قناة أحمد عبد المنعم
101K subscribers
331 photos
73 videos
53 files
388 links
خزانة شخصية أجمعها لوقت الحاجة
Download Telegram
قال الإمام أحمد: حدثني سيار، حدثنا جعفر قال: سمعت مالك بن دينار، يقول: «يا حملة القرآن ماذا زرع القرآن في قلوبكم؛ فإن القرآن ربيع المؤمنين كما أن الغيث ربيع الأرض، فقد ينزل الغيث من السماء فيصيب الحُش فيه الحبة ولا يمنعه نتن موضعها أن تهتز وتخضر وتحسن فيه، حملة القرآن ماذا زرع القرآن في قلوبكم؟ أين أصحاب سورة؟ أين أصحاب سورتين؟ ماذا عملتم فيها؟».
فاستدل من هذا الحديث أن كل من طلب من الله تعالى إزالة ضرر، فلم يجد سرعة الإجابة، فلا ينبغي أن يتهم الله في أقداره، وليعلم أن الله قد نظر له وإليه.

ابن هُبيرة
📍 اليوم بداية هذا البرنامج الذي نسأل الله أن يجعله مباركا ببركة القرآن العظيم ...

آخر فرصة للانضمام ...بادروا فالعلم بالقرآن أشرف وأعلى العلوم وأكثرها تقريبا لله تعالى ..

وتذكروا قول النبي صلى الله عليه وسلم عن أبي هريرة رضى الله عنه : "ألا إنَّ الدُّنيا ملعونةٌ ملعونٌ ما فيها، إلّا ذِكرُ اللَّهِ وما والاهُ، وعالِمٌ، أو متعلِّمٌ"
الألباني ، صحيح الترمذي  •  حسن
الورقة التعريفية بالبرامج 1444.pdf
13.1 MB
وهذا تعريف بالبرامج العلمية التي يقدمها مشروع إنه القرآن
‏تعويد الذهن على التقاط المعاني الظاهرة من الآيات القرآنية دون تقليبها وتأملها يُفسد ملكة الاستنباط، فإنَّ للعقول تمارين ورياضات كرياضة الأبدان، وفي هذا الشأن يقول ابن عاشور في تفسيره: (جمود الطبع على الظاهر دائماً مانع من التوصل للغور).
‏من أنفع الطرق لاستخراج المعاني القرآنية من الآية، هو أن تختار مقطعاً قرآنيا ثم تغمس عقلك فيه سائر يومك .. تديره في ذهنك، وتتأمل لوازمه، وتتفكر في تنزيله على الواقع، فلاينتهي اليوم إلا وقد عدت ويدك ملأى من كنوز الآيات.
قال ابن القيم في قوله تعالى: (يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ):
(وفي التعبير عن الأعمال بـ "السر" لطيفة، وهي أن الأعمال نتائج السرائر الباطنة، فمن كانت سريرته صالحة كان عمله صالحا، فتبدو سريرته على وجهه نورا وإشراقا وحسنا، ومن كانت سريرته فاسدة كان عمله تابعا لسريرته - لا اعتبار بصورته - فتبدو سريرته على وجهه سوادا وظلمة وشينا. وإن كان الذي يبدو عليه في الدنيا إنما هو عمله لا سريرته، فيوم القيامة تبدو عليه سريرته، ويكون الحكم والظهور لها، وفي الحديث: "أنقوا هذه السرائر؛ فإنه ما أسر امرؤ سريرة إلا ألبسه الله رداء سريرته").
روى الإمام مالك -بسندٍ فيه انقطاع- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لِيُعَزِّ الْمُسْلِمِينَ فِي مَصَائِبِهِمُ الْمُصِيبَةُ بِي».
أخرجه مالك في «الموطأ»، كتاب: الجنائز جامع الحسبة في المصيبة (1/ 323) رقم (634).

وروى الإمام الدارمي -بسند مرسل عن مكحول الشامي- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إِذَا أَصَابَ أَحَدَكُمْ مُصِيبَةٌ، فَلْيَذْكُرْ مُصِيبَتَهُ بِي؛ فَإِنَّهَا مِنْ أَعْظَمِ الْمَصَائِبِ».
أخرجه الدارمي في «المسند»، المقدمة: باب في وفاة النبي صلى الله عليه وسلم (1/ 222) رقم (85).

قال الإمام ابن عبد البر: «وصدق صلى الله عليه وسلم لأن المصيبة به أعظم من كل مصيبة يصاب بها المسلم بعده إلى يوم القيامة، انقطع الوحي وماتت النبوة».

وقيل:
فإذا ذكرتَ مصيبةً تَسلو بها
فاذكر مُصابَك بِالنَبِيِّ مُحَمَّدِ

ففقد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أعظم مصيبة أصابت المسلمين، وأيُّ مصيبة أصابتك فهي دون هذه المصيبة، فتذكر عِظَم مصيبة فقد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تَهُن عليك المصائب كلها، بله الدنيا وما فيها.
«مجموع الفتاوى» (6/ 57):

«فالعلم بوجوب الواجبات كمباني الإسلام الخمس وتحريم المحرمات الظاهرة المتواترة كالعلم بأن الله على كل شيء قدير وبكل شيء عليم وأنه سميع بصير وأن القرآن كلام الله ونحو ذلك من القضايا الظاهرة المتواترة؛ ولهذا من جحد تلك الأحكام العملية المجمع عليها كفر كما أن من جحد هذه كفر.

وقد يكون الإقرار بالأحكام العملية أوجب من الإقرار بالقضايا القولية؛ بل هذا هو الغالب فإن القضايا القولية يكفي فيها الإقرار بالجمل؛ وهو الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت والإيمان بالقدر خيره وشره. وأما الأعمال الواجبة: فلا بد من معرفتها على التفصيل؛ لأن العمل بها لا يمكن إلا بعد معرفتها مفصلة؛ ولهذا تقر الأمة من يفصلها على الإطلاق وهم الفقهاء؛ وإن كان قد ينكر على من يتكلم في تفصيل الجمل القولية؛ للحاجة الداعية إلى تفصيل الأعمال الواجبة وعدم الحاجة إلى تفصيل الجمل التي وجب الإيمان بها مجملة.

وقولنا: إنها قد تكون بمنزلتها يتضمن أشياء: (منها: أنها تنقسم إلى قطعي وظني. و (منها: أن المصيب وإن كان واحدا فالمخطئ قد يكون معفوا عنه وقد يكون مذنبا وقد يكون فاسقا وقد يكون كالمخطئ في الأحكام العملية سواء؛ لكن تلك لكثرة فروعها والحاجة إلى تفريعها: اطمأنت القلوب بوقوع التنازع فيها والاختلاف بخلاف هذه؛ لأن الاختلاف هو مفسدة لا يحتمل إلا لدرء ما هو أشد منه. فلما دعت الحاجة إلى تفريع الأعمال وكثرة فروعها وذلك مستلزم لوقوع النزاع اطمأنت القلوب فيها إلى النزاع؛ بخلاف الأمور الخبرية؛ فإن الاتفاق قد وقع فيها على الجمل؛ فإذا فصلت بلا نزاع فحسن؛ وإن وقع التنازع في تفصيلها فهو مفسدة من غير حاجة داعية إلى ذلك.
ولهذا ذم أهل الأهواء والخصومات وذم أهل الجدل في ذلك والخصومة فيه؛ لأنه شر وفساد من غير حاجة داعية إليه؛

لكن هذا القدر لا يمنع تفصيلها ومعرفة دقها وجلها، والكلام في ذلك إذا كان بعلم ولا مفسدة فيه ولا يوجب أيضا تكفير كل من أخطأ فيها إلا أن تقوم فيه شروط التكفير.
لشيخ الإسلام ابن تيمية عناية ظاهرة بمقاصد السور الكبرى، وسأنقل بعض كلامه في بعض السور: فقد عرض مقاصد سورة البقرة عرضا بديعا في سبع صفحات تحت عنوان: ما اشتملت عليه من تقرير أصول العلم، وختمها بقوله: (فتدبر تناسب القرآن وارتباط بعضه ببعض) (٤٦/١٣)
وقال سورتي الأنعام والأعراف: (وقد جمع سبحانه في هذه السورة وفي الأنعام وفي غيرهما ذنوب المشركين في نوعين: أحدهما: أمر بما لم يأمر الله به كالشرك ونهي عما لم ينه الله عنه كتحريم الطيبات. فالأول: شرع من الدين ما لم يأذن به الله. والثاني: تحريم لما لم يحرمه الله) (٨٦/١).
وقال في سورة مريم: (فهذه السورة " سورة المواهب " وهي ما وهبه الله لأنبيائه من الذرية الطيبة والعمل الصالح والعلم النافع). (٢٣١/١٥)
وقال في سورتي مريم وطه: (سورة طه " مضمونها تخفيف أمر القرآن وما أنزل الله تعالى من كتبه فهي " سورة كتبه " - كما أن مريم " سورة عباده ورسله) (٢٣٧/١٥).
وقال في سورة الأنبياء: (سورة الأنبياء " سورة الذكر وسورة الأنبياء الذين عليهم نزل الذكر).(٢٦٥/١٥).
وقال في سورة القلم: (سورة (ن) هي سورة " الخلُق " الذي هو جماع الدين الذي بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى فيها: {وإنك لعلى خلق عظيم}) (٦١/١٦).
وكثيرا ما يكرر مقاصد سورتي الإخلاص: الكافرون والإخلاص في عدد من كتبه.
(كَلَّاۤ إِنَّ ٱلۡإِنسَـٰنَ لَیَطۡغَىٰۤ ۝٦ أَن رَّءَاهُ ٱسۡتَغۡنَىٰۤ)

والمَعْنى: أنَّ ما قالَهُ أبُو جَهْلٍ ناشِئٌ عَنْ طُغْيانِهِ بِسَبَبِ غِناهُ كَشَأْنِ الإنْسانِ.

والتَّعْرِيفُ في الإنْسانِ لِلْجِنْسِ، أيْ: مِن طَبْعِ الإنْسانِ أنْ يَطْغى إذا أحَسَّ مِن نَفْسِهِ الِاسْتِغْناءَ،

واللّامُ مُفِيدَةٌ الِاسْتِغْراقَ العُرْفِيَّ، أيْ: أغْلَبُ النّاسِ في ذَلِكَ الزَّمانِ إلّا مَن عَصَمَهُ خُلُقُهُ أوْ دِينُهُ
.

والتَّقْدِيرُ: إنَّ الإنْسانَ لِيَطْغى لِرُؤيَتِهِ نَفْسِهِ مُسْتَغْنِيًا.


وعِلَّةُ هَذا الخُلق: أنَّ الِاسْتِغْناءَ تُحَدِّثُ صاحِبَهُ نَفْسُهُ بِأنَّهُ غَيْرُ مُحْتاجٍ إلى غَيْرِهِ، وأنَّ غَيْرَهُ مُحْتاجٌ؛ فَيَرى نَفْسَهُ أعْظَمَ مِن أهْلِ الحاجَةِ، ولا يَزالُ ذَلِكَ التَّوَهُّمُ يَرْبُو في نَفْسِهِ حَتّى يَصْبُوَ خُلُقًا، حَيْثُ لا وازِعَ يَزَعُهُ مِن دِينٍ أوْ تَفْكِيرٍ صَحِيحٍ؛ فَيَطْغى عَلى النّاسِ لِشُعُورِهِ بِأنَّهُ لا يَخافُ بَأْسَهم؛ لِأنَّ لَهُ ما يَدْفَعُ بِهِ الِاعْتِداءَ مِن لامَةِ سِلاحٍ وخَدَمٍ وأعْوانٍ وعُفاةٍ ومُنْتَفِعِينَ بِمالِهِ مِن شُرَكاءَ وعُمّالٍ وأُجَراءَ فَهو في عِزَّةٍ عِنْدَ نَفْسِهِ.

فَقَدْ بَيَّنَتْ هَذِهِ الآيَةُ حَقِيقَةً نَفْسِيَّةً عَظِيمَةً مِنَ الأخْلاقِ وعِلْمِ النَّفْسِ، ونَبَّهَتْ عَلى الحَذَرِ مِن تَغَلْغُلِها في النَّفْسِ
.
....
وجُمْلَةُ ﴿إنَّ إلى رَبِّكَ الرُّجْعى﴾ مُعْتَرِضَةٌ بَيْنَ المُقَدِّمَةِ والمَقْصِدِ والخِطابُ لِلنَّبِيءِ ﷺ، أيْ: مَرْجِعُ الطّاغِي إلى الله،

وهَذا مَوْعِظَةٌ وتَهْدِيدٌ عَلى سَبِيلِ التَّعْرِيضِ لِمَن يَسْمَعُهُ مِنَ الطُّغاةِ، وتَعْلِيمٌ لِلنَّبِيءِ ﷺ وتَثْبِيتٌ لَهُ، أيْ: لا يَحْزُنْكَ طُغْيانُ الطّاغِي فَإنَّ مَرْجِعَهُ إلَيَّ، ومَرْجِعُ الطّاغِي إلى العَذابِ،

قالَ تَعالى: ﴿إنَّ جَهَنَّمَ كانَتْ مِرْصادًا لِلطّاغِينَ مَآبًا) وهو مَوْعِظَةٌ لِلطّاغِي بِأنَّ غِناهُ لا يَدْفَعُ عَنْهُ المَوْتَ، والمَوْتُ: رُجُوعٌ إلى الله كَقَوْلِهِ: ﴿يا أيُّها الإنْسانُ إنَّكَ كادِحٌ إلى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقِيهِ﴾.

وفِيهِ مَعْنًى آخَرَ وهو أنَّ اسْتِغْناءَهُ غَيْرُ حَقِيقِيٍّ؛ لِأنَّهُ مُفْتَقِرٌ إلى الله في أهَمِّ أُمُورِهِ ولا يَدْرِي ماذا يُصَيِّرُهُ إلَيْهِ رَبُّهُ مِنَ العَواقِبِ فَلا يَزِدْهُ بِغِنًى زائِفٍ في هَذِهِ الحَياةِ فَيَكُونُ الرُّجْعى مُسْتَعْمَلًا في مَجازِهِ، وهو الِاحْتِياجُ إلى المَرْجُوعِ إلَيْهِ،

وتَأْكِيدُ الخَبَرِ بِـ (إنَّ) مُراعًى فِيهِ المَعْنى التَّعْرِيضِيُّ؛ لِأنَّ مُعْظَمَ الطُّغاةِ يَنْسُونَ هَذِهِ الحَقِيقَةَ بِحَيْثُ يُنْزِلُونَ مَنزِلَةَ مَن يُنْكِرُها
.

ابن عاشور
القرآن يختار للإنسان معاركَه، ويرسم له ميادينها، ويرشده إلى أسلحتها ودروعها، ويَزِن له همومه ومشاغله، وأفراحه وآلامه وآماله ومخاوفه، ويصرفه عن بٌنيّات الطريق كلما جرّته الحياة إليها، ويجدد ذلك في نفسه بقدر تعلّق الإنسان بمعاني القرآن ومقاصده، وهذا كله من معاني كونه نورًا وهدى وشفاء!
وكأنه ليس وراء التكرّم بإفادة الفوائد العلمية تكرّم، حيث قال: (الأكرم الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ) فدلّ على كمال كرمه بأنه علّم عباده ما لم يعلموا، ونقلهم من ظلمة الجهل إلى نور العلم.

الزمخشري
«مجموع الفتاوى» (3/ 181):

«فلما اجتمعنا: وقد أحضرت ما كتبته من الجواب عن أسئلتهم المتقدمة الذي طلبوا تأخيره إلى اليوم: حمدت الله بخطبة الحاجة، خطبة ابن مسعود رضي الله عنه ثم قلت: إن الله تعالى أمرنا بالجماعة والائتلاف ونهانا عن الفرقة والاختلاف. وقال لنا في القرآن: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا} وقال: {إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء} وقال: {ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات}، وربنا واحد وكتابنا واحد ونبينا واحد، وأصول الدين لا تحتمل التفرق والاختلاف، وأنا أقول ما يوجب الجماعة بين المسلمين وهو متفق عليه بين السلف، فإن وافق الجماعة فالحمد لله، وإلا فمن خالفني بعد ذلك: كشفت له الأسرار وهتكت الأستار وبينت المذاهب الفاسدة التي أفسدت الملل والدول، وأنا أذهب إلى سلطان الوقت على البريد وأعرفه من الأمور ما لا أقوله في هذا المجلس فإن للسلم كلاما وللحرب كلاما.

وقلت: لا شك أن الناس يتنازعون، يقول هذا أنا حنبلي ويقول هذا أنا أشعري ويجري بينهم تفرق وفتن واختلاف على أمور لا يعرفون حقيقتها.
.... رجال صَدَقُواْ مَا عَاهَدُواْ الله عَلَيْهِ. .﴾ [الأحزاب: ٢٣]

وساعة تسمع كلمة ﴿رِجَالٌ. .﴾ في القرآن، فاعلم أن المقام مقام جدٍّ وثبات على الحق، وفخر بعزائم صلْبة لا تلين، وقلوب رسخ فيها الإيمان رسوخ الجبال، وهؤلاء الرجال وَفَّوا العهد الذي قطعوه أمام الله على أنفسهم، بأنْ يبلُوا في سبيل نصرة الإسلام، ولو يصل الأمر إلى الشهادة.

وقوله تعالى: ﴿فَمِنْهُمْ مَّن قضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَّن يَنتَظِرُ. .﴾ قضى نحبه: أي أدَّى العهد ومات، والنحب في الأصل هو النذر، فالمراد: أدى ما نذره، أو ما عاهد الله عليه من القتال، ثم اسْتُعمِلَت (النحب) بمعنى الموت.

لكن، ما العلاقة بين النذر والموت؟ قالوا: المعنى إذا نذرتَ فاجعل الحياةَ ثمنًا للوفاء بهذا النذر، وجاء هذا التعبير ﴿فَمِنْهُمْ مَّن قضى نَحْبَهُ. .﴾ لتعلم أن الموت يجب أن يكون منك نذرًا. أي: انذر لله أنْ تموت، لكن في نُصْرة الحق وفي سبيل الله، فكأن المؤمن هو الذي ينذر نفسه وروحه لله، وكأن الموت عنده مطلوب ليكون في سبيل الله.

فالمؤمن حين يستصحب مسألة الموت ويستقرئها يرى أن جميع الخَلْق يموتون من لُدن آدم حتى الآن؛ لذلك تهون عليه حياته ما دامت في سبيل الله، فينذرها ويقدمها لله عن رضا، ولِمَ لا وقد ضحيتَ بحياة، مصيرها إلى زوال، واشتريتَ بها حياة باقية خالدة مُنعَّمة.

وحق للمؤمن أن ينذر نفسه، وأن يضحي بها في سبيل الله؛ لأن الله يقول: ﴿ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بمآ آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين﴾ [آل عمران: ١٦٩ - ١٧١]


(الشعراوي)
Forwarded from أحمد وجيه
‏كما أن من الأعمال ما يكون على وفق السنّة ومنها ما يكون مبتدَعًا فكذلك المعارف منها ما يكون على جادّة السنّة ومنها ما يكون مبتدَعًا.
وللشيطان مداخل على العبد في معارفه كما أن له عليه مداخلَ في أعماله.
وعلى المسلم أن يتحرّى السنّة في معارفه كما عليه أن يتحرّاها في أعماله، فليس ثمت عاصم وراء الاستمساك بهُدى الله وسبيل رسوله، وما كان من المعارف معارضًا لهُدى الله فليس هو علمًا، بل شرّ وضلال وبدعة.
وكم من مسألة تكون بدعةً يزيّنها الشيطان ويلبسها لباس العلم والتحقيق فيضلّ بها عالم أو متعلّم، ويلقي في نفسه نشرَها والذود عنها، فإذا هو أحياها وأذاعها في الناس وهو مأمور بخلاف ذلك، ثم بعد ذلك تنتشر بين الناس ويكون خلافٌ وفسادٌ وشرّ.
كان بعض مشايخنا يُقرئ الطلاب كتب المروءات قبل كتب التأصيل العلمي، ككتب ابن المرزُبان، وابن حبان، والثعالبي وغيرها، لما في تلك الكتب من تربية الطالب على الشهامة، وإعانة المحتاج، وإغاثة الملهوف، وترك السفالة، والرذالة.

وما تراه في الساحة العلمية وغيرها من التنابز بالألقاب، والتعيير بالسوابق، وكشف الأسرار، وتقويل الناس مالم يقولوه ليس إلا من ترك تقويم النفس بالمروءات والفتوات، وقد قيل: لو كانت المروءة سهلة لسبق إليها اللئام.