قناة أحمد عبد المنعم
136K subscribers
353 photos
96 videos
61 files
437 links
خزانة شخصية أجمعها لوقت الحاجة
Download Telegram
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
لا تربط التزامك بأشخاص !
د أحمد عبد المنعم
مقطع مهم
▶️ youtu.be/UKg-_Ys6x8c
🔁 t.me/itsquraan
﴿إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ الله يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ
أَيْ: هُوَ حَاضِرٌ مَعَهُمْ يَسْمَعُ أَقْوَالَهُمْ وَيَرَى مَكَانَهُمْ، وَيَعْلَمُ ضَمَائِرَهُمْ وَظَوَاهِرَهُمْ، فهو تعالى هو المبايع بواسطة رسوله ﷺ كَقَوْلِهِ: ﴿إِنَّ الله اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ..)...
وعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "مَنْ سَلَّ سَيْفَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَقَدْ بَايَعَ اللَّهَ"

وَلِهَذَا قَالَ هَاهُنَا: ﴿فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ﴾ أَيْ: إِنَّمَا يَعُودُ وَبَالُ ذَلِكَ عَلَى النَّاكِثِ، وَاللهُ غَنِيٌّ عَنْهُ.
﴿وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا﴾ أَيْ: ثَوَابًا جَزِيلًا.
(ابن كثير)

استحضر جيدا هذه الآية وهذا المشهد المهيب عندما تعمل لنصرة دين الله سبحانه وتعالى؛ فأنت تبايع الله وترجو رحمته وتخشى عذابه.

وإذا هممت بنزع يدك من هذه البيعة الشريفة، ونازعتك نفسك في الحور بعد الكور= فتذكر أن وبال النكث عليك لا على الدين، فالله هو الغني سبحانه وتعالى.

اللهم ثبتنا واستعملنا وارزقنا حسن الخاتمة.
(مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ والَّذِينَ مَعَهُ أشِدّاءُ عَلى الكُفّارِ رُحَماءُ بَيْنَهم)

وفِي الجَمْعِ لَهم بَيْنَ هاتَيْنِ الخَلَّتَيْنِ المُتَضادَّتَيْنِ الشِّدَّةِ والرَّحْمَةِ إيماءٌ إلى أصالَةِ آرائِهِمْ وحِكْمَةِ عُقُولِهِمْ، وأنَّهم يَتَصَرَّفُونَ في أخْلاقِهِمْ وأعْمالِهِمْ تَصَرُّفَ الحِكْمَةِ والرُّشْدِ فَلا تَغْلِبُ عَلى نُفُوسِهِمْ مَحْمَدَةٌ دُونَ أُخْرى ولا يَنْدَفِعُونَ إلى العَمَلِ بِالجِبِلَّةِ وعَدَمِ الرُّؤْيَةِ.
(ابن عاشور)
س: مات شخص مشهور وقد أظهر كثير من الناس الفرح بموته وشتموه على وسائل التواصل وغيرها، وأنكر ذلك آخرون بحجة حديث: اذكروا محاسن موتاكم، فمع من الصواب؟
ج: هذا سؤال يتكرر كلما مات مشهور بالفسق أو الظلم أو الفجور، وللجواب عنه نقول إن حديث اذكروا محاسن موتاكم فيه ضعف، وذكر الترمذي تضعيفه عن البخاري، ويغني عنه ما في الصحيح من قوله صلى الله عليه وسلم: لا تسبوا الأموات فإنهم أفضوا إلى ما قدموا.
وهذا الحديث إنما هو في أهل الصلاح أو المستورين من أهل الإسلام، وأما المشهور بالفجور والظلم فهذا يجوز سبه وتحذير الناس من طريقته والفرح بمهلكه ولا كرامة، ويدل لذلك ما في الصحيح من أنه مر على النبي صلى الله عليه وسلم بجنازة فأثنوا عليها خيرا فقال: وجبت، ومر عليه بجنازة فأثنوا عليها شرا فقال: وجبت. فقالوا: ما وجبت يا رسول الله؟ فقال: هذه أثنيتم عليها خيرا فوجبت لها الجنة وهذه أثنيتم عليها شرا فوجبت لها النار أنتم شهداء الله في الأرض، فلم ينكر عليهم ذمهم لهذا الشخص وثناءهم عليه شرا بل بين أن شهادتهم موجبة له النار والعياذ بالله، وفي الصحيحين أيضا أنه مر على النبي صلى الله عليه وسلم بِجَنَازَةٍ فَقَالَ: ( مُسْتَرِيحٌ وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ ) ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْمُسْتَرِيحُ وَالْمُسْتَرَاحُ مِنْهُ ؟ فَقَالَ : ( الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ يَسْتَرِيحُ مِنْ نَصَبِ الدُّنْيَا ، وَالْعَبْدُ الْفَاجِرُ يَسْتَرِيحُ مِنْهُ الْعِبَادُ ، وَالْبِلَادُ ، وَالشَّجَر ُ، وَالدَّوَابُّ ) . قال العيني في شرح البخاري: فإن قيل : كيف يجوز ذكر شر الموتى مع ورود الحديث الصحيح عن زيد بن أرقم في النهي عن سب الموتى وذكرهم إلا بخير ؟ وأجيب : بأن النهي عن سب الأموات غير المنافق والكافر والمجاهر بالفسق أو بالبدعة ، فإن هؤلاء لا يحرُم ذكرُهم بالشر للحذر من طريقهم ومن الاقتداء بهم. انتهى.
والآثار عن السلف في فرحهم بمهلك الظالمين كالحجاج ونحوه كثيرة مشهورة، وقد سجد علي شكرا لما وجد ذا الثدية في القتلى، وسجد الحسن لما جاءه موت الحجاج وقال: اللهم قد أمته فأمت فينا سنته. والنصوص في هذا المعنى تطول، والحاصل أنه لا حرج في الفرح بهلاك الظالمين والفسقة والمجاهرين بالفسق والفجور بل ذلك من علائم الإيمان، ولا يلزم من هذا أننا نقطع لأحد بعينه بجنة أو نار أو أننا نتألى على الله أن يعذب فلانا المعين فهذا شيء وهذا شيء، والله أعلم.
الحمد لله وحده.
(اعلموا إخواني:
أني فكرتُ في السبب الذي أخرج أقوامًا من السنَّة والجماعة، واضطرهم إلى البدعة والشناعة، وفتح باب البليَّة على أفئدتهم، وحجب نورَ الحقِّ عن بصيرتهم، فوجدتُ ذلك من وجهين:
أحدهما: البحثُ والتنقير، وكثرةُ السؤال عما لا يُغني، ولا يضرُّ العاقلَ جهلُه، ولا ينفع المؤمنَ فهمُه!
والآخر: مجالسةُ مَن لا تؤمَن فتنته، وتفسِدُ القلوبَ صحبتُه!) اهـ.

عبيد الله بن محمد العكبري، ابن بطة.
الإبانة الكبرى.
- لازم نلتزم بالموضوعية التامّة والمعايير الأكاديمية في الأبحاث.

- جميل، ولكن ليه حضرتك قلت على البحث بتاعك موضوعي والبحث الآخر ذاتي ورسالي و.... و......، ماهو المعيار الذي حكمت به ورجعت إليه؟

- من خلال الرجوع إلى ذاتي، فأنا الموضوعية.

- تمام، سلام عليكم.

#قصة_ساخرة
أشارَ إلى أنَّ هَذا الكِتابَ أعْلى قَدْرًا مِن أنْ يَنالَهُ مَن يَشْتَغِلُ عَنْهُ بِأدْنى شُغْلٍ فَقالَ: ﴿وأنْصِتُوا﴾ أيْ: لِلتَّأمُّلِ والتَّدَبُّرِ لِتَنْجَلِيَ قُلُوبُكم فَتَعْلَمُوا حَقِيقَتَهُ فَتَعْمَلوا بِما فِيهِ ولا يَكُونُ في صُدُورِكم حَرَجٌ مِنهُ.

البقاعي
Forwarded from إسلام عفيفي
وعند البخاري عن إبراهيم بن عبدالرحمن بن عوف أن عبدالرحمن بن عوف، «أتي بطعام - وكان صائما - فقال: قتل مصعب بن عمير - وهو خير مني - كفن في بردة؛ إن غطي رأسه بدت رجلاه، وإن غطي رجلاه بدا رأسه، وأراه قال: وقتل حمزة - وهو خير مني - ثم بسط لنا من الدنيا ما بسط، أو قال: أعطينا من الدنيا ما أعطينا، وقد خشينا أن تكون حسناتنا عجلت لنا، ثم جعل يبكي حتى ترك الطعام»

قال ابن بطال:
- وفى حديث عبدالرحمن من الفقه: أن العالم ينبغي له أن يذكر بسير الصالحين، وتقللهم من الدنيا؛ لتقل رغبته فيها، ويبكي مَن تأخر لحاقه بالأخيار ويشفق من ذلك، ألا ترى أنه بكى وترك الطعام! وفيه: أنه ينبغي للمرء أيضا أن يذكر نِعم الله عنده، ويعترف بالتقصير عن أداء شكرها، ويتخوف أن يقاص بها في الآخرة، ويذهب سعيه فيها.
وقال ابن هبيرة:
- وفيه أن المؤمن ينبغي أن يكون خوفه من الفتنة في الغنى أكثر، وأن يكون عند حصول الطيبات أحذر.
إضاءة مهمة في التعامل مع المتأثرين بالشبهات.

"ومن المؤسف أنَّ بعض المتأثرين بالشبهات ينزعجون عند تذكيرهم بكيد الشيطان وضرورة التيقّظ له والحذر منه، وكأنَّهم يقاومون وجود أي عامل خفيّ في التأثير على أفكارهم ومشاعرهم، وهذه المقاومة فيها مكابرة لِما ثبت بالوحي، كما أنَّ فيها تسهيلًا لما يريده الشيطان من التغرير بهم، ولذلك نجد التحذير من الشيطان وخطواته كثيرًا في القرآن، ومركزيًا في قصة الوجود والمصير منذ خلق آدم عليه السلام إلى خطبة إبليس التي سيقر فيها بأنَّه كان داعيًا فحسب، ويلقي اللوم على المستجيبين له!....

إذًا حين يشكو أحد من الشبهات فإنَّه بحاجة لعلاج إيماني مع العلاج العلمي، وليبشر بالفرقان كما قال الرحمن: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِن تَتَّقُواْ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا﴾ (الأنفال: ٢٩).
أمّا أنْ يأخذ المعالج والشاكي بالمعالجات العلمية وحدها، فقد لا يفيد جزء العلاج، بل قد يضل على علم ويتبع هواه وتعمى بصيرته لفقدان النور الذي يُبصر به الحق.."

(إضاءات منهجية... ترتيب التفكير.. بحثًا عن اليقين، د. طارق بن طلال بن محسن عنقاوي، مركز دلائل، الطبعة الأولى ١٤٤٢هـ - ٢٠٢١م، ص١٢٦-١٢٨)

https://t.me/o_alshair
Audio
#خطبة " فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوۤا۟ أَنصِتُوا۟ۖ "

من رحمة الله انه لم يترك الناس سدى وبث لهم الآيات في السماء والارض . فهل يعقل ان يكون هذا الخلق والابداع لأجل
أن ناكل ونشرب ونعمل ثم نموت !
_ فكيف يتعامل المؤمن مع آيات الله ليبصرها كما أراد الله ؟

د أحمد عبد المنعم
▶️ youtu.be/cNMPipMZS4U
▶️ soundcloud.com/itsthequran/bukufr6dnbgl
🔁 t.me/itsquraan
[المحمود فى الكتاب والسنة إنما هو إرادة الدار الاخرة، والمذموم إنما هو مَن ترك إرادة الدار الاخرة واشتغل بإرادة الدنيا عنها؛ فأما مجرد مدح ترك الدنيا فليس فى كتاب الله ولا سنة رسوله، ولا تنظر إلى كثرة ذم الناس الدنيا ذمًّا غير ديني، فإن أكثر العامة إنما يذمونها لعدم حصول أغراضهم منها فإنها لم تصفَ لأحد قط ولو نال منها ما عساه أن ينال].

~ ابن تيمية.
﴿وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا .إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا﴾

وفي كلام نوح دلالة على أن المصلحين يهتمون بإصلاح جيلهم الحاضر ولا يهملون تأسيس أسس إصلاح الأجيال الآتية إذ الأجيال كلها سواء في نظرهم الإصلاحي، وقد انتزع عمر بن الخطاب من قوله تعالى:"والذين جاءوا من بعدهم.." دليلا على إبقاء أرض سواد العراق غير مقسومة بين الجيش الذي فتح العراق وجعلها خراجا لأهلها قصدا لدوام الرزق منها لمن سيجيء من المسلمين.

ابن عاشور رحمه الله | التحرير والتنوير
قال ابن المبارك رحمه الله: من أعظم المصائب للرجل أن يعلم من نفسه تقصيرًا ثم لا يبالي، ولا يحزن عليه!.
فَإِنَّ هَذَا الَّذِي قَالَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ إِخْبَارٌ عَنْ أَنَّهُ لَا يَقْبَلُ مِنْ أَحَدٍ طَرِيقَةً وَلَا عَمَلًا إِلَّا مَا كَانَ مُوَافِقًا لِشَرِيعَةِ مُحَمَّدٍ ﷺ بَعْدَ أَنْ بَعَثَهُ اللَّهُ بِمَا بَعَثَهُ بِهِ، فَأَمَّا قَبْلَ ذَلِكَ فَكُلُّ مَنِ اتَّبَعَ الرَّسُولَ فِي زَمَانِهِ فَهُوَ عَلَى هُدًى وَسَبِيلٍ وَنَجَاةٍ، فَالْيَهُودُ أَتْبَاعُ مُوسَى، عَلَيْهِ السَّلَامُ، الَّذِينَ كَانُوا يَتَحَاكَمُونَ إِلَى التَّوْرَاةِ فِي زَمَانِهِمْ.

فَلَمَّا بُعِثَ عِيسَى ﷺ وَجَبَ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ اتِّبَاعُهُ وَالِانْقِيَادُ لَهُ، فَأَصْحَابُهُ وَأَهْلُ دِينِهِ هُمُ النَّصَارَى.

فَلَمَّا بَعَثَ اللَّهُ مُحَمَّدًا ﷺ خَاتَمًا لِلنَّبِيِّينَ، وَرَسُولًا إِلَى بَنِي آدَمَ عَلَى الْإِطْلَاقِ، وَجَبَ عَلَيْهِمْ تصديقُه فِيمَا أَخْبَرَ، وَطَاعَتُهُ فِيمَا أَمَرَ، وَالِانْكِفَافُ عَمَّا عَنْهُ زَجَرَ. وَهَؤُلَاءِ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ [حَقًّا]. وَسُمِّيَتْ أُمَّةُ مُحَمَّدٍ ﷺ مُؤْمِنِينَ لِكَثْرَةِ إِيمَانِهِمْ وَشِدَّةِ إِيقَانِهِمْ، وَلِأَنَّهُمْ يُؤْمِنُونَ بِجَمِيعِ الْأَنْبِيَاءِ الْمَاضِيَةِ وَالْغُيُوبِ الْآتِيَةِ.

ابن كثير
بئر الرضا:
————-

آسفٌ على هذه الصورة غير اللبقة؛ لكنّ بعضنا يبصق في بئر رضا إخوانه، تجد المرء يحكي عن تفاصيل حياته على أنها عادية، فيأتيه من يفسد فرحته، ويعكر صفو أيامه، ويوقد في صدره كلمات وأسئلة ماكانت تخطر بباله.
أحد الأصدقاء المقربين اشتكى لي من عدم تقبله لزوجته، وبدأ يحكي عن تقصيرها، وحشد لها من صفات التبخيس ما يجعلها عديمة الفائدة.
أعرف صديقي؛ نخرج لمطعم فلا يشترط، نسافر ولا يدقق في المكان، ولا تغريه التفاصيل، سمحٌ متغافل، وأعلم من حديثه السابق أن زوجته حسنة الخلق، طيبة المعشر؛ فما الذي حدث؟
حاولت الرجوع به لأصل المشكلة، كلما تحدث عن حاضره أعدته للماضي -حتى أفهم سر تغيره-، أنا واثق أن بئر رضاه تعكرت فما عاد يستعذبها.
وجدت ضالتي حين قال هذا الموقف، قال البداية من محادثة بيني وبين صديق، طلب مني تصوير غلاف كتاب تحدثنا عنه.
يقول: صورت له الكتاب بعشوائية فظهر الغلاف، وحوله جزء من المكتب، على المكتب كوب شاي كرتوني.
قال صاحبه: كوب كرتون؟ أنت عزابي الآن؟ زوجتك عند أهلها؟
قال: لا، ليه السؤال؟
قال -الكلمة الصادمة-: كوب شاي كرتوني! تزوجت ليش؟
غيرك زوجاتهم يهيؤون لهم ما لذ وطاب أثناء بحثهم، أنت لست بقليل، لا تهن نفسك فيعتادوا مهانتك.

قال: والله ما طاب لي مطعم ولا مشرب بعدها، وصرت أنظر لزوجتي على أنها شيطان، وكلما طلبت مني شيئًا قلت في نفسي: ولماذا تطلب وهي مقصرة بحقي؟

حاولت تفكيك الفكرة في عقله، وأحسب أنه اقتنع.

لكن بالله عليكم؛ إذا رأيتم من يعمل 16 ساعة وهو راضٍ؛ لا تقولوا: وأين أوقات راحتك؟
وإذا رأيتم من يحكي برضا عن راتبه؛ لا تقولوا: كيف بك إذا دهمك طارئ؟
وإذا رأيتم من رضي عن شريكه فلا ترفعوا سقف تطلعاته.

نحن في زمن القلق، ومد العين، إياكم والبصق في بئر الرضا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد، فهذا الجزء الأول من دورة (تائهون في الأرض [مدخل تأسيسي إلى القضايا الفكرية المعاصرة])، وسيُرفع الجزء الثاني اليوم إن شاء الله تعالى.
وجزى الله خيرًا أكاديمية مداد على جهدهم المبارك العظيم، وعلى إتاحة هذه الفرصة لبث بعض الخواطر المتعلقة بذلك الباب.
وممكن نعتبر هذا بديلًا عن مجلس (نفثات) لهذه الليلة مثلًا، وهذه محاولة مني للتخفف من تأنيب الضمير لتأخر العودة إلى هذه المجالس، والله المستعان!

https://www.youtube.com/watch?v=4A3-Tg76ARE
‏طوّفت سورة الحديد بقلوبنا وذكرتنا بقدرة الله وسعة ملكه وعلمه وطلاقة مشيته قبل أن تأمرنا بالإيمان والإنفاق والتضحية.
وقبل أن تأمرنا ب (سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة) قالت لنا (اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو....)

فقبل أن يأمرنا القرآن بما قد يشق علينا فإنه يرتقي بأرواحنا؛ فتنطلق جوارحُنا مُلبّيةً.
(إنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أنْ تَشِيعَ الفاحِشَةُ في الَّذِينَ آمَنُوا لَهم عَذابٌ ألِيمٌ في الدُّنْيا والآخِرَةِ واللَّهُ يَعْلَمُ وأنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)

ومِن أدَبِ هَذِهِ الآيَةِ أنَّ شَأْنَ المُؤْمِنِ أنْ لا يُحِبَّ لِإخْوانِهِ المُؤْمِنِينَ إلّا ما يُحِبُّ لِنَفْسِهِ، فَكَما أنَّهُ لا يُحِبُّ أنْ يَشِيعَ عَنْ نَفْسِهِ خَبَرُ سُوءٍ كَذَلِكَ عَلَيْهِ أنْ لا يُحِبَّ إشاعَةَ السُّوءِ عَنْ إخْوانِهِ المُؤْمِنِينَ.

ولِشُيُوعِ أخْبارِ الفَواحِشِ بَيْنَ المُؤْمِنِينَ بِالصِّدْقِ أوِ الكَذِبِ مَفْسَدَةٌ أخْلاقِيَّةٌ فَإنَّ مِمّا يَزَعُ النّاسَ عَنِ المَفاسِدِ تَهَيُّبُهم وُقُوعَها وتَجَهُّمُهم وكَراهَتُهم سُوءَ سُمْعَتِها وذَلِكَ مِمّا يَصْرِفُ تَفْكِيرَهم عَنْ تَذَكُّرِها بَلْهَ الإقْدامُ عَلَيْها رُوَيْدًا رُوَيْدًا حَتّى تُنْسى وتَنْمَحِيَ صُوَرُها مِنَ النُّفُوسِ، فَإذا انْتَشَرَ بَيْنَ الأُمَّةِ الحَدِيثُ بِوُقُوعِ شَيْءٍ مِنَ الفَواحِشِ تَذَكَّرَتْها الخَواطِرُ وخَفَّ وقْعُ خَبَرِها عَلى الأسْماعِ فَدَبَّ بِذَلِكَ إلى النُّفُوسِ التَّهاوُنُ بِوُقُوعِها وخِفَّةُ وقْعِها عَلى الأسْماعِ فَلا تَلْبَثُ النُّفُوسُ الخَبِيثَةُ أنْ تُقْدِمَ عَلى اقْتِرافِها، وبِمِقْدارِ تَكَرُّرِ وُقُوعِها وتَكَرُّرِ الحَدِيثِ عَنْها تَصِيرُ مُتَداوَلَةً. هَذا إلى ما في إشاعَةِ الفاحِشَةِ مِن لِحاقِ الأذى والضُّرِّ بِالنّاسِ ضُرًّا مُتَفاوِتَ المِقْدارِ عَلى تَفاوُتِ الأخْبارِ في الصِّدْقِ والكَذِبِ.

ابن عاشور
الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ أي: خافت ورهبت، فأوجبت لهم خشية اللّه تعالى الانكفاف عن المحارم، فإن خوف اللّه تعالى أكبر علاماته أن يحجز صاحبه عن الذنوب.

(وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا) ووجه ذلك أنهم يلقون له السمع ويحضرون قلوبهم لتدبره فعند ذلك يزيد إيمانهم، لأن التدبر من أعمال القلوب، ولأنه لا بد أن يبين لهم معنى كانوا يجهلونه، أو يتذكرون ما كانوا نسوه،أو يحدث في قلوبهم رغبة في الخير، واشتياقا إلى كرامة ربهم،أو وجلا من العقوبات، وازدجارا عن المعاصي، وكل هذا مما يزداد به الإيمان.

وَعَلَى رَبِّهِمْ وحده لا شريك له يَتَوَكَّلُونَ) أي: يعتمدون في قلوبهم على ربهم في جلب مصالحهم ودفع مضارهم الدينية والدنيوية، ويثقون بأن اللّه تعالى سيفعل ذلك.

السعدي