المقالح
تفاجأ المجتمع الثقافي اليمني بنبأ اعتقال الشخصية الوطنية الكبيرة الأستاذ/ خالد الرويشان فجر اليوم، وإننا إذ ندين هذا التصرف اللا مسؤول نأمل الإفراج عنه فوراً، باعتباره علماً من أعلام الثقافة والإبداع اليمني والعربي، كما ندعو لإطلاق سراح كافة معتقلي الرأي في البلاد.
د. عبد العزيز المقالح
(22)
فشل ولكن ليس للأبد
احمد سيف حاشد
ربما بديتُ فاشلا، بل وشعرتُ مليا بالفشل في لحظة ما، وربما رافقني هذا الفشل سنوات طوال، ولكن ليس إلى الأبد.. فشلت في كتابة القصة، ولكني أعاود كتابتها اليوم في تفاصيل قصة حياتي.. فشلت في الشعر، ولكن أحاول اليوم اجترح أحد فنونه فيما اكتب على نحو مختلف.. فشلت في الحب ولكن ليس إلى الأبد.. حلمت أن أكون صحفيا وفشلت، ولكن عاودت السعي في تحقيق الحلم، وصار لي صحيفة وموقع اخباري.. لا يستطيع الإنسان كما يقول الروائي البرازيلي "باولو كويلو" أن يتوقف أبدا عن الحلم، والفشل من وقت إلى آخر طبيعيا، ولكن الشيء الوحيد الذي لا يستطيع فعله المرء هو نسيان ذلك.
• اينما فشلتُ يظل الحنين جارف لما كنت أروم وأحلم، والنسيان غير ممكن.. أستعيد نفسي وأنفاسي، وأحاول أن أصبر بجلد ومغالبة، ثم أعاود مسعاي لتحقيق حلمي مرة وثانية حتى يتم تحقيقه، أو أنال باع منه، وإن استولى الفشل على حلمي لسنوات طوال، لا أنساه حتى أنال من حلمي ما استطيع من الشرف، وإن نام حلمي من الإعياء والتعب استرخى واستريح ، ريثما تتبدل الأحوال، ثم يستيقظ ويثب في أول فرصة، وأعيد المحاولة كرة وكرتين، فيبدو ما كان مستصعبا أو مستحيلا قد أصبح ممكنا، أو ورهن التحقيق..
• حلمت أن أكون قاضيا أو محاميا، فصرت قاضيا بالفعل لأكثر من خمس سنوات، ثم مدافعا عن حقوق الانسان وحرياته إلى اليوم.. تطلعت إلى الحصول على منحة دراسية في العلاقات الدولية أو العلوم السياسية، فلم تتاح لي الفرصة لأفعل، ولكن بعد سنوات طوال حصلت على شهادة الدبلوم في العلوم السياسية من كلية الاقتصاد في جامعة صنعاء..
• تطلعت أن أكون صوتا لهذا الشعب المقموع، فصرت نائبا له، والأهم أنني لم أقايض صعودي بأي سقوط.. اقتحمت السياسية من وقت مبكر غير أن الأهم وكما أزعم أنني مارستها بأخلاق وسوية.. أعتقد أن ما مريتُ به من اخفاقات وفشل إنما هو من أعطى للنجاح قيمته الفذة ومعناة الحقيقي، أو على حد تعبير الروائي الأمريكي " ترومان كابوتي" أن الفشل هو ذلك البهار الذي يعطي النجاح نكهته المتميزة.
• إنني أبحث عن تحقيق اسطورتي مهما كانت الكوابح والمعوقات، كما فعل "سنتياجو" في قصة "الخيميائي" لـ "باولو كويلو".. "سنتياجو" الذي يتمسك بحلمه، ويغالب كل ما يحول دون تحقيق ذلك الحلم والمراد، وفي نهاية المطاف يصل إليه.. أما أنا وحتى على فرضية عدم الوصول، فيكفيني شرف المحاولة.. اليوم حلمي وأمنيتي أن تتاح لي الظروف فيما بقي من أيامي القليلة أن أكمل كتابة قصتي للناس وهي قصتهم في أول المقام.
***
• كنت في كل عدد انتظر يوم صدور صحيفة الراية بفارغ الصبر، ثم أفتش بصفحاتها بشغف كمن يبحث عن نفسه أو ولده الذي شرد منه؛ فإن وجده غمرته الفرحة، وسرت المسرة من محيّاه حتى أطراف أصابعه، وإن لم يجده اكتسحته الخيبة العارمة..
• كنت عندما أجد ما كتبته منشورا، وأقرأه للوهلة الأولى، استلذ به، وربما تخامرني غيمة نرجسية، وعندما أكرر قراءة ما تم نشره مرات عديدة، وفي أوقات متفاوتة، تتلاشى تلك الغيمة، واكتشف مع كل قراءة عورها وأخطاءها التي تزداد؛ فنقص هنا كان ينبغي إضافته، واضافة هنا ما كان داع لها، وجملة كان يفترض تأخيرها، وأخرى كان يتعين تقديمها، وعبارة كان بالإمكان تحسينها، وأشعر أن تلك القراءة المتكررة لو حدثت قبل النشر لكان ما كتبته أجمل وأرصن، إن لم يكن أقل عيوبا، وكان هذا يعني بالإمكان اشباع ما كتبت، ليس ليغدو أكثر امتلاء، ولكن ليغدو أقل أخطاء ومثالب.. وكنت عند النشر أشتري عدة نسخ للأرشفة والحفظ..
• في لواء الوحدة كنت أشتري الصحف، وأتابع الأخبار، وأتمنى أن أعمل في الصحافة، وكانت رغبتي بالعمل فيها جامحة، ولكن تخصصي كان ليس له صله بالإعلام، وإنما له صلة بالتكتيك العسكري، والتدريب الناري، والعلوم العسكرية إجمالا، بعيدا عن تخصص الإعلام والصحافة..
• كنت أساير رغبتي لتسويغ الانتقال من تخصص إلى آخر، وأحدّث نفسي: أحمد بهاء الدين خريج كلية الحقوق، ولكنه صار من ألمع الصحفيين الذين تولوا رئاسة تحرير العديد من الصحف والمجلات، مثل "صباح الخير" و "الأهرام" و "العربي" و"آخر ساعة" و "دار الهلال".. عديدون هم الذين برعوا واحترفوا الصحافة بعد أن تركوا تخصصاتهم التي درسوها، وصار كل واحد منهم نجم مشهور واسمه نارا على علم.. وفي المقابل هناك خريجين من كلية الإعلام تركوا التخصص الذي درسوه، وصاروا نجوم في مجال آخر، وآخرون قاموا بأشياء مذهلة في مجالات غير تخصصاتهم، بلغت حد الاختراع..
• وينطبق هذا أيضا على كثير من النجوم والممثلين المشهورين، فمثلا أحمد مظهر هو في الأصل خريج الكلية الحربية، وصلاح ذو الفقار خريج كلية الشرطة، وفؤاد المهندس ومحمود ياسين خريجي كلية الحقوق، ويحيى الفخرانى خريج كلية الطب، وعادل امام وسمير غانم وصلاح السعدنى خريجو كلية الزراعة، ودريد لحام خريج كلية العلوم قسم الكيمياء.. كثير ممن فشلوا أو تركوا تخصصاتهم، ذاع صيتهم ونجاحهم في مجال آخر..
• ك
فشل ولكن ليس للأبد
احمد سيف حاشد
ربما بديتُ فاشلا، بل وشعرتُ مليا بالفشل في لحظة ما، وربما رافقني هذا الفشل سنوات طوال، ولكن ليس إلى الأبد.. فشلت في كتابة القصة، ولكني أعاود كتابتها اليوم في تفاصيل قصة حياتي.. فشلت في الشعر، ولكن أحاول اليوم اجترح أحد فنونه فيما اكتب على نحو مختلف.. فشلت في الحب ولكن ليس إلى الأبد.. حلمت أن أكون صحفيا وفشلت، ولكن عاودت السعي في تحقيق الحلم، وصار لي صحيفة وموقع اخباري.. لا يستطيع الإنسان كما يقول الروائي البرازيلي "باولو كويلو" أن يتوقف أبدا عن الحلم، والفشل من وقت إلى آخر طبيعيا، ولكن الشيء الوحيد الذي لا يستطيع فعله المرء هو نسيان ذلك.
• اينما فشلتُ يظل الحنين جارف لما كنت أروم وأحلم، والنسيان غير ممكن.. أستعيد نفسي وأنفاسي، وأحاول أن أصبر بجلد ومغالبة، ثم أعاود مسعاي لتحقيق حلمي مرة وثانية حتى يتم تحقيقه، أو أنال باع منه، وإن استولى الفشل على حلمي لسنوات طوال، لا أنساه حتى أنال من حلمي ما استطيع من الشرف، وإن نام حلمي من الإعياء والتعب استرخى واستريح ، ريثما تتبدل الأحوال، ثم يستيقظ ويثب في أول فرصة، وأعيد المحاولة كرة وكرتين، فيبدو ما كان مستصعبا أو مستحيلا قد أصبح ممكنا، أو ورهن التحقيق..
• حلمت أن أكون قاضيا أو محاميا، فصرت قاضيا بالفعل لأكثر من خمس سنوات، ثم مدافعا عن حقوق الانسان وحرياته إلى اليوم.. تطلعت إلى الحصول على منحة دراسية في العلاقات الدولية أو العلوم السياسية، فلم تتاح لي الفرصة لأفعل، ولكن بعد سنوات طوال حصلت على شهادة الدبلوم في العلوم السياسية من كلية الاقتصاد في جامعة صنعاء..
• تطلعت أن أكون صوتا لهذا الشعب المقموع، فصرت نائبا له، والأهم أنني لم أقايض صعودي بأي سقوط.. اقتحمت السياسية من وقت مبكر غير أن الأهم وكما أزعم أنني مارستها بأخلاق وسوية.. أعتقد أن ما مريتُ به من اخفاقات وفشل إنما هو من أعطى للنجاح قيمته الفذة ومعناة الحقيقي، أو على حد تعبير الروائي الأمريكي " ترومان كابوتي" أن الفشل هو ذلك البهار الذي يعطي النجاح نكهته المتميزة.
• إنني أبحث عن تحقيق اسطورتي مهما كانت الكوابح والمعوقات، كما فعل "سنتياجو" في قصة "الخيميائي" لـ "باولو كويلو".. "سنتياجو" الذي يتمسك بحلمه، ويغالب كل ما يحول دون تحقيق ذلك الحلم والمراد، وفي نهاية المطاف يصل إليه.. أما أنا وحتى على فرضية عدم الوصول، فيكفيني شرف المحاولة.. اليوم حلمي وأمنيتي أن تتاح لي الظروف فيما بقي من أيامي القليلة أن أكمل كتابة قصتي للناس وهي قصتهم في أول المقام.
***
• كنت في كل عدد انتظر يوم صدور صحيفة الراية بفارغ الصبر، ثم أفتش بصفحاتها بشغف كمن يبحث عن نفسه أو ولده الذي شرد منه؛ فإن وجده غمرته الفرحة، وسرت المسرة من محيّاه حتى أطراف أصابعه، وإن لم يجده اكتسحته الخيبة العارمة..
• كنت عندما أجد ما كتبته منشورا، وأقرأه للوهلة الأولى، استلذ به، وربما تخامرني غيمة نرجسية، وعندما أكرر قراءة ما تم نشره مرات عديدة، وفي أوقات متفاوتة، تتلاشى تلك الغيمة، واكتشف مع كل قراءة عورها وأخطاءها التي تزداد؛ فنقص هنا كان ينبغي إضافته، واضافة هنا ما كان داع لها، وجملة كان يفترض تأخيرها، وأخرى كان يتعين تقديمها، وعبارة كان بالإمكان تحسينها، وأشعر أن تلك القراءة المتكررة لو حدثت قبل النشر لكان ما كتبته أجمل وأرصن، إن لم يكن أقل عيوبا، وكان هذا يعني بالإمكان اشباع ما كتبت، ليس ليغدو أكثر امتلاء، ولكن ليغدو أقل أخطاء ومثالب.. وكنت عند النشر أشتري عدة نسخ للأرشفة والحفظ..
• في لواء الوحدة كنت أشتري الصحف، وأتابع الأخبار، وأتمنى أن أعمل في الصحافة، وكانت رغبتي بالعمل فيها جامحة، ولكن تخصصي كان ليس له صله بالإعلام، وإنما له صلة بالتكتيك العسكري، والتدريب الناري، والعلوم العسكرية إجمالا، بعيدا عن تخصص الإعلام والصحافة..
• كنت أساير رغبتي لتسويغ الانتقال من تخصص إلى آخر، وأحدّث نفسي: أحمد بهاء الدين خريج كلية الحقوق، ولكنه صار من ألمع الصحفيين الذين تولوا رئاسة تحرير العديد من الصحف والمجلات، مثل "صباح الخير" و "الأهرام" و "العربي" و"آخر ساعة" و "دار الهلال".. عديدون هم الذين برعوا واحترفوا الصحافة بعد أن تركوا تخصصاتهم التي درسوها، وصار كل واحد منهم نجم مشهور واسمه نارا على علم.. وفي المقابل هناك خريجين من كلية الإعلام تركوا التخصص الذي درسوه، وصاروا نجوم في مجال آخر، وآخرون قاموا بأشياء مذهلة في مجالات غير تخصصاتهم، بلغت حد الاختراع..
• وينطبق هذا أيضا على كثير من النجوم والممثلين المشهورين، فمثلا أحمد مظهر هو في الأصل خريج الكلية الحربية، وصلاح ذو الفقار خريج كلية الشرطة، وفؤاد المهندس ومحمود ياسين خريجي كلية الحقوق، ويحيى الفخرانى خريج كلية الطب، وعادل امام وسمير غانم وصلاح السعدنى خريجو كلية الزراعة، ودريد لحام خريج كلية العلوم قسم الكيمياء.. كثير ممن فشلوا أو تركوا تخصصاتهم، ذاع صيتهم ونجاحهم في مجال آخر..
• ك
ان يتداخل لدي الاهتمام والبحث عن الذات بين القصة والشعر والكتابة السياسية.. كنت أبعث بما اكتب إلى صحيفة الراية عبر ألملازم أول أحمد مسعد القردعي مراسل الصحيفة في اللواء، وكان هذا الزميل من العناصر النشطة والجريئة وذوي الطموح البالغ أيضا.. وبعد غياب وانقطاع دام طويلا بيننا، وظن أنه شبع موتا، نشرت قبل عام صورة له أسأل عنه، فوجدته لازال حيا ولكنه لا يُرزق في التوجيه المعنوي بصنعاء..
• كنت أبعثت إلى صحيفة (الراية) التابعة لوزارة الدفاع في عدن ببعض الكتابات والمشاركات ومواضيع السياسية الدولية، وهذه الأخيرة على قلتها كانت تنشر كاملة دون تبعيض أو نقصان.. ولازلت أحتفظ ببعضها إلى اليوم بعد 36 عاما من نشرها.
• كنت أتابع أخبار العالم من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، ومن القضايا الكبرى إلى أصغر التفاصيل.. اكتب عن التدخلات العسكرية الأمريكية كبيرها وصغيرها في حق الشعوب والأمم، وفرض وصايتها وهيمنتها عقب تلك التدخلات.. أذكر أنني كتبت حتى على عن احتلال القوات الأمريكية لجزيرة "جرينادا" التي كنت حينها أتابع أخبار معركتها على مدار الساعة، وكأنها مسقط رأسي..
• كانت كتاباتي السياسية تحظى بالنشر، في الصفحة الرئيسية المخصصة للشؤون الدولية، ولازلت أذكر مقالين تم نشرهما احدهما تحت عنوان "على هامش التدخلات الأمريكية" والثاني أيضا في نفس السياق تقريبا تحت عنوان "شر البلية ما يضحك" والذي تناولت فيه المبررات والذرائع المعلنة والواهية للتدخلات الأمريكية والبريطانية في العالم، والتي من خلالها تفرض إرادتهما ووصايتهما على الشعوب والأوطان بتلك الحجج والذرائع، وينطبق على كل منها مثل "عذر أقبح من ذنب"..
• اهتمامي هذا ربما كان يجعل العلوم السياسية والعلاقات الدولية من بين الخيارات التي أفكر فيها، بل وقد دفعني مثل هذا الاهتمام لاحقا إلى دراسة العلوم السياسية، والحصول على دبلوم سياسة دولية بعد الجامعة، بالتزامن مع دراستي السنة الأولى أو الثانية في معهد القضاء العالي بصنعاء.
• أما رغبة الصحافة فظل حلم ينازع مسار حياتي، وأذكر أنني أول ما قرأت في الصحافة، كتاب "مدخل إلى الصحافة" في النصف الأول من عقد الثمانينات من القرن المنصرم، وبعد العام 2000صرت أتعاطى معها كواقع وحقيقة، أبتدأ برئاسة تحرير نشرة "القبيطة" أو صحيفة المجانين كما كان يسميها البعض، وحتى صرت مالكا لصحيفة خاصة "المستقلة" وموقع يمنات الإخباري، اللذين أشارك في تحرير بعض موادهما، حوارات واستطلاعات ولقطات وأخبار وتحرير بعض الصفحات.. ورغم أن ظروف الحال والواقع تكالبوا ضدي أثناء هذه الحرب، وأردوا الإجهاز على ما تحقق من حُلم ورغبة، إلا أنني لازلت أقاوم، ولم استسلم للحسرة والخسران، رغم أن ما يحدث قد بات كونيا وليس فقط أكبر منّا.. وكان لمواقفي من أطراف الحرب والصراع في اليمن كُلفته أيضا، ولازلت أدفع هذه الكُلفة إلى اليوم.
***
يتبع
بعض من تفصيل حياتي
• كنت أبعثت إلى صحيفة (الراية) التابعة لوزارة الدفاع في عدن ببعض الكتابات والمشاركات ومواضيع السياسية الدولية، وهذه الأخيرة على قلتها كانت تنشر كاملة دون تبعيض أو نقصان.. ولازلت أحتفظ ببعضها إلى اليوم بعد 36 عاما من نشرها.
• كنت أتابع أخبار العالم من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، ومن القضايا الكبرى إلى أصغر التفاصيل.. اكتب عن التدخلات العسكرية الأمريكية كبيرها وصغيرها في حق الشعوب والأمم، وفرض وصايتها وهيمنتها عقب تلك التدخلات.. أذكر أنني كتبت حتى على عن احتلال القوات الأمريكية لجزيرة "جرينادا" التي كنت حينها أتابع أخبار معركتها على مدار الساعة، وكأنها مسقط رأسي..
• كانت كتاباتي السياسية تحظى بالنشر، في الصفحة الرئيسية المخصصة للشؤون الدولية، ولازلت أذكر مقالين تم نشرهما احدهما تحت عنوان "على هامش التدخلات الأمريكية" والثاني أيضا في نفس السياق تقريبا تحت عنوان "شر البلية ما يضحك" والذي تناولت فيه المبررات والذرائع المعلنة والواهية للتدخلات الأمريكية والبريطانية في العالم، والتي من خلالها تفرض إرادتهما ووصايتهما على الشعوب والأوطان بتلك الحجج والذرائع، وينطبق على كل منها مثل "عذر أقبح من ذنب"..
• اهتمامي هذا ربما كان يجعل العلوم السياسية والعلاقات الدولية من بين الخيارات التي أفكر فيها، بل وقد دفعني مثل هذا الاهتمام لاحقا إلى دراسة العلوم السياسية، والحصول على دبلوم سياسة دولية بعد الجامعة، بالتزامن مع دراستي السنة الأولى أو الثانية في معهد القضاء العالي بصنعاء.
• أما رغبة الصحافة فظل حلم ينازع مسار حياتي، وأذكر أنني أول ما قرأت في الصحافة، كتاب "مدخل إلى الصحافة" في النصف الأول من عقد الثمانينات من القرن المنصرم، وبعد العام 2000صرت أتعاطى معها كواقع وحقيقة، أبتدأ برئاسة تحرير نشرة "القبيطة" أو صحيفة المجانين كما كان يسميها البعض، وحتى صرت مالكا لصحيفة خاصة "المستقلة" وموقع يمنات الإخباري، اللذين أشارك في تحرير بعض موادهما، حوارات واستطلاعات ولقطات وأخبار وتحرير بعض الصفحات.. ورغم أن ظروف الحال والواقع تكالبوا ضدي أثناء هذه الحرب، وأردوا الإجهاز على ما تحقق من حُلم ورغبة، إلا أنني لازلت أقاوم، ولم استسلم للحسرة والخسران، رغم أن ما يحدث قد بات كونيا وليس فقط أكبر منّا.. وكان لمواقفي من أطراف الحرب والصراع في اليمن كُلفته أيضا، ولازلت أدفع هذه الكُلفة إلى اليوم.
***
يتبع
بعض من تفصيل حياتي
جميل مفرح:
المصيبة التي حلت بنا كيمنيين أننا بلينا
بسلطتين عررررطة بتعيرنا وتمن علينا بأنها مزقتنا شر ممزق..!!
#بغرررررنا
المصيبة التي حلت بنا كيمنيين أننا بلينا
بسلطتين عررررطة بتعيرنا وتمن علينا بأنها مزقتنا شر ممزق..!!
#بغرررررنا
اصداء من الوتس:
يا قاضى..
الامر الوحيد الذى جعلنى متمسك بالبقاء فى المجموعة هو كتاباتك ومنشوراتك وخاصة المتعلقة بسيرة حياتكم لما تتضمنه فى طياتها من ارتباط بالحالة الاجتماعية والسياسية والواقعية والمعيشية للمجتمع وتؤرخ لمرحلة هامة من تاريخ هذا الوطن فضلا عن تميزكم بالكتابة بأسلوب السهل الممتنع وذات طابع مرهف وحساس ومشوق يجعل من القارئ المحايد مجبرا على متابعتها وانتظار الجديد منها
قد نتفق او نختلف معك فى رؤيتك و اتجاهك ونظرتك للاحداث و المتغيرات وكيفية تعاطيكم معها ولكنك تظل دوما فى نظرنا القاضى المثقف السياسى الاديب المواطن البسيط الشجاع .
فى الاخير
صدفة رائعة انت تراسلنى على الخاص وبدون سابق معرفة
وتقبلوا تحياتى
يا قاضى..
الامر الوحيد الذى جعلنى متمسك بالبقاء فى المجموعة هو كتاباتك ومنشوراتك وخاصة المتعلقة بسيرة حياتكم لما تتضمنه فى طياتها من ارتباط بالحالة الاجتماعية والسياسية والواقعية والمعيشية للمجتمع وتؤرخ لمرحلة هامة من تاريخ هذا الوطن فضلا عن تميزكم بالكتابة بأسلوب السهل الممتنع وذات طابع مرهف وحساس ومشوق يجعل من القارئ المحايد مجبرا على متابعتها وانتظار الجديد منها
قد نتفق او نختلف معك فى رؤيتك و اتجاهك ونظرتك للاحداث و المتغيرات وكيفية تعاطيكم معها ولكنك تظل دوما فى نظرنا القاضى المثقف السياسى الاديب المواطن البسيط الشجاع .
فى الاخير
صدفة رائعة انت تراسلنى على الخاص وبدون سابق معرفة
وتقبلوا تحياتى
الحصاد المر:
"لقد انقسم اليمن فعلياً إلى دويلات صغيرة لا تملك سوى ارتباط بسيط بما يُطلق عليه مجازاً حكومة مركزية. ولن يكون لوفاة هادي سوى أن تسرّع من دوران عجلة انقسام الدولة اليمنية. فبعد هادي، سيأتي الانهيار."
د. غريغوري جونسن عضو فريق خبراء لجنة العقوبات المتعلقة باليمن في مجلس الأمن الدولي خلال الفترة 2016 و2018
"لقد انقسم اليمن فعلياً إلى دويلات صغيرة لا تملك سوى ارتباط بسيط بما يُطلق عليه مجازاً حكومة مركزية. ولن يكون لوفاة هادي سوى أن تسرّع من دوران عجلة انقسام الدولة اليمنية. فبعد هادي، سيأتي الانهيار."
د. غريغوري جونسن عضو فريق خبراء لجنة العقوبات المتعلقة باليمن في مجلس الأمن الدولي خلال الفترة 2016 و2018