طفولة بطعم التمرد
احمد سيف حاشد:
(13)
محاولة انتحار..
حاولت التحدِّي وأذهب عنوة مولد الخضر، ولكنه كتَّفني وربطني إلى عمود خشبي مغروسا في قاع الدكان، وضربني بعنف وقسوة لا أنساها ولا تنساها السنين الطوال، ولكنني أسامح ومعتاد على التسامح..
ظللت على وثاقي أكثر من ساعات حتى انتهى فيها كل شيء، وأجفل الناس والصبية، وعادوا من “المولد” إلى البيوت.. ذهب أبي وفكت أمي وثاقي، وانتابتني نوبة سخط واستنفار جنوني..
وبعد أن خرج الجميع من الدار، صعدت إلى حجرة والدي، ووجدت السلاح في متناول يدي.. أخذت بندقيته الآلية، وعمرتها وتمددت، وضعتُ فوهتها بين عنقي ورأسي، ووضعتُ أصبعي على الزناد، وأخذت بالعد ثلاثة لأبدأ بإطلاق النار.. واحد.. اثنان، وقبل أن أتم إطلاق الرصاص بالرقم ثلاثة، سمعت خوار بقرة أمي، وكأنها تريد مني نظرة وداع أحتاجها أنا أيضا، أو ربما تريدني أن أكف عما أنتوي فعله، وربما غريزة البقاء كانت أقوى مني..
ذهبت لأراها وألقي عليها نظرة وداع أخيرة، وأول ما رأيتها شعرت أنها تترجى وتتوسل بألا أفعل.. هذا ما خلته في خاطرة مرت على بالي القلق.. أحسست أنها مسكونة بي ولا تريد لي بعدا أو فراقا.. قبّلت ناصيتها، ومسحت ظهرها، وراحت أكفي تداعب عنقها وضممته بحرارة مفارق.. كانت تصرفاتي معها أشبه بتصرفات الهنود مع البقر، كأنها إلهاً أو معبوداً مقدس..
شعرت بحبها الجارف، وبادلتها محبة غامرة.. شعرت أنها تبادلني حميمية لم أشعر بها من قبل.. غالبتُ دموعي، ولكنها كانت تنهمر سخينة.. رأيتها تشتمَّني بلهفة، وكأنها تريد أن تحتفظ بتذكار.. أحسست أنها هي أيضا تغالب دموعها.. بقرتنا المحروسة من العين بحرز معلق على رقبتها كمصد يصد العين والحسد.. وأنا المحروس أيضا بحرز السبعة العهود من الجن والشياطين، ولكن من يحرسني من قسوة أبي؟!!
ذهبت لأسرق لها الطحين، وأصب عليه الماء، وأقدمه لها كحساء وداع أخير.. كنت اختلس لها كل يوم القليل من الطحين وأصب عليه الماء لتشرب وتستمتع، ولكن المختلس من الدقيق في الوداع الأخير تضاعف ثلاثا عمّا هو معتاد.. لم أعد أخشى انكشاف الأمر لأن القادم سيكون جلل، وسيجعل الجميع لا يفكر بذرة طحين.. إنه حساء لن يتكرر أبدا، ولن يعاد فيما بقي لها من عمر وحياة على ظهر هذه الأرض..
امطرتها بقبل بدت لي إنها قبلات الوداع الأخير. وفيما أنا ذاهب عنها، رأيتها ممعنة بالنظر نحوي، وأحسست أنها تتوسل وترتجي ألا أفعل وألا أرحل.. كنت أفسر الحميمية التي بيننا على مقاس تلك اللحظة التي أحس بها، أو بما ينسجم معها.. كانت مناجاة ومحاكاة لها عمق في نفسي، وتفيض بمشاعر وعواطف جياشة بدت لي حقيقية، لا وهم فيها ولا سراب..
تطلعت صوب الجبل والشجر والحجر أودع الجميع.. شعور وداع الأبد ليس مثله وداع.. الوداع الأبدي يجعلك ترى كثير من تفاصيل الأشياء قبل الرحيل لن تراها في أحوالك العادية أو الطبيعية.. وجدت نفسي أودع كل شيء بما فيها التفاصيل التي لا تخطر على بال، فأنا على موعد مع الموت واستيفاء الأجل.. كنت أتفرس في كل الأشياء التي يقع عليها نظري وكأنني أراها للمرة الأولى.. الجدران والخشب والأواني وملابس أمي..
تذكرت أمي وحب أمي.. أمي التي ضحت بأشياء كثيرة من أجلي.. أمي التي تشربت ألف عذاب، وصبرت لأجلي وإخوتي على حمل ما لا تحتمله الجبال.. عاشت صراعاً لا تحتمله أرض ولا سماء.. كنت أشعر ببكاء السماء في كل مكروه يصيبها..
لم أكن في تلك اللحظة أتخيل أن ثمة شيء يثنيني عن الانتحار والذهاب إلى جهنم، ولا حتى بقرتنا الطيبة، لكن ربما غريزة البقاء غلبتني، وربما حب أمي هو من غلبني، فلا يوجد شخص أحبني أكثر من أمي.. تذكرتها وهي تكرر لي فيما مضى: “إن حدث لك مكروه سأموت كمدا وقهراً”.
لا أستطيع أن أتخيل أمي وهي تراني منتحراً ومضرجاً بدمائي.. كنت أتصور أن مشهدا كهذا سيكون صادماً وصاعقاً وفاجعاً للإنسان الوحيد الذي أهتم له؛ مشهد لا استطيع تخيُّل مأساته الثقيلة على أمي التي تحملت الكثير من أجلي.. مشهد لن يحس بمدى فاجعته غير أمي التي لا شك سيكمدها الحدث..
بسبب أمي وحبها وأخواتي أحجمت عن الحماقة لتنتصر الحياة على الموت؛ ولا بأس من احتجاج أخف ضرراً وأقل كلفة، وهو ما سأقدم عليه الآن بدلا من الانتحار..
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
يتبع..
احمد سيف حاشد:
(13)
محاولة انتحار..
حاولت التحدِّي وأذهب عنوة مولد الخضر، ولكنه كتَّفني وربطني إلى عمود خشبي مغروسا في قاع الدكان، وضربني بعنف وقسوة لا أنساها ولا تنساها السنين الطوال، ولكنني أسامح ومعتاد على التسامح..
ظللت على وثاقي أكثر من ساعات حتى انتهى فيها كل شيء، وأجفل الناس والصبية، وعادوا من “المولد” إلى البيوت.. ذهب أبي وفكت أمي وثاقي، وانتابتني نوبة سخط واستنفار جنوني..
وبعد أن خرج الجميع من الدار، صعدت إلى حجرة والدي، ووجدت السلاح في متناول يدي.. أخذت بندقيته الآلية، وعمرتها وتمددت، وضعتُ فوهتها بين عنقي ورأسي، ووضعتُ أصبعي على الزناد، وأخذت بالعد ثلاثة لأبدأ بإطلاق النار.. واحد.. اثنان، وقبل أن أتم إطلاق الرصاص بالرقم ثلاثة، سمعت خوار بقرة أمي، وكأنها تريد مني نظرة وداع أحتاجها أنا أيضا، أو ربما تريدني أن أكف عما أنتوي فعله، وربما غريزة البقاء كانت أقوى مني..
ذهبت لأراها وألقي عليها نظرة وداع أخيرة، وأول ما رأيتها شعرت أنها تترجى وتتوسل بألا أفعل.. هذا ما خلته في خاطرة مرت على بالي القلق.. أحسست أنها مسكونة بي ولا تريد لي بعدا أو فراقا.. قبّلت ناصيتها، ومسحت ظهرها، وراحت أكفي تداعب عنقها وضممته بحرارة مفارق.. كانت تصرفاتي معها أشبه بتصرفات الهنود مع البقر، كأنها إلهاً أو معبوداً مقدس..
شعرت بحبها الجارف، وبادلتها محبة غامرة.. شعرت أنها تبادلني حميمية لم أشعر بها من قبل.. غالبتُ دموعي، ولكنها كانت تنهمر سخينة.. رأيتها تشتمَّني بلهفة، وكأنها تريد أن تحتفظ بتذكار.. أحسست أنها هي أيضا تغالب دموعها.. بقرتنا المحروسة من العين بحرز معلق على رقبتها كمصد يصد العين والحسد.. وأنا المحروس أيضا بحرز السبعة العهود من الجن والشياطين، ولكن من يحرسني من قسوة أبي؟!!
ذهبت لأسرق لها الطحين، وأصب عليه الماء، وأقدمه لها كحساء وداع أخير.. كنت اختلس لها كل يوم القليل من الطحين وأصب عليه الماء لتشرب وتستمتع، ولكن المختلس من الدقيق في الوداع الأخير تضاعف ثلاثا عمّا هو معتاد.. لم أعد أخشى انكشاف الأمر لأن القادم سيكون جلل، وسيجعل الجميع لا يفكر بذرة طحين.. إنه حساء لن يتكرر أبدا، ولن يعاد فيما بقي لها من عمر وحياة على ظهر هذه الأرض..
امطرتها بقبل بدت لي إنها قبلات الوداع الأخير. وفيما أنا ذاهب عنها، رأيتها ممعنة بالنظر نحوي، وأحسست أنها تتوسل وترتجي ألا أفعل وألا أرحل.. كنت أفسر الحميمية التي بيننا على مقاس تلك اللحظة التي أحس بها، أو بما ينسجم معها.. كانت مناجاة ومحاكاة لها عمق في نفسي، وتفيض بمشاعر وعواطف جياشة بدت لي حقيقية، لا وهم فيها ولا سراب..
تطلعت صوب الجبل والشجر والحجر أودع الجميع.. شعور وداع الأبد ليس مثله وداع.. الوداع الأبدي يجعلك ترى كثير من تفاصيل الأشياء قبل الرحيل لن تراها في أحوالك العادية أو الطبيعية.. وجدت نفسي أودع كل شيء بما فيها التفاصيل التي لا تخطر على بال، فأنا على موعد مع الموت واستيفاء الأجل.. كنت أتفرس في كل الأشياء التي يقع عليها نظري وكأنني أراها للمرة الأولى.. الجدران والخشب والأواني وملابس أمي..
تذكرت أمي وحب أمي.. أمي التي ضحت بأشياء كثيرة من أجلي.. أمي التي تشربت ألف عذاب، وصبرت لأجلي وإخوتي على حمل ما لا تحتمله الجبال.. عاشت صراعاً لا تحتمله أرض ولا سماء.. كنت أشعر ببكاء السماء في كل مكروه يصيبها..
لم أكن في تلك اللحظة أتخيل أن ثمة شيء يثنيني عن الانتحار والذهاب إلى جهنم، ولا حتى بقرتنا الطيبة، لكن ربما غريزة البقاء غلبتني، وربما حب أمي هو من غلبني، فلا يوجد شخص أحبني أكثر من أمي.. تذكرتها وهي تكرر لي فيما مضى: “إن حدث لك مكروه سأموت كمدا وقهراً”.
لا أستطيع أن أتخيل أمي وهي تراني منتحراً ومضرجاً بدمائي.. كنت أتصور أن مشهدا كهذا سيكون صادماً وصاعقاً وفاجعاً للإنسان الوحيد الذي أهتم له؛ مشهد لا استطيع تخيُّل مأساته الثقيلة على أمي التي تحملت الكثير من أجلي.. مشهد لن يحس بمدى فاجعته غير أمي التي لا شك سيكمدها الحدث..
بسبب أمي وحبها وأخواتي أحجمت عن الحماقة لتنتصر الحياة على الموت؛ ولا بأس من احتجاج أخف ضرراً وأقل كلفة، وهو ما سأقدم عليه الآن بدلا من الانتحار..
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
يتبع..
طفولة بطعم التمرد
احمد سيف حاشد:
(14)
بديلا عن الانتحار!!
أحجمت عن الانتحار، ولكني أريد أن أقوم بفعل أقل كلفة منه.. أريد ضجيج أعبر فيه عن رفضي وتمردي ضد القمع الذي مارسه عليّ أبي.. لن يكون هذا إلا بمزيد من الشقاوة والتمرد.. أريد أبي أن يندم على فعله.. أريد أن يسمع أبي بعض من جنوني، احتجاجا على قمعه لي، وأرد له بعض من جنونه بالقدر المتاح..
لا أستطيع أن أبلغ قهري وأصمت.. لابد من أن فعل شيء.. أريد أن أعاقب أبي واسمعه بعض من احتجاجي.. يجب أن يسمع أبي مظلمتي ويسمعها كل الناس.. أريد أبي أن يندم لما فعله بي.. كان لا زال الغضب والانفعال يتراكض في رأسي، ويفعل فعله في عروقي..
نزلت من الحجرة إلى الديوان بعد أن أغلقت باب الدار بالمزلاج والمرزح، وضعت "صحارة" - ألواح خشبية تستخدم لنقل "أتناك" الجاز، وتحميلها على الجمال عند نقلها ـ انبطحت خلفها، وحاولت تشبيك البندقية عليها مع يدي لتقلل من الارتداد أثناء إطلاق النار، ووضعت أصبعي على الزناد، وأنا في وضعية الاستعداد والبندقية جاهزة لإطلاق النار الكثيف بمجرد الضغط على الزناد بأصبعي المتحفزة للضغط حتى إفراغ ما فيه من الرصاص.. تبدأ حالة تشبه نوبة ”هسترية” وأنا أضغط على الزناد وافرغ ما في مخزن البندقية من الرصاص..
لم أكن أعرف إن كل ذلك الغبار سيكتظ من الداخل على ذلك النحو الكثيف، ولفترة بدت لي غير وجيزة.. لم أعرف أن الرصاص الراجع سيفعل بالجدران ما فعل!! الحقيقة لا أدري كيف نجوت؟!! وكيف وجدت للمستحيل طريقاً؟! لم أكن أعرف أن صوت الرصاص والغبار الكثيف سيكون بذلك القدر الذي يجعل من يرى الدار من الخارج ويسمع لعلعة الرصاص في داخل الدار، يعتقد أن ثمة زلزال قد حل فيه.. صارت الجدران مخرّمة كوجوه عبث بها الجدري.. فيما كانت رائحة البارود نفاذة تملأ المكان..
النسوة والرجال والأطفال هرعوا إلى الدار ليرون ماذا حدث!! باب الدار مغلق، وأنا اطمئنهم من مفرج الديوان إنه لم يحدث شيء.. الأسئلة تتزاحم عمّا حدث، والدهشة تستبد بوجوه الحاضرين على عجل.. وبعضهم يدقوا باب الدار بقوة ويهمون بكسره، وأمي تهرع وتتصرف كمجنونة.. تصرخ وتبكي وتنوح؛ بقلب مخلوع، ومفطور بالفجيعة.. نزلت وفتحت الباب وامي تفتش جسمي وملابسي لترى ماذا صنعت بنفسي. وعندما تأكدت من سلامتي ذهبت لتخفيني من أبي بديوان آخر في الدار مظلم ومملوء بحزم الزرع اليابس.. أما أبي فقد هرع لينتقم مني أشد انتقام، ولكنه لم يجدنِ وأبلغته أمي أنني قد هربت الجبل..
مكثت أياماً في مخبئي السري لا تواسيني غير أمي، وحنانها وخبزها. ومع ذلك لم أنجُ من عقاب تأجّل، ولم تنج أمي من ألف سؤال ومشكلة..
مللت مخبئي وملّني هو الآخر.. طلبت من أمي أن تترك لي فسحة بين أخوتي النيام لأنام بينهم ثم توقظني قبل حلول الفجر لأعود إلى مخبئي خلسة دون أن يراني أبي.. ولكن أنكشف أمري بعد ساعة زمن.. يا لخيبة حيلتي وحيلة أمي!!
مر أبي على أخوتي النيام قرابة الساعة العاشرة ليلاً وهم يغطون بالنوم. أنا الوحيد بينهم من كنت متوجساً ويقضاً أسمع دبيب النمل.. سمعته يعد أخوتي ويقول لأمي هناك واحد زائد في العدد، وهي تشكك وتناور وتحاول أن توهمه وتصرفه إلى موضوع آخر؛ لكن أبي جثي على ركبتيه بيننا، وبدأ يتحسس ويعد الرؤوس ويسميها لأمي، وأمي مرتعدة الفرائص تحاول أن تقرأ بكتمانها سورة ياسين.. عددنا ستة، وأبي يعد ويتحسس الرؤوس، وما أن وصل إلى رأسي عرفني حتى أخذ يدقه بالأرض، فانقَّضت أمي على أبي كذئبه، وراحا يتشاجران وصوتي وصوت إخوتي المذعورين وصوت الشجار يملأ فضاء القرية وجوارها، يمزق سكينة ليل أناخ واستتب، ويصيب أهل قريتنا وما حولها بالحيرة والأسئلة والفزع..
استفدت من لحظة الشجار بين أبي وأمي ونفذت بجلدي. قفزت من فوق الدار.. كانت مجازفة غير أن الخوف والهلع صنع المعجزة، وربما مادة الأدرينالين التي تفرزها الغدد الكظرية في الجسم في مثل هكذا حالة تجنبنا ما قد يلحق بنا من ضرر محتمل..
***
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
يتبع..
احمد سيف حاشد:
(14)
بديلا عن الانتحار!!
أحجمت عن الانتحار، ولكني أريد أن أقوم بفعل أقل كلفة منه.. أريد ضجيج أعبر فيه عن رفضي وتمردي ضد القمع الذي مارسه عليّ أبي.. لن يكون هذا إلا بمزيد من الشقاوة والتمرد.. أريد أبي أن يندم على فعله.. أريد أن يسمع أبي بعض من جنوني، احتجاجا على قمعه لي، وأرد له بعض من جنونه بالقدر المتاح..
لا أستطيع أن أبلغ قهري وأصمت.. لابد من أن فعل شيء.. أريد أن أعاقب أبي واسمعه بعض من احتجاجي.. يجب أن يسمع أبي مظلمتي ويسمعها كل الناس.. أريد أبي أن يندم لما فعله بي.. كان لا زال الغضب والانفعال يتراكض في رأسي، ويفعل فعله في عروقي..
نزلت من الحجرة إلى الديوان بعد أن أغلقت باب الدار بالمزلاج والمرزح، وضعت "صحارة" - ألواح خشبية تستخدم لنقل "أتناك" الجاز، وتحميلها على الجمال عند نقلها ـ انبطحت خلفها، وحاولت تشبيك البندقية عليها مع يدي لتقلل من الارتداد أثناء إطلاق النار، ووضعت أصبعي على الزناد، وأنا في وضعية الاستعداد والبندقية جاهزة لإطلاق النار الكثيف بمجرد الضغط على الزناد بأصبعي المتحفزة للضغط حتى إفراغ ما فيه من الرصاص.. تبدأ حالة تشبه نوبة ”هسترية” وأنا أضغط على الزناد وافرغ ما في مخزن البندقية من الرصاص..
لم أكن أعرف إن كل ذلك الغبار سيكتظ من الداخل على ذلك النحو الكثيف، ولفترة بدت لي غير وجيزة.. لم أعرف أن الرصاص الراجع سيفعل بالجدران ما فعل!! الحقيقة لا أدري كيف نجوت؟!! وكيف وجدت للمستحيل طريقاً؟! لم أكن أعرف أن صوت الرصاص والغبار الكثيف سيكون بذلك القدر الذي يجعل من يرى الدار من الخارج ويسمع لعلعة الرصاص في داخل الدار، يعتقد أن ثمة زلزال قد حل فيه.. صارت الجدران مخرّمة كوجوه عبث بها الجدري.. فيما كانت رائحة البارود نفاذة تملأ المكان..
النسوة والرجال والأطفال هرعوا إلى الدار ليرون ماذا حدث!! باب الدار مغلق، وأنا اطمئنهم من مفرج الديوان إنه لم يحدث شيء.. الأسئلة تتزاحم عمّا حدث، والدهشة تستبد بوجوه الحاضرين على عجل.. وبعضهم يدقوا باب الدار بقوة ويهمون بكسره، وأمي تهرع وتتصرف كمجنونة.. تصرخ وتبكي وتنوح؛ بقلب مخلوع، ومفطور بالفجيعة.. نزلت وفتحت الباب وامي تفتش جسمي وملابسي لترى ماذا صنعت بنفسي. وعندما تأكدت من سلامتي ذهبت لتخفيني من أبي بديوان آخر في الدار مظلم ومملوء بحزم الزرع اليابس.. أما أبي فقد هرع لينتقم مني أشد انتقام، ولكنه لم يجدنِ وأبلغته أمي أنني قد هربت الجبل..
مكثت أياماً في مخبئي السري لا تواسيني غير أمي، وحنانها وخبزها. ومع ذلك لم أنجُ من عقاب تأجّل، ولم تنج أمي من ألف سؤال ومشكلة..
مللت مخبئي وملّني هو الآخر.. طلبت من أمي أن تترك لي فسحة بين أخوتي النيام لأنام بينهم ثم توقظني قبل حلول الفجر لأعود إلى مخبئي خلسة دون أن يراني أبي.. ولكن أنكشف أمري بعد ساعة زمن.. يا لخيبة حيلتي وحيلة أمي!!
مر أبي على أخوتي النيام قرابة الساعة العاشرة ليلاً وهم يغطون بالنوم. أنا الوحيد بينهم من كنت متوجساً ويقضاً أسمع دبيب النمل.. سمعته يعد أخوتي ويقول لأمي هناك واحد زائد في العدد، وهي تشكك وتناور وتحاول أن توهمه وتصرفه إلى موضوع آخر؛ لكن أبي جثي على ركبتيه بيننا، وبدأ يتحسس ويعد الرؤوس ويسميها لأمي، وأمي مرتعدة الفرائص تحاول أن تقرأ بكتمانها سورة ياسين.. عددنا ستة، وأبي يعد ويتحسس الرؤوس، وما أن وصل إلى رأسي عرفني حتى أخذ يدقه بالأرض، فانقَّضت أمي على أبي كذئبه، وراحا يتشاجران وصوتي وصوت إخوتي المذعورين وصوت الشجار يملأ فضاء القرية وجوارها، يمزق سكينة ليل أناخ واستتب، ويصيب أهل قريتنا وما حولها بالحيرة والأسئلة والفزع..
استفدت من لحظة الشجار بين أبي وأمي ونفذت بجلدي. قفزت من فوق الدار.. كانت مجازفة غير أن الخوف والهلع صنع المعجزة، وربما مادة الأدرينالين التي تفرزها الغدد الكظرية في الجسم في مثل هكذا حالة تجنبنا ما قد يلحق بنا من ضرر محتمل..
***
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
يتبع..
ارشيف الذاكرة .. أسئلة تتناسل كالضوء
يمنات
أحمد سيف حاشد
كنت أتساءل في المفارقات بتلقائية، و أحيانا أسأل بدافع فضول المعرفة، بصدد عالم لازال بالنسبة لي مجهولا تماما، أو غارقا في الغموض الشديد، و مُستصعب فهم أبجدياته، بل و بديهياته، لطفل حديث السن مثلي، لازال يحاول ملامسة أعتاب المعرفة الأولى، و طرق أبوابها المغلقة بما أمكن من الأسئلة الباحثة عن إجابات، رغم موانع العيب و الحرام التي تتصدى للأسئلة الوجودية القلقة، و في مناطق لازالت محظورة أو ملغومة أو غير مسموحا بها.
اسئلة صارت الإجابة عليها، محفزا لمزيد من الأسئلة المتوالدة و المتكاثرة، و التي تكشف مزيد من المعرفة المستعصية لمثلي، و أحيانا أجد نفسي أغرق في بحر من الحيرة التي لا تهدأ و لا تستكين، بسبب عدم رضائي و اقتناعي بإجابات تبدو جاهزة، أو مغلوطة، أو تساورني الشكوك حيالها، أو حيال ما هو سائد من مفاهيم أظنها خاطئة..
كنت أحيانا أتمرد بالسؤال عمّا هو معتاد و مألوف، و أطرق باب المسكوت عنه، و أجتاز ما هو محظور، في واقع ثقيل بركام الماضي، و أثقال العيب، و سطوة الخوف، و الزجر المعلن لمن يتعدّى على ما هو ممنوع..
لقد كنت أسأل أمي أسئلة دون أن أعلم إنها ستضطر إلى الكذب في الإجابة عليها بمسمّى و مبرر العيب..؟! كنت أسأل عن وجودي، و كيف خرجت من بطنها إلى واجهة الكون، و من أي منفذ خرجت بالتحديد..؟! و عندما تولد أمي و أرى أخي أو أختي الوليدة؛ أكرر السؤال اللحوح ذاته .. فيما كانت أمي في البداية تجيبيني و هي تضحك أننا خرجنا من ركبتها .. ثم تثير فضولي أكثر و أسألها كيف..؟! و المولود أكبر من ركبتها؛ فأحتار و أتسأل أكثر..!!
بدت لي إجابة أمي على السؤال غير مقنعة و لم تمنحنِ الرضى، و لم تبدد حيرتي، بل وجدتُها تكبر و تتسع، و ظل السؤال عالقا في الذهن، و ظل عقلي الصغير متحفزا لمعرفة الإجابة، بل وجدت أسئلة أخرى، تتناسل كالضوء من إجابة أمي المعتمة..
ركبة أمي لا يوجد فيها منفذ يخرج منه أي شيء..!! و لا أثر فيها يمكنه أن يكشف عن أمر أو مستجد منها خرج، فضلا أن ركبة أمي ليس فيها رض أو سحن أو جرح يدعم مزعمها .. فركبتها سليمة و معافاة، و لا أثر لأي شيء يدعم جوابها المضحوك به على سؤالي..!! ثم كيف يخرج ما هو أكبر من منفذ دونه، لا يتسع لخروج رأس المولود، فكيف بالمولود كله..؟!!
كثير من الأسئلة لم تجب عليها أمي، أو اجابت عليها و لكن على نحو مغلوط، و ظلّت معها الأسئلة من الداخل ترفسني كحمار وحشي، دون أن أجد إجابة تشفى سؤالي، و تبدد حيرتي التي تتسع..
كانت أمي تصر على إجابتها و لا تتنازل عنها إلا بعد حين، و إلى ذلك الحين كان علي أن أستمر مركوض بذلك السؤال أو بتلك الأسئلة، التي ولدتها إجابات أمي الخاطئة، و لم يعقلها عقلي الصغير..!! فيما اليوم بات كثيرا من الكبار تنطلي عليهم مغالطة حكامهم، بسهولة و يسر أكثر من أجوبة أمي التي لم تنطلِ على طفولتي .. و الفارق شتّان..
كنت أستمع لولولة أمي و عذابها و هي تلد، و لكن كانوا يمنعوني من الدخول إليها، أو إلى المكان الذي تلد فيه، بل و يتم إبعادي أكثر من المكان الذي أقف فيه، للحيلولة دون أن يصل إلى مسامعي صوتها المعذّب بالولادة، و أُمنع من معرفة أي شيء، أكثر من أن أمي الآن تلد، و سيتم ابلاغي بعد الولادة؛ هل المولود أخا أم أختا..!!
كانوا لا يسمحوا لي بالدخول للمكان إلا بعد أن ينتهى كل شيء .. و عند الدخول أستطيع أن أرى الحبل المعلق إلى خشبة السقف، و يستطيع خيشومي استقبال ما ينفذ من روائح البخور، و الحلتيت و المر، و غيرها من لوازم الولادة التي تحترق، أو تشربها أمي لتخفيف وجع و آثار الولادة، و لكن تلك الأشياء كانت غير قادرة أن تكشف أو تجيب على سؤالي: من أين خرج أخي أو أختي المولود..؟!! الحقيقة أن الأسئلة كانت تتكاثر، دون أن أجد لها جواب يشفي فضولي، أو حتى تلقائيتي البريئة..
و بعد حين من الأسئلة اللحوحة و إجاباتها التي لا تفعل لدي أكثر من ولادة أسئلة أخرى، حاولت أمي اقناعي بأنّي و أخواني خرجنا من سُرّتها، و هي إجابة رفستني أكثر من السؤال..! و فجرت فيني حيرة و عدم اقتناع بما أجابت .. بل و زادت شكوكي بعد أن ايقنت إنها كذبت في إجابتها السابقة، و تراجعت لدي مصداقيتها .. و تسألت كيف يمكن لسرّتها التي لا تزيد فتحتها عن عقلة أصبعها، أن تقبل بمرور مولود أكبر من ركبة أمي و سرتها مجتمعين..
و بعد حين من إلحاحي بالأسئلة عليها، و شعورها إنني بت أتشكك أكثر بجوابها، أطلقت أمي كذبتها الثالثة، حيث زعمت أنني خرجت أنا و إخوتي من فمها .. و لكن كيف يمكن لفم مهما أتسع أن يخرج منه، مولود أكبر منه..!! و لماذا لم تختنق به..؟! كيف لمولود بحجم أكبر أن يخرج من فاه دونه، أو أصغر منه بكثير..؟!!
لطالما أتعبتني تلك الأسئلة، و حيرتني أكثر إجابات أمي المغلوطة، و المتعمدة من خلالها إخفاء الحقيقة عني، و تجاهلها لأسئلتي في بعض الأحيان، و الضحك من أسئلتي، أو إجابتها المصحوبة بالضحك، و إصرارها على إجابة
يمنات
أحمد سيف حاشد
كنت أتساءل في المفارقات بتلقائية، و أحيانا أسأل بدافع فضول المعرفة، بصدد عالم لازال بالنسبة لي مجهولا تماما، أو غارقا في الغموض الشديد، و مُستصعب فهم أبجدياته، بل و بديهياته، لطفل حديث السن مثلي، لازال يحاول ملامسة أعتاب المعرفة الأولى، و طرق أبوابها المغلقة بما أمكن من الأسئلة الباحثة عن إجابات، رغم موانع العيب و الحرام التي تتصدى للأسئلة الوجودية القلقة، و في مناطق لازالت محظورة أو ملغومة أو غير مسموحا بها.
اسئلة صارت الإجابة عليها، محفزا لمزيد من الأسئلة المتوالدة و المتكاثرة، و التي تكشف مزيد من المعرفة المستعصية لمثلي، و أحيانا أجد نفسي أغرق في بحر من الحيرة التي لا تهدأ و لا تستكين، بسبب عدم رضائي و اقتناعي بإجابات تبدو جاهزة، أو مغلوطة، أو تساورني الشكوك حيالها، أو حيال ما هو سائد من مفاهيم أظنها خاطئة..
كنت أحيانا أتمرد بالسؤال عمّا هو معتاد و مألوف، و أطرق باب المسكوت عنه، و أجتاز ما هو محظور، في واقع ثقيل بركام الماضي، و أثقال العيب، و سطوة الخوف، و الزجر المعلن لمن يتعدّى على ما هو ممنوع..
لقد كنت أسأل أمي أسئلة دون أن أعلم إنها ستضطر إلى الكذب في الإجابة عليها بمسمّى و مبرر العيب..؟! كنت أسأل عن وجودي، و كيف خرجت من بطنها إلى واجهة الكون، و من أي منفذ خرجت بالتحديد..؟! و عندما تولد أمي و أرى أخي أو أختي الوليدة؛ أكرر السؤال اللحوح ذاته .. فيما كانت أمي في البداية تجيبيني و هي تضحك أننا خرجنا من ركبتها .. ثم تثير فضولي أكثر و أسألها كيف..؟! و المولود أكبر من ركبتها؛ فأحتار و أتسأل أكثر..!!
بدت لي إجابة أمي على السؤال غير مقنعة و لم تمنحنِ الرضى، و لم تبدد حيرتي، بل وجدتُها تكبر و تتسع، و ظل السؤال عالقا في الذهن، و ظل عقلي الصغير متحفزا لمعرفة الإجابة، بل وجدت أسئلة أخرى، تتناسل كالضوء من إجابة أمي المعتمة..
ركبة أمي لا يوجد فيها منفذ يخرج منه أي شيء..!! و لا أثر فيها يمكنه أن يكشف عن أمر أو مستجد منها خرج، فضلا أن ركبة أمي ليس فيها رض أو سحن أو جرح يدعم مزعمها .. فركبتها سليمة و معافاة، و لا أثر لأي شيء يدعم جوابها المضحوك به على سؤالي..!! ثم كيف يخرج ما هو أكبر من منفذ دونه، لا يتسع لخروج رأس المولود، فكيف بالمولود كله..؟!!
كثير من الأسئلة لم تجب عليها أمي، أو اجابت عليها و لكن على نحو مغلوط، و ظلّت معها الأسئلة من الداخل ترفسني كحمار وحشي، دون أن أجد إجابة تشفى سؤالي، و تبدد حيرتي التي تتسع..
كانت أمي تصر على إجابتها و لا تتنازل عنها إلا بعد حين، و إلى ذلك الحين كان علي أن أستمر مركوض بذلك السؤال أو بتلك الأسئلة، التي ولدتها إجابات أمي الخاطئة، و لم يعقلها عقلي الصغير..!! فيما اليوم بات كثيرا من الكبار تنطلي عليهم مغالطة حكامهم، بسهولة و يسر أكثر من أجوبة أمي التي لم تنطلِ على طفولتي .. و الفارق شتّان..
كنت أستمع لولولة أمي و عذابها و هي تلد، و لكن كانوا يمنعوني من الدخول إليها، أو إلى المكان الذي تلد فيه، بل و يتم إبعادي أكثر من المكان الذي أقف فيه، للحيلولة دون أن يصل إلى مسامعي صوتها المعذّب بالولادة، و أُمنع من معرفة أي شيء، أكثر من أن أمي الآن تلد، و سيتم ابلاغي بعد الولادة؛ هل المولود أخا أم أختا..!!
كانوا لا يسمحوا لي بالدخول للمكان إلا بعد أن ينتهى كل شيء .. و عند الدخول أستطيع أن أرى الحبل المعلق إلى خشبة السقف، و يستطيع خيشومي استقبال ما ينفذ من روائح البخور، و الحلتيت و المر، و غيرها من لوازم الولادة التي تحترق، أو تشربها أمي لتخفيف وجع و آثار الولادة، و لكن تلك الأشياء كانت غير قادرة أن تكشف أو تجيب على سؤالي: من أين خرج أخي أو أختي المولود..؟!! الحقيقة أن الأسئلة كانت تتكاثر، دون أن أجد لها جواب يشفي فضولي، أو حتى تلقائيتي البريئة..
و بعد حين من الأسئلة اللحوحة و إجاباتها التي لا تفعل لدي أكثر من ولادة أسئلة أخرى، حاولت أمي اقناعي بأنّي و أخواني خرجنا من سُرّتها، و هي إجابة رفستني أكثر من السؤال..! و فجرت فيني حيرة و عدم اقتناع بما أجابت .. بل و زادت شكوكي بعد أن ايقنت إنها كذبت في إجابتها السابقة، و تراجعت لدي مصداقيتها .. و تسألت كيف يمكن لسرّتها التي لا تزيد فتحتها عن عقلة أصبعها، أن تقبل بمرور مولود أكبر من ركبة أمي و سرتها مجتمعين..
و بعد حين من إلحاحي بالأسئلة عليها، و شعورها إنني بت أتشكك أكثر بجوابها، أطلقت أمي كذبتها الثالثة، حيث زعمت أنني خرجت أنا و إخوتي من فمها .. و لكن كيف يمكن لفم مهما أتسع أن يخرج منه، مولود أكبر منه..!! و لماذا لم تختنق به..؟! كيف لمولود بحجم أكبر أن يخرج من فاه دونه، أو أصغر منه بكثير..؟!!
لطالما أتعبتني تلك الأسئلة، و حيرتني أكثر إجابات أمي المغلوطة، و المتعمدة من خلالها إخفاء الحقيقة عني، و تجاهلها لأسئلتي في بعض الأحيان، و الضحك من أسئلتي، أو إجابتها المصحوبة بالضحك، و إصرارها على إجابة
تشعرني بعدم الرضى، أو عدم الاقتناع بما تجيب..
عرفت الحقيقة، و لكن بعد فترة لم أراها في عمري باكرة، على غير هذه الأيام الذي يدرك فيها أطفالنا أشياء لم نكن ندركها في أعمارنا تلك الأيام .. و اكتشفت إننا نهدر سنوات من المعرفة بسبب العيب الذي يكبح عقولنا المتحفزة للطيران، و عرفت إن العيب يؤخر علينا كثير من الحقائق التي يفترض أن تكون قد صارت بديهيات معرفية في سن الطفولة، و وجدت أن من المهم أن نفعل كلما في الوسع لنتحرر من العيب الذي يثقل كواهلنا، عندما نجد هذا العيب يتحول إلى معيق للمعرفة، و بحد يجب أن لا نستسهله..
كانت إجابة أمي في تلك الأيام، و قياسا مع الفارق، تشبه إجابات من يحكموننا اليوم هنا و هناك، و ردودهم على أسئلتنا، بيد أن إجابة أمي المغلوطة كانت بدافع درئ العيب، و حفاظا على ماء الحياء، و دواعي الاحتشام في ذلك الزمان .. أما حكام اليوم فدوافعهم هو الدفاع عن أنفسهم المريضة، و خياناتهم و فسادهم و نهبهم، و ارتكابهم كل الجرائم المرعبة من إفقار و قتل المواطن، إلى إفقار و قتل الوطن..
***
و أنا طفل كنت أتخيل الله بحسب الحال الذي هو فيه من غضب و فرح و استراحة و سعادة .. و هو يراني في كل حال .. و أتخيل الملكان يرافقانني في كل الأوقات، و لا يتركاني حتى عند الدخول للحمام..
كنت أسأل عن الله، و أتخيله في معظم الأحيان رجل ضخم بطول السماء مستريح على أريكه أضخم، أو سماء ملساء اشبه بمرآة عريضة عرض السماء، و هو مستريح عليها ينظر إلينا و يتابع أفعالنا، و أحيانا أتخيله مستريح على سرير عظيم، أو جالس على محفة عظيمة و ثمانية من الملائكة العظام يحملونه، أو هكذا قيل لي .. ثم تتغير هذه الصورة في مخيلتي و أنا أتخيل الله يغضب من أسئلتي و يتوعدني بالعقاب و النار.
كنت أسأل أمي و أسأل الله أسئلة أشعر أنها تغضبه .. كنت أتساءل بتلقائية أو بفضول معرفي، و أحتار مع كل سؤال يتفجر داخلي، و لا يجد له جوابا، أو أجد له جوابا، و لكنني أتشكك بصحته، و يميل ظني إلى أنه جوابا مغلوطا أو عاريا من الصحة..
كانت تبدو الأسئلة بسيطة، و لكنها تشبه السهل الممتنع.. و كانت أمي تارة تتجاهل سؤالي، و أحيانا تجيب على نحو لا أتصوره، و في بعض الأسئلة الصادمة، كنت أرى وجه أمي مصعوقا بالخوف و الهلع.
كانت الأسئلة كبيرة، و ربما صغيرة، و لكنها كانت تدق أبوابا كبيرة، و إن غرق بعضها ببعض التفاصيل التي لا تأتي على بال الكبار، و كانت بعض الأسئلة تلقم فاه أمي عجزا بحجم جبل، فيلبسها الخوف الهلوع، و تسارع بتحذيري الشديد، و بما هو مرعب و مهول، و تقمع سؤالي بشدة و صرامة..
طبعا تلك الأسئلة لم تكن بهذه الصيغة التي أكتبها الآن، بل كانت بصيغة أخرى، أو مقاربة أو مؤدية لمعناها الذي أستحضره هنا و أكتبه.
أسئلة لا تنتهي، بل هي تتكاثر كالفطر، و تتناسل كالضوء، يواجهها قمع و تعنيف و غياب جواب أو جواب خطاء أو مغلوط لا استسيغه و لا أبلعه، أو أبلعه بصعوبة إلى حين.
كنت أسأل: لماذا ثابت صالح فقير و هو طيب و مكافح و يكدح بأجر قليل..؟! و لماذا “فلان” غني و ظالم و محتال و شرير..؟!
فتجيب أمي: هو الله؛ و في الآخرة سيتم انصاف من تم ظلمه في حياة الدنيا..
كنت أسأل: لماذا نذبح “العيد” يوم العيد .. و لماذا أصلا نذبحه و نسفك دمه..؟!
فتحكي لي قصة اسماعيل و والده إبراهيم عليه السلام..
كنت أسأل: لماذا قطتنا المسكينة و الأليفة تأكل صغارها، و ما ذنب الصغار ليتم أكلهم..؟!
فتجيب أمي: إنها حكمة الله في خلقه..
و تسألت يوما: هل سيعاقب الله الثعلب الذي خطف ذات يوم دجاجتنا من دومها في لجة الليل البهيم .. كانت تصرخ و تستغيث بصوت مفجوع يفطر القلب.. صوت لم أسمع مثله من قبل .. كان أوجع من الموت و أكبر من مكبر الصوت، و لا مغيث و لا مجير .. كان صوتها صارخا يشق الليل نصفين، و كأنها تطلب من الوجود أن يفعل شيئا من أجلها..؟!
ضرب أبي رصاصة دهشا، لعل الثعلب يتركها فزعا من صوت الرصاصة المعادل للصوت المستغيث، غير أن الثعلب لم يترك وليمته، و أخمد صوتها و أنفاسها إلى الأبد .. كدت يومها أن أحتج على الرب، و على هذه الحياة الكاسرة .. صوتها إلى اليوم أستطيع أتذكره بوضوح بعد خمسين عام خلت .. لقد مزق صوتها سكون الليل، و قدح صوتها الصارخ بالشرر..
كنت أسأل: لماذا الله يزلزل الأرض..؟! فتجيب أمي إن الأرض على قرن ثور، فإن حرك الثور قرنة وقع الزلزال .. و هكذا وجدت إن جواب أمي بات يفوق حتّى خيالي..
كنت أسأل: لماذا الله يقتل الأطفال في الزلازل و السيول..؟! ثم أتذكر ما قيل عن السيل الذي جرف حميد من رأس شرار، و سمي ذلك السيل باسمه .. كنت أتخيل المشهد و أنا أذهب كل صباح لمدرسة المعرفة بثوجان مشيا على الأقدام، و أمر كل يوم من نفس المكان أو قريبا منه، و الذي قيل أن السيل سحب حميد منه .. كنت أتخيل المشهد و أتخيل معركة غير متكافئة بين الضحية حميد التي خارت قواه، و دفر السيل العنيف العرمرم..
كنت أسأل: لماذا الأمراض تفتك بالصغار..؟!
لماذا الحصبة
عرفت الحقيقة، و لكن بعد فترة لم أراها في عمري باكرة، على غير هذه الأيام الذي يدرك فيها أطفالنا أشياء لم نكن ندركها في أعمارنا تلك الأيام .. و اكتشفت إننا نهدر سنوات من المعرفة بسبب العيب الذي يكبح عقولنا المتحفزة للطيران، و عرفت إن العيب يؤخر علينا كثير من الحقائق التي يفترض أن تكون قد صارت بديهيات معرفية في سن الطفولة، و وجدت أن من المهم أن نفعل كلما في الوسع لنتحرر من العيب الذي يثقل كواهلنا، عندما نجد هذا العيب يتحول إلى معيق للمعرفة، و بحد يجب أن لا نستسهله..
كانت إجابة أمي في تلك الأيام، و قياسا مع الفارق، تشبه إجابات من يحكموننا اليوم هنا و هناك، و ردودهم على أسئلتنا، بيد أن إجابة أمي المغلوطة كانت بدافع درئ العيب، و حفاظا على ماء الحياء، و دواعي الاحتشام في ذلك الزمان .. أما حكام اليوم فدوافعهم هو الدفاع عن أنفسهم المريضة، و خياناتهم و فسادهم و نهبهم، و ارتكابهم كل الجرائم المرعبة من إفقار و قتل المواطن، إلى إفقار و قتل الوطن..
***
و أنا طفل كنت أتخيل الله بحسب الحال الذي هو فيه من غضب و فرح و استراحة و سعادة .. و هو يراني في كل حال .. و أتخيل الملكان يرافقانني في كل الأوقات، و لا يتركاني حتى عند الدخول للحمام..
كنت أسأل عن الله، و أتخيله في معظم الأحيان رجل ضخم بطول السماء مستريح على أريكه أضخم، أو سماء ملساء اشبه بمرآة عريضة عرض السماء، و هو مستريح عليها ينظر إلينا و يتابع أفعالنا، و أحيانا أتخيله مستريح على سرير عظيم، أو جالس على محفة عظيمة و ثمانية من الملائكة العظام يحملونه، أو هكذا قيل لي .. ثم تتغير هذه الصورة في مخيلتي و أنا أتخيل الله يغضب من أسئلتي و يتوعدني بالعقاب و النار.
كنت أسأل أمي و أسأل الله أسئلة أشعر أنها تغضبه .. كنت أتساءل بتلقائية أو بفضول معرفي، و أحتار مع كل سؤال يتفجر داخلي، و لا يجد له جوابا، أو أجد له جوابا، و لكنني أتشكك بصحته، و يميل ظني إلى أنه جوابا مغلوطا أو عاريا من الصحة..
كانت تبدو الأسئلة بسيطة، و لكنها تشبه السهل الممتنع.. و كانت أمي تارة تتجاهل سؤالي، و أحيانا تجيب على نحو لا أتصوره، و في بعض الأسئلة الصادمة، كنت أرى وجه أمي مصعوقا بالخوف و الهلع.
كانت الأسئلة كبيرة، و ربما صغيرة، و لكنها كانت تدق أبوابا كبيرة، و إن غرق بعضها ببعض التفاصيل التي لا تأتي على بال الكبار، و كانت بعض الأسئلة تلقم فاه أمي عجزا بحجم جبل، فيلبسها الخوف الهلوع، و تسارع بتحذيري الشديد، و بما هو مرعب و مهول، و تقمع سؤالي بشدة و صرامة..
طبعا تلك الأسئلة لم تكن بهذه الصيغة التي أكتبها الآن، بل كانت بصيغة أخرى، أو مقاربة أو مؤدية لمعناها الذي أستحضره هنا و أكتبه.
أسئلة لا تنتهي، بل هي تتكاثر كالفطر، و تتناسل كالضوء، يواجهها قمع و تعنيف و غياب جواب أو جواب خطاء أو مغلوط لا استسيغه و لا أبلعه، أو أبلعه بصعوبة إلى حين.
كنت أسأل: لماذا ثابت صالح فقير و هو طيب و مكافح و يكدح بأجر قليل..؟! و لماذا “فلان” غني و ظالم و محتال و شرير..؟!
فتجيب أمي: هو الله؛ و في الآخرة سيتم انصاف من تم ظلمه في حياة الدنيا..
كنت أسأل: لماذا نذبح “العيد” يوم العيد .. و لماذا أصلا نذبحه و نسفك دمه..؟!
فتحكي لي قصة اسماعيل و والده إبراهيم عليه السلام..
كنت أسأل: لماذا قطتنا المسكينة و الأليفة تأكل صغارها، و ما ذنب الصغار ليتم أكلهم..؟!
فتجيب أمي: إنها حكمة الله في خلقه..
و تسألت يوما: هل سيعاقب الله الثعلب الذي خطف ذات يوم دجاجتنا من دومها في لجة الليل البهيم .. كانت تصرخ و تستغيث بصوت مفجوع يفطر القلب.. صوت لم أسمع مثله من قبل .. كان أوجع من الموت و أكبر من مكبر الصوت، و لا مغيث و لا مجير .. كان صوتها صارخا يشق الليل نصفين، و كأنها تطلب من الوجود أن يفعل شيئا من أجلها..؟!
ضرب أبي رصاصة دهشا، لعل الثعلب يتركها فزعا من صوت الرصاصة المعادل للصوت المستغيث، غير أن الثعلب لم يترك وليمته، و أخمد صوتها و أنفاسها إلى الأبد .. كدت يومها أن أحتج على الرب، و على هذه الحياة الكاسرة .. صوتها إلى اليوم أستطيع أتذكره بوضوح بعد خمسين عام خلت .. لقد مزق صوتها سكون الليل، و قدح صوتها الصارخ بالشرر..
كنت أسأل: لماذا الله يزلزل الأرض..؟! فتجيب أمي إن الأرض على قرن ثور، فإن حرك الثور قرنة وقع الزلزال .. و هكذا وجدت إن جواب أمي بات يفوق حتّى خيالي..
كنت أسأل: لماذا الله يقتل الأطفال في الزلازل و السيول..؟! ثم أتذكر ما قيل عن السيل الذي جرف حميد من رأس شرار، و سمي ذلك السيل باسمه .. كنت أتخيل المشهد و أنا أذهب كل صباح لمدرسة المعرفة بثوجان مشيا على الأقدام، و أمر كل يوم من نفس المكان أو قريبا منه، و الذي قيل أن السيل سحب حميد منه .. كنت أتخيل المشهد و أتخيل معركة غير متكافئة بين الضحية حميد التي خارت قواه، و دفر السيل العنيف العرمرم..
كنت أسأل: لماذا الأمراض تفتك بالصغار..؟!
لماذا الحصبة
التي هددت يوما حياتي، تفتك بالأطفال أمثالي، و من هم أصغر مني .. أطفال لا يقوون على مقاومة المرض، و يرغمون بالموت على فراق من يحبون..؟!
فتجيب أمي ان الأطفال الموتى يقيمون في الجنة .. و الجنة فيها كل ما يلذ و يطيب ويتمناه الانسان، و ان أختى نور و سامية مع بنات الحور في الجنة، و انهن سيشفعان لنا يوم القيامة.
كنت أسأل لماذا الموت أعور..؟!
فتجيبني أمي لأن نبي الله موسى فقع عينه..
كانت أمي تحاول الإجابة فتعجز و تقمعني و تمنعني من هذه الأسئلة التي تقود إلى الكفر و عذاب النار، أما أبي فلا أتجاسر على سؤاله لهيبته و خشيتي من عقابه.
كنت بأحد المعاني أثور بالأسئلة، و لم أجد لها جوابا كاف و شاف .. كنت أسخط على من يستسهل الموت، و يهدر الحياة، و ينتج العنف و القسوة، و يسوّغ الظلم و يبرره.
كنت أسأل نفسي و أسأل أمي بما معناه: لماذا لا يساعدني الله على حفظ سورة الفاتحة كما يجب..؟! لماذا لا يخلق الله لنا من أجل قرآنه عقل يحفظه، أو ذاكره تجعل من السهل علينا قراءته و حفظه طالما هو كتابه و وحيه..؟!
ثم تتناسل الأسئلة لتنتهي بالسؤال عن الله: كيف هو..؟! و كيف أوجد نفسه..؟! و كيف كان الحال قبله..؟! فلا ألاقي جوبا، بل ألاقي غضب يشتد، و زجر يمنعني من السؤال ثانية .. و لكن تظل الاسئلة تجوس داخلي، و لا تهدأ و لا تتعب..
كانت أعرب عن رغبتي في الزواج من جارتنا التي كانت تكبرني بأربعة أضعاف عمري..؟! و في إحدى الأيام حاولت أن أتشبث بها و أمنعها من الرواح من دارنا، لأنني أريد أن أتزوجها، دون أن أعلم شيئا عن حقيقة الزواج و ماهيته، أكثر من مكوثها معنا في دارنا..
و عندما كبرت قليلا بدأت أعرف شيئا عن الزواج، و كنت أشاهد وجهي في المرآة و أرى قبحي في جحوظ عيناي، فأسأل أمي بصيغة مؤداها: لماذا الله أقبحني بعينين جاحظتين وةلم يساوينِ بأقراني..؟! فأجابت أمي أنها سمعت أبي يقول انني أشبه جدي “هاشم” في عيونه..
و عندما كبرت أكثر كنت أسأل نفسي: عندما أصير شابا هل سترضى بي من أحبها أن تتزوجني، رغم تلك البشاعة التي خلقها الله في عيوني، و حرمني من وسامة ما كان ينبغي أن يحرمني الله منها..؟! و عندما كبرت وجدت لست وحدي من ناله القبح و احتج عليه، بل سبقني إليه الشاعر الحطيئة و هو يهجي وجهه:
أَرَى لِي وَجْهًا قَبَّحَ اللَّهُ خَلْقَهُ * * * فَقُبِّحَ مِنْ وَجْهٍ وَ قُبِّحَ حَامِلُهُ.
و عندما ترشحت لعضوية مجلس النواب ألصق فريق حملتي الانتخابية صور في إحدى مناطق دائرتي الانتخابية، و عند مروري فيها، لاحظت بعض الصور قد تم تشويهها بخرف عيونها، و ترك باقيها كما هو من دون عيون .. فاستيقظ احتجاجي، و دفعني هذا إلى بذل نشاط مضاعف، و إصرار عنيد على انتزاع النجاح، ردا على ممارسة القبح الذي وجدته يُصبَ على عيوني المتعبة و المعذبة..
أما اليوم و بسبب حساسية باتت مزمنة في عيوني، مضافا إليها كثرة السهر و قلة النوم، بات الاحمرار في عيوني شديد و ملازما، و لكن بات من يحملون القبح في عيونهم و عقولهم ، ينسبون لي تهمة “اللبقة”، و قصدهم أنني سكرانا طوال الليل و النهار، و هو جزء من الكيد السياسي الذي يستخدمه هنا بعض الخصوم السياسيين في التشويه أمام العامة الذين يشنعون على شارب الخمر أكثر من تشنيعهم على القتلة و النهابة و الفاسدين و المحتالين..
لم يكن قمع الاسئلة منحصرا على البيت، بل كنت أجد مثله حتى في المدرسة..
كان مدرس العلوم منهمك في شرح الدرس .. و كنت أستمع إلى شرحه، و تتكرر كلمة “البراز” في الشرح دون أن أعرف ما هو هذا “البراز”..!! أول مرة أسمع بهذه الكلمة و لا أعرف ماذا تعني..!! بالتأكيد زملائي مثلي و لكنهم ربما لا يتجرؤون على السؤال .. سألت الأستاذ: أيش هو هذا “البراز”..؟!
فأجاب بضيق و طفش طافح، و بحركة عصبية من يده و قدمه محاولا أن يشعرني بغبائي و إحراجه من الجواب بقوله: “الخر”.. فضحك من في الفصل .. و هو ما جعلني أصاب بإحراج شديد .. و لو كان سأل به الاستاذ كل زملائي في الصف لعجز الجميع .. أغرقني الخجل في الصف، و تحملت النتيجة لوحدي وعلى مضض، فيما استفاد الجميع من الجواب.
يتبع
https://yemenat.net/2020/02/365082/
فتجيب أمي ان الأطفال الموتى يقيمون في الجنة .. و الجنة فيها كل ما يلذ و يطيب ويتمناه الانسان، و ان أختى نور و سامية مع بنات الحور في الجنة، و انهن سيشفعان لنا يوم القيامة.
كنت أسأل لماذا الموت أعور..؟!
فتجيبني أمي لأن نبي الله موسى فقع عينه..
كانت أمي تحاول الإجابة فتعجز و تقمعني و تمنعني من هذه الأسئلة التي تقود إلى الكفر و عذاب النار، أما أبي فلا أتجاسر على سؤاله لهيبته و خشيتي من عقابه.
كنت بأحد المعاني أثور بالأسئلة، و لم أجد لها جوابا كاف و شاف .. كنت أسخط على من يستسهل الموت، و يهدر الحياة، و ينتج العنف و القسوة، و يسوّغ الظلم و يبرره.
كنت أسأل نفسي و أسأل أمي بما معناه: لماذا لا يساعدني الله على حفظ سورة الفاتحة كما يجب..؟! لماذا لا يخلق الله لنا من أجل قرآنه عقل يحفظه، أو ذاكره تجعل من السهل علينا قراءته و حفظه طالما هو كتابه و وحيه..؟!
ثم تتناسل الأسئلة لتنتهي بالسؤال عن الله: كيف هو..؟! و كيف أوجد نفسه..؟! و كيف كان الحال قبله..؟! فلا ألاقي جوبا، بل ألاقي غضب يشتد، و زجر يمنعني من السؤال ثانية .. و لكن تظل الاسئلة تجوس داخلي، و لا تهدأ و لا تتعب..
كانت أعرب عن رغبتي في الزواج من جارتنا التي كانت تكبرني بأربعة أضعاف عمري..؟! و في إحدى الأيام حاولت أن أتشبث بها و أمنعها من الرواح من دارنا، لأنني أريد أن أتزوجها، دون أن أعلم شيئا عن حقيقة الزواج و ماهيته، أكثر من مكوثها معنا في دارنا..
و عندما كبرت قليلا بدأت أعرف شيئا عن الزواج، و كنت أشاهد وجهي في المرآة و أرى قبحي في جحوظ عيناي، فأسأل أمي بصيغة مؤداها: لماذا الله أقبحني بعينين جاحظتين وةلم يساوينِ بأقراني..؟! فأجابت أمي أنها سمعت أبي يقول انني أشبه جدي “هاشم” في عيونه..
و عندما كبرت أكثر كنت أسأل نفسي: عندما أصير شابا هل سترضى بي من أحبها أن تتزوجني، رغم تلك البشاعة التي خلقها الله في عيوني، و حرمني من وسامة ما كان ينبغي أن يحرمني الله منها..؟! و عندما كبرت وجدت لست وحدي من ناله القبح و احتج عليه، بل سبقني إليه الشاعر الحطيئة و هو يهجي وجهه:
أَرَى لِي وَجْهًا قَبَّحَ اللَّهُ خَلْقَهُ * * * فَقُبِّحَ مِنْ وَجْهٍ وَ قُبِّحَ حَامِلُهُ.
و عندما ترشحت لعضوية مجلس النواب ألصق فريق حملتي الانتخابية صور في إحدى مناطق دائرتي الانتخابية، و عند مروري فيها، لاحظت بعض الصور قد تم تشويهها بخرف عيونها، و ترك باقيها كما هو من دون عيون .. فاستيقظ احتجاجي، و دفعني هذا إلى بذل نشاط مضاعف، و إصرار عنيد على انتزاع النجاح، ردا على ممارسة القبح الذي وجدته يُصبَ على عيوني المتعبة و المعذبة..
أما اليوم و بسبب حساسية باتت مزمنة في عيوني، مضافا إليها كثرة السهر و قلة النوم، بات الاحمرار في عيوني شديد و ملازما، و لكن بات من يحملون القبح في عيونهم و عقولهم ، ينسبون لي تهمة “اللبقة”، و قصدهم أنني سكرانا طوال الليل و النهار، و هو جزء من الكيد السياسي الذي يستخدمه هنا بعض الخصوم السياسيين في التشويه أمام العامة الذين يشنعون على شارب الخمر أكثر من تشنيعهم على القتلة و النهابة و الفاسدين و المحتالين..
لم يكن قمع الاسئلة منحصرا على البيت، بل كنت أجد مثله حتى في المدرسة..
كان مدرس العلوم منهمك في شرح الدرس .. و كنت أستمع إلى شرحه، و تتكرر كلمة “البراز” في الشرح دون أن أعرف ما هو هذا “البراز”..!! أول مرة أسمع بهذه الكلمة و لا أعرف ماذا تعني..!! بالتأكيد زملائي مثلي و لكنهم ربما لا يتجرؤون على السؤال .. سألت الأستاذ: أيش هو هذا “البراز”..؟!
فأجاب بضيق و طفش طافح، و بحركة عصبية من يده و قدمه محاولا أن يشعرني بغبائي و إحراجه من الجواب بقوله: “الخر”.. فضحك من في الفصل .. و هو ما جعلني أصاب بإحراج شديد .. و لو كان سأل به الاستاذ كل زملائي في الصف لعجز الجميع .. أغرقني الخجل في الصف، و تحملت النتيجة لوحدي وعلى مضض، فيما استفاد الجميع من الجواب.
يتبع
https://yemenat.net/2020/02/365082/
موقع يمنات الأخباري
ارشيف الذاكرة .. أسئلة تتناسل كالضوء - موقع يمنات الأخباري
يمنات أحمد سيف حاشد كنت أتساءل في المفارقات بتلقائية، و أحيانا أسأل بدافع فضول المعرفة، بصدد عالم لا
سأظل أقارعكم بتحدي حتى آخر يوم في حياتي
يمنات
أحمد سيف حاشد
(1)
لـ”ضباع الحوثي”
انا في صنعاء و من عقر داركم، سأظل أقارعكم بتحدي حتى آخر يوم في حياتي مادام في العمر بقية .. سأظل أقارعكم بقلم سيثبت أنه أقوى من بنادقكم و مدافعكم و سجونكم و استبدادكم و طغيانكم و دجلكم و افتراءاتكم و إعلامكم الكذوب الذي يطولنا كل يوم بفرية .. سأظل بقلمي هذا أقاتلكم و أتحداكم حتى ألفظ أنفاسي الأخيرة .. سأظل أقارعكم مادام في القلب نبض لا يستكين..
دمي سيسقط كلما بقي من ادعاءاتكم الكذوبة، و مشاريعكم الصغيرة، و سيسقط فسادكم الكبير، و إن بعد حين؛ فالأكيد أن عهدكم لن يطول، فما هو العام أو العامين إن أطلتموه، و حتى العشرة الأعوام ما وزنها في عمر الشعوب .. إنكم حالة طارئة، و الحالات الطارئة قصيرة و زائلة و عابرة كالريح الأحمر في كتب الأولين..
الأكيد أنكم ستكنسون إلى مزابل التاريخ و قيعانه السحيقة .. سأظل أعريكم حتى من جلودكم .. إنها رسالة ما بقي لي من رسالة في هذه الحياة التي لن يبق لي منها الكثير .. لقد صيرتم الحياة و الموت سيان..
سأظل أقاتلكم بقلمي، و أهزمكم كل يوم حتى تلطخون أيديكم بدمي، أو تزهقون روحي التي لطالما عشقت التمرد و المغامرة من أجل الناس البسطاء و الطيبين .. ستظل روحي عنيدة و وثابة إلى الموت أو الجحيم طالما كان هذا من أجل العدالة و الكرامة و المستقبل و الناس الذي أنتمي لهم و أنحاز إليهم و لقضاياهم العادلة..
لن تخيفني سجونكم .. احبسوني متى شئتم .. لن أخشاها و سأظل أتحداكم و أتحداها من داخلها و من خارجها .. فمن سقفه الموت لن يخاف ما دونه .. شماريخ شموخي بين جدرانها ستبلغ السماء طولا .. جربوا فأنا جاهز لها على الدوام .. لن تكسروني بها و ستزيدني فوق التحدي و الصلابة تحدي و صلابة مضاعفة..
سأظل أتحدى جدران زنازينكم و ظلامكم و تخلفكم من داخلها لا من خارجها .. أحبسوني فأنا في صنعاء، و مستعد أن آتي إلى سجونكم راجلا متى شئتم، و بتحد لا تعرفوه .. و لن اقرأ سور ياسين كما كنتم و كان ذويكم يفعلون..
(2)
للضباع .. سر قوتنا
– إن السر في قوتنا و تفوقنا عليكم هو نزاهتنا التي عانينا من أجلها وجُعنا و جالدنا من أجل ان تبقى و نبقي كما نحن شامخين .. أيادينا بيضاء بياض الفل على تيجان الحسان الفواتن .. بيضاء كالسحاب فوق شماريخ الجبال العالية .. فيما أيديكم ملطخة بالدماء و الدمامة .. مجذومة بالجرائم و الانتهاكات و المظالم .. صانعة الخراب والدمار و التخلف .. قامرتم بوطن و أضعتهوه من بين اليدين..
– سر قوتنا إننا نزهاء مملوئين بعفة، لم و لن تعرفوها؛ لأنكم لم تكونوا يوما قادمين منها، و لم تسلكوا يوما طريقها، و لم تطرقوا مرة بابها، و ما أوهمتمونا يوما أنكم أهل ورع، و عدل و نزاهة أتضح اليوم إنها مجرد تقية في غير حق، و مخاتلة للانقضاض على ما عليه العين، و قد فضحكم التمكين إلى أبعد مدى، و بديتم أسوأ جماعة مرت من هنا..
– لدينا من النهب و الفساد و اللصوصية و المظالم و الانتهاكات حساسية عالية، فيما أنتم بأيديكم و أرجلكم و رؤوسكم غارقين في النهب و الفساد حتى قيعانه السحيقة..
– أقلامنا مثل هاماتنا شامخة و عالية، لا تفتري و لا تسفسف، و لا تقتات من الكيد و الفرية، فيما أقلامهم تشرب من المستنقعات الراكدة و الآسنة و الموبوءة، و الممولة من مال الشعب و عرقه و دم قلبه، و رواتبه المغتصبة، و كل مُغتصب بسلطة الغلبة..
– و لأنكم تهاجموننا في سر قوتنا فلن تحصدون غير الخيبة و الخسران المبين..
https://yemenat.net/2020/02/365143/
يمنات
أحمد سيف حاشد
(1)
لـ”ضباع الحوثي”
انا في صنعاء و من عقر داركم، سأظل أقارعكم بتحدي حتى آخر يوم في حياتي مادام في العمر بقية .. سأظل أقارعكم بقلم سيثبت أنه أقوى من بنادقكم و مدافعكم و سجونكم و استبدادكم و طغيانكم و دجلكم و افتراءاتكم و إعلامكم الكذوب الذي يطولنا كل يوم بفرية .. سأظل بقلمي هذا أقاتلكم و أتحداكم حتى ألفظ أنفاسي الأخيرة .. سأظل أقارعكم مادام في القلب نبض لا يستكين..
دمي سيسقط كلما بقي من ادعاءاتكم الكذوبة، و مشاريعكم الصغيرة، و سيسقط فسادكم الكبير، و إن بعد حين؛ فالأكيد أن عهدكم لن يطول، فما هو العام أو العامين إن أطلتموه، و حتى العشرة الأعوام ما وزنها في عمر الشعوب .. إنكم حالة طارئة، و الحالات الطارئة قصيرة و زائلة و عابرة كالريح الأحمر في كتب الأولين..
الأكيد أنكم ستكنسون إلى مزابل التاريخ و قيعانه السحيقة .. سأظل أعريكم حتى من جلودكم .. إنها رسالة ما بقي لي من رسالة في هذه الحياة التي لن يبق لي منها الكثير .. لقد صيرتم الحياة و الموت سيان..
سأظل أقاتلكم بقلمي، و أهزمكم كل يوم حتى تلطخون أيديكم بدمي، أو تزهقون روحي التي لطالما عشقت التمرد و المغامرة من أجل الناس البسطاء و الطيبين .. ستظل روحي عنيدة و وثابة إلى الموت أو الجحيم طالما كان هذا من أجل العدالة و الكرامة و المستقبل و الناس الذي أنتمي لهم و أنحاز إليهم و لقضاياهم العادلة..
لن تخيفني سجونكم .. احبسوني متى شئتم .. لن أخشاها و سأظل أتحداكم و أتحداها من داخلها و من خارجها .. فمن سقفه الموت لن يخاف ما دونه .. شماريخ شموخي بين جدرانها ستبلغ السماء طولا .. جربوا فأنا جاهز لها على الدوام .. لن تكسروني بها و ستزيدني فوق التحدي و الصلابة تحدي و صلابة مضاعفة..
سأظل أتحدى جدران زنازينكم و ظلامكم و تخلفكم من داخلها لا من خارجها .. أحبسوني فأنا في صنعاء، و مستعد أن آتي إلى سجونكم راجلا متى شئتم، و بتحد لا تعرفوه .. و لن اقرأ سور ياسين كما كنتم و كان ذويكم يفعلون..
(2)
للضباع .. سر قوتنا
– إن السر في قوتنا و تفوقنا عليكم هو نزاهتنا التي عانينا من أجلها وجُعنا و جالدنا من أجل ان تبقى و نبقي كما نحن شامخين .. أيادينا بيضاء بياض الفل على تيجان الحسان الفواتن .. بيضاء كالسحاب فوق شماريخ الجبال العالية .. فيما أيديكم ملطخة بالدماء و الدمامة .. مجذومة بالجرائم و الانتهاكات و المظالم .. صانعة الخراب والدمار و التخلف .. قامرتم بوطن و أضعتهوه من بين اليدين..
– سر قوتنا إننا نزهاء مملوئين بعفة، لم و لن تعرفوها؛ لأنكم لم تكونوا يوما قادمين منها، و لم تسلكوا يوما طريقها، و لم تطرقوا مرة بابها، و ما أوهمتمونا يوما أنكم أهل ورع، و عدل و نزاهة أتضح اليوم إنها مجرد تقية في غير حق، و مخاتلة للانقضاض على ما عليه العين، و قد فضحكم التمكين إلى أبعد مدى، و بديتم أسوأ جماعة مرت من هنا..
– لدينا من النهب و الفساد و اللصوصية و المظالم و الانتهاكات حساسية عالية، فيما أنتم بأيديكم و أرجلكم و رؤوسكم غارقين في النهب و الفساد حتى قيعانه السحيقة..
– أقلامنا مثل هاماتنا شامخة و عالية، لا تفتري و لا تسفسف، و لا تقتات من الكيد و الفرية، فيما أقلامهم تشرب من المستنقعات الراكدة و الآسنة و الموبوءة، و الممولة من مال الشعب و عرقه و دم قلبه، و رواتبه المغتصبة، و كل مُغتصب بسلطة الغلبة..
– و لأنكم تهاجموننا في سر قوتنا فلن تحصدون غير الخيبة و الخسران المبين..
https://yemenat.net/2020/02/365143/
موقع يمنات الأخباري
سأظل أقارعكم بتحدي حتى آخر يوم في حياتي - موقع يمنات الأخباري
يمنات أحمد سيف حاشد (1) لـ"ضباع الحوثي" انا في صنعاء و من عقر داركم، سأظل أقارعكم بتحدي حتى آخر يوم
سأظل أقارعكم بتحدي حتى آخر يوم في حياتي
يمنات
أحمد سيف حاشد
(1)
لـ”ضباع الحوثي”
انا في صنعاء و من عقر داركم، سأظل أقارعكم بتحدي حتى آخر يوم في حياتي مادام في العمر بقية .. سأظل أقارعكم بقلم سيثبت أنه أقوى من بنادقكم و مدافعكم و سجونكم و استبدادكم و طغيانكم و دجلكم و افتراءاتكم و إعلامكم الكذوب الذي يطولنا كل يوم بفرية .. سأظل بقلمي هذا أقاتلكم و أتحداكم حتى ألفظ أنفاسي الأخيرة .. سأظل أقارعكم مادام في القلب نبض لا يستكين..
دمي سيسقط كلما بقي من ادعاءاتكم الكذوبة، و مشاريعكم الصغيرة، و سيسقط فسادكم الكبير، و إن بعد حين؛ فالأكيد أن عهدكم لن يطول، فما هو العام أو العامين إن أطلتموه، و حتى العشرة الأعوام ما وزنها في عمر الشعوب .. إنكم حالة طارئة، و الحالات الطارئة قصيرة و زائلة و عابرة كالريح الأحمر في كتب الأولين..
الأكيد أنكم ستكنسون إلى مزابل التاريخ و قيعانه السحيقة .. سأظل أعريكم حتى من جلودكم .. إنها رسالة ما بقي لي من رسالة في هذه الحياة التي لن يبق لي منها الكثير .. لقد صيرتم الحياة و الموت سيان..
سأظل أقاتلكم بقلمي، و أهزمكم كل يوم حتى تلطخون أيديكم بدمي، أو تزهقون روحي التي لطالما عشقت التمرد و المغامرة من أجل الناس البسطاء و الطيبين .. ستظل روحي عنيدة و وثابة إلى الموت أو الجحيم طالما كان هذا من أجل العدالة و الكرامة و المستقبل و الناس الذي أنتمي لهم و أنحاز إليهم و لقضاياهم العادلة..
لن تخيفني سجونكم .. احبسوني متى شئتم .. لن أخشاها و سأظل أتحداكم و أتحداها من داخلها و من خارجها .. فمن سقفه الموت لن يخاف ما دونه .. شماريخ شموخي بين جدرانها ستبلغ السماء طولا .. جربوا فأنا جاهز لها على الدوام .. لن تكسروني بها و ستزيدني فوق التحدي و الصلابة تحدي و صلابة مضاعفة..
سأظل أتحدى جدران زنازينكم و ظلامكم و تخلفكم من داخلها لا من خارجها .. أحبسوني فأنا في صنعاء، و مستعد أن آتي إلى سجونكم راجلا متى شئتم، و بتحد لا تعرفوه .. و لن اقرأ سور ياسين كما كنتم و كان ذويكم يفعلون..
(2)
للضباع .. سر قوتنا
– إن السر في قوتنا و تفوقنا عليكم هو نزاهتنا التي عانينا من أجلها وجُعنا و جالدنا من أجل ان تبقى و نبقي كما نحن شامخين .. أيادينا بيضاء بياض الفل على تيجان الحسان الفواتن .. بيضاء كالسحاب فوق شماريخ الجبال العالية .. فيما أيديكم ملطخة بالدماء و الدمامة .. مجذومة بالجرائم و الانتهاكات و المظالم .. صانعة الخراب والدمار و التخلف .. قامرتم بوطن و أضعتهوه من بين اليدين..
– سر قوتنا إننا نزهاء مملوئين بعفة، لم و لن تعرفوها؛ لأنكم لم تكونوا يوما قادمين منها، و لم تسلكوا يوما طريقها، و لم تطرقوا مرة بابها، و ما أوهمتمونا يوما أنكم أهل ورع، و عدل و نزاهة أتضح اليوم إنها مجرد تقية في غير حق، و مخاتلة للانقضاض على ما عليه العين، و قد فضحكم التمكين إلى أبعد مدى، و بديتم أسوأ جماعة مرت من هنا..
– لدينا من النهب و الفساد و اللصوصية و المظالم و الانتهاكات حساسية عالية، فيما أنتم بأيديكم و أرجلكم و رؤوسكم غارقين في النهب و الفساد حتى قيعانه السحيقة..
– أقلامنا مثل هاماتنا شامخة و عالية، لا تفتري و لا تسفسف، و لا تقتات من الكيد و الفرية، فيما أقلامهم تشرب من المستنقعات الراكدة و الآسنة و الموبوءة، و الممولة من مال الشعب و عرقه و دم قلبه، و رواتبه المغتصبة، و كل مُغتصب بسلطة الغلبة..
– و لأنكم تهاجموننا في سر قوتنا فلن تحصدون غير الخيبة و الخسران المبين..
https://yemenat.net/2020/02/365143/
يمنات
أحمد سيف حاشد
(1)
لـ”ضباع الحوثي”
انا في صنعاء و من عقر داركم، سأظل أقارعكم بتحدي حتى آخر يوم في حياتي مادام في العمر بقية .. سأظل أقارعكم بقلم سيثبت أنه أقوى من بنادقكم و مدافعكم و سجونكم و استبدادكم و طغيانكم و دجلكم و افتراءاتكم و إعلامكم الكذوب الذي يطولنا كل يوم بفرية .. سأظل بقلمي هذا أقاتلكم و أتحداكم حتى ألفظ أنفاسي الأخيرة .. سأظل أقارعكم مادام في القلب نبض لا يستكين..
دمي سيسقط كلما بقي من ادعاءاتكم الكذوبة، و مشاريعكم الصغيرة، و سيسقط فسادكم الكبير، و إن بعد حين؛ فالأكيد أن عهدكم لن يطول، فما هو العام أو العامين إن أطلتموه، و حتى العشرة الأعوام ما وزنها في عمر الشعوب .. إنكم حالة طارئة، و الحالات الطارئة قصيرة و زائلة و عابرة كالريح الأحمر في كتب الأولين..
الأكيد أنكم ستكنسون إلى مزابل التاريخ و قيعانه السحيقة .. سأظل أعريكم حتى من جلودكم .. إنها رسالة ما بقي لي من رسالة في هذه الحياة التي لن يبق لي منها الكثير .. لقد صيرتم الحياة و الموت سيان..
سأظل أقاتلكم بقلمي، و أهزمكم كل يوم حتى تلطخون أيديكم بدمي، أو تزهقون روحي التي لطالما عشقت التمرد و المغامرة من أجل الناس البسطاء و الطيبين .. ستظل روحي عنيدة و وثابة إلى الموت أو الجحيم طالما كان هذا من أجل العدالة و الكرامة و المستقبل و الناس الذي أنتمي لهم و أنحاز إليهم و لقضاياهم العادلة..
لن تخيفني سجونكم .. احبسوني متى شئتم .. لن أخشاها و سأظل أتحداكم و أتحداها من داخلها و من خارجها .. فمن سقفه الموت لن يخاف ما دونه .. شماريخ شموخي بين جدرانها ستبلغ السماء طولا .. جربوا فأنا جاهز لها على الدوام .. لن تكسروني بها و ستزيدني فوق التحدي و الصلابة تحدي و صلابة مضاعفة..
سأظل أتحدى جدران زنازينكم و ظلامكم و تخلفكم من داخلها لا من خارجها .. أحبسوني فأنا في صنعاء، و مستعد أن آتي إلى سجونكم راجلا متى شئتم، و بتحد لا تعرفوه .. و لن اقرأ سور ياسين كما كنتم و كان ذويكم يفعلون..
(2)
للضباع .. سر قوتنا
– إن السر في قوتنا و تفوقنا عليكم هو نزاهتنا التي عانينا من أجلها وجُعنا و جالدنا من أجل ان تبقى و نبقي كما نحن شامخين .. أيادينا بيضاء بياض الفل على تيجان الحسان الفواتن .. بيضاء كالسحاب فوق شماريخ الجبال العالية .. فيما أيديكم ملطخة بالدماء و الدمامة .. مجذومة بالجرائم و الانتهاكات و المظالم .. صانعة الخراب والدمار و التخلف .. قامرتم بوطن و أضعتهوه من بين اليدين..
– سر قوتنا إننا نزهاء مملوئين بعفة، لم و لن تعرفوها؛ لأنكم لم تكونوا يوما قادمين منها، و لم تسلكوا يوما طريقها، و لم تطرقوا مرة بابها، و ما أوهمتمونا يوما أنكم أهل ورع، و عدل و نزاهة أتضح اليوم إنها مجرد تقية في غير حق، و مخاتلة للانقضاض على ما عليه العين، و قد فضحكم التمكين إلى أبعد مدى، و بديتم أسوأ جماعة مرت من هنا..
– لدينا من النهب و الفساد و اللصوصية و المظالم و الانتهاكات حساسية عالية، فيما أنتم بأيديكم و أرجلكم و رؤوسكم غارقين في النهب و الفساد حتى قيعانه السحيقة..
– أقلامنا مثل هاماتنا شامخة و عالية، لا تفتري و لا تسفسف، و لا تقتات من الكيد و الفرية، فيما أقلامهم تشرب من المستنقعات الراكدة و الآسنة و الموبوءة، و الممولة من مال الشعب و عرقه و دم قلبه، و رواتبه المغتصبة، و كل مُغتصب بسلطة الغلبة..
– و لأنكم تهاجموننا في سر قوتنا فلن تحصدون غير الخيبة و الخسران المبين..
https://yemenat.net/2020/02/365143/
موقع يمنات الأخباري
سأظل أقارعكم بتحدي حتى آخر يوم في حياتي - موقع يمنات الأخباري
يمنات أحمد سيف حاشد (1) لـ"ضباع الحوثي" انا في صنعاء و من عقر داركم، سأظل أقارعكم بتحدي حتى آخر يوم
للضباع .. سر قوتنا
• إن السر في قوتنا وتفوقنا عليكم هو نزاهتنا التي عانينا من أجلها وجُعنا وجالدنا من أجل ان تبقى ونبقي كما نحن شامخين.. أيادينا بيضاء بياض الفل على تيجان الحسان الفواتن.. بيضاء كالسحاب فوق شماريخ الجبال العالية.. فيما أيديكم ملطخة بالدماء والدمامة.. مجذومه بالجرائم والانتهاكات والمظالم.. صانعة الخراب والدمار والتخلف.. قامرتم بوطن وأضعتهوه من بين اليدين..
• سر قوتنا إننا نزهاء مملوئين بعفة، لم ولن تعرفوها؛ لأنكم لم تكونوا يوما قادمين منها، ولم تسلكوا يوما طريقها، ولم تطرقوا مرة بابها، وما أوهمتمونا يوما أنكم أهل ورع، وعدل ونزاهة أتضح اليوم إنها مجرد تقية في غير حق، ومخاتلة للانقضاض على ما عليه العين، وقد فضحكم التمكين إلى أبعد مدى، وبديتم أسوأ جماعة مرت من هنا..
• لدينا من النهب والفساد واللصوصية والمظالم والانتهاكات حساسية عالية، فيما أنتم بأيديكم وأرجلكم ورؤوسكم غارقين في النهب والفساد حتى قيعانه السحيقة..
• أقلامنا مثل هاماتنا شامخة وعالية، لا تفتري ولا تسفسف، ولا تقتات من الكيد والفرية، فيما أقلامهم تشرب من المستنقعات الراكدة والآسنة والموبوءة، والممولة من مال الشعب وعرقه ودم قلبه، ورواتبه المغتصبة، وكل مُغتصب بسلطة الغلبة..
• ولأنكم تهاجموننا في سر قوتنا فلن تحصدون غير الخيبة والخسران المبين..
• إن السر في قوتنا وتفوقنا عليكم هو نزاهتنا التي عانينا من أجلها وجُعنا وجالدنا من أجل ان تبقى ونبقي كما نحن شامخين.. أيادينا بيضاء بياض الفل على تيجان الحسان الفواتن.. بيضاء كالسحاب فوق شماريخ الجبال العالية.. فيما أيديكم ملطخة بالدماء والدمامة.. مجذومه بالجرائم والانتهاكات والمظالم.. صانعة الخراب والدمار والتخلف.. قامرتم بوطن وأضعتهوه من بين اليدين..
• سر قوتنا إننا نزهاء مملوئين بعفة، لم ولن تعرفوها؛ لأنكم لم تكونوا يوما قادمين منها، ولم تسلكوا يوما طريقها، ولم تطرقوا مرة بابها، وما أوهمتمونا يوما أنكم أهل ورع، وعدل ونزاهة أتضح اليوم إنها مجرد تقية في غير حق، ومخاتلة للانقضاض على ما عليه العين، وقد فضحكم التمكين إلى أبعد مدى، وبديتم أسوأ جماعة مرت من هنا..
• لدينا من النهب والفساد واللصوصية والمظالم والانتهاكات حساسية عالية، فيما أنتم بأيديكم وأرجلكم ورؤوسكم غارقين في النهب والفساد حتى قيعانه السحيقة..
• أقلامنا مثل هاماتنا شامخة وعالية، لا تفتري ولا تسفسف، ولا تقتات من الكيد والفرية، فيما أقلامهم تشرب من المستنقعات الراكدة والآسنة والموبوءة، والممولة من مال الشعب وعرقه ودم قلبه، ورواتبه المغتصبة، وكل مُغتصب بسلطة الغلبة..
• ولأنكم تهاجموننا في سر قوتنا فلن تحصدون غير الخيبة والخسران المبين..
لضباع الحوثي
انا في صنعاء ومن عقر داركم، سأظل أقارعكم بتحدي حتى آخر يوم في حياتي مادام في العمر بقية.. سأظل أقارعكم بقلم سيثبت أنه أقوى من بنادقكم ومدافعكم وسجونكم واستبدادكم وطغيانكم ودجلكم وافتراءاتكم وإعلامكم الكذوب الذي يطولنا كل يوم بفرية.. سأظل بقلمي هذا أقاتلكم وأتحداكم حتى ألفظ أنفاسي الأخيرة.. سأظل أقارعكم مادام في القلب نبض لا يستكين..
دمي سيسقط كلما بقي من ادعاءاتكم الكذوبة، ومشاريعكم الصغيرة، وسيسقط فسادكم الكبير، وإن بعد حين؛ فالأكيد أن عهدكم لن يطول، فما هو العام أو العامين إن أطلتموه، وحتى العشرة الأعوام ما وزنها في عمر الشعوب.. إنكم حالة طارئة، والحالات الطارئة قصيرة وزائلة وعابرة كالريح الأحمر في كتب الأولين..
الأكيد أنكم ستكنسون إلى مزابل التاريخ وقيعانه السحيقة.. سأظل أعريكم حتى من جلودكم.. إنها رسالة ما بقي لي من رسالة في هذه الحياة التي لن يبق لي منها الكثير.. لقد صيرتم الحياة والموت سيان..
سأظل أقاتلكم بقلمي، وأهزمكم كل يوم حتى تلطخون أيديكم بدمي، أو تزهقون روحي التي لطالما عشقت التمرد والمغامرة من أجل الناس البسطاء والطيبين.. ستظل روحي عنيدة ووثابة إلى الموت أو الجحيم طالما كان هذا من أجل العدالة والكرامة والمستقبل والناس الذي أنتمي لهم وأنحاز إليهم ولقضاياهم العادلة..
لن تخيفني سجونكم.. احبسوني متى شئتم.. لن أخشاها وسأظل أتحداكم وأتحداها من داخلها ومن خارجها.. فمن سقفه الموت لن يخاف ما دونه.. شماريخ شموخي بين جدرانها ستبلغ السماء طولا.. جربوا فأنا جاهز لها على الدوام.. لن تكسروني بها وستزيدني فوق التحدي والصلابة تحدي وصلابة مضاعفة..
سأظل أتحدى جدران زنازينكم وظلامكم وتخلفكم من داخلها لا من خارجها.. أحبسوني فأنا في صنعاء، ومستعد أن آتي إلى سجونكم راجلا متى شئتم، وبتحد لا تعرفوه.. ولن اقرأ سور ياسين كما كنتم وكان ذويكم يفعلون..
انا في صنعاء ومن عقر داركم، سأظل أقارعكم بتحدي حتى آخر يوم في حياتي مادام في العمر بقية.. سأظل أقارعكم بقلم سيثبت أنه أقوى من بنادقكم ومدافعكم وسجونكم واستبدادكم وطغيانكم ودجلكم وافتراءاتكم وإعلامكم الكذوب الذي يطولنا كل يوم بفرية.. سأظل بقلمي هذا أقاتلكم وأتحداكم حتى ألفظ أنفاسي الأخيرة.. سأظل أقارعكم مادام في القلب نبض لا يستكين..
دمي سيسقط كلما بقي من ادعاءاتكم الكذوبة، ومشاريعكم الصغيرة، وسيسقط فسادكم الكبير، وإن بعد حين؛ فالأكيد أن عهدكم لن يطول، فما هو العام أو العامين إن أطلتموه، وحتى العشرة الأعوام ما وزنها في عمر الشعوب.. إنكم حالة طارئة، والحالات الطارئة قصيرة وزائلة وعابرة كالريح الأحمر في كتب الأولين..
الأكيد أنكم ستكنسون إلى مزابل التاريخ وقيعانه السحيقة.. سأظل أعريكم حتى من جلودكم.. إنها رسالة ما بقي لي من رسالة في هذه الحياة التي لن يبق لي منها الكثير.. لقد صيرتم الحياة والموت سيان..
سأظل أقاتلكم بقلمي، وأهزمكم كل يوم حتى تلطخون أيديكم بدمي، أو تزهقون روحي التي لطالما عشقت التمرد والمغامرة من أجل الناس البسطاء والطيبين.. ستظل روحي عنيدة ووثابة إلى الموت أو الجحيم طالما كان هذا من أجل العدالة والكرامة والمستقبل والناس الذي أنتمي لهم وأنحاز إليهم ولقضاياهم العادلة..
لن تخيفني سجونكم.. احبسوني متى شئتم.. لن أخشاها وسأظل أتحداكم وأتحداها من داخلها ومن خارجها.. فمن سقفه الموت لن يخاف ما دونه.. شماريخ شموخي بين جدرانها ستبلغ السماء طولا.. جربوا فأنا جاهز لها على الدوام.. لن تكسروني بها وستزيدني فوق التحدي والصلابة تحدي وصلابة مضاعفة..
سأظل أتحدى جدران زنازينكم وظلامكم وتخلفكم من داخلها لا من خارجها.. أحبسوني فأنا في صنعاء، ومستعد أن آتي إلى سجونكم راجلا متى شئتم، وبتحد لا تعرفوه.. ولن اقرأ سور ياسين كما كنتم وكان ذويكم يفعلون..
سبب استهدافي من قبل وزير الداخلية عبدالكريم الحوثي:
1- قضية المشرفين وأسرة اقبال وأزهار الحكيمي
1- قضية الشبكات ووزارة الاتصالات في صنعاء
1- قضية المشرفين وأسرة اقبال وأزهار الحكيمي
1- قضية الشبكات ووزارة الاتصالات في صنعاء
أحد المفرج عنهم بسلطة النيابة والذي يتهمنا وزير الداخلية عبدالكريم الحوثي إننا أفرجنا عليه وأنه من أصحاب السوابق..
المجنون ج المطري..
في قسم شرطة 22 مايو في هايل.. مجنون حبسته الشرطة ثم اطلقته.. ثم جاءت في اليوم الثاني مجموعة أخرى من الشرطة التابعة لنفس القسم وحبسته مرة أخرى..
كان حريصا وهم يقبضون عليه بالامتثال لأوامر الشرطة.. اطلع فوق الطقم وهو يستجيب لأوامر الشرطة وبكل سلاسة.. لا يريد أن يزعل أحد أفرادها..
كان يتخيل نفسه وهم يقبضون عليه أنه يسوق سيارة.. بل كان يرى الخيال واقعا لا شك فيه.. وظن أن القبض عليه كان بسبب قيادته للسيارة..
فاقد الإحساس بالزمن.. عندما سألناه عن الوقت الذي أمضاه في الحجز أجاب: سبع ساعات ونصف.. رغم أنه يقبع في الحجز من اليوم السابق..
سألناه عن اسمه؛ فاجاب: ج المطري .. حرص على كتابة حرف "ج" في الهواء.. بدا طريفا وظريفا ومنظره لافتا وهو يفعل.. كان حريصا على توضيح اسمه بلغة الإشارة..
تجاهلنا ما حاول أن يفهمنا إياه عن اسمه، وأعدنا السؤال عليه مرة أخرى على نحو حازم لا يخلوا من توبيخ: ما تعرفش ايش اسمك؟!
اجاب: اسمي : ج المطري ..هكذا سموني وانا عمري 4 سنوات بعدها مشيت وما اعرفش ايش سموني.
وعندما سألناه ليش حبسوك؟!
اجاب: "محركا يديه حركه تشبه تحريك سكان السياره" وقال:
"كنت اسوق سياره صغيرة فجاؤوا ومسكوني، ومشيت معهم، وقلت يمكن في خطأ او شيء.. حبسوني وبعدها خرجوني .. وبعدها جاء آخرون ومسكوني، وانا اسوق سيارة.. فقلت يمكن زعلوا من اصحابهم ليش خرجوني، وأنا ما اشتيش احرش بينهم، فمشيت معهم وحبسوني."
كشف أحد حراس الحجز أنه مجنون.. فطلبنا الإفراج عليه بسلطة النيابة التي كانت ترافقنا؟!
وفي اليوم الثالث بلغ إلى مسامعنا إننا افرجنا عن قاتل..
والحقيقة لم نفرج عن قاتل، بل أفرجنا عن مجنون يسمي نفسه ج المطري..
عاشت الشرطة في خدمة الشعب..
المجنون ج المطري..
في قسم شرطة 22 مايو في هايل.. مجنون حبسته الشرطة ثم اطلقته.. ثم جاءت في اليوم الثاني مجموعة أخرى من الشرطة التابعة لنفس القسم وحبسته مرة أخرى..
كان حريصا وهم يقبضون عليه بالامتثال لأوامر الشرطة.. اطلع فوق الطقم وهو يستجيب لأوامر الشرطة وبكل سلاسة.. لا يريد أن يزعل أحد أفرادها..
كان يتخيل نفسه وهم يقبضون عليه أنه يسوق سيارة.. بل كان يرى الخيال واقعا لا شك فيه.. وظن أن القبض عليه كان بسبب قيادته للسيارة..
فاقد الإحساس بالزمن.. عندما سألناه عن الوقت الذي أمضاه في الحجز أجاب: سبع ساعات ونصف.. رغم أنه يقبع في الحجز من اليوم السابق..
سألناه عن اسمه؛ فاجاب: ج المطري .. حرص على كتابة حرف "ج" في الهواء.. بدا طريفا وظريفا ومنظره لافتا وهو يفعل.. كان حريصا على توضيح اسمه بلغة الإشارة..
تجاهلنا ما حاول أن يفهمنا إياه عن اسمه، وأعدنا السؤال عليه مرة أخرى على نحو حازم لا يخلوا من توبيخ: ما تعرفش ايش اسمك؟!
اجاب: اسمي : ج المطري ..هكذا سموني وانا عمري 4 سنوات بعدها مشيت وما اعرفش ايش سموني.
وعندما سألناه ليش حبسوك؟!
اجاب: "محركا يديه حركه تشبه تحريك سكان السياره" وقال:
"كنت اسوق سياره صغيرة فجاؤوا ومسكوني، ومشيت معهم، وقلت يمكن في خطأ او شيء.. حبسوني وبعدها خرجوني .. وبعدها جاء آخرون ومسكوني، وانا اسوق سيارة.. فقلت يمكن زعلوا من اصحابهم ليش خرجوني، وأنا ما اشتيش احرش بينهم، فمشيت معهم وحبسوني."
كشف أحد حراس الحجز أنه مجنون.. فطلبنا الإفراج عليه بسلطة النيابة التي كانت ترافقنا؟!
وفي اليوم الثالث بلغ إلى مسامعنا إننا افرجنا عن قاتل..
والحقيقة لم نفرج عن قاتل، بل أفرجنا عن مجنون يسمي نفسه ج المطري..
عاشت الشرطة في خدمة الشعب..
أنا وزميلي الحر خالد الصعدي رئيس لجنة الحريات وحقوق الإنسان في مجلس النواب لن ندافع فقط عن أنفسنا في مواجهة وزارة الداخلية ووزيرها بل سندافع عن ضباط الأمن المحترمين الذين ينفذون القانون، والآن يتعرضون للمساءلة من قبل وزارة الداخلية وعلى رأسهم المحترم العقيد أحمد الصياد مساعد مدير أمن العاصمة والمحترم العقيد محمد النقيب نائب رئيس قسم شرطة 22 مايو
وسندافع أيضا على أعضاء النيابة الذين حرروا أوأمر اطلاق الأبرياء المحبوسين خلافا للقانون في أقسام الشرطة..
لن نخذل أحد أراد تطبيق القانون من رجال النيابة ورجال الأمن وقد أقرينا تعليق العمل في لجنة الحريات وحقوق الإنسان حتى ينتصف لنا مجلس النواب من وزارة الداخلية ووزيرها عبدالكريم الحوثي نحن ورجال النيابة ورجال الأمن المحترمين
وإن لم يتم هذا لن نصمت وسنبحث عن وسائل تنتصف لنا من الجور والظلم الذي يستحيل أن نسكت عليه والذي طالنا وطال بعض رجال الأمن..
وسندافع أيضا على أعضاء النيابة الذين حرروا أوأمر اطلاق الأبرياء المحبوسين خلافا للقانون في أقسام الشرطة..
لن نخذل أحد أراد تطبيق القانون من رجال النيابة ورجال الأمن وقد أقرينا تعليق العمل في لجنة الحريات وحقوق الإنسان حتى ينتصف لنا مجلس النواب من وزارة الداخلية ووزيرها عبدالكريم الحوثي نحن ورجال النيابة ورجال الأمن المحترمين
وإن لم يتم هذا لن نصمت وسنبحث عن وسائل تنتصف لنا من الجور والظلم الذي يستحيل أن نسكت عليه والذي طالنا وطال بعض رجال الأمن..
قضية اقبال الحكيمي وأسرتها بدأت بشكوى ومظلمة ضد مشرفين أنصار الله بالأحكوم..
ولأن قيادة أنصار الله أرادت التستر على الجرائم المنسوبه لرجالها المشرفين لم تحل القضية ولم تتعامل بمسؤولية..
فكان مقتل هالة الحكيمي أخت اقبال الحكيمي ولو تعاملت بجدية ومسؤولية ما وقع القتل..
ولأن قيادة أنصار الله أرادت التستر على الجرائم السابقة ولم تتعاط بمسؤولية أمام جرائم مشرفيها تم حبس أم إقبال وخالتها فادية وأزهار ابنت اعتدال..
ولأن قيادة أنصار الله وأجهزة السلطة التابعة لها أستمرت بالظلم أنتهت إلى إصابة أزهار المحبوسة مع جدتها بالجلطة وخروجها لوقاء من محبسها..
فمن ياترى الضحية القادمة من أجل التستر على جرائم المشرفين..؟!
وكم تريدون من الجرئم إرتكابها ليطول القانون مشرفيكم..؟!1
ولأن قيادة أنصار الله أرادت التستر على الجرائم المنسوبه لرجالها المشرفين لم تحل القضية ولم تتعامل بمسؤولية..
فكان مقتل هالة الحكيمي أخت اقبال الحكيمي ولو تعاملت بجدية ومسؤولية ما وقع القتل..
ولأن قيادة أنصار الله أرادت التستر على الجرائم السابقة ولم تتعاط بمسؤولية أمام جرائم مشرفيها تم حبس أم إقبال وخالتها فادية وأزهار ابنت اعتدال..
ولأن قيادة أنصار الله وأجهزة السلطة التابعة لها أستمرت بالظلم أنتهت إلى إصابة أزهار المحبوسة مع جدتها بالجلطة وخروجها لوقاء من محبسها..
فمن ياترى الضحية القادمة من أجل التستر على جرائم المشرفين..؟!
وكم تريدون من الجرئم إرتكابها ليطول القانون مشرفيكم..؟!1
تصوروا إنهم حبسوا أزهار الحكيمي يريدونها تشهد أن جدتها قتلت أمها قبل عشر سنوات وجلست مسجونة مع جدتها عشرين يوم فجلطت وخرجت لوقاء..
كانت تقول لهم أمي ماتت أمامي وكفنوها وغسلوها بالمستشفى وقبروها في تعز..
يوجد لدينا تقرير من المستشفى..
أزهار التي لا تقرأ ولا تكتب تم تبصيمها على عشر ورق لا تدري ما فيها..
إن مايجري من قبل مدير البحث في تعز السراجي التابع في مسؤوليته لوزير الداخلية عبدالكريم الحوثي فضيع جدا..
تصوروا إن البجاحة وصلت إلى أنهم يزعموا إنها لم تكن مسجونة..
سننشر التفاصيل لاحقا..
كانت تقول لهم أمي ماتت أمامي وكفنوها وغسلوها بالمستشفى وقبروها في تعز..
يوجد لدينا تقرير من المستشفى..
أزهار التي لا تقرأ ولا تكتب تم تبصيمها على عشر ورق لا تدري ما فيها..
إن مايجري من قبل مدير البحث في تعز السراجي التابع في مسؤوليته لوزير الداخلية عبدالكريم الحوثي فضيع جدا..
تصوروا إن البجاحة وصلت إلى أنهم يزعموا إنها لم تكن مسجونة..
سننشر التفاصيل لاحقا..
الاعتداءات على أملاك أم اقبال الحكيمي
مستمر حتى اليوم بتشجيع السلطات والنافذين
بعد سجن أم اقبال وخالتها فادية وأزهار المجلوطة
مستمر حتى اليوم بتشجيع السلطات والنافذين
بعد سجن أم اقبال وخالتها فادية وأزهار المجلوطة