.

فهرس كتاب الحياة الفكرية في الحجاز مع مقدمة المترجم

يبدو أنه كتاب هام جدًا، وسأقرؤه بإذن الله تعالى، لا لأنه يتناول فترةً بالغة الأهمية في التاريخ الإسلامي المعاصر (فأنا لست شديد الاهتمام بالتاريخ أو السياسة أو الواقع الاجتماعي)، بل لأنه يتحدث عن العلّامة ملا إبراهيم الكوراني الذي أكثر معالي الدكتور هاني حسين من النقل عنه في دروسه على شرح العقائد النسفية.

لم أكن أعرفه من قبل، لكنه يبدو شخصية علمية بارزة في المجالين العقلي والصوفي الإسلامي.

الصورة رقم (1)

الصورة رقم (2)

محمود سامح رام أمراً عظيماً، وادعى دعوى خطيرة، وهي أن «التبعيض» مقالة عند أئمة أهل السنة من الأشاعرة، فلو أن هذا المسكين جلس مجلس طلاب العلم وصبر على مرارة التعلم، لما ذاق مرارة الفضيحة، ولكنه شاء أن يتسلق أسوار العلم بغير سُلَّم، فزلّت قدمه وانفضح أمره، وخرج علينا بهذه الطامّة.

وإنما خرجت منه هذه المقالة لواحد من أمرين، لا ثالث لهما:
1. إما أنه لا يفرق بين القائل والمروي عنه، وهذه مصيبة الجاهل.
2. أو أنه يفرّق ولكنه يستحل الكذب على الخصوم، وهذه مصيبة الفاجر.

وبيان وجه الغلط:

أنه نقل نصاً من «التسعينية» لشيخ الإسلام ابن تيمية، وبداية الكلام كما هو واضح في الصورة المرفقة في الأعلى برقم (1)، أن ابن تيمية قال: «وقد ذكر القاضي أبو يعلى ...» ثم يكمل الشيخ ابن تيمية ويقول: «قال: ورواه ابن فورك عن يحيى بن أبي كثير ... إلخ» .. فتوهم محمود أن جميع ما بعد ذلك هو كلام ابن فورك، ولو كان يعرف عود الضمير لعلم أن الكلام لـ[لقاضي أبي يعلى] لا لابن فورك.

ثم عاد الوهم إليه مرة أخرى عند قول الشيخ ابن تيمية: «ثم قال: ... إلخ»، فجعل [القائل] ابن فورك، ولو رجع إلى الأصل لاكتشف أنه لـ[أبي يعلى] أيضاً.


طيب ما حقيقة كلام ابن فورك يا أحمد؟
[ افتح معي الصورة المرفقة في الأعلى برقم (2) ]

لو تكرّم محمود -وأتعب نفسه قليلاً قبل أن يكذب على العلماء جهلا بدون تعمد أو حتى بتعمد- وفتح كتاب «تأويل مشكل الحديث» لابن فورك، لوجد أنه يقول بوضوح: «أبدى عن بعضه: أي بعض آياته... إلخ» أي لا يوجد لا تبعيض للذات الإلهية ولا شيء من الخيال التجسيمي الجامح الذي رسمه محمود ... وحينئذٍ يسقط وهم التبعيض، وتبطل دعوى محمود، ويظهر للعيان أن الرجل ما ذاق من العلم إلا قشره.


فالخلاصة:

1. أن التبعيض ليس من عقائد السادة الأشاعرة، ومن نسبه إليهم فهو واقع بين أمرين أحلاهما مر: [1] جاهل أو [2] كاذب.
2. أن محمود لم يطالع كلام ابن فورك من أصله، بل اعتمد على فهمه – أو وهمه – لكلام الشيخ ابن تيمية.
3. أن الرجل لم يعرف عود الضمير المستتر، فأتعجب صراحة: كيف له أن يتجرأ على أئمة المعقول والمنقول؟
4. وأن قراءته للتراث قراءة «المثقف» الذي يقرأ العنوان فيبني عليه العقيدة.


والله من وراء القصد

تشجير يوضح إطلاقات لفظ [الذاتي]

من شرح القطب الرازي لمطالع الأرموي

علامة التوفيق ثلاث:

١. دخول أعمال البر عليك من غير قصد منك إليها
٢.وصرف المعاصي عنك مع السعي إليها
٣. وفتح باب اللجأ والافتقار إلى الله تعالى في كل الأحوال

وعلامة الخذلان ثلاث:

١.تعسر الطاعة عليك مع السعي فيها
٢. ودخول المعاصي عليك مع الهرب منها
٣. وغلق باب اللجأ إلى الله وترك الدعاء في كل الأحوال

- شرح الحكم العطائية للإمام ابن عباد

الإيمان والإسلام
ـــــــــــــــــــــــــــ

أولاً: الإيمان:

لغة: التصديق
اصطلاحاً: التصديق بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم عن الله جملة وتفصيلاً

ثانيًا: الإسلام

لغة: الاستسلام
اصطلاحًا: الانقياد والانخضاع لله تعالى بامتثال أوامره واجتناب نواهيه

العلاقة بين الإيمان والإسلام:

التباين؛ فهما مختلفان ذاتاً ومفهوماً .. إلا أنهما متلازمان شرعاً؛ بحيث لا يوجد مسلمٌ ليس بمؤمن، ولا مؤمن ليس بمسلم
ـــــــــــــــــــــــــــ
انظر شرح السرقسطي على مقدمات السنوسي

اعلم أنك إذا أردت أن يكون لك نصيب مما لأولياء الله تعالى .. فعليك:

١. برفض الناس جملة، إلا من يدلك على الله تعالى بإشارة صادقة وأعمال ثابتة، لا ينقضها كتاب ولا سنة.
٢. وأعرض عن الدنيا بالكلية.

فإن أتيت بهاتين الخصلتين: الإعراض عن الناس، والزهد في الدنيا .. فأقم وجهك مع الله بـ:

ـ المراقبة
ـ والتزام التوبة بالرعاية
- والاستغفار بالإنابة
- والخضوع للأحكام بالاستقامة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الإمام ابن عباد في (التنبيه) نقلاً عن الإمام أبي الحسن الشاذلي

أزعم أن الإنسان كلما ارتقى في مدارج العلم والمعرفة كلما بدا في عيون الناس غريباً شاذاً .. بل قد يصل الأمر إلى أن يظنه الناس داء خبيثا يجب استئصاله والتخلص منه حتى يعودوا إلى موطن استقرارهم الطبيعي: «الجهل»

"ولا استحالة في قدم الممكن إذا كان قائماً بذات القديم واجباً له غير منفصل عنه، فليس كل قديم إلهاً حتى يلزم من وجود قدما وجو آلهة"

- العلّامة السعد التفتزاني

بدون أن أنبس ببنت شفة … اضغط (😁) إذا عرفت من الذي يفعل تلك الأفاعيل

الانغماس في الجموع يعطي سعةً في النفس وضيقًا في العقل، فكلما كان الفرد في جماعة كان إلى اتباعها أميل

والتفرد عن الناس يعطي سعةً في العقل ووحشةً في النفس، فالعقل عند المنفرد أقرب ألا يؤثر عليه غيره

فعلى أي جانبيك تميل؟

لماذا يوصف السيد الشريف الجرجاني بأنه آيةً في التَّدقيقِ والتحقيق، حتّى قيل: «لم يَجُدِْ الدهرُ بمِثله»؟
ــــــــــــــــــــــــ

هذا لأنه ألَّف في علميّ الكلام والحكمة ثلاث حواشٍ في غاية الأهمية، وعليها مدار بحث العلماء ومناظرتهم بعده، وهم:


1. حاشيته على شرح ميركـ البُخاري لـ«حِكمة العين» للكاتبي القزويني.
2. حاشيته على شرح الأصفهاني على «تجريد الاعتقاد».
3. شرحه العظيم لـ«المواقف» للإيجي، وهو تاجُ مصنَّفاته الكلامية.

كما أنه في المنطق كتب حاشيتين جليلتين:

1. حاشيته على شرح القطب الرازي على «المطالع» للأرموي.
2. وحاشيته على شرح القطب الرازي على «الرسالة الشمسية» للكاتبي القزويني.

ومصداقُ هذا ما شهد به الإمام العلّامة الدوّاني في «رسالة إثبات الواجب القديمة» حيث قال:

«وَاعْلَمْ أَنَّ الشَّرِيفَ العَلَّامَةَ -قَدَّسَ اللَّهُ سِرَّهُ- قَدْ قَرَّرَ البُرْهَانَ فِي «حَوَاشِي شَرْحِ حِكْمَةِ العَيْنِ» بِوَجْهٍ مُفَصَّلٍ، وَبَذَلَ فِيهِ الجُهْدَ، وَوَصَفَهُ بِأَنَّهُ يَنْكَشِفُ بِهِ المَقْصُودُ، وَلَا يَتَأَتَّى عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنَ الشُّبُهَاتِ الوَارِدَةِ، وَنَحْنُ نُورِدُهُ مَعَ مَا يُورَدُ عَلَيْهِ بِتَوْفِيقِ اللَّهِ تَعَالَى، فَأَلْقِ السَّمْعَ وَأَنْتَ شَهِيدٌ... تَجِدِ الحَقَّ الَّذِي لَيْسَ عَنْهُ مَحِيدٌ.»

فنصيحتي لنفسي أولاً وبالذات ولأصدقائي ثانية وبالعرض: إن رمت تحقيقاً فعليك بحواشي أستاذ البشر، والعقل الحادي عشر «السيد الشريف الجرجاني»

«معنى الاتصال»

لفظ الاتصال يُطلق على معنيين:

أحدهما: صفة لشيء لا بقياسه إلى غيره وهو معنيان:
- أحدهما: كون الشيء في حد ذاته ومرتبة ماهيته صالحاً لأن يُنتزع عنه الامتدادات الثلاثة المتقاطعة على زوايا قوائم. وهذا المعنى فصل للجوهر وثابت للجسم في نفسه. ولم يُعتبر في هذا المعنى تعين امتداد وتَقَدُّرُ انبساط، بل عروض ذلك يكون في مرتبة مُتأخرة عن ذاته، و مصداق الاتصال بهذا المعنى نفس الصورة الجسمية؛ إذ اتصالها نفس كونها متصلة بلا أمر زائد يقوم بها فيكون مِصداقاً للاتصال.
- والآخر: كون الشيء بحيث يوجد بين أجزائه بعد فرض وجودها حدود مشتركة. وهذا المعنى هو فصل الكم، ومن خواصه : قبول الانقسام لا إلى نهاية.

وثانيهما: صفة لشيء بالقياس إلى غيره وهو أيضاً معنيــان:
- أحدهما: كون المقدار متحد النهاية بمقدار آخر، ويقال لذلك المقدار: إنـه متصل بالثاني بهذا المعنى.
- والثاني: كون الجسم بحيث يتحرك بحركة جسم آخر، كاتصال خطي الزاوية، واتصال الأعضاء بعضها ببعض.

الإمام عبد الحق الخيرآبادي [ت١٣١٨هـ]

الحقيقة لا أستطيع أفهم سبب تحمس أصحابنا السلفيين -لا أسقط الله لهم راية- في نفي أن يكون التفويض هو المقرر في مذهب الحنابلة؟

ما علاقتكم أنتم بالحنابلة؟ وما سبب هذا الحماس؟ يا أحبة أنتم لا تنتسبون للقوم، ولا تلتزمون مذهبهم الفقهي حتى؛ فما لكم وما لعقيدتهم؟

وسأسلم لكم -جدلًا- أن الأمر كما تقولون، وسأقر لكم -تنزلًا- أن التفويض قول شاذ لدى الحنابلة؛ فهل ستكون عقيدة الحنابلة حينئذ مطابقة لعقيدتكم تمامًا؟ وأنه ليس لدى الحنابلة أقوال هي على خلاف ما هو مقرر في مذهبكم؟

لذا، دعوني أسألكم هذا السؤال: هل تعرفون ما هو مذهب الحنابلة في صفة الكلام وما يتفرع منها؟

المقرر في مذهب القوم -وهذا لا يستطيع أحد أن ينكره مهما فعل- هو:

[أن الكلام صفة ذاتية قديمة، وأن الله لم يزل متكلمًا، وأن القرآن الكريم كلام الله، وهو قديم، غير مخلوق ولا محدث ولا حادث، مع إثبات الحرف والصوت، وأن التلاوة هي المتلو، والقراءة هي المقروء، والكتابة هي المكتوب].

وهذا المعتقد، أو بعض فقراته، قرره معظم أئمة الحنابلة، كأبي عبد الله ابن منده الأصبهاني (تـ395)، وابن حامد البغدادي (تـ403)، وأبي الفضل التميمي البغدادي (تـ410)، والشريف ابن أبي موسى الهاشمي (تـ428)، وإمام المذهب بلا مدافع: القاضي أبي يعلى الفراء البغدادي (تـ458)، وطلابه؛ كأبي علي ابن البناء البغدادي (تـ471)، وأبي الفرج الشيرازي (تـ486)، وأبي الخطاب الكلوذاني (تـ510)، وابن عقيل البغدادي (تـ513)، وأبي الحسين ابن أبي يعلى (تـ526)، بالإضافة إلى: أبي الحسن ابن الزاغوني (تـ527)، وشرف الإسلام الشيرازي (تـ536)، والقاضي أبي يعلى الصغير (تـ560)، والشيخ العارف أبي محمد الجيلاني (تـ561)، وأبي الفرج ابن الجوزي (تـ597)، وموفق الدين ابن قدامة (تـ620)، بل كتب في تقريره أربعة كتب، بالإضافة إلى: ابن حمدان الحراني (تـ695)، ونجم الدين الطوفي (تـ716)، وشيخ الإسلام ابن تيمية (تـ728) في أول أمره كما في "اللامية"، وأبي بكر الرحبي (تـ749)، وابن عبد الهادي الصغير (تـ909)، وابن عطوة النجدي (تـ948)، وابن بلبان الدمشقي (تـ1083)، والسفاريني (تـ1188) في منظومته، وابن سلوم النجدي (تـ1246)، والشطي (تـ1274)، وشارح "اللامية".

فإن قال أحدكم: إن هؤلاء لا يمثلون الحنابلة، فسأقول له: ومن سيمثل للحنابلة إذًا إن لم يكن هؤلاء هم الممثلين للحنابلة؟!

فإن قال أحدكم: هذا قول شاذ في المذهب الحنبلي، فسأقول له: وعلى أي أساس جعلته من الأقوال الشاذة؟ ألأجل مخالفة شيخ الإسلام ابن تيمية (تـ728) له فيما بعد؟ ألا تعلم أن القاضي أبا يعلى الصغير (تـ560) ذكر أن أصحابه الحنابلة لا يختلفون في أن الكلام صفة ذاتية؟ وأنت تعلم أن مذهبك ليس على هذا القول.

اعلم -يا صاحبي- أن المذاهب لا تحرر بالعواطف والأذواق والأماني والمواقف الشخصية، بل تحرر كما هي لدى أهلها.

هذا نحو الجهمية .. عباد أرسطو اليوناني المقدوني.

نريد مؤلِّفًا يصنف لنا «النحو على مذهب أهل السنة والجماعة» 😅