ليست المشكلة في الناشطين الذين يكتبون
المشكلة في الفساد والنهب والظلم
الذي وصل حمولته إلى حدوده القصوى
المشكلة في الفساد والنهب والظلم
الذي وصل حمولته إلى حدوده القصوى
"تشجّعنا التفاهة، بكل طريقةٍ ممكنة، على الإغفاء بدلاً من التفكير، النّظر إلى ما هو غير مقبولٌ و كأنه حتميّ، و إلى ما هو مُقيتٌ و كأنه ضروري؛ إنها تُحيلنا إلى أغبياء".
د. آلان دونو ، نظام التفاهة
د. آلان دونو ، نظام التفاهة
من نص مقدمة المترجم د. مشاعل عبدالعزيز الهاجري لكتاب نظام التفاهة:
"لقد أدى انخفاض المعايير و تغييب منظومات المبادئ الرفيعة والمفاهيم العليا إلى تسهيل صعود البسطاء فكرياً و الخليّين أخلاقياً، و وصولهم الى مفاصل القرار في الحكومات و الإدارة و التجارة و الأكاديميا و تمكّنهم منها جميعاً، في سابقةٍ تاريخيةٍ لم تشهدها أية مرحلةٍ حضاريةٍ أخرى."
"لقد أدى انخفاض المعايير و تغييب منظومات المبادئ الرفيعة والمفاهيم العليا إلى تسهيل صعود البسطاء فكرياً و الخليّين أخلاقياً، و وصولهم الى مفاصل القرار في الحكومات و الإدارة و التجارة و الأكاديميا و تمكّنهم منها جميعاً، في سابقةٍ تاريخيةٍ لم تشهدها أية مرحلةٍ حضاريةٍ أخرى."
(18)
خارج المقرر المدرسي
في الصف الثاني ثانوي سنة تم تخصيص عشرة دينار شهريا مساعدة لأبناء الشمال (الجبهة الوطنية) وكنت انتظرها بفارغ الصبر نهاية كل شهر، وأصرف منها عندما أجوع، بشراء البسكويت والشاي من محمد حيدرة الذي كان لديه حانوت صغير في بوابة المدرسة من الداخل..
كانت وجبة الشاي والبسكويت وجبة لذيذة وشهية تخفف من وطأة الجوع، حتى صرنا رفقة في غلس الليل نواجه فيه الجوع.. لازلت إلى اليوم أشتهيها في بعض الأحيان، وأتذكر من خلالها أيام خلت وانقضت، ويفعلها اليوم رفيقي نبيل الحسام حين يجوع أو يخفف من وطأة الجوع، ويعزمني عليها وأنا أكابر، والحنين جارف، وأحيانا يكون الصدق.. حبة السمسم باتت تحن علينا من جوع يحمل أصحابها أنفس هنيئة وأثقال كبار.. ما أجمل الفقراء، وما أهناهم وأغناهم وأنبلهم.. ما أجمل صحبتهم ورفقتهم وهم يشمخون برؤوسهم في العنان رافضين الاستكانة والخضوع.. ينازلون الجوع بالكبرياء المعهود، وبعزة نفس تبلغ السماء طولا.. يقاومون الإذلال والتفاهة والانحطاط، بتفان فذ، واستبسال المنتحر..
في مدرسة "البروليتاريا" كانت لدي إذاعة صغيرة أتابع من خلالها الأخبار ليلا والسماع أقل وشيش.. كنت حريصا على سماع نشرة وتقارير إذاعة "مونتي كارلو" الساعة الثامنة مساء، والتي كانت تستمر لنصف ساعة، ثم اتابع ما يليها حتى إذا جاءت الساعة التاسعة، انتقل إلى متابعة نشرة إذاعة bbc من لندن، ثم برنامج مقتطفات من أقوال الصحف، ولا أنتهي من إذاعة لندن حتى أسمع برنامج "السياسية بين السائل والمجيب" الذي كان ينتهي في تمام الساعة العاشرة..
ساعتان يوميا دون انقطاع كنت أقضيها في ردهات الأخبار والتقارير وأقوال الصحف، والسياسية عموما، فإن حدث مستجد مهم قضيت وقت أطول في المتابعة، وسماع محطات أخرى متنوعة مهتمة بذلك الشأن أو الحدث.. لا أذكر إن ليلة فاتتني دون أن أقضي أقل من ساعتين في سماع الإذاعة باشتياق وشغف سياسي ومعرفي.. لقد كان هذا جزء من برنامجي اليومي المعتاد، والحريص عليه أثناء دراستي الثانوية، في مدرسة "البروليتاريا".. كانت تلك المتابعة تشعرني بزخم الحياة، وتطورات الأحداث، وما للشأن العام من أهمية في حياتنا..
كنت أتطلع للمعرفة وأشغف بها، وأقرأ الصحف عندما أجدها، وكذا بعض الكُتب، حتى ما كان منها عصيا على الفهم بالنسبة لمستواي المعرفي المتواضع، ولكنني كنت أحاول فهمها، وكأنها جزء من المقرر الدراسي.
اذكر أنني في صف الثاني ثانوي فاجئني وثار في وجهي أحد الاساتذة لمجرد أنه شاهدني أقرأ كتاب لإنجلس (أصل العائلة) عند بوابة المدرسة، وعنَّفني كون هذا يصعب فهمه حتى على خريجي الجامعة، وأن مطالعتي لهذا يأتي على حساب مذاكرة دروسي.. كان واضح أن هذا الاستاذ متخفف من الايدلوجيا، واعتقد ان اصوله هندية أو باكستانية كما هو واضح من سحنته وملامحه.
هذا الزجر لم يمنعنِ من القراءة خارج المقرر الدراسي، بل جعلني اقرأ أكثر من خارج المناهج والمساقات الدراسية، دون أن يؤثر ذلك سلبيا على الاهتمام بدروسي التي كنت اعطيها القدر الأوفر من الوقت والاهتمام، ولكن أحيانا كانت معاناتي وشغف المعرفة يحملاني على القراءة خارج المقرر الدراسي، أو ربما كان هذا بعض من قبيل التمرد على الرتابة والملل..
إجمالا كانت القراءة خارج المناهج الدراسية الأساس لتوسيع مداركي المعرفية، بل والتفوق لاحقا في الدراسة، ومغادرة دائرة الفشل المدرسي..
***
يتبع..
بعض من تفاصيل حياتي
خارج المقرر المدرسي
في الصف الثاني ثانوي سنة تم تخصيص عشرة دينار شهريا مساعدة لأبناء الشمال (الجبهة الوطنية) وكنت انتظرها بفارغ الصبر نهاية كل شهر، وأصرف منها عندما أجوع، بشراء البسكويت والشاي من محمد حيدرة الذي كان لديه حانوت صغير في بوابة المدرسة من الداخل..
كانت وجبة الشاي والبسكويت وجبة لذيذة وشهية تخفف من وطأة الجوع، حتى صرنا رفقة في غلس الليل نواجه فيه الجوع.. لازلت إلى اليوم أشتهيها في بعض الأحيان، وأتذكر من خلالها أيام خلت وانقضت، ويفعلها اليوم رفيقي نبيل الحسام حين يجوع أو يخفف من وطأة الجوع، ويعزمني عليها وأنا أكابر، والحنين جارف، وأحيانا يكون الصدق.. حبة السمسم باتت تحن علينا من جوع يحمل أصحابها أنفس هنيئة وأثقال كبار.. ما أجمل الفقراء، وما أهناهم وأغناهم وأنبلهم.. ما أجمل صحبتهم ورفقتهم وهم يشمخون برؤوسهم في العنان رافضين الاستكانة والخضوع.. ينازلون الجوع بالكبرياء المعهود، وبعزة نفس تبلغ السماء طولا.. يقاومون الإذلال والتفاهة والانحطاط، بتفان فذ، واستبسال المنتحر..
في مدرسة "البروليتاريا" كانت لدي إذاعة صغيرة أتابع من خلالها الأخبار ليلا والسماع أقل وشيش.. كنت حريصا على سماع نشرة وتقارير إذاعة "مونتي كارلو" الساعة الثامنة مساء، والتي كانت تستمر لنصف ساعة، ثم اتابع ما يليها حتى إذا جاءت الساعة التاسعة، انتقل إلى متابعة نشرة إذاعة bbc من لندن، ثم برنامج مقتطفات من أقوال الصحف، ولا أنتهي من إذاعة لندن حتى أسمع برنامج "السياسية بين السائل والمجيب" الذي كان ينتهي في تمام الساعة العاشرة..
ساعتان يوميا دون انقطاع كنت أقضيها في ردهات الأخبار والتقارير وأقوال الصحف، والسياسية عموما، فإن حدث مستجد مهم قضيت وقت أطول في المتابعة، وسماع محطات أخرى متنوعة مهتمة بذلك الشأن أو الحدث.. لا أذكر إن ليلة فاتتني دون أن أقضي أقل من ساعتين في سماع الإذاعة باشتياق وشغف سياسي ومعرفي.. لقد كان هذا جزء من برنامجي اليومي المعتاد، والحريص عليه أثناء دراستي الثانوية، في مدرسة "البروليتاريا".. كانت تلك المتابعة تشعرني بزخم الحياة، وتطورات الأحداث، وما للشأن العام من أهمية في حياتنا..
كنت أتطلع للمعرفة وأشغف بها، وأقرأ الصحف عندما أجدها، وكذا بعض الكُتب، حتى ما كان منها عصيا على الفهم بالنسبة لمستواي المعرفي المتواضع، ولكنني كنت أحاول فهمها، وكأنها جزء من المقرر الدراسي.
اذكر أنني في صف الثاني ثانوي فاجئني وثار في وجهي أحد الاساتذة لمجرد أنه شاهدني أقرأ كتاب لإنجلس (أصل العائلة) عند بوابة المدرسة، وعنَّفني كون هذا يصعب فهمه حتى على خريجي الجامعة، وأن مطالعتي لهذا يأتي على حساب مذاكرة دروسي.. كان واضح أن هذا الاستاذ متخفف من الايدلوجيا، واعتقد ان اصوله هندية أو باكستانية كما هو واضح من سحنته وملامحه.
هذا الزجر لم يمنعنِ من القراءة خارج المقرر الدراسي، بل جعلني اقرأ أكثر من خارج المناهج والمساقات الدراسية، دون أن يؤثر ذلك سلبيا على الاهتمام بدروسي التي كنت اعطيها القدر الأوفر من الوقت والاهتمام، ولكن أحيانا كانت معاناتي وشغف المعرفة يحملاني على القراءة خارج المقرر الدراسي، أو ربما كان هذا بعض من قبيل التمرد على الرتابة والملل..
إجمالا كانت القراءة خارج المناهج الدراسية الأساس لتوسيع مداركي المعرفية، بل والتفوق لاحقا في الدراسة، ومغادرة دائرة الفشل المدرسي..
***
يتبع..
بعض من تفاصيل حياتي
اصداء..
محمد علي اللوزي:
تفاصيل تكشف عن الانسان بتطلعاته وشغفه الى عالم يريد أن يراه ويكتشفه ويلقي بالا للقادم من ذات المعاناة الفقر والجوع وندرة الحاجة وفضاء القادم في كتاب أو مذياع أو لحظة تفكر.
هكذا انت غزير التداعيات مرهف الحس يقظ التفكير ونبش الماضي بكل مافيه من زاوية أخرى من أنت في هذا الزمن المتلعثم المتثائب المقلق.
العودة هنا الى سنوات الشباب هو أشبه بمن يمسك بتلابيب حلم أجمل اللحظات هنا هي تلك المعاناة والفرار من اليومي هذا المنغلق الى عالم البروليتاريا الى اصل الجنس لأنجلز وإذا مانكهة هذا الزمان؟ بأي معنى نفسر الحاضر من خلال الماضي بمفارقاته الهائلة من بروليتاريا الى تميز طبقي وبطريركية من نوع آخر اسمه اصطفاء.
ثمة تداعيات توشك ان تقلع بنا الى مستوى الرفض مافينا من عالق يومي ليس كما الامس رغم العوز والحاجة ولكنه مشبع بالفضول بالتعلم بالرؤية. بارع انت ياقاضي حد الدهشة في استحضار الأمس لتصبه فينا في هذا اليومي سلام لقلبك النقي الجميل.
...............................
اجد في كلماتك ماء وزاد وراحلة لكتابة رحلة خابت وصابت واريد ان اخرجها للناس بكل ما فيها من حزن ووجع وامل وفرح وتمرد ورفض ومقاومة وحياة..
ممتن لك.. وممتن مرتين لمرورك.. وعشرا لتعليقك ايها الكاتب والناقد البهي..
محمد علي اللوزي:
تفاصيل تكشف عن الانسان بتطلعاته وشغفه الى عالم يريد أن يراه ويكتشفه ويلقي بالا للقادم من ذات المعاناة الفقر والجوع وندرة الحاجة وفضاء القادم في كتاب أو مذياع أو لحظة تفكر.
هكذا انت غزير التداعيات مرهف الحس يقظ التفكير ونبش الماضي بكل مافيه من زاوية أخرى من أنت في هذا الزمن المتلعثم المتثائب المقلق.
العودة هنا الى سنوات الشباب هو أشبه بمن يمسك بتلابيب حلم أجمل اللحظات هنا هي تلك المعاناة والفرار من اليومي هذا المنغلق الى عالم البروليتاريا الى اصل الجنس لأنجلز وإذا مانكهة هذا الزمان؟ بأي معنى نفسر الحاضر من خلال الماضي بمفارقاته الهائلة من بروليتاريا الى تميز طبقي وبطريركية من نوع آخر اسمه اصطفاء.
ثمة تداعيات توشك ان تقلع بنا الى مستوى الرفض مافينا من عالق يومي ليس كما الامس رغم العوز والحاجة ولكنه مشبع بالفضول بالتعلم بالرؤية. بارع انت ياقاضي حد الدهشة في استحضار الأمس لتصبه فينا في هذا اليومي سلام لقلبك النقي الجميل.
...............................
اجد في كلماتك ماء وزاد وراحلة لكتابة رحلة خابت وصابت واريد ان اخرجها للناس بكل ما فيها من حزن ووجع وامل وفرح وتمرد ورفض ومقاومة وحياة..
ممتن لك.. وممتن مرتين لمرورك.. وعشرا لتعليقك ايها الكاتب والناقد البهي..
قراءتي صاخبة..
احمد سيف حاشد
(19)
كنت أذاكر دروسي بصوت عالي.. القراءة الصامتة أو حتى بصوت منخفض لا تروقني، فضلا أن حصادها شحيح ومتلاشي وقليل الأثر.. مزاجي الصاحب لا تناسبه القراءة الصامتة التي لم يألفها، ولم يعتاد عليها، بل أجد أن القراءة الصموتة تتعس ذاكرتي وترهقها، وتحتاج مني إلى نكز مستمر يفقد أهميته بعد قراءة صفحة أو اثنتين، فيدب في أوصالي الملل والسأم، وفي أحوال أخرى يطيّر الصمت ذاكرتي في كل اتجاه، وأبدو كطفل صغير عديم التمييز، يلاحق ظل نحل تحوم على الأزهار، فلا يظفر بها، ولا يطول الزهر..
عندما أقرأ بصمت أجد نفسي كثير الشرود والشوارد، وأحيانا يداهمني النعاس بعد ساعة إن طاب المقام، وفي أخرى أشعر بملل يتمطى أوصالي، وتيه يجرفني بعيدا إلى حيث لا أريد.. أجد نفسي بعيدا عمّا أنا فيه، وبعيدا جدا عمّا أكون بصدد قراءته..
لا أدري كيف لازمني أسلوب القراءة بصوت عالي من الإعدادية، ثم وجدت نفسي في المرحلة الثانوية أكثر تعلقا به، ولا أجيد ما يناسبني غيره.. وفي الجامعة، ثم في المعهد العالي للقضاء صارت طبيعة أو تحول إلى طبع لي في القراءة، لا أستطيع مفارقته، إلا لضرورة أو حتمية ملحة..
كانت نسبة استيعابي وأنا أقرأ بصوت عال أكثر بكثير مما لو قرأت بصوت منخفض، وكان تركيزي وأنا أقرأ بالصوت العالي أكثر بأضعاف من تركيزي وأنا أقرأ على نحو صموت.. والأسوأ أن قراءتي الصموتة تجعلني أهدر كثير من الوقت، مقابل قليل من الفائدة، وأجد جل هذا التبديد أقضيه في ملاحقة شوارد ذهني التي تتطاير في كل صوب واتجاه..
كنت أخرج من القسم الداخلي إلى الصحراء، وأذرعها طولا وعرضا وأنا أُذاكر دروسي بصوت عال، بل وأشير بالأيدي والأرجل دون أرادة، وأسير بعض خطوات وأتوقف، وأكرر العبارات حتى أفهمها، وأحاول حفظها، وما أن أنتهي من درس اكتب على كثبان الرمل (ربي زدني علما) وأحيانا أضيف (من المهد إلى اللحد) افعل ذلك بدافع وساوس محض يأخذ هو الأخر قسطه من وقتي المهدور، وبات من يراني عن بعد، ويشاهد حركاتي يظن إن بي مس من الجن، أو أنني بالفعل مجنون .. كنت أقرأ بفمي ويداي وقدماي وكل حركات جسمي وعضلات وجهي الشحوب الذي تلفحه الشمس والريح، فتتحول قراءتي إلى ما يشبه القراءة الصاخبة المشبعة بالحركات والنشاط المقوي للذاكرة..
إنه جانب من اجتهاد وجدت نفسي فيه أفضل من أي وقت مضى اهتماما ومثابرة وبذل مجهود.. شعرت بأهمية التفوق، وتعاطيت مع طموحي، وما أروم بمسؤولية أكبر..
في مدرسة "البروليتاريا" صرت أقدر أهمية التعليم، وأهمية الاطلاع والمعرفة.. وبدت الثقة بنفسي تزداد والمعرفة تطيب وتلذ كلما أمعنت في الدراسة وغرفت من المعرفة المزيد.
***
يتبع ..
تحول معرفي جديد
بعض من تفاصيل حياتي
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=515152639439667&id=100028348056925&sfnsn=mo
احمد سيف حاشد
(19)
كنت أذاكر دروسي بصوت عالي.. القراءة الصامتة أو حتى بصوت منخفض لا تروقني، فضلا أن حصادها شحيح ومتلاشي وقليل الأثر.. مزاجي الصاحب لا تناسبه القراءة الصامتة التي لم يألفها، ولم يعتاد عليها، بل أجد أن القراءة الصموتة تتعس ذاكرتي وترهقها، وتحتاج مني إلى نكز مستمر يفقد أهميته بعد قراءة صفحة أو اثنتين، فيدب في أوصالي الملل والسأم، وفي أحوال أخرى يطيّر الصمت ذاكرتي في كل اتجاه، وأبدو كطفل صغير عديم التمييز، يلاحق ظل نحل تحوم على الأزهار، فلا يظفر بها، ولا يطول الزهر..
عندما أقرأ بصمت أجد نفسي كثير الشرود والشوارد، وأحيانا يداهمني النعاس بعد ساعة إن طاب المقام، وفي أخرى أشعر بملل يتمطى أوصالي، وتيه يجرفني بعيدا إلى حيث لا أريد.. أجد نفسي بعيدا عمّا أنا فيه، وبعيدا جدا عمّا أكون بصدد قراءته..
لا أدري كيف لازمني أسلوب القراءة بصوت عالي من الإعدادية، ثم وجدت نفسي في المرحلة الثانوية أكثر تعلقا به، ولا أجيد ما يناسبني غيره.. وفي الجامعة، ثم في المعهد العالي للقضاء صارت طبيعة أو تحول إلى طبع لي في القراءة، لا أستطيع مفارقته، إلا لضرورة أو حتمية ملحة..
كانت نسبة استيعابي وأنا أقرأ بصوت عال أكثر بكثير مما لو قرأت بصوت منخفض، وكان تركيزي وأنا أقرأ بالصوت العالي أكثر بأضعاف من تركيزي وأنا أقرأ على نحو صموت.. والأسوأ أن قراءتي الصموتة تجعلني أهدر كثير من الوقت، مقابل قليل من الفائدة، وأجد جل هذا التبديد أقضيه في ملاحقة شوارد ذهني التي تتطاير في كل صوب واتجاه..
كنت أخرج من القسم الداخلي إلى الصحراء، وأذرعها طولا وعرضا وأنا أُذاكر دروسي بصوت عال، بل وأشير بالأيدي والأرجل دون أرادة، وأسير بعض خطوات وأتوقف، وأكرر العبارات حتى أفهمها، وأحاول حفظها، وما أن أنتهي من درس اكتب على كثبان الرمل (ربي زدني علما) وأحيانا أضيف (من المهد إلى اللحد) افعل ذلك بدافع وساوس محض يأخذ هو الأخر قسطه من وقتي المهدور، وبات من يراني عن بعد، ويشاهد حركاتي يظن إن بي مس من الجن، أو أنني بالفعل مجنون .. كنت أقرأ بفمي ويداي وقدماي وكل حركات جسمي وعضلات وجهي الشحوب الذي تلفحه الشمس والريح، فتتحول قراءتي إلى ما يشبه القراءة الصاخبة المشبعة بالحركات والنشاط المقوي للذاكرة..
إنه جانب من اجتهاد وجدت نفسي فيه أفضل من أي وقت مضى اهتماما ومثابرة وبذل مجهود.. شعرت بأهمية التفوق، وتعاطيت مع طموحي، وما أروم بمسؤولية أكبر..
في مدرسة "البروليتاريا" صرت أقدر أهمية التعليم، وأهمية الاطلاع والمعرفة.. وبدت الثقة بنفسي تزداد والمعرفة تطيب وتلذ كلما أمعنت في الدراسة وغرفت من المعرفة المزيد.
***
يتبع ..
تحول معرفي جديد
بعض من تفاصيل حياتي
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=515152639439667&id=100028348056925&sfnsn=mo
رد لأحدهم وأمثاله..
أحكي قصة حياة كفاحي ومستقبل أجيال سرقتموها ونهبتموها.. أحكي قصة حياة مملوءة بالكفاح الذي أعتز به، ولا أستعار منه.. وفي كل حال حياتي أشرف ألف مرة من حياة قادتكم الطغاة والمستبدين والقتلة والفاسدين والنهابة واللصوص وقطاع الطرق.. صفحات حياتي أنصع وأشرف من صفحات قادتكم بمختلف مسمياتهم الذين دمروا اليمن ودمروا الحياة والإنسان والمستقبل، فيما أنتم تنقادون بعدهم كالعبيد المستلذين بعبوديتهم، كالمغتصبين المستمتعين باغتصابهم، وفضلا عن ذلك تضربون لهم كل صباح تعظيم سلام وموالاة وعبودية..
أحكي قصة حياة كفاحي ومستقبل أجيال سرقتموها ونهبتموها.. أحكي قصة حياة مملوءة بالكفاح الذي أعتز به، ولا أستعار منه.. وفي كل حال حياتي أشرف ألف مرة من حياة قادتكم الطغاة والمستبدين والقتلة والفاسدين والنهابة واللصوص وقطاع الطرق.. صفحات حياتي أنصع وأشرف من صفحات قادتكم بمختلف مسمياتهم الذين دمروا اليمن ودمروا الحياة والإنسان والمستقبل، فيما أنتم تنقادون بعدهم كالعبيد المستلذين بعبوديتهم، كالمغتصبين المستمتعين باغتصابهم، وفضلا عن ذلك تضربون لهم كل صباح تعظيم سلام وموالاة وعبودية..
(20)
تحوّل معرفي جديد:
في المرحلة الثانوية كنت أقرأ وأتأمل وأنا أجوب الصحراء في عصر كل يوم.. أوزع الاتجاهات على الأيام وأذرع كل يوم اتجاها، وأحيانا أقصد وجهة في الاتجاه بزاوية معينة في الصحراء ذات الامتداد العريض، ثم أعود دون أن أسلك بالضرورة نفس الطريق.. أولغ فيها أقصى ما يمكنني بلوغه، مع مراعاة وقت العودة والغروب، حتى لا يهبط الظلام قبل عودتي إلى مكان السكن في القسم الداخلي.. كنت أشعر وكأنني أول بشر يجوب تلك الصحراء التي تبدو من ناحية الغرب بكرا، ولا أثر لافت لفعل الإنسان فيها، وعلى امتداد عريض.. كنت ابدو كأول رحالة على ظهرها يطويها بقدميه..
مثلما كنت اطلق في الصحراء صوتي العالي، كنت أيضا أطلق العنان لعقلي المتسائل، وأمام الشك كنت أفتح الباب على مصرعيه.. كانت الحيرة المتسائلة تستحوذ على كثيرا من تفكيري.. كان التناقض يحتدم بين التصورات التي تنشأت عليها، وما تعلمته في مادة التربية الإسلامية، وبين ما أتعلمه في الجغرافيا والأحياء والفلسفة وبقية العلوم.. كانت الأسئلة تحفّز عقلي ووعيي الذي لازال طريا وقليل المعرفة، ويحب أن يعرف كل جديد..
عرفت أن التسليم لا يصنع وعيا ولا معرفة ولا تراكم مفيد، بل يصنع تخلفا وبلادة وخمولا.. الجدل والتناقض والإجابة على الاسئلة التي تعتمل في الوعي ـ حتى ما كان بسيطا منها ـ هي من تخلِّق المعرفة وتضيف إليها، وتراجع مع علق في الذهن من وعي زائف أو فهم خاطئ.. كانت الأسئلة المشككة تفتح ذهني لمعرفة أكثر، ومنها بعض تلك الأسئلة العصية على الجواب، والتي كانت تغضب منها أمي في عهد طفولتي البريئة والمتسائلة..
كنت أتأمل الصحراء وأوغل فيها أكثر رغم هجيرها، ولفح الريح والرمال المتحركة الساخنة.. كنت أسأل نفسي: هل كانت هذه الصحراء على هذا الحال منذ خلق الله البسيطة؟!
كنت أتوقف على قطع من الأحجار الصغيرة السوداء المجدرة وخفيفة الوزن، والغير متجانسة مع الصحراء، والواضح أنها قادمة من مكان ووسط يختلف تماما عنها، وكان أغلبها بحجم قبضة الكف أو أكبر منها قليلا، وأسأل نفسي: هل هذه القطع كانت يوما ما أجرام سماوية تسبح بالفضاء؟! هل هذه بعض من النيازك والشهب التي يرمي بها الله الشياطين؟!
وحالما أشاهد القواقع المتنوعة في الصحراء كنت أسأل: هل كان البحر يغطي كل هذه اليابسة؟! متى صعد البحر إلى هنا أم كان البحر هنا ثم أنحسر؟! وهل كانت القواقع درجة في سلّم تطور هذه الحياة؟!
أعجبني استاذ الأحياء الفلسطيني وهو يشرح نظرية “داروين” في النشؤ والارتقاء.. كنت أتابعه باندهاش وذهول، وأنا أحدث نفسي بالقول: تبدو معقولة ومنطقية إلى حد بعيد أو على الأقل بعض منها، ولاسيما المؤيدة بالأدلة أو التي أيدها العلم لاحقا..
ما أسمعه من أستاذ الأحياء لم يسبق أن سمعت مثله من قبل.. كان كلام لافت وجدير بالاهتمام، وهو يتحدث عن سُلم التطور والارتقاء وكثير من التفاصيل.. ووجدت بعض من مشترك أو مقاربة عن أصل الإنسان بين نظرية التطور والارتقاء لداروين، وبعض ما أورده إنجلز في كتابه أصل العائلة..
ربما أحسست بمنطقية النظرية أو جلها، وهي في الحال الأسوأ لا تخلو من صحيح ومفيد.. استمتعت بطريقة عرضها، وبعض المؤيدات لبعض وجوهها.. ربما زعزعت بعض قناعاتي بكثير من الشكوك، أو صدّعت بعض من مسلماتي الراسخة والضاربة الجذور في وعيي، فضلا عن كونها تبحث للممكن عن آفاق عريضة..
أعجبتُ بمادة الفلسفة ومواد العلوم والاجتماعيات إجمالا وشعرت أنها تشكل وعي، وتصنع فرقا في معارفي المدرسية والعامة.. كانت تطرح على عقلي كثير من الأسئلة التي تقود إلى معرفة جديدة أو أكثر إشراقا.. تبدلت أشياء كثيرة في ذهني الصغير مما كنت أظن واعتقد.. كنت أشعر أنها تضيف لي شيئا جديدا لم أعهده ولم أعرفه من قبل.
وفي صف ثالث ثانوي بدأت المسافة بيني وبين ما كنت أعتقد تنزاح لصالح الشك أو بعضه.. استحضرت تلك الأسئلة التي كنت أطلقها وأنا صغير بتلقائية وعفوية وبراءة.. بدأت قناعات جديدة تتشكل وهي قناعات أكثر منطقية ومعقولية وبعضها مدعوما بالأدلة.. شعرت أن مفاهيم جديدة تتبلور وتتشكل في عقلي بعيدة عن العواطف والوجدان والخزعبلات..
***
يتبع..
غصة وأسف..
بعض من تفاصيل حياتي
تحوّل معرفي جديد:
في المرحلة الثانوية كنت أقرأ وأتأمل وأنا أجوب الصحراء في عصر كل يوم.. أوزع الاتجاهات على الأيام وأذرع كل يوم اتجاها، وأحيانا أقصد وجهة في الاتجاه بزاوية معينة في الصحراء ذات الامتداد العريض، ثم أعود دون أن أسلك بالضرورة نفس الطريق.. أولغ فيها أقصى ما يمكنني بلوغه، مع مراعاة وقت العودة والغروب، حتى لا يهبط الظلام قبل عودتي إلى مكان السكن في القسم الداخلي.. كنت أشعر وكأنني أول بشر يجوب تلك الصحراء التي تبدو من ناحية الغرب بكرا، ولا أثر لافت لفعل الإنسان فيها، وعلى امتداد عريض.. كنت ابدو كأول رحالة على ظهرها يطويها بقدميه..
مثلما كنت اطلق في الصحراء صوتي العالي، كنت أيضا أطلق العنان لعقلي المتسائل، وأمام الشك كنت أفتح الباب على مصرعيه.. كانت الحيرة المتسائلة تستحوذ على كثيرا من تفكيري.. كان التناقض يحتدم بين التصورات التي تنشأت عليها، وما تعلمته في مادة التربية الإسلامية، وبين ما أتعلمه في الجغرافيا والأحياء والفلسفة وبقية العلوم.. كانت الأسئلة تحفّز عقلي ووعيي الذي لازال طريا وقليل المعرفة، ويحب أن يعرف كل جديد..
عرفت أن التسليم لا يصنع وعيا ولا معرفة ولا تراكم مفيد، بل يصنع تخلفا وبلادة وخمولا.. الجدل والتناقض والإجابة على الاسئلة التي تعتمل في الوعي ـ حتى ما كان بسيطا منها ـ هي من تخلِّق المعرفة وتضيف إليها، وتراجع مع علق في الذهن من وعي زائف أو فهم خاطئ.. كانت الأسئلة المشككة تفتح ذهني لمعرفة أكثر، ومنها بعض تلك الأسئلة العصية على الجواب، والتي كانت تغضب منها أمي في عهد طفولتي البريئة والمتسائلة..
كنت أتأمل الصحراء وأوغل فيها أكثر رغم هجيرها، ولفح الريح والرمال المتحركة الساخنة.. كنت أسأل نفسي: هل كانت هذه الصحراء على هذا الحال منذ خلق الله البسيطة؟!
كنت أتوقف على قطع من الأحجار الصغيرة السوداء المجدرة وخفيفة الوزن، والغير متجانسة مع الصحراء، والواضح أنها قادمة من مكان ووسط يختلف تماما عنها، وكان أغلبها بحجم قبضة الكف أو أكبر منها قليلا، وأسأل نفسي: هل هذه القطع كانت يوما ما أجرام سماوية تسبح بالفضاء؟! هل هذه بعض من النيازك والشهب التي يرمي بها الله الشياطين؟!
وحالما أشاهد القواقع المتنوعة في الصحراء كنت أسأل: هل كان البحر يغطي كل هذه اليابسة؟! متى صعد البحر إلى هنا أم كان البحر هنا ثم أنحسر؟! وهل كانت القواقع درجة في سلّم تطور هذه الحياة؟!
أعجبني استاذ الأحياء الفلسطيني وهو يشرح نظرية “داروين” في النشؤ والارتقاء.. كنت أتابعه باندهاش وذهول، وأنا أحدث نفسي بالقول: تبدو معقولة ومنطقية إلى حد بعيد أو على الأقل بعض منها، ولاسيما المؤيدة بالأدلة أو التي أيدها العلم لاحقا..
ما أسمعه من أستاذ الأحياء لم يسبق أن سمعت مثله من قبل.. كان كلام لافت وجدير بالاهتمام، وهو يتحدث عن سُلم التطور والارتقاء وكثير من التفاصيل.. ووجدت بعض من مشترك أو مقاربة عن أصل الإنسان بين نظرية التطور والارتقاء لداروين، وبعض ما أورده إنجلز في كتابه أصل العائلة..
ربما أحسست بمنطقية النظرية أو جلها، وهي في الحال الأسوأ لا تخلو من صحيح ومفيد.. استمتعت بطريقة عرضها، وبعض المؤيدات لبعض وجوهها.. ربما زعزعت بعض قناعاتي بكثير من الشكوك، أو صدّعت بعض من مسلماتي الراسخة والضاربة الجذور في وعيي، فضلا عن كونها تبحث للممكن عن آفاق عريضة..
أعجبتُ بمادة الفلسفة ومواد العلوم والاجتماعيات إجمالا وشعرت أنها تشكل وعي، وتصنع فرقا في معارفي المدرسية والعامة.. كانت تطرح على عقلي كثير من الأسئلة التي تقود إلى معرفة جديدة أو أكثر إشراقا.. تبدلت أشياء كثيرة في ذهني الصغير مما كنت أظن واعتقد.. كنت أشعر أنها تضيف لي شيئا جديدا لم أعهده ولم أعرفه من قبل.
وفي صف ثالث ثانوي بدأت المسافة بيني وبين ما كنت أعتقد تنزاح لصالح الشك أو بعضه.. استحضرت تلك الأسئلة التي كنت أطلقها وأنا صغير بتلقائية وعفوية وبراءة.. بدأت قناعات جديدة تتشكل وهي قناعات أكثر منطقية ومعقولية وبعضها مدعوما بالأدلة.. شعرت أن مفاهيم جديدة تتبلور وتتشكل في عقلي بعيدة عن العواطف والوجدان والخزعبلات..
***
يتبع..
غصة وأسف..
بعض من تفاصيل حياتي
احمد سيف حاشد:
رد لأحدهم وأمثاله..
أحكي قصة حياة كفاحي ومستقبل أجيال سرقتموها ونهبتموها.. أحكي قصة حياة مملوءة بالكفاح الذي أعتز به، ولا أستعار منه.. وفي كل حال حياتي أشرف ألف مرة من حياة قادتكم الطغاة والمستبدين والقتلة والفاسدين والنهابة واللصوص وقطاع الطرق.. صفحات حياتي أنصع وأشرف من صفحات قادتكم بمختلف مسمياتهم الذين دمروا اليمن ودمروا الحياة والإنسان والمستقبل، فيما أنتم تنقادون بعدهم كالعبيد المستلذين بعبوديتهم.. كالمغتصبين المستمتعين باغتصابهم.. وفضلا عن ذلك تضربون لهم كل صباح تعظيم سلام وموالاة وعبودية..
........................................
(20)
تحوّل معرفي جديد
احمد سيف حاشد
في المرحلة الثانوية كنت أقرأ وأتأمل وأنا أجوب الصحراء في عصر كل يوم.. أوزع الاتجاهات على الأيام وأذرع كل يوم اتجاها، وأحيانا أقصد وجهة في الاتجاه بزاوية معينة في الصحراء ذات الامتداد العريض، ثم أعود دون أن أسلك بالضرورة نفس الطريق.. أولغ فيها أقصى ما يمكنني بلوغه، مع مراعاة وقت العودة والغروب، حتى لا يهبط الظلام قبل عودتي إلى مكان السكن في القسم الداخلي.. كنت أشعر وكأنني أول بشر يجوب تلك الصحراء التي تبدو من ناحية الغرب بكرا، ولا أثر لافت لفعل الإنسان فيها، وعلى امتداد عريض.. كنت ابدو كأول رحالة على ظهرها يطويها بقدميه..
مثلما كنت اطلق في الصحراء صوتي العالي، كنت أيضا أطلق العنان لعقلي المتسائل، وأمام الشك كنت أفتح الباب على مصرعيه.. كانت الحيرة المتسائلة تستحوذ على كثيرا من تفكيري.. كان التناقض يحتدم بين التصورات التي تنشأت عليها، وما تعلمته في مادة التربية الإسلامية، وبين ما أتعلمه في الجغرافيا والأحياء والفلسفة وبقية العلوم.. كانت الأسئلة تحفّز عقلي ووعيي الذي لازال طريا وقليل المعرفة، ويحب أن يعرف كل جديد..
عرفت أن التسليم لا يصنع وعيا ولا معرفة ولا تراكم مفيد، بل يصنع تخلفا وبلادة وخمولا.. الجدل والتناقض والإجابة على الاسئلة التي تعتمل في الوعي ـ حتى ما كان بسيطا منها ـ هي من تخلِّق المعرفة وتضيف إليها، وتراجع مع علق في الذهن من وعي زائف أو فهم خاطئ.. كانت الأسئلة المشككة تفتح ذهني لمعرفة أكثر، ومنها بعض تلك الأسئلة العصية على الجواب، والتي كانت تغضب منها أمي في عهد طفولتي البريئة والمتسائلة..
كنت أتأمل الصحراء وأوغل فيها أكثر رغم هجيرها، ولفح الريح والرمال المتحركة الساخنة.. كنت أسأل نفسي: هل كانت هذه الصحراء على هذا الحال منذ خلق الله البسيطة؟!
كنت أتوقف على قطع من الأحجار الصغيرة السوداء المجدرة وخفيفة الوزن، والغير متجانسة مع الصحراء، والواضح أنها قادمة من مكان ووسط يختلف تماما عنها، وكان أغلبها بحجم قبضة الكف أو أكبر منها قليلا، وأسأل نفسي: هل هذه القطع كانت يوما ما أجرام سماوية تسبح بالفضاء؟! هل هذه بعض من النيازك والشهب التي يرمي بها الله الشياطين؟!
وحالما أشاهد القواقع المتنوعة في الصحراء كنت أسأل: هل كان البحر يغطي كل هذه اليابسة؟! متى صعد البحر إلى هنا أم كان البحر هنا ثم أنحسر؟! وهل كانت القواقع درجة في سلّم تطور هذه الحياة؟!
أعجبني استاذ الأحياء الفلسطيني وهو يشرح نظرية “داروين” في النشؤ والارتقاء.. كنت أتابعه باندهاش وذهول، وأنا أحدث نفسي بالقول: تبدو معقولة ومنطقية إلى حد بعيد أو على الأقل بعض منها، ولاسيما المؤيدة بالأدلة أو التي أيدها العلم لاحقا..
ما أسمعه من أستاذ الأحياء لم يسبق أن سمعت مثله من قبل.. كان كلام لافت وجدير بالاهتمام، وهو يتحدث عن سُلم التطور والارتقاء وكثير من التفاصيل.. ووجدت بعض من مشترك أو مقاربة عن أصل الإنسان بين نظرية التطور والارتقاء لداروين، وبعض ما أورده إنجلز في كتابه أصل العائلة..
ربما أحسست بمنطقية النظرية أو جلها، وهي في الحال الأسوأ لا تخلو من صحيح ومفيد.. استمتعت بطريقة عرضها، وبعض المؤيدات لبعض وجوهها.. ربما زعزعت بعض قناعاتي بكثير من الشكوك، أو صدّعت بعض من مسلماتي الراسخة والضاربة الجذور في وعيي، فضلا عن كونها تبحث للممكن عن آفاق عريضة..
أعجبتُ بمادة الفلسفة ومواد العلوم والاجتماعيات إجمالا وشعرت أنها تشكل وعي، وتصنع فرقا في معارفي المدرسية والعامة.. كانت تطرح على عقلي كثير من الأسئلة التي تقود إلى معرفة جديدة أو أكثر إشراقا.. تبدلت أشياء كثيرة في ذهني الصغير مما كنت أظن واعتقد.. كنت أشعر أنها تضيف لي شيئا جديدا لم أعهده ولم أعرفه من قبل.
وفي صف ثالث ثانوي بدأت المسافة بيني وبين ما كنت أعتقد تنزاح لصالح الشك أو بعضه.. استحضرت تلك الأسئلة التي كنت أطلقها وأنا صغير بتلقائية وعفوية وبراءة.. بدأت قناعات جديدة تتشكل وهي قناعات أكثر منطقية ومعقولية وبعضها مدعوما بالأدلة.. شعرت أن مفاهيم جديدة تتبلور وتتشكل في عقلي بعيدة عن العواطف والوجدان والخزعبلات..
***
يتبع..
غصة وأسف..
بعض من تفاصيل حياتي
رد لأحدهم وأمثاله..
أحكي قصة حياة كفاحي ومستقبل أجيال سرقتموها ونهبتموها.. أحكي قصة حياة مملوءة بالكفاح الذي أعتز به، ولا أستعار منه.. وفي كل حال حياتي أشرف ألف مرة من حياة قادتكم الطغاة والمستبدين والقتلة والفاسدين والنهابة واللصوص وقطاع الطرق.. صفحات حياتي أنصع وأشرف من صفحات قادتكم بمختلف مسمياتهم الذين دمروا اليمن ودمروا الحياة والإنسان والمستقبل، فيما أنتم تنقادون بعدهم كالعبيد المستلذين بعبوديتهم.. كالمغتصبين المستمتعين باغتصابهم.. وفضلا عن ذلك تضربون لهم كل صباح تعظيم سلام وموالاة وعبودية..
........................................
(20)
تحوّل معرفي جديد
احمد سيف حاشد
في المرحلة الثانوية كنت أقرأ وأتأمل وأنا أجوب الصحراء في عصر كل يوم.. أوزع الاتجاهات على الأيام وأذرع كل يوم اتجاها، وأحيانا أقصد وجهة في الاتجاه بزاوية معينة في الصحراء ذات الامتداد العريض، ثم أعود دون أن أسلك بالضرورة نفس الطريق.. أولغ فيها أقصى ما يمكنني بلوغه، مع مراعاة وقت العودة والغروب، حتى لا يهبط الظلام قبل عودتي إلى مكان السكن في القسم الداخلي.. كنت أشعر وكأنني أول بشر يجوب تلك الصحراء التي تبدو من ناحية الغرب بكرا، ولا أثر لافت لفعل الإنسان فيها، وعلى امتداد عريض.. كنت ابدو كأول رحالة على ظهرها يطويها بقدميه..
مثلما كنت اطلق في الصحراء صوتي العالي، كنت أيضا أطلق العنان لعقلي المتسائل، وأمام الشك كنت أفتح الباب على مصرعيه.. كانت الحيرة المتسائلة تستحوذ على كثيرا من تفكيري.. كان التناقض يحتدم بين التصورات التي تنشأت عليها، وما تعلمته في مادة التربية الإسلامية، وبين ما أتعلمه في الجغرافيا والأحياء والفلسفة وبقية العلوم.. كانت الأسئلة تحفّز عقلي ووعيي الذي لازال طريا وقليل المعرفة، ويحب أن يعرف كل جديد..
عرفت أن التسليم لا يصنع وعيا ولا معرفة ولا تراكم مفيد، بل يصنع تخلفا وبلادة وخمولا.. الجدل والتناقض والإجابة على الاسئلة التي تعتمل في الوعي ـ حتى ما كان بسيطا منها ـ هي من تخلِّق المعرفة وتضيف إليها، وتراجع مع علق في الذهن من وعي زائف أو فهم خاطئ.. كانت الأسئلة المشككة تفتح ذهني لمعرفة أكثر، ومنها بعض تلك الأسئلة العصية على الجواب، والتي كانت تغضب منها أمي في عهد طفولتي البريئة والمتسائلة..
كنت أتأمل الصحراء وأوغل فيها أكثر رغم هجيرها، ولفح الريح والرمال المتحركة الساخنة.. كنت أسأل نفسي: هل كانت هذه الصحراء على هذا الحال منذ خلق الله البسيطة؟!
كنت أتوقف على قطع من الأحجار الصغيرة السوداء المجدرة وخفيفة الوزن، والغير متجانسة مع الصحراء، والواضح أنها قادمة من مكان ووسط يختلف تماما عنها، وكان أغلبها بحجم قبضة الكف أو أكبر منها قليلا، وأسأل نفسي: هل هذه القطع كانت يوما ما أجرام سماوية تسبح بالفضاء؟! هل هذه بعض من النيازك والشهب التي يرمي بها الله الشياطين؟!
وحالما أشاهد القواقع المتنوعة في الصحراء كنت أسأل: هل كان البحر يغطي كل هذه اليابسة؟! متى صعد البحر إلى هنا أم كان البحر هنا ثم أنحسر؟! وهل كانت القواقع درجة في سلّم تطور هذه الحياة؟!
أعجبني استاذ الأحياء الفلسطيني وهو يشرح نظرية “داروين” في النشؤ والارتقاء.. كنت أتابعه باندهاش وذهول، وأنا أحدث نفسي بالقول: تبدو معقولة ومنطقية إلى حد بعيد أو على الأقل بعض منها، ولاسيما المؤيدة بالأدلة أو التي أيدها العلم لاحقا..
ما أسمعه من أستاذ الأحياء لم يسبق أن سمعت مثله من قبل.. كان كلام لافت وجدير بالاهتمام، وهو يتحدث عن سُلم التطور والارتقاء وكثير من التفاصيل.. ووجدت بعض من مشترك أو مقاربة عن أصل الإنسان بين نظرية التطور والارتقاء لداروين، وبعض ما أورده إنجلز في كتابه أصل العائلة..
ربما أحسست بمنطقية النظرية أو جلها، وهي في الحال الأسوأ لا تخلو من صحيح ومفيد.. استمتعت بطريقة عرضها، وبعض المؤيدات لبعض وجوهها.. ربما زعزعت بعض قناعاتي بكثير من الشكوك، أو صدّعت بعض من مسلماتي الراسخة والضاربة الجذور في وعيي، فضلا عن كونها تبحث للممكن عن آفاق عريضة..
أعجبتُ بمادة الفلسفة ومواد العلوم والاجتماعيات إجمالا وشعرت أنها تشكل وعي، وتصنع فرقا في معارفي المدرسية والعامة.. كانت تطرح على عقلي كثير من الأسئلة التي تقود إلى معرفة جديدة أو أكثر إشراقا.. تبدلت أشياء كثيرة في ذهني الصغير مما كنت أظن واعتقد.. كنت أشعر أنها تضيف لي شيئا جديدا لم أعهده ولم أعرفه من قبل.
وفي صف ثالث ثانوي بدأت المسافة بيني وبين ما كنت أعتقد تنزاح لصالح الشك أو بعضه.. استحضرت تلك الأسئلة التي كنت أطلقها وأنا صغير بتلقائية وعفوية وبراءة.. بدأت قناعات جديدة تتشكل وهي قناعات أكثر منطقية ومعقولية وبعضها مدعوما بالأدلة.. شعرت أن مفاهيم جديدة تتبلور وتتشكل في عقلي بعيدة عن العواطف والوجدان والخزعبلات..
***
يتبع..
غصة وأسف..
بعض من تفاصيل حياتي
في السلك العسكري
الالتحاق بالكلية العسكرية
احمد سيف حاشد
لأول مرة يظهر اسمي في لائحة الشرف على بوابة الكلية العسكرية بعد أن أحرزت المركز الأول في الدفعة.. لأول مرة استلم جائزة من رئيس يمني.. المرة الأولى التي أسافر فيها إلى خارج اليمن.. المرة الأولى التي أركب فيها طائرة.. لأول مرة أشاهد العالم من علو مرتفع.. أول مرة أعرف "المترو" والتنقل في أنفاق طويلة تحت الأرض في عاصمة عظيمة.. لأول مرة أشاهد رجال يقبّلون حبيباتهم وزوجاتهم في أمكنة عامة.. لأول مرة أدخل "سيرك".. لأول مرة أشاهد بأم عيني حضارة أخرى، وعالم مختلف عمّا أعتدته وألفته..
***
(١)
اختيار وعيب وفحص
ما أن أتممت الثانوية العامة عام 1981حتى كان عليّ أن أحسن اختيار الجواب على سؤال: ماذا بعد؟؟! كنت أشــعر أن الجواب مهم، وعليّ أن أجيد الاختيار؛ لأن مستقبلي سيكون محكوما به.. كنت أشعر إن الإجــابة تحتاج لبعض من التريث والاستغراق.. شعرت في بعض الأحايين حيال ذلك بالحيرة والأرق.. وجدت أنني على مفترق طرق، وأنني سأدفع ثمن أي خطأ في الاختيار، وربما ترافقني الخيبة ما بقي من العمر إن لم أحسن الاختيار أو يسيء تقديري فيه.. وقد داهمتني في حياتي الماضية خيبات عديدة جعلتني أردد قول الشاعر:
”مَا كلُّ ما يَتَمَنّى المَرْءُ يُدْرِكُهُ... تجرِي الرّياحُ بمَا لا تَشتَهي السّفُنُ”.
تمنيت أن أحصل على منحة دراسية بعد الثانوية العامة في الخارج شأني شأن عدد غير قليل من أقراني، ومن هم دون مستواي؛ حيث كانت محصلة نتيجتي في الثانوية العامة جيد جداً.. كنت أريد أن أحصل على منحة دراسة في الإعلام أو الآداب أو العلاقات الدولية أو العلوم السياسية أو الفلسفة أو علم الاجتماع أو نحو ذلك.. لكن على ما يبدو كنت عاثر الحظ، وقليل الحيلة، ولم أتلقِ دعم من أي جهة أو شخصية حتى في حدود ما يسمح لي بالوصول إلى المنافسة التي تتيح لي فرصة السباق والمفاضلة للفوز بمنحة دراسية..
وبعد هذا الإخفاق لا بأس الآن .. سألتحق بالكلية العسكرية.. كان هذا الاختيار يعني أنني سأختصر الطريق.. اختصار من عمر لا أريد أن أبدد منه سنتين في الخدمة العسكرية، وفيما بعدها ينتظرني المجهول، لماذا لا ألتحق بالكلية العسكرية الآن طالما يمكنني الالتحاق بها، وأتقاضى منها راتبا، وأتخرج منها برتبة ملازم ثاني؟! هكذا فكرت أو دارت الأفكار في خلدي على ذلك النحو..
بدا لي هذا الاختيار متاحا وممكنا ولاسيما أنه يختصر مشوار السنتين التي يقف المجهول عند نهايتها، ودون أن تضيفا شيئا إلى مستقبل انشده.. فيما سأجد في الكلية معارف عسكرية أهم وأكثر، ربما احتاجها في نضالي القادم في الشمال..
كما أن أخي علي سيف حاشد كان هو الآخر خريجاً من الكلية الحربية بصنعاء في مطلع الستينات، وكان له دور نضالي في حماية الجمهورية، وكسر حصار السبعين يوم على صنعاء مع زملائه الأفذاذ، عبد الرقيب عبد الوهاب والوحش وصالح سرحان وغيرهم..
لقد كنت بالفعل فخورا بما أنجزه أخي في الحياة العسكرية دفاعاً عن الثورة والنظام الجمهوري.. أردت أن أكون مثله أو أكثر منه إن استطعت رغم تغير الظروف وتبدل الأحوال.. كان أخي شجاعا ومقداما ومحبوبا ويحمل صفات قيادية كثيرة ومتعددة.. كنت أريد أن أسلك مسلكاً يحاكي تجربته في الحياة، أو على الأقل أختط خطاً مقارباً له.. كان ضابطا مشهوداً له بالشجاعة والبسالة، وكان يسارياً ثورياً ومنتمي تنظيميا للحزب الديمقراطي الثوري، ومتمرداً على النظام في الشمال، ويرى في قضايا الناس والتقدم قضيته الأولى.
كان يتوقف قبولي في الكلية العسكرية على اجتياز الفحص الطبي.. كنت أظن أن القبول يتوقف فقط على اللياقة البدنية، وربما فحص طبي، ولكن لم يتبادر إلى ذهني أنه سيشمل الأعضاء التناسلية..
قبل المعاينة الطبية كنت أشعر بالخجل من معاينة الطبيب لأعضائي التناسلية.. كنت أسأل نفسي: كيف يتجرأ الطبيب أن يفعل هذا؟! وأين سأدس وجهي من الخجل حين يفعل؟! وكيف سيكون هذا الفعل؟!
ما حدث لم أكن أتوقعه قبل أن أقرر انضمامي للكلية العسكرية، ولو كنت أعلم هذا ما كنت أختار هذا الانضمام؟! لم أتصور أن شيئا من هذا القبيل سيحدث في هذا العبور الذي فاجئني ولم يكن بحسباني، وقد شعرتُ عند المعاينة أن الخجل يبلعني من قمة رأسي إلى أخمس قدماي..
غالبت نفسي، وقمعتُ عقد الممانعة، واجتزت الفحص الطبي بنجاح، وكذا اللياقة البدنية، وكانت خشيتي كبيرة ألا أجتاز الفحص الطبي بسبب وجود دوالي خفيفة في الخصيتين، غير أن الأمر كان بسيطا وغير ملحوظ، ولم يشكل أي مانع من الالتحاق بالكلية العسكرية..
حصلت على مقعد من المقاعد المخصصة لما كانت تُعرف بالجبهة الوطنية الديمقراطية (جودي) التي تم تخصيص حوالي 12 مقعداً لها في تلك الدفعة وهي الدفعة العاشرة، وكانت هنالك مقاعد أخرى تمنح أيضا لما يعرف بحركة التحرر الوطني، مخصصة لفلسطينيين وأكراد وشيوعيين عراقيين وعمانيين..
تذكرت “علوان” في قريتنا.. الرجل الحساس والخجول والقبيلي المعتز بقيم العيب ومفهوم الر
الالتحاق بالكلية العسكرية
احمد سيف حاشد
لأول مرة يظهر اسمي في لائحة الشرف على بوابة الكلية العسكرية بعد أن أحرزت المركز الأول في الدفعة.. لأول مرة استلم جائزة من رئيس يمني.. المرة الأولى التي أسافر فيها إلى خارج اليمن.. المرة الأولى التي أركب فيها طائرة.. لأول مرة أشاهد العالم من علو مرتفع.. أول مرة أعرف "المترو" والتنقل في أنفاق طويلة تحت الأرض في عاصمة عظيمة.. لأول مرة أشاهد رجال يقبّلون حبيباتهم وزوجاتهم في أمكنة عامة.. لأول مرة أدخل "سيرك".. لأول مرة أشاهد بأم عيني حضارة أخرى، وعالم مختلف عمّا أعتدته وألفته..
***
(١)
اختيار وعيب وفحص
ما أن أتممت الثانوية العامة عام 1981حتى كان عليّ أن أحسن اختيار الجواب على سؤال: ماذا بعد؟؟! كنت أشــعر أن الجواب مهم، وعليّ أن أجيد الاختيار؛ لأن مستقبلي سيكون محكوما به.. كنت أشعر إن الإجــابة تحتاج لبعض من التريث والاستغراق.. شعرت في بعض الأحايين حيال ذلك بالحيرة والأرق.. وجدت أنني على مفترق طرق، وأنني سأدفع ثمن أي خطأ في الاختيار، وربما ترافقني الخيبة ما بقي من العمر إن لم أحسن الاختيار أو يسيء تقديري فيه.. وقد داهمتني في حياتي الماضية خيبات عديدة جعلتني أردد قول الشاعر:
”مَا كلُّ ما يَتَمَنّى المَرْءُ يُدْرِكُهُ... تجرِي الرّياحُ بمَا لا تَشتَهي السّفُنُ”.
تمنيت أن أحصل على منحة دراسية بعد الثانوية العامة في الخارج شأني شأن عدد غير قليل من أقراني، ومن هم دون مستواي؛ حيث كانت محصلة نتيجتي في الثانوية العامة جيد جداً.. كنت أريد أن أحصل على منحة دراسة في الإعلام أو الآداب أو العلاقات الدولية أو العلوم السياسية أو الفلسفة أو علم الاجتماع أو نحو ذلك.. لكن على ما يبدو كنت عاثر الحظ، وقليل الحيلة، ولم أتلقِ دعم من أي جهة أو شخصية حتى في حدود ما يسمح لي بالوصول إلى المنافسة التي تتيح لي فرصة السباق والمفاضلة للفوز بمنحة دراسية..
وبعد هذا الإخفاق لا بأس الآن .. سألتحق بالكلية العسكرية.. كان هذا الاختيار يعني أنني سأختصر الطريق.. اختصار من عمر لا أريد أن أبدد منه سنتين في الخدمة العسكرية، وفيما بعدها ينتظرني المجهول، لماذا لا ألتحق بالكلية العسكرية الآن طالما يمكنني الالتحاق بها، وأتقاضى منها راتبا، وأتخرج منها برتبة ملازم ثاني؟! هكذا فكرت أو دارت الأفكار في خلدي على ذلك النحو..
بدا لي هذا الاختيار متاحا وممكنا ولاسيما أنه يختصر مشوار السنتين التي يقف المجهول عند نهايتها، ودون أن تضيفا شيئا إلى مستقبل انشده.. فيما سأجد في الكلية معارف عسكرية أهم وأكثر، ربما احتاجها في نضالي القادم في الشمال..
كما أن أخي علي سيف حاشد كان هو الآخر خريجاً من الكلية الحربية بصنعاء في مطلع الستينات، وكان له دور نضالي في حماية الجمهورية، وكسر حصار السبعين يوم على صنعاء مع زملائه الأفذاذ، عبد الرقيب عبد الوهاب والوحش وصالح سرحان وغيرهم..
لقد كنت بالفعل فخورا بما أنجزه أخي في الحياة العسكرية دفاعاً عن الثورة والنظام الجمهوري.. أردت أن أكون مثله أو أكثر منه إن استطعت رغم تغير الظروف وتبدل الأحوال.. كان أخي شجاعا ومقداما ومحبوبا ويحمل صفات قيادية كثيرة ومتعددة.. كنت أريد أن أسلك مسلكاً يحاكي تجربته في الحياة، أو على الأقل أختط خطاً مقارباً له.. كان ضابطا مشهوداً له بالشجاعة والبسالة، وكان يسارياً ثورياً ومنتمي تنظيميا للحزب الديمقراطي الثوري، ومتمرداً على النظام في الشمال، ويرى في قضايا الناس والتقدم قضيته الأولى.
كان يتوقف قبولي في الكلية العسكرية على اجتياز الفحص الطبي.. كنت أظن أن القبول يتوقف فقط على اللياقة البدنية، وربما فحص طبي، ولكن لم يتبادر إلى ذهني أنه سيشمل الأعضاء التناسلية..
قبل المعاينة الطبية كنت أشعر بالخجل من معاينة الطبيب لأعضائي التناسلية.. كنت أسأل نفسي: كيف يتجرأ الطبيب أن يفعل هذا؟! وأين سأدس وجهي من الخجل حين يفعل؟! وكيف سيكون هذا الفعل؟!
ما حدث لم أكن أتوقعه قبل أن أقرر انضمامي للكلية العسكرية، ولو كنت أعلم هذا ما كنت أختار هذا الانضمام؟! لم أتصور أن شيئا من هذا القبيل سيحدث في هذا العبور الذي فاجئني ولم يكن بحسباني، وقد شعرتُ عند المعاينة أن الخجل يبلعني من قمة رأسي إلى أخمس قدماي..
غالبت نفسي، وقمعتُ عقد الممانعة، واجتزت الفحص الطبي بنجاح، وكذا اللياقة البدنية، وكانت خشيتي كبيرة ألا أجتاز الفحص الطبي بسبب وجود دوالي خفيفة في الخصيتين، غير أن الأمر كان بسيطا وغير ملحوظ، ولم يشكل أي مانع من الالتحاق بالكلية العسكرية..
حصلت على مقعد من المقاعد المخصصة لما كانت تُعرف بالجبهة الوطنية الديمقراطية (جودي) التي تم تخصيص حوالي 12 مقعداً لها في تلك الدفعة وهي الدفعة العاشرة، وكانت هنالك مقاعد أخرى تمنح أيضا لما يعرف بحركة التحرر الوطني، مخصصة لفلسطينيين وأكراد وشيوعيين عراقيين وعمانيين..
تذكرت “علوان” في قريتنا.. الرجل الحساس والخجول والقبيلي المعتز بقيم العيب ومفهوم الر
جولة المطبوعة في تصوره الأخلاقي، والذي لم يفرط باقلّها هونا، حتى وإن قتل نفسه، بل وآثر الانتحار على أن يمس بعيب حتى من قبل الطبيب، لن يساوم فيما يراه من عيب وإن بات ما يعانيه خطرا يتهدد حياته..
"علوان" الذي آثر الموت على معاينة الطبيب للباسور الذي كان على ما يبدو قد بلغ حد لا يحتمل من التضخم والنزيف والألم البالغ، وهو ما أدّى به إلى اتخاذ قرار الانتحار، وتنفيذ هذا القرار؛ للخلاص من الألم الذي يعذبه بكتمان، والعيب الذي يثقله، والحيلولة دون أن يرى الطبيب فتحت شرجه.. كم نحن مثقلين بالعيب والحياء والحرج والخجل إلى حد ربما يفوق التصور في بعض الأحيان!!
كيف لنا أن نفكك تلك العاهات التي تنشّأنا عليها منذ سنوات الحضانة، وتجذرت في سنوات الطفولة الأولى، ثم السنوات التي تليها، وما بعدها؟! ما أحوجنا أن نعيد صياغة الوعي المعطوب، أو المشوه بالعيب الشائه؟! كم هي الحاجة ملحة لتفكيك العُقد المستحكمة والمتحكمة في حياتنا ومستقبلنا، والتي تظل تلازمنا من الحضانة حتى أزيف العمر؟!
ما أحوجنا أن نبدد الظلام الكثيف الذي أستولي على براءة طفولتنا الأولى، ويريد أن يثقل كواهلنا حتى آخر العمر بالتصورات المختلة للأخلاق، والقيم المختلة والمشوهة للوعي والتربية؟!! كم نحن بحاجة أن نتصالح مع أنفسنا لنتعايش مع حقيقتنا بدون أقنعة، وبدون تزييف أو تزوير أو مساحيق تجميل؟!!
كم نحن بحاجة لأن نتعلم التصالح مع أنفسنا في الطفولة ومقتبل العمر لنقبل على الحياة متعافين بسوية، وحياة خالية من العاهات والعقد والتشوهات الأخرى التي تدمر الوعي أو تعطبه، أو تجعله كسيحا ومثقلا بالإعاقة والكلفة البالغة وفادح قد يصل إلى انتزاع الروح؟!..
***
يتبع..
بعض من تفاصيل حياتي
"علوان" الذي آثر الموت على معاينة الطبيب للباسور الذي كان على ما يبدو قد بلغ حد لا يحتمل من التضخم والنزيف والألم البالغ، وهو ما أدّى به إلى اتخاذ قرار الانتحار، وتنفيذ هذا القرار؛ للخلاص من الألم الذي يعذبه بكتمان، والعيب الذي يثقله، والحيلولة دون أن يرى الطبيب فتحت شرجه.. كم نحن مثقلين بالعيب والحياء والحرج والخجل إلى حد ربما يفوق التصور في بعض الأحيان!!
كيف لنا أن نفكك تلك العاهات التي تنشّأنا عليها منذ سنوات الحضانة، وتجذرت في سنوات الطفولة الأولى، ثم السنوات التي تليها، وما بعدها؟! ما أحوجنا أن نعيد صياغة الوعي المعطوب، أو المشوه بالعيب الشائه؟! كم هي الحاجة ملحة لتفكيك العُقد المستحكمة والمتحكمة في حياتنا ومستقبلنا، والتي تظل تلازمنا من الحضانة حتى أزيف العمر؟!
ما أحوجنا أن نبدد الظلام الكثيف الذي أستولي على براءة طفولتنا الأولى، ويريد أن يثقل كواهلنا حتى آخر العمر بالتصورات المختلة للأخلاق، والقيم المختلة والمشوهة للوعي والتربية؟!! كم نحن بحاجة أن نتصالح مع أنفسنا لنتعايش مع حقيقتنا بدون أقنعة، وبدون تزييف أو تزوير أو مساحيق تجميل؟!!
كم نحن بحاجة لأن نتعلم التصالح مع أنفسنا في الطفولة ومقتبل العمر لنقبل على الحياة متعافين بسوية، وحياة خالية من العاهات والعقد والتشوهات الأخرى التي تدمر الوعي أو تعطبه، أو تجعله كسيحا ومثقلا بالإعاقة والكلفة البالغة وفادح قد يصل إلى انتزاع الروح؟!..
***
يتبع..
بعض من تفاصيل حياتي
سلطة صنعاء وكابوس حاشد
صلاح القرشي:
محمد العماد كان باقي يقول ان النائب حاشد هو الذي قتل بطائراته الحربية قاسم سليماني وابو مهدي المهندس ، اثناء مهاجمته له في برنامجه (من دون سياسة) يوم امس
يبدو ان الحوثيين ومحمد العماد لم يستطيعوا بالقانون عمل شيء لحاشد ، فتحولوا الى محاولة التخلص منه باي وسيلة وتحت اي مبرر وتهم يختلقونها ، وإلصاقها بحاشد ، وحتى تهم مايقومون به خصومهم ضدهم الذين يتآمرون عليهم ، والخلايا التي اوقفوها تحت شعار (فٱحبط اعمالهم ) والقول ان سبب قيام اعضاء هولاء الخلايا العميلة هو متابعتهم وقراءتهم لما يكتبه حاشد في شبكة التواصل الاجتماعي.
قليل عقول ، فماهو الذي كتبه حاشد لكي يلصقون به هذه التهمة ؟ . حاشد كل كتاباته تقريبا تتوزع بين الدفاع عن المال العام من سطوة اللصوص والمتنفذين ، او الدفاع عن مظلومية الناس في وجه تعسف مشرفي وقادة الاجهزة الامنية ومسؤولي السلطة ، مثل قضية إقبال الحكيمي وغيرها وغيرها، او بتضامنه ودفاعه عن حقوق الناس مثل ما دافع عن حقوق اصحاب شبكات النت من تعسف وزير الاتصالات ، يعني معظم كتابات حاشد تدور حول هذه المواضيع وما يقوم به في مجلس النواب ووفقا للقانون ولائحة المجلس ، فلماذا تحملون حاشد تآمر تحالف العدوان ضدكم وبما يفعلوه خصومكم من الاحزاب السياسية ومراكز القوى السابقة ضدكم ، وخلاياهم التجسسية ؟ ، وتحاولون الزج بٱسمه في هذه الاحداث وهذه التهم ؟
بصراحة عندما نتابع هجوم اعلام الحوثيين و بعض قياداتهم على النائب احمد حاشد، يصاب الواحد بالغثيان ، و نستنتج ان سلطة الحوثيين اصبحت تنظر لحاشد وكٱنه يمثل كابوس لها اكثر ما تمثله الجبهات العسكرية لها ، لماذا؟
براي لانه يعري اعمالها التي تخالف الدستور والقانون ، ولانه يكشفبعض فساد قيادة السلطة وإنحرافاتها ، ولانه يفضح دجلهم على الشعب تحت مبررات عنصرية ومذهبية ودينية، .ولانه يفضح نوايا سلطة الامر الواقع في صنعاء في إقامة حكم كهنوتي ظلامي عنصري مستبد لفئة معينه تستفرد بالسلطة والثروة والقوة وتستعبد اليمنين في جزء من الوطن اليمني ، مفرطة بوحدة الوطن لصالح الغزاة والطامعين واصحاب المشاريع المناطقية والطائفية ومتقاسمة معهم الارض والحكم ، وممزقة للنسيج الاجتماعي لليمنين ، ولاتضع لقيم العدالة والمساوءة والحرية بين الناس اي اعتبار ،
هذه هي الحقيقة .التي تريد سلطة صنعاء اخفائها تحت مبررات (انها تتصدى لعشرات الدول وتحشر ابناء القبائل الى الجبهات كجهاد في سبيل الله ضد المنافقين والكفرة الذين لايقبل الله ايمانهم ولا اسلامهم لانهم يرفضون التسليم لحكم "السادة" المطلق من ذوي الاصول الفارسية في الهضبة الشمالية اليمنية ومن اجل وتحرير القدس وفلسطين )
وكلها شعارات مخادعة وخرافية تستخدمها لتثبيت سلطتها مستغلة جهل الكثير من اليمنين ، ومستغلة ايضا حبهم للال البيت وللامام علي كرم الله وجه .
لذلك هذه السلطة تخشى من الحقيقة ومن العدالة ومن المساوءة ، ومن تطبيق القانون والدستور ، اكثر مما تخشاه في جبهات القتال، ولهذا تحاول اسكات او التخلص من الاصوات الوطنية المحبة والمخلصة للشعب والوطن مثل النائب حاشد .
# بقلم _صلاح _ القرشي
16/3/2020
.................................................
صلاح القرشي:
قلت الحقيقة يا نزار الخالد ، ماكتبته بحق حاشد كنت راااائعا فيه ، لقد وصفت بعض من حقائق وخصال رجل يمني يملك شموخ وعزة بشموخ جبال اليمن ، يعشق الحرية محبا ومخلصا لشعبه ووطنه بلا حدود، شجاع ومسارع لنصرة المستضعفين والمظلومين ايضا بلا حدود ، يعرف بالمدافع الامين والشرس عن مصالح الشعب والمال العام من نهب المتنفذين والفاسدين ، وامراء الحرب وسارقي السلطة ،
لا يخشى طغيانهم ولا ترهيبهم ، فلا حدود الموت وازهاق حياته تنفع معه لتوقفه ، ولا حدود السجن والترهيب والتهديد نفعت معه، لكي تثنيه عن خطه الوطني ونضاله وكفاحة من اجل تعزيز و تثبت ونشر قيم الحرية والعدالة والمساوءة ، فهو جاهز ومستعد لدفع الثمن وهي اغلى ما يملكه وهي حياته في سبيل ذلك .
رجل بقامة وهامة النائب البرلماني احمد سيف حاشد من الطبيعي ان لاينفع معه طغيان وجبروت فراعنة السلطة ، لان نبتته اصيله ومكونة من خلاصة عصارة معادن وملح ارض اليمن الطاهرة ، االممزوجه بمعاناة وقيم وعادات وتراث وتاريخ شعب اليمن العظيم ،
فلا هو طارئ على جغرافية اليمن ولا هو دخيل عليها، ليكون جبارا شقيا إنتهازيا مستعبدا وقاتلا للٱبناء شعب اليمن، ناهبا لثرواتهم ، ومفرطا بٱرضهم لصالح الغزاة والطامعين .
فالتحية والاجلال لك ياحاشد .
…………………………………………………………………
حاشد و باقزقوز
نزار الخالد
الوطن يحتاج الي رجال من خاص و مميزين شجعان و مخلصين للدفاع عنه يآثرون على انفسهم وان كان بهم خصاصه, يدافعون عن الشعب و لقمة عيشه و كرامته و حقه الطبيعي في الامن و الاستقرار دون
صلاح القرشي:
محمد العماد كان باقي يقول ان النائب حاشد هو الذي قتل بطائراته الحربية قاسم سليماني وابو مهدي المهندس ، اثناء مهاجمته له في برنامجه (من دون سياسة) يوم امس
يبدو ان الحوثيين ومحمد العماد لم يستطيعوا بالقانون عمل شيء لحاشد ، فتحولوا الى محاولة التخلص منه باي وسيلة وتحت اي مبرر وتهم يختلقونها ، وإلصاقها بحاشد ، وحتى تهم مايقومون به خصومهم ضدهم الذين يتآمرون عليهم ، والخلايا التي اوقفوها تحت شعار (فٱحبط اعمالهم ) والقول ان سبب قيام اعضاء هولاء الخلايا العميلة هو متابعتهم وقراءتهم لما يكتبه حاشد في شبكة التواصل الاجتماعي.
قليل عقول ، فماهو الذي كتبه حاشد لكي يلصقون به هذه التهمة ؟ . حاشد كل كتاباته تقريبا تتوزع بين الدفاع عن المال العام من سطوة اللصوص والمتنفذين ، او الدفاع عن مظلومية الناس في وجه تعسف مشرفي وقادة الاجهزة الامنية ومسؤولي السلطة ، مثل قضية إقبال الحكيمي وغيرها وغيرها، او بتضامنه ودفاعه عن حقوق الناس مثل ما دافع عن حقوق اصحاب شبكات النت من تعسف وزير الاتصالات ، يعني معظم كتابات حاشد تدور حول هذه المواضيع وما يقوم به في مجلس النواب ووفقا للقانون ولائحة المجلس ، فلماذا تحملون حاشد تآمر تحالف العدوان ضدكم وبما يفعلوه خصومكم من الاحزاب السياسية ومراكز القوى السابقة ضدكم ، وخلاياهم التجسسية ؟ ، وتحاولون الزج بٱسمه في هذه الاحداث وهذه التهم ؟
بصراحة عندما نتابع هجوم اعلام الحوثيين و بعض قياداتهم على النائب احمد حاشد، يصاب الواحد بالغثيان ، و نستنتج ان سلطة الحوثيين اصبحت تنظر لحاشد وكٱنه يمثل كابوس لها اكثر ما تمثله الجبهات العسكرية لها ، لماذا؟
براي لانه يعري اعمالها التي تخالف الدستور والقانون ، ولانه يكشفبعض فساد قيادة السلطة وإنحرافاتها ، ولانه يفضح دجلهم على الشعب تحت مبررات عنصرية ومذهبية ودينية، .ولانه يفضح نوايا سلطة الامر الواقع في صنعاء في إقامة حكم كهنوتي ظلامي عنصري مستبد لفئة معينه تستفرد بالسلطة والثروة والقوة وتستعبد اليمنين في جزء من الوطن اليمني ، مفرطة بوحدة الوطن لصالح الغزاة والطامعين واصحاب المشاريع المناطقية والطائفية ومتقاسمة معهم الارض والحكم ، وممزقة للنسيج الاجتماعي لليمنين ، ولاتضع لقيم العدالة والمساوءة والحرية بين الناس اي اعتبار ،
هذه هي الحقيقة .التي تريد سلطة صنعاء اخفائها تحت مبررات (انها تتصدى لعشرات الدول وتحشر ابناء القبائل الى الجبهات كجهاد في سبيل الله ضد المنافقين والكفرة الذين لايقبل الله ايمانهم ولا اسلامهم لانهم يرفضون التسليم لحكم "السادة" المطلق من ذوي الاصول الفارسية في الهضبة الشمالية اليمنية ومن اجل وتحرير القدس وفلسطين )
وكلها شعارات مخادعة وخرافية تستخدمها لتثبيت سلطتها مستغلة جهل الكثير من اليمنين ، ومستغلة ايضا حبهم للال البيت وللامام علي كرم الله وجه .
لذلك هذه السلطة تخشى من الحقيقة ومن العدالة ومن المساوءة ، ومن تطبيق القانون والدستور ، اكثر مما تخشاه في جبهات القتال، ولهذا تحاول اسكات او التخلص من الاصوات الوطنية المحبة والمخلصة للشعب والوطن مثل النائب حاشد .
# بقلم _صلاح _ القرشي
16/3/2020
.................................................
صلاح القرشي:
قلت الحقيقة يا نزار الخالد ، ماكتبته بحق حاشد كنت راااائعا فيه ، لقد وصفت بعض من حقائق وخصال رجل يمني يملك شموخ وعزة بشموخ جبال اليمن ، يعشق الحرية محبا ومخلصا لشعبه ووطنه بلا حدود، شجاع ومسارع لنصرة المستضعفين والمظلومين ايضا بلا حدود ، يعرف بالمدافع الامين والشرس عن مصالح الشعب والمال العام من نهب المتنفذين والفاسدين ، وامراء الحرب وسارقي السلطة ،
لا يخشى طغيانهم ولا ترهيبهم ، فلا حدود الموت وازهاق حياته تنفع معه لتوقفه ، ولا حدود السجن والترهيب والتهديد نفعت معه، لكي تثنيه عن خطه الوطني ونضاله وكفاحة من اجل تعزيز و تثبت ونشر قيم الحرية والعدالة والمساوءة ، فهو جاهز ومستعد لدفع الثمن وهي اغلى ما يملكه وهي حياته في سبيل ذلك .
رجل بقامة وهامة النائب البرلماني احمد سيف حاشد من الطبيعي ان لاينفع معه طغيان وجبروت فراعنة السلطة ، لان نبتته اصيله ومكونة من خلاصة عصارة معادن وملح ارض اليمن الطاهرة ، االممزوجه بمعاناة وقيم وعادات وتراث وتاريخ شعب اليمن العظيم ،
فلا هو طارئ على جغرافية اليمن ولا هو دخيل عليها، ليكون جبارا شقيا إنتهازيا مستعبدا وقاتلا للٱبناء شعب اليمن، ناهبا لثرواتهم ، ومفرطا بٱرضهم لصالح الغزاة والطامعين .
فالتحية والاجلال لك ياحاشد .
…………………………………………………………………
حاشد و باقزقوز
نزار الخالد
الوطن يحتاج الي رجال من خاص و مميزين شجعان و مخلصين للدفاع عنه يآثرون على انفسهم وان كان بهم خصاصه, يدافعون عن الشعب و لقمة عيشه و كرامته و حقه الطبيعي في الامن و الاستقرار دون
انتظار الثمن يأتون في كل مرحله زمنيه وهنا الان قله و في المقدمة البرلماني الوطني ( اليمني) احمد سيف حاشد وهو اختيار رباني والذي لا انكر اننا كنت الي قبل خمس سنوات اقولها علانيه ان فيه مس من الجنون و في الحقيقه انه مجموعة انسان حنون علي شعبه ووطنه.
الاخر ناصر باقزقوز لا يقل مقارعه للظلم و الاضطهاد عن احمد سيف حاشد يجتمعان في الاسلوب و القضيه و لا يختلفان في الطريقه ولديه انفه و كبرياء تجعل المحيطين به يعيدون حساباتهم مع الاخرين في عدم الرضوخ للطغيان و التكبر و الاستكبار و الغطرسه, و مقاتل شرس و تاريخه النضالي الطويل جعل منه صعب المراس.
ان حاشد و باقزقوز كانا قادرين ان يكونان من اصحاب المال و النفوذ سواء مع نظام صنعاء بشرط ان يصمتان و لا يتدخلان بشئ و يأخذان المعلوم و المقسوم و سيتوليان اعلى مراتب المسؤوليه او هناك حيث العماله ان قبلا فانهما فأنهما في بحبوحه من العيش الرغيد ولكن المدرسه النصاليه الذي ينتميان اليها جعلت منهما يرفضان كل المغريات في الداخل و الخارج من اجل المواطن و الوطن.
هناك من رموز الاستكبار, و نهب المال العام, يعتبر هذا جنون, و انهما مصابان بلوثه عقليه, مع انهما مصابان بنوبه وطنيه واخلاقيه تجاه وطنهما و شعبهما عندما يلمسان كل هذه المعاناه و الهموم و الجوع و الظلم و يجعل الكثير يقتدي بهما و لا يستطيع احد تصنيف ( حاشد) فهو متمرد. على الاشتراكي و مخالف للناصري و ثائر على المؤتمر و معاكس لكل نظام و تجد فيه قبيله فتعتقد في الوهله الاولى انه رجعي وهو ابعد منها, تجادله فتضن انه علماني وهو في قمة تصوفه, تجده عاقل في قمة الهيجان السياسي للبلاد و بركان يقود عاصفة تمرد من تحت هدوء السكينه السياسيه, لا يستطيع تيار سياسي ان يدعي انتمائه مع انه الاقرب اليهم و كل هذا وذاك تجد المتمرد اولآ على نفسه و تشكوه منه اليه و لا ينصفها و لا يسيطر عليه غير حزمه من الضعفاء و الفقراء انه الانسان القدوه في التصوف و التمرد.
الاخر ناصر باقزقوز لا يقل مقارعه للظلم و الاضطهاد عن احمد سيف حاشد يجتمعان في الاسلوب و القضيه و لا يختلفان في الطريقه ولديه انفه و كبرياء تجعل المحيطين به يعيدون حساباتهم مع الاخرين في عدم الرضوخ للطغيان و التكبر و الاستكبار و الغطرسه, و مقاتل شرس و تاريخه النضالي الطويل جعل منه صعب المراس.
ان حاشد و باقزقوز كانا قادرين ان يكونان من اصحاب المال و النفوذ سواء مع نظام صنعاء بشرط ان يصمتان و لا يتدخلان بشئ و يأخذان المعلوم و المقسوم و سيتوليان اعلى مراتب المسؤوليه او هناك حيث العماله ان قبلا فانهما فأنهما في بحبوحه من العيش الرغيد ولكن المدرسه النصاليه الذي ينتميان اليها جعلت منهما يرفضان كل المغريات في الداخل و الخارج من اجل المواطن و الوطن.
هناك من رموز الاستكبار, و نهب المال العام, يعتبر هذا جنون, و انهما مصابان بلوثه عقليه, مع انهما مصابان بنوبه وطنيه واخلاقيه تجاه وطنهما و شعبهما عندما يلمسان كل هذه المعاناه و الهموم و الجوع و الظلم و يجعل الكثير يقتدي بهما و لا يستطيع احد تصنيف ( حاشد) فهو متمرد. على الاشتراكي و مخالف للناصري و ثائر على المؤتمر و معاكس لكل نظام و تجد فيه قبيله فتعتقد في الوهله الاولى انه رجعي وهو ابعد منها, تجادله فتضن انه علماني وهو في قمة تصوفه, تجده عاقل في قمة الهيجان السياسي للبلاد و بركان يقود عاصفة تمرد من تحت هدوء السكينه السياسيه, لا يستطيع تيار سياسي ان يدعي انتمائه مع انه الاقرب اليهم و كل هذا وذاك تجد المتمرد اولآ على نفسه و تشكوه منه اليه و لا ينصفها و لا يسيطر عليه غير حزمه من الضعفاء و الفقراء انه الانسان القدوه في التصوف و التمرد.
تغاريد غير مشفرة
احمد سيف حاشد
(1)
عندما يهددك أحدهم من الجماعة بالقتل لأنك أبديت رأي في قيادة الجماعة فهذا يعني أنك تصنع التطرف وتفخخ عقول المنتمين لك شأنك شأن داعش وتلحقهم بفرق الاغتيالات التي تعدها.. ثم تكلفهم عند الحاجة بتصفية خصومك السياسيين، وتدعي أنهم أشخاص منفلتين..
الجماعات الدينية خطر على حاضر ومستقبل اليمن..
(2)
عندما تطلق أعضاء التنظيمات الإرهابية من سجونك؛ فهذا يعني إنك تعقد الصفقات معهم، وتعمل على توظيفهم لصالح أجنداتك، ومن ضمنها تصفية خصومك السياسيين عند الحاجة..
(3)
على يد من تريد أن تموت؟!
هذا السؤال هو كل ما يمكن أن يقدمه لك أحد أطراف الحرب والصراع في اليمن!!
أما العزة والكرامة والحرية والمواطنة والتحرير والاستقلال والسيادة فلن تجدها عند أي منهم..
تلاشت الفروقات حتى صار القبح ينافس نفسه..
(4)
النائب العام في قضية أم اقبال الحكيمي..
أنتِ متهمة ومحبوسة إلى أن تثبتِ براءتك..
ردنا:
ستبت الأيام إن القتلة والنهابة مطلقين السراح..
وأن أولياء الدم الضحايا مرميين في السجون..
تذكروا هذا.. لأنني سأعيد نشره يوم ينقلب الحال.. لتعرفوا وجه الطغيان الذي كان..
(5)
إن كنتم تفترون علينا بهذا القدر الفاجع والمبتذل من الهراء الفاسد
فكيف تريدوننا نصدقكم فيما تقولونه على خصومكم؟!!!
باتت مصداقيتكم كمجاري الصرف الصحي..
.............
هل سمعتم اعترافات الخونة والعملاء
قالوا منشورات أحمد سيف حاشد التحريضية، كانت تمثل لهم خطة عمل في إثارة الشارع اليمني ضد السلطات اليمنية..
فيصل مدهش
.............
(6)
رد لأحدهم وأمثاله..
أحكي قصة حياة كفاحي ومستقبل أجيال سرقتموها ونهبتموها.. أحكي قصة حياة مملوءة بالكفاح الذي أعتز به، ولا أستعار منه.. وفي كل حال حياتي أشرف ألف مرة من حياة قادتكم الطغاة والمستبدين والقتلة والفاسدين والنهابة واللصوص وقطاع الطرق.. صفحات حياتي أنصع وأشرف من صفحات قادتكم بمختلف مسمياتهم الذين دمروا اليمن ودمروا الحياة والإنسان والمستقبل، فيما أنتم تنقادون بعدهم كالعبيد المستلذين بعبوديتهم، كالمغتصبين المستمتعين باغتصابهم، وفضلا عن ذلك تضربون لهم كل صباح تعظيم سلام وموالاة وعبودية..
(7)
ليست المشكلة في الناشطين الذين يكتبون
المشكلة في الفساد والنهب والظلم
الذي وصل حمولته إلى حدوده القصوى
(8)
استثمار التربية والتعليم..
من أجل رواتب المعلمين..
ما أكذبكم..
الأولى مستفزة والثانية مستفزة أكثر.
(9)
من شهور محامي اسرة اقبال الحكيمي يطالب بصورة من ملف القضية ولكن لم تتم الاستجابه
حتى توجيهات النائب العام لا تنفذ.. اين نذهب لنشكوا طغيانكم؟!
(10)
ظلمكم الوخيم والساحق
جعلنا لم نأبه لانتصاراتكم
ظلمكم صار اكبر من كل انتصاراتكم
(11)
في صنعاء ..
صدق أو لا تصدق..
في مقررات امتحانات ثالث إعدادي تم حذف تاريخ الثورة اليمنية..
وإقرار الثورة الصومالية..
مبروك للثورة الصومالية..
(12)
هل هناك إذلال أكثر ثقلا
من أن تحوّل المعلم إلى شحات
عهد منحط
إنه عهد التافهين بامتياز
(13)
من يذل المعلم في راتبه يستحق العار إلى أن يموت..
القدرة الشرائية تراجعت عما كان يتقاضاه من راتب حتى بات أقل من الثلث..
غلاء كل احتياجات المعلم الضرورية بأضعاف مما كانت عليه..
ما يتقاضاه المعلم اليوم أقل من صدقة في كل شهرين..
لقد مات حياءهم في الوجوه.. وسقطت مرؤوستهم في القيعان السحيقة..
وأكثر من هذا الحال استفزازا أنه يتم استكثاره عليهم من قبل سلطات الأمر الواقع النهبوية بكل مسمياتها..
من ينهبون مرتبات الموظفين وعلى رأسهم المعلمين هم أحوج للمحاكمة والألزم وضعهم خلف القضبان..
يجب أن يبقى العار الوخيم يلاحق النهابة والفاسدين إلى يوم القيامة..
الصغار ليس نحن.. وإنما من يأكل رواتب المعلمين ويحاول بإمعان إذلالهم فيما الوفر كبير ولكن يأكله اللصوص والنهابة والفاسدين..
كم أنتم صغار أيها الأقزام الذين لم ولن تكبرون بل تزدادون صغرا..
أكبركم أصغر من حبة خردل..
(14)
لو تحرروا تل ابيب
لن تتغير وجهة نظرنا فيكم
نهابة وفاسدين ولصوص ومستبدين
ومشروعكم خاص وصغير
(15)
راتب المدّرس يعني كرامته
عن أي كرامة تتحدثون؟!
اعرفوا أولا ماهي الكرامة
هل الكرامة تحويل المعلّم إلى شحّات؟!!
(16)
صنعاء تحول المدرسين إلى شحاتين
شهرين معاش في الشهر
و 25 ألف يريدون إحلالهم
بدلا عن 25 ألف مدرس من ذوي الخدمة
(17)
كامل تضامني
مع عدنان المداني
ضحية الفساد والعدالة المفقودة
(18)
دعني وشأني أنشغل في كتابة سيرتي التي لم تدمر حجرا ولم تقطع شجرة ولم تجلب لشعبي المآسي العظام.. لم أفسد ولم أتزوج مثنى وثلاث ورباع
احمد سيف حاشد
(1)
عندما يهددك أحدهم من الجماعة بالقتل لأنك أبديت رأي في قيادة الجماعة فهذا يعني أنك تصنع التطرف وتفخخ عقول المنتمين لك شأنك شأن داعش وتلحقهم بفرق الاغتيالات التي تعدها.. ثم تكلفهم عند الحاجة بتصفية خصومك السياسيين، وتدعي أنهم أشخاص منفلتين..
الجماعات الدينية خطر على حاضر ومستقبل اليمن..
(2)
عندما تطلق أعضاء التنظيمات الإرهابية من سجونك؛ فهذا يعني إنك تعقد الصفقات معهم، وتعمل على توظيفهم لصالح أجنداتك، ومن ضمنها تصفية خصومك السياسيين عند الحاجة..
(3)
على يد من تريد أن تموت؟!
هذا السؤال هو كل ما يمكن أن يقدمه لك أحد أطراف الحرب والصراع في اليمن!!
أما العزة والكرامة والحرية والمواطنة والتحرير والاستقلال والسيادة فلن تجدها عند أي منهم..
تلاشت الفروقات حتى صار القبح ينافس نفسه..
(4)
النائب العام في قضية أم اقبال الحكيمي..
أنتِ متهمة ومحبوسة إلى أن تثبتِ براءتك..
ردنا:
ستبت الأيام إن القتلة والنهابة مطلقين السراح..
وأن أولياء الدم الضحايا مرميين في السجون..
تذكروا هذا.. لأنني سأعيد نشره يوم ينقلب الحال.. لتعرفوا وجه الطغيان الذي كان..
(5)
إن كنتم تفترون علينا بهذا القدر الفاجع والمبتذل من الهراء الفاسد
فكيف تريدوننا نصدقكم فيما تقولونه على خصومكم؟!!!
باتت مصداقيتكم كمجاري الصرف الصحي..
.............
هل سمعتم اعترافات الخونة والعملاء
قالوا منشورات أحمد سيف حاشد التحريضية، كانت تمثل لهم خطة عمل في إثارة الشارع اليمني ضد السلطات اليمنية..
فيصل مدهش
.............
(6)
رد لأحدهم وأمثاله..
أحكي قصة حياة كفاحي ومستقبل أجيال سرقتموها ونهبتموها.. أحكي قصة حياة مملوءة بالكفاح الذي أعتز به، ولا أستعار منه.. وفي كل حال حياتي أشرف ألف مرة من حياة قادتكم الطغاة والمستبدين والقتلة والفاسدين والنهابة واللصوص وقطاع الطرق.. صفحات حياتي أنصع وأشرف من صفحات قادتكم بمختلف مسمياتهم الذين دمروا اليمن ودمروا الحياة والإنسان والمستقبل، فيما أنتم تنقادون بعدهم كالعبيد المستلذين بعبوديتهم، كالمغتصبين المستمتعين باغتصابهم، وفضلا عن ذلك تضربون لهم كل صباح تعظيم سلام وموالاة وعبودية..
(7)
ليست المشكلة في الناشطين الذين يكتبون
المشكلة في الفساد والنهب والظلم
الذي وصل حمولته إلى حدوده القصوى
(8)
استثمار التربية والتعليم..
من أجل رواتب المعلمين..
ما أكذبكم..
الأولى مستفزة والثانية مستفزة أكثر.
(9)
من شهور محامي اسرة اقبال الحكيمي يطالب بصورة من ملف القضية ولكن لم تتم الاستجابه
حتى توجيهات النائب العام لا تنفذ.. اين نذهب لنشكوا طغيانكم؟!
(10)
ظلمكم الوخيم والساحق
جعلنا لم نأبه لانتصاراتكم
ظلمكم صار اكبر من كل انتصاراتكم
(11)
في صنعاء ..
صدق أو لا تصدق..
في مقررات امتحانات ثالث إعدادي تم حذف تاريخ الثورة اليمنية..
وإقرار الثورة الصومالية..
مبروك للثورة الصومالية..
(12)
هل هناك إذلال أكثر ثقلا
من أن تحوّل المعلم إلى شحات
عهد منحط
إنه عهد التافهين بامتياز
(13)
من يذل المعلم في راتبه يستحق العار إلى أن يموت..
القدرة الشرائية تراجعت عما كان يتقاضاه من راتب حتى بات أقل من الثلث..
غلاء كل احتياجات المعلم الضرورية بأضعاف مما كانت عليه..
ما يتقاضاه المعلم اليوم أقل من صدقة في كل شهرين..
لقد مات حياءهم في الوجوه.. وسقطت مرؤوستهم في القيعان السحيقة..
وأكثر من هذا الحال استفزازا أنه يتم استكثاره عليهم من قبل سلطات الأمر الواقع النهبوية بكل مسمياتها..
من ينهبون مرتبات الموظفين وعلى رأسهم المعلمين هم أحوج للمحاكمة والألزم وضعهم خلف القضبان..
يجب أن يبقى العار الوخيم يلاحق النهابة والفاسدين إلى يوم القيامة..
الصغار ليس نحن.. وإنما من يأكل رواتب المعلمين ويحاول بإمعان إذلالهم فيما الوفر كبير ولكن يأكله اللصوص والنهابة والفاسدين..
كم أنتم صغار أيها الأقزام الذين لم ولن تكبرون بل تزدادون صغرا..
أكبركم أصغر من حبة خردل..
(14)
لو تحرروا تل ابيب
لن تتغير وجهة نظرنا فيكم
نهابة وفاسدين ولصوص ومستبدين
ومشروعكم خاص وصغير
(15)
راتب المدّرس يعني كرامته
عن أي كرامة تتحدثون؟!
اعرفوا أولا ماهي الكرامة
هل الكرامة تحويل المعلّم إلى شحّات؟!!
(16)
صنعاء تحول المدرسين إلى شحاتين
شهرين معاش في الشهر
و 25 ألف يريدون إحلالهم
بدلا عن 25 ألف مدرس من ذوي الخدمة
(17)
كامل تضامني
مع عدنان المداني
ضحية الفساد والعدالة المفقودة
(18)
دعني وشأني أنشغل في كتابة سيرتي التي لم تدمر حجرا ولم تقطع شجرة ولم تجلب لشعبي المآسي العظام.. لم أفسد ولم أتزوج مثنى وثلاث ورباع
السقوط المريع لمصداقيتكم..
احمد سيف حاشد
بعد محاولتكم إرغام ازهار الحكيمي بأن تشهد على جدتها أنها قتلت أمها قبل عشر سنين لم نعد نصدقكم..
بعد إنكاركم لحبس أزهار الحكيمي التي أصيبت باللوق في حبسكم وأمضت عشرين يوما فيه لحملها على الشهادة الكاذبة ضد جدتها، فيما كانت تشهد أن امها ماتت وإنه تم تغسيلها وتكفينها أمامها وتم قبرها في تعز قبل عشر سنوات، ولم تُقتل ولم تقبر في بيتها بالاحكوم، والذي جاء تقرير المستشفى مؤيدا لها.. لكل ذلك لم نعد نصدقكم..
بعد حبسكم لأم اقبال لإرغامها على الاعتراف إنها قتلت ابنتها لم نعد نصدقكم..
بعد إرغام عارف الحكيمي على الاعتراف أنه قتل أخته لم نعد نصدقكم..
بعد محاولتكم اسناد تهمة القتل لإقبال الحكيمي بقتل أختها لم نعد نصدقكم..
بعد تحويل مشرفيكم إلى أبرياء، وتحويل أولياء الدم إلى جناة هروبا من استحقاق القصاص لأولياء الدم .. لم نعد نصدقكم..
بعد نزول لجانكم المتتابعة لتبرئة مشرفيكم وتغطية جرائمهم ورفع غطاء الحماية عن المجني عليهم وإنحيازكم للجناة لم نعد نصدقكم..
بعد جرائم النهب التي طالت 37 بيت في الأعبوس ومحاولة تغطية جرائم مشرفيكم دون أن تحيلوا واحد من الجناة للقضاء أو القضاء العسكري لم نعد نصدقكم..
بعد رفضكم معاقبة أو احالة مشرفيكم للقضاء والذي تضمنهم تقرير المسؤول الثقافي لمسيرتكم في حيفان أبوعلي لم نعد نصدقكم..
بعد الاتهامات التي وجهت لعلي الشرعبي وما تم عرضه على قناة المسيرة وحكايات الخلايا لم نعد نصدقكم، ولا نصدق اعلامكم بشأن الخلايا وكثير غيرها..
بل وقد طالنا نحن أيضا اتهام أكبر من قبل اعلامكم على اثر خروجنا في 25 مايو 2017 لرفض الجرع والاحتجاج على عدم صرف الرواتب بعد ان تأكدت لنا قدرتكم عليها.. تم اتهامنا من قبل اعلامكم بالخيانة والعمالة، بل واختطفتم نايف المشرع وعذبتموه لإجباره على الاعتراف إننا نتحصل على أموال من السعودية، وأن خروجنا كان مدفوعا..
وعندما طالننا بإيقاف الحرب بحملة (اوقفوا الحرب) صهينتمونا واتهمتمونا بالعمالة والارتزاق والحرب الناعمة الممولة من المنظمات الدولية والصهيونية.. وانتم تعلمون انها اتهامات باطلة وكذوبة وعارية من أي صحة..
وتتكرر اليوم الاتهامات والفبركات ضدنا من قبلكم فيما يسمى الخلايا ومن قبل اعلامكم الكذوب في محاولة لإسكاتنا.. لقد عشنا ولازلنا نعيش اتهاماتكم الباطلة الذي يكذبها الواقع كل يوم وخلال خمس سنوات حرب..
وغير هذا كثير ومنها بعض من تلك القضايا التي تابعتها شخصيا..
لقد سقطت مصداقيتكم على نحو لم نكن نتصوره ولم يكن يدور ببال أحد..
لن تستطيعوا ترميم مصداقيتكم لدينا ولدى كل من عرفكم.. بل ليس لديكم ممكنات إعادتها وأنتم كل يوم توغلون بمزيد من الاباطيل والأكاذيب..
لقد سقطت مصداقيتكم سقوط مريع.. وكل يوم تستمرون في هذا السقوط..
احمد سيف حاشد
بعد محاولتكم إرغام ازهار الحكيمي بأن تشهد على جدتها أنها قتلت أمها قبل عشر سنين لم نعد نصدقكم..
بعد إنكاركم لحبس أزهار الحكيمي التي أصيبت باللوق في حبسكم وأمضت عشرين يوما فيه لحملها على الشهادة الكاذبة ضد جدتها، فيما كانت تشهد أن امها ماتت وإنه تم تغسيلها وتكفينها أمامها وتم قبرها في تعز قبل عشر سنوات، ولم تُقتل ولم تقبر في بيتها بالاحكوم، والذي جاء تقرير المستشفى مؤيدا لها.. لكل ذلك لم نعد نصدقكم..
بعد حبسكم لأم اقبال لإرغامها على الاعتراف إنها قتلت ابنتها لم نعد نصدقكم..
بعد إرغام عارف الحكيمي على الاعتراف أنه قتل أخته لم نعد نصدقكم..
بعد محاولتكم اسناد تهمة القتل لإقبال الحكيمي بقتل أختها لم نعد نصدقكم..
بعد تحويل مشرفيكم إلى أبرياء، وتحويل أولياء الدم إلى جناة هروبا من استحقاق القصاص لأولياء الدم .. لم نعد نصدقكم..
بعد نزول لجانكم المتتابعة لتبرئة مشرفيكم وتغطية جرائمهم ورفع غطاء الحماية عن المجني عليهم وإنحيازكم للجناة لم نعد نصدقكم..
بعد جرائم النهب التي طالت 37 بيت في الأعبوس ومحاولة تغطية جرائم مشرفيكم دون أن تحيلوا واحد من الجناة للقضاء أو القضاء العسكري لم نعد نصدقكم..
بعد رفضكم معاقبة أو احالة مشرفيكم للقضاء والذي تضمنهم تقرير المسؤول الثقافي لمسيرتكم في حيفان أبوعلي لم نعد نصدقكم..
بعد الاتهامات التي وجهت لعلي الشرعبي وما تم عرضه على قناة المسيرة وحكايات الخلايا لم نعد نصدقكم، ولا نصدق اعلامكم بشأن الخلايا وكثير غيرها..
بل وقد طالنا نحن أيضا اتهام أكبر من قبل اعلامكم على اثر خروجنا في 25 مايو 2017 لرفض الجرع والاحتجاج على عدم صرف الرواتب بعد ان تأكدت لنا قدرتكم عليها.. تم اتهامنا من قبل اعلامكم بالخيانة والعمالة، بل واختطفتم نايف المشرع وعذبتموه لإجباره على الاعتراف إننا نتحصل على أموال من السعودية، وأن خروجنا كان مدفوعا..
وعندما طالننا بإيقاف الحرب بحملة (اوقفوا الحرب) صهينتمونا واتهمتمونا بالعمالة والارتزاق والحرب الناعمة الممولة من المنظمات الدولية والصهيونية.. وانتم تعلمون انها اتهامات باطلة وكذوبة وعارية من أي صحة..
وتتكرر اليوم الاتهامات والفبركات ضدنا من قبلكم فيما يسمى الخلايا ومن قبل اعلامكم الكذوب في محاولة لإسكاتنا.. لقد عشنا ولازلنا نعيش اتهاماتكم الباطلة الذي يكذبها الواقع كل يوم وخلال خمس سنوات حرب..
وغير هذا كثير ومنها بعض من تلك القضايا التي تابعتها شخصيا..
لقد سقطت مصداقيتكم على نحو لم نكن نتصوره ولم يكن يدور ببال أحد..
لن تستطيعوا ترميم مصداقيتكم لدينا ولدى كل من عرفكم.. بل ليس لديكم ممكنات إعادتها وأنتم كل يوم توغلون بمزيد من الاباطيل والأكاذيب..
لقد سقطت مصداقيتكم سقوط مريع.. وكل يوم تستمرون في هذا السقوط..
في السلك العسكري.. الكلية العسكرية
احمد سيف حاشد
(2)
الرقم ( 573)
في نهاية عام 1981 تم قبولي في الدفعة العاشرة بالكلية العسكرية، وكان رقمي العسكري (573/10)، وكان مثل هذا الرقم يشير إلى أن الملتحق بالدفعة العاشرة منتمي لحركة التحرر الوطني، فيما الطلاب الذين ينتمون لليمن الديمقراطية كانوا بأرقام عسكرية داخلة في قوم أرقام القوات المسلحة لليمن الديمقراطية، وهي أرقام مختلفة عن أرقامنا، وجلها أرقام تدخل في عدد الواحد والسبعين ألف وكسور..
كان المساعد البركاني و "المقط" يدهشونني بحفظ أرقام طلاب الدفعة، وكان في طليعة من يحفظونهم هم المخالفين، فإن ارتكبتَ مخالفة أو حتى تأخرت ثواني عن الطابور ووقعت عليك عقوبة، تكون قد دخلت في رأس البركاني و"المقط".. الحقيقة لا أعرف ماذا يعني اسم المقط! ولكن ربما كان له من اسمه نصيب.. كان الطلبة في الدفعة يعرفون بعضهم بأرقامهم ربما أكثر من أسمائهم.. وكان اختلاف الأرقام، لا يمس بحال الحقوق والواجبات، أو أي شكل من أشكال التمييز من أي نوع كان بين طلاب الدفعة في الكلية..
اعتبرت هذا الرقم (573) رقم فال حسن، وخصوصا أنه أرتبط عند تخرجي من الكلية بإحراز المرتبة الأولى في الدفعة، وهو رقم معناه بالنسبة لي أنه لا يُنسى، رغم أنني كثير النسيان للأرقام، وقليل الحفظ لها، ولا اهتم كثيرا بها.. لقد نسيت مرارا تاريخ ميلادي، ولم اهتدِ إلى صحيحه، ولم أتم توثيقه على نحو صحيح إلا قبل سنوات قليلة، وأدّى هذا الاضطراب والتضارب إلى فشلي في استعادة كثير من حساباتي في وسائل التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" التي تم اغلاقها بسبب البلاغات الكاذبة من الجيوش الإلكترونية، وكنت كل مرة أفقد الآلاف وعشرات الآلاف من المتابعين..
لقد كنت أظن أن رقم (573) هو رقم فال حسن.. وزائد على هذا كنت استحضره في إنشاء كلمات السر الخاص بي، حتى على مستوى كلمة سر التلفون.. ربما أيضا في اختيار أرقام الحظ على أمل أن يأتي من الحظ أحسنه، وأكثر من ذلك إنني حشرته حتى في توقيع التوفير البريدي قبل الوحدة، بل وإلى اليوم محشورا في زاوية من توقيعي البنكي، فيما يخص ايداع وسحب النقود..
لقد تعاطيت مع هذا الرقم باهتمام، وكأنه شيفرة دافينشي، أو رقم وهبني إياه قدر ما، أو رقم اختاره لي "علم" الرمل أو الفلك، ورغم ذلك لم يجلب لي أي تفوقا في المال، حيث وجدت نفسي وعلى نحو مستمر فاشلا جدا في مراكمة المال، بل ومديونا جدا جدا..
عندما كانت لدي صحيفة "المستقلة" الورقية كان حسابي البنكي نشط في السحب والإيداع وعلى نحو شبه يومي، ولكنه لم يعرف تراكم يصنفني بأي حال من الأحوال برجل مال واعمال.. لم يتضخم رصيدي يوما حتى إلى الحد الأدنى في تأمين بعض مستقبلي من الفقر، بل تعايشت مع الفقر أكثر ما تعايشت مع الحال المقبول لعيش كريم، أما اليوم ولسنوات خلت فأنا مثقلا بالديون..
في عهد حكومة "الوفاق" والتي كان للإصلاح النفوذ الأكبر فيها، أثير اللغط وانتشرت الاشاعات الكاذبة عن ممتلكاتي وحساباتي البنكية في إبريل 2012 وعندما تم استضافتي في منتدى الفقيد عمر الجاوي في 18 إبريل وحضره عشرات المثقفين والصحفيين والحقوقيين، فاجأتُ الجميع بكشف ذمتي المالية، مدعومة بالكشوفات البنكية والوثائق، وأكثر من هذا نشرت ذمتي المالية للرأي العام في صحيفة "يمنات" الورقية بعد أسبوع، في الصفحة الأولى وبالبنط العريض بعنوان: "قدم براءة بالذمة المالية وكشف عن ممتلكاته وارصدته وتحدى الاحزاب والمسئولين ان يحذوا حذوه"، ولكن لم يجرَ أي منهم على فعل ما فعلته، وكنت أقصد على وجه التحديد حزب الإصلاح التي روجت بعض صحفه لتلك المزاعم العارية من الصحة، وكذا أحد الناشطين الحقوقيين المشبوهين الذي يلعب بالبيضة والحجر، وصار في حكومة هادي وزيرا "حقوقيا" ثم صار سفيرا..
وفي عهد الحوثيين وعندما كنت أجوع وأتقشف أنا وأسرتي والعاملين معي، وألاعن الاحتلال والعدوان والحرب، كانت مخابراتهم ودوائرهم الأمنية وبسرية تامة تبحث عن حساباتي وأرصدتي في البنوك.. شعرت حينها منهم بالخساسة والغيلة والوضاعة ومقدار سوء الظن رغم وضوحي معهم وصدقي وعفة يدي..
بيد أن الأهم لم يجدوا إلا ما هو صادم لما كانوا يظنون ويتوقعون.. كانت خيبة كبيرة، وكانت الحسرة وحدها هي الأرقام التي وجدوها.. ولم يحصدوا مما فعلوا إلا الخسران، ولعنة ستظل تلاحقهم حتى يسقطون ويتلاشون، وقد سقطت سمعتهم، وستسقط سلطتهم في مدى لن يطول، وما كانوا ليستمروا إلى اليوم لولا رداءة وقبح أطراف الحرب والصراع الأخرى..
عندما ألتقيت بمهدي المشاط عقب توليته رئاسة المجلس السياسي، ومحمد علي الحوثي رئيس اللجنة الثورية، عاتبتهم بمرارة أن يبلغ الأمر بأجهزتهم الأمنية هذا الحد من الحقارة وسوء الظن، لم يردا وكنت حريصا أن ابلغهم أنني لا اطلق الكلام على عواهنه، ولا ألقيه عليهم جزافا، ولكنني أتحدث عن معلومة..
ورغم خيباتي السابقة واللاحقة في هذا الرقم (573) وتوقيعي المحشور به حشرا، ولاسيما فيما يخص تراكم المال، إلا أن
احمد سيف حاشد
(2)
الرقم ( 573)
في نهاية عام 1981 تم قبولي في الدفعة العاشرة بالكلية العسكرية، وكان رقمي العسكري (573/10)، وكان مثل هذا الرقم يشير إلى أن الملتحق بالدفعة العاشرة منتمي لحركة التحرر الوطني، فيما الطلاب الذين ينتمون لليمن الديمقراطية كانوا بأرقام عسكرية داخلة في قوم أرقام القوات المسلحة لليمن الديمقراطية، وهي أرقام مختلفة عن أرقامنا، وجلها أرقام تدخل في عدد الواحد والسبعين ألف وكسور..
كان المساعد البركاني و "المقط" يدهشونني بحفظ أرقام طلاب الدفعة، وكان في طليعة من يحفظونهم هم المخالفين، فإن ارتكبتَ مخالفة أو حتى تأخرت ثواني عن الطابور ووقعت عليك عقوبة، تكون قد دخلت في رأس البركاني و"المقط".. الحقيقة لا أعرف ماذا يعني اسم المقط! ولكن ربما كان له من اسمه نصيب.. كان الطلبة في الدفعة يعرفون بعضهم بأرقامهم ربما أكثر من أسمائهم.. وكان اختلاف الأرقام، لا يمس بحال الحقوق والواجبات، أو أي شكل من أشكال التمييز من أي نوع كان بين طلاب الدفعة في الكلية..
اعتبرت هذا الرقم (573) رقم فال حسن، وخصوصا أنه أرتبط عند تخرجي من الكلية بإحراز المرتبة الأولى في الدفعة، وهو رقم معناه بالنسبة لي أنه لا يُنسى، رغم أنني كثير النسيان للأرقام، وقليل الحفظ لها، ولا اهتم كثيرا بها.. لقد نسيت مرارا تاريخ ميلادي، ولم اهتدِ إلى صحيحه، ولم أتم توثيقه على نحو صحيح إلا قبل سنوات قليلة، وأدّى هذا الاضطراب والتضارب إلى فشلي في استعادة كثير من حساباتي في وسائل التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" التي تم اغلاقها بسبب البلاغات الكاذبة من الجيوش الإلكترونية، وكنت كل مرة أفقد الآلاف وعشرات الآلاف من المتابعين..
لقد كنت أظن أن رقم (573) هو رقم فال حسن.. وزائد على هذا كنت استحضره في إنشاء كلمات السر الخاص بي، حتى على مستوى كلمة سر التلفون.. ربما أيضا في اختيار أرقام الحظ على أمل أن يأتي من الحظ أحسنه، وأكثر من ذلك إنني حشرته حتى في توقيع التوفير البريدي قبل الوحدة، بل وإلى اليوم محشورا في زاوية من توقيعي البنكي، فيما يخص ايداع وسحب النقود..
لقد تعاطيت مع هذا الرقم باهتمام، وكأنه شيفرة دافينشي، أو رقم وهبني إياه قدر ما، أو رقم اختاره لي "علم" الرمل أو الفلك، ورغم ذلك لم يجلب لي أي تفوقا في المال، حيث وجدت نفسي وعلى نحو مستمر فاشلا جدا في مراكمة المال، بل ومديونا جدا جدا..
عندما كانت لدي صحيفة "المستقلة" الورقية كان حسابي البنكي نشط في السحب والإيداع وعلى نحو شبه يومي، ولكنه لم يعرف تراكم يصنفني بأي حال من الأحوال برجل مال واعمال.. لم يتضخم رصيدي يوما حتى إلى الحد الأدنى في تأمين بعض مستقبلي من الفقر، بل تعايشت مع الفقر أكثر ما تعايشت مع الحال المقبول لعيش كريم، أما اليوم ولسنوات خلت فأنا مثقلا بالديون..
في عهد حكومة "الوفاق" والتي كان للإصلاح النفوذ الأكبر فيها، أثير اللغط وانتشرت الاشاعات الكاذبة عن ممتلكاتي وحساباتي البنكية في إبريل 2012 وعندما تم استضافتي في منتدى الفقيد عمر الجاوي في 18 إبريل وحضره عشرات المثقفين والصحفيين والحقوقيين، فاجأتُ الجميع بكشف ذمتي المالية، مدعومة بالكشوفات البنكية والوثائق، وأكثر من هذا نشرت ذمتي المالية للرأي العام في صحيفة "يمنات" الورقية بعد أسبوع، في الصفحة الأولى وبالبنط العريض بعنوان: "قدم براءة بالذمة المالية وكشف عن ممتلكاته وارصدته وتحدى الاحزاب والمسئولين ان يحذوا حذوه"، ولكن لم يجرَ أي منهم على فعل ما فعلته، وكنت أقصد على وجه التحديد حزب الإصلاح التي روجت بعض صحفه لتلك المزاعم العارية من الصحة، وكذا أحد الناشطين الحقوقيين المشبوهين الذي يلعب بالبيضة والحجر، وصار في حكومة هادي وزيرا "حقوقيا" ثم صار سفيرا..
وفي عهد الحوثيين وعندما كنت أجوع وأتقشف أنا وأسرتي والعاملين معي، وألاعن الاحتلال والعدوان والحرب، كانت مخابراتهم ودوائرهم الأمنية وبسرية تامة تبحث عن حساباتي وأرصدتي في البنوك.. شعرت حينها منهم بالخساسة والغيلة والوضاعة ومقدار سوء الظن رغم وضوحي معهم وصدقي وعفة يدي..
بيد أن الأهم لم يجدوا إلا ما هو صادم لما كانوا يظنون ويتوقعون.. كانت خيبة كبيرة، وكانت الحسرة وحدها هي الأرقام التي وجدوها.. ولم يحصدوا مما فعلوا إلا الخسران، ولعنة ستظل تلاحقهم حتى يسقطون ويتلاشون، وقد سقطت سمعتهم، وستسقط سلطتهم في مدى لن يطول، وما كانوا ليستمروا إلى اليوم لولا رداءة وقبح أطراف الحرب والصراع الأخرى..
عندما ألتقيت بمهدي المشاط عقب توليته رئاسة المجلس السياسي، ومحمد علي الحوثي رئيس اللجنة الثورية، عاتبتهم بمرارة أن يبلغ الأمر بأجهزتهم الأمنية هذا الحد من الحقارة وسوء الظن، لم يردا وكنت حريصا أن ابلغهم أنني لا اطلق الكلام على عواهنه، ولا ألقيه عليهم جزافا، ولكنني أتحدث عن معلومة..
ورغم خيباتي السابقة واللاحقة في هذا الرقم (573) وتوقيعي المحشور به حشرا، ولاسيما فيما يخص تراكم المال، إلا أن
ني اعتز به لأنه بقدر ما كان عنونا للتفوق الدراسي في الكلية، كان أيضا ولازال إلى اليوم عنوانا لتفوق النزاهة، وهي أكثر ما أعتز بها أمام النهابين واللصوص والفاسدين الأولين والحاليين الذين مارسوا كل هذا بفجاجة وطغيان..
***
يتبع..
من تفاصيل حياتي..
***
يتبع..
من تفاصيل حياتي..
Abduljabar Alkousaa:
قضية اقبال الحكيمي وقلم حاشد وامن تعز
قبل ثلاثة اسابيع من اليوم.. جمعنا لقاء مع الاخ محافظ تعز الاستاذ سليم المغلس وبحضور الاخ امين حميدان مدير امن المحافظة واخرون كثيرون ..
في المقيل تعارفنا واشار بعضهم الى ما يكتبه الاستاذ احمد سيف حاشد عن قضية اقبال الحكيمي وباقي افراد اسرتها .. واشار احدهم اليّ بانني من اصحاب حاشد وهنا وجه مدير الامن حميدان كلامه لي قائلا : يا اخ عبدالجبار الحاج كلم صاحبك حاشد هذا .. كل يوم جالس بيكتب علينا بهذل بنا ياخي في قضية اقبال .....
قلت له وكيف لي ان اطلب منه ان يكف الكتابة عن هكذا قضية واحتجاز وتغييب للقضاء ثم انا شخصيا من كتب اكثر من مرة في هذه القضية المعروفة بقضية اقبال الحكيمي .....وانا شخصيا من سمعت من احد افراد اسرة اقبال مر الشكوى ومن اختها وامها وصهرهما معا ..
قلت له: ماذا لديك انت يا اخ امين لتقنعني بمبررات اجراءاتكم القاسية ضد كامل اسرة اقبال واحتجاز كامل الاسرة في حين بقي زوج القتيلة طليقا ؟!!
ثم تم اعفائه من مهامه في تلك منطقة الاحكوم مكان اسرة اقبال ومكان حدوث الجريمة دون اي اجراء ... على الاقل بحكم انه كان جزء من الاسرة كزوج للقتيلة ..
هنا قال لي امين حميدان كلاما كثيرا لا قناعي وزاد على ذلك ان طلب مني البقاء في مقيل ذلك اليوم ريثما ينسخ ويعطيني نسخة من الملف لاطلع عليه واخذ رقم هاتفي لاحد مرافقيه وطلب منه ان يزودني بكامل الملف..
كان ذلك بحضور المحافظ سليم مغلس ووكلاء محافظة واسماء كثيرة..
غادر المحافظ جلستنا منتصف المقيل لعمل اخر ..
ثم انني انتظرت الملف المزعوم ولم ياتِ بالملف الي احد..
عند مغادرتي المقيل اكد لي اخي امين وانا اغادر انه سيتصل بي شخصا من قبله او مرافقيه ويسلمني الملف على انني بعد اطلاعي الملف انقل قناعتي ان اقتنعت للصديق احمد سيف حاشد او نسخ صورة الملف له..
مرت يومان ولا ملف وفي اليوم الثالث التقيت الاخ مدير الامن في مكتب مدير مكتب المحافظ فقلت له : واين الملف حقك ما وصلش عندي ؟!
تلعثم في الرد قليلا ثم قال لي لقد سلمت الملف المحافظ .. قلت له انت طلبت مني ان احث الاخ حاشد على التريث وانا طلبت منك الاطلاع ان وجدت ما يقنعي واقنع به غيري .. لكن خلاص يا اخ امين الوجه من الوجه ابيض ..
وهاهي الثلاثة الاسابيع مرت ولم نر الملف ولم تزل المظلمة رهن الرغبات والاهواء، الامنية لدى قيادة امن محافظة تعز ..
ليست قضية اقبال الا نموذج الاداء السيئ
قضية اقبال الحكيمي وقلم حاشد وامن تعز
قبل ثلاثة اسابيع من اليوم.. جمعنا لقاء مع الاخ محافظ تعز الاستاذ سليم المغلس وبحضور الاخ امين حميدان مدير امن المحافظة واخرون كثيرون ..
في المقيل تعارفنا واشار بعضهم الى ما يكتبه الاستاذ احمد سيف حاشد عن قضية اقبال الحكيمي وباقي افراد اسرتها .. واشار احدهم اليّ بانني من اصحاب حاشد وهنا وجه مدير الامن حميدان كلامه لي قائلا : يا اخ عبدالجبار الحاج كلم صاحبك حاشد هذا .. كل يوم جالس بيكتب علينا بهذل بنا ياخي في قضية اقبال .....
قلت له وكيف لي ان اطلب منه ان يكف الكتابة عن هكذا قضية واحتجاز وتغييب للقضاء ثم انا شخصيا من كتب اكثر من مرة في هذه القضية المعروفة بقضية اقبال الحكيمي .....وانا شخصيا من سمعت من احد افراد اسرة اقبال مر الشكوى ومن اختها وامها وصهرهما معا ..
قلت له: ماذا لديك انت يا اخ امين لتقنعني بمبررات اجراءاتكم القاسية ضد كامل اسرة اقبال واحتجاز كامل الاسرة في حين بقي زوج القتيلة طليقا ؟!!
ثم تم اعفائه من مهامه في تلك منطقة الاحكوم مكان اسرة اقبال ومكان حدوث الجريمة دون اي اجراء ... على الاقل بحكم انه كان جزء من الاسرة كزوج للقتيلة ..
هنا قال لي امين حميدان كلاما كثيرا لا قناعي وزاد على ذلك ان طلب مني البقاء في مقيل ذلك اليوم ريثما ينسخ ويعطيني نسخة من الملف لاطلع عليه واخذ رقم هاتفي لاحد مرافقيه وطلب منه ان يزودني بكامل الملف..
كان ذلك بحضور المحافظ سليم مغلس ووكلاء محافظة واسماء كثيرة..
غادر المحافظ جلستنا منتصف المقيل لعمل اخر ..
ثم انني انتظرت الملف المزعوم ولم ياتِ بالملف الي احد..
عند مغادرتي المقيل اكد لي اخي امين وانا اغادر انه سيتصل بي شخصا من قبله او مرافقيه ويسلمني الملف على انني بعد اطلاعي الملف انقل قناعتي ان اقتنعت للصديق احمد سيف حاشد او نسخ صورة الملف له..
مرت يومان ولا ملف وفي اليوم الثالث التقيت الاخ مدير الامن في مكتب مدير مكتب المحافظ فقلت له : واين الملف حقك ما وصلش عندي ؟!
تلعثم في الرد قليلا ثم قال لي لقد سلمت الملف المحافظ .. قلت له انت طلبت مني ان احث الاخ حاشد على التريث وانا طلبت منك الاطلاع ان وجدت ما يقنعي واقنع به غيري .. لكن خلاص يا اخ امين الوجه من الوجه ابيض ..
وهاهي الثلاثة الاسابيع مرت ولم نر الملف ولم تزل المظلمة رهن الرغبات والاهواء، الامنية لدى قيادة امن محافظة تعز ..
ليست قضية اقبال الا نموذج الاداء السيئ
(3)
الإرغام على الالتحاق بالكلية العسكرية
احمد سيف حاشد
كان هنالك حرصاً من قبل القائمين على الكلية العسكرية ووزارة الدفاع على ضمان توفير الحد الأدنى من تمثيل المحافظات في صفوف الملتحقين بالكلية، وكان أبناء عدن تحديدا أكثر من يحجمون عن الالتحاق بها، إلاّ في حدود أعداد ضئيلة وقليلة جداً، ربما بسبب مزاجهم المدني الذي لا يميل للسلك العسكري، أو لأن معظمهم ربما لا يطمئن له كمستقبل..
شاهدت في أول يوم وأنا استعد لحلاقة رأسي ثلاث مجموعات من الطلبة وهم يجتمعون على ثلاثة من أبناء عدن ليرغمونهم على حلاقة شعر الرأس (صفرا) وكانت هذه الحلاقة من الشروط الأولية والبديهية للالتحاق بالكلية العسكرية.. وقد ذكّرني هذا الفعل القمعي بالفلكة التي أنزلها الاستاذ على أحمد سعد وعدد من الطلبة على قدماي، عقابا على غيابي وتهربي من المدرسة..
الفارق إن جماعة الإرغام في الكلية استهدفت رؤوسهم لحلاقته، فيما جماعة الفلكة استهدفت قاعة قدماي لإلحاق أكبر قدر من الألم زجرا وعقوبة للحيلولة دون التهرب مرة أخرى من المدرسة.. لقد كان الإرغام هو المشترك بين الفعلين.
شاهدت هذا الإرغام بأم عيني، وسمعت صراخ المُرغمين الطافح، وتألمت أن يتم حمل بعض الشباب على الالتحاق بالكلية العسكرية كارهين.. إنه أشبه بالإرغام على الزواج بمن لا تعشق ولا تحب، بل وبمن تعاف وتكره.. وقد ذكرني سماع صراخهم المشبوب بالنار، بصراخي وأنا تلميذ افتلك بالخيزران..
من المجحف أن تُرغم على ما لا تريد، وأن تشرب مما تعاف، لاسيما بعد بلوغ ورشد.. وأي نظام أو سلطة أو حتى رب أسرة يجري تغييب المعني الأول، واصدار القرار عنه، في خيارات هي من صميم حياته، وتتعلق بمستقبله أو بجانب منه، أمر فادح الإجحاف، لاسيما عندما تتجاهل تلك السلطة إرادة ورغبة وخيارات المعنيين باتخاذها..
كثير من الآباء حددوا بعض خيارات الحياة لأبنائهم في التعليم أو العمل أو الزواج، ولكن أيضا كثير منهم أنتهى بهم المطاف إلى الفشل أو التعثر أو تحقيق نسبة أقل من النجاح عمّا يُرام أو يُفترض، وأحيانا ينقلب بعضهم على تلك الخيارات التي فُرضت عليهم من غيرهم، أو حتى من ظروف الواقع التي حملتهم على ما تريد، وعلى نحو مغاير لرغبات وتمنيات أصحابها..
أحيانا يقضي بعضهم سنوات في خيارات غير تلك التي كانوا يتطلعون إليها، ثم يعودون بعدها يبحثون عن ذاتهم، وعن خيارات الرغبة التي يريدونها، أو تمنونها يوما ولم يطولوها، ولم يتمكنوا منها سابقا.. ويمكن القول أن المقموع في خيارته، يعيش مُراغما لواقعه، ويكون حصاد تلك الخيارات، ضئيلا أو قليلا أو في مستوى غير مُرضٍ لصاحبه..
إنه لمن الخطاء فرض القناعات والخيارات على الناس بسطوة السلطة والغلبة، بعيدا عن إقناعهم وصناعة الوعي المؤيد لتلك القناعات والخيارات.. من الفادح فرض قناعتك وتصوراتك واختياراتك على ناس لا يرون ما تراه، أو تفرض عليهم ما تعتقد أنه محل نموذج ومثال، وهو مع الواقع في صدام وتنافر لا يقبل بعضه..
عليك أن تقنع الناس بصواب رؤيتك، وارفع من وعيهم إن كانوا لا يدركون صوابك أو كانوا يجهلون مصلحتهم، ولا تستخدم سلطتك القمعية وأسلوبك البيروقراطي في فرضها واستمرارها تعسفا على إرادات الناس وقناعتهم..
كثير من الإجراءات القسرية والبيروقراطية التي تعسفت الواقع وقامت بالتهجير والدمج القسري بين الجماعات أو القوميات أو الشعوب انتهت إلى الفشل بعد أن اهدرت كثيرا من الجهد والوقت والامكانيات.. فشلت لأنها أرادت فرض النظريات المتعسفة على الواقع، والاقتصار والاعتماد على القمع والإرغام في تنفيذ تلك السياسات الغير عادلة، والتي يكون مصيرها الإخفاق والفشل، بل والفشل الذريع الذي حوّل الآمال العراض إلى ردة حضارية بكل المقاييس..
***
يتبع..
بعض من تفاصيل حياتي
الإرغام على الالتحاق بالكلية العسكرية
احمد سيف حاشد
كان هنالك حرصاً من قبل القائمين على الكلية العسكرية ووزارة الدفاع على ضمان توفير الحد الأدنى من تمثيل المحافظات في صفوف الملتحقين بالكلية، وكان أبناء عدن تحديدا أكثر من يحجمون عن الالتحاق بها، إلاّ في حدود أعداد ضئيلة وقليلة جداً، ربما بسبب مزاجهم المدني الذي لا يميل للسلك العسكري، أو لأن معظمهم ربما لا يطمئن له كمستقبل..
شاهدت في أول يوم وأنا استعد لحلاقة رأسي ثلاث مجموعات من الطلبة وهم يجتمعون على ثلاثة من أبناء عدن ليرغمونهم على حلاقة شعر الرأس (صفرا) وكانت هذه الحلاقة من الشروط الأولية والبديهية للالتحاق بالكلية العسكرية.. وقد ذكّرني هذا الفعل القمعي بالفلكة التي أنزلها الاستاذ على أحمد سعد وعدد من الطلبة على قدماي، عقابا على غيابي وتهربي من المدرسة..
الفارق إن جماعة الإرغام في الكلية استهدفت رؤوسهم لحلاقته، فيما جماعة الفلكة استهدفت قاعة قدماي لإلحاق أكبر قدر من الألم زجرا وعقوبة للحيلولة دون التهرب مرة أخرى من المدرسة.. لقد كان الإرغام هو المشترك بين الفعلين.
شاهدت هذا الإرغام بأم عيني، وسمعت صراخ المُرغمين الطافح، وتألمت أن يتم حمل بعض الشباب على الالتحاق بالكلية العسكرية كارهين.. إنه أشبه بالإرغام على الزواج بمن لا تعشق ولا تحب، بل وبمن تعاف وتكره.. وقد ذكرني سماع صراخهم المشبوب بالنار، بصراخي وأنا تلميذ افتلك بالخيزران..
من المجحف أن تُرغم على ما لا تريد، وأن تشرب مما تعاف، لاسيما بعد بلوغ ورشد.. وأي نظام أو سلطة أو حتى رب أسرة يجري تغييب المعني الأول، واصدار القرار عنه، في خيارات هي من صميم حياته، وتتعلق بمستقبله أو بجانب منه، أمر فادح الإجحاف، لاسيما عندما تتجاهل تلك السلطة إرادة ورغبة وخيارات المعنيين باتخاذها..
كثير من الآباء حددوا بعض خيارات الحياة لأبنائهم في التعليم أو العمل أو الزواج، ولكن أيضا كثير منهم أنتهى بهم المطاف إلى الفشل أو التعثر أو تحقيق نسبة أقل من النجاح عمّا يُرام أو يُفترض، وأحيانا ينقلب بعضهم على تلك الخيارات التي فُرضت عليهم من غيرهم، أو حتى من ظروف الواقع التي حملتهم على ما تريد، وعلى نحو مغاير لرغبات وتمنيات أصحابها..
أحيانا يقضي بعضهم سنوات في خيارات غير تلك التي كانوا يتطلعون إليها، ثم يعودون بعدها يبحثون عن ذاتهم، وعن خيارات الرغبة التي يريدونها، أو تمنونها يوما ولم يطولوها، ولم يتمكنوا منها سابقا.. ويمكن القول أن المقموع في خيارته، يعيش مُراغما لواقعه، ويكون حصاد تلك الخيارات، ضئيلا أو قليلا أو في مستوى غير مُرضٍ لصاحبه..
إنه لمن الخطاء فرض القناعات والخيارات على الناس بسطوة السلطة والغلبة، بعيدا عن إقناعهم وصناعة الوعي المؤيد لتلك القناعات والخيارات.. من الفادح فرض قناعتك وتصوراتك واختياراتك على ناس لا يرون ما تراه، أو تفرض عليهم ما تعتقد أنه محل نموذج ومثال، وهو مع الواقع في صدام وتنافر لا يقبل بعضه..
عليك أن تقنع الناس بصواب رؤيتك، وارفع من وعيهم إن كانوا لا يدركون صوابك أو كانوا يجهلون مصلحتهم، ولا تستخدم سلطتك القمعية وأسلوبك البيروقراطي في فرضها واستمرارها تعسفا على إرادات الناس وقناعتهم..
كثير من الإجراءات القسرية والبيروقراطية التي تعسفت الواقع وقامت بالتهجير والدمج القسري بين الجماعات أو القوميات أو الشعوب انتهت إلى الفشل بعد أن اهدرت كثيرا من الجهد والوقت والامكانيات.. فشلت لأنها أرادت فرض النظريات المتعسفة على الواقع، والاقتصار والاعتماد على القمع والإرغام في تنفيذ تلك السياسات الغير عادلة، والتي يكون مصيرها الإخفاق والفشل، بل والفشل الذريع الذي حوّل الآمال العراض إلى ردة حضارية بكل المقاييس..
***
يتبع..
بعض من تفاصيل حياتي
يوسف الحواتي
كلام عجيب يقال عن المناضل ألقاضي احمد سيف حاشد وان يصنف ضمن الخونه بالقيل والقال وهو الذي يجاهر بمعارضته وبصوت مسموع أن كان داخل مجلس النواب اوخارجه وهو الصوت الوحيد المنحاز علنا ضد كل المظالم ويقف مع الغلابه من ابناء هذا الشعب وهو صاحب اللا التي تزلزل الفاسدين وتدوخ المتنفذين وتقلق ذوي ألمصالح الضيقه للذين يسرقون قوت الشعب ويتكلمون باسم الشعب.
إن تخوين حاشد هي خطوه لتجريمه بالقيل والقال ونحن نعلم ان الفاسد والخائن لا يمكن ان يجأهر بمعارضته للظلم لانه جزء من منظومه لا يعلوا صوتها ابدا علي الفساد اوالظلم ان الخونه والفاسدين دائما يعملون من تحت الطاوله وليس لهم راي واضح في القضايا العامه لانهم عبيد ووسائل هدم خاصيتهم السلبيه ولا صوت لهم في الواقع
والمناضل حاشد رجل حر ويمتلك راي حر ويعبر عنه بقوة وبصوت عالي.. نحن نسمعه لانه الصوت الاقرب الينا والي هذا الشعب المغلوب علي امره؛ فهو واحد مننا وصوته صوتنا فلا تشوهوا صورته لانها رسخت في اذهان ووجدان الكثير من ابناء هذا الشعب
والحمدلله نحن عرفناه كشخص محب للوطن ومنحاز للشعب والوطن وصوتك وحده اخي احمد زلزال عنيف لقوي الفساد ولهذا هم مشغولين بتفصيل التهم عليك وعلي ما اعتقد لم يعثروا علي التهمه التي تناسب حجمك ومازال البحث جاري فانت قامه مقاساتها غير متوفره لكنهم سيبذلون الجهد لتفصيل تهمه لتجريمك عاجلا ام اجلا
كلام عجيب يقال عن المناضل ألقاضي احمد سيف حاشد وان يصنف ضمن الخونه بالقيل والقال وهو الذي يجاهر بمعارضته وبصوت مسموع أن كان داخل مجلس النواب اوخارجه وهو الصوت الوحيد المنحاز علنا ضد كل المظالم ويقف مع الغلابه من ابناء هذا الشعب وهو صاحب اللا التي تزلزل الفاسدين وتدوخ المتنفذين وتقلق ذوي ألمصالح الضيقه للذين يسرقون قوت الشعب ويتكلمون باسم الشعب.
إن تخوين حاشد هي خطوه لتجريمه بالقيل والقال ونحن نعلم ان الفاسد والخائن لا يمكن ان يجأهر بمعارضته للظلم لانه جزء من منظومه لا يعلوا صوتها ابدا علي الفساد اوالظلم ان الخونه والفاسدين دائما يعملون من تحت الطاوله وليس لهم راي واضح في القضايا العامه لانهم عبيد ووسائل هدم خاصيتهم السلبيه ولا صوت لهم في الواقع
والمناضل حاشد رجل حر ويمتلك راي حر ويعبر عنه بقوة وبصوت عالي.. نحن نسمعه لانه الصوت الاقرب الينا والي هذا الشعب المغلوب علي امره؛ فهو واحد مننا وصوته صوتنا فلا تشوهوا صورته لانها رسخت في اذهان ووجدان الكثير من ابناء هذا الشعب
والحمدلله نحن عرفناه كشخص محب للوطن ومنحاز للشعب والوطن وصوتك وحده اخي احمد زلزال عنيف لقوي الفساد ولهذا هم مشغولين بتفصيل التهم عليك وعلي ما اعتقد لم يعثروا علي التهمه التي تناسب حجمك ومازال البحث جاري فانت قامه مقاساتها غير متوفره لكنهم سيبذلون الجهد لتفصيل تهمه لتجريمك عاجلا ام اجلا